مسجد إنجي هانم الأثري بالإسكندرية.بالصور

مسجد إنجي هانم الأثري بالإسكندرية.بالصور
مسجد إنجي هانم الأثري بالإسكندرية.بالصور

مسجد إنجي هانم الأثري بالإسكندرية.بالصور 18678010

ربما لا يعرف الكثيرون من أبناء الإسكندرية القيمة التاريخية لمسجد إنجي هانم الأثري، ولكنهم يدركون إنه ضمن المباني الأثرية التي تحويها المحافظة وخاصة في نطاق حي وسط، ومثله كغيره من المباني التي طالتها يد الإهمال على مدار سنوات عديدة، برغم أنه أحد المعالم الرئيسية التي يتوافد إليها السياح لفخامته ومعماره الفريد ومأذنته العثمانية، فضلاً عن إطلالته على ترعة المحمودية.

مطلع الأسبوع الماضي وبعد سنوات من الإهمال أزيل الغبار عن هذا المسجد الأثري، وذلك بعد إعلان وزارتي الأثار والأوقاف خلال الأسبوع الماضي إعادة ترميمه، وتولي أحد المتبرعين تكلفة الترميم كاملة، حيث أصبح يمثل خطورة على المارة وسكان المنطقة بسبب مأذنته الآيلة للسقوط.

تاريخ المسجد:
صاحبة المسجد الذي يصنف ضمن الأثار الإسلامية هي إنجي هانم؛ الزوجة الأولى للخديوي محمد سعيد باشا ، حاكم مصر، ومن سلالة أسرة محمد علي الحاكمة، ووالدة أحمد شريف باشا؛ وأشهر سيدات عصرها، حيث عاشت في الإسكندرية لسنوات عديدة وتميزت بفعل الخير والإنخراط في الأعمال المجتمعية مع المحيطين بها.

وفي القرن التاسع عشر أمرت إنجي هانم ببناء هذا المسجد على مساحة 500 متر، وظل لسنوات عديدة قبلة للسياح وتاريخ يؤثق المعمار العثماني في مصر، وبجوار مدخله جدارية تحمل تاريخ بنائه في عام 1826 هجرياً.

الشكل المعماري للمسجد:
المأذنة العثمانية الفريدة هي أول ما يلفت الانتباه بمجرد النظر إلى واجهة المسجد حيث تعتبر المأذنة العثمانية الوحيدة بالإسكندرية، وبمجرد التجول داخله ترى براعة الفن العثماني بزخارفه ونقوشه الكتابية باللغتين العربية والتركية، حيث يحوي أربع نقوش كتابية على مداخله، وكذلك نقش على الممرات، وبجوار الكتاب.

ويتكون المسجد من مساحة مستطيلة مقسمة إلى أربعة أروقة موازية لجدار المحراب، ومنبر خشبي، ويعلو الجزء الشمالي من بيت الصلاة مأذنة فتحتها بمصلى السيدات الذي يحويه، وله مدخلان، الرئيسي بالجهة الشمالية المطلة على شارع عثمان جلال، ومدخل بالجهة الغربية من ممر جانبي صغير.

مدرج بالأثار:
مسجد إنجي هانم مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية منذ عام 2008، وذلك طبقاً لتصريحات الدكتور عبد العزيز الفضالي؛ أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، والذي أوضح أن هذا المسجد مثله كغيره من الآثار الإسلامية النادرة بالإسكندرية التي تعرضت للإهمال لسنوات عديدة بسبب تراخي المحليات وهيئة الآثار عن حمايتها، وتركها فريسة الانهيار والتعدي.

وأضاف الفضالي أن المسجد يعاني من الآثار المهملة حيث يتعرض الخشب الداخلي فيه للتلف، وكذلك تعرض منذ قرابة 3 سنوات للتعدي من قبل مقاول ببناء عقار مخالف يغطي مأذنته وملاصق لمدخله بالمخالفة وبارتفاع 17 طابقا، ما عرض المسجد للانهيار، وظل الوضع هكذا دون تدخل الجهات المسؤولة لمدة عامين حتى أتخذ قرار بإزالة هذا الطابق، وفي وقت التنفيذ اعترض السكان على حملة الإزالة.

“المسؤولية تقع على الأثار التي تركته فريسة التعدي وكان يمكن أن تتصدى للبناء المخالف منذ إنشائه”، أضافها الدكتور الفضالي، لافتاً إلى أن موظفي الآثار لديهم ضبطية قضائية تمكنهم من إزالة التعديات على حرم الأماكن الأثرية.

تعرضه للإهمال:
وعن الحالة التي وصل إليها المسجد، علق أحد العامل القائمين عليه والذي رفض ذكر أسمه، إنه يعمل فيه منذ قرابة 14 عاما، ومنذ هذا الوقت لا يوجد جهة تسأل عنه أو تهتم به، مضيفاً أن هناك لجان معاينة تأتي من وقت لآخر مثلما يحدث في أي مسجد، إلا إنه وقت الأزمات لا يجدون من يتولى أمره.

وأضاف العامل إن المسجد يعاني من عدة مشاكل، على رأسها الأسقف الساقطة، والمأذنة الآيلة للسقوط، والزخارف الخشبية التي تعرضت للتلف وأصبحت معرضة للسقوط، وتسريب المياه، لافتاً إلى إنه تعرض أكثر من مرة سقوط الأمطار على الأسقف الخشبية وتخللها إلى أرض المسجد، وجميع تلك المشاكل تم حلها من عمال المسجد ومساعدة الأهالي، فقاموا بوضع أكياس بلاستيكية لتجميع المياه ومنع تسريبها إلى الأرض.

سكان المنطقة يجهلون تاريخه:
“أعرف إنه مسجد أثري، لكن معرفش مين بناه ولا أمتي”، قالها أحمد عمر فتيحة؛ طالب بكلية السياحة والفنادق وأحد سكان منطقة محرم بك، مضيفاً إن معلوماته عنه لا تتعدى كونه مبنى أثري ولم يسبق أن رأى زوار له سوى أهالي المنطقة أو طلبة كلية الفنون الجميلة الذين يأتون لرسم معالمه الخارجية، مشيراً إلى أن أهالي المنطقة يتخوفون من الصلاة فيه أو دخوله لكونه آيل للسقوط.

وكذلك علق رضا عطية – مالك محل عطارة بالقرب من المسجد، إنه يعرف إن هذا المبني بنته الأسرة المالكة ولكنه لا يعرف أن له قيمة أثرية لأنه تحول إلى مبني آيل للسقوط ويسيطر عليه الغبار، مضيفاً إنه خلال موسم الشتاء تعرض لتسرب مياه الأمطار داخله والتي أدت أيضاً لتآكل سقفه، ووقتها قام أهالي المنطقة بمساعدة عمال المسجد في تصريف المياه، متسائلا: “هو لو أثري أحنا اللي هنصرف منه المياه ونحافظ عليه ولا الحكومة؟!”.

آثار الإسكندرية: ترميم المسجد برعاية متبرع
أعلن محمد متولي – مدير عام آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، أنه بالمتابعة الدورية للحالة المعمارية للمسجد تبين أن المأذنة وواجهات وسطح المسجد ومصلى السيدات في حاجة ضرورية للترميم، بالإضافة إلى تغير بعض البراطيم الخشبية الحاملة لسطح المسجد.

وأضاف متولي إنه تم صلب هذه الأجزاء بالسقالات والبدء في أعمال الترميم التي تتم تحت الإشراف الأثري والهندسي الكامل لمنطقة آثار الإسكندرية والساحل الشمالي بالتنسيق مع الإدارة الهندسية لوزارة الأوقاف، متكفلاً بها أحد المتبرعين وذلك بعد أخد كافة التعهدات القانونية اللازمة ضمانةّ لإلتزامه بكافة أعمال الصيانة والترميم حتى النهاية.

ولفت متولي إلى أنه تم الانتهاء من مشروع ترميم المأذنة وبدء تغير البراطيم الخشبية المصابة بالسوس والتالفة كما تم تبليط سطح المسجد بمادة عازلة لحمايته من مياه الأمطار في الشتاء.

الأوقاف:
ومن جانب آخر علق الشيخ محمد السباعى – مدير إدارة المتابعة بمديرية الأوقاف بالإسكندرية، أن الإدارة قامت بإرسال لجنة لمعاينة أوضاع المسجد، وتم مخاطبة الهيئة الهندسية للآثار لتولي أعمال الترميم بإعتباره مسجد أثري لا يمكن أن يتم ترميمه إلا بمعرفة متخصصين بالآثار.

‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗

مسجد إنجي هانم الأثري بالإسكندرية.بالصور 18839210

» مسجد إنجي هانم الأثري بالإسكندرية.بالصور
» بالصور.. هدم فيلا زينب هانم الوكيل زوجة النحاس باشا الأثرية بالإسكندرية
» بالصور مسجد أبى العباس المرسى - بالإسكندرية- مصر
» مشروع تطوير محور المحمودية بالإسكندرية بالصور
» بالصور مسجد القبلتين بالمدينة المنورة