احْكَام الأضْحِيَّة وفَضَائِلُهَا وشُرُوطهَا
احْكَام الأضْحِيَّة وفَضَائِلُهَا وشُرُوطهَا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [[1]]
■■ الجزء الأول : ■■
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : ضَحَّى النَّبِيُّ ﷺ
بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ
فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا
#يُسَمِّي_وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ
■ رواه البخاري 5558
------------------------------------------------------------------
وعَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :
#لَا_تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً ، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ
فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ
■ رواه مسلم 1963 ( 13 )
------------------------------------------------------------------
#_الأضْحِيَّة : من شعائر الإسلام العظيمة
التي أمر الله بها، وحثَّ عليها النبي ﷺ
وهي ما يُذْبَح في يوم النحر، وأيام التشريق
من الْإِبِلِ، وَالْبَقَرِ، وَالْغَنَمِ تقربًا إلى الله تعالى
وسميت بذلك :
لأنها تُذْبَح ضحًى بعد صلاة العيد
وشرعت الأضحية إحياءً لسنة خليل الله
إبراهيم عليه الصلاة والسلام، إذ أوحى الله
إليه أن يَذْبَح ولده إسماعيل ثم فداه بكبش
فذَبَحَهُ بدلًا عنه ، قال تعالى :
﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم ﴾ [الصافات:107]
------------------------------------------------------------------
وشكرًا لله على ما سخر لنا من بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ
قال تعالى :
{ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون *
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ
التَّقْوَى مِنكُمْ } [الحج: 36-37]
------------------------------------------------------------------
#وأجمع المسلمون على مشروعيتها
لقول الله تعالى : ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا
لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ
الأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 34]
فهي مشروعة في جميع المِلَل
#_واختلف_أهل_العلم #_هل_هي_سنة_أم_واجبة ------------------------------------------------------------------
#فذهب_أهل_القول_الأول : إلى أنها سنة
واستدلوا على ذلك بما رواه مسلم
في صحيحه من حديث أبي هريرة :
أن النبي صلى الله عليه وسلـم قال :
إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ
فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا
■ رواه مسلم برقم (1977)
------------------------------------------------------------------
وذلك لأنه قال :
#وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ
فجعله مفوضًا إلى إرادته
ولو كانت التضحية واجبة لم يذكر ذلك
------------------------------------------------------------------
#ومما_استدلوا_به_أيضًا :
أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما
كانا لا يضحيان السنة والسنتين
مخافة أن يُرى ذلك واجبًا
■ الفقه الميسر (4/ 120)
------------------------------------------------------------------
#قلت : وأما فعل أبي بكر وعمر فإنهما لما
رأيا الناس يتباهون في الأضاحي
كانا يكتمان ولا يظهران
فليس المقصود بالترك الترك بالكلية،إنما كانا
يتركان الإظهار، وأبو بكر وعمر وغيرهم
ممن ذكر عنهم ذلك هم أقرب الناس للسنة
وأحرص الناس عليها، فهم ما كانوا يظهرون
الأضحية فحسب
#قول_أكثر_العلماء في الأضحية :
على أنها سُنة مؤكدة ، يثاب فاعلها
ويلام تاركها ؛ اتباعاً لسنة النبي ﷺ
وهذا أيضًا رأي اثنين من الخلفاء الراشدين
أبو بكر وعمر ، رضي الله عنهما
------------------------------------------------------------------
#ويستشهد_العلماء :
بقول النبي ﷺ كدليل على أن الأضحية
ليست فرضًا على كل مسلم
إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ
أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ
■ رواه مسلم
والمعني هنا أنها
#رغبة ؛ وبعبارة أخرى
فإن الرسول ﷺ يعرض في سياق تعليمه
الديني الخيار للمسلمين لتقديم الأضحية
أو عدم تقديمها
------------------------------------------------------------------
وقد ضحَّى النبيُّ ﷺ عن نفْسِه وعن أُمَّتِه
وفي الحَديثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ
وَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا
■ سنن ابن ماجه 3123 وحسنه الألباني
#قولت : { أضواء البيان }
والحديث مختلف عليه والراجح ضعفه
وأفردت له منشور لتوضيح ذلك
ويمكنك
بالضغط هنا
لرؤية المنشور
#__حديث__مَنْ__كَانَ__لَهُ__سَعَةٌ ------------------------------------------------------------------
: قوله : مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ
أي : مَن كان لَديهِ القُدرةُ والاستطاعةُ
على شِراءِ الأُضحيَّةٍ
#وقيلَ: المُرادُ بالسَّعةِ هي أنْ يكونَ صاحبَ
نِصابِ الزَّكاةِ، "ولم يُضَحِّ"، أي : ولم يَذْبَحْ
أُضحيةً في العِيدِ، "فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا"
أي : فليس بأهلٍ أنْ يَحضُرَ مُصَلَّى المسلِمين
في العيدِ؛ زَجرًا وعُقوبةً لِبُخلِه
------------------------------------------------------------------
وبذلك يَفوتُه حُضورُ فَرحتِهم ودُعائِهم
وهذا مِن الحثِّ الأكيدِ على الأُضحيَّةِ
والإتيانِ بها لِمَن قَدَرَ عليها
وليس المرادُ أنَّ صِحَّةَ الصَّلاةِ
تتوقَّفُ على الأُضحيَّةِ
وهذا كما ذكرت على فرض صحة الحديث
أما عن رأي الأقلية في الأضحية
على أنها واجبة ؛ بناء على الآية الثانية
من سورة الكوثر : فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
كما هو رأي الفريق الثاني
#_والقول_الثاني :
أن الأضحية واجبة وهو مذهب أبي حنيفة
ورواية عن الإمام أحمد رحمهما الله
واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
حيث قال : إن الظاهر وجوبها، وإن من قدر
عليها فلم يفعل فهو آثم ، لأن الله ذكرها
مقرونة بالصلاة في قوله تعالى :
﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر ﴾ [الكوثر:2]
وفي قوله : قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ؛ [الأنعام:162]
------------------------------------------------------------------
#واستدلوا بأن النبيُّ ﷺ داوم عليها
وضحَّى عشر سنوات، وكان يظهرها على
أنها شعيرة من شعائر الإسلام
حتى إنه يخرج بأضحيته ويَذْبَحُهَا بالمصلَّى
#_قال_الشيخ_ابن_عثيمين :
والقول بالوجوب أظهر من القول بعدم الوجوب
لكن بشرط القدرة
وأما العاجز الذي ليس عنده إلا مؤنة أهله
أو المدين ؛ فإنه لا تلزمه الأضحية
بل إن كان عليه دين ينبغي له أن يبدأ بالدين
قبل الأضحية
■ الشرح الممتع (7/ 422 - 423)
------------------------------------------------------------------
وينبغي للمؤمن أن يحرص عليها
ويبادر إلى ذلك خروجًا من خلاف العلماء
#_والأضحية_لها_شروط : فمن ذلك :
------------------------------------------------------------
: أن تكون في وقت الذَّبْحُ ؛ وهو من صباح
العيد بعد الصلاة إلى آخر أيام التشريق
فلا تجزئ قبل صلاة العيد
لقول النَّبِيِّ ﷺ كما في الصحيحين
مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ
------------------------------------------------------------------
وأيضا من حديث أنس بن مالك :
مَنْ ضَحَّى قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ
وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ
وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ
■ البخاري (5546)، ومسلم برقم (1962)
------------------------------------------------------------------
وروى مسلم في صحيحه برقم (1961)
من حديث البراء بن عازب قال :
خطبنا رسول الله ﷺ يوم النحر، فقال :
لَا يَذْبَحَنَّ أَحَدٌ حَتَّى يُصَلِّي
------------------------------------------------------------
الشرح الممتع، للشيخ ابن عثيمين
(7/ 424 - 427)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
: أن تكون من بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ وهي : الْإِبِلِ
وَالْبَقَرِ، وَالْغَنَمِ ؛ لقول الله تعالى :
{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ
فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ
الأَنْعَامِ } [الحج: 28]
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
: بلوغ السن المعتبرة شرعًا، لقول النَّبِيِّ ﷺ
فيما رواه مسلم في صحيحه (1963)
من حديث جابر :
لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً ؛ أي : ثنية ؛ إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ
عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ
#فالْإِبِلِ خمس سنين ؛
#وَالْبَقَرِ سنتان
#والْمَعْزِ سنة ؛
#والضَّأْنِ ستة أشهر
------------------------------------------------------------------
عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ :
مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ ؛ فَقَالَ رَجُلٌ :
هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ - وَذَكَرَ مِنْجِيرَانِهِ
فَكَأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ عَذَرَهُ - وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ
مِنْ شَاتَيْنِ. فَرَخَّصَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ
فَلَا أَدْرِي بَلَغَتِ الرُّخْصَةُ أَمْ لَا
ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ - يَعْنِي فَذَبَحَهُمَا -
ثُمَّ انْكَفَأَ النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَذَبَحُوهَا
■ رواه البخاري 5561 ومسلم 1962
------------------------------------------------------------------
ذهب بعض أهل العلم في تعريف الجَذَع
إلى أنه ما بلغ من السن ستة أشهر فما فوق
وذهب آخرون إلى أنه العظيم السمين
من غير تحديد سنٍّ معيَّنَةٍ
------------------------------------------------------------------
#قال_ابن_القيم رحمه الله :
وأمرهم أن يَذْبَحُوا الجَذَع من الضَّأْنِ
والثَنِيَّ مما سواه وهي المُسِنَّة
■ زاد المعاد (2/ 317)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
: أن تكون سليمة وخالية من العيوب
مثل : الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ
عَرَجُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا
وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي أي :
لا مُخ في عظامها ؛ لهزالها وضعفها
------------------------------------------------------------------
#فلا_يجزي في الأضحية سوى السليمة
من كل نقص في خلقتها
فلا تجزي الْعَوْرَاءُ ، ولا الْعَرْجَاءُ ولا العضباء
وهي مكسورة القرن من أصلها، أو مقطوعة
الأذن من أصلها، ولا المريضة
ولا الْعَجْفَاءُ ؛ وهي الهزيلة التي لا مخ فيها
------------------------------------------------------------------
لقوله صلى الله عليه وسلـم :
#أَرْبَعٌ_لَا_تَجُوزُ_فِي_الأَضَاحِيِّ :
الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا
وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تَنْقَى
■ سنن أبي داود (2802)، وصححه الألباني
الأحكام التي تتعلق بالأضحية :
هذا مانتعرف عليه بإذن الله
في الجزء الثاني ؛ تابعونا .......
------------------------------------------------------------------
تابعونا
《
#منتدى_المركز_الدولى》