مدينة الجن.. هل كانت سجناً للعفاريت في زمن النبي سليمان؟

مدينة الجن.. هل كانت سجناً للعفاريت في زمن النبي سليمان؟

بكل تأكيد أن الجن قد سكنوا الأرض قبل الإنس وهذه حقيقة تاريخية لا ينكرها أحد. ولطالما اعتقد البشر أن عدداً من المدن والمنشآت قد بناها الجن في الزمن السحيق يوم كانت ممالكهم تحكم الأرض قبل أن يخلق الله آدم والبشرية هذا الجنس الجديد الذي أحكم سيطرته على الأرض وطرد الجن إلى البحار والقفار بعيداً عن الحواضر والعمران. 

مدينة الجن تقع اليوم في تركيا تحديدا في كبادوكيا وهي واحدة من المدن التي يعتقد أن الجن من قام ببنائها في الزمان الغابر. 

🟥أين تقع مدينة الجن؟

تقع مدينة الجن في ولاية نوشهير التركية وسط الأناضول وتروي قصة أسطورة حقيقية موجودة تحت الأرض.

🟥كيف تم اكتشافها؟

بدأت القصة عندما اكتشف أحد سكان مدينة "ديرينكويو" والتي تعني بالعربية (البئر العميق) وذلك أثناء قيامه بهدم أحد جدران منزله المبني في الكهوف.
فوجد هذا الرجل غرفة غامضة وراء الجدار لم يرها من قبل وقد فوجئ عندما رأى هذه الغرفة مفتوحة على غرف أخرى وهكذا وكأنها سلسلة من الغرف المتصلة.
جرى هذا الاكتشاف في العام 1963 وأطلق عليها الأهالي اسم "مدينة الجن" لوجودها على بعد 40 متراً تحت سطح الأرض، ليبدأ علماء الآثار بدراسة هذه المدينة الغامضة ذات الأربعين متراً تحت الأرض بالرغم من أن التخمينات تشير إلى أن عمقها يصل إلى 85 متراً.
تتألف مدينة الجن من 13 طبقة تحت الأرض وفقاً لما توصل إليه العلماء حتى الآن إلا أن ثمانية منها فقط يُمكن زيارتها ورؤيتها بين الطابقين الثالث والرابع، حيث يوجد درج عمودي يؤدي إلى ممر كنيسة صليبية في الطابق الأدنى يبلغ أبعادها ما بين 9 وحتى 20 متراً مع سقف يبلغ ارتفاعه 3 متر.

أما الطبقات الأخرى بعضها يوجد فيها عراقيل والآخر تم حفظه ومنعت من الزيارة ريثما يقوم العُلماء بدراستها جيداً

تحمل مدينة الجن في كبادوكيا بتركيا تصميماً مُدهشاً ودقيقاً من الداخل، ويستوعب قرابة 10 آلاف شخص وتتضمن ممراتٍ سرية مزودة بـ 3 فتحات رئيسية يتم إغلاقها عبر صخورٍ دائرة يتراوح ارتفاعها بين المتر والمتر ونصف بعرض 50 سم ويصل وزن الواحدة منها إلى 500 كغ.


🟥أنفاق مدينة الجن:

كما تضم المدينة أنفاقاً يصل طولها إلى 8 كم بحيث تقود لمدينة ثانية تحت الأرض تُدعى "كابادوسيا" ففسر العلماء ذلك بأن البشر الذين أقاموا في هذه المدينة كانوا يختبئون من شيء. ما يخفيهم كالعدو أو العاصفة أو الجوية أو غير ذلك.
تُشير الدراسات أن مدينة الجن بُنيت في العصر البيزنطي حيث كان الناس في الأناضول يعيشون في منازل كبيرة محفورة تحت الأرض كانت تتسع لجميع أفراد العائلة من رجال ونساء وأطفال.

🟥ماذا يوجد داخل المدينة؟



عدا عن توفر أماكن خاصة لتربية الحيوانات الأليفة ومخازن للمواد الغذائية وغُرف للعصير وأخرى دينية عدا عن المقابر والمدرسة، وفق طبقاتٍ أخرى يوجد إسطبلات وقاعات للطعام ومطابخ جدرانها داكنة بسبب النيران التي كانت تُستخدم أثناء الطبخ.



كما يوجد فتحات تهوية تصل لجميع الغرف والطوابق ليصل الهواء إلى تحت الأرض.





وهناك عدة أمور حيّرت العلماء في مدينة الجن منها:

-بُنيت مدينة الجن داخل صخور بركانية لينة وهذا تتطلب أعمدة أثاث تتحمل طبقات تحت الأرض ما يعني أنها بُنيت بمواد بناء دقيقة جداً.



-يوجد نهر يمر فيها عبر آبار اسطوانية الشكل ليصل جميع طوابق المدينة.




-الأمر المُذهل عدم وقوع كوارث إنسدادية في سراديب أو ممرات المدينة.



-أكثر ما حيّر العلماء سؤال يقول هل عاش في المدينة بشر أم كائنات خارجية ذات قوى خارقة؟



هل بناها أتباع المسيح عيسى بن مريم وأوى إليها أصحاب الكهف؟

تحتوي كبادوكيا على العديد من المدن تحت الأرض، استخدمت أغلبها في عهود المسيحية المبكرة كأماكن للاختباء قبل تحوّل المسيحية إلى ديانة مقبولة. وتمتلك هذه المدن التي تقع تحت الأرض على شبكات دفاعية وأشراك في العديد من طبقاتها السفلية. وبعض من هذه الأشراك معقدة وإبداعية للغاية، ومن هذه الأشراك عدد مكونة من صخور دائرية كبيرة لإغلاق الأبواب والمعابر وأشرلك مؤلفة من ثقوب في الأسقف يتمكن المدافع من إسقاطها على المهاجم من الأسفل. وكانت هذه الأنظمة الدفاعية تستخدم بشكل أساسي ضد الرومان. وكانت منظومة الأنفاق هذه قد بنيت بممرات ضيقة، لمواجهة الأسلوب القتالي الروماني الذي اعتمد على القتال الجماعي، لإجبارهم على المرور فرادى لتسهيل عملية اصطيادهم. ولا يستبعد أن أن يكون الفتية أصحاب الكهف قد أووا إلى هذه المدينة ذات الكهوف هرباً بدينهم من الإمبراطور الروماني.



هل بناها الجن لسيدنا سليمان بن داود؟



مع أن هناك من يعتقد أن الجن من قام ببناء هذه المدينة ربما في عصور سحيقة واتخذوها سكناً، وربما بناها الجن في زمن الملك سليمان عليه السلام الذي حكم الأرض في عام 900 قبل الميلاد والذي عرف عنه بتسخير الجن في بناء المعابد والمدن والقدور. ولا نستبعد أيضاً أن تكون المدينة سجناً للجن فقد عرف عن النبي سليمان بمعاقبة الجن والعفاريت الذين يعصون أوامره ويقوم بسجنهم في أماكن مختلفة من الأرض. 
۩❁#منتدى_المركز_الدولى❁۩