حلاوة زمان عروسة حصان .. حلوى المُولِد الموروث الثقافي وأصل الحكاية !!
فى شهر ربيع الأول من كل عام ، تبدأ مراسم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف في جميع أنحاء مصر المحروسة ، فتقام السرادقات الكبيرة حول المساجد والميادين فى جميع أنحاء مصر ، وفي وسط اجواء من البهجة ، يغرد المنشدون بأناشيد تمدح رسول الله ﷺ و تتبادل الناس حلوى ، صنعت خصيصا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف . وتعد حلوي المولد من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر حيث تنتشر في جميع محال الحلوي والشوادر ، تعرض فيها ألوان عدة من حلوي المولد علي رأسها السمسمية والحمصية والجوزية والبسيمة والفولية والملبن المحشو ، كما تصنع من الحلوى بعض لعب الأطفال التي تؤكل بعد انتهاء يوم المولد وهي عروس المولد للبنات والحصان للأولاد .
هذا وتؤكد العديد من المصادر التاريخية ان الفاطميين ، هم اول من احتفل بالمولد النبوي الشريف ، فكان الفاطميون يعدون الولائم أثناء المولد النبوى و كانت تتضمن حلوى صنعت خصيصا لتلك المناسبة السعيدة وكانت توزع على الحاضرين . أما عن عروس المولد فيقول المقريزى : " أن العروسة كانت تصنع من السكر على هيئة حلوى منفوخة، وتجمل بالأصباغ، ويداها توضعان فى خصرها وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها " . ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلوى من المظاهر التى ينفرد بها المولد النبوى الشريف فى مصر .
أما عن تاريخ عروس المولد ، فيقال انها ظهرت خلال عهد الحاكم بأمر الله الذي كان يحب إحدي زوجاته ، فأمر بخروجها معه يوم المولد النبوي ، فظهرت في الموكب بردائها الأبيض وعلي رأسها تاج الياسمين فقام صناع الحلوي برسم الأميرة في قالب حلوي ، بينما الآخرون يرسمون الحاكم بأمر الله وهو يمتطي حصانه وقد صنعوه من الحلوى . كما ارتبطت عروس المولد بفلسفة خاصة عند المصريين الذين كانوا يتصدقون بإعطاء الحلوي للمساكين في ذكري المولد النبوي . ويقال أيضا أن الحكام الفاطميين كان يشجعون الشباب علي عقد قرانهم يوم المولد النبوي ولذلك أبدع صناع الحلوي في تشكيل عرائس المولد وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر .
ولأهمية الإحتفال بالمولد النبوي والتي ترسخت في قلوب المصريين ، يذكر المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي والذي عاش في زمن الحملة الفرنسية علي مصر ، أن نابليون بونابرت اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عام 1798م ، من خلال إرسال نفقات الاحتفالات وقدرها 300 ريال فرنسي إلي منزل الشيخ البكري نقيب الأشراف في مصر بحي الأزبكية وأرسلت أيضا إليه الطبول الضخمة والقناديل وفي الليل أقيمت الألعاب النارية احتفالا بالمولد النبوي وعاود نابليون الاحتفال به في العام التالي ، لاستمالة قلوب المصريين إلي الحملة الفرنسية .
أما عن الحصان الحلاوه ، فقد اعتبره المصريون رمزا للفروسية والرجولة وكان يُصنع على شكل حصان مزين بألوان زاهية يمتطيه فارس شاهرا سيفه، وخلفه علمه ، وهو شكل يثير روح الفروسية والبطولة لدى الأطفال والكبار ... انتهت جولتنا التاريخية ، لنقول لكم بالأخير كل عام و انتم بخير
#مشرفة_الاسرة_والطفولة @منتدى المركز الدولى
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩