كم المسافة بين الصفا والمروة؟

كم المسافة بين الصفا والمروة
كم المسافة بين الصفا والمروة
المسافة بين الصفا والمروة هي
394.5 متر .
وعرضه 20 مترًا، و المسافة التي يقوم الحاج أو المعتمر بقطعها في السعي تبلغ 2761.5 متر خلال السبعة أشواط . [1]
كيفية السعي بين الصفا والمروة
يبدأ السعي من جبل الصفا، وينتهي في جبل المروة، والسعي يكون شوطًا واحدًا من الصفا إلى المروة أي يُحسب واحدًا، ومن المروة للصفا شوطًا ثانيًا، أي أن المقصود بأنها 7 أشواط، بأن يبدأ الحاج أو المعتمر من جبل الصفا، وينتهي عند المروة، فعندما يبدأ من الصفا ويصل إلى المروة يُعد واحدًا، وإذا رجع من المروة للصفا هذا اثنين، وعندما يرجع من الصفا إلى المروة هذا ثلاثة، وهكذا إلى أن تكتمل السبعة أشواط، فقال المحقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد: “غلط من قال إنه سعى أربع عشرة مرة وكان يحتسب بذهابه ورجوعه مرة واحدة، وهذا غلط عليه صلى الله عليه وسلم لم ينقله عنه أحد ولا قاله أحد من الأئمة الذين اشتهرت أقوالهم وإن ذهب إليه بعض المتأخرين من المنتسبين إلى الأئمة، ومما يبين بطلان هذا القول أنه صلى الله عليه و سلم لا خلاف عنه أنه ختم سعيه بالمروة، ولو كان الذهاب والرجوع مرة واحدة لكان ختمه إنما يقع على الصفا“. انتهى.
كما قال النووي في شرح المهذب: “الواجب الثالث -أي من واجبات السعي- إكمال سبع مرات يحسب الذهاب من الصفا إلى المروة مرة، والرجوع من المروة إلى الصفا مرة ثانية، والعود إلى المروة ثالثة، والعود إلى الصفا رابعة، وإلى المروة خامسة، وإلى الصفا سادسة، ومنه إلى المروة سابعة، فيبدأ بالصفا ويختم بالمروة، هذا هو المذهب الصحيح المشهور الذي نص عليه الشافعي وقطع به جماهير الأصحاب المتقدمين والمتأخرين وجماهير العلماء، وعليه عمل الناس وبه تظاهرت الاحاديث الصحيحة“. [2]
ماذا يقال عند السعي بين الصفا والمروة
إن أفضل ما يُمكن قوله عند السعي بين الصفا والمروة هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان إذا صعد إلى جبل الصفا كبر عليه، وذكر الله ثلاثًا، ودعا ثلاثًا، وكرر، فيقول: “لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”، ويكرر هذا الدعاء مع التكبير 3 مرات، بالإضافة إلى الدعاء على جبلي الصفا والمروة. [3]
إلا أنه من المشروع والمستحب في الطواف أن يتم خِتام كل شوط بدعاء: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201]، مثل ما كان يفعل رسولنا الكريم صلاة الله عليه وتسليمه، ومن الجدير بالذكر أنه إذا لم يتم قول هذا الدعاء فما على الساعي شيء، وأنه لو دعا بأي دعاء غيره ليس هناك حرج عليه.
ولكن من المحبب أنه في نهاية كل شوط بين الركنين، أي ما بين الركن اليماني والحجر الأسود أن يقول الساعي: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة البقرة:201]، وكلما يُحاذي الحجر الأسود كبر، قائلًا: “الله أكبر، أو باسم الله والله أكبر”، ومن الجدير بالذكر أن المستحب خلال السعي أن يكثر الساعي من الدعاء والتكبير والذكر ما بين الصفا والمروة وعليهما، مستقبلًا القبلة 3 مرات، ويكرر 3 مرات.
كما أن الأدعية والأذكار النافعة في الدنيا والآخرة والتي يُمكن قولها في السعي: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قولٍ وعمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول وعمل”.
ومن الممكن كذلك قول هذا الدعاء فهو محبب ومفضل لأنه يشتمل على تكبير الله وتحميده فنقول: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا”.
سبب الهرولة بين الصفا والمروة
إن السبب والحكمة من الهرولة بين الصفا والمروة يتضح فيما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه: [4]
“أنه كان في هذا المكان واد، أي مسيل مطر، والوادي في الغالب يكون نازلًا ويكون رخوًا رمليًا فيشق فيه المشي العادي، فيركض ركضًا، وأصل السعي أن يتذكر الإنسان حال أم إسماعيل، فإنها – رضي الله عنها – لما خلَّفها إبراهيم – عليه الصلاة والسلام – هي وابنها في هذا المكان، وجعل عندها سقاءً من ماء، وجرابًا من تمر، فجعلت الأم تأكل من التمر وتشرب من الماء، وتسقي اللبن لولدها، فنفدَ الماء ونفد التمر، فجاعت وعطشت، ويبس ثديها، جاع الصبي، وجعل يتلوى من الجوع، فأدركتها الشفقة، فرأت أقرب جبل إليها الصفا فذهبت إلى الصفا، وجعلت تتحسس لعلها تسمع أحدًا، ولكنها لم تسمع، فنزلت إلى الاتجاه الثاني إلى جبل المروة، ولما هبطت في بطن الوادي نزلت عن مشاهدة ابنها، فجعلت تسعى سعيًا شديدًا، حتى تصعد لتتمكن من مشاهدة ابنها، ورقيت لتسمع وتتحسس على المروة، ولم تسمع شيئًا، حتى أتمت هذا سبع مرات ثم أحست بصوت، ولكن لا تدري ما هو، فإذا جبريل نزل بأمر الله – عزّ وجل -، فضرب بجناحه أو برجله الأرض مكان زمزم الآن”.
حكم السعي بين الصفا والمروة
السعي حكمه الوجوب في الإسلام، أي أنه واجب على كل حاج أو معتمر، وهذا لأنه ركن من أركان العمرة والحج مع الطواف في حق القارن والمتمتع والمفرد، إلا أنه في حق المتمتع فيلزمه سعي ثان للحج، إذ أن الأول يكون للعمرة، في حين أن القارن والمفرد فلا عليه غير سعي واحد فقط، فإن أداه قبل عرفة أجزأه، وإلا يسعاه مع طواف الإفاضة بعد عرفة، وهذا في حال كان أفقيًا قادمًا من الخارج.
أما في حال كان الحاج من سكان مكة وأهلها فيكون طوافه وسعيه بعد الحج، أي يؤخره إلى ما بعد الحج، ولا يقدمه، أما الذي جاء من خارج مكة فإذا دخل يطوف للقدوم ويسعى لو كان قارنًا أو مفردًا، وبعد هذا يجب عليه أن يؤدي طواف للإفاضة بعد الحج، ويجزيه السعي في حال سعى قبل الحج، ولكن يلزمه فقط طواف الإفاضة مع طواف الوداع، أما المتمتع فيكون السعي الأول لعمرته وعليه أن يسعى سعيًا ثانيًا لحجه. [5]
مبطلات السعي بين الصفا والمروة
إن السعي ركن من أركان الحج والعمرة، ولذا على كل مسلم حاج أو معتمر أن يكون متأكدًا من صحة سعيه، وألا يقوم بأيٍ من مبطلات السعي، وفي التالي توضيح لها:
عدم وجود النية قبل البدء في السعي.
البدء من جبل المروة وليس الصفا.
أن يكون السعي بين الصفا والمروة أقل من 7 أشواط.
أن يسعى الساعي ما بين الصفا والمروى راكبًا بدون عذر.
ترك الركض والمشي السريع ما بين الخطين الأخضرين خلال السعي.
تأجيل وقت السعي بين جبلي الصفا والمروة، أو عدم إتمامه بالصورة الصحيحة.
عدم قطع المسافة بين الجبلين كاملة، ومن لم يقطعها فلا يصح سعيه ويجب عليه الإعادة.
وجود شك حول عدد الأشواط التي تم قطعها ما بين الصفا والمروة، سواء أكانت 7 أشواط أو أقل أو أكثر.
المراجع
المصدر:
۩❁#منتدى_المركز_الدولى❁۩