رفقًا بالقوارير
بسم الله الرحمن الرحيم
صرخات مدوية، وآهات قاتلة تُخرجهن بعض النساء في صمت، لا يعلم بحالِهن غير الله.
أم، زوجة، أخت، ابنة... إنهم قوارير لدى كل رجل
البعض منهن تقتلهن قساوة وسخرية الكلمات، والبعض الآخر تصفعهن الأيدي الغادرة.
لقد جاء الإسلام؛ ليكرم المرأة ويعطيها حقوقًا واجبة، فلقد كانت في الجاهلية لا قيمة لها، تباع وتشترى، تهان وتذل مغلوبة على أمرها، بل كانت توئد قبل أن ترى عيناها النور.
وعندما جاء الاسلام معلنًا عن تكريمها بعد بعثة النبي ﷺ نظرنا إلى بعض الرجال؛ فرأينا أن بعضهم مازال غارقًا في ظلمات الجهل، يرى الزوجة على أنها شيء يمتلكه فيشد من قبضة يده عليها، ويتحكم بها ضاربًا بمشاعرها عرض الحائط.
يراها وكأنها قطعة أثاث يحركها وقتما شاء وكيفما أراد!
صارخًا في وجهها بأقسى العبارات، منهالاً عليها بضربات تلهب قلبها حزنًا، وتعتصره ألمًا.
إن الغالب في أكثر المنازل اللغة السائدة والجملة المشهورة لدى كل رجل ((أنا رجل أفعل ما أشاء))
عذراً أيها الزوج، عذراً أيها الابن، عذراً أيها الأب، عذراً أيها الأخ!
فليست الرجولة بالصوت العالي، أو بقدرتك على قمع أنفاس قواريرك.
هل فهمت يوما معنى كلمة القوامة ولماذا قال الله عزوجل في كتابه العزيز:
"الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ" (سورة النساء) الآية: 34
ومعنى (قوَّام)، القوَّام هو المبالغ في القيام، أي القائم على أمور بيته، الحافظ على أهله، أي أنك الملك في بيتك فلا تقسو عليهن؛ فالملك إذا قسى على رعيته وطغى عليهم كرهوا حكمه وولايته عليهم
هذا هو حالك في بيتك أخي الكريم انت هو الملك وزوجتك هي مليكتك في عرش بيتك، فلاتكن قاسيًا، كاتمًا لأنفسهن ولتكن كريمًا في معاملتك لهن.
إن المرأة في بيت كل رجل؛ كالبستان متى سقيتها بماء الكلمات العذبة ازهرت واعطتك أجمل الروائح الزكية العطرة، وكلما نظرت إليها فأسرت عيناك بجمالها؛ فإن هذا نتاج معاملتك لها.
وأما إن اسقيتها ببذاءة كلماتك وأسلوبك القاسي المتذمر من كل شيء تفعله؛ ذبلت وخبى جمالها، وأصبحت بلا عطر يجذبك إليها.
رفقًا بالقوارير، قالها نبيك وحبيبك أفضل خلق الله؛ ليؤكد عليك حُسن العشرة والمعاملة الحسنة فيما بينكم.
ومعنى كلمة قوارير: هي وِعاءٌ من الزُّجاج تُحفَظُ فيه السّوائل.
وما اجمله من تشبيه، فالمعروف عن الزجاج أنه يحتاج لعناية ورعاية خاصة
أعلم أيها الزوج، أن الزجاج إذا جُرِح أو خُدِش؛ فإنه يفقد بريقة، وإذا تحطم لا يستطيع العودة كما كان.
هذا هو حال الزوجة مثل القارورة، فرفقًا بها من نظرات ولسان يخدش جمالها،
ورفقًا بها من أيدٍ تصفع البراءة وتكسرها، فلا تستطيع أن تعود بها إلى سابق عهدها من نقاء القلب وبشاشة الوجه.
فإذا حدث و كُسِرت قارورتك فلا تلومن إلا نفسك.
كثير من الرجال إلا من رحم ربي يهدم السعادة في منزله بأبشع العبارات، فينهدم عليه الأساس دون أن يدري، يظل ضاغطًا عليها في الصغيرة والكبيرة حتى تتكون بداخلها بركان من المشاعر الغاضبة الرافضة لتلك المعاملة
وهى التي حلمت ببناء منزل قوى اساسه الرحمة والمودة والسكن.
أخي في الله، نعم أساس أي بيت المودة، والرحمة، وحسن المعاملة، فإذا استطعت أن تبنى على هذا الأساس فلقد فزت أنت وأهل بيتك، وإن لم تستطع فاعلم أن منزلك هش ضعيف البنية مع أول خلاف تهاوى وتداعى بسبب ضعفه.
يقول الله جلا وعلا في كتابة الكريم:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]
إن هذه الآية أساس بناء أي أسرة، والطريق لحياة زوجية سعيدة.
قد تجف مشاعر الحب من طرف الزوج ويبدأ في إهمالها، يشحن هاتفه ليل ونهار، وينسى أن يشحن قارب الحياة الزوجية ببضع كلمات، تراه يدخل ويخرج متأففًا ليس معتبر لحالها، ولو أنه التفت إليها ونظر في عينيها لرأى شلالات من الدموع تحبس، وكلمات تريد الصراخ به لتقول؛ كفى بهذا العذاب هجرًا، كفى ببريق عيناي الذي انطفئا.
إن المرأة بطبيعة حالها خُلِقت مُفعمة بالمشاعر والأحاسيس؛ فهي كائن رقيق تستجيب للمعاملة الحسنة والطيبة، فتنسج خيوطًا من السعادة، وجوًا من الدفء والاستقرار بداخل اسرتها؛ فلا تقلل من شأنها، وتهدم أواصر الحب بينكما، عليك بإعطائها الوقت الكافي في مجالستها والاستماع إليها بانتباه، فإن أكثر ما يؤلم المرأة حقا أن تشعر بأنها في واد وزوجها في واد آخر فتحزن لأنه حتى الإنصات والاستماع لها أصبح سرابًا.
الكثير من الرجال إلا من رحم ربي يخرج ويطيل السهر والسمر مع أصدقائه، لا يعود لمنزله إلا للنوم، أو لتبديل ثيابه ثم الخروج مرة أخرى، وكأن منزله ما هو إلا فندقًا، وكأنه في بيته ما هو إلا كعابر سبيل، يأتي ثم يرحل سريعًا!
أخي في الله، أين حق الزوجة القابعة بين جدران هذا المنزل؟! أين حق أبنائك عليك في الرعاية والتأدب وتعليم أمور حياتهم؟! أليس لك دور في تعليم أبنائك وتقوية العلاقة بينكما، فإن كنت عابرًا في حياة أسرتك اليوم، فلا تسأل غدًا عن سر جفاء زوجتك، أو عن سر عقوق أبنائك؟!
وقد نرى حينما تعترض الزوجة على تلك المعاملة تتلقى سهامًا قاتلة تخرج من فمه ويده لتقتل أمل الزوجة في إصلاح حال زوجها.
أيها الزوج هذا ليس بزواج، وهذا ليس بسكن ومنزل به مودة ورحمة وحُسن معاشرة.
ومن هنا نتساءل عن مفهوم المودة والسكن والرحمة عند بعض الرجال؟
أيها الزوج لا تستطيع أن تبني حياة زوجية سعيدة عن طريق الحب فقط!
فمتى وجد الحب وجدت المودة والرحمة، ومتى وجدت المودة والرحمة وجد الحب كلاهما مرتبطان.
بل إنك تحتاج إلى التوازن، الذي يحتوي على كل الأساسيات لبناء منزل إسلامي قوي.
بعض الأزواج نراه يبخل عليها بكلمات المدح، ويغدق ويكثر عليها بكثرة الانتقادات؛ إن هذا يؤلمها حقًا وإن كانت لا تشعرك بهذا؛ فإن رأيتها صامتة هذا لا يعني أنها راضية عن تلك المعاملة، فقد يأتي اليوم الذي تثور وتراها بغير هذا الهدوء، وبغير تلك المعاملة الطيبة منها إليك، تراها وقد اتخذت قرارًا بالرحيل وعدم العودة مهما حاولت ارضائها.
لماذا الكثير من الأزواج نسمع أنه يتباهى بزوجته خارج المنزل أمام الأهل، والأصدقاء، والأقارب، ويبخل أن يسمعها ويسعدها ببعض الكلمات البسيطة هي بسيطة في القول ولكنها قوية وكافية بالنسبة لها لتجديد طاقة يومها، فيبدأ الشيطان في وساوسه أن زوجها لا يحبها، ولا يريدها!
ولكن تفاجئ الزوجة أن زوجها يذكرها بكل خير أمام الجميع، فتتمنى لو أنه يسمعها ولو بضعة كلمات يُثني عليها وعلى دورها كزوجة، وكأم، تتمنى أن لو تسمع تلك الكلمات أو حتى تشعر بها فتقتل تلك الوساوس بداخلها!
ولكن هيهات هيهات، فبعض الرجال يراه ضعفًا إن أباح لزوجته بمكنون قلبه!
لماذا نرى بعض الرجال لا يتحملن زوجاتهن عند المرض أو الغضب؟!
ألست تاركها في المنزل تتحمل عبء تربية الأبناء وتعليمهم ونشأتهم ليكونوا أبناءً تفتخر بهم، ثم انها تتحمل ترتيب وتجميل المنزل وتهيئته لحين عودتك من عملك!
وعندما تمرض وتصاب بالتعب لماذا تتأفف منها وتشعرها أنها باتت حملاً ثقيلاً عليك؟!
أليست هي من مسؤولياتك! أليست هي أمانة في كنفك وتعاهدت أمام الله ومع أبيها أن تحافظ عليها وتراعاها!
لماذا هذا المن عليها في الإنفاق؟!
أليست من ضمن القوامة أن ينفق الرجل على أهل بيته؟!
أعلم أيها الزوج الكريم، أن نفقتك على أهل بيتك وزوجتك، هي صدقة إن احتسبتها خالصة لوجه الله تعالى
حتى معاملتك الطيبة؛ فهي صدقة هكذا قال رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: ((إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرْتَ عليها، حتى ما تضع به في فِي امرأتِك))؛ متفق عليه.
حتى اللقمة إن وضعتها في فم زوجتك فأنت مأجور عليها.
وعن المقدام بن معدي كرب - رضي الله
عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ )) رواه أحمد بإسناد جيد.
انظر إلى رحمة الله بك حينما أكرمك بهذا الثواب العظيم، وأنت تريد أن تتجرد منه وإن عاتبت الزوجة يومًا زوجها على شدة إهماله لها يقول عذرًا ليس لدى الوقت
ما هذا؟!
لديك طيلة الليل وأنت تقضية مع صحبة فاسدة تاركًا لزوجتك ومهملاً إياها وليس لديك وقتًا تقضية معها عجبًا لك أيها الزوج!
لديك وقتًا لهاتفك تتصفح فيه داخل المنزل وخارجه، وليس لديك وقتًا لكي تستمتع بدفء أسرتك؟! عذرا أي حياه تلك، وأي زواج، وأي رابط أسري هذا!
فلتنظر إلى بضع لقيمات تضعها في فم زوجتك تكون قد تصدقت، ببضع كلمات بسيطة تجبر الخاطر سترى مدى التحول الذي سيطرأ عليها، وستتعجب كيف أن التعب والغضب والضغط والمرض والألم زال بمجرد أن فاح عطر كلماتك معها، وكيف أن يدك الحانية التي تربت عليها أزالت أوجاع اليوم كله، وأنارت وجهها واسعدت قلبها
انظر إلى بيتك والسعادة تفوح منه عندما توقظ زوجتك وتمسك بيدها وتقول لها هيا بنا فقد حان موعد قيام الليل.
تلك هي الذكريات التي سيفتقد كل منكما بها الآخر يومًا ما، كما كان يفتقد رسولنا الحبيب زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها واسمعْ إلى وفاءِ رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- لزوجتِه حتى بعدَ وفاتِها، فتقولُ عائشةُ رضيَ اللهُ عنها: كَانَ النَّبِيُّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ، قَالَتْ: فَغِرْتُ يَوْما،ً فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهَا خَيْراً مِنْهَا، قَالَ -مع حُبِّه لعائشةَ وحرصِه على مراعاةِ شُعورِها-: “مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- خَيْراً مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاء“.
أخي في الله إذا رأيت منها عيبًا أو خُلقًا سيئًا ارتضي منها الآخر، فمن منا اتصف بالكمال يومًا.
نحن بشر ووارد لنا الأخطاء نصيب مرة، ونخطئ مرة فالكمال لله عزوجل
تتحمل منها، وتتحمل منك تلك هي الحياة
لا تنظر إلى حياة أحد ولا تقارنها بزوجة أحد فلكل منهما طباع مختلفة
هذه هي الرحمة والمودة والسكن أن تكون لها سندًا في كل أوقاتها وتكون لك خير معين على تقلبات الحياة
ولك كل الحق في أن تقومها وتُعَدِل من سلوكها إذا أخطأت، أو رأيت منها نشوزًا أو اعراضًا .
يقول الله سبحانه وتعالى :
"واللاتي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ
وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" {النساء:34}.
عليك أولاً بالموعظة، وهى النصح برفق ولين، وإن لم يفلح الوعظ والنصح معهن؛ لك أن تبدأ في الهجر.
انظر إلى الآية الكريمة وعظمة الخالق في تأديب الرجل لزوجته.
"وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع" والهجر يكون في المضجع أي أن ينام الرجل والمرأة في غرفة واحدة، وفي فراش واحد، ولكن يعطيها ظهره، وشرط أن لا يعلم أحدًا بهذا الهجر؛ حفاظًا على خصوصيات العشرة بينهما.
وأخيرًا إن لم تستجب الزوجة لكل هذا له أن يضربها، ولكن ضربًا غير مبرح، بحيث أنه لا يكسر عظمًا، أو تسيل منها دماء،ً أو يترك أثرًا سواء أثرًا نفسيًا أو جسديًا، ولذلك قال بعض العلماء له أن يضربها بالسواك، بالسواك يامعشر الرجال، فما نراه اليوم إلا مفهومًا خاطئًا لضرب الزوجة بحجة تأديبها، فرفقًا بهن.
فإن أطاعت الزوجة زوجها، يجب على الزوج أن لا يطغي عليها، وأن لا يستخدم قوامته في ازلالها، بل يستخدم القوامة في إصلاحها وتقويمها.
ونرى بعض الأزواج ممن زُرع بداخلهم قسوة القلب، وعبوس الوجه، ممسكًا في يده خنجر مسددًا طعنات قاتلة لزوجته بداية من انتقادها في كل شيء إلى عدم تحملها في أشد الأوقات احتياجًا له
نرى أحيانا وقد تحولت الحياة الزوجية إلى ساحة من المشادات الكلامية، ثم تتحول إلى من سينتصر على الآخر
هي ليست حرب، أو ساحة قتال، أو من الفائز ومن الخاسر، إن العلاقة الزوجية أسمى من أن تتحول إلى ذلك لذلك يلجأ بعض الأزواج إلى الحلف بالطلاق
لا تجعل من لسانك سلطانًا عليها، ولا تشدد من قبضتك، ولا تهدد بالحلف بالطلاق وتخوفها به في كل صغيرة وكبيرة
والله إني أري أن الزوج الذي يحلف بالطلاق كثيرا ما هو إلا زوج ضعيف النفس والإيمان لا يستطيع التحكم في أمور بيته وإصلاح زوجته إلا بذاك الحلف
احذر أخي الكريم فكثرة الحلف قد تؤدي إلى تطليق زوجتك وخراب منزلك وتشريد أولادك
كن محبا لها، الم تسمعوا حبيبكم المصطفى ﷺ وهو يوصيكم بالنساء خيرا
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) رواه أحمد والترمذي.
وفوق ذلك كله أوصى النبي صلى الله عليه وسلم وصية خاصة بهن، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء) متفق عليه، وفي لفظ مسلم: (استوصوا بالنساء خيرا).
وأخيرًا أيها الزوج الكريم، كن لها محمدا تكن لك كخديجة
كن لها كما كان نبيك وحبيبك المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه
"عن الأسود قال: سألت عائشة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني: خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" اخرجه البخاري
قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته"
وسئلت؛ ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: "كان بشرًا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه" اخرجه الإمام أحمد.
هذا هو رسولك الحبيب يعلمك كيف يكون الرجل في بيته، هذا لمن أراد التأسي بسيد الخلق فلا تكن في معزل عن تطبيق سنة النبي وهدية، فلا تلتفت إلى اللمز والغمز عندما تساعد أهل بيتك، بل سِر على نهج وخطوات أفضل خلق الله.
لا أقول أن كل الرجال يعاملن زوجاتهن بقسوة ولا أقول أيضًا أن كل الرجال يعاملن زوجاتهن بلين ورفق
ولكني أتطلع إلى الاقتداء بسنة الحبيب المصطفى في معاملة الرجل لأهل بيتة
أخي المسلم، دعني اعطيك سر نجاح الحياة الزوجية والاستقرار الأسري الذي سيغلف حياتكم بالسعادة ورضا الله عليكم.
كُن لها بأخلاق يوسف، تكن لك بعِفة مريم وأخلاقها
بعض الأزواج إلا من رحم ربي لا يحفظ زوجته في غيابها، بل الطامة الكبرى عندما يجعل الله أهون الناظرين إلية، تميلُ نفسك فتستجيب لها
عذرًا، إن كانت كلماتي قاسية، ولكن هذا هو حال بعض الرجال، يتركون الحلال ويشتهون الحرام
يتعرف الرجل على امرأة أخرى عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتبدأ من هنا التنازلات مستغلاً سهولة التعارف مع انفتاح هذا الوباء، ونسي الرقابة الإلهية عليه من فوق سبع سموات.
أو يتعرف على أخرى في العمل ويبدأ في التعامل معها على أنها مثل أخته، ويقول هي صديقة ليس أكثر
وهل هناك صداقة بين الرجل والمرأة؟!
منذ متى أباح الشرع هذه الصداقة الآثمة!!
وهل ترضى مثل هذا التعارف لزوجتك لابنتك او لأختك!!
تذكر كما تدين تدان؛ فإن تطلعت بنظرك إلى امرأة أخرى، وإن تاقت نفسك إلى الحديث معها، وإن غلبك شيطانك وتسلطت عليك شهوات النفس الأمارة بالسوء للتعارف عليها ومحادثتها؛ فاعلم أن كل تلك الأحداث ستحدث مع أهل بيتك؛ هي دائرة مغلقة والخير أو الشر الذي ستفعله سيلتف ويعود عليك؛ فكن شديد الحذر أخي الكريم
وإليك قصة "السقا" وهى قصة قديمة لساقي الماء فلتقرأها بتمعن
كان رجل يبيع الحنطة فجاءته امراة جميله فسألته: هل عندك حنطة ؟
قال لها نعم ونظر اليها نظرة اعجاب وأمسك يدها وقال لها عندى حنطة
فى الداخل احسن
فتركته المرأة ومشت فلما رجع الى بيته وجد زوجته حزينة فسألها ماالذى يحزنك قالت
ان السقا الذى يأتى بالماء كل يوم يضع قربته فى الاناء ويسير دون ان يرانى او اراه واليوم جاء *السقا وكنت خلف الباب ؛ وبينما هو يضع قربته أمسك بيدى واول مرة يفعلها ؛
فقال الرجل : سبحان الله (دقة بدقة ولو زدنا لزاد السقا )
ويقول شاب آخر كنت أكتم أنفاسي عندما تعبر أمامي فتاة متبرجة حتى لا تُكتب في صحيفتها زانية وحتى يُكتب لأهل بيتي نصيبًا من العفاف
انظر إلى الفرق بينهما شتان في الأخلاق والخوف من الله ومراعاة حدود الله في السر والعلن
فرفقًا بهن؛ فإنهن سراج الحياة لكم متى اظلمت الدنيا، فهن لكم العفاف فكونوا لهم نعم السكن والمودة والرحمة والأخلاق الكريمة
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩