كيف نعظِّم حرمة الأشهر الحرم؟
تشترك الأشهر الحُرُم الأربعة في أحكام ينبغي للمسلم أن يتعلمها ويعرف كيف يعظم هذه الأشهر الحرم؛ حتى يكون من الذين يعظِّمون حرمات الله ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ (سورة الحج: من الآية 30)، ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (الحج: من الآية 32).
ومعنى تعظيم حرمات الله: أي اجتناب ما حرمه الله تعالى تعظيما لحدود الله. فالمؤمن الحق هو الذي يعظم حرمات الله، ويستشعر هيبته وخشيته، ويذعن لجلاله، ويخاف غيرته تعالى على حرماته، ويخاف من معصيته وغضبه ويخشى عذابه ويرجو رحمته.
ولا يتهاون بالمعصية ولا يسارع إلى الخطيئة، فمن يعظم الله تعالى؛ يعظم حرماته، ويستشعر عظمة الذنب، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (إنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ, وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا) رواه البخاري.
ويقول بلال بن سعد: "لَا تَنْظُرْ إلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَلَكِنْ اُنْظُرْ إلَى مَنْ عَصَيْتَ"أخرجه الذهبي في تلخيص العلل المتناهية.
ومن موجبات تعظيم الله تعالى: تعظيم حرماته، وهي كل ما يجب احترامه وحفظه وصيانته ورعايته، وتشتمل جميع ما أوصى الله بتعظيمه وأمر بأدائه.
ومن تعظيم حرمات الله تعالى: تعظيم كتابه الكريم، وتعظيم حرمة المؤمن، وحفظ دمه، وماله وعرضه، واحترام حقوقه، وعدم النيل من كرامته والتعدي عليه. قَالَ صلى الله عليه وسلم
إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا).
ويقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوماً بعد ما نظر إلى الكعبة: (ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمنون عند الله أعظم حرمة منك)رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
ومن تعظيم حرمات الله تعالى: تعظيم المقدسات الإسلامية، كالمسجد الحرام ومعرفة مكانته ومنزلته، وأنه أشرف البقاع على وجه الأرض وتعظيم مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والأدب مع صاحبه وعدم رفع الصوت على سنته أو تقديم قول أحد من البشر على قوله.
إن تعظيم حرمات الله تعالى واحترام أوامره وامتثالها ومعرفة نواهيه واجتنابها لهو طريق إلى الفلاح، وسبيل للنجاح، ودليل على الإيمان، وبرهان على الإحسان، وسبب للغفران.
فلا بد إذن من تعظيم الأشهر الحرم، والتوقف فيها عن الاعتداء والاقتتال وظلم النفس، حتى يسود السلام ويتوفر الأمن، وتنتشر السكينة في هذه الأشهر المحددة، فهي مدة زمنية يسيرة للراحة من الاقتتال، وتعظيم حرمات الله تعالى، ويكفي أن العام كله فيه أزمات واعتداءات وسفك للدماء. فلماذا نبخل على المسلمين بأن يعيشوا حياة هادئة في الأشهر الحرم، وليتمكن الحجاج من أداء المناسك ولنعظم جميعا حرمات الله.
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗