هل تظن ان مدينة اتلانتس هي المدينة الوحيدة المفقودة؟
مدينة عربية نسيها العالم ، لكن بقيت اثارها لتكون شاهدة على حضارة قد نسيت؟ اذا كنت تدخل صفحتي او تقرأ مقالي لأول مرة فأنا Ali_CR واتحدث عن كل ماهو غريب ويحدث في عالمنا
...
منذ زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام،أي قبل حوالي 4000 سنة، عرف قسم موحش كبير من الصحراء العربية المهجورة باسم "#جبل_ساير"، وقد تمت السيطرة على هذه المنطقة الجرداء لمدة قرون طويلة من قبل مدينة خفية غامضة تسمى "سيلا"،وأصبحت تعرف فيما بعد "البتراء" الذكر الوحيد لها كان في العهد القديم ،وقد قيل أن سكان هذه المنطقة الذين يطلق عليهم"الأدوميون" كانوا زناديق ومارقين وهذا هو سبب هلاكهم المتنبأ به،لدرجة أن النقاد العصريين استبعدوا حقيقة وجود مدينة كهذه على أرض الواقع، لقد اختفت المدينة بالكامل بحيث لم يبقى لها أثر، وقد تم نسيان شعبها تماما ولم يبق أحد من سلالة هذا العرق، كما أنه لم يستطع أحد الخروج بقطعة أثرية واحدة تثبت حقيقة وجود "الأدوميون / Edomites"...
هكذا كان الوضع حيث راح النقاد يسخرون من النصوص الإنجيلية عندما يتعلق الأمر بالبتراء، أكدوا أن أقوال هذا الكتاب هي من نسج الخيال، شاعرية ومجازية، والتنبؤات المتعلقة بسكان البتراء كانت كاذبة، ولسنوات طويلة كان النقاد يتكلمون ويتكلمون دون أن يتجرأ أحد على مواجهتهم بأي حجة أو برهان، تلك الدولة العظيمة والجبارة قد اختفت دون أن تترك أثرا أو سجلا تاريخيا يتحدث عن الدور الذي لعبته في الأحداث العالمية، والبتراء العاصمة سقطت سهوا من ذاكرة البشر، وحتى أن اسمها قد نسي لٱلاف السنين، إنها حقا المدينة التي نسيها العالم ...
خلال زهوة ازدهارها، عجز الفرس والإغريق والرومان عن اختراق السرية المحيطة بهذه المملكة الصحراوية، ولمدة قرون من الزمن كانت الحكايات تروى على امتداد حوض البحر الأبيض المتوسط والأحمر والمحيط الهندي عن ممر ضيق عجيب في الصحراء العربية حيث يؤدي إلى مدينة رائعة محفورة في الصخر، والمغامرون القلائل الذين انطلقوا نحو المنطقة بهدف حل هذا اللغز لم يعودوا أبدا، وقد ساد اقتراح مرعب يقول بأن هؤلاء المفقودون قد تم تقديمهم بصفة أضحيات خلال الطقوس الجارية هناك في تلك المنطقة ليلا نهارا...
على مدى قرون كانت مجموعة من الرجال الأشداء طوال القامة، هزيلي البنية، يحرسون الممر الضيق، بينما الحراس في المواقع الخارجية من الممر يتنصتون ويتحسسون الممرات الخارجية، أما الٱن فقد أصبح كل هذا عبارة عن ذكرى منسية، أصبحت البتراء ملفوفة بالغموض، ثم بعدها ولمدة 1000 عام تلاشت الأسطورة وذهبت إلى غياهب النسيان...
موقعها:كانت بلاد "أدوم" عبارة عن منطقة جبلية ضيقة طولها 100 ميل تقريبا وعرضها يبلغ 20 ميل وترتفع بمقدار 2000 قدم عن مستوى سطح البحر، من جهة الشرق كانت تلامس الصحراء العربية التي كانت تحرسها، ويحدها من الغرب بلاد كنعان (فلس*طين)، وامتدت من البحر الميت شمالا إلى البحر الأحمر جنوبا، حيث تقبع مرافئ الٱدوميين "إلات" و "أزيون جيبر"، كانت أدوم تحتل كلا الضفتين، كانت أدوم عبارة عن واد مسطح وبالتالي أرضه خصبة، كان مناخها جميل لكن الصفة العامة لهذه البلاد هي موحشة ووعرة، رغم أن هذه المنطقة شبه صحراوية وقليلة السكان إلا أن الدلائل الأثرية المستخرجة تثبت أن أدوم كانت في إحدى الفترات تعج بالسكان...
وقد كانت بلاد أدوم مهمة لسببين مهمين :
1- كانت تحتوي على رواسب كبيرة من الحديد والنحاس التي كان حكامها يستغلونها...
2- كانت تسيطر على طريق التجارة من الصحراء إلى فلس*طين والبحر المتوسط، وكذلك الطريق الملكي الذي يمر منها متوجها إلى سوريا ...
في تلك الأيام كانت قوافل الجمال تسافر عبر هذه الأرض الجرداء الجافة، المحكومة من قبل مدينة البتراء المحصنة الخفية، تقبع البتراء على بعد 50 ميلا جنوبي البحر الميت و 80 ميلا شمالي خليج العقبة، كانت بالفعل حصنا منيعا يقع في مدرج طبيعي يحيطه المنحدرات من جميع النواحي، لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الممر الضيق المعروف باسم "السيق" الذي يتعرج لمسافة ميل وربع بين جدران شديدة الانحدار والذي يبلغ ارتفاعها 100 إلى 160 قدم...
اكتشافات مفاجأة :لمدة ألف عام، بقي كل هذا عبارة عن أسطورة ليس أكثر، حتى الأسطورة تعرضت للنسيان، لكن في يوم من الايام استخرج علماء الٱثار مخطوطة تعود لفترة الفرعون "رعمسيس الثاني" والذي ذكر كيف شن الفرعون حملاته العسكرية ضد الأدوميين وانتصر عليهم في ساير، وفي نفس الفترة تقريبا تم اكتشاف لوحات تعود لأيام الملك "تيغلاث بيلاسر" الأشوري، وكذلك سجلات تعود للملك البابلي "نبوخذ نصر"، وجميعها ذكرت الٱدوميين ومدينتهم الرائعة، هذه الاكتشافات مثلت مراجع جديدة تحمل دلائل قوية على حقيقة وجود الأدوميون...
بعد ظهور اهتمام جديد بهذه المدينة الغامضة،أوكلت الجمعية الأثريّة البريطانية مستكشف سويسري يافع بمهمة البحث عن هذه المدينة الضائعة،و من أجل الأمان تنكر هذا المستكشف بزي أعرابي وراح يتجول في منطقة (شرقي الأردن) لكن دون أي نجاح يذكر، فخطرت في باله فكرة وهي ان يقوم يتكوين صداقات مع السكان المجاورين لمحاولة معرفة بعض المعلومات التي يردها ،تصداق مع بعض الأعراب حيث ساعدهم طبيا، وبالمقابل تحدثوا له عن بعض الأثار الفاتنة التي تم اكتشافها مؤخرا...
بعد أن جهز نفسه بقدر الإمكان، انطلق المستكشف من عمان متوجها نحو الجنوب، أصبح الطريق عبارة عن واد ضيق متعرج حيث انخفض فجأة وراح ينحدر إلى أن انتهى به الأمر بين سلسلة جبلية من الحجر الرملي الأحمر ثم دخل بعدها "وادي موسى" وهو عبارة عن سرير نهري جاف، ثم انحدر الوادي أكثر وأكثر، ثم وصل وجها لوجه أمام جدار صخري كبير...
هناك في الجدار تشقق يبلغ عمقه حوالي 3-4 متر عرف باسم "السيق"، هذا التصدع كان ضيقا بحيث لا يسمح بمرور الأشخاص إلا إذا كانوا مصطفين وراء بعضهم البعض، بعد شعوره بالذعر (لاعتقاده بالخرافات المتعلقة بالمكان) رفض الأعرابي المرافق للمستكشف أن يدخل هذا الممر، لكن هذا لم يثبط من عزيمة المستكشف السويسري الذي دخل هذه الفتحة في الجدار الجرانيتي وسط تحذيرات ذلك الاعرابي...
راح الممر المتعرج يضيق حتى أصبح باستطاعته لمس الجدارين الصخريين على كلا الجانبين بيديه، بالكاد يستطيع رؤية قمة الجبال من فوقه وفي بعض الاحيان حجبت المنحدرات المحيطة السماء من فوقه فيصبح في الظلام، لمدة ساعة كاملة وهو في حالة تأهب من المفاجٱت، بدا وكأنه في عالم من الأحلام يسوده الظلام والصمت الأبدي ،كان الممر ضيقا في بعض الأماكن بحيث يصعب على أن يسير اثنان جنبا إلى جنب، هذا الممر مثل المدخل الأكثر منعة وحصانة لأي مدينة تقبع في نهايته، إنه الطريق الوحيد إلى مايشاع بأنها أروع القلاع الطبيعية في العالم، تابع مسيرته باصرار، فجأة و بدون سابق انذار ...
وخلال التفافه حول منحنى صخري، كبر الممر وأصبح عريضا وطوفان من أشعة الشمس الحارقة اكتسح الظلام، نظر بذهول وقال ماذا أرى !، أمامه على مسافة وقف منحدر صخري محفورة عليه واجهة بناء رائعة المظهر، هذه هي"الخزنة"الأسطورية، "خزينة فرعون" هكذا كان العرب يسمونها ليس هناك أي بناء من الخشب أو القرميد بل واجهة مذهلة ارتفاعها 60 قدم، ليست مبنية من الحجارة بل محفورة في منحدر صخري لجبل وردي اللون، لقد لمعت تحت أشعة الشمس كالحجر الكريم المصقول من واجهة المنحدر، مهجورة، مفرغة وجمالها الرائع نسيه العالم أجمع، كان ينظر إلى مدينة لم ترها عين انسان منذ أكثر من 1000 عام، من داخل هذا الصرح المهيب استطاع مشاهدة الممر المظلم الذي دخل منه على الموقع، الغرف الداخلية كانت موزعة على شكل صليب، وهنا حسب الأساطير يتوقف المسافرون ليسألوا الٱلهة "إيزيس" أن تباركهم خلال رحلتهم في العالم الخارجي (ليست فقط المسيحية قائمة على الصليب والتثليث بل هناك ديانات قديمة كانت متمحورة على هذا الشكل، (نحاول ذكرها لاحقا ان شاء الله)،في احدى الفترات ملأ المكان نغمات الموسيقى، مراسم احتفالية ومواكب مهيبة، لكن الٱن يقف المعبد فارغا، لقد هجر لقرون طويلة، في أعماق الجبل يقبع الجزء الرئيسي للمدينة الخفية، ومرة أخرى سار المستكشف عبر ممر متعرج ضيق كامن في الوادي الصخري...
انتهى به الأمر في واد يحيطه منحدرات شاهقة من جميع الجهات، هذا الحوض يمتد على طول ميل وهناك عدد كبير من المداخل (أبواب) محفورة في المنحدرات المحيطة، كانت هذه منازل، معابد ومقابر مدينة البتراء الضائعة، كانت بالفعل مدينة محصنة يحميها مدخل ضيق ومنحدرات من جميع الجوانب،كان المستكشف مصعوقا نتيجة مايراه، هذه الٱثار لم تكن بقايا عرق عاجز وضعيف، كانت تدل على أن مدينة عظيمة قد سادت وازدهرت هنا، تقبع البتراء في احدى أكثر الأماكن الوعرة الموحشة في العالم، الصخور هنا جميلة للغاية تتتراوح ألوانها من الأصفر إلى الرمادي، بني، أحمر، بنفسجي وأزرق، وإذا نظرت إليها من الأعلى في إحدى الأيام المشمسة يبرز خليط رائع من الأشكال والألوان بطريقة رائعة الجمال يختلط لون الخردلي مع الذهبي مع الكهرمان ثم النحاس فتتجمع لتطلق وهيجا متألقا ...
لقد تحققت اللعنة الإلهية على المدينة، رغم أنها كانت ولقرون طويلة حصينة ومحمية من كل شيء ، لم يستطع أي عدو الوصول إلى قلبها ومهاجمتها مباشرة ،مرت قرون، وراح صدى اسم روما العظيمة ينتشر عبر العالم المتحضر، امتدت سيطرة روما وقوتها عبر الشرق الأوسط، لكن البتراء بقيت غنية وقوية، نشأت صداقة بينهم وبين الرومان مقلدين طريقتهم في البناء، لكن المتنبئين اليهود كانوا متأكدين بأن هذه المدينة المغرورة سوف تسقط وأنها ستهجر في يوم من الأيام، كيف يمكن لهذا أن يحصل في الوقت الذي تمثل فيه البتراء نقطة استراتيجية هامة بالإضافة إلى كونها محمية جيدا؟؟! ...
وجاءت الضربة القاضية من حيث لم يتوقعها أحد، أقيم خط جديد للقوافل التجارية وقد كان الخط إلى جانب "تدمر" في الشمال بدلا من البتراء، هذه هي الضربة التي تلقتها في الصميم، بدأت دماء البتراء (تجارتها) تنزف، لم تعد قوافل الجمال تمر بين الجبال محملة ببضائعها الثمينة، لقد عزل المركز التجاري العظيم بشكل مفاجئ من خط التجارة الرئيسي...
وتركت المدينة لوحدها وسط بيئتها الصحراوية الحجرية، وبشكل تدريجي راح السكان يهجرون المنازل المحفورة في المنحدرات الصخرية، والتي استنزفت سنوات طويلة من الجهد لحفرها وبنائها، لقد هجروا المدرج الكبير الذي شاهدوا على مسرحه الكثير مما أمتعهم وأسرهم، تركوا معابدهم الحجرية وكذلك قبور أمواتهم، الأبنية التي زهت بجمالها يوما أصبحت تغمرها الرمال وتٱكلت مع الزمن، البتراء قوة الشرق الأوسط ومجده أصبحت عبارة عن واد مهجور وميت، يبدو أن قلعتهم المنيعة دائما وأبدا ليست محصنة ضد اللعنات والمؤامرات، لقد عرفوا كيف يدمرونها، لم تحصل هناك أي معركة ولم تهاجمها جيوش جرارة، كل ما تطلب الأمر هو تغيير مسيرة القوافل قليلا، فتحولت بعدها من مدينة قوية وغنية إلى صدفة محار فارغة تخلو من الحياة.
اخيرا لا تنسى ان تعطيني رأيك وهل اعجبك المقال ام لا
واحب ان اذكرك اني لا اخبرك برأيي الشخصي ولا اقنعك بأفكاري انا فقط انقل لك المعلومة ولك حرية التصديق والتكذيب
منقول
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩
الأحد 19 مايو - 5:40
