ماهى الفلسفة المادية؟
أهم المدارس الفلسفية
الفلسفة المثالية
الفلسفة الواقعية
الفلسفة البراجماتية
الفلسفة الوجودية
الرئيسية علم الفلسفة ما هي الفلسفة المادية؟
ما هي الفلسفة المادية؟
علم الفلسفة
ضحى الطلافيح
نُشر في 30 أكتوبر 2022 ، آخر تحديث 29 يناير 2023
المحتويات
مفهوم الفلسفة المادية
تعتبر الفلسفة المادية (بالإنجليزية: Materialism) إحدى الفلسفات المتجذرة تاريخيًا، والتي لها تأثيرٌ طال الفكر البشري لفترةٍ طويلة من الزمن، ولهذه الفلسفة العديد من التعريفات التي تُوضح ماهيتها، والتي نستعرض عددًا منها في النقاط التالية:
️التعريف الأول للفلسفة المادية:
المادية هي فلسفة تقوم على فكرة أنّ جميع الأشياء تشترك بأنها مكونةٌ من نفس المادة، وأنّ كل شيءٍ في أساسهِ مادي، وأنّ كل ما في العالم من ظواهر عبارةٌ عن تفاعلات مادية، إلى جانب ذلك، تُعد الفلسفة المادية نوعًا من أنواع الفلسفة الأحادية، مما يجعلها تختلف عن الفلسفة الثنائية، القائمة على فكرة تكون الأشياء من نوعين من المادة، والفلسفة التعددية، التي ترى أنّ الأشياء تتكون من عدة مواد.[١]
️التعريف الثاني للفلسفة المادية:
تُسمى الفلسفة المادية بالنظرية الفيزيائية أو المذهب الفيزيائي (بالإنجليزية: Physicalism)، وهي عبارة عن أحد المذاهب الفلسفية، التي تعتبر أنّ جميع الحقائق، بكل أشكالها، والتي من ضمنها تلك الحقائق التي حول التاريخ البشري، وإرادة الإنسان وعقله، تقوم على العمليات المادية، أو تكون جزءًا منها.[٢]
️التعريف الثالث للفلسفة المادية:
تعرف الفلسفة المادية على أنها مذهب فلسفي يعتبر أنّ الحياة، بشقيها من البشر والطبيعة، مشروطٌ وجودها بالمادة، التي تُعتبر المكون الأساسي لها، ولا علاقة للمادية بالمال وغيره من الأمور الدنيوية، كما يعتقد البعض خطئًا، وقد يكون المرء متبنيًا للفكر المادي ومتمسكًا بمبادئه، ويكون في الوقت نفسه غير مهتمٍ بالمال والأشياء المادية الأخرى.[٣]
تاريخ الفلسفة المادية وأبرز فلاسفتها
الفلسفة المادية ليست حديثة العهد، فتاريخها يمتد إلى ما قبل الميلاد، وفي النقاط التالية نتتبع أبرز ما يتعلق بتاريخ الفلسفة المادية، إلى جانب أهم المفكرين الذين كان لهم دورٌ في صعودها:[٤][٥]
️يُوصف تاريخ الفلسفة المادية بأنه طويل ومعقد، وترتبط بداية ظهورها بالمدرسة القديمة للفلسفة المادية الهندية، والتي تُسمى شارفاكا (بالإنجليزية: Charvaka)، والتي يرجع تاريخ تناولها لمسألة الفلسفة المادية إلى العام 600 قبل الميلاد.
وبعد قرابة 200 عام من مدرسة شارفاكا، بدأ عددٌ محدود من الفلاسفة الإغريق بالتطرق إلى أفكار الفلسفة المادية وتوليدها، ومنهم: أرسطو، ولوكريتيوس، وطاليس الملطي، وإبيقور، وديموقريطوس.
قام الفيلسوف اليوناني ديموقريطوس بوضع النظرية الذرية، التي اعتبر فيها أنّ أصغر وحدة في الوجود المادي هي الذرة، واعتبر أنّ الذرة شيءٌ صغيرٌ للغاية، لدرجة أنه لا يمكن قطعها، أما إبيقور، فقد كان من المدافعين عن هذه النظرية، وطور عليها، وأيد فكرة أنّ كل شيء في الوجود مكونٌ من الذرات، وهي جسيماتٌ لا يمكن تجزئتها أو رؤيتها، وتتصادم ببعضها عشوائيًا.
وفي قرابة العام 50 ق.م، كتب الفيلسوف لوكريتيوس أول عملٍ يُوثق المادية، وهي عبارة عن قصيدة، بعنوان في طبيعة الأشياء (بالإنجليزية: The Nature of Things)، تحكي أبياتها الأفكار الفلسفية التي تُنسب إلى ديموقريطوس وإبيقور، والتي اتفقا فيها على أنّ المادة والفراغ هما فقط ما يكونان الوجود، وأن الظواهر ناتجة عن حركة المادة أو اندماجها.
وبحلول القرن السابع عشر، تمكن كلٌ من الفيلسوف الفرنسي بيير جاسندي (بالفرنسية: Pierre Gassendi) والفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز (بالإنجليزية: Thomas Hobbes) من إعادة إحياء الفلسفة المادية، وذلك بعدما تراجعت أفكارها لقرونٍ عديدة بسبب معارضة المسيحية لها، واستخدما النظرية المادية للاعتراض على النظرية الثنائية عند الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (بالفرنسية: René Descartes).
وفي العام 1170، نشر الفيلسوف الفرنسي الألماني بارون دي هولباخ (بالفرنسية: Baron Paul d’Holbach) كتابه أنظمة الطبيعة (بالفرنسية: La Systeme de la Nature)، والذي يعتبر ثاني أشهر الأعمال في تاريخ الفلسفة المادية، ولكن النظرية الثنائية لديكارت ظلت المهيمنة حينئذ لعدة أسباب، كان من أبرزها عرقلة انتشار الكتاب من قبل حكومة الملك الفرنسي لويس السادس عشر؛ حيث ذكر دي هولباخ فيه أنّ تدفق الحركة الذرية هو ما يسبب كل الظواهر التي تحدث في الطبيعة، وقد كانت أفكاره مماثلةً لأفكار لوكريتيوس، والتي نصت أيضًا على أنّ العالم عبارةٌ عن مادةٍ تسبح في الفضاء، ولم تكن أفكار دي هولباخ تشبه أفكار لوكريتيوس فقط؛ حيث تشابهت أيضًا مع قوانين الحركة والجاذبية التي تُنسب لنيوتن.
وفي العام 1859، نشر العالم تشارلز داروين (بالإنجليزية: Charles Robert Darwin) كتابه أصل الأنواع (بالإنجليزية: On the Origin of Species)، ونشر في العام 1871 كتاب نشأة الإنسان والانتقاء الجنسي (بالإنجليزية: The Descent of Man, and Selection in Relation to Sex)، وقد عرضت أعماله نظرية التطور أو الداروينية، والتي عززت من الأفكار الحديثة بخصوص الفلسفة المادية، لدرجة أنّ العديد من يصدقون بالداروينية اليوم يعتبرون أنفسهم ماديين.
وبحلول القرن التاسع عشر، استعادت الفلسفة المادية شعبيتها، أما في العالم المعاصر اليوم، فيصح القول أنّ معظم الفلاسفة والعلماء يتبنون بعض أفكار المادية.
الحتمية والعلم في الفلسفة المادية
تُعرف الحتمية (بالإنجليزية: Determinism) على أنها نظرية فلسفية تنص على أنّ كل ما يحصل في الطبيعة من أحداث، بالإضافة إلى الظواهر الاجتماعية أو النفسية، وأفعال الإنسان القائمة على إرادتهِ الحرة تحدث بسبب قوانين الطبيعة، أو تُسببها أحداث سابقة، ويمكن القول أنّ الفلسفة المادية تميل بطبيعتها إلى الفلسفة الحتمية؛ لأن الماديين يقبلون وجود الأشياء المادية فقط، بالإضافة إلى تفسيراتها المادية، التي تنص على وجود أسبابٍ ذات طبيعة مادية لكل حدث، وأنّ الأحداث تسبب بعضها الآخر، أما عن علاقة الفلسفة المادية بالعلم؛ فالمادية بطبيعة الحال ترتبط بشكلٍ وثيق وتتوافق مع العلوم الطبيعية، والعلم الحديث يدرس العالم المادي، وما فيه من أحداث وظواهر مادية، ويتناول الأسباب المادية التي تقف وراءها، أما العلماء فهم ماديون بسبب دراستهم للعالم المادي، ولا ينفي هذا حقيقة أنّ منهم قد يؤمن بالأمور غير المادية أو الخارقة للطبيعة.[٦][٧]
المراجع:
↑ "Materialism", newworldencyclopedia, Retrieved 29/10/2022. Edited.
↑ "materialism philosophy", britannica, Retrieved 29/10/2022. Edited.
↑ محمد بن أحمد بن ايوب، نقد الفلسفة المادية عند عبد الوهاب المسيري، صفحة 66-67. بتصرّف.
↑ "Materialism", thedecisionlab, Retrieved 29/10/2022. Edited.
↑ holds that the only,accounting of spirit or consciousness. "Materialism", philosophybasics, Retrieved 29/10/2022. Edited.
↑ "determinism", merriam-webster, Retrieved 29/10/2022. Edited.
↑ "What Is the Idea of Materialism?", learnreligions, Retrieved 29/10/2022.
================