هل عدم الخشوع في الصلاة يبطلها؟
إن الخشوع هو روح الصلاة ولكن ليس شرط في صحة الصلاة، أي أن الصلاة لا تبطل عند عدم الخشوع بها، وهو لا يطالب بإعادتها، ولكن بالتأكيد ينقص ثوابها في حالة عدم الخشوع.
ولكن الخشوع في الصلاة له فضل كبير على العبد يوم القيامة لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن أول ما يحاسب عليه الناس يوم القيامة من أعمالهم الصلاة. قال: يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كانت انتقص منها شيئا قال: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم” رواه أبو داود.
فالخشوع هو الخوف من الله والمقصود بالخشوع في الصلاة كما قال قتادة: الخشوع في القلب، وهو الخوف وغض البصر في الصلاة، والخشوع في الصلاة أي أقبل بقلبه عليها، وقد أجمع العلماء على أن الخشوع سنة لقوله تعالى: “قد أفلح المؤمنون – الذين هم في صلاتهم خاشعون”.
وكما ذكرنا فإن الخشوع هو من أعمال القلوب فإن عمل القلب لا يبطل الصلاة، مهما طال.
ولكن عليك أيها المسلم أن تعرف ما هي الأسباب المعينة على الخشوع وعليك بالرقائق وقراءة القران حتى يلين قلبك، وعليك بالتضرع لله حتى تكون خاشعًا في صلاتك.
عن أنس بن مالك أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: “من صلى الصلاة لوقتها وأسبغ وضوءها وأتم لها قيامها وخشوعها وركوعها وسجودها خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول: حفظك الله كما حفظتني، ومن صلى الصلاة لغير وقتها فلم يسبغ لها وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول: ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه”. [1]
ما هو الخشوع في الصلاة
الخشوع هو حالة في القلب من الخوف والمراقبة والتذلل لله -عز وجل- والإقبال على الصلاة بقلب حاضر خاشع.
وهذا كان تعريف ابن جزي في التفسير عن معنى الخشوع في الصلاة للأية الكريمة: (قد أفلح المؤمنون – الذين هم في صلاتهم خاشعون)، وقد ربط الله -عزوجل- نجاح وفلاح المؤمن بخشوعه في الصلاة، فإذا خشعت في صلاتك تغيرت حياتك، ورُفعت درجاتك في الجنة.
فإذا فُقد الخشوع من الصلاة فأصبحت عبارة عن حركات لا حياة فيها، لذلك فإن المسلم يجب أن يحرص على الخشوع في الصلاة ومن الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة:
كثرة الالتجاء لله سبحانه وتعالى أن يرزقه الله الخشوع.
تدبر ما يقرأ من القرآن.
تعقل وتدبر في الأذكار.
استشعار الوقوف بين يدي ملك الملوك – عزوجل-.
الابتعاد عما يشتت المرء من صور أو زخارف أو صخب أثناء تأدية الصلاة.
استشعار أن عدم الخشوع في الصلاة يجعله يقوته لذة مناجاة الله سبحانه وتعالى.
وعليك التدبر في معنى عدم خشوعك في الصلاة وما يترتب عليه من آثار، فإنه من سوء الأدب مع الله -سبحانه وتعالى- أن تنشغل بالأمور الدنيوية التافهة وأنت واقف بين يدي الله تزعم أنك تناجيه وتقول: “إياك نعبد وإياك نستعين”.
وكذلك فإن الصلاة بدون خشوع فهي صلاة ناقصة، فعليك أن تحرص على أن تكون صلاتك تامة حتى ترجو قبولها من الله عز وجل، فإن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة هي الصلاة. [2]
كيف تعرف انك خاشع في الصلاة
عندما تأتي بأسباب الخشوع والتذلل بين يدي الله.
فإن الخشوع في الصلاة هو استحضار القلب والإقبال على الصلاة واستحضار عظمة الله عز وجل وأنك بين يديه ترجوه وترجو رحمته وتخشى عذابه.
ومن علامات الخشوع في الصلاة:
عدم التلفت كثيرًا.
عدم السرحان في الصلاة.
التركيز على الصلاة فقط.
الصلاة بطمأنينة في الوقوف والركوع والسجود.
عدم الانشغال بأمور الدنيا وتفاهات الحياة داخل الصلاة.
وعليك التفرقة بين عدم الخشوع في الصلاة وأن يصل الأمر بصلاتك أن تكون ناقر للصلاة مثل الرجل الذي لم يطمئن في صلاته وكان ينقرها فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعيدها مرة أخرى، الحديث لما رأي النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً لم يطمئن في صلاته ، بل كان ينقرها ، أمر الرجل أن يعيد وقال : (صَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ). [3]
الصلاة الباطلة التي لا يقبلها الله
إن الصلاة تتكون من أركان وواجبات وسنن على المرء الإتيان بها بقلب حاضر وخاشع ونرجو أن يقبلها الله منه، وأما عن الصلاة الباطلة أو الغير مقبولة فهي صلاة تم الإخلال بأحد أركانها أو فرائضها، ويمكننا ذكر مبطلات الصلاة التي تبطل صلاتك إذا فعلتها وهي:
الأكل والشرب عمدًا.
الكلام عمدًا أثناء الصلاة.
الحركة الكثيرة أثناء الصلاة مثل: الالتفات بكثرة، أو الخطوات الكثيرة المتتالية.
الضحك في الصلاة.
ترك أحد أركان الصلاة أو أحد واجباته عمدًا وبدون عذر فقد بطلت صلاته. [4]
المراجع
عدم الخشوع لا يبطل الصلاة
معنى الخشوع وأهميته وكيفية حصوله
كيفية الخشوع في الصلاة والأسباب المعينة على ذلك
مبطلات الصلاة
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩