لمحات عن بركة بن جوجي بن جنكيزخان بقلم المؤرخ تامر الزغاري
أنا الذي حاربت بني قومي من أجل بني ديني
بركة خان الذي هرب منه هولاكو وقهر المغول وبولندا والروم، وسبب إسلام المغول، مات وهو يرد تحرير بغداد
وهذه 9 نقاط تلخص سيرة هذا البطل العظيم:
1) هو بركة بن جوجي بن جنكيزخان زعيم دولة القبيلة الذهبية المغولية، ولد في عام 1209م وكان اسمه عند الولادة بركاي ولكنه بعد أن إعتنق الإسلام أصبح يستخدم إسم بركة، وقد ولد ونشأ في ظل دولة جده جنكيزخان وهي إمبراطورية ممتدة من شرق آسيا إلى شرق أوروبا، وكان والده جوجي خان قائد جيوش المغول والخليفة المتوقع لجنكيزخان، ولكن والده جوجي توفي عام 1227م قبل جده جنكيزخان بستة أشهر مما غير المسار المتوقع لتولي الحكم.
2) بعد وفاة جنكيزخان تولى الحكم تولوي عم بركة، وأما بركة واخوته أوردا وباتو وشيبان وتيمور فقد تولوا حكم مناطق في شمال غرب الإمبراطورية المغولية وأصبح أخيهم باتو زعيما عليهم بعد أن قاموا بتأسيس دولة "القبيلة الذهبية" والمقسمة إداريا بين القبيلة الزرقاء والقبيلة البيضاء، والممتدة من سيبيريا شرقاً حتى أوكرانيا غرباً، واعتبرت نفسها وريثة لدولة "بولغار الفولغا" التابعة للخليفة العباسي.
3) أصبح بركة خان قائد جيش القبيلة الذهبية وكان عدده 150 ألف مقاتل، ووسع حدود الدولة جنوباً فغزا شمال القوقاز وسيطر على ريازان وسوزدال عام 1237م، وخلال شتاء 1238-1239م انتصر بركة خان على الكيبتشاك وسيطر على مساحات واسعة من مناطق غرب بحر قزوين، وحارب بركة في أوروبا وانتصر على جيش المجر، وفي عام 1248م قاد بركة جيشه نحو منغوليا من أجل تثبيت مونكو خان على عرش الخان العظيم للمغول.
4) اعتنق بركة خان الإسلام في عام 1252م فقد إلتقى في مدينة سرایجوق الواقعة في شمال بحر قزوين بقافلة مسلمين قادمة من بخارى وسألهم عن إيمانهم وتفاصيل دينهم، فأعجب بيرك بإيمانهم وقرر اعتناق الإسلام، ثم أقنع شقيقه تيمور بأن يصبح مسلمًا، وأصدر قرار بتغيير إسمه من بركاي إلى بركة ليتناسب أكثر من الدين الإسلامي، وأدى تحوله إلى تحول المغول في القبيلة الذهببة إلى أغلبية مسلمة على الرغم من بقاء نسبة من الأرواحيين والبوذيين بينهم.
5) توفي باتو خان زعيم دولة القبيلة الذهبية المغولية في عام 1255م، وخلفه لفترة وجيزة أبناؤه سارتاق خان وأولاغتشي، ثم تولى بركة خان حكم دولة القبيلة الذهبية في عام 1257م، وأعلن تبعية دولة القبيلة الذهبية للخليفة العباسي وأنه يحكم مناطق القبيلة الذهبية بصفته والياً للخليفة العباسي المستعصم بالله.
6) في عام 1258م نجح هولاكو خان قائد الدولة الإيلخانية المغولية بدخول بغداد وبقتل الخليفة العباسي الشهيد المستعصم بالله، فغضب بركة خان قائد دولة القبيلة الذهبية المغولية، وكان قد حاول أن ينقذ بغداد قبل سقوطها ولكنه لم يستطع بسبب أنه كان قد تولى الحكم حديثا، ولإنشغاله بقمع حركات تمرد مغولية داخل دولته، ثم انشغل بقمع تمرد ضده في بولندا عام 1259م، ولكنه مع ذلك أعلن عدائه لهولاكو، وأنه يتعهد بالانتقام منه، وأرسل رسالة غاضبة للخان العظيم للمغول مونكو خان يقول فيها: "لقد نهب (هولاكو) جميع مدن المسلمين، وتسبب في مقتل الخليفة. وبعون الله سأحاسبه على الكثير من الدماء البريئة"، وأعلن تحالفه مع دولة المماليك في مصر والشام ضد هولاكو، وفي عام 1261م تزوج السلطان المملوكي بيبرس من ابنة بركة خان، وأعلن بركة خان مبايعته للخليفة العباسي في القاهرة.
7) إنتصر بركة خان على هولاكو في معركة نهر تيريك عام 1262م وهرب هولاكو من المعركة وعاد إلى أذربيجان بعد أن قُتل وغرق جزء كبير من جيشه، وعندها قرر بركة خان إستمرار التقدم نحو العراق لتحرير بغداد، ولكن قام الخان العظيم للمغول قوبلاي خان بمساندة أخيه هولاكو، وأعلن الحرب على دولة القبيلة الذهبية وأرسل جيشه لغزو شرقها، وأرسل قوبلاي إلى هولاكو جيشاً لمساندته عدده 30 ألف مقاتل لتعويض مع خسره أمام بركة خان، فاضطر بركة خان لإيقاف حملته، ونجح في صد حملة الخان العظيم للمغول.
8 ) في عام 1265م أعلن الحرب على الإمبراطورية البيزنطية بسبب تحالفها مع هولاكو وبسبب قيامها بأسر رسل مصريين أرسلهم السلطان بيبرس، وقام بركة بغزو البيزنطيين بالمرور من أراضي بلغاريا، وعندها قام الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثامن باليولوج بالإعتذار من بركة خان وبإطلاق سراح المصريين وبالموافقة على التنازل عن أراضي بيزنطية وبدفع الجزية لبركة خان، وكذلك أطلق الإمبراطور البيزنطي سراح سلطان سلاجقة الروم كيكاوس الثاني السلجوقي، وتزوج أخ بركة خان من ابنة الإمبراطور البيزنطي.
9) في عام 1265م توفي هولاكو قائد الدولة الإيلخانية المغولية وتولى حكمها أباقا بن هولاكو، فقام بركة خان بإرسال جيش بقيادة نوغاي ليغزو مناطق شمال دولة هولاكو، ونجح نوغاي بإجتياز نهر كور عام 1266م، إلا أنه تعرض لهزيمة قاسية على يد أباقا بن هولاكو، فقام بركة خان بقيادة جيشه بهدف تدمير الدولة الإيلخانية المغولية وليحرر بغداد، ونجح في دخول تبليسي، ولكنه مرض وتوفي في تاريخ 15 ربيع الاول 665 هجري الموافق 1266/12/14م وتوقفت الحملة، وتولى الحكم من بعده حفيد أخيه باتو خان وهو تيمور بن طوقان بن باتو الذي زاد من دعم السياسة الإسلامية للمغول وتمسك بالتحالف مع الدولة المملوكية.
**** المصادر:
1) جامع التواريخ، رشيد الدين الهمذاني
2) تاريخ الخلفاء، السيوطي
3) الكامل في التاريخ، ابن الأثير
4) البداية والنهاية، ابن كثير
5) سير أعلام النبلاء، الذهبي
6) التاريخ الإسلامي، محمود شاكر
****************
****************
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩