- هل أمر رسولنا الكريم ﷺ بتخصيص ساعة للصلاة عليه، أو للذكر عامة؟ هل فعل ذلك صحابة رسول الله ﷺ والسلف الصالح، وهم أفضل الناس فهمًا وتطبيقا للدين عباداته ومعاملاته؟
= لا.
- إذن فالأمر بدعة.
- هل يأتي الخير من نِعال الظالمين؟
= لا.
- إذن فانجُ بنفسك، ولا تفعل ما يدعون به، وخالفهم في كل ما يدعون إن خالف القرآن والسنة.
- هل يجوز الذكر في جماعة فتقول مثلا: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أو نصلي على النبي)؟
= ليس من السنة الذكر في جماعة تهليلًا أو تكبيرًا أو تسبيحًا لله، أو غيرها من الأذكار، ولنا في قصة عبدالله بن مسعود برهان في ذلك، فقد رأى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- جماعةً في حلقة وعليهم واحد يقول: سبحوا مائة، كبروا مائة، فأنكر عليه ابن مسعود -رضي الله عنه-، وهذا أثر ثابت عن ابن مسعود.
( الأصل أن مبنىٰ العبادات على التوقيف والاتباع.. انتهى).
- هل نسكت اتقاءً للفتن؟
= لا والله، فالساكت عن البدعة كالمشارك فيها.
وعن أَبي سعيد الخُدْريِّ قَالَ: خَرج معاوِيَة عَنْهُ علَى حَلْقَةٍ في المسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسكُمْ؟ قالُوا: جلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّه. قَالَ: آللَّهِ مَا أَجْلَسكُم إِلاَّ ذَاكَ؟ قالوا: مَا أَجْلَسنَا إِلاَّ ذَاكَ، قَالَ: أَما إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُم تُهْمةً لَكُم وَمَا كانَ أَحدٌ بمنْزِلَتي مِنْ رسُولِ اللَّهِ ﷺ أقلَّ عنْهُ حَدِيثًا مِنِّي: إِنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ خرَج علَى حَلْقَةٍ مِن أَصحابِه فَقَالَ: مَا أَجْلَسكُمْ؟ قالوا: جلَسْنَا نَذكُرُ اللَّه، ونحْمدُهُ علَى ماهَدَانَا لِلإِسْلامِ، ومنَّ بِهِ عليْنا. قَال: آللَّهِ مَا أَجْلَسكُمْ إِلاَّ ذَاكَ؟ قالوا: واللَّه مَا أَجْلَسنا إِلاَّ ذَاكَ. قالَ: أَما إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهمةً لكُمْ، ولِكنَّهُ أَتانِي جبرِيلُ فَأَخْبرني أَنَّ اللَّه يُباهِي بِكُمُ الملائكَةَ رواهُ مسلمٌ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذان الحديثان يتعلقان بحلق الذكر ومجالس العلم والذكر، سبق ما يدل على أن مجالس الذكر يباهي الله بهم الملائكة، وأن الملائكة تحضرهم وتحفها بأجنحتها ثم تصعد إلى السماء ويسألها ربها عن ذلك، فتخبره أنها أتتهم يسبحون ويحمدون ويكبرون إلى آخره كما تقدم، تقدم حديث أبي سعيد: ما من قوم يجلسون في مجلس يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده فمجالس الذكر لها شأن عظيم فيها التعليم والتوجيه والتذكير بالله.
والحديث الآخر: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل: يا رسول الله ما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر وفي هذا الحديث يقول ﷺ لما كان جالسا في أصحابه ذات يوم دخل ثلاثة المسجد فجاء أحدهم إلى الحلقة فوجد فرجة فدخل والنبي ﷺ يذكر أصحابه، والثاني استحيا ما وجد فرجة جلس خلفهم ما أحب يزاحم، والثالث خرج أدبر وخرج، فلما فرغ النبي من حديثه ﷺ قال للصحابة: ألا أنبئكم بخبر الثلاثة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله هو الذي جلس في داخل الحلقة، والثاني استحيا فاستحيا الله منه، والثالث أعرض فأعرض الله عنه هذا فيه الحث على الدخول في الحلقة والحرص على أن يكون فيها وأن يلتمس فرجة لأن هذا أكمل في الرغبة وأكمل في الحرص على الفائدة، وإن لم يتيسر جلس خلفهم، وهكذا حلقة خلف حلقة لسماع الفائدة، سواء كانوا في المساجد أو في الصحراء أو في أي مكان، الإنسان يحرص على الفائدة، يجتهد في أن يكون في مقدم الحاضرين حتى يكون استماعه أكمل، والحرص على العلم له فضل عظيم لأن الإنسان خلق غير متعلم لا يعلم شيئا جاهلا كما قال جل وعلا: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا [النحل:78]
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗