تحريم قتل النفس غير المؤمنة
يقول تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} [المائدة: 32]، فهذه الآية الكريمة دلت على أن كل الأنفس عند الله تعالى حرمتها سواء، فلا يجوز لمسلم أن يقتل غير مسلم .
إن هذا الدين العالمي الذي يخاطب الناس كافة، بجميع أعراقهم وأطيافهم، في كل أرجاء الأرض عالج جميع أمورنا الدينية والدنيوية الروحية والمادية دقها وجلها خاصها وعامها سرها وعلنها تميز بخصائص منها: السماحة واليسر ونبذه للعنف. سماحة القوي ويسر المعتدل لا سماحة الخانع الذليل ولا يسر المضيع للدين، فتمثلت سماحة الإسلام في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق وسائر تشريعاته مع المسلم وغير المسلم، فجاءت تعليمه تتفق وطبيعة الإنسان قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة من الآية:286]، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق من الآية:7]، {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء:28].
إن نشر السماحة وإحياءها في نفوس الناس ونبذ العنف من الأهمية بمكان؛ حتى ينعم المجتمع بالأمن والاستقرار ويعم الرخاء، فالعنف غير المبرر من بعض الحكومات والأفراد مرفوض واستخدام مبدأ الحكمة والموعظة الحسنة أمر مطلوب فتقابل الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة كما تعلمنا من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64]، فالعنف سلاح الضعيف.
وعلينا بطيب الكلام، وحسن المقال، ونشر السلام، وإطعام الطعام، ووصل الأرحام وهذه صفات تسامح تنبأ عن سلامة الصدر قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة:83]، وقال صلى الله عليه وسلم: «يا أيُّها النَّاس أفشوا السَّلام، وأطعموا الطَّعام، وصلوا الأرحام، وصلُّوا باللَّيل والنَّاس نيام، تدخلوا الجنَّة بسلام»( ).
وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم في دينن االحنيف طلاقة الوجه واستقبال النّاس بالبشر، قال صلى الله عليه وسلم: «تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدَقةٌ وأمرُك بالمعروفِ ونهيُك عن المنكرِ صدَقةٌ وإرشادُك الرَّجلَ في أرضِ الضَّلالةِ لك صدَقةٌ وإماطتُك الأذَى والشَّوْكَ والعظْمَ عن الطَّريقِ لك صدقةٌ وإفراغُك من دلْوِك في دلْوِ أخيك لك صدقةٌ»( ). وهكذا علمنا ديننا، ونبينا صلى الله عليه وسلم أن نكون أصحاب خلق حسن مع المسلمين وغير المسلمين، حيث قال صلى الله عله وسلم: " إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ و في روايةٍ (صالحَ الأخلاقِ)"( ).
ملحوظة
(الصورة التعبيرية تشتيت ليس لها علاقة بالموضوع)
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗