مقدار ما يُعطى المساكين من الزكاة
مقدار ما يُعطى المساكين من الزكاة:
ما يسد حاجته كلها، عامه كله .
يجب أن يعطى الفقير ما يسد حاجته كلها، عامه كله، وهو مقدار ما يُعطى المساكين من الزكاة. أي إذا كان الفقير لديه ما يكفي نصف السنة، فيتم إعطائه ما يكفيه لنصف سنته المتبقية. إذا كان الشخص المعطي يعلم أنه فقير دون أن يعلم مقدار فقره، فيعطيه كفايته وما يتيسر له من الزكاة.
إذا كان عند الشخص المعطي كمية كبيرة من الزكاة ويمكن أن يعطيها للفقير فالأولى أن يعطيه ما يكفيه للسنة الكاملة. ويحرم على الفقير أن يسأل بعد ذلك بعد أن حصل على كفايته.
ليس لقدر الكفاية حد معين في الشرع، إنما يكون الاختلاف باختلاف الظروف واختلاف البيئة والأحوال والبلاد. ويجب أن تكون الزكاة بدون تبذير أو إسراف أو تقتير. والأفضل أن تكون الزكاة لمن يحتاجها لسنة كاملة وذلك من المأكل والمشرب والمبلس.
الكفاية عند العلماء هي: الطعام والشراب والمسكن وما يليق بالشخص بدون تقتير في النفقة وبدون إسراف. أي يجب أن يعطى الفقير كفايته إلى نهاية العام [1] [2] [3]
مسائل في مقدار ما يُعطى المساكين من الزكاة
إعطاء الشخص الذي لديه عقار
الزكاة للشخص القادر المتفرغ للعبادة
إعطاء الفقير كمية كبيرة من المال تكفي لشراء بيتًا
إعطاء الشخص الذي لديه عقار: قد يتساءل الشخص حول إعطاء هذا الشخص مقدار كافي من الزكاة وهو يملك عقار لو باعه لاستطاع أن يسد حاجته. لكن الحقيقة هي أن هذا الشخص سوف يتضرر ويحدث له أذية لو باع هذا العقار بخاصةً إذا كان يسكن فيه ولا يملك منزلًا غيره. لذلك يجب أن يعطى كفايته ولا يلزم أن يقوم ببيع عقاره.
الزكاة للشخص المتفرغ للعبادة: الشخص القادر على التكسب وقادر على العمل مثل الشاب قوي البنية لكنه يمتنع عن العمل من أجل أن يتفرغ من أجل العبادة فقط فهذا لا يعطى من مال الزكاة.
هذه الحالة تختلف عن حالة طالب العمل، لأن طالب العمل نفعه مفيد لغيره. وإذا ادعى الشخص صحيح البنية أنه لا يجد عملًا فيمكن أن يتم إعطائه بدون أن يضطر لليمين. أما إذا كان الشخص مشكوك بصدقه فلا يجوز إعطائه من الزكاة.
المال الكافي لشراء البيت: الهدف من الزكاة هو إعطاء الفقير ما يسد حاجته للسنة كاملة. أما شراء بيت فيتطلب كمية كبيرة من المال ويمكن أن يتم إعطاء كمية كبيرة من الفقراء كمية المال التي تكفي لشراء بيت. النبي عليه الصلاة والسلام حدد للزكاة سنة واحدة لأن الزكاة تتكرر كل عام وتجب على الشخص المقتدر كل عام.
على سبيل المثال، لو أعطي الفقير مال من أجل شراء منزل، فإنه هذا يمكن أن يتطلب مائة أو مائتي ألف، وهذا يعد عن كمية كبيرة من المال، ويمكن بدلًا من ذلك أن يتم استئجار له منزل من مال الزكاة يقيه من الحاجة وطلب الناس.
عندما تنتهي مدة الأجرة ويستمر الشخص بحالة الفقر وبوضعه الراهن نقوم بالاستئجار له مرة ثانية أما شراء بيت من الزكاة فلا يتفق الناس على جوازه. المال الذي يشتري بيت للفقير يمكن أن يتوزع على كثير من الفقراء ويسد حاجاتهم. [3] [4]
الدليل على مقدار ما يُعطى المساكين من الزكاة
مقدار ما يُعطى المساكين من الزكاة هو كفاية سنة للفقير أو المسكين. وذلك بمذهب المالكية والحنابلة والشافعية.
الدليل على هذا المقدار حديث عن عمر رضي الله عنه: ((كانتْ أموالُ بَنِي النَّضيرِ ممَّا أفاء اللهُ على رسولِه، ممَّا لم يُوجِفْ عليه المسلمونَ بخيلٍ ولا رِكابٍ, فكانتْ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم خاصَّةً، فكان يُنفِقُ على أهلِه نفَقةَ سَنةٍ، وما بقِيَ يجعَلُه في الكُرَاعِ والسِّلاحِ وعُدَّة في سبيلِ اللهِ ))
النبي عليه الصلاة والسلام كان أسوة لنا في كل ما نقوم به وكان يؤدي الزكاة لأهله قوت سنة
الزكاة تتكرر بتكرار الحول، ويجب على الشخص المقتدر أن يؤدي الزكاة بشكل سنوي، لذلك في كل عام تكون مقدار الزكاة متغير عن العام السابق له.
لا داعي أن يتم إعطاء الفقير ما يكفيه لفترة طويلة، إنما الواجب أن يتم إعطائه كفايته لعام.
دائمًا ما يكون هناك تشريعات ولكل منها فرع وحالات معينة. على سبيل المثال: إذا كان الشخص محترف في مجال ما أو حرفة ما، يجب أن يتم إعطائه ما يكفيه لشراء حرفته أو آلات حرفته سواء كان ذلك يكلف مال كثير أو قليل. والربح الذي يأتيه من هذه الآلات يكفيه بإذن الله من أجل ألا يكون محتاجًا لغيره.
أما الشخص الذي لا يستطيع التجارة أو لا يملك قدرة على العمل فيجب أن يتم شراء له ما يكفيه على الدوام. وأهل الحرفة يتم شراء لهم آلاتهم.
ومن تجب عليهم الزكاة هم بحسب قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة/60 [5]
التهاون في إخراج الزكاة
التهاون في إخراج الزكاة قد يحسبه الناس هينًا وهو عند الله عظيمًا. قال تعالى: وَلَا يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.
أي أن عقاب الشخص الذي يتهاون في إخراج الزكاة هو عقاب أليم. حذر الله عز وجل من البخل بأموال الزكاة وعقاب هذا الأمر أليم للغاية. وقد يظن الشخص أن عدم إخراج الزكاة سيزيد من ماله لكن هذا ينقص البركة من ماله ويؤدي إلى نيله عقاب أليم من الله عز وجل.
لذلك العقاب خطير ويجب على المسلم ألا يتهاون في هذا الأمر أو أن يتراخى في ذلك أو يتعلل بعدم معرفته للزكاة. ولا يظن الشخص أنه بذلك يكنز ماله لأن النبي عليه الصلاة والسلام وصفه بالخاسر
عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (همُ الأخسَرونَ وربِّ الكعبةِ. فقلتُ: يا رسولَ الله، فِدَاك أبي وأمِّي، مَن هُم؟ قال: هم الأكثَرونَ أموالًا، إلَّا من قال هكذا وهكذا وهكذا- مِن بينِ يَدَيه ومِن خَلْفِه وعن يَمينِه وعن شِمالِه- وقليلٌ ما هم، ما مِن صاحِبِ إبلٍ ولا بقَرٍ ولا غَنَمٍ، لا يُؤدِّي زكاتَها، إلَّا جاءت يومَ القيامةِ أعظَمَ ما كانت وأسْمَنَه، تنطَحُه بِقُرونِها، وتَطَؤُه بأظلافِها، كلَّما نَفِدَت أُخْراها، عادت عليه أُولاها، حتى يُقضَى بين النَّاسِ ) [6]
المراجع
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩