مفهوم فن التجاهل في علم النفس
مفهوم فن التجاهل
يَعني فنُّ التجاهلِ فنَّ التَّحكم بالانتباه والإدراك والسَّيطرة على مُحفِّزاتِه ومُشتِّتاتِه، وتركيزِه على المهمّ وترك غير المهمّ جانبًا، يقول هوارد إيجث أستاذ علم النَّفس في جامعة جونز هوبكنز: "يُنظَرُ إلى الانتباه عادةً على أنّه شيء يُعزّز معالجة الأشياء المهمّة في العالم، هذه الدراسة -إلى جانب بعض الأعمال الحديثة التي قمنا فيها بقياس نشاط الدماغ بينما استجاب الأشخاص بشكل انتقائي للمنبهات المقدمة في خضم المحفزات المتنافسة- تُسلّط الضّوء على أهمية القمع النشط لتلك المنبّهات المتنافسة، هذا ما أعتقدُه على أنّه الجانب المظلم للانتباه".[١]
أساليب التجاهل
التجاهل الإيجابي: وهو تجنُّب المُشكلات المحتمَلة درءًا لنشوب الخلافات، والمواقف السيّئة التي تؤثّر على مزاجك، إلى جانب تجنُّب مشاعر الاستياء والسّخط والحزن النفسيّ.[٢]
التجاهل السلبي: وهو تجنُّب الأشخاص والأشياء بطريقةٍ غير صحيّة، كالتّجاهل الذي يُصاحبُه تخطيطٌ لأذيَّة بعض الأشخاص،[٢] أو لمجرّد معاقبتهم والسّيطرة عليهم، أو تجاهلِهم لوجود مشكلة في تقدير الذّات ما يجعلُ الشّخص هادئًا صامتًا يبدو كأنّه يتجاهل مَن حوله.[٣]
أنواع التجاهل
ثمَّة أنواعٌ عديدة للتَّجاهل، أبرزُها ما يأتي:[٤]
تجاهل المخاوف والصّوت الداخليّ الذي يدفعُنا للاستسلام، وتدريب عقولنا على البحث عن الإيجابيّات.
تجاهل الأشخاص السلبيّين دائمي الشّكوى، أو مّن يجعلونك تشعر بعدم القيمة.
تجاهل الكراهية وقابل النّاس جميعًا بلُطف مصدرُه ثقتك وقوّتك ورضاك عن نفسِك.
تجاهل النقّاد الهدّامين والآراء السّامّة، وافعل ما يُمليه المنطقُ الصّحيح عليك.
تجاهل الألم وكلّ ما يُمكن أن يتسبَّبه لك من أذى، سواء أكان شخصًا أم فِعلًا أم تفكيرًا.
تجاهل بعض الأسئلة التي لا تُثير في نفسِك غير القلق والحزن مثل: متى سأكونُ سعيدًا؟ متى سأجد الحبّ الحقيقيّ؟ هل سأظلّ وحيدًا؟
مهارات إتقان فن التجاهل
هذه أهمّ النّصائح التي تمكّنك من إتقان فنّ التجاهل:[٢]
تعلَّم أن تُحدِّد أولويّاتك واحتياجاتك وتركّز عليها.
حدّد ما يجعلُك مُشَتَّتًا وابحث عن طريقةٍ لإنهاء هذه المشكلة.
تعلَّم أن تكون صَبورًا في المواقف الارتجاليّة، وألّا تندفع دون تفكير عندَ الغضب.
تذكّر دائمًا أنّ ليس كلّ ما حولك يدور عنك؛ هذا سيخفّف شعورك بخيبة الأمل ويقّوي لديك حِسّ التجاهل الصحيّ.
لا تأخذ الأمور كلّها على محملٍ شخصيّ؛ فقد تتعرّض لموقفٍ مُزعج بسبب أنّ صاحبه يمرّ في ظرفٍ صعبٍ فحسب.
تفهَّم أنّ النجاح والمضيّ قدمًا في الحياة عليكَ أن تواجه مواقف مثل: النّقد والرّفض والفشل.
لا تُحبِط نفسَك بمجرّد الفشل ولا تتوقّف عن المحاولة؛ فكلُّ غاية نبيلة في الحياة تحتاج إلى جُهدٍ وسعيٍ كبيرَين.
تعلَّم أن تتحمّل مسؤوليّة قراراتك وأفعالك كاملة.
أسباب الحاجة إلى التجاهل
هناك أسباب عدّة تجعلُك تميل إلى التّجاهل، سيَّما تجاهلُ الأشخاص، وهي:[٥]
أنَّك تفضِّل الانخراط مع أشخاصٍ يُقدِّرونَك، لا ينقلون إليك أفكارَهم السلبيّة ويُشكِّكونك في كلّ شيء.
أنّ بعضَ النّاس مهووسون بأنفسِهم لدرجةٍ تُزعج مَن حولَهم؛ كأن يستغرقوا بالحديثِ عن إنجازاتِهم وأفكارِهم ومشاعرِهم.
أنّك تواجه أشخاصًا منغلقين ضيّقي الأفق لا يستمعون إلّا إلى أنفسِهم، دون الاكتراث إلى الآخرين.
أنّك تتعامل مع أشخاص غير مستقرّين عاطفيًّا، يُمكن أن يحملون في قلوبهم ضغينة عليك دون سببٍ منطقيّ.
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩