إن
#المغفرةَ في
#رمضانَ في متناوَلِ الجميعِ، كلُكم يستطيعُ أن يُدركَ هذا الفضلَ العظيمَ، فتُغفرُ له ذنوبُ العُمُرِ بأعمالٍ يسيرةٍ وكثيرةٍ، فينالُها كلُ حريصٍ على الخيرِ مُجتهدٌ، ويَخسرُها كلُّ محرومٍ من الخيرِ مُبتعِدٌ.
🟩هناك ليلةٌ في رمضانَ من قامَها إيماناً باللهِ -تعالى- وبفضلِها واحتساباً لأجرِها يبتغي بذلك وجهَ اللهِ -تعالى-، فله بذلك مغفرةُ سنينِه المديدةِ، وتُفتحُ له صفحةٌ جديدةٌ: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
🟩أنَّ النبيَّ ﷺ رقِيَ الـمِنْبرَ، فقال: آمينَ، آمينَ، آمينَ، قيل له: يا رسولَ اللهِ، ما كُنتَ تَصْنَعُ هذا؟! فقال: قال لـي جِبريلُ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أدرَكَ أَبَوَيْه أو أَحَدَهما لَـمْ يُدْخِلْه
#الجنةَ، قلتُ: آمينَ، ثم قال: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عليه رَمضانُ لَـمْ يُغْفَرْ له، فقلتُ: آمينَ، ثم قال: رَغِمَ أنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَه فلَمْ يُصَلِّ عَليْك، فقُلتُ: آمينَ. ،
أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (646) واللفظ له
"رغِمَ أنفُ عبْدٍ" أي: التصقَ بالرَّغامِ، أي: التُرابِ؛ وذلك لخيبتِه وخسارتِه، فأنتم تلاحظُونَ أن من خَسِرَ يطأطئُ رأسَه قليلاً؛ ولكن أن يصلَ الأمرُ إلى أن يلتصقَ أنفُه بترابِ الأرضِ فهذه واللهِ خيبةٌ عظيمةٌ.
🟥فلماذا هذه الدعوةُ من جبريلَ -عليه السلام- والتأمينُ من النبيِ ﷺعلى خسارةِ وخيبةِ من أدركَ شهرَ رمضانَ ثم لم يُغفرْ له؟.
🟩يا أهلَ الإيمانِ: إن المغفرةَ في رمضانَ في متناوَلِ الجميعِ، كلُكم يستطيعُ أن يُدركَ هذا الفضلَ العظيمَ، فتُغفرُ له ذنوبُ العُمُرِ بأعمالٍ يسيرةٍ وكثيرةٍ، فينالُها كلُ حريصٍ على الخيرِ مُجتهدٌ، ويَخسرُها كلُّ محرومٍ من الخيرِ مُبتعِدٌ.
فيا عبدَ اللهِ: لا شكَ أنك صائمٌ في رمضانَ، امتثالاً للأمرِ، وأداءً للفرضِ، فليكن -مع ذلك- إيماناً باللهِ -تعالى- وما أخبرَ به من فرضِ الصومِ وفضلِه، واحتساباً للثوابِ والأجرِ مخلصاً فيه للهِ -تعالى-، فيكونُ لك في ذلك ما أخبرَ به النبيُّ ﷺ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
🟡 أيعجزُ أحدُنا أن يُحسنَ الوُضوءَ في بيتِه ثم يخرجَ من بيتِه للمسجدِ لصلاةِ الجماعةِ، فهذا فيه خيرٌ كبيرٌ، وأجرٌ من اللهِ -تعالى- على ذلك العملِ اليسيرِ، تَوَضَّأَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ -رضي الله عنه- يَوْمًا وُضُوءًا حَسَنًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ: "مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يَنْهَزُهُ -أي: لا يُخرجُه- إِلَّا الصَّلَاةُ؛ غُفِرَ لَهُ مَا خَلَا مِنْ ذَنْبِهِ".
🟡فإن دخلَ المسجدَ ثم صلى ركعتينِ خاشعتينِ، فلعلَه ينالُ بذلك ما جاءَ في الحديثِ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَسْهُو فِيهِمَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
🟡ثم لا يزالُ في خيرٍ وفي صلاةٍ ما انتظرَ الصلاةَ، وتدعو له الملائكةُ بالمغفرةِ، قالَ ﷺ: "لا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ، وَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ! اللهُمَّ ارْحَمْهُ! حَتَّى يَنْصَرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ".
🟢أما القيامُ في رمضانَ فلا يتجاوزُ ساعةً مع الإمامِ، تمتلئُ المساجدُ بالمصلينَ فينشطُ الجميعُ في طاعةِ اللهِ -تعالى-، فمن قامَ رمضانَ إيماناً باللهِ -تعالى- وفضلِ القيامِ، واحتساباً للأجرِ والمغفرةِ، مع الإخلاصِ، فليبشرْ بقولِ رسولِ اللهِ ﷺ: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
🟢بل يُكتبُ له أنه في صلاةٍ حتى الفجرِ، كما قالَ -ﷺ : "مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَام حتَّى يَنْصَرِفْ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَة"، فيأكلُ ويشربُ وينامُ وقد كُتبَ له أجرُ القائمينَ الراكعينَ الساجدينَ! فهل رأيتُم أحسنَ مِن هذا؟!.
🟣وهناك ليلةٌ في رمضانَ من قامَها إيماناً باللهِ -تعالى- وبفضلِها واحتساباً لأجرِها يبتغي بذلك وجهَ اللهِ -تعالى-، فله بذلك مغفرةُ سنينِه المديدةِ، وتُفتحُ له صفحةٌ جديدةٌ: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
🟣في كثرةِ ركعاتِ القيامِ مع الإمامِ قد يُوافقُ تأمينُك -أي: قولُ آمين- تأمينَ الملائكةِ فتفوزَ فوزاً عظيماً وأنت لا تشعرُ، قال ﷺ : "إذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوا, فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
🟠ولا تنسى الأذكارَ بعدَ كلِ صلاةٍ، ألفاظٌ معدودةٌ، لها أثرٌ عجيبٌ ومغفرةٌ لا محدودةٌ: "مَنْ سَبَّحَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ، وَحَمدَ اللهَ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، ثُمَّ قَالَ تَمَامَ المائَةِ: لا إِله إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وُلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".
🟠كثيرٌ منا في رمضانَ يستمعُ للأذانِ للإمساكِ والفطورِ، فلا يفوتُنا أن نقولَ بعدَ تشهدِ المؤذنِ هذا الدعاءَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا؛ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ".
🟣فإذا أفطرَ الصائمُ، حمِدَ اللهَ -تعالى- على نِعمِه الجليلةِ، أكلٌ وشربٌ وحمدٌ؛ ثم ماذا؟ "مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
🟣واسمع إلى هذا الحديثِ يا من فطّرتَ صائماً، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ -أي: بئرٍ- يَلْهَثُ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا فَنَزَعَتْ لَهُ مِنَ الْمَاءِ، فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ"، فإذا كانَ قد غُفرَ لمومسةٍ بكلبٍ سقتُه ماءً، فكيفَ بمن فطّرَ إنساناً مسلماً على عطشِ وجوعِ هذه العبادة العظيمة؟.
:أبعدَ هذا كلَه، ومع ما يعرفُه كلُ مسلمٍ عن مغفرةِ اللهِ -تعالى- ورحمتِه التي وسعت كلَ شيء، نستغربُ ذلك الدعاءَ على من أدركَ رمضانَ فلم يُغفرُ له؟.
فاستعن باللهِ ولا تعجزْ، لعلها تُدركُك مغفرةٌ من الغفورِ الرحيمِ، فتصير من عُتقاءِ رمضانَ من نارِ الجحيمِ.
اللهم لا تحرمنا فضلَك، واغفر لنا في هذا الشهرِ المباركِ ولجميعِ المسلمينَ ما تقدمَ من ذنوبِنا؛ إنك أنت الغفورُ الرحيمُ.
•◈❀◈❁◈❀◈•
《
#منتدى_المركز_الدولى》