الذكـــــــر والدعاء
(فقه السنه)
:الدعـــــــاء
:
🟩الأَمْرُ به
أمر اللّه الناس أن يدعوه، ويضرعوا إليه، ووعدهم أن يستجيب لهم، ويحقق لهم سؤالهم: 1ـ فقد روى أحمد، وأصحاب السنن، عن النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدعاء هو العبادة". ثم قرأ: " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ *(1) [ غافر: 60].
2ـ وروى عبد الرزاق عن الحسن، أن أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سألوه: أين ربنا ؟ فأنزل اللّه: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ *(2) [ البقرة:186].
3ـ وروى الترمذي، وابن ماجه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيء أكرم على اللّه من الدعاء"(3).
4ـ وروى الترمذي عنه، أنه صلوات الله عليه وسلامه، قال: "مَن سره أن يستجيب اللّه _ تعالى _ له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاءَ في الرخاء"(4).
5ـ وروى أبو يعلى، عن أنَس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه عزَّ وجل، قال: "أربع خصال؛ واحدة منهن لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي، فأما التي لي، لا تشرك بي شيئاً، وأما التي لك، فما عملت من خير جزيتك عليه، وأما التي بيني وبينك، فمنك الدعاء وعليَّ الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي، فارضَ لهم ما ترضى لنفسك"(5).
6ـ وثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "من لم يسأل اللّه، يَغضب عليه"(6).
7ـ عن عائشة _ رضي اللّه عنها _ قالت: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُغني حَذر مِن قَدَرٍ، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لَيَنْزلُ فيلقاه الدعاء، فيعتلجان(7) إلى يوم القيامة ". رواه البزار، والطبراني، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
8 _ وعن سلمان الفارسي _ رضي اللّه عنه _ أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرد القضاءَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العُمْر إلا البرّ"(
. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.
9 _ وروى أبو عوانة، وابن حبان، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعا أحدُكم، فَليُعظِم الرغبةَ؛ فإنه لا يتعاظم عن الله شيء"(9).
===============
(1)أخرجه أبو داود: في تفريع أبواب الوتر، باب الدعاء، برقم (1476)، والترمذي: في أبواب تفسير القرآن، "سورة مؤمن"، برقم (3463)، وفي أبواب الدعوات، باب منه، برقم (3596)، والنسائي: في "السنن الكبرى"، برقم (11464) (6 / 450)، وابن ماجه: في كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، برقم (3828) (2 / 1258)، والإمام أحمد، في "المسند" (4 / 267، 271، 276).
(2) الحديث مرسل؛ لأنه من رواية الحسن، والمرسل من قسم الضعيـف، وقد أورده ابن كثير، في "تفسيره" (1 / 400).
(3) أخرجه الترمذي: في أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في فضل الدعاء، برقم (3593)، وابن ماجه: في كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، برقم (3829) (2 / 1258).
(4) أخرجه الترمذي: في: أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، برقم (3606) (5) رواه أبو يعلى، في "المسند"، وقال محققه: إسناده ضعيف؛ لضعف صالح بن بشير المري. مسند أبي يعلى (5 / 143)، ح (2757).
(6) أخرجه الترمذي: في أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب منه، برقم (3597)، وابن ماجه: في كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، برقم (3827) (2 / 1258).
(7) "يعتلجان": يتصارعان ويتدافعان؛ والحديث أخرجه الحاكم، في "المستـدرك" (1 / 492)، والخطيب البغدادي، في "تاريخه"، (8 / 453)، وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. العلل المتناهية (2 / 843) (
رواه الترمذي، في: كتـاب القدر _ بـاب ما جـاء لا يرد القدر إلا الدعـاء، والحاكم، في "المستـدرك"، (1 / 493)، وصححه العلامة الألباني، في "الصحيحة" (154).
(9) رواه ابن حبان، في "صحيحه"، (2 / 127).
:آداب الدعاء
:
للدعاء آداب ينبغي مراعاتها، نذكرها فيما يلي: 1ـ تَحرِّي الحلالِ: أخرج الحافظ ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَْرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً " [البقرة: 168]. فقام سعد بن أبي وقاص، فقال: يا رسول اللّه، ادع اللّه أن يجعلني مستجاب الدعوة. فقال: "يا سعد، أطب مطعمك، تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده، إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه، ما يتقبل منه أربعين يوماً، وأيما عبدٍ نبت لحمه من السحت والربا، فالنار أولى به"(1).
وفي مسند الإمام أحمد، و"صحيح مسلم"، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس، إن اللّه طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن اللّه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: " يَاَ أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ " [المؤمنون: 51]. وقال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " [البقرة:172].
ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث، أغبر: "ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب. فأنى يستجاب لذلك؟!"(2).
2ـ استقبالُ القبلَةِ إن أمكن، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي، فدعا واستسقى، واستقبل القبلة(3).
3ـ ملاحظةُ الأوقاتِ الفاضلةِ، والحالاتِ الشَّريفةِ؛ كيوم عرفة، وشهر رمضان، ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل، ووقت السحَر، وأثناء السجود، ونزول الغيث، وبين الأذان والإقامة، والتقاء الجيوش، وعند الوجل ورقة القلب.
(أ) فعن أبي أمامة، قال: قيل: يا رسول اللّه، أي الدعاء أسمع ؟ قال: "جَوْف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات"(4). رواه الترمذي بسند صحيح.
(ب) وعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربِّه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء، فَقَمِنٌ أن يسْتَجاب لكم"(5). رواه مسلم.
وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة، منثورة في ثنايا الكتب.
4ـ رَفْعُ اليدين حَذْو المنكَبين؛ لما رواه أبو داود، عن ابن عباس قال: المسألة؛ أن ترفع يَدَيْك حَذْو مَنْكبيك أو نحوهما، والاستغفار؛ أن تشير بإصبع واحدة، والابتهال؛ أن تمد يديك جميعاً(6).
وروى عن مالك بن يسار، أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم اللّه، فاسألوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها"(7).
وروى عن سلمان، أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن ربكم _ تبارك وتعالى _ حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفْراً"(
.
5ـ أن يبدأ بحَمْدِ اللّه وتمجيدِه والثّناءِ عليه، ويصلي على النَّبي؛ لما رواه أبو داود، والنسائي، والترمذي وصححه، عن فضالة بن عبيد، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سمع رجُلاً يدعو في صلاته لم يمجد اللّه تعالى، ولم يصلّ على النبي، فقال: "عجل هذا". ثم دعاه، فقال له - أو لغيره -: "إذا صلى(9) أحدكم، فليبدأ بتمجيد ربه _ عز وجل _ والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعد بما يشاء"(10).
6ـ حضورُ القلْبِ وإظهارُ الفاقةِ والضَّراعةِ إلى اللّه جل شأنه وخَفْضُ الصوتِ بين المخافتة والجهر؛ قال اللّه تعالى: " وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ (11) وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً " [الإسراء: 110]. وقال: " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " [ الأعراف: 55].
قال ابن جرير: "تضرعاً": تذللاً واستكانة لطاعته، و"خفية" يقول: بخشوع قلوبكم، وصحة اليقين بوحدانيته وربوبيته فيما بينكم وبينه، لا جهار مراءاة.
وفي "الصحيحين"، عن أبي موسى الأشعري، قال: رفع الناس أصواتهم بالدعاء، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس، اربَعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً بصيراً، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته، يا عبد اللّه بن قيس، ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا باللّه"(12).
وروى أحمد، عن عبد اللّه بن عمر، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعية، وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم اللّه - أيها النّاس - فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة؛ فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل"(13).
7ـ الدُّعاءُ بغير إثْمٍ، أو قطيعةِ رحمٍِ؛ لما رواه أحمد، عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو اللّه _ عز وجل _ بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصال؛ إما أن يُعجِّل له دعوته، وإما أن يدَّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها". قالوا: إذاً نكثر ؟ قال: "اللّه أكثر"(14).
8ـ عـدَمُ استبطـاءِ الإجابَـةِ؛ لما رواه مالك، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوتُ، فلم يستجب لي"(15).
9ـ الدُّعاءُ مع الجزمِ بالإجابَةِ؛ لما رواه أبو داود، عن أبي هريرة، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت. ليعزم المسألة؛ فإنه لا مكره له"(16).
10ـ اختيارُ جوامعِ الكَلمِ مثل: " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *(17) [البقرة:201] فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك(18).
وفي "سنن ابن ماجه"، أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللّه، أي الدعاء أفضل ؟ قال: "سل ربك العفو والعافية، في الدنيا والآخرة". ثم أتاه في اليوم الثاني، والثالث فسأله هذا السؤال، وأجيب بذلك الجواب. ثم قال صلى الله عليه وسلم: "فإذا أعطيت العفو والعافية في الدنيا والآخرة، فقد أفلحت". وفيه، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من: اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة"(19).
11ـ تجنُّبُ الدُّعاء ِعلى نفسِه، وأهله، وماله؛ فعن جابر، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدَمِكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من اللّه _ تبارك وتعالى _ ساعة نيل فيها عطاء، فيستجاب لكم"(20).
12ـ تَكْرارُ الدُّعاءِ ثلاثاً: فعن عبد اللّه بن مسعود، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر ثلاثاً(21). رواه أبو داود.
13ـ إذا دعا لغيره أن يبدأ بنفسِه؛ قال اللّه تعالى: " رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِْيمَانِ " [الحشر: 10].
وعن أبي بن كعب، قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحداً فدعا له، بدأ بنفسه(22). رواه الترمذي بإسناد صحيح.
14ـ مسْحُ الوَجْه باليدين عقبَ الدُّعاءِ، وحمْدُ اللّه وتمجيدُه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد روي مسح الوجه باليدين من عدة طرق كلها ضعيفة(23)، وأشار الحافظ إلى أن مجموعها تبلغ به درجة الحسن.
(1)أورده الهيثمي، في "المجمع"، وقال: رواه الطبراني في "الصغير"، وفيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد (10 / 294). وسند الحديث فيه الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي، قال الحافظ الذهبي في "الميزان": ليس بثقة. وقال الأزدي: لو قلت كذاباً، لجاز.
(2) أخرجه مسلم، في: كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة وأنواعها، وأنها حجاب من النار (7 / 100)، والترمذي، في: أبواب تفسير القرآن (سورة البقرة)، برقم (3174)، والإمام أحمد، في "المسند".
(3) أخرجه أبو داود، في: كتاب الصلاة، باب في أي وقت يحول رداءه إذا استسقى، برقم (1166، 1167)، (1 / 303)، والنسائي في: كتاب الاستسقـاء، باب متى يحـول الإمام رداءه، وباب رفـع الإمام يده في الاستسقاء (3 / 157، 158)، والترمذي، في: أبواب السفر، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، برقم (553)، والطحاوي (1 / 191، 192)، وصحيح ابن خزيمة (1405، 1408)، وابن حبان (603).
(4) أخرجه الترمذي، في: أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب _ 81 _، برقم (3730).
(5) أخرجه مسلم، في: كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (4 / 200)، وأبو داود، في: كتاب الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود، برقم (875)، والنسائي، في: كتاب الافتتاح، باب أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل (2 / 226).
(6) أخرجه أبو داود، في: كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم (1489)، (2 / 79).
(7) أخرجه أبو داود، في: كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم (1486)، (2 / 78).
(
أخرجه أبو داود، في: كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم (1488)، (2 / 78)، والترمذي، في: أبواب الدعوات، باب _ 118، برقم (3791)، وابن ماجه، في: كتاب الدعاء، باب رفع اليدين في الدعاء، برقم (3865)، (2 / 1271).
(9) "صلى": أي؛ دعا. (10) أخرجه أبو داود، في: كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم (1481)، (2. 77)، والنسائي، في: كتاب السهو، باب التمجيد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة (3 / 44)، والترمذي، في: أبواب الدعوات، باب _ 66 _، برقم (3708، 3710).
(11) "بصلاتك": أي؛ بدعائك.
(12) أخرجه البخاري، في: كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا علا عقبة، وبـاب قـول: لا حول ولا قـوة إلا بالله (8 / 323، 330)، ومسلم، في: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر...، (17 / 25).
(13) أخرجه الإمام أحمد، في "المسند" (2 / 177)، وأخرجه الترمذي، بلفظ: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة..." وعن أبي هريرة، في: أبواب الدعوات، باب _ 66 _، برقم (3709).
(14) أخرجه الإمام أحمد، في "المسند" (3 / 18)، وأخرجه الترمذي، بلفظ: "ما من أحد يدعو بدعاء..." عن جابر، في: أبواب الدعوات، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، برقم (3605).
(15) أخرجه البخاري، في: كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل (8 / 314)، والموطأ، في: كتاب القرآن، باب ما جـاء في الدعـاء، برقم (29)، (1 / 213)، ومسلم، في: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب بيان أنه يستجاب للداعي، ما لم يعجل (17 / 51)، وأبو داود، في: كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم (1484)، (2 / 78)، والترمذي، في: أبواب الدعوات، باب ما جاء في من يستعجل في دعائه، برقم (3611)، وابن ماجه، في: كتـاب الدعـاء، بـاب يستجـاب لأحدكـم ما لم يعجـل، برقم (3853)، (2 / 1266)، وأخرجه الإمام أحمد، بلفظ:"لا يزال العبد بخير، ما لم يستعجل...". عن أنس، في "المسند" (3 / 18)، والحاكم، في "المستدرك" (1 / 493).
(16) أخرجه البخاري، في: كتاب الدعوات، باب ليعزم المسألة؛ فإنه لا مكره له (8 / 324)، ومسلم، في: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب العزم في الدعاء، ولا يقل: إن شئت (17 / 7)، وأبو داود، في: كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم (1483)، (2 / 77)، والترمذي، في: أبواب الدعوات، باب _ 79 _، برقم (3728)، وابن ماجه، في: كتاب الدعاء، باب لا يقول الرجل: اللهم اغفر، إن شئت، برقم (3854)، (2 / 1267).
(17) أخرجه البخاري، في: كتاب التفسير، باب "ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عـذاب النـار*، برقم (4522)، وكتاب الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ربنـا آتنـا فـي الدنيـا حسنة*، برقم (6389)، ومسلم في: كتاب الذكر والدعاء..، باب فضل الدعاء ب: اللهم آتنا في الدنيا حسنة (17/ 16)، وأبو داود، في: كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، برقم (1519)، (2 / 85).
(18) أخرجه أبو داود، في: كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم (1482)، (2 / 77)، وابن حبان (2412)، والإمام أحمد، في "المسند" (6 / 148، 189).
(19) أخرجه الترمذي، في: أبواب الدعوات، باب _ 89 _، برقم (3743)، وابن ماجه، في: كتاب الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، برقم (3848)، (2 / 1265).
(20) أخرجه مسلم، في: كتاب الزهد والرقائق، باب حديث جابر الطويل،...، برقم (3009)، وأبو داود، في: كتاب الصلاة، باب النهي عن أن يدعو الإنسان على أهله وماله، برقم (1532)، (2 / 88).
(21) أخرجه أبو داود، في: كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، برقم (1524)، (2 / 87)، والإمام أحمد، في "المسند" (1 / 394، 397).
(22) في: أبواب الدعوات، باب ما جاء أن الداعي يبدأ بنفسه، برقم (3609)، وأبو داود، في: كتاب الحروف والقراءات، برقم (3984)، (4 / 33)، وابن ماجه، في: كتاب الدعاء، باب إذا دعا أحدكم فليبدأ بنفسه، برقم (3851)، (2 / 1266)، والإمام أحمد، في "المسند" (5 / 121).
(23) انظر "سنن أبي داود"، وتضعيفه لطرق هذا الحديث (2 / 78)، برقم (1485)، وكذلك الترمذي، في: أبواب الدعوات، باب ما جاء في رفع الأيدي عند الدعاء، برقم (3610).
:استفتاح الدعاء
:
1ـ عن بريدة، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك، بأني أشهدُ أنك أنتَ اللّهُ لا إله إلا أنت، الأحَدُ الصَّمَدُ(1)، الذي لم يَلدْ ولم يولَدْ، ولم يكن له كفواً (2) أحَدٌ. فقال: "لقد سألتَ الله بالاسم الأعْظَم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب"(3). رواه أبو داود، والترمذي وحسنه.
قال المنذري: قال شيخنا أبو الحسن المقدسي: إسناده لا مطعن فيه، ولم يرد في هذا الباب حديث أجود إسناداً منه.
2ـ وعن معاذ بن جبل، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً وهو يقول: يا ذا الجلال(4) والإكرام. فقال: "استُجيبَ لك، فسَلْ". رواه الترمذي، وقال: حسن.
3ـ وعن أنَس، قال: مر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزّرقي وهو يصلي، ويقول: "اللهم إني أسألك، بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، يا حنّان يا منان، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيوم. فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لقد سألت اللّه باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى"(5). رواه أحمد، وغيره، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
4ـ وعن معاوية، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من دعا بهؤلاء الكلمات الخمس، لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه؛ لا إله إلا اللّه واللّه أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله "(6). رواه الطبراني بإسناد حسن.
==============
(1) الصمد: الذي يقصد في الحوائج. (2) كفواً: شبيهاً.
(3) أخرجه أبو داود، في: كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم (1493) (2 / 79)، والنسائي، في: كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، برقم (1300) (3 / 60)، والترمذي،: في: أبواب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (3706)، وابن ماجه، في: كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم، برقم (3857)، (2 / 1267)، والإمام أحمد، في "المسند" (5 / 360).
(4) الجامع لصفات العظمة.والحديث أخرجه الترمذي، في: أبواب الدعوات، باب _ 99 _، برقم (3759).
(5) أخرجه أبو داود، في: كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم (1495) (2 / 80)، والنسائي، في: كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، برقم (1299) (3 / 59)، وابن ماجه، في: كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم، برقم (3858) (2 / 1268)، والترمذي، في: أبواب الدعوات، باب _ 109 _، برقم (3776)، وانظر "المسند" (3 / 120، 158، 245، 225، 5 / 349، 350).
(6) ذكره الهيثمي، في: "مجمع الزوائد"، وقال: رواه الطبراني، في: "الكبير" و"الأوسط"، وإسنـاده حسن (10 / 157).
=============