خرافات الجاهلية :
أولاً :
خرافة : اسم لرجل من بني عذرة خطفه الجن في الجاهلية فمكث فيهم زمن طويل ثم ردوه إلى الإنس فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب
فقال الناس : حديث خرافة. فصار لدلالة على الحديث الذي لا يصدق
ثانياً :تعريف الخرافة :
هي الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة.
وترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال .ثالثاً :
من الخرافة :
(الهامة)
اختلف العرب في تفسير الهامة فقد قيل :
أنه إذا قُتل أحدهم ولم يأخذ أهله بثأره، ستخرج من رأسه دودة وبعضهم قال :
هي طير، فتأخذ بالدوران حول القبر، وهي تقول: اسقوني، اسقوني، فإن أخذ أهله بثأره ذهبت وولت دون عودة، وإلا بقيت، وفي تفسير آخر لهذه الخرافة،أنه قيل :
إن العرب كانوا يتشاءمون من البومة
إذا حطّت على منزل أحدهم، فيقول :
نعت إلي نفسي، أو أحداً من أهل داري، أي أنها أنذرت بموت صاحب المنزل أو أحد من أهله وحتى بعد ظهور الاسلام بقيت هذه الاعتقاد سائدة حتى أن الامام الشافعي في ديوانه يذكر هذا الفعل ولم ينكره قائلا :خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي
وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها
أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي
عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها
رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني
وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها الصّفر )
المراد بالصَفَر هو ما كان يعتقده العرب في الجاهلية من أن في بطن المرء دابة تتهيج عند الجوع، ولربما قامت بقتل صاحبها، وكانوا يرونها أعدى وأشد بلاءً من الجرب، وقد قيل:
إن العرب آنذاك كانوا يتشاءمون من شهر صفر
إِذا اصفر لون المرء وابيض شعره
تنغص مِن أيامه مُستَطابها
وذكر الرواة أن ثابت بن جابر وهو تأبط شرا أطلق عليه هذا الاسم لانه رأى كبشا كبيرا في الصحراء فاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه أكرمكم الله طول طريقه، فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش فلم يقله فرمى به فإذا هو الغول فقتله تابط شرا بضربت بالسيف
فقال له قومه : ما تأبطت يا ثابت ؟
الغول والاستسقاء بالنجوم )
- خرافة الغول
شاعت كثيرًا في الجاهلية، والغول هو المفرد من الغيلان، والتي هي نوع من الجن والشياطين التي ادّعى العرب أنها تتراءى للناس في الصحارى، وتظهر لهم في أشكال شتى، فتُضلّ الناس وتهلكهم
قالوا : لقد تأبطت شراً فسمي بذلك
وقد أنشدا على قصته العجيبة مع الغول هذه الابيات :
أَلا من مبلغ فتيان فَهمٍ
بِما لاقَيتُ عند رَحى بِطانِ
بِأَنّي قد لَقيتُ الغولَ تَهوي
بِسَهبٍ كَالصَحيفَةِ صَحصَحان
فَقُلتُ لها كِلانا نِضوُ أَينٍ
أَخو سَفَرٍ فَخَلّي لي مكانيكيُّ الجمل السالم لتصحّ الإبل !
هذه الخرافة محتواها أن العرب إذا مرضت الإبل وبدا في فمها، أوعلى أحد أطرافها قروح أو بثور، كانوا يجيئون بجمل سالم فيكوون شفاهه وساعديه وذراعيه، وتفسير ذلك الفعل لتصحّ سائر الإبل كما يصور لهم المعتقد الخاطئ و حسب خرافاتهم،أما خرافة الاستسقاء بالنجوم فقد كان العرب يقولون أنه حين ينزل المطر :
مُطرنا بنوء كذا، أي بنجم كذا، وذلك لاعتقادهم أن الكواكب فاعلة مؤثّرة تُنشئ المطر بنفسها
- ضرب الثور لتشرب البقرة
هذه الخرافة مضمونها أن العرب كانوا يردون بقطيع الأبقار الماء، وقد يُقدم الثور على الشرب،ولا تشرب الأبقار فيرون ذلك الفعل من وجود الجن في قرون الثور،
فيقومون بضرب الثور ، لتشرب الأبقار، وهذا ما نجده في أشعارهم، إذ قال أحدهم:
فإني إذًا كالثور يُضرب جنبه …. إذا لم يعف شربًا وعافت صواحبه وقد وضع بعض المؤرخين احتمالًا، أن ذلك كان عملًا وقائيًا بل هو علاج علميّ، غير أن ذلك لا يعدو كونه خرافة ووهمًا.
-عقر الإبل على القبور
كانوا إذا مات أحدهم ضربوا قوائم بعير بالسيف عند قبره، وقيل إنهم كانوا يفعلون ذلك مكافأة للميت المضياف على ما كان يعقره من الإبل في حياته للأضياف
الرتم :
وذلك أن الرجل منهم كان إذا سافر عمد إلى خيط فعقده في غصن شجرة أو في ساقها فإذا عاد نظر إلى ذلك الخيط فإن وجده بحاله علم أن زوجته لم تخنه وإن لم يجده أو وجده محلولاً
قال: قد خانتني، وذلك العقد يسمى ( ارتم )
قال شاعرهم :
خانته لما رأت شيباً بمفرقه
وغره حلفها والعقد للرتم
طرح السن 🦷 نحو الشمس إذا سقطت :
ومن تخيلات العرب وخرافاتهم أن الغلام منهم إذا سقطت له سن أخذها بين السبابة والأبهام واستقبل الشمس إذا طلعت وقذف بها وقال :
يا شمس أبدليني بسن أحسن منها
تشاؤمهم بالحيوانات والطيور والأشياء :
ومن مذاهبهم الخرافية تشاؤمهم بأشياء كثيرة وحالات عديدة : فمن ذلك:
تشاؤمهم بالغراب حتى قالوا : فلان أشأم من غراب البين
ولهم في هذا المجال أبيات شعرية كثيرة منها قول أحدهم :
ليت الغرب غداة ينعب دائباً
كان الغرابُ مقطع الأوداج
:كانت تلك بعض المعتقدات والخرافات التي كان العرب في الجاهلية يؤمنون بها ويصدقونها
و جاء الإسلام ليدحضها ويبطلها، وبالنظر لها نجد أنها ما هي إلا معتقدات ، وموروثات مبنية على الجهل والخرافة، فكان إبطال الإسلام لها دليل على عظمته وفضله في إنارة العقولوجلاء الأفهام وتكريم البشرية بإبعادها عن كل طريق يستبعد في العقل، وتتسلط فيه الأوهام على السلوك والمعتقدات .
المصادر
:شمس العلوم-الحميري
: مجموعة القصائد الزهديات
: كتاب آثار البلاد وأخبار العباد