وسائل منع الحمل
العيادة الشاملة
ماذا تعرفين عن وسائل منع الحمل ؟
منذ
القديم والإنسان يحاول تنظيم نسله، فاستعمل وسائل عديدة لمنع الحمل في
الأوقات التي لا يرغب فيها بالحمل. فكان العزل منذ القديم وقد ورد في
الصحيحين عن جابر رضي الله عنه " كنا نعزل على عهد رسول الله والقرآن ينزل "
وكان هناك وسائل أخرى كثيرة لمنع الحمل، ومع تقدم العلم وتطور الطب، ظهرت
أنواع كثيرة، سنتناول بعضها بالشرح والتفصيل ونتطرق باختصار لبعضها الآخر.
وسنبدأ بالحديث عن حبوب منع الحمل، وهي على نوعين:
1 - حبوب منع الحمل المركبة .
2 - الحبوب التي تحتوي على البروجسترون فقط .
أولاً :حبوب منع الحمل المركبة .
وهي
عبارة عن حبوب نحتوي مركباً من نوعين من الهرمونات الأنثوية هما
الأستروجين والبروجسترون، تمنع الحمل عن طريق تغيير الهرمونات الأنثوية
الموجودة في الجسم، فتمنع الإباضة، ومن ثم تمنع الحمل. ويعتبر هذا النوع من
الحبوب من أسهل وآمن طرق منع الحمل، وذلك لأنها إذا استعملت بالطريقة
الصحيحة فإن نسبة نجاحها في منع الحمل يبلغ تقريباً 5 , 99 % تقريباً وفي
حالة التوقف عن استعمالها يمكن للمرأة أن تستعيد قدرتها على الحمل مباشرة.
كيفية استعمالها :
انتظري بدء الدورة
الشهرية القادمة، عند أول يوم من نزول الدم، خذي أول حبة من العلبة لمدة
21يوماً حتى تنتهي العلبة، ثم انتظري سبعة أيام بدون أخذ الحبوب، وخلال هذه
الأيام السبعة، يتوقع نزول الدورة الشهرية، وبعد انقضاء هذه الأيام ابدأي
استخدام العلبة الثانية، وهكذا.
إذا بدأت استخدام الحبوب يوم 5 من نزول الدم، فيجب استخدام مانع آخر للحمل لمدة 14 يوم الأولى من الدورة.
ويفضل أن تؤخذ الحبوب في
وقت معين كل يوم كأن تؤخذ مثلاً، بعد الإفطار، أو قبل النوم، لا يهم في
أية وقت، ولكن الأهم هو أن تؤخذ في نفس الموعد يومياً .
كيفية التصرف في حالة نسيان حبة :
- خذي الحبة المنسية عند تذكرك لها مباشرة ، حتى و لو كان في اليوم التالي، ثم خذي الحبة التالية في نفس موعدها.
- إذا كان تأخير الحبة
المنسية أكثر من 12 ساعة ، فيجب حينئذٍ استخدام طرق أخرى لمنع الحمل لمدة
14 يوماً، أو حتى بداية الدورة القادمة، أيهما أطول.
ما العمل في حالة حدوث إسهال أو قيء بعد أخذ الحبة ؟
الإسهال الشديد و القيء يقللان أو يمنعان امتصاص الحبة، وبالتالي يقللان مفعولها.
وإذا حصل القيء أو
الإسهال خلال أربع ساعات من أخذ الحبة فإنها لن تعمل، ولذا لا بد من أخذ
احتياط آخر لمدة 14 يوماً من توقف الإسهال أو القيء ، وعلى السيدة
الاستمرار في أخذ حبوب منع الحمل في موعدها الطبيعي .
لو استمر القيء راجعي الطبيب .
ما العمل إذا احتاجت السيدة إلى عملية جراحية و هي تستخدم حبوب منع الحمل ؟
يجب أن تتوقف السيدة عن
تناول حبوب منع الحمل قبل موعد العملية بخمسة عشر يوماً، وعليها باستخدام
وسيلة أخرى لمنع الحمل، ويمكنها استخدام الحبوب مرة أخرى بعد أسبوعين من
عودتها للحياة الطبيعية.
هل هناك أدوية معينة تؤثر على فعالية الحبوب ؟ و هل للحبوب تأثير على بعض الأدوية الأخرى ؟
هناك بعض الأدوية التي
تقلل من فعالية حبوب منع الحمل كالمضادات الحيوية، أو أدوية الصرع،
وفيتامين ( س)، وعلاج الدرن. والحبوب نفسها قد تؤثر على أدوية تمييع الدم،
وعلى أدوية السكر ، ولذا يجب الحرص عند استعمال حبوب منع الحمل، وإخبار
الطبيب المعالج عند وصف أي دواء آخر. وعند استعمال المضادات الحيوية فعلى
السيدة استخدام وسيلة إضافية لمنع الحمل حتى نهاية الدورة.
كيف يمكن للسيدة تأخير الدورة أو منعها لمدة شهر ؟
قد تحتاج السيدة لتأخير
موعد نزول دورتها التالية كما هو الحال في وقت الحج، وهنا عليها البدء
بعلبة جديدة من الحبوب مباشرة بعد انتهاء العلبة الأولى، وعندما ترغب
السيدة بنزول الدورة، تتوقف عن تناول الحبوب وعندها تنزل الدورة بعد بضعة
أيام.
ولمنع نزول الدورة لمدة شهر، على السيدة استعمال علبتين متتابعتين من حبوب منع الحمل دون توقف.
ما هي الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل ؟
قد تصاب السيدة بغثيان وآلام في الثدي، ونزول قطرات دم مهبلية لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تختفي تدريجياً مع الاستمرار في أخذ الحبوب.
بعض النساء قد يكون
لديهن حساسية لحبوب منع الحمل مما يؤدي لإصابتهن بالصداع النصفي أو
الشقيقة، فإن كان الصداع شديداً ولا يحتمل فإنه يتوجب على السيدة أن تتوقف
عن استخدام الحبوب واللجوء إلى وسيلة أخرى لمنع الحمل. وبعضهن قد يصاب
بالاكتئاب أو الحزن ، و أخريات قد يرتفع الضغط لديهن ، ولذا لا بد من
المراجعة الدورية لدى الطبيبة لكل النساء اللائي يستخدمن حبوب منع الحمل .
ما هو تأثير الحبوب على الدورة الشهرية ؟
عادة تصبح الدورة منتظمة و قصيرة ويكون نزف الدم خفيفاً، وتخف الأوجاع .
ماذا لو توقفت الدورة الشهرية ؟
في حالة توقف الدورة الشهرية، وتوقع حدوث حمل، يجب مراجعة الطبيبة، والتوقف عن استخدام الحبوب، واستخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل .
متى يجب التوقف المباشر عن استخدام الحبوب ؟
في حالة :
- حدوث ألم شديد و مفاجئ في الصدر .
- ألم شديد في إحدى الساقين أو كلاهما.
- حدوث ضيق في التنفس مفاجئ و مستمر .
- صداع شديد مستمر و غير معتاد ، و خاصة إذا كان للمرة الأولى ، أو صاحبه عدم وضوح في الرؤية أو قلة في حدة الإبصار .
ثانياً : حبوب منع الحمل المحتوية على نوع واحد من الهرمونات (الحبوب الصغيرة )،( mini pills , progesteron only pills )
وهي
عبارة عن حبوب تحوي هرمون البروجسترون فقط، وتعتبر هذه الحبوب مناسبة في
بعض الحالات التي لا يصح فيها استخدام حيوي منع الحمل المركبة مثل :
- في حالة الرضاعة ، وذلك لأنها لا تؤثر سلباً على الحليب.
- للنساء المتقدمات في السن نوعاً ما .
- للنساء المدخنات .
- للنساء المصابات بارتفاع ضغط الدم, أو السكر، أو الصداع النصفي، أو النساء اللاتي لا ينصحن بأخذ الحبوب المركبة .
غير أن نجاح هذا النوع من الحبوب في منع الحمل ليس كالحبوب المركبة، كما أنها قد تسبب عدم انتظام في الدورة الشهرية.
ومن الممكن أن تستخدم هذه الحبوب في حالة ما قبل العمليات الجراحية، وهي لا تتأثر سلباً بالمضادات الحيوية .
ما العمل في حالة نسيان حبة ؟
يجب أخذ الحبة المنسية
حال تذكرها، وأخذ الحبة التالية في موعدها تماماً . وإن فات على موعد الحبة
المنسية ثلاث ساعات، فيجب أخذ احتياطات أخرى لمنع الحمل لمدة 14 يوماً، أو
حتى نهاية الدورة الشهرية، أيهما أطول .
كما أن الحبة يجب أن تؤخذ في وقت محدد يومياً، ويفضل أن يكون ذلك مساءً قبل النوم.
ثالثاً : إبر منع الحمل العضلية .
تعتبر
الإبر العضلية وسيلة فعالة لمنع الحمل تساوي فعالية حبوب منع الحمل
المركبة، ويستمر تأثيرها لمدة ثلاثة أشهر، غير أنه لا يصح استخدامها إلا
بوصفة طبية بعد فحص شامل.
وينصح باستخدام هذه الوسيلة في حالة الرغبة في منع الحمل لفترة مؤقتة ، مثلاً :
- بعد تطعيم الحصبة الألمانية .
- أو لدى النساء اللاتي لا يحسن استخدام الطرق الأخرى لمنع الحمل .
- أو للنساء اللاتي لديهن موانع لاستعمال حبوب نتع الحمل المركبة ، أو أنهن تعرضن في السابق لبعض آثارها الجانبية .
و من الآثار الجانبية لهذه الإبر :
- عدم عمدة الخصوبة إلى المرأة بعد انتهاء مفعول الإبرة مباشرة .
- عدم انتظام الدورة الشهرية، ونزول نقاط من الدم بين الدورتين .
- زيادة في الوزن .
- عصبية زائدة .
- صداع و غثيان ودوخة .
- يجب قياس ضغط الدم قيل كل إبرة عضلية .
رابعاً : اللولب .
اللولب
هو عبارة عن أنبوب من البلاستيك أو النحاس، يوضع داخل الرحم، عن طريق
المنظار الرحمي بواسطة الطبيبة، عند انتهاء الدورة الشهرية، أو فترة النفاس
مباشرة، ويعمل على طرد البويضة الملقحة من الرحم ويمنع انغرازها .
وفعاليته في منع الحمل تصل حوالي 97 % .
ولا ينصح به للنساء اللاتي لم يحملن بعد، غير أنه محبذ للنساء اللاتي ولدن عدة أطفال، أو اللاتي يزيد عمرهن عن 40 سنة .
و من آثاره الجانبية :
- زيادة النزف في الدورة الشهرية .
- قد يسبب ازدياداً في نسبة حدوث التهاب الحوض الإنتاني .
- آلام في أسفل البطن .
- حمل خارج الرحم .
ولا ينصح بوضعه في حالات مرض القلب، أو زيادة تدفق الدم في الدورة الشهرية .
وفي حالة حدوث حمل مع وجود اللولب، فينصح بإخراج اللولب في الأشهر الأولى من الحمل.
خامساً : وسائل منع الحمل الموضعية .
كالكبوت، والحاجز المهبلي، والكريمات القاتلة للحيامن ….. وتعتبر وسيلة آمنة لمنع الحمل إذا استخدمت بالطريقة الصحيحة.
غير أنها قد تسبب حساسية موضعية، وحينئذ يُنصح بتغيير النوعية .
وقد تصاب السيدة بالتهابات في مجاري البول عند استعمال الحاجز المهبلي، وتنصح حينئذ باستعمال مقاسٍ أصغر .
سادساً : وسائل منع الحمل الدائمة ، أو التعقيم .
أ - ربط قنوات فالوب ( ربط المبايض )
وهي
عبارة عن عملية جراحية قد تجرى بواسطة المنظار، أو بفتح البطن، يتم فيها
ربط قنوات فالوب، ومن ثم فصلها. وعلى الرغم من أنها عملية بسيطة، وليس لها
آثار جانبية تذكر عدا عن التهابات في مكان الجرح، أو الآثار الجانبية
للتخدير، فإن اللجوء إليها لا يتم إلا بعد محاولة الوسائل السابقة والتأكد
من عدم موافقتها للسيدة المراد تعقيمها. فهي وسيلة لا يمكن عكسها بسهولة ،
وتنصح فقط للسيدات اللاتي يؤثر الحمل عليهن سلباً؛ كمريضات القلب، أو الفشل
الكلوي.
ب - قطع الحبل المنوي للرجل .
وهي عملية بسيطة جداً، ويمكن أن تتم تحت تخدير موضعي، لكنها لا يمكن عكسها بسهولة إذا أراد الرجل استعادة قدرته على الإنجاب.