وداعــا لــلـــقســـوة مـــع الــبـنات
عبد الله بن سعيد آل يعن الله
البنات هن أكثر عاطفة وأرهف في الإحساس ، وألطف في التعامل وهذه ما يجده المرء في بيته ...
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة ، فقال رجل من بعض القوم : وثنتين يا رسول الله ؟ قال : وثنتين ] حسنه الألباني .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من عال ابنتين أو ثلاث بنات ، أو أختين أو ثلاث أخوات ، حتى يمتن ، أو يموت عنهن ؛ كنت أنا وهو كهاتين ، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى ) صححه الألباني .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من كن له ثلاث بنات ، أو ثلاث أخوات ، فاتقى الله ، وأقام عليهن ، كان معي في الجنة هكذا . وأومأ بالسبابة والوسطى ) صححه الألباني .
المرأة في الإسلام تاج على الرؤؤس ، ومنارة بين الأمم ، وعنوان عريض في مسيرة المجتمع ، فهي محفوظة مصونة ، والإسلام بين حقها على الأب والزوج والأخ وكل من يمت لها بصلة ، والإحسان للمرأة هو مظهر من مظاهر الإسلام الحقة يقوم به الأتقياء الأصفياء ، ويجهله الجهلة القساة ...
دعوني أنقب عن بعض مظاهر القسوة التي أفصح بها بعض الفتيات بمرارة وحرقة من أفراد أسرهم ، وعلى قائمتهم الآباء والإخوان ...
هذه فتاة تناشد أباها الذي يهدد أمها بالطلاق بين كل فينة وأخرى فتقول ...
أناشدُ فيكَ يا أبتاه قلباً *** عرفتُ به السماحة والتفاني
أحاول أن أبثَّ إليك حزني *** فتنعقد المشاعر في لساني
أهابُ بأن أقول لك استمع لي! *** فخذ شِعري المعطر بالأماني
أبي أرجوك هذا قلبُ أمي *** غريق وسط أمواج الزمانِ
فخذه إليك كي ترسو بحب *** سفينتنا على شط الأماني
ترفق يا أبي فالحلم أولى *** بمثلك في مثار العنفوانِ
تفكر فالطلاق ختام عمرٍ *** بدايته المحبة والتهاني
أبي من للدموع إذا أسفهلت *** وذاب بحرِّ أحزاني كياني؟
أبي أرجوك لا تفسد حياتي *** ولا توقف ينابيع الحنان
تضيق الأرض إن طلقت أمي *** كأني في الحياة بلا مكان!
يمر علي إصباحٌ وليلٌ *** بحكمة ربنا يتعاقبان
كذلك أنتما مَّرا جميعاً *** عليَّ برحمةٍ وتعاقبان
أبي ما زلت أصرخ مستغيثاً *** أبي هلاَّ شعُرت بما أعاني!
تأمل في العواقب تلقى خيراً *** وتزهر في معانيك الأماني!
أبي ترجمتُ بالأشعار حزني *** ونبض الشعر أصدق ترجمان
ولا شك بأن داء البنات ، هو فراق الأمهات ...
وتقول إحدى الفتيات :- لقد شاب رأسي ، بدأت معاناتي الحقيقية منذ طفولتي ، فأهلي يستغلون أية فرصة للانتقاص مني والتعبير بأني اقل الأسرة شأنا ، ويرسلون علي كل يوم سيلا من الشتائم والتحقير حتى أني اكبت ذلك في نفسي ، وكنت أحاول الابتعادِ عن الجلوس مع أسرتي قدر الإمكان ، و أحيانا أشغل نفسي بالمطبخ ، ومن شدة قسوة أهلي وتجريحهم ، لم أعد قادرة على الكبت فكلما نظرت إلى نفسي أمام المرآة وجدت أن الشيب قد غزى مقدمة رأسي... فأصبحت اصرخ وانفعل بعصبية زائدة وانفجر بسرعة أمام أي كلمة تقال ، وهذا أدى إلى حدوث انهيار عصبي ، وأصبت بالإغماء على أثره ، وبعد ذلك أصبحت أتردد على أحد الأطباء النفسيين للعلاج ورغم ما حدث لي فمازلت أعاني من قسوتهم باستمرار ومازلت أحاول الهروب والابتعاد عنهم قدر الإمكان...
وتقول إحداهم : إن المدرسة هي المتنفس الوحيد لدي ، لأن البيت مشحون بالضغوط النفسية من قِبلِ والدي ووالدتي وإخواني ، حتى أني أصبحت كالخادمة في المنزل ، لم أسمع شكرا من أحد ، ولم أسمع مدحا أو ثناء أو كلمة طيبة عندما أجهز وجبة الطعام أو الملابس أو أي شيئ من حاجيات البيت ، فأتعمد دائما التأخر الدراسي وإعادة السنوات الدراسية ، لأني لم أجد ما يغير جوي ويحاكي طبيعتي ، وعندما نعاتب أبي على غيابه وتقصيره يصرخ فينا ويقول : وفرة لكم المنزل والمال والملبس ...فصمَتُ وقلتُ في نفسي وهو لا يسمع (يا أبتي أنت لا تربي غنم )
مثل ما نحتاج إلى الطعام نحتاج أيضا إلى العاطفة والحب والنصح الدائم والى العطاء والمتابعة ...
وتقول إحدى الفتيات :
أبي ..لا حرمنا الله وجودك وهدايتك ..
إني ابنتك قطعة منك فلماذا لا تحسن إلي ..أشبع عاطفتي بالأبوة ..حاورني... انصحني .. لماذا هذا الجفاف في التعامل ...
أبي إني أريد حنانك وودك ، يكفيني يا أبي أن إخوتي يعاملوني مثل معاملتك السيئة ، لقد بلغ السيلَ الزُُّبى ...
أبي –
أنا ابنتك قد جاوزت الثلاثين من عمري ، وأشعر بأنه فاتني قطار الزواج ، وأحاديث النفس ووساوس الشيطان أخشى أن تطغى علي ، فأكون صريعة لأحد الذئاب ، وأنا محاطة بضغط اجتماعي ، فزوجات إخواني يهمزون ويلمزون بي ، ومجتمعي ينظرون لي بنظرات غريبة فيها علامات التعجب عن أسباب تأخري عن الزواج ...
أبي ...
يكاد صدري ينفجر من ضغطك النفسي علي أنت وإخوتي ... كفى يا أبي ، كفى يا إخوتي ، لا أريد إلا تعاملا حسنا ، لا أريد إلا عطفا وحنانا ، لا أريد إلا الكرامة وإنقاذي من بحر القسوة والظلم ...
وتقول إحدى الفتيات :- أعاني أشد المعاناة ، وأعيش أقسى أيام حياتي ، ذبحني والدي بغير سكين، ذبحني يوم حرمني من الأمان والاستقرار والزواج والبيت الهادئ ، بسبب الراتب الذي أتقاضاه من مرتبي آخر الشهر، يقتطعها من جهدي وتعبي وكدي ، ومع ذلك فإنه يقف مع زوجته الثانية ضدي ، ويصدقها فيما تقول عني ...
وهنا قصة يرويها أحد الفضلاء فيقول/ هناك امرأة وصل سنها إلى الأربعين ولم تتزوج بعد ، وكلما أتاها الخطاب رفض والدها تزويجها ، فأصابها بسبب ذلك من الهم والغم والحزن ما الله به عليم، وأصبحت لا ترى إلا بوجه حزين، وأصابها من جراء ذلك مرض نُقلت على أثره إلى المستشفى ... فأتاها والدها لكي يزورها ويطمئن على صحتها، فقالت له: اقترب مني يا أبي، فاقترب منها، فقالت له اقترب، فاقترب منها أكثر فقالت له: قل آمين، فقال: آمين، فقالت له: قل آمين، فقال: آمين، فقالت له قل آمين، فقال: آمين، فقالت: حرمك الله الجنة كما حرمتني من الزواج....
وتروي إحدى الفتيات أثر قسوة والدها فتقول ... أمسكت قلمي، ومداده دم قلب ممزق، ودمع عين باكية، وكأنما بصيص من الأمل يتراءى لي من بعيد، و إلا فو الله ثم والله ثم والله الذي لا إله إلا هو أنني قد يئست من كل شيء0
عشت مأساة وما زلت أعيشها، وأسأل الله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يرفع عني عذابه ، ويربط على قلبي ، ويرحم ذلي وفقري إنه سميع مجيب..
هذه مأساتي وأيامي المظلمة السوداء، و الظلم والقهر الذي أعيشه، أنا وأخواتي ، نحن بلا أزواج، بلا أطفال، بلا حياة، أحياء بلا قلوب، هياكل قتلها الألم والحزن، أعمل معلمة، وفي آخر كل شهر يفتح والدي يده، ويقول: ادفعي جزية بنوتك وإسلامك، فأنتِ ومالكِ لأبيك هكذا يقهرني بهذه الكلمات في آخر كل شهر.
بل الوالد كان يعلم منذ أن كنت طالبة أن محصولي سوف يصب عنده، وكلما طرق بابي طارق قال: ليس بعد، وأقنعه كثيراً من أهل الخير ولكن ما اقتنع، فيذهب هذا الخاطب في حال سبيله بعدما يقول له الوالد: هي لا تريدك هي لا تقبلك، هذا جواب الوالد.
وأما من كان أطول نفساً من هذا الخاطب، ويستطيع الصبر ، فيقول له والدي: البنت حادة الطبع، وغير جميلة ، وباعتباري شابة أريد الزوج والأسرة والمنزل الهادئ السعيد، وهكذا خلقنا الله، وأريد طفلاً يمنَحُني الأمومة، يطغى على كل مشاعري، دائما يقول الأقارب لوالدي لماذا تأخرت ابنتك بالزواج ؟ فيقول لهم أبي: هل أشتري لها زوجا؟
وهم لا يدرون أنه تقدم لي العشرات من الخطاب،ثم يقول أبي: لا يريدها أحد من الناس، وهو يريد راتبي ومصروفي ودخلي .
وتقول أخرى
أعلم أنه ليس لي الحق بالتكلم عن أبي بهذه الطريقة ولكن هي تراكمات سنين مضت من العمر تصل إلى 26عاما ... هل تعلم من هو أبي ؟!
إنه المشهود له بين زملائه وجيرانه بدماثة الخلق ، والتعامل الحسن ، ويفترض أن يكون كذلك مع أسرته التي عددها 10 أشخاص ، لقد نشئت كأصغر بناته .. و يمر اليومين والثلاثة لم أرى فيها وجه أبي ، فهو ليس يسافر ، بل يأتي للمنزل كعادة أي أب في مجتمعنا ، ولكن رؤيتنا له قليله ولو حدث وحضر ونحن جلوس هبَّـينا مذعورين ، فلا يوجد في قاموسِ أبي قُبْلة ، أو ضمة أو كلمة حب أو مسحة رأس ... في أيام طفولتي كنت أشك بمعرفته لإسمي ، فأفرح كثيرا حينما أسمع أسمي على شفتيه ... هكذا كبرت وهكذا تزوجت أيضا ، دون أن يأخذ رأيي أو إعلامي فقط ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، لقد أجبرني على الزواج من رجل لا أريده وبيني وبينه الله الذي لا تنام عينه ... فعندما أَقدم كل ثلاثة أشهر لزيارة أهلي في منطقة بعيدة ، أَطْبع قبلة على رأسه والقلب ينزف ألم ، أجلس بجانبه والمسافة بيني وبينه كما بين المشرق والمغرب ، لا أستطيع أضع عيني بعينه ... وتقول إحداهن – أبي يقف حجر عثرة، في طريق عفتنا ، فيمنع ويرفض الكفء بحجج واهية ،
ونظل أنا وأخواتي بين نارين ..
فنستحي أن نصارح أبانا برغبتنا في الزواج وحاجتنا إلى العفاف ...
فإما أن نرضى ونسكت... وإما أن نلجأ إلى دواعي الإنحراف ...
وتقول إحدى الفتيات :
لعل من يرمقني يرى في عيني دمعة شجية ، وفي قسمات وجهي لمحة حزينة ، فلقد أثخنتني الجراح ، وضاقت علي الأيام ، حتى استوى عندي الليل والنهار..
وأنا اكتب هذه السطور كأن الأيام ترجع بي إلى الوراء ...
أنا ابنة ككل البنات... لكن....طبعي الهادئ، وصمتي الزائد ، اعدم أهمية وجودي وسلب مني حقي ، أنا ترتيبي بين إخوتي الأشقاء الرابعة من غير إخوتي من أبي.0
بصراحة ...
لم أجد من يفهمني في البيت ، حتى صرت مع الليالي والأيام في حديث أَخلف في فؤادي همَّا وفكرا حائرا ، فكنت كالدرة اليتيمة التي تبحث عن من يترجم لها الشكوى الأليمة ...
" أبي وإخوتي " كابوسٌ اغتالوا طفولتي .. بل إعصارٌ في نهار بائس انهال على رأسي.. وعنوانٌ بارد ألبَسته لي ظروف الحياة دون أن أدري ..!!
ليتني لا أسمع صوت الخشخشة في صدري حين أقتل كل مشاعري ، لكني أُطلقها – رغما عني – وإرضاء لأمي فأقول لـ" أبي " ..
أمي ليتك حية كي أخبرك بأن " أبي " الذي كان شبه ميّت قبل وفاتك ، بعد أن أوقع جُرمه عليك ، ، ليتك على قيد الحياة لأخبِْرك بأن من زعمت أنه " والدي "قد صار " ميّتا " الآن بشهادة الأكوان كلها .. ووفق مؤسسات حقوق الإنسان جميعها ..!! أشهد أن الله قد ابتلانا بأمثاله .. والحمد لله أن الحياة الدنيا " قصيرة فانية " وإلا لطالت أيام العذاب ، وأشهر اللأواء .. واستمرّتْ مساومات الاضطهاد ..
أبي تزوج بعد وفاة أمي ، فأسأ إلينا ، وأحرمنا من لذة العيش ، وجعلني خادمة لزوجته وأبناءها ، لا أستطيع البوح بما سطره أبي في شبابي من عناء وقهر ، وحرمان من الأزواج الذي يأتونني لخطبتي ، لأنه يريد أن أكون خادمة له ولزوجته القاسية ...
لقد بلغت الثلاثين وأنا أغبط الناس على تلك الأحاسيس .. وأحسدهم على تلك الغرائز !! أتساءل ما إن استطعت استعارة " أب " قبل وفاتي .. لربما عوّضت جزءا من الإحساس الأليم الماضي قبل أن أموت قهرا ، كأمي التي لم تستطع استعارة كلمة " زوج " في حياتها ...
ليتكم تشعرون بنا عموم الآباء ..وتعلمون كم الحياة ماضية بنا وبكم .. وتدركون أن الرسالة أعظم من رغيف خبز ، تسكت جوعنا العضوي ، دون أن تُشبع جوعنا الغريزي ..
.. بناتكم بحاجة إلى الدفءِ ، نحن .. بحاجة إلى قلب نقي مورق بشتى براعم العطف والحنان ، لا الخذلان والحرمان ..
أيها الآباء .. أيتها الأمهات ..
متى تُبدلونا الآلام التي تنداح في أجوافنا ؟
متى تنزعون الآهات التي تتلوى في صدورنا ؟
ألسنا فلذاتكم ؟
ألسنا من أسميتمونا يوماً " حُبَّكم " ؟
أفكانت الراحةِ دراكم لو حُرمتمونا ؟
ماذا لو بحثتم عنا بين أطفال الأنابيب ؟
ماذا لوتعرّفتم علينا عبر دور الأيتام وملاجيء المفقودين ؟
اختنق عويلي تحت أقدام يأسي ..
وتهتّكت كلماتي رغم إيماني ..
وانقبضت شفتاي على سؤال ربي :
أن " يحاسبكم على مافرّطتم ،
وأن يعاقبكم على جحودكم ،
مادمتم على يقين بمعادلة وضْعها بين أيديكم :
"من استرعاه الله .......... وبات وهو غاش ........ لم يجد رائحة ........"( الحديث ) انتهى كلامها ...
ولذلك من الضروري أن يكون التعامل في المنزل مبنيا على الطيبة والرقة والعاطفة والمشاعر الحانية...
لان العنف والقسوة والصلف والشدة والتقريع والتجريح..يجعل الأبناء ينكفئون على أنفسهم ولا يعبرون عن ذواتهم ، وكلما زاد الضجر والعنف
واللين والرفق والمشاعر الدافئة ، كلما جعل مساحة العاطفة تضمر ...
أيها الآباء........
ابعثوا الكلمات الرقيقة المغلفة بعبارات الحب والتلطف ...
لأن ذلك يفضى إلى الاستقرار والطمأنينة ..
وكذلك إشباع الحاجات العاطفية..
وكلما زاد الإشباع العاطفي يكون ذلك معززا لتحمل الصدمات الافتراضية مستقبلا في زحمة الحياة وقسوتها ..
وبطبيعة الحال لابد ان تكون التنشئة معززة بحب الله ورسوله الله صلى الله عليه وسلم..
وكذلك تقوية أواصر المحبة بين الأبناء ونبذ الأنانية...
بالإضافة إلى إقامة جسور المحبة بين الإخوة والأخوات ...
وتعزيز خاصية الجود وتبادل سمات الكرم أخذا وعطاء،لان ذلك يعمق مشاعر المحبة..
لاشك أن للعاطفة والحنان , والتلطف بالمفردات وتتابعها مع الزمن بشكل مضطرد حتى مع نمو كبر الأبناء لها أثر كبير في الاستقرار وكل ذلك ينعكس على الوضع النفسي والاجتماعي والصحي والحياة بصفة عامه...
إن بناتكم بحاجة .....
إلى الحب.... وإشباع العواطف
بحاجة إلى القلب..... الرحيم
إلى الكلمة...... اللطيفة
الى اللمسة ....الحانية.....
إلى من يفهمهن... ويحتويهن
لولا الحنان لما رأيت سعادة *** لولا السماء لما رأيت نجوما
إن الرحمة بهن والشفقة عليهن صفة من صفات النبوة وهي طريق إلى الجنة والفوز برضوان الله تعالى:
روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى عائشة رضي الله عنها فأعطتها ثلاث تمرات, فأعطت كل صبي لها تمرة, وأمسكت لنفسها تمرة, فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما , فعمدت الأم إلى التمرة فشقتها فأعطت كل صبي نصف تمرة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته عائشة فقال صلى الله عليه وسلم ((وما يُعْجِبُكِ من ذلك ، لقد رحمها الله برحمتها صبييها)) ..
أيها الآباء ...
عليكم بإكرام بناتكم والعطف عليهن ورحمتهن :
كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخلت عليه فاطمة قال مرحباً بابنتي..
وخرج يوماً يصلي بالناس وهو يحمل أمامة بنت بنته زينب، فكن إذا ركع وضعها وإذا قام حملها ، وكأنه لم يكن عندها من يقوم بأمرها فخشي عليه ...
كان النبي صلى الله عليه و سلم من أرحم الناس بالصبية عموماً سواء كانوا ذكورا أو إناثاً يقبلهم ويمسح على رؤوسهم ويدعو لهم ويداعبهم وفي هذا خير كثير.
ملحوظة مهمة جدا ....
كلما كبرت الفتاة احتاجت إلى مزيد من الشعور بالتقدير والاحترام ، فإذا وفرت لها هذه الحاجة وأحست بأن لها في بيت أبويها قيمة ومنزلة ، كان ذلك أدعى إلى استقرار نفسيتها وطمأنينتها واستقامة أحوالها وخصوصا إذا كانت مطلقة ، أما إذا رأت الاحتقار والإهمال فلا تعامل إلا بلغة الأمر والنهي وطلب الخدمة ، أو رثها ذلك كرها لبيتها ولأهلها وربما وسوس لها الشيطان فأخذت تبحث عما تفقد من العطف والحنان بالطُرق المحرمة التي تؤدي بها إلى هاوية سحيقة الله أعلم أين يكون قراره...
ومن المهم ...
العدل بينها وبين إخوتها من الذكور والإناث ، فإن الشعور بالظلم والانحياز إلى غيرها أكثر ما يزرع في نفسها الكره على أبويها والحقد على من فضل عليها من إخوتها أو أخواتها ، فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم.....
إذا
لنودع القسوة مع البنات ...
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗