ما هي اداب الفتوى؟
تعتبر الفتوى أمراً حساساً للغاية، يجب الالتزام ببعض الآداب عند أدائها، إليك بعض اداب الفتوى:
شرح الفتوى شرحًا واضحاً، لا يقع معه إشكال، فلا يُجمل في حالة تستدعي التفصيل.
الصبر: يجب أن يكون المفتي صبوراً، حتى يستطيع إيصال الفتوى إلى المستفتي على أكمل وجه.
يُستحب البدء بقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين)، ثم إلقاء الفتوى، وختمها بقول: (والله أعلم)، أو (الله المستعان).
كما يُستحب الدعاء عن كل فتوى.
على المفتي أن يُخبر المستفتي بالأمور المباحة في المسألة، إن أجابه على سؤاله بالتحريم، لتقريبه، وتحبيبه في الشرع.
مشاورة أهل العلم مستحبة قبل الإفتاء، حتى وإن كانوا دون المفتي في درجة العلم، فالله سبحانه وتعالى يبارك في الشورى.
الاختصار أفضل من الاستطراد، حتى لا ينشغل المستفتي بما لا يفيده، ويتشتت ذهنه.
الأفضل للمفتي أن يعدل عن جوابه، ويبيِّن الأصلح، والأنفع للمستفتي.
يجب أن يمتنع المفتي عن الإجابة إن سُأل عن شئ لم يفهمه، أو أُشكل عليه، فعليه أن يطلب التوضيح، أو يحيل المستفتي لشخصٍ آخر ليفتيه.
ينبغي ألا يأخذ المفتي بظاهر لفظ المستفتي، عليه أن يسأله حتى يفهم قصده الحقيقي، ويزيل الريبة من نفسه قبل إيجابه.
على المفتي ألا تأخذه عاطفته، وتجعله يقدم فتواه على استحياء، فيُفهم منها تحليل أمراً، هو في الأصل من المحرمات.
إذا لاحظ المفتي أن في سؤال المستفتي جانباً قد يوِّلد لديه وهماً، عليه أن تنبيهه إلى ما فيه الصواب.
عند الإفتاء بحكم تستغربه العقول لعدم انتشاره، على المفتي أن يمهِّد له، ويوضِّحه، ويصطبر على شرحه وبيانه.
تقديم الأسئلة الأسبق، على الأسئلة التالية لها.
شروط المفتي
حُسن المظهر من الأمور المطلوبة للمفتي، بالضبط كما هو مطلوباً للقاضي.
من الضروريات أن يكون المفتي حسن السيرة، وأن يُشبه باطنه ظاهره.
يجب أن يكون قصد المفتي من عمله هو هداية الخلق لطريق الله تعالى، ورفع كلمة الحق عالياً، ونشر شريعة الله على أرضه.
لا يخاف المفتي في الله لومة لائم، فإن لان، وخضع، كانت فتنة وشراً مستطيرا.
يعمل على إيصال الحق بلطف، فلا يكون فظاً غليظاً، ولا يتنازل عن الحق حتى يحتفظ باللطف والتعقل.
البعد عن الطمع، فالمفتي يجب أن يكون راضياً بما قسمه الله له، فلا ينظر لما في أيدي الغير، ولا يتطلع لذهب الدنيا وياقوتها.
يُشترط على المفتي أن يبدأ بنفسه أولاً، فلا يقول عكس ما يفعل، ولا يعمل بعكس ما ينصح به الناس.
يستخدم المفتي الآيات، والأحاديث، والنصوص الشرعية لبيان الحكم، ودليله.
يشتغل المفتي بالعلم، والقراءة، والمطالعة، والمباحثة، والمذاكرة، فلا يهدأ، ولا يكل، ولا يمل، عليه تطوير نفسه باستمرار.
يقصد بفتواه وجه لله تعالى، فلا يطمع في منصبٍ، أو مال، أو خدمة، أو غير ذلك من عرض الدنيا.
هل يجب على المفتي ذكر الدليل
لا يجب على المفتي ذكر الدليل إذا كان السائل من عامة الناس، أما إن كان فقيهاً، أو طالب علم فالأفضل أن يجيبه المفتي بذكر الدليل، حتى ينفذ إلى عقله، وقلبه، ويقنعه بالأدلة التي اعتاد عليها، أما رجل الشارع العادي، لن يهتم كثيراً للأدلة الشرعية على الحكم، فهو يثق في رجل العلم، ويعلم أن رأيه مبنياً على كلام الله، وهذا كل ما في الأمر.
يذكر المفتي الدليل للسائل كذلك إذا رأي أن في ذكره فائدة، وتثبيتًا لفؤاد السائل، خاصةً إذا كان السائل كان قد حصُل على إجابة خاطئة من قبل، أو كان لديه شككوك، ومعلومات مغلوطة، فيكون ذكر الدليل حينئذٍ ضرورة، وواجب على المفتي.
كما يجوز للمفتي أن يحلف بالله تعالى على ثبوت الحكم، إذا رأى أن في ذلك مصلحة للسائل، وأنه لن يتثبت من الحكم إلا بذلك، فيُشدد، ويبالغ في قوله، ويستخدم بعض المصطلحات المتعارف عليها في الإفتاء مثل: (هذا الحكم بإجماع المسلمين)، و(لا أعلم في هذا خلافاً).[1]
🟥ما الفرق بين الإفتاء والفتوى
الإفتاء هو بيان عموم الحكم الشرعي بالأدلة، أما الفتوى فهي أخبار عن حكم شرعي إلهي، يقوم المفتي بتوضيحه للسائل على غير وجه الإلزام، ويعبر اللفظان عن عملية واحدة، وهي الإخبار بحكم الشرع في أمر من الأمور، مع الاستدلال عليه بالأدلة الشرعية.
تُعَرِّف دار الإفتاء الفتوى على أنها عملية البيان والإيضاح المتعلقة بحكم من أحكام الشرع الحنيف، يُبنى ذلك الحكم على أدلة شرعية، وقد عرَّف مجمع الفقه الإسلامي الفتوى بأنها بيان حكم شرعي، بسبب السؤال عنه، أو بغير سؤال، بهدف تصحيح أوضاع، وتصرفات العباد.
أما الفرق بين الفتوى والاستفتاء، هو أن الفتوى هي الحكم الشرعي الذي يُخبر به المفتي المستفتي، بينما الاستفتاء فهو عملية الاستفسار، والبحث عن الحكم الشرعي لأمرٍ ما.
حكم الإفتاء والاستفتاء
يكون الإفتاء فرضاً كفائياً مرة، وفرضاً عيناً مرةً أخرى، وفي بعض الحالات يكون حراماً، أما الاستفتاء فهو واجباً شرعياً.
أولاً حكم الإفتاء: إن لحكم الإفتاء ثلاثة وجوه:
فرض كفاية: أي أنه إذا أداه بعض أفراد الأمة، سقط عن الباقين، لقوله تعالى: (وَإِذَ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ)، وحديث رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (من سُئل عن علم ثم كتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار).
فرضاً عين:في بعض الأحيان يكون الإفتاء فرضاً عيناً على كل مفتي، ويكون ذلك في حالة وجود مفتي واحد لا يستطيع غيره الإجابة عن سؤال المستفتي، أما إن وُجد مفتياً آخر فيكون الإفتاء فرضاً كفائياً، ويَصعُب تحقيق شرط ألا يكون هناك سوى مفتياً واحد في هذا العصر مع ثورة الاتصالات، والسماء المفتوحة.
هناك حالة أُخرى يُصبح فيها الإفتاء فرض عين على المفتي، ولا يسقط عنه لأداء غيره، وهي أن تكون الفتوى خاصة بالمفتي ذاته، أو يكون هو الأعلم بظروف المستفتي أكثر من غيره.
حراماً: يصبح الإفتاء حراماً إذا كان من جاهل، فمن أقدم على إفتاء الناس بغير علم وقع في الإثم، وإن استمر في عمله صار فاسقاً، لا يُقبل له قول، ولا فتيا، ولا قضاء.
ثانياً: حكم الاستفتاء: يعتبر الاستفتاء واجباً شرعياً على من جهِل المسألة، لقوله تعالى: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، وإن كانت الفتوى لها تكلفة، فعلى السائل تحمُّل التكلفة، والبحث عمن يفتيه.[2]
آداب المفتي والمستفتي PDF
إليك نسخة مجانية من كتاب (أدب المفتي والمستفتي) للإمام الحافظ المحدث (أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن)، المعروف باسم: (ابن الصلاح الشهرزوري)، المتوفى سنة 643 هجرياً، اقرأه من هنا.
فهو كتاب جامع لأحكام، وآداب الفتوى، والمفتين، فقد ناقش فيه الشهرزوري شرف الفتوى، وخطرها، وكل ما يتعلق بها، إذا كنت مهتماً بمعرفة المزيد عن آداب المفتي والمستفتي، فعليك بقراءة الكتاب، حيث يعتبر من الكتب التراثية الإسلامية المهمة.
اداب الفتوى
المراجع
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩