قصة البطل الشهيد أحمد عبد الحي كيرة
وكان الطالب أحمد عبد الحي الشهير بـ"كيره" أحد الأبطال الحقيقين الذي خاضوا غمار المقاومة ضد الاستعمار البريطاني.
- من هو؟
اشتهر كيره بتحضيره للعمليات الفدائية ضد الاستعمار البريطاني في مصر أثناء وبعد قيام ثورة 1919.
يقول الباحث أيمن عثمان، في كتابه "تراث مصري" إن الطبقة العاملة بجانب الطلبة كان لهم تواجد كبير في ثورة 1919، ومن الطبقة العاملة كان الحاج محمد عثمان الطوبجي وأحمد جاد الله وإبراهيم موسى وعلي إبراهيم، وانضم لهم الطلبة عبد الحي كيره وكامل أحمد ثابت وحافظ عمار"
ويتابع الباحث في كتابه الذي يتناول حكايات مصرية وشخصيات تاريخية أنهم كانوا يجتمعون في محل أحذية الطوبجي على أنهم زبائن للمحل، وفيما بعد أصدروا جريدة "المصري الحر"، وكانت تحتوي على أهم القضايا والمنشورات الوطنية.
وأفرد الكاتب بضع صفحات في كتابه تحدث فيها عن شمائل الطالب عبد الحي كيرة الذي كان يدرس في مدرسة الطب، وكيف كان يتعرض للضرب والتحقير والسب من زملائه الذين وصفوه بأنه ابن الامبراطورية البريطانية في مصر، وكذلك "ابن النبي"، وهو الحاكم البريطاني في مصر آنذاك.
-لماذا؟
كان دور"كيره" في تنظيم الوطنيين السري الذي انضم له، هو أن يقوم بالتمثيل بدور الطالب غير المهتم بالشأن السياسي والكاره للوطنيين والمحب للاحتلال، وكان هذا كثيرًا ما يعرضه لاحتقار زملائه، إلا أنه أخفى هذا الدور عنهم في سبيل تنفيذ أهداف التنظيم السري في مقاومة الاحتلال البريطاني.
- دور كيرة في إضراب ثورة 1919
ويشير الكاتب إلى أنه عندما أضرب الطلبة في مدرسة الطب عند الدراسة تضامنًا مع ثورة 1919، كان كيره هو الطالب الوحيد الذي انتظم في الدراسة وكسر إضراب الطلاب، وهو ما شجع الدكتور "كتنج" مدير مدرسة الطب على الاطمئنان لكيره وترك له حرية التنقل بين أقسام ومعامل المدرسة كما يشاء.
- اكتشاف دور "كيره"
لكن سرعان ما تم اكتشاف دور كيره أثناء التحقيقات في قضية مقتل السير لي ستاك، إذ انكشف للجميع ما كان يقوم به كيره في المدرسة من تهريب بعض المواد الكيميائية من معمل المدرسة مستغلا سماح الدكتور "كتينج" له بحرية التنقل، وكانت هذه المواد تدخل في تصنيع القنابل.
وهنا يقول الباحث أيمن عثمان " إن أهمية مهمة كيره كانت تجبره على تحمل الإهانة من زملاء له، واتهامهم له بالتخاذل والخيانة".
- خطير في الاغتيالات السياسية
بعد أن انكشف أمر كيره، أصدرت المخابرات البريطانية نشرة لجميع مكاتبها في العالم، طالبت فيه بسرعة القبض على كيره، وجاء نص النشرة كما نشرها كتاب تراث مصري كالتالي " اقبضوا عليه حيا أو ميتا..اسمه أحمد عبد الحي كيره.. كيميائي.. كان طالبا في مدرسة الطب.. خطير في الاغتيالات السياسية.. قمحي ومتوسط القامة وعمره 28 عاما".
- بعبع الإنجليز
هرب كيرة بمساعدة التنظيم السري لثورة 1919 إلى ليبيا ومنها إلى اسطنبول، وفي عام 1930 قابله الأديب الكبير يحيي حقي والذي كان موظفا في القنصيلة المصرية في تركيا آنذاك وكتب عنه ما يلي:
"بعبع الإنجليز الذين يبحثون عنه بعد أن فتلوا له حبل المشنقة... كانت ملابسه تدل على مقاومة عنيدة للفاقة..وغلبت صفرته التحتانية على لونه.. يمشي على عجل.. ويحذر كأنه يحاول أن يفلت من جاسوس يتبعه.. حاولت أن أعرف أين يسكن فلم أنجح وقيل لي إنه يسكن في 3 شقق كل منها في حي بعيد عن الآخر ولا ينام في فراش واحد ليلتين.. إنه يعلم أن المخابرات البريطانية لن تكف عن طلبه حتى لو فر إلى أقصى الأرض".
- نهاية مأساوية
كانت نهاية كيره مأوساوية وبشعة إلى أقصى الحدود، فبعد توقيع معاهدة 1936 سافر ثلاثة من عملاء الإنجليز تركيا، واستطاعوا استدراج كيره إلى منطقة نائية، واغتلوه، ومثلوا بجثته، وتركوه في العراء للطيور الجارحة حتى كشف عن جثته البوليس التركي.
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩