ماهو العلاقة بين صندوق النقد الدولي واضطرا بات أسواق الأموال

إن ظهور تيار العولمة الذي أدى إلي تدفق رؤوس الأموال بين الدول وخاصة
الدول النامية وذلك في سنة 1996 م والذي أدى إلى تحقيق مزايا كثيرة للدول
النامية مثل زيادة التصدير وزيادة تشغيل العاملين وانتقال التكنولوجيا ولكن
كان هناك مخاطر وهى اضطرا بات أسواق المال وانتقال هذه الإضطرابات بين
الدول دون القدرة على السيطرة عليها 0
سنتحدث عن دور صندوق النقد الدولي في التعامل مع هذه الإضطرابات أسواق المال من خلال متابعة كيفية
تفاعله مع ما حدث في جنوب شرق آسيا كنموذج للدراسة 0
اولاً: تطور دور الصندوق صندوق النقد الدولي 0
انشأ
صندوق النقد الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية في 1945 م وذلك
بهدف المحافظة على موازين المدفوعات للدول الأعضاء0 ولكن في سنة 1971 م
أصبح هناك تحول إلى نظام الصرف المعوم وذلك بعد رفض الإدارة الأمريكية
بتحويل الدولار إلى الذهب 0 وهذا ألقى بظلاله على دور صندوق النقد الدولي،
بالإضافة إلى أزمة المكسيك المالية سنة 1982م وهنا توقف المكسيك عن سد
ديونها وبناء على هذه التطورات أصبح دور صندوق النقد ليس مجرد تمويل ولكن
تعدى ذلك لقيامه بتوفير موارد مالية من غير موارده في إطار ما عرف
بالدورالتحفيزي لصندوق النقد 0وايضاً في بداية التسعينات قام بإعادة تأهيل
اقتصاديات الدول الاشتراكية السابقة والدول النامية التي تعانى من اختلا
لات اقتصادية حادة 0وأيضاً تدخل صندوق النقد في سنة 1995م بعد انهيار سعر
صرف العملة المكسيكية أمام الدولار
ثانياً: رؤية الصندوق لكيفية مواجهة التقلبات في أسعار صرف العملات المالية:-
1)
دعم الدور الرقابي للصندوق من خلال الحوار المستمر بينه وبين الدول
الأعضاء وذلك للحفاظ على الاستقرار النقدي قدر المستطاع والتقليل من
الإضطرابات المالية
2) دعم التقدم في مجال تحرير رؤوس الأموال
والاستفادة من حركة التجارة العالمية ووضع الصندوق شروط السلامة والترتيبات
الانتقالية لتأمين استمرار عملية تحرير رؤوس الأموال وتوفير السيولة
اللازمة للصندوق.
3) توفير الشفافية عن أوضاع الدولة الاقتصادية
وتعاملاتها المالية وسياستها النقدية وتم تأسيس موقع من قبل الصندوق على
الإنترنت لعرض الفكرة الخاصة بذلك
4) خلق مناخ مشجع لأنشطة القطاع
الخاص وقد قام الصندوق بالتعامل مع البنك الدولي ومؤسسات عالمية مالية أخرى
وذلك للحد من الفساد الحكومي وإزالة الآثار السلبية لبرامج الإصلاح
الاقتصادي في الدول النامية
5) تدعيم قاعدة المصادر المالية الخاصة بالصندوق.
6) تأسيس آلة لتمويل الطوارىء بتوفير المساعدة المالية بصورة أسرع في حالة مواجهة أي من الدول الأعضاء أزمة خارجية
ثالثاً:- تجاوب الصندوق مع الأزمة المالية في جنوب شرق آسيا:-
لقد
حدثت اضطرا بات في أسواق المال في دول جنوب شرق آسيا في النصف الثاني من
عام 1997م مما أدي إلي تدخل صندوق النقد الدولي بالتعاون مع اليابان لوقف
الانهيارات المالية ومظاهر الإفلاس
وقد انتدب الصندوق لهذا الأمر ميشيل
كامديو وحدد هذا في كلمته أمام المنتدى التجاري لرابطة دول جنوب شرق آسيا
(آسيان) ركائز محكمة جديدة في المنطقة وهي:-
1) سعر صرف ملائم ونظام مناسب لأسعار الصرف
2) تعزيز الأنظمة المالية والإصلاحات الحكومية لدعم المنافسة المحلية
3) ممارسة الدول لسياسات حكيمة تحول دون انتقال الأزمات من دولة إلي أخرى .
ولذلك
قام صندوق النقد الدولي بالتعاون مع السلطات المحلية برد فعل
سريع التحكم في الأوضاع النقدية لدول جنوب شرق آسيا .
وفيما يلي عرض لجهود الصندوق بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية لمواجهة الأزمة:-
1) تايلاند:-
قامت بالإصلاحات بناءَ على مطالب صندوق النقد الدولي وأيضا لاستعادة ثقة المستثمرين الأجانب
أ- قامت تايلاند بإغلاق 56 شركة مالية من أصل 58 شركة وصلت ديونها إلي 20مليار دولار
ب- إنشاء وكالتين للإشراف على إصلاح القطاع المالي:-
الأولى من حيث تصفية الشركات ال56 والثانية استرجاع ديون هذه الشركات
وبناء على هذه الإصلاحات قام الصندوق بتنفيذ مساعدات أخرى لتايلاند وصلت
إلى 3مليارات دولار
2) الفلبين:-أشار الصندوق بأن الفلبين أقل الدول
تضررا من الأزمة المالية وطلب ميشيل كامديو في جولته للمنطقة استمرار إشراف
الصندوق على أوضاع الاقتصاد الفلبينى لمنع أي سلبيات في المستقبل
3)
ماليزيا:- لم تطلب ماليزيا أي برنامج مساعدات من الصندوق وذلك لأنها تعمل
على رقابة صارمة على القطاع المصرفي وأيضا قامت بتخفيض الإنفاق الحكومي
والعمل على تخفيض العجز في الميزان التجاري
4) اندونيسيا:-
صممت
إجراءات من قبل الصندوق تشمل إعادة هيكلة القطاع والمصرف وشفافية الموازنة
وتخفيف القيود ونزاهة تحكم وذلك بهدف انتعاش اقتصاد اندونيسيا 0وقام
الصندوق بمنحها 23مليار دولار لتصحيح الأزمة المالية باندونيسيا0
5)كوريا الجنوبية:-
أن
ضعف القطاع المالي واعلان شركات إفلاسها وتدهور قيمة العملة المحلية ووقوع
كوريا ضمن أزمة مالية كبيرة استعانت بصندوق النقد الدولي لحل مشاكلها فقام
بتقديم المساعدات المشروطة (قروض) حيث مثلا تم تقديم 5،6 مليار دولار كقسط
أول وبعد التأكد من برنامج الإصلاح الاقتصادي ثم تقديم القسط الثاني
3،6مليار دولار ثم حصلت على دفعة ثالثة في 1/1998حيث بلغ القرض الإجمالي
10مليار دولار 0
ومن شروط الصندوق على كوريا:-
أ‌- تحسين قطاعها المالي الضعيف
ب‌- تصفية عدد من المصارف المتعثرة عن طريق البيع أو الضم إلى بنوك أخرى
ت‌- ارتفاع بسيط في نسبة التضخم ليصل إلى 5،2،عام 1998 مقابل 4،2% عام 1997
 سترتفع الديون إلى 128،8مليار دولار عام 1998مقابل 101،5مليار دولار عام 1997
 عرض كل من البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي ودول غنية أخرى مساعدات على كوريا الجنوبية


رابعا:- برنامج عمل مانيلا (عاصمة الفلبين)
اجتمع
الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا ووضعوا خطوات لمعالجة آثار الأزمة
المالية وتجنب أي أزمات مستقبلية ويقوم برنامج مانيلا علي العناصر الآتية


1) إنشاء آلية للمراقبة على المستوى لإقليمي بمساند صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي
2) تشجيع التعاون الاقتصادي والفني في المجال المصرفي وتدعيم أسواق رأس المال
3) دعم قدرات صندوق النقد الدولي وذلك لسرعة التجاوب مع أي أزمات مستقبلية
4) توفير حوار وحالة إضافية لموارد برنامج المساندة التي يقدمها صندوق النقد الدولي .

خامسا:-
أكدت قمة فاكنوفو عام 11/1997علي الدور الذي يقوم به صندوق النقد الدولي
لحل مشكلة الأزمة المالية في جنوب شرق آسيا حيث يعمل على الحفاظ على
الاستقرار النقدي العالمي 0
سادسا:- ملاحظات على دور صندوق النقد الدولي في مواجهة الأزمة المالية بجنوب شرق آسيا 0
ركز صندوق النقد الدولي على ثلاثة مفاهيم رئيسية في تعامله مع الأزمة وهي :-

1) تدعيم الرقابة المتبادلة في إطار نظام معلومات شفاف
2) اتساق عمليات التمويل وسياسات الصندوق
3) وجود نظام تشريعي وطني منظم لعمليات التعاون في مجال المال
4) دور صندوق النقد الدولي الإشرافي

أكد
ستانلي فيشر نائب مدير الصندوق إلي عدم فجائية التدهور المالي لدول جنوب
شرق آسيا حيث كان هناك أسباب وقد تم تنوية الدول لها وهي
1) تجاوز عجز الميزان التجاري 8% من الدخل المحلى .
2) ضعف النظام المصرفي حيث مثلا انفتاح المؤسسات المالية في الافتراض بلا حساب .
3) وجود مشاكل في التمويل قصير الأجل.
4) تراجع التصدير .
5) ضعف التعامل الحكومي مع الأزمة .
6) نفى فيشر أن سبب الأزمة هو حرية انتقال رؤوس الأموال بل أن ذلك أدي إلي سرعة انتشار الأزمة .
ملاحظة:-

تعتبر
اليابان صاحبة ثاني أكبر كتلة تصويتية في صندوق النقد الدولي لذلك قامت
بدفعة نحو تقديم مساندة قوية لتايلاند لأنها تعتبر شريك تجاري لها . ومثل
ما فعلت أمريكيا في أزمة المكسيك وأيضاً قامت كذلك اليابان بدفعة في اتجاه
كوريا الجنوبية لان اليابان ترى بأن انهيار الاقتصاد الكوري سيؤدي إلى
ضربة قوية لاقتصاد اليابان.
وهذه الأسباب هي التي تبرر قيام الصندوق بالدعم في اتجاه إحدى الدول أكثر من دولة أخرى نامية.