كأس الأمم 1988 ( 1 من 3 ) مصر

كأس الأمم 1988 ( 1 من 3 )
للمرة الأولي منذ عام 1961 يعود المنتخب المصري للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية بصفته حاملاً للقب الذي تحصل عليه في البطولة الخامسة عشرة التي استضافتها مصر،
وكعادة المنتخب المصري كانت الأجواء مشتعلة، فقبل شهر من انطلاق البطولة كانت مشاكل الجهاز الفني تتصاعد، فالمدرب الويلزي مايكل سميث المتوج ببطولتين ( أمم 86، ودورة الألعاب 87) تعرض لاخفاقه الأول بالخروج من تصفيات دورة سول الاوليمبية علي يد تونس، وفي القاهرة بهدف قاتل في الوقت الاضافي.
ونتيجة لتصاعد الخلافات داخل الجهاز، الذي ضم معه كل من شحته، واحمد رفعت، وطه بصري، تحت مسمي الجهاز الفني للفرق القومية المكلف بالاشراف علي المنتخب، وكذلك منتخبي الناشئين تحت 19 و16 اللذان يستعدان لخوض التصفيات الأفريقية، فقد تقدم (شحته) مساعد المدرب منذ وصوله لمصر باستقالته لأسباب صحية، وقبلها اتحاد الكرة برئاسة حسن عبدون في 31 يناير أي قبل شهر ونصف علي البطولة، وتم تصعيد احمد رفعت ليحل محل شحته، وتجاهل الاقتراح الخاص باستبداله بهاني مصطفى.
اعلن الجهاز الفني عن قائمة أولية للبطولة من 30 لاعب تضم كلا من:
حراس المرمي: ثابت البطل، احمد شوبير ( الأهلي) ، أيمن طاهر وحسين السيد ( الزمالك)
الدفاع: إبراهيم حسن، ربيع ياسين، حمادة صدقي، محمد سعد ( الأهلي)، هشام يكن، أشرف قاسم، احمد رمزي (الزمالك)، محمد عمر (الاتحاد)، علي شحاته ( المقاولون)
الوسط: شوقي غريب( غزل المحلة)، طارق سليمان (المصري) إسماعيل يوسف، أيمن يونس، رضا عبد العال (الزمالك)، أسامة عرابي، بدر رجب (الأهلي)، أحمد الكأس ( الأولمبي)
الهجوم: حسام حسن وطاهر أبوزيد، وحمادة المصري( الأهلي)، جمال عبد الحميد، طارق يحيي (الزمالك)، عماد سليمان (الإسماعيلي) محمد رمضان ( الترسانة)، أحمد حسن ( غزل المحلة)، ناصر محمد علي (المقاولون)
ومن الجدير بالذكر أن نجم الوسط مجدي عبد الغني كان مستبعداً بسبب إيقافه لمدة عام من الاتحاد الأفريقي جراء تعديه علي حكم مباراة الأهلي وأفريكا سبور ، وكان من اللافت اختيار حمادة المصري المنتقل للأهلي في منتصف لموسم من المقاولون العرب بعد ثلاث مباريات فقط بالقميص الأحمر سجل خلالها أربعة اهداف في مرمي المقاولون والأولمبي والإسماعيلي. من جهة أخري أعلن شوقي غريب ومحمد عمر اعتزامهما اعتزال اللعب الدولي بعد البطولة.
بدأ المنتخب استعداداته بمعسكر مغلق في فندق ايتاب بالاسماعيليه، حيث استبعد علي شحاته لاعب المقاولون لعدم اكتمال لياقته واستدعى مصطفى أبو الدهب لاعب المصري محله، كما استبعد ناصر محمد علي لتجدد اصابته بالركبة،
بدأت المشكلات في الظهور عندما طلب طاهر أبوزيد اعفائه من المشاركة في المعسكر المغلق واستبداله ببرنامج علاجي لتجدد اصابته، وهو ما رفضه المدير الفني وطلب مشاركته في المعسكر واجراء البرنامج تحت اشراف الجهاز الطبي أسوة بما يتم مع أشرف قاسم نجم الزمالك، كما أبدى احمد رفعت مدرب الفريق اعتراضه علي منح أي استثناء لطاهر، وطلب بالالتزام بفرض التعليمات علي الجميع، وهو ما أوضح أن الصدام قادم لا محالة.
تضمن البرنامج الاعدادي للمنتخب شمل ستة مباريات ودية، بدأها بالفوز علي نادي لوكوموتيف لايبزج من ألمانيا الشرقية بهدف وحيد سجله أيمن يونس، ثم مباراتان أمام منتخب الاتحاد السوفيتي الأولمبي، خسر الأولي باللاعبين غير الأساسيين بهدفين للاشئ، وهو ما أثار حفيظة جماهير الإسماعيلية التي هتفت ضد المنتخب، ولذا نقلت المباراة الثانية الي ستاد القاهرة وبمشاركة الأساسيين، إلا أن المنتخب خسر للمرة الثانية من الفريق السوفيتي القوي، ولم يكن في اللقاء حسنة سوى عودة طاهر أبوزيد للمشاركة وتسجيله هدفاً بتسديدة قوية في مرمي ديمتري خارين الحارس الشهير، لتهتف الجماهير لطاهر وتسب سميث ورفعت في الملعب وامام فندق الفريق ، والطريف أن مجلة الاهلي نشرت كاريكاتير للفنان شريف عليش تعليقا علي الهدف ومعركة ابوزيد وسميث بجملة استفان روستي من فيلم شاطئ الغرام، ( هي دي اللي كنت عاوزه تهزقيها... دي مفيش حد ما اعجبش بيها).
توجه المنتخب بعد ذلك إلي الامارات للعب مباراتين، حيث خطف فوزا صعبا في الدقيقة الأخيرة برأس إبراهيم حسن، بعد ان كان عدنان الطلياني قد تقدم لبلاده في الدقيقة الخامسة، ليتعادل جمال عبد الحميد بعدها، وتستمر المباراة متوسطة المستوى حتى هدف الفوز، وفي المباراة الثانية تعادل الفريقان بهدف لكل حيث تقدم أيمن يونس لمصر قبل أن يدرك مبارك غانم التعادل للامارات الدقيقة الأخيرة.
اختتم المنتخب استعداداته بلقاء مع منتخب بلغاريا الذي ضم في صفوفه الصاعد خرستو ستويشكوف، وانتهي اللقاء بالفوز بهدف لجمال عبد الحميد في الشوط الأول الذي شهد مشاركة التشكيل الأساسي، فيما تراجع المستوى بشدة في الشوط الثاني بعد الدفع بأربعة بدلاء.
تعرض المنتخب لانتقادات شديدة بعد الأداء الهزيل في المباريات، حيث غاب اللعب الجماعي، والتفكير الخططي الذي تميز به الفريق سابقاً، وهو ما رد عليه المدرب سميث بأن العناصر المتاحة له حاليا لا تتيح له الاستمرار في اللعب بنفس الأسلوب، وأن العديد منهم يفتقد الخبرة الدولية، والقدرات البدنية المطلوبة لمواجهة الفرق الأفريقية، وأشار إلي أن استبعاد نجم الزمالك حمادة عبد اللطيف يعود إلي تصميمه علي عدم الالتزام بالمهام التي يطلبها الجهاز الفني منه، فيما لا يتمتع رضا عبد العال لاعب الزمالك وطارق الصاوي لاعب الإسماعيلي واحمد حسن مهاجم المحلة بالقوة البدنية اللازمة،
كان الدخان يفوح من معسكر المنتخب ويراه الجميع، إلا أن الجميع فوجئوا باندلاع الحريق، فعقب مباراة بلغاريا التي كان من المقرر أن يقوم الجهاز الفني بعدها بإعلان القائمة النهائية للبطولة وارسالها للاتحاد الأفريقي، تقدم طاهر ابوزيد باعتذار عن السفر والمشاركة في البطولة لما وصفه بكونه غير لائق بدنيا ونفسيا للمشاركة.
أحدث هذا الاعتذار زلزالا تفرغت الصحافة لمناقشته بما طغى علي استعدادات المنتخب الأخيرة، واستفاض النقاد في البحث عما وراء هذا القرار، وأجمعت الآراء علي أن تصعيد أحد رفعت لمنصب الرجل الثاني في جهاز الفني كان السبب الرئيس في هذا القرار، خاصة وأن طاهر لعب تحت قيادة مايكل سميث في بطولة 86 ودورة الألعاب 87، ولم تحدث مشكلات، إلا أن الحال تغير فور وصول رفعت.
من أغرب الأسباب التي تناقلتها الصحافة أن الجهاز الفني رفض طلب طاهر الحصول علي رقمه المفضل (12)، بدعوى أن الاتحاد الأفريقي خصص ارقام 1و12و22 لحراس المرمي، ومن ثم حصل الحارس احمد شوبير علي رقم 12.
وجه كثير من النقاد المعروفين انتقاد لموقف طاهر، الذي اضطر للخروج لتوضيح موقفه فقال انه فوجئ بالضجة التي أحدثها قراره، وان الجهاز الفني قبل اعتذاره علي الفور، وان ولائه الكامل للمنتخب وصراحته المعروفة مع المسئولين هما ما دفعاه لمصارحة الجهاز بأنه غير لائق بدنيا ونفسيا للمشاركة في البطولة ويثق في قدرة زملائه علي تمثيل مصر بأفضل ما يمكن
كشف إسماعيل البقري في الاهرام، أن رئيس جهاز الرياضة سعيد حشمت ، تدخل شخصيا مع الجهاز الفني بعد قراره في 9 فبراير باستبعاد طاهر من المنتخب بعد رفضه اجراء التأهيل مع المنتخب، وأن ذلك تم لما لمسه الجميع من وجود تعسف من الجهاز الفني، وان الجهاز استجاب وعاد للصواب، إلا أن طاهر بعد أن عاد وشارك في المباريات الودية، قرر أن يترك المركب التي يعتقد أنه ستغرق.
لم يفوت محمود معروف الفرصة علي الرغم من وجوده في تغطية خارجية لدورة الخليج، فذكر أن هناك ( استياء شديد من هروب طاهر أبوزيد وسط الصحفيين المتابعين لكأس الخليج)
وأعلن الجهاز الفني عن قائمة البطولة بعد اعتذار طاهر أبوزيد، والتي ضمت كلا من :
حراس المرمي: ثابت البطل (1) احمد شوبير (12) ( الأهلي) ، أيمن طاهر(22) ( الزمالك)
الدفاع: إبراهيم حسن(2)، ربيع ياسين(3)، حمادة صدقي(5)، محمد سعد (14) ( الأهلي)، هشام يكن (19)، أشرف قاسم(16)، احمد رمزي(13) (الزمالك)، محمد عمر(4) (الاتحاد)، علي شحاته ( المقاولون)
الوسط: شوقي غريب( ( غزل المحلة)، طارق سليمان (18) (المصري) إسماعيل يوسف (7)، أيمن يونس(6)، رضا عبد العال (الزمالك)، أسامة عرابي(17) ، بدر رجب (الأهلي)، أحمد الكأس(21) ( الأولمبي)
الهجوم: حسام حسن (9) ( الأهلي)، جمال عبد الحميد(10)، طارق يحيي (20) (الزمالك)، عماد سليمان (11) (الإسماعيلي) محمد رمضان (15) ( الترسانة)
والطريف أن بعض وسائل الاعلام المغربية اعتبرت أن الموضوع (فيلم مصري) وأن طاهر سيظهر في اللحظة الأخيرة ليفاجئ الجميع..