منتدي المركز الدولى


يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف 1110
يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف 1110
يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شمس الاصيل
عضو فضى
عضو فضى
شمس الاصيل


عدد المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 28/11/2013

يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف   يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف Icon_minitime1الجمعة 27 أكتوبر - 13:19


يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف
يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف
يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف



الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
ما زلنا مع سورة يوسف، ونقف اليوم مع آية يعلمنا فيها يعقوب - عليه السلام - أسلوباً فريداً في التربية والتوجيه، يقول الله - تعالى-: "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ" (يوسف:4، 5). أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه، فيعقوب - عليه السلام - يربي أبناءه على الرجوع إليه كلما حدث لهم ما يثير انتباههم، حتى يوجههم التوجيه المناسب، فأنت ترى ابنه يوسف –عليه السلام- يرى رؤيا فيبادر بقصها على أبيه ولا يتردد، وهذا يشير إلى طبيعة العلاقة الحميمة بينهما.

ثم لما قص عليه الرؤيا أولاها ما تستحقه من الاهتمام، فلا هو أهملها كما يفعل الكثيرون، ولا هو بالغ في الاهتمام بها. كثير من الناس يظن أن رؤيا الأطفال لا أهمية لها والواقع أنها قد تكون أصدق من رؤى الكبار؛ لأنهم ما زالوا على الفطرة ولم يتعودوا الكذب وفي الحديث الصحيح "أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً"(1). كذلك المبالغة في الاهتمام برؤى الصغار ليس أمراً مرضياً؛ لأنه ربما دفعهم إلى الكذب لينالوا ما يرونه من تشجيع.

ومن اللفتات في هذه أن يوسف - عليه السلام - لم يقصص رؤياه على أبيه أمام إخوته، وهذا ما ينبغي أن يراعى لئلا تدفع المنافسة الصغار لاختلاق الرؤى.
وفي تأكيد أبيه على عدم قصها مصداقاً لما روي عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصححه بعض أهل العلم(2) "اقضوا حوائجكم بالكتمان، فكل ذي نعمة محسود"، وإذا كان هذا قد يقع بين الإخوان، فوقوعه مع العامة أحرى، ومراعاته إذن أولى.

قوله: "إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً" (يوسف: من الآية4) فهمها يعقوب - عليه السلام-؛ لأنه كان ممن يعبر الرؤى، وعلم ما سيحدث لابنه من عز وشرف، لذا نبهه ألا يقص الرؤيا على إخوته لئلا يحسدوه عليها، ثم لم يكتف بالنهي لئلا يبقى في نفس الصغير شيء، فيتساءل لم يكد له إخوانه؟ وماذا صنع لهم! فقال له: إنهم سيفعلون ذلك بكيد من الشيطان فبقيت في نفس يوسف - عليه السلام - فعلل بها في آخر القصة "مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي" (يوسف: من الآية100)، وهنا إشارة لواجب الآباء في السيطرة على مشاعر أبنائهم بحسن التوجيه لئلا ينشأ بينهم التباغض والحسد.

ومن اللفات هنا أن يوسف - عليه السلام - من أهل بيت آتاه الله الحكمة، وعرف بتأويل الرؤى صغاره وكباره، ولهذا قال يعقوب - عليه السلام-: "لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ" (يوسف: من الآية5)، فعَلِم أنهم سوف يعلمون تأويلها فربما نزغهم الشيطان إلى الكيد، فأمره بعدم قصها عليهم.

ومن اللفتات أيضاً مبالغة يعقوب – عليه السلام - في تحذيره فهو لم يقل: فيكيدوك، بل قال: "فَيَكِيدُوا لَكَ" (يوسف: من الآية5) فضَمَّن معنى فعل يتعدى باللام، ليفيد معنى فعل الكيد، مع إفادة معنى الفعل المضمن، فيكون آكد وأبلغ في التخويف، وذلك نحو: فيحتالوا لك.

واللفتات التربوية في هذه الآية كثيرة، ولعل من أهمها ما يلي:
1- البدء بما يسترعي انتباه الابن أو الطالب أو المقصود بالتوجيه، وهنا استرعى يعقوب سمع ابنه يوسف - عليهما السلام - بعبارة حانية محببة يقول فيها: (يا بني)! وفرق بين أن تجذب انتباه من تريد توجيهه بعبارة تلفت انتباهه نحو ما تقول فيلتفت إليك بوجهه وعقله، وبين أن تجذب انتباهه بعبارة زاجرة تجعل جل همه التفكير فيما يخلصه من الصراخ أو الزجر أو التوبيخ، فيترك ما نهي عنه للحظة، ثم يعود بعد مدة؛ لأنه ما تنبه إلى الحكم والأسباب، وإنما كان همه التخلص من العبارة المرعدة المرعبة: "يا ولد"! أو "يا ..."!
2- اختار يعقوب - عليه السلام - عبارة تأطر الابن على طاعة أمر والده، فهذه العبارة الحانية (يا بني!) والتي فيها نسبة الابن إلى نفسه، تنبه الابن إلى معاني الأبوة في الكلام المقبل على تلقيه، فهو يعلم أن ما سيأتي بعدها أمر أبوي يفيض بحب الخير للأبناء، وكراهة كل ما يسوؤهم، وطاعة مثل هذا الأمر أقرب من عصيانه، كما أن النداء بـ (يا بني!) مشعر بنوع شفقة وحرص أبوي يناسب مقام النهي والتحذير، والسامع للعبارة يستشف منها معنى: أنت مني، ولذا أشفق عليك فلا تفعل.
3- لم يكتف بالنهي المجرد، بل أتبعه بتعليله، فقال أولاً: "لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ" (يوسف: من الآية5)، وعقب بقوله: "فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً" (يوسف: من الآية5)، فالأجسام البشرية ليست مجرد آلات تتحرك بالأوامر، فما أسرع الناس لمخالفة ما لم يعرفوا حكمته، أو يقفوا على علته، بل ما أسرعهم إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به –كما قالت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها-.
ولهذا قرر علماء التربية في العصر الحاضر أن توجيه الأطفال لابد أن يصحبه شيء من التعليل، وإلاّ كانت النتيجة امتثال الأمر أمام الأباء، ومخالفتهم فور تولية ظهورهم!
إن هذه النمط الديكتاتوري في التربية: افعل "وبس"! لم يكن يعرفه أعظم المربين - صلى الله عليه وسلم-.
هاهو ذا يوجه ابن عباس في كلمات تلحظ الشبه بينها وبين كلمات يعقوب –عليهما السلام- هذه فيقول: "يا غلام إني أعلمك كلمات".. وينهى الآخر الذي طاشت يده في الصحفة بأسلوب أكثر بلاغة وإبداعاً، فيقول: "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"، فيا لله أي معلم هذا! يقول علماء التربية الغربيون: إذا أردت أن تنهى ابنك أو من توجه، عن فعل أمر، فحاول أن يكون ذلك بصيغة الأمر قدر المستطاع، فإن النهي المباشر مصادمة لإرادة الطفل أو الموجه، وصرفه عن خطئه بإرشاده إلى الصواب توجيه وتسديد لإرادته، ولهذا قال: "كل بيمينك.. كل مما يليك"، ومن هذا القبيل أيضاً قوله - صلى الله عليه وسلم - للحسن عندما امتدت يده إلى تمر الصدقة: "كخ كخ" تنبيه! "ارم بها" توجيه بالأمر لابالنهي! "أما علمت أنها لا تحل لنا" تعليل، فأين هذا الأسلوب من الأسلوب العسكري الدكتاتوري الذي ينتهجه بعض الآباء! لتكون النتيجة تربية ديكتاتوريين صغار ليصبحوا في المستقبل دكتاتوريو رجال الغد! بينما يتنازل الحسن –رضي الله عنه- الذي رباه النبي - صلى الله عليه وسلم - على الفهم والتعليل عن الخلافة وأي خلافة!
وهنا يعقوب - عليه السلام - ينهى عن محذور لم تتوجه إليه إرادة الطفل ولكنه محتمل، فناسب أن يكون النهي نهياً صريحاً، ومع ذلك علله بقوله: "فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً" (يوسف: من الآية5) فهو ليس نهياً مجرداً بل نهي معلل مقنع.
4- قوله: "فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً" (يوسف: من الآية5) فيه دليل على فطنة يعقوب، إلى تصرفات وسلوك بنيه، فلم يكن يعقوب - عليه السلام - سيئ الظن، ولكنها فراسة المؤمن قادته إليها يقظته وفطنته، فهو يعلم أحوال أبنائه من حوله، ويستشف من تصرفاتهم شيئاً ربما وجد في نفوسهم، ويعمل جاهداً على ألا يستفحل الأمر فيخرج إلى نطاق لا يمكن تداركه، فتراه يقطع كل سبيل ربما قاد إلى تفاقمه، وهكذا ينبغي أن يكون المربي فطناً لبقاً يحسن قراءة نفوس طلابه ومن حوله بناءً على تصرفاتهم، ويتعامل مع تلك النفوس بما يناسبها، وليحذر من الإيغال في الريبة والشك فلايرتاب بغير مبرر ظاهر ومحض ظنون، فـ "إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" (الحجرات: من الآية12)، كما ليحذر من أن يكون الحاضر الغائب، لايعلم شيئاً ولايحلظ أمراً حتى تقع الفأس كما يقولون على الرأس! ولات ساعة مندم.
5- وأخيراً حرصه على سلامة صدور الإخوة بعضهم تجاه بعض، ولهذا نسب إلى أحد الدوافع والأسباب، وهي وسوسة الشيطان (عدو الإنسان)، وفي هذا فائدة أخرى، وهي استثمار المواطن المناسبة، لبيان العدو الحقيقي، وتوطيد بغضه، ولهذا قال: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ" (يوسف: من الآية5)، فذكر عداوته وعبَّر بالمصدر (عدو) فهو عدو بغَضِّ النظر عن الزمان أو المكان، وليست عداوته عداوة خفية، بل هي عداوة بينة جلية، كيف لا وقد أخبر الله عن قوله : "لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ" (الأعراف: من الآية16).

نسأل الله أن يجنبنا الشيطان وكيده، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يرزقنا متابعة الأنبياء في أسلوب تربية الناشئة والأبناء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


الهوامش
____________
(1) صحيح مسلم 4/1773.
(2) انظر السلسلة الصحيحة رقم 1453.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس الاصيل
عضو فضى
عضو فضى
شمس الاصيل


عدد المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 28/11/2013

يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف   يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف Icon_minitime1الجمعة 27 أكتوبر - 13:29



تفسير السعدى


يَٰبُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَىٰٓ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لِلْإِنسَٰنِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
عربى - نصوص الآيات : قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ۖ إن الشيطان للإنسان عدو مبين
التفسير الميسر : قال يعقوب لابنه يوسف: يا بني لا تذكر لإخوتك هذه الرؤيا فيحسدوك، ويعادوك، ويحتالوا في إهلاكك، إن الشيطان للإنسان عدو ظاهر العداوة.
السعدى : قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
ولما بان تعبيرها ليوسف، قال له أبوه: { يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ْ} أي: حسدا من عند أنفسهم، أن تكون أنت الرئيس الشريف عليهم.
{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ْ} لا يفتر عنه ليلا ولا نهارا، ولا سرا ولا جهارا، فالبعد عن الأسباب التي يتسلط بها على العبد أولى، فامتثل يوسف أمر أبيه، ولم يخبر إخوته بذلك، بل كتمها عنهم.
تفسيرالوسيط لطنطاوي : قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
ثم حكى - سبحانه - بعد ذلك ما قاله يعقوب لابنه يوسف بعد أن قص عليه رؤياه فقالك ( قَالَ يابني لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ على إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشيطان لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) .
وقوله ( يابني ) تصغير ابن . والتصغير هنا سببه صغر سنه مع الشفقة عليه ، والتلطيف معه .

وقوله ( رُؤْيَاكَ ) من الرؤيا التى هى مصدر رأى العلمية الدالة على ما وقع للإِنسان فى نومه ، أما رأى البصرية فيقال فى مصدرها الرؤية .
وقوله " فيكيدوا لك . . " من الكيد وهو الاحتيال الخفى بقصد الإِضرار والفعل كاد يتعدى بنفسه ، فيقال : كاده يكيده كيدا ، إذا احتال لإِهلاكه . ولتضمنه معنى احتال عدى باللام .
والمعنى : قال يعقوب لابنه يوسف - عليهما السلام - بشفقة ورحمة ، بعد أن سمع منه ما رآه فى منامه : " يا بنى " لا تخبر إخوتك بما رأيته فى منامك فإنك إن أخبرتهم بذلك احتالوا لإِهلاكك احتيالا خفيا ، لا قدرة لك على مقاومته أو دفعه . .

وإنما قال له ذلك ، لأن هذه الرؤيا تدل على أن الله - تعالى - سيعطى يوسف من فضله عطاء عظيما . ويهبه منصبا جليلا ، ومن شأن صاحب النعمة أن يكون محسودا من كثير من الناس ، فخاف يعقوب من حسد إخوة يوسف له ، إذا ما قص عليهم رؤياه ، ومن عدوانهم عليه .

والتنوين فى قوله " كيدا " للتعظيم والتهويل ، زيادة فى تحذيره من قص الرؤيا عليهم .

وجملة " إن الشيطان للإِنسان عدو مبين " واقعة موقع التعليل للنهى عن قص الرؤيا على إخوته ، وفيها إشارة إلى أن الشيطان هو الذى يغريهم بالكيد له إذا ما قص عليهم ما رآه ، وهو بذلك لا يثير فى نفسه الكراهة لإِخوته .
أى : لا تخبر إخوتك بما رأيته فى منامك ، فيحتالوا للإِضرار بك حسدا منهم لك ، وهذا الحسد يغرسه الشيطان فى نفوس الناس ، لتتولد بينهم العداوة والبغضاء ، فيفرح هو بذلك ، إذ كل قبيح يقوله أو يفعله الناس يفرح له الشيطان .
هذا ، وقد أخذ العلماء من هذه الآية أحكاما منها :
أنه يجوز للإنسان فى بعض الأوقات أن يخفى بعض النعم التى أنعم الله بها عليه ، خشية حسد الحاسدين ، أو عدوان المعتدين .
وأن الرؤيا الصادقة حالة يكرم الله بها بعض عباده الذني زكت نفوسهم فيكشف لهم عما يريد أن يطلعهم عليه قبل وقوعه .
 ومن الأحاديث التى وردت فى فضل الرؤيا الصالحة ما رواه البخارى عن عائشة - رضى الله عنها - أنها قالت : " أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحى الرؤيا الصادقة ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح . . " .
وفى حديث آخر : " الرؤيا الصالحة من الرجل الصالح ، جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة " .
وفى حديث ثالث : " لم يبق من النبوة إلا المبشرات ، وهى الرؤيا الصالحة للرجل الصالح ، يراها أو ترى له " .
كذلك أخذ جمهور العلماء من هذه الآية أن إخوة يوسف لم يكونوا أنبياء .

قال الآلوسى عند تفسيره لهذه الآية ما ملخصه : " والظاهر أن القوم - أى إخوة يوسف - كانوا بحيث يمكن أن يكون للشيطان عليهم سبيل ، ويؤيد هذا أنهم لم يكونوا أنبياء .
وهذا ما عليه الأكثرون سلفا وخلفا .
 أما السلف فإنه لم ينقل عن أحد من الصحابة أو التابعين أنه قال بنبوتهم .

وأما الخلف فكثير منهم نفى عنهم أن يكونوا أنبياء ، وعلى رأى من قال بذلك الإِمام ابن تيمية ، فى مؤلف له خاص بهذه المسألة ، وقد قال فيه :
الذى يدل عليه القرآن واللغة والاعتبار ، أن إخوة يوسف ليسوا بأنبياء ، وليس فى القرآن ولا فى السنة ما يشير إلى أنهم كانوا أنبياء . . .

تفسيرالبغوى : قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

( قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك ) وذلك أن رؤيا الأنبياء عليهم السلام وحي فعلم يعقوب أن الإخوة إذا سمعوها حسدوه فأمره بالكتمان ( فيكيدوا لك كيدا ) فيحتالوا في إهلاكك لأنهم يعلمون تأويلها فيحسدونك . واللام في قوله " لك " صلة ، كقوله تعالى : ( لربهم يرهبون ) ( الأعراف - 154 ) .
 وقيل : هو مثل قولهم نصحتك ونصحت لك ، وشكرتك وشكرت لك . ( إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) أي : يزين لهم الشيطان ، ويحملهم على الكيد ، لعداوته القديمة .

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، أنبأنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد ، قال : سمعت أبا سلمة ، قال : كنت أرى الرؤيا تهمني حتى سمعت أبا قتادة يقول : كنت أرى الرؤيا فتمرضني ، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " الرؤيا الصالحة من الله تعالى ، [ والحلم من الشيطان ] ، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ، ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ، ولا يحدث به أحدا فإنها لن تضر " .
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، أنبأنا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن وكيع بن عدس ، عن أبي رزين العقيلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا جزء من أربعين أو ستة وأربعين جزءا من النبوة ، وهو على رجل طائر ، فإذا حدث بها وقعت " ، وأحسبه قال : " لا تحدث بها إلا حبيبا أو لبيبا " .

تفسيرابن كثير : قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

يقول تعالى مخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف حين قص عليه ما رأى من هذه الرؤيا ، التي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم إياه تعظيما زائدا ، بحيث يخرون له ساجدين إجلالا وإكراما واحتراما فخشي يعقوب ، عليه السلام ، أن يحدث بهذا المنام أحدا من إخوته فيحسدوه على ذلك ، فيبغوا له الغوائل ، حسدا منهم له; ولهذا قال له : ( لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) أي : يحتالوا لك حيلة يردونك فيها .
ولهذا ثبتت السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به ، وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر وليتفل عن يساره ثلاثا ، وليستعذ بالله من شرها ، ولا يحدث بها أحدا ، فإنها لن تضره " .

وفي الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد ، وبعض أهل السنن ، من رواية معاوية بن حيدة القشيري أنه قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر ، فإذا عبرت وقعت " ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر ، كما ورد في حديث : " استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود "

تفسيرالقرطبى : قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

قوله تعالى : قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين 
فيه إحدى عشرة مسألة :


 الأولى : فيكيدوا لك كيدا أي يحتالوا في هلاكك ; لأن تأويلها ظاهر ; فربما يحملهم الشيطان على قصدك بسوء حينئذ . واللام في لك تأكيد . كقوله : إن كنتم للرؤيا تعبرون .

الثانية : الرؤيا حالة شريفة ، ومنزلة رفيعة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا الصالحة الصادقة يراها الرجل الصالح أو ترى له . وقال : أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا .
 وحكم - صلى الله عليه وسلم - بأنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، وروي من سبعين جزءا من النبوة . وروي من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - جزءا من أربعين جزءا من النبوة .

ومن حديث ابن عمر جزء من تسعة وأربعين جزءا . ومن حديث العباس جزء من خمسين جزءا من النبوة .
 ومن حديث أنس من ستة وعشرين . وعن عبادة بن الصامت من أربعة وأربعين من النبوة . والصحيح منها حديث الستة والأربعين ، ويتلوه في الصحة حديث السبعين ; ولم يخرج مسلم في صحيحه غير هذين الحديثين ، أما سائرها فمن أحاديث الشيوخ ; قاله ابن بطال .
 قال أبو عبد الله المازري : والأكثر والأصح عند أهل الحديث من ستة وأربعين .
 قال الطبري : والصواب أن يقال إن عامة هذه الأحاديث أو أكثرها صحاح ، ولكل حديث منها مخرج معقول ; فأما قوله : إنها جزء من سبعين جزءا من النبوة فإن ذلك قول عام في كل رؤيا صالحة صادقة ، ولكل مسلم رآها في منامه على أي أحواله كان ; 

وأما قوله : إنها من أربعين أو ستة وأربعين فإنه يريد بذلك من كان صاحبها بالحال التي ذكرت عن الصديق - رضي الله عنه - أنه كان بها ; فمن كان من أهل إسباغ الوضوء في السبرات ، والصبر في الله على المكروهات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فرؤياه الصالحة - إن شاء الله - جزء من أربعين جزءا من النبوة ، ومن كانت حاله في ذاته بين ذلك فرؤياه الصادقة بين جزأين ما بين الأربعين إلى الستين لا تنقص عن سبعين ، وتزيد على الأربعين وإلى هذا المعنى أشار أبو عمر بن عبد البر فقال : اختلاف الآثار في هذا الباب في عدد أجزاء الرؤيا ليس ذلك عندي اختلافا متضادا متدافعا - والله أعلم - لأنه يحتمل أن تكون الرؤيا الصالحة من بعض من يراها على حسب ما يكون من صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، والدين المتين ، وحسن اليقين ; فعلى قدر اختلاف الناس فيما وصفنا تكون الرؤيا منهم على الأجزاء المختلفة العدد فمن خلصت نيته في عبادة ربه ويقينه وصدق حديثه كانت رؤياه أصدق وإلى النبوة أقرب كما أن الأنبياء يتفاضلون ،
قال الله تعالى : ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض .

قلت : فهذا التأويل يجمع شتات الأحاديث ، وهو أولى من تفسير بعضها دون بعض وطرحه ; ذكره أبو سعيد الأسفاقسي عن بعض أهل العلم قال : معنى قوله : جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، فإن الله تعالى أوحى إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - في النبوة ثلاثة وعشرين عاما - فيما رواه عكرمة وعمرو بن دينار عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - فإذا نسبنا ستة أشهر من ثلاثة وعشرين عاما وجدنا ذلك جزءا من ستة وأربعين جزءا ; وإلى هذا القول أشار المازري في كتابه " المعلم " واختاره القونوي في تفسيره من سورة [ يونس ] عند قوله تعالى : لهم البشرى في الحياة الدنيا .
 وهو فاسد من وجهين : أحدهما : ما رواه أبو سلمة عن ابن عباس وعائشة بأن مدة الوحي كانت عشرين سنة ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث على رأس أربعين ، فأقام بمكة عشر سنين ; وهو قول عروة والشعبي وابن شهاب والحسن وعطاء الخراساني وسعيد بن المسيب على اختلاف عنه ، وهي رواية ربيعة وأبي غالب عن أنس ، وإذا ثبت هذا الحديث بطل ذلك التأويل - الثاني : أن سائر الأحاديث في الأجزاء المختلفة تبقى بغير معنى .

الثالثة : إنما كانت الرؤيا جزءا من النبوة ; لأن فيها ما يعجز ويمتنع كالطيران ، وقلب الأعيان ، والاطلاع على شيء من علم الغيب ; كما قال - عليه السلام - : إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصادقة في النوم . . . الحديث . وعلى الجملة فإن الرؤيا الصادقة من الله ، وإنها من النبوة ; قال - صلى الله عليه وسلم - : الرؤيا من الله والحلم من الشيطان وأن التصديق بها حق ، ولها التأويل الحسن ، وربما أغنى بعضها عن التأويل ، وفيها من بديع الله ولطفه ما يزيد المؤمن في إيمانه ; ولا خلاف في هذا بين أهل الدين والحق من أهل الرأي والأثر ، ولا ينكر الرؤيا إلا أهل الإلحاد وشرذمة من المعتزلة .

الرابعة : إن قيل : إذا كانت الرؤيا الصادقة جزءا من النبوة فكيف يكون الكافر والكاذب والمخلط أهلا لها ؟ وقد وقعت من بعض الكفار وغيرهم ممن لا يرضى دينه منامات صحيحة صادقة ; كمنام رؤيا الملك الذي رأى سبع بقرات ، ومنام الفتيين في السجن ; ورؤيا بختنصر التي فسرها دانيال في ذهاب ملكه ، ورؤيا كسرى في ظهور النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنام عاتكة عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمره وهي كافرة ،
 وقد ترجم البخاري " باب رؤيا أهل السجن " :
 فالجواب أن الكافر والفاجر والفاسق والكاذب وإن صدقت رؤياهم في بعض الأوقات لا تكون من الوحي ولا من النبوة ; إذ ليس كل من صدق في حديث عن غيب يكون خبره ذلك نبوة ; وقد تقدم في [ الأنعام ] أن الكاهن وغيره قد يخبر بكلمة الحق فيصدق ، لكن ذلك على الندور والقلة ، فكذلك رؤيا هؤلاء ; قال المهلب : إنما ترجم البخاري بهذا لجواز أن تكون رؤيا أهل الشرك رؤيا صادقة ، كما كانت رؤيا الفتيين صادقة ، إلا أنه لا يجوز أن تضاف إلى النبوة إضافة رؤيا المؤمن إليها ، إذ ليس كل ما يصح له تأويل من الرؤيا حقيقة يكون جزءا من النبوة .

الخامسة : الرؤيا المضافة إلى الله تعالى هي التي خلصت من الأضغاث والأوهام ، وكان تأويلها موافقا لما في اللوح المحفوظ ، والتي هي من خبر الأضغاث هي الحلم ، وهي المضافة إلى الشيطان ، وإنما سميت ضغثا ; لأن فيها أشياء متضادة ; قال معناه المهلب . وقد قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا أقساما تغني عن قول كل قائل ; روى عوف بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الرؤيا ثلاثة منها أهاويل الشيطان ليحزن ابن آدم ، ومنها ما يهتم به في يقظته فيراه في منامه ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة . قال : قلت : سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم ! سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .



السادسة : قوله تعالى : قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك الآية .

الرؤيا مصدر رأى في المنام ، رؤيا على وزن فعلى كالسقيا والبشرى ; وألفه للتأنيث ولذلك لم ينصرف . وقد اختلف العلماء في حقيقة الرؤيا ; فقيل : هي إدراك في أجزاء لم تحلها آفة ، كالنوم المستغرق وغيره ; ولهذا أكثر ما تكون الرؤيا في آخر الليل لقلة غلبة النوم ; فيخلق الله تعالى للرائي علما ناشئا ، ويخلق له الذي يراه على ما يراه ليصح الإدراك ، قال ابن العربي : ولا يرى في المنام إلا ما يصح إدراكه في اليقظة ، ولذلك لا يرى في المنام شخصا قائما قاعدا بحال ، وإنما يرى الجائزات المعتادات .

وقيل : إن لله ملكا يعرض المرئيات على المحل المدرك من النائم ، فيمثل له صورا محسوسة ; فتارة تكون تلك الصور أمثلة موافقة لما يقع في الوجود ، وتارة تكون لمعان معقولة غير محسوسة ، وفي الحالتين تكون مبشرة أو منذرة ; قال - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم وغيره : رأيت سوداء ثائرة الرأس تخرج من المدينة إلى مهيعة فأولتها الحمى . ورأيت سيفي قد انقطع صدره وبقرا تنحر فأولتهما رجل من أهل بيتي يقتل والبقر نفر من أصحابي يقتلون .
ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة .
 ورأيت في يدي سوارين فأولتهما كذابين يخرجان بعدي . إلى غير ذلك مما ضربت له الأمثال ; ومنها ما يظهر معناه أولا فأولا ، ومنها ما لا يظهر إلا بعد التفكر ; وقد رأى النائم في زمن يوسف - عليه السلام - بقرا فأولها يوسف السنين ، ورأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر فأولها بإخوته وأبويه .
السابعة : إن قيل : إن يوسف - عليه السلام - كان صغيرا وقت رؤياه ، والصغير لا حكم لفعله ، فكيف تكون له رؤيا لها حكم حتى يقول له أبوه : لا تقصص رؤياك على إخوتك ؟ فالجواب : أن الرؤيا إدراك حقيقة على ما قدمناه ، فتكون من الصغير كما يكون منه الإدراك الحقيقي في اليقظة ، وإذا أخبر عما رأى صدق ، فكذلك إذا أخبر عما يرى في المنام ; وقد أخبر الله سبحانه عن رؤياه وأنها وجدت كما رأى فلا اعتراض ; روي أن يوسف - عليه السلام - كان ابن اثنتي عشرة سنة .

الثامنة : هذه الآية أصل في ألا تقص الرؤيا على غير شفيق ولا ناصح ، ولا على من لا يحسن التأويل فيها ; روى أبو رزين العقيلي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : الرؤيا جزء من أربعين جزءا من النبوة . والرؤيا معلقة برجل طائر ما لم يحدث بها صاحبها فإذا حدث بها وقعت فلا تحدثوا بها إلا عاقلا أو محبا أو ناصحا أخرجه الترمذي وقال فيه : حديث حسن صحيح ; وأبو رزين اسمه لقيط بن عامر .
وقيل لمالك : أيعبر الرؤيا كل أحد ؟ فقال : أبالنبوة يلعب ؟ وقال مالك : لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها ، فإن رأى خيرا أخبر به ، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت ; قيل : فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه لقول من قال إنها على ما تأولت عليه ؟ فقال : لا ! ثم قال ، : الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة .
التاسعة : وفي هذه الآية دليل على أن مباحا أن يحذر المسلم أخاه المسلم ممن يخافه عليه ، ولا يكون داخلا في معنى الغيبة ; لأن يعقوب - عليه السلام - قد حذر يوسف أن يقص رؤياه على إخوته فيكيدوا له كيدا ، وفيها أيضا ما يدل على جواز ترك إظهار النعمة عند من تخشى غائلته حسدا وكيدا ; وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود .
 وفيها أيضا دليل واضح على معرفة يعقوب - عليه السلام - بتأويل الرؤيا ; فإنه علم من تأويلها أنه سيظهر عليهم ، ولم يبال بذلك من نفسه ; فإن الرجل يود أن يكون ولده خيرا منه ، والأخ لا يود ذلك لأخيه . ويدل أيضا على أن يعقوب - عليه السلام - كان أحس من بنيه حسد يوسف وبغضه ; فنهاه عن قصص الرؤيا عليهم خوف أن تغل بذلك صدورهم ، فيعملوا الحيلة في هلاكه ; ومن هذا ومن فعلهم بيوسف يدل على أنهم كانوا غير أنبياء في ذلك الوقت ، ووقع في كتاب الطبري لابن زيد أنهم كانوا أنبياء ، وهذا يرده القطع بعصمة الأنبياء عن الحسد الدنيوي ، وعن عقوق الآباء ، وتعريض مؤمن للهلاك ، والتآمر في قتله ، ولا التفات لقول من قال إنهم كانوا أنبياء ، ولا يستحيل في العقل زلة نبي ، إلا أن هذه الزلة قد جمعت أنواعا من الكبائر ، وقد أجمع المسلمون على عصمتهم منها ، وإنما اختلفوا في الصغائر على ما تقدم ويأتي .
العاشرة : روى البخاري عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة وهذا الحديث بظاهره يدل على أن الرؤيا بشرى على الإطلاق وليس كذلك ; فإن الرؤيا الصادقة قد تكون منذرة من قبل الله - تعالى - لا تسر رائيها ، وإنما يريها الله تعالى المؤمن رفقا به ورحمة ، ليستعد لنزول البلاء قبل وقوعه ; فإن أدرك تأولها بنفسه ، وإلا سأل عنها من له أهلية ذلك . وقد رأى الشافعي - رضي الله عنه - وهو بمصر رؤيا لأحمد بن حنبل تدل على محنته فكتب إليه بذلك ليستعد لذلك ، وقد تقدم في [ يونس ] في تفسير قوله تعالى : لهم البشرى في الحياة الدنيا أنها الرؤيا الصالحة . وهذا وحديث البخاري مخرجه على الأغلب ، والله أعلم .
الحادية عشرة : روى البخاري عن أبي سلمة قال : لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول : وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها وليتفل ثلاث مرات ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره .
قال علماؤنا : فجعل الله الاستعاذة منها مما يرفع أذاها ; ألا ترى قول أبي قتادة : إني كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل ، فلما سمعت بهذا الحديث كنت لا أعدها شيئا .
 وزاد مسلم من رواية جابر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه . وفي حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل .


قال علماؤنا : وهذا كله ليس بمتعارض ; وإنما هذا الأمر بالتحول ، والصلاة زيادة ، فعلى الرائي أن يفعل الجميع ، والقيام إلى الصلاة يشمل الجميع ; لأنه إذا صلى تضمن فعله للصلاة جميع تلك الأمور ; لأنه إذا قام إلى الصلاة تحول عن جنبه ، وإذا تمضمض تفل وبصق ، وإذا قام إلى الصلاة تعوذ ودعا وتضرع لله تعالى في أن يكفيه شرها في حال هي أقرب الأحوال إلى الإجابة ; وذلك السحر من الليل .
الطبرى : قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)
قال أبو جعفر : يقول جل ذكره قال: يعقوب لابنه يوسف: " يا بنيّ لا تقصص رؤياك "، هذه،" على إخوتك "، فيحسدوك (1) ، " فيكيدوا لك كيدًا "، يقول: فيبغوك الغوائل، ويناصبوك العداوة ، ويطيعوا فيك الشيطان (2) .(إن الشيطان للإنسان عدو مبين) ، يقول: إن الشيطان لآدم وبنيه عدو ، قد أبان لهم عداوته وأظهرها (3) . يقول: فاحذر الشيطان أن يغريَ إخوتك بك بالحسد منهم لك، إن أنت قصصت عليهم رؤياك .
* * *
وإنما قال يعقوب ذلك ، لأنه قد كان تبين له من أخوته قبلَ ذلك حسدًا، (4) كما:-
18788- حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي ، عن أسباط ، عن السدي ، قال: نـزل يعقوب الشأم ، فكان همُّه يوسف وأخاه ، فحسده إخوته لما رأوا حبَّ أبيه له. ورأى يوسف في المنام كأن أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رآهم له ساجدين ، فحدث بها أباه فقال: (يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا ) ، الآية.
* * *
واختلف أهل العربية في وجه دخول " اللام " في قوله (فيكيدوا لك كيدا) .
فقال بعض نحويي البصرة: معناه: فيتخذوا لك كيدا ، وليست مثل: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [ سورة يوسف : 43 ] تلك أرادوا أن يوصل الفعل إليها باللام، كما يوصل بالباء ، كما تقول: " قدمت له طعامًا " ، تريد قدّمت إليه، وقال: يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ ،[ سورة يوسف : 48 ] ومثله قوله: قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ [ سورة يونس : 35 ] قال: وإن شئت كان: ( فيكيدوا لك كيدا) ، في معنى: " فيكيدوك " ، وتجعل اللام مثل: لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ [ سورة الأعراف : 154] وقد قال لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ إنما هو بمكان: " ربَّهم يرهبون " .
* * *
وقال بعضهم: أدخلت اللام في ذلك ، كما تدخل في قولهم: " حمدت لك " و " شكرت لك " ، و " حمدتك " و " شكرتك " . وقال: هذه لام جلبها الفعل ، (5) فكذلك قوله: (فيكيدوا لك كيدا) تقول: فيكيدوك ، ، أو: يكيدوا لك، فيقصدوك ، ويقصدوا لك ، قال: " وكيدًا ": توكيدٌ .
* * *
----------------------
الهوامش:
(1) انظر تفسير" القصص" فيما سلف ص : 551 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(2) انظر تفسير" الكيد" فيما سلف ص : 361 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(3) انظر تفسير" مبين" فيما سلف من فهارس اللغة ( بين ) .
(4) في المطبوعة :" حسده" بالإضافة ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو جيد جدًا .
(5) في المطبوعة والمخطوطة :" هذه لام عليها الفعل" ، والصواب ما أثبت .
ابن عاشور : قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
جاءت الجملة مفصولة عن التي قبلها على طريقة المحاورات . وقد تقدّمت عند قوله تعالى : { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } في سورة البقرة ( 30 ).
والنّداء مع حضور المخاطب مستعمل في طلب إحضار الذهن اهتماماً بالغرض المخاطب فيه .


و { بُنَيّ } بكسر الياء المشدّدة تصغير ابن مع إضافته إلى ياء المتكلم وأصله بُنَيْوي أو بُنَيْيي على الخلاف في أنّ لام ابن الملتزمَ عدمُ ظهورها هي واو أم ياء . وعلى كلا التقديرين فإنّها أدغمت فيها ياء التصغير بعد قلب الواو ياء لتقارب الياء والواو ، أو لتمَاثلهما فصار ( بنَيّي ). وقد اجتمع ثلاث ياءات فلزم حذف واحدة منها فحذفت ياء المتكلم لزوماً وألقيت الكسرة التي اجتلبت لأجلها على ياء التصغير دلالة على الياء المحذوفة .
وحذفُ ياء المتكلم من المنادى المضاف شائع ، وبخاصة إذا كان في إبقائها ثقل كما هنا ، لأنّ التقاء ياءات ثلاث فيه ثقل .
وهذا التّصغير كناية عن تحبيب وشفقة .
نزل الكبير منزلة الصغير لأنّ شأن الصغير أن يحب ويشفق عليه . وفي ذلك كناية عن إمحاض النصح له .
والقصّ : حكاية الرؤيا .

يقال : قص الرؤيا إذا حكاها وأخبر بها . وهو جاءٍ من القصص كما علمت آنفاً .
والرؤيا بألف التأنيث هي : رؤية الصور في النوم ، فرّقوا بينها وبين رؤية اليقظة باختلاف علامتي التأنيث ، وهي بوزن البشرى والبقيَا .
وقد علم يعقوب عليه السّلام أن إخوة يوسف عليه السّلام العشرة كانوا يغارون منه لفرط فضله عليهم خَلقا وخلقا ، وعلم أنّهم يعبرون الرؤيا إجمالاً وتفصيلاً ، وعلم أن تلك الرؤيا تؤذن برفعة ينالها يوسف عليه السّلام على إخوته الذين هم أحدَ عَشَرَ فخشي إن قصّها يوسف عليه السلام عليهم أن تشتد بهم الغيرة إلى حدّ الحسد ، وأن يعبّروها على وجهها فينشأ فيهم شرّ الحاسد إذا حسد ، فيكيدوا له كيداً ليسلموا من تفوقّه عليهم وفضله فيهم .
والكيد : إخفاء عمل يضرّ المكيد . وتقدّم عند قوله تعالى : { وأُمْلِي لهم إن كيدي متين } في سورة الأعراف ( 183 ).
واللاّم في { لك } لتأكيد صلة الفعل بمفعوله كقوله : شكرت لك النعمى .
وتنوين { كيداً } للتعظيم والتهويل زيادة في تحذيره من قص الرؤيا عليهم .
وقصد يعقوب عليه السّلام من ذلك نجاة ابنه من أضرار تلحقه ، وليس قصده إبطال ما دلّت عليه الرؤيا فإنّه يقع بعد أضرار ومشاق . وكان يعلم أن بنيه لم يبلغوا في العلم مبلغ غوص النظر المفضي إلى أن الرّؤيا إن كانت دالة على خير عظيم يناله فهي خبر إلهي ، وهو لا يجوز عليه عدم المطابقة للواقع في المستقبل ، بل لعلّهم يحسبونها من الإنذار بالأسباب الطبيعية التي يزول تسببها بتعطيل بعضها .
وقول يعقوب عليه السّلام هذا لابنه تحذير له مع ثقته بأنّ التحذير لا يثير في نفسه كراهة لإخوته لأنّه وثق منه بكمال العقل ، وصفاء السريرة ، ومكارم الخلق . ومن كان حاله هكذا كان سمحاً ، عاذراً ، معرضاً عن الزلاّت ، عالماً بأثر الصبر في رفعة الشأن ، ولذلك قال لإخوته { إنّه من يتّق ويصبر فإنّ الله لا يضيع أجر المحسنين } [ سورة يوسف : 90 ] وقال : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } [ سورة يوسف : 92 ].

وقد قال أحد ابني آدم عليه السّلام لأخيه الذي قال له لأقتلنّك حسداً { لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إنّي أخاف الله رب العالمين } [ سورة المائدة : 28 ]. فلا يشكل كيف حذّر يعقوبُ يوسفَ عليهما السّلام من كيد إخوته ، ولذلك عقب كلامه بقوله : إن الشيطان للإنسان عدوّ مبين } ليعلم أنه ما حذّره إلاّ من نزغ الشيطان في نفوس إخوته . وهذا كاعتذار النبي صلى الله عليه وسلم للرّجلين من الأنصار اللذين لقياه ليلاً وهو يشيّع زوجه أمّ المؤمنين إلى بيتها فلمّا رأياه ولّيَا ، فقال : « على رسلكما إنها صفية ، فقالا : سبْحان الله يا رسول الله وأكبرا ذلك ، فقال لهما : إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في نفوسكما » . فهذه آيةُ عبرة بتوسّم يعقوب عليه السّلام أحوال أبنائه وارتيائه أن يكفّ كيدَ بعضهم لبعض .

فجملة { إن الشيطان للإنسان } الخ واقعة موقع التعليل للنهي عن قصّ الرؤيا على إخوته . وعداوة الشيطان لجنس الإنسان تحمله على أن يدفعهم إلى إضرار بعضهم ببعض .
وظاهر الآية أن يوسف عليه السّلام لم يقص رؤياه على إخوته وهو المناسب لكماله الذي يبعثه على طاعة أمْر أبيه .
ووقع في الإسرائيليات أنه قصّها عليهم فحسدوه .
إعراب القرآن : قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
«قالَ» ماض وفاعله مستتر والجملة مستأنفة «يا» أداة نداء «بُنَيَّ» منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء مضاف إليه والجملة مقول القول «لا تَقْصُصْ» لا ناهية ومضارع مجزوم و فاعله مستتر والجملة مقول القول «رُؤْياكَ» مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر والكاف مضاف إليه «عَلى إِخْوَتِكَ» متعلقان بتقصص والكاف مضاف إليه «فَيَكِيدُوا» الفاء فاء السببية ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية والواو فاعل «لَكَ» متعلقان بيكيدوا «كَيْداً» مفعول مطلق «إِنَّ الشَّيْطانَ» إن واسمها والجملة تعليل لا محل لها «لِلْإِنْسانِ» متعلقان بعدو «عَدُوٌّ» خبر «مُبِينٌ» صفة






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يا بني! أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه فى سورة يوسف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسيربعض الايات من سورة يوسف , سورة يوسف
» وقفات مع سورة يوسف
» سورة يوسف ـ لطائف قانونية
» مقتطفات من سورة يوسف عليه السلام
» 20 فائدة من سورة يوسف عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: