حَلقة السَمك بالأنفوشي بالاسكندريه عام ١٩٣٠
لا يَمر أحد بِجوار «حَلقة السَمك» بمنطقة الأنفوشى بمدينة الإسكندرية دون أن تَستوقفه رَائحة السَمك الطَازجة والبَلاط العَتيق والأعمدة الرُخامية المُخضّبة بِقشور السَمك وأصوات البَاعة الذين يُنادون على أنواع الأسماك المَوجودة لجَذب الزَبائن من عُشاق الفُسفور «خُش على البُورى والسُبيط والشرَاغيش» تَتراص الطَاولات الخَشبية التى تَضم أنواع السَمك بألوانه الأصَفر والأحَمر والأسَود دَاخل المَمرات الضَيقة لسوق السَمك الشَهيرة فى الإسكندرية ويَتعرف المَار على المَبنى العَتيق الذى يَقع قُرب قَلعة قَايتباى الأثرية وقَصر رأس التين بمنطقة الأنفوشى التَابعة لحى الجمرك وقد تَم إنشاء «حَلقة السَمك» عام 1834 وشَهدت فيها رَوايات مُدهشة عن رِحلات الصَيد وخَسائر وأرباح التُجار وبعد سَنوات قَامت قُوات الاحتلال البريطانى بإدارة السُوق للتأكد من تَوفير الطَعام للجنود الإنجليز خُصوصاً خِلال الحربين العالميتين الأولى والثانية ..
تَبدأ الحَلقه نَشاطها من مَطلع الفجر وتَستمر حَركة البَيع والشِراء علي مَدار اليوم بلا إنقطَاع والطَريف إن تَسميتها لم يَتم وفقاً لتَصميمها الهَندسي المُستطيل الذي يَمتد افقياً وانما جَاء من وَحي تَجمع التُجار فى شَكل حَلقه كل صَباح لبَيع ومُقايضة ما يصَطادونه من البَحر حتى يَحكمون الدَائرة حول الزُبون فلا يُغادر إلا واشَترى من أحدهم أو قَايضه وكانت الطَاولات تَضم مُختلف الأنواع من الأسَماك الطَازجه وكل مَالذ وطَاب من المَأكولات البَحريه ويَتوافد علي الحَلقه أفَواج من السَائحين لمُشاهدة المَزادات فجراً فعند دخُولك من بَوابة الحَلقه سَتجد مَكاناً يُشبه الصَاله به فَتحات تَنفذ مِنها اشعة الشَمس والهَواء تَتراص فيها الأسَماك بأنتظَام في انتظار من يُزايد عَليها ..
تَصل الأسَماك بَاكراً في الرابعه صباحاً علي شَاحنات تَحملها من المِيناء الشَرقي المجاور للحَلقه وهي تَضم حَصيلة ماقَام الصَيادون بِجمعه من مُختلف السَواحل السَكندريه او التي تَأتي من الأقَاليم المَصريه او من البِلاد المُجاوره حَيث يَذهب اغلب الصَيادين في رِحلات صَيد قُرب الحَدود مع ليبيا وتَفتح مَزاد البيع حيث يُنادي القَائم علي المَزاد بِسعر مُحدد للكيلو لنوع ما من الأسَماك ومن يُزايد بسعر أعلي تَكون « الشَروه » من نَصيبه ويكون المَزاد في ذُروته من السَاعه الرابعه فجراً حتي الثَامنه صباحاً حَيث يَخلو المَكان تَدريجياً من الزِحام حتي تُباع الطَاولات المُتبقيه من المَزاد علي الرَصيف حتي الخَامسه مساءاً ..
ويُعتبر مَبنى حَلقة السَمك من أشَهر وأقدم سُوق للأسَماك فى الإسكندرية ليس فقط كَونه البُورصة الرَئيسية التى يَتم فيها تَحديد أسعار المَأكولات البَحرية بمُختلف أنَواعها وإنما لأنه أصَبح مَعلماً أثرياً من مَعالم المَدينة البَارزة ورغم مَلامح التَهالك والتَقادم التى تَبدو وَاضحة على المَبنى التَاريخى بعد أن امتَدت إليه يَد الإهمَال واختَفت مَعالمه وطُمست زَخارفه إلا أنها لم تُؤثر على شُهرته وطَابعه المُميز عن بَقية مَبانى المَنطقة وتُعتبر الحَلقه بعد تَأسيسها قَبل ٢٠٠ عام هي السُوق الرَئيسي وتُقدر مِساحتها بنحو ١٩٠٠ متر وهي تَضم ٢٠ تَاجر أسَماك ..
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗