ما حدث في ليلة الجن مع النبي
تتلخص بالحديث والدليل الشرعي الآتي:
“عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ مَسْعُودٍ هَلْ صَحِبَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – مِنْكُمْ أحَدٌ لَيْلَةَ الجِنِّ؟ قَالَ: مَا صَحِبَهُ أَحَدٌ مِنَّا، وَلَكِنْ كُنَّا مَعَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ففقَدْنَاهُ فالتمسناه في الأوْدِيَة والشِّعابِ، فَقُلْنَا: اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ؟ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، حَتَّى إِذَا أَصْبَحْنَا فَإِذَا هُوَ جَاء مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ فَقُلْنَا:
يا رسول الله! فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ باتَ بِها قَوْمٌ، فَقَالَ: “أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ الْقرْآنَ” قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ: “كُلُّ عَظْمٍ ذُكَرُ اسْمُ الله تَعَالَى عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ أَوْ رَوْثَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ”. فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم -: “فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ”.
وهو ما يستخلص منه أن النبي بُعِثَ إلى الثقلين (الإنس – الجن)، والجن من الكائنات المستترة عن أعين البشر ممن لهم القدرة على الظهور بأشكال متباينة.
وإسلام الجن ووفادتهم إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم كانت أفواجاً وقبائل كالإنس، ومكة أكثر الأماكن التي اجتمعوا بها برسول الله قبل الهجرة والمدينة في إثرها.
ومما رمى إليه الحديث أيضاً اللطف الإلهي بالآدميين؛ حيث اختار لهم ألباب الأشياء، وجعل الثانوي منها كما العظام زاداً لإخوانهم من الجن، فاستخلص الفقه أنه ينبغي ألا يُطرح عظام ما نأكله إلا بغرض الصدقة على الجن.
وأن يكون مما ذكر اسم الله عز وجل عليه؛ حتى يستطيبه المؤمنون منهم دون أن يضايقهم بكسرٍ أو ثلم، وكذلك الأمر بالنسبة للروث والبعر فهو قوتًا لدواب الجن.
قصة ليلة الجن مع النبي وردت في عدة روايات وأدلتها الشرعية كثيرة ومتعددة.
ففي الآية 29 من سورة الأحقاف قال تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ}.
وفي الآية الأولى من سورة الجن قال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ}، وقد أكد أهل العلم أنهما يدلان على الواقعة ذاتها.
إنّ وفادة الجن على رسول الحق ﷺ تركزت في مكة والمدينة وشعابهما، وأجمع أهل العلم على صحة ست روايات غالبيتها لم يشعر بها أحد لكنهم طلبوا خلالها النبي ولم يجدوه، حتى عاد وأخبرهم.
وقد قيل أن أولى ليلات الجن هي السبب في إرسال الشهب، استناداً لقوله تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا}.
وفي تفسير على ذلك فطلبوا قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: “فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله ﷺ بنخلة، وهو عامد إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمعوا له، فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، وهنالك رجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ”.
اختلف حول الموعد فقيل إنه في ذي القعدة عام 10 من البعث خلال عودة الرسول للطائف، كما قيل إنها بليلة المعراج قبل الهجرة بعامين أو ثلاث أي بعد واقعة الإسراء والمعراج.
وكان وفود الجن من نينوى في نخلة أما الوفود الثاني فكان بمكة من جن نَصِيبين، بينما حضر الوفود الثالث ابن مسعود بأعلى مكة في الجبال، والرابع بالمدينة ببقيع الغرقد وبحضور ابن مسعود أيضاً لوفود جن نصيبين.
وقيل أن حضور النبي كان لفض نزاع حول قتيل بينهم، أما الخامسة فكانت برفقته الزبير بن العوام خارج المدينة والأخيرة كانت ببعض أسفاره وبرفقته بلال.
السؤال:
لماذا ذهب النبي إلى مملكة الجن
ليتلو عليهم القرآن وينذرهم بالإسلام.
ليفض نزاع بينهم.
اختلفت الروايات وتعددت حول سبب وفود الجن إلى النبي الأكرم أو ذهابه إلى مملكتهم، لكن الآراء الأرجح كانت بسبب ما يلي:
ليتلو عليهم القرآن وينذرهم بالإسلام: ودليل من قال هذا قول النبي الأكرم قول النبي صلة الله عليه وسلم في من صرفوا إليه من نينوى:
“إني أمرت أن أقرأ على الجن فأيكم يتبعني؟، فأطرقوا، ثم استتبعهم فأطرقوا، ثم استتبعهم الثالثة، فقال رجل: يا رسول الله إن ذاك لذو ندبة، فأتبعه ابن مسعود أخو هذيل، قال فدخل النبي صلى الله عليه وسلم شعبًا يقال له: شعب الحجون، وخط على ابن مسعود خطًا ليثبته بذلك، قال: فجعلت أهال، وأرى أمثال النسور“، أي أنه رأى ما يهوله.
وليفض نزاع بينهم: قال ابن مسعود بحسب أحد الروايات أنه رأى الجن تمشي في دفوفها، ولأنه سمع لها لغطًا شديدًا حتى خاف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، فتلا القرآن جهرةً وللما رجع إيله الرسول الأكرم ﷺ سأله عن اللغط الذي سمعه؟ فقال النبي – صلى الله عليه وسلم-: “اختصموا في قتيل فقضي بينهم بالحق”، وهو الحديث الذي رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
ونذكر هنا أن الصحابي الذي ذهب مع الرسول للجن هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما.
قد روى عبد الله بن مسعود أن النبي الأكرم صلَّى العشاءَ ثم أخذ بيدِه حتى بلغا البطحاء في مكة المكرمة؛ حيث أجلسه وخطَّ له في الرمال خطّاً وأمره ألا يبرحه أو يتجاوزه.
منبهاً له أنّ هناك من الرجال ممن سينتهون إلى هذا الخط طالباً إليه ألا يكلمهم لأنهم لن يسمعوه أو يردوا عليه، ومضى النبي الأكرم حيث يريد في تلك الليلة.
وما شعر ابن مسعود إلا بقدوم رجال إليه كرجال الزُّطُّ بأشكالهم وأجسامهم وأشعارُهم وأجسامُهم، ولم يرى لهم عورةً ولا قشراً، ممن ينتهون إليه عند حد الخط ولا يتجاوزونه وصولاً إلى رسولِ اللهِ حتى آخر الليلِ،.
فجاءه النبي وهو جالس في المكان وتوسد فخذه قادماً من داخل الخط ثم رقد ونفخ، وإذ برجال يرتدون ثياباً بيضاء لا يعلم مدى الجمال الذي بهم إلا الله، فانتهوا إلى موضع رقوده مع رسول الله.
منهم جلس عند رأسِ النبي وآخرين عند قدميه، فتحدثوا بكلام طيب عن النبي قبل أن يرتفعوا ويستيقظ ويعلم ابن مسعود أنهم الملائكةُ.
وأن من قصدوه بحديثهم عن بنى قصراً هو الله الذي بنى الجنَّةَ ودَعى إليها عبادَه، فاستجاب بعضهم لدعواه وأدخله الجنَّةَ، أما من لم يستجب فعاقبَه أو عذَّبه، لكن علينا ألا نجعل هذه الأمور تخيفنا، كما يجب علينا تحصين أنفسنا من الجن والآنس على حدٍ سواء.
والى هنا اكون قد وصلت لنهاية السرد
لا تنسوا المتابعة
منتدى المركز الدولى وشاركني الأجر 🤎.
اذا اتممت القراءة اترك أثراً طيباً تؤجر عليه 🤎
سبح ، أستغفر، صل على النبي ﷺ
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩