🟢
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِالشيخ صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -
🟢
وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللَّٰهُ :
وَدَلِيلُ الصَّلَاةِ في قَوْلِهِ تعالىٰ :﴿ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ والمعنىٰ : أن يأتوا بها كما أَمَـرَ اللَّٰهُ عَـزَّ وَجَـلَّ ؛ بِشُرُوطِهَا وأركَـانِـهَـا وَوَاجِبَاتِـهَـا ،
أمَّا مُـجَـرَّد صورة الصلاة فإنها لا تَـكْـفِـي ؛ ولهذا لم يقل : ويصلوا ، بل قال :﴿ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾
ولا تكون الصلاة قائِمَة إلَّا إذا أتىٰ بها كما أمَـرَ اللَّٰهُ سبحانه وتعالىٰ ،
أمَّا الَّـذِي يُصَلِّي مجرد صورة ، في أيِّ وَقْتٍ يشاء ، أو بِدُونِ طهارَةٍ وبدون طُمَأنِينَة ، ولا يَأتِي بِمُتَـطَلَّبَاتِ الصلاة ، هذا لم يُصَلِّ ،
❍ ولهذا قال ﷺ للمُسِيءِ في صلاته ، الَّـذِي لا يطمئن في صلاته ، قال له :
▣ « ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ »
ليس مقصودًا صورة الصلاة من قيام وركوع وسجود وجلوس فقط ، ليس هذا المقصود ،
بل المقصود أن يُؤْتَىٰ بها كما شَرَعَ اللَّٰهُ سبحانه وتعالىٰ ، مستوفية لكل متطلباتها الشرعية .
❅ ثُمَّ ذَكَـرَ دَلِيلَ الـزَّكَـاةِ بِقَوْلِهِ تعالىٰ :﴿ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ﴾
أي : يدفعوا الزكاةَ للمستحقين لها ، الذين ذكرهم اللَّٰهُ تعالىٰ في قوله :
✺ ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ
عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّٰهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّٰهِ وَاللَّٰهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ .
ذَكَـرَ ثمانيةَ مَصَارِف وَحَصَرَهَا بِــ ﴿ إِنَّمَا ﴾ فلا يكون صرفها في غير هذه المصارف الثمانية ،
❐ فمن صَرَفَهَا في غير مصارفها الثمانية ؛ لم يكن قد آتىٰ الزكاة ، ولو أنفق أموالًا طائلة ، ملايين أو مليارات وسماها زكاة ،
ولا تكون زكاة حتىٰ تُوضَع في مواضعها التي حَصَرَهَا اللَّٰهُ تعالىٰ فيها ،
⇑ هذا معنى إيتاء الزكاة ،
وأيضًا في وقتها ، أي : يخرجها وقت وجوبها ، لا يتباطأ ويتأخر ويتكاسل ، طَيِّبَةً بها نَفْسُهُ ،
↜ أي : لا يعتبرها مَـغْـرَمًا أو خَسَارَةً ، وإنما يعتبرها : مَـغْـنَـمًا لَـهُ .
هذه الأمور الثَّلاثَة هِيَ :
﴿ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ الـدِّينُ : الـمِـلَّـة ،
الْقَيِّمَة : صِفَة لموصوف محذوف ، تقديره : دُينُ المِلَّة الْقَيِّمَة ،
⇐ أي : المُسْتَـقِـيمَـة .
هَــذَا دَلِيلُ الصَّلَاةِ والزَّكَاةِ وَتَفْسِيرِ التَّوْحِيدِ .
صَــفْـــحَـــــة ١٨٨ - ١٩٠ ]
- نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ - تابعووووونا
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩