صلة الرحم وسعة الرزق : قصص كسب المال الكثير بسببها

صلة الرحم وسعة الرزق : قصص كسب المال الكثير بسببها
صلة الرحم وسعة الرزق
صلة الرحم وسعة الرزق الذي يكسبه المسلم إزاء وصله رَحمه، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي أنه قال: “مَن أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رزقِه، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَه”، وتتلخص هذه القصص بما ورد في السنة النبوية من أحاديث تبين ما تعرض له النبي من مواقف تبين أهمية وصل الرّحم وعناية الدين الإسلامي بهذا الجانب.
لذا فمن أراد أن يوسع الله عليه رزقه، فعليه أن يَصل رَحمه، والحري بالذكر لم يرد قصة عن الصحابة وصلة الرحم أو أي قصة أخرى جرت في عهد النبي، إلا أن ما أجمع عليه العلماء أن صلة الرحم سبب من أسباب الرزق، وبر الوالدين سبب من أسباب سعة الرزق، والرزق لا يقتصر على المال فقط بل أن الرضا والإيمان والقناعة رزقٌ أيضاً.
لذا على المسلم عدم الانشغال بالحياة الدنيا عن الآخرة وقطع رحمه وعقوق الوالدين فهذه كلها من أسباب انقطاع الرزق وتراكم الهموم والأحزان على ثاقله، وبدلاً من أن ينظر المسلم لمن أكثر منه مالاً يجب أن يشكر الله لأن هناك من أدنى منه مثقلاً بالديون.
وعلى المسلم أن يكون على قناعة تامة أن رزقه مقسموم له، وأن الله سبحانه وتعالى لا يقدر له إلا ما فيه خير، وهو الذي يتدبر بالعبد أكثر ما هو بتدبر في نفسه، والبحث عن أسباب الرزق، والتوكل على الله، والدعاء والتضرع له وخاصة في الثلث الأخير من الليل. [1]
قصة عن عقوبة قاطع الرحم
صلة الرحم واجبة على كل المسلمين، وقد أوصى سيد الخلق النبي محمد صلوات الله عليه والسلام عباد الرحمن بوصل رحمهم، ونوه إلى عقوبة قطعه في الأحاديث النبوية الصحيحة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في قصة عن عقوبة قاطع الرحم أن أحد الرجال جاء إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخبره بأن له أقارب يصلهم إلا أنهم يردون ذلك بالقطيعة والامتناع عن وصله، ويبرهم ويسيئون له، ويعفو عن إساءتهم ويستمرون بسبه والغضب عليه، فأراد معرفة حكم ما يفعله من صبر على أذاهم وما يفعلونه من قطيعته.
فأخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه في حال كان الأمر موافقاً لما قاله عن نفسه وعنهم، فكأنه يطعمهم في أفواههم الرماد الحار، وهو تشبيه لعقوبتهم ونتيجة عملهم تجاه قريبهم، ويشبه ذلك خزيهم وتحقيرهم في أنفسهم لما يقابلون من الإحسان بقبيح الفعل.
وأن الله سبحانه تعالى يرسل معيناً لهذا الشخص يدفع عنه أذى أقاربه وإساءتهم إليه ويساعده في أي أمر ويضعف سعيهم في إيذائه، إذ قال الرجل: “يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إليهِم وَيُسِيؤُونَ إلَيَّ، وَأَحْلُمُ عنْهمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ” فرد الرسول -صلى الله عليه وسلم: “لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ وَلَا يَزَالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ علَى ذلكَ”. [2]
قصة عن ثمار صلة الرحم
صلة الرحم من أسباب دخول الجنة.
صلَة الرّحم هي صلة مع الله عز وجل.
صلةُ الرحمِ تورث الخير.
قصة قصيرة عن صلة الرحم وفضائلها وثمارها، حيث وردت فضائل صلة الرحم في آيات القرآن الكريم، كما جاءت في قصص السيرة النبوية الشريفة وأحاديثها، وفيما يلي قصص عن ثمار صلة الرحم:
صلة الرحم من أسباب دخول الجنة: روى أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رجلاً جاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن عمل يدخل به الجنة، فسأل الصحابة عن مطلبه فسرد الرسول -صلى الله عليه وسلم- له مجموعة الأعمال التي تدخله الجنة بقوله “تَعْبُدُ اللَّهَ ولَا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ”، فمن تلك الأعمال ذكرت صلة الرحم، وهم أقارب الإنسان ومن يرتبط به بالنسب، وتتأكد الصلة كلما اقترب ذلك النسب.
صلة الرحم هي صلة مع الله عز وجل: أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى خلق الأرض فقامت الرحم وأخذت بحقوه، والحقو هو الموضع الذي جرت عادة العرب بالاستجارة به، فقال لها تعالى: “مه” أي انزجري وكفي، فردت: “هذا مقام العائذ بك من القطيعة”، فقال تعالى: «ألَا تَرْضَيْنَ أنْ أَصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقطَعَ مَن قطَعَكِ؟»، قالت: بلى يا ربّ، قال: «فذاكِ».
صلةُ الرحمِ تورث الخير: روى حكيم بن حزام -رضي الله عنه- أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن حكم أشياء حميدة في الإسلام كان يفعلها في الجاهلية، ومنها صلة الرحم، فأجاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أسْلَمتَ على قَبولِ ما سَلفَ وما سبَق لكَ مِن عمَلِ خَيرٍ”، فبين عليه الصلاة والسلام أن الكافر إذا أسلم ومات بعد أن كان يقوم بالعمل الصالح، فإنه يثاب على ذلك العمل. [3]
قصة عن أهمية صلة الرحم
جاءت الشريعة الإسلامية مبينة لوجوب وصل المسلم لرحمه، وقد ورد في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة ذلك، كما ورد فيها عقوبة قاطعي الأرحام، قال سبحانه وتعالى في أول آيات سورة النساء: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}.
وقاطعي الأرحام من الفئات التي لعنها الله في الآيتين 22 – 23 من سورة محمد: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.
والأرحام لا تقتصر على الوالدين فقط بل أنها تشتمل كل الأقرباء وأهمهم الوالدين، يليهما الأجداد، فالأبناء والبنات، وأبناء وبنات الأبناء والبنات، فالأخوه والأخوات وذريتهم، فالعموم والعمات وذريتهم، فالأخوال والخالات وذريتهم.
ومما يبين أهمية صلة الرحم الحديث الذي رواه جبير بن مطعم عن النبي حيث قال: “لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ. قالَ ابنُ أَبِي عُمَرَ: قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ”، كما أن صلة الرحم سبب سعة الرزق كما ورد في الحديث الشريف المذكور سابقاً الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
وإن دلت كثرة الأدلة الشرعية من أحاديث نبوية صحيحة، وآيات قرآنية عن صِلة الرّحم، وأهميتها، وفصائلها، وثمارها، فهذا يشير إلى أهمية وصل العبد لرحمه لينال الرزق والرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى، ويرضى عليه في الدنيا والآخرة.
والكثير من القصص الواردة والتي تدور على ألسنة الناس عن وصل الرحم، وأن سبب قطيعة رحمهم هو الإساءة التي تلقوها منهم فقطوعهم، فهذا غير جائز، وإن أساء الأقارب لهم يجب أن يصليهم ليكونوا سباقين إلى الخير، ودالين عليه فبالتالي سوف يكون أجرهم وثوابهم أكبر عند الله سبحانه وتعالى.
وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أعظم قصة للرجل الذي قاطعوه رحمه ونع ءلك استمر بالإحسان لهم: “أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ إنَّ لي قرابةً أصِلُهم ويقطَعوني وأُحسِنُ إليهم ويُسيئون إليَّ وأحلُمُ عنهم ويجهَلون عليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لئنْ كان كما تقولُ لكأنَّما تُسِفُّهم المَلُّ ولا يزالُ معك مِن اللهِ ظهيرٌ ما دُمْتَ على ذلك)”. [4]
۩❁#منتدى_المركز_الدولى❁۩