منتدي المركز الدولى


في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 1110
في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 1110
في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)

اذهب الى الأسفل 
+9
نجيب
وفاء
رضا
ايه
امنيه
بوسى
لمياء
شعبان
ابو رفعت
13 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
ابو رفعت
عضو فضى
عضو فضى
ابو رفعت


عدد المساهمات : 262
تاريخ التسجيل : 19/01/2011

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الخميس 29 سبتمبر - 7:16

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

في كل مرة ثلاث فوائد( موضوع متجدد ......تابعوناا)
هذه فوائد تفيد المسلم عامة وطلبة العلم خاصة أحببت أن يعم نفعها وقد التزمت الشروط التالية:

*ذكر المصدر ( أكتفي مصدرا واحدا).

*إذا كانت الفائدة طويلة اختصرتها و أحلت على المصدر.

*لم ألتزم ترتيبا معينا للفوائد.

* أذكر ثلاث فوائد في كل مرة حتى لايمل القارئ


فمن وجد خيرا فليحمد الله و من وجد خطأ فلينبه عليه و الله يجازيه
تابعوووووووووووووونا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
تحرير
عضو مميز
عضو مميز



عدد المساهمات : 1069
تاريخ التسجيل : 17/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الجمعة 24 فبراير - 16:36

في كل مرة ثلاث فوائد





193- علامات حامل القرآن

قال ابن مسعود:
ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون, وبنهاره إذا الناس
مفطرون ,وبحزنه إذا الناس يفرحون, وببكائه إذا الناس يضحكون ,وبصمته إذا
الناس يخوضون ,وبخشوعه إذا الناس يختالون ,وينبغي لحامل القرآن أن يكون
باكيا محزونا حكيما حليما سكينا,ولا ينبغي لحامل القرآن ان يكون جافيا ولا
غافلا ولا سخابا ولا صياحا ولا حديدا
الفوائد/ابن القيم/ من كلام ابن مسعود

194- علماء الآخرة و علماء الدنيا

تأملت التحاسد بين العلماء، فرأيت منشأه من حب الدنيا، فإن علماء الآخرة
يتوادون، ولا يتحاسدون: كما قال عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يَجِدُونَ فِي
صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} "الحشر:9"، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ
جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي
قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} "الحشر:10".
وقد كان أبو الدرداء يدعو كل ليلة لجماعة من إخوانه.
وقال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي: أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر.
والأمر الفارق بين الفئتين: أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرئاسة فيها،
ويحبون كثرة الجمع والثناء، وعلماء الآخرة بمعزل من إيثار ذلك، وقد كانوا
يتخوفونه، ويرحمون من بلي به.
وكان النَّخَعَيُّ لا يستند إلى سارية.
وقال علقمة: أكره أن يوطأ عقبي، ويقال علقمة. وكان بعضهم إذا جلس إليه أكثر
من أربعة، قام عنهم. وكانوا يتدافعون الفتوى، ويحبون الخمول.
مثل القوم كمثل راكب البحر، وقد خبَّ، فعنده شغل إلى أن يوقن بالنجاة،
وإنما كان بعضهم يدعو لبعض، ويستفيد منه؛ لأنهم ركب تصاحبوا فتوادوا،
فالأيام والليالي مراحلهم إلى سفر الجنة.
صيد الخاطر

195- تَحِيّةُ الْمَسْجِدِ قَبْلَ السّلَامِ

وَمِنْ هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّ الدّاخِلَ إلَى
الْمَسْجِدِ يَبْتَدِئُ بِرَكْعَتَيْنِ تَحِيّةَ الْمَسْجِدِ ثُمّ يَجِيءُ
فَيُسَلّمُ عَلَى الْقَوْمِ فَتَكُونُ تَحِيّةُ الْمَسْجِدِ قَبْلَ
تَحِيّةِ أَهْلِهِ فَإِنّ تِلْكَ حَقّ اللّهِ تَعَالَى ، وَالسّلَامُ عَلَى
الْخَلْقِ هُوَ حَقّ لَهُمْ وَحَقّ اللّهِ فِي مِثْلِ هَذَا أَحَقّ
بِالتّقْدِيمِ بِخِلَافِ الْحُقُوقِ الْمَالِيّةِ فَإِنّ فِيهَا نِزَاعًا
مَعْرُوفًا ، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا حَاجَةُ الْآدَمِيّ , وَكَانَتْ
عَادَةُ الْقَوْمِ مَعَهُ هَكَذَا ، يَدْخُلُ أَحَدُهُمْ الْمَسْجِدَ
فَيُصَلّي رَكْعَتَيْنِ ثُمّ يَجِيءُ فَيُسَلّمُ عَلَى النّبِيّ صَلّى
اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَلِهَذَا جَاءَ فِي حَدِيثِ رِفَاعَةَ بْنِ
رَافِعٍ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَيْنَمَا هُوَ
جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمًا قَالَ رِفَاعَةُ وَنَحْنُ مَعَهُ إذْ
جَاءَ رَجُلٌ كَالْبَدَوِيّ فَصَلّى ، فَأَخَفّ صَلَاتَهُ ثُمّ انْصَرَفَ
فَسَلّمَ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَال النّبِيّ
صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعَلَيْكَ فَارْجِعْ فَصَلّ فَإِنّكَ لَمْ
تُصَلّ . .. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ وَلَمْ
يُنْكِرْ عَلَيْهِ تَأْخِيرَ السّلَامِ عَلَيْهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ
وَسَلّمَ إلَى مَا بَعْدَ الصّلَاةِ . وَعَلَى هَذَا : فَيُسَنّ لِدَاخِلِ
الْمَسْجِدِ إذَا كَانَ فِيهِ جَمَاعَةٌ ثَلَاثُ تَحِيّاتٍ مُتَرَتّبَةٌ
أَنْ يَقُولَ عِنْدَ دُخُولهِ بِسْمِ اللّهِ وَالصّلَاةُ عَلَى رَسُولِ
اللّهِ . ثُمّ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ تَحِيّةَ الْمَسْجِدِ . ثُمّ يُسَلّمُ
عَلَى الْقَوْمِ .
زاد المعاد/2/ 319/ الريان

196- الصوفية يأخذون المعرفة من الرهبان
.....قال سمعت بقية بن الوليد يقول سمعت ابراهيم بن أدهم يقول: تعلمت
المعرفة من راهب يقال له سمعان ,دخلت عليه في صومعته فقلت له :يا سمعان منذ
كم أنت في صومعتك هذه
قال: منذ سبعين سنة!!!!!!!
قلت :ما طعمك ؟
قال يا حنيفي وما دعاك إلى هذا.
قلت :أحببت أن أعلم.
قال :في كل ليلة حمصة !!!
قلت: فما الذي يهيج من قلبك حتى تكفيك هذه الحمصة .
قال: ترى الذين بحذائك .
قلت: نعم قال إنهم يأتونني في كل سنة يوما واحدا فيزينون صومعتي ويطوفون
حولها يعظمونني بذلك, وكلما تثاقلت نفسي عن العبادة ذكَّرتها تلك الساعة
فأنا أحتمل جهد سنة لعز ساعة فاحتمل يا حنيفي جهد ساعة لعز الأبد .
فوقر في قلبي المعرفة,
فقال أزيدك ,قلت نعم قال انزل عن الصومعة فنزلت فأدلى إلي ركوة فيها عشرون
حمصة ,فقال لي أدخل الدير فقد رأوا ما أدليت إليك فلما دخلت الدير اجتمعت
النصارى, فقالوا يا حنيفي ما الذي أدلى إليك الشيخ
قلت من قوته
قالوا وما تصنع به نحن أحق ساوم .
قلت عشرين دينارا فأعطوني عشرين دينارا فرجعت إلى الشيخ ,فقال أخطأت لو
ساومتهم عشرين ألفا لأعطوك .هذا عز من لا يعبد فانظر كيف تكون بعز من تعبده
يا حنيفي أقبل على ربك.
تلبيس إبليس/197/ هاني الحاج
197- ذهاب الاسلام على يدي اربعة اصناف من الناس
وقال محمد بن الفضل الصوفي الزاهد ذهاب الاسلام على يدي اربعة اصناف من
الناس ,صنف لا يعملون بما يعلمون, وصنف يعملون بما لا يعلمون, وصنف لا
يعملون ولا يعلمون ,وصنف يمنعون الناس من التعلم
قلت الصنف الاول من له علم بلا عمل فهو اضر شيء على العامة فإنه حجة لهم في كل نقيصة ومنحسة
والصنف الثاني العابد الجاهل فإن الناس يحسنون الظن به لعبادته وصلاحه
فيقتدون به على جهله وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله
احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون فان
الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم, فإذا كان العلماء فجرة والعباد جهلة
عمت المصيبة بهما وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة.
والصنف الثالث الذين لا علم لهم ولا عملوا إنما هم كالانعام السائمة.
والصنف الرابع نواب ابليس في الارض وهم الذي يثبطون الناس عن طلب العلم
والتفقه في الدين فهؤلاء اضر عليهم من شياطين الجن فانهم يحولون بين القلوب
وبين هدى الله وطريقه.
مفتاح دار السعادة/1/390/ علي حسن
198- هل يعد إجماع الخلفاء الأربعة إجماعا؟
وقد اختلف العلماء في إجماع الخُلفاء الأربعة : هل هو إجماعٌ ، أو حُجَّةٌ ،
مع مخالفة غيرهم مِنَ الصَّحابة أم لا ؟ وفيه روايتان عن الإمام أحمد ،
وحكم أبو خازم الحنفي في زمن المعتضد بتوريث ذوي الأرحام ، ولم يعتدَّ بمن
خالف الخُلفاء ، ونفذ حكمه بذلك في الآفاق .
ولو قال بعضُ الخلفاء الأربعة قولاً ، ولم يُخالفه منهم أحدٌ ، بل خالفه
غيرُه من الصَّحابة ، فهل يقدم قولُه على قول غيره ؟ فيه قولان أيضاً
للعلماء ، والمنصوصُ عن أحمد أنَّه يُقدمُ قوله على قولِ غيره من الصَّحابة
، وكذا ذكره الخطابيُّ وغيره ، وكلامُ أكثرِ السَّلفِ يدلُّ على ذلك ،
خصوصاً عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، فإنَّه روي عن النَّبيِّ - صلى
الله عليه وسلم - من وجوه أنَّه قال : (( إنَّ الله جعل الحقَّ على لسان
عمرَ وقلبِه )) . وكان عمرُ بن عبد العزيز يتَّبع أحكامَه ، ويستدلُّ بقولِ
النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ الله جعلَ الحقَّ على لسان
عمرَ وقلبه )) ..............
جامع العلوم و الحكم/ الحديث 28

199-بدعة مبنية على قياس فاسد

قال السيوطي :
عن الإمام أحمد أنه منع من تكرير سورة الإخلاص عند الختم, لكن عمل الناس على خلافه!!!!
قال بعضهم والحكمة فيه ما ورد أنها تعدل ثلث القرآن فيحصل بذلك ختمة
فإن قيل فكان ينبغي أن تقرأ أربعا ليحصل له ختمتان
قلنا المقصود أن يكون على يقين من حصول ختمة إما التي قرأها وإما التي حصل ثوابها بتكرير السورة انتهى
قلت وحاصل ذلك يرجع إلى جبر ما لعله حصل في القراءة من خلل وكما قاس
الحليمي التكبير عند الختم على التكبير عند إكمال رمضان فينبغي أن يقاس
تكرير سورة الإخلاص على إتباع رمضان بست من شوال
الإتقان /1/ 325/ أحمد بن علي

200- أول القرآن نزولا

قال ابن القيم
... فَأَوّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي
خَلَقَ } [ الْعَلَقُ 1 ] هَذَا قَوْلُ عَائِشَةَ وَالْجُمْهُورِ . وَقَالَ
جَابِرٌ : أَوّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ { يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ }
وَالصّحِيحُ قَوْلُ عائِشَةَ لوُجُوهٍ
أَحَدُهَا : أَنّ قَوْلَهُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ صَرِيحٌ فِي أَنّهُ لَمْ يَقْرَأْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئًا .
الثّانِي : الْأَمْرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي التّرْتِيبِ قَبْلَ الْأَمْرِ
بِالْإِنْذَارِ فَإِنّهُ إذَا قَرَأَ فِي نَفْسِهِ أُنْذِرَ بِمَا قَرَأَهُ
فَأَمَرَهُ بِالْقِرَاءَةِ أَوّلًا ثُمّ بِالْإِنْذَارِ بِمَا قَرَأَهُ
ثَانِيًا .
الثّالِثُ أَنّ حَدِيثَ جَابِرٍ وَقَوْلُهُ أَوّلُ مَا أُنْزِلَ مِنْ
الْقُرْآنِ { يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ } قَوْلُ جَابِرٍ ,وَعَائِشَةُ
أَخْبَرَتْ عَنْ خَبَرِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ نَفْسِهِ
بِذَلِكَ .فقد نزل الْمَلَكِ عَلَيْهِ أَوّلًا قَبْلَ نُزُولِ يَا أَيّهَا
الْمُدّثّرُ, فَإِنّهُ قَالَ: فَرَفَعْت رَأْسِي فَإِذَا الْمَلَكُ الّذِي
جَاءَنِي بِحِرَاء ٍ فَرَجَعْت إلَى أَهْلِي فَقُلْت : زَمّلُونِي
دَثّرُونِي فَأَنْزَلَ اللّهُ { يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ } وَقَدْ أَخْبَرَ
أَنّ الْمَلَكَ الّذِي جَاءَهُ بِحِرَاءٍ أَنْزَلَ عَلَيْهِ { اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ } فَدَلّ حَدِيثِ جَابِرٍ عَلَى تَأَخّرِ
نُزُولِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ وَالْحُجّةُ فِي رِوَايَتِهِ لَا فِي
رَأْيِهِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
زاد المعاد/1/ 55/ الريان

201- لماذا يحذف الفاعل من الجملة الفعلية؟

نائب الفاعل اسم مرفوع يقع بعد فعل مبني للمجهول و يحل محل الفاعل بعد حذفه
, و حذف الفاعل يكون إما للعلم به, أو الجهل به, أو الخوف منه أو عليه.
ملخص قواعد اللغة العربية/ فؤاد نعمة/ 47

202- تغميض العينين في الصلاة

.......وَالصّوَابُ أَنْ يُقَالَ إنْ كَانَ تَفْتِيحُ الْعَيْنِ لَا يُخِلّ
بِالْخُشُوعِ فَهُوَ أَفَضْلُ وَإِنْ كَانَ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
الْخُشُوعِ لِمَا فِي قِبْلَتِهِ مِنْ الزّخْرَفَةِ وَالتّزْوِيقِ أَوْ
غَيْرِهِ مِمّا يُشَوّشُ عَلَيْهِ قَلْبَهُ فَهُنَالِكَ لَا يُكْرَهُ
التّغْمِيضُ قَطْعًا وَالْقَوْلُ بِاسْتِحْبَابِهِ فِي هَذَا الْحَالِ
أَقْرَبُ إلَى أُصُولِ الشّرْعِ وَمَقَاصِدِهِ مِنْ الْقَوْلِ
بِالْكَرَاهَةِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
زاد المعاد

203- كيف يهرب الشيطان عند سماع الاذان ولا يهرب عند الصلاة و سماع القرآن؟

وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْحِكْمَة فِي هُرُوب الشَّيْطَان
عِنْدَ سَمَاع الْأَذَان وَالْإِقَامَة دُونَ سَمَاع الْقُرْآن وَالذِّكْرِ
فِي الصَّلَاة ، فَقِيلَ يَهْرُب حَتَّى لَا يَشْهَد لِلْمُؤَذِّنِ يَوْمَ
الْقِيَامَة ، فَإِنَّهُ لَا يَسْمَع مَدَى صَوْت الْمُؤَذِّن جِنّ وَلَا
إِنْس إِلَّا شَهِدَ لَهُ كَمَا يَأْتِي بَعْدُ ، وَلَعَلَّ الْبُخَارِيّ
أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ بِإِيرَادِهِ الْحَدِيث الْمَذْكُور عَقِبَ هَذَا
الْحَدِيث . وَنَقَلَ عِيَاض عَنْ بَعْض أَهْل الْعِلْم أَنَّ اللَّفْظ
عَامٌّ وَالْمُرَاد بِهِ خَاصٌّ ، وَأَنَّ الَّذِي يَشْهَد مَنْ تَصِحّ
مِنْهُ الشَّهَادَة كَمَا سَيَأْتِي الْقَوْل فِيهِ فِي الْبَاب الَّذِي
بَعْدَهُ . وَقِيلَ إِنَّ ذَلِكَ خَاصٌّ بِالْمُؤْمِنِينَ فَأَمَّا
الْكُفَّار فَلَا تُقْبَل لَهُمْ شَهَادَة ، وَرَدّهُ لِمَا جَاءَ مِنْ
الْآثَار بِخِلَافِهِ ، وَبَالَغَ الزَّيْنُ بْن الْمُنِير فِي تَقْرِير
الْأَوَّل وَهُوَ مَقَامُ اِحْتِمَالٍ ، وَقِيلَ يَهْرُبُ نُفُورًا عَنْ
سَمَاع الْأَذَان ثُمَّ يَرْجِع مُوَسْوِسًا لِيُفْسِدَ عَلَى الْمُصَلِّي
صَلَاتَهُ ، فَصَارَ رُجُوعه مِنْ جِنْس فِرَاره ، وَالْجَامِع بَيْنَهُمَا
الِاسْتِخْفَاف . وَقِيلَ لِأَنَّ الْأَذَان دُعَاء إِلَى الصَّلَاة
الْمُشْتَمِلَة عَلَى السُّجُود الَّذِي أَبَاهُ وَعَصَى بِسَبَبِهِ ،
وَاعْتُرِضَ بِأَنَّهُ يَعُود قَبْلَ السُّجُود ، فَلَوْ كَانَ هَرَبُهُ
لِأَجْلِهِ لَمْ يَعُدْ إِلَّا عِنْدَ فَرَاغِهِ ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ
يَهْرُبُ عِنْدَ سَمَاع الدُّعَاء بِذَلِكَ لِيُغَالِط نَفْسه بِأَنَّهُ
لَمْ يُخَالِف أَمْرًا ثُمَّ يَرْجِع لِيُفْسِدَ عَلَى الْمُصَلِّي
سَجْدَهُ الَّذِي أَبَاهُ ، وَقِيلَ إِنَّمَا يَهْرُب لِاتِّفَاقِ
الْجَمِيع عَلَى الْإِعْلَان بِشَهَادَةِ الْحَقّ وَإِقَامَة الشَّرِيعَة ،
وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ الِاتِّفَاق عَلَى ذَلِكَ حَاصِل قَبْلَ الْأَذَان
وَبَعْدَهُ مِنْ جَمِيع مَنْ يُصَلِّي ، وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْإِعْلَان
أَخَصُّ مِنْ الِاتِّفَاق فَإِنَّ الْإِعْلَان الْمُخْتَصّ بِالْأَذَانِ
لَا يُشَارِكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ مِنْ الْجَهْر بِالتَّكْبِيرِ
وَالتِّلَاوَة مَثَلًا ، وَلِهَذَا قَالَ لِعَبْدِ اللَّه بْنِ زَيْد "
أَلْقِهِ عَلَى بِلَال فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْك " أَيْ أَقْعَدُ
فِي الْمَدّ وَالْإِطَالَة وَالْإِسْمَاع لِيَعُمَّ الصَّوْتُ وَيَطُولَ
أَمَدُ التَّأْذِين فَيَكْثُرَ الْجَمْعُ وَيَفُوتُ عَلَى الشَّيْطَان
مَقْصُوده مِنْ إِلْهَاءِ الْآدَمِيِّ عَنْ إِقَامَة الصَّلَاة فِي
جَمَاعَة أَوْ إِخْرَاجهَا عَنْ وَقْتهَا أَوْ وَقْت فَضِيلَتهَا فَيَفِرَّ
حِينَئِذٍ ، وَقَدْ يَيْأَس عَنْ أَنْ يَرُدَّهُمْ عَمَّا أَعْلَنُوا بِهِ
ثُمَّ يَرْجِع لِمَا طُبِعَ عَلَيْهِ مِنْ الْأَذَى وَالْوَسْوَسَة .
وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : عَلَى الْأَذَان هَيْبَةٌ يَشْتَدّ
اِنْزِعَاجُ الشَّيْطَان بِسَبَبِهَا ، لِأَنَّهُ لَا يَكَاد يَقَعُ فِي
الْأَذَان رِيَاء وَلَا غَفْلَةٌ عِنْدَ النُّطْق بِهِ ، بِخِلَافِ
الصَّلَاة فَإِنَّ النَّفْس تَحْضُرُ فِيهَا فَيَفْتَحُ لَهَا الشَّيْطَان
أَبْوَاب الْوَسْوَسَة . وَقَدْ تَرْجَمَ عَلَيْهِ أَبُو عَوَانَةَ "
الدَّلِيل عَلَى أَنَّ الْمُؤَذِّن فِي أَذَانه وَإِقَامَته مَنْفِيٌّ
عَنْهُ الْوَسْوَسَة وَالرِّيَاء لِتَبَاعُدِ الشَّيْطَان مِنْهُ " وَقِيلَ
لِأَنَّ الْأَذَان إِعْلَام بِالصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ أَفْضَل
الْأَعْمَال بِأَلْفَاظٍ هِيَ مِنْ أَفْضَلِ الذِّكْرِ لَا يُزَادُ فِيهَا
وَلَا يُنْقَصُ مِنْهَا ، بَلْ تَقَع عَلَى وَفْقِ الْأَمْر ، فَيَفِرَّ
مِنْ سَمَاعهَا . وَأَمَّا الصَّلَاة فَلِمَا يَقَعُ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ
النَّاس فِيهَا مِنْ التَّفْرِيطِ فَيَتَمَكَّنُ الْخَبِيثُ مِنْ
الْمُفَرِّطِ ، فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ الْمُصَلِّيَ وَفَّى بِجَمِيعِ مَا
أُمِرَ بِهِ فِيهَا لَمْ يُقَرَّ بِهِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَهُوَ نَادِر ،
وَكَذَا إِذَا اِنْضَمَّ إِلَيْهِ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ فَإِنَّهُ يَكُون
أَنْدَرَ ، أَشَارَ إِلَيْهِ اِبْن أَبِي جَمْرَة نَفَعَ اللَّه
بِبَرَكَتِهِ .
فتح الباري/ 2/ 110/ الكتب العلمية

204- كيف عبدت الأصنام؟

سئل سفيان بن عيينة كيف عبدت العرب الحجارة والأصنام فقال أصل عبادتهم
الحجارة إنهم قالوا البيت حجر فحيث ما نصبنا حجرا فهو بمنزلة البيت ,وقال
أبو معشر كان كثير من أهل الهند يعتقد الربوبية ويقرون بأن لله تعالى
ملائكة, إلا إنهم يعتقدونه صورة كأحسن الصور ,وأن الملائكة أجسام حسان وإنه
سبحانه وتعالى وملائكته محتجبون بالسماء فاتخذوا أصناما على صورة الله
سبحانه عندهم وعلى صور الملائكة فعبدوها وقربوا لها لموضع المشابهة على
زعمهم وقيل لبعضهم أن الملائكة والكواكب والأفلاك أقرب الأجسام إلى الخالق
فعظموها وقربوا لها ثم عملوا الأصنام.
تلبيس إبليس/ 77/ التوفيقية


205- أثقل لباس في العالم!!!!

قال ابن الجوزي
فصل: قال المصنف : وفي الصوفية من يرقع المرقعة حتى تصير كثيفة خارجة عن
الحد. أخبرنا أبو منصور القزاز قال أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت نا القاضي
أبو محمد الحسن بن رامين الأسد آبادى نا أبو محمد عبد الله بن محمد
الشيرازي نا جعفر الخالدي ثنا بن خباب أبو الحسين صاحب ابن الكريني :قال
أوصى لي ابن الكريني بمرقعته فوزنت فردة كُم من أكمامها فاذا فيه أحد عشر
رطلا!!! قال جعفر وكانت المرقعات تسمى في ذلك الوقت الكيل.
تلبيس إبليس/ تلبيس إبليس على الصوفية في لباسهم
قال صاحب الموضوع:
إذا كان الرطل يقرب 1/2 كيلو غرام , الكمان =11 كلوغرام. المرقعة حوالي 30كيلو غرام
لا أدري كيف كان يمشي صاحب هذه المرقعة

206- الروافض لا يكونون إلا أعوانا لأعداء الإسلام

قال ابن القيم
ولهذا تجد الرافضة ابعد الناس من الاخلاص اغشهم للائمة والأمة واشدهم بعدا
عن جماعة المسلمين ,فهؤلاء اشد الناس غلا وغشا بشهادة الرسول صصص والأمة
عليهم وشهادتهم على انفسهم بذلك ,فإنهم لايكونون قط الا اعوانا وظهرا على
اهل الاسلام فاي عدو قام للمسلمين كانوا اعوان ذلك العدو وبطانته ,وهذا امر
قد شاهدته الامة منهم, ومن لم يشاهد فقد سمع منه ما يصم الاذان ويشجي
القلوب...
مفتاح دار السعادة/ 1/ 278/علي حسن

207- تعظيم الشخص لا يعني عدم تبيين خطأه

ولقد كان جماعة من المحققين لا يبالون بمعظم في النفوس إذا حاد عن الشريعة،
بل يوسعونه لومًا، فنقل عن أحمد أنه قال له المروزي: ما تقول في النكاح؟
فقال: سنة النبي صصص. فقال: فقد قال إبراهيم. قال: فصاح بي، وقال: جئتنا
بِبُنَيَّاتِ الطريق؟.
وقيل له: إن سَرِيًّا السقطي قال: لما خلق الله تعالى الحروف، وقف الألف، وسجدت الباء.. فقال: نَفِّرُوا الناس عنه.
واعلم أن المحقق لا يهوله اسم معظم، كما قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله
عنه: أتظن أنا نظن أن طلحة والزبير كان على الباطل؟ فقال له: إن الحق لا
يعرف بالرجال، اعرف الحق، تعرف أهله.
ولعمري، إنه قد وقر في النفوس تعظيم أقوام، فإذا نقل عنهم شيء،فسمعه جاهل
بالشرع، قبله، لتعظيمهم في نفسه، كما ينقل عن أبي يزيد: أنه قال: تراعنت
علي نفسي، فحلفت لا أشرب الماء سنة. وهذا إذا صح عنه، كان خَطَأً
قَبِيْحًا، وزلةً فاحشةً؛ لأن الماء ينفذ الأغذية إلى البدن، ولا يقوم
مقامه شيء؛ فإذا لم يشرب، فقد سعى في أذى بدنه، وقد كان يستعذب الماء لرسول
الله صصص.
أفترى هذا فعل من يعلم أن نفسه ليست له، وأنه لا يجوز التصرف فيها إلا عن إذن مالكه؟!
صيد الخاطر/ 72/ الكتاب العربي


--------------------------------------------------------------------------------

208- جَمع الْقُرْآن لِأُصُولِ الطّبّ

وَأُصُولُ الطّبّ ثَلَاثَةٌ : الْحِمْيَةُ وَحِفْظُ الصّحّةِ
وَاسْتِفْرَاغُ الْمَادّةِ الْمُضِرّةِ, وَقَدْ جَمَعَهَا اللّهُ تَعَالَى
لَهُ وَلِأُمّتِهِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ, فَحَمَى
الْمَرِيضَ مِنْ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ خَشْيَةً مِنْ الضّرَرِ فَقَالَ
تَعَالَى : { وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ
مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا
مَاءً فَتَيَمّمُوا صَعِيدًا طَيّبًا } [ النّسَاءُ 43 وَالْمَائِدَةُ 6 ]
فَأَبَاحَ التّيَمّمَ لِلْمَرِيضِ حِمْيَةً لَهُ كَمَا أَبَاحَهُ
لِلْعَادِمِ وَقَالَ فِي حِفْظِ الصّحّةِ { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا
أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ } [ الْبَقَرَةُ 184 ]
فَأَبَاحَ لِلْمُسَافِرِ الْفِطْرَ فِي رَمَضَانَ حِفْظًا لِصِحّتِهِ
لِئَلّا يَجْتَمِعَ عَلَى قُوّتِهِ الصّوْمُ وَمَشَقّةُ السّفَرِ
فَيُضْعِفُ الْقُوّةَ وَالصّحّةَ . وَقَالَ فِي الِاسْتِفْرَاغِ فِي حَلْقِ
الرّأْسِ لِلْمُحْرِمِ { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى
مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } [
الْبَقَرَةُ 196 ] فَأَبَاحَ لِلْمَرِيضِ وَمَنْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ
وَهُوَ مُحْرِمٌ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ وَيَسْتَفْرِغَ الْمَوَادّ
الْفَاسِدَةَ وَالْأَبْخِرَةَ الرّدِيئَةَ الّتِي تَوَلّدَ عَلَيْهِ
الْقَمْلُ كَمَا حَصَلَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَوْ تَوَلّدَ عَلَيْهِ
الْمَرَضُ وَهَذِهِ الثّلَاثَةُ هِيَ قَوَاعِدُ الطّبّ
زاد المعاد

209- أكثر الجهل إنما يقع في النفي لا في الإثبات

.......واعلم أن أكثر الاختلاف بين الأمة الذي يورث الأهواء تجده من هذا
الضرب وهو أن يكون كل واحد من المختلفين مصيبا فيما يثبته أو في بعضه مخطئا
في نفي ما عليه الآخر كما أن القارئين كل منهما كان مصيبا في القراءة
بالحرف الذي علمه مخطئا في نفي حرف غيره فإن أكثر الجهل إنما يقع في النفي
الذي هو الجحود والتكذيب لا في الإثبات لأن إحاطة الإنسان بما يثبته أيسر
من إحاطته بما ينفيه ولهذا نهيت هذه الأمة أن تضرب آيات الله بعضها ببعض
لأن مضمون الضرب الإيمان بإحدى الآيتين والكفر بالأخرى إذا اعتقد أن بينهما
تضادا إذ الضدان لا يجتمعان ........
اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم/ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس/مع شرح العثيمين/64

209- بين الذم و المدح

لا يسرك أن تمدح بما ليس فيك بل ليعظم غمك بذلك لأنه نقصك ينبه الناس عليه
ويسمعهم إياه وسخرية منك وهزؤ بك ولا يرضى بهذا إلا أحمق ضعيف العقل.
ولا تأس إن ذممت بما ليس فيك بل إفرح به فإنه فضلك ينبه الناس عليه, ولكن
إفرح إذا كان فيك ما تستحق به المدح وسواء مدحت به أو لم تمدح واحزن إذا
كان فيك ما تستحق به الذم وسواء ذممت به أو لم تذم.
الأَخْلاَقُ وَالسِّيَرُ/ علي بن أحمد بن سعيد بْنِ حَزْمٍ ، أبومحمد ، الأَنْدَلُسِيّ (384-456هـ)/125/تحقيق عبد الله التركماني

210- أأنثر درا بين سارحة النعم؟؟؟

رَوَى أَبُو الشَّيْخِ الحَافِظُ، وَغَيْرُهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ: أَنَّ
الشَّافِعِيَّ لَمَّا دَخَلَ مِصْرَ أتَاهُ جِلَّةُ أَصْحَابِ مَالِكٍ،
وَأقبلُوا عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَوهُ يُخَالِفُ مَالِكاً، وَيَنْقُضُ
عَلَيْهِ، جَفَوهُ، وَتَنَكَّرُوا لَهُ، فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ:

أَأَنْثُرُ دُرّاً بَيْنَ سَارِحَةِ النَّعَمْ ... وَأَنْظِمُ مَنْثُوراً لِرَاعِيَةِ الغَنَمْ
لَعَمْرِي لَئِنْ ضُيِّعْتُ فِي شَرِّ بَلْدَةٍ ... فلَسْتُ مُضِيعاً بَينَهُمْ غُرَرَ الحِكَمْ
فَإِنْ فَرَّجَ اللهُ اللَّطِيْفُ بِلُطْفِهِ ... وَصَادَفْتُ أَهْلاً لِلْعُلُومِ وَلِلحِكَمْ
بَثَثْتُ مُفِيداً وَاسْتفَدْتُ وِدَادَهُم ... وَإِلاَّ فَمَخْزُونٌ لَدَيَّ وَمُكْتَتَمْ
وَمَنْ مَنَحَ الجُهَّالَ عِلْماً أَضَاعَهُ ... وَمَنْ مَنَعَ المُسْتَوْجِبِينَ فَقَدْ ظَلَمْ
وَكَاتِمُ عِلْمِ الدِّيْنِ عَمَّنْ يُرِيْدُهُ ... يَبُوءُ بِإِثْمٍ زَادَ وَآثِمٍ إِذَا كَتَمْ
سير أعلام النبلاء/ سيرة الشافعي

211- ماء زمزم لما شرب له

حدثنا الحميدي قال كنا عن سفيان بن عيينة فحدثنا بحديث زمزم أنه لما شرب
له, فقام رجل من المجلس ثم عاد ,فقال له أبا محمد أليس الحديث بصحيح الذي
حدثنا به في زمزم أنه لما شرب له.
فقال سفيان نعم.
فقال أني قد شربت الآن دلوا من زمزم على أن تحدثني بمائة حديث فقال سفيان أقعد فحدثه بمائة حديث.
الأذكياء/158/مؤسسة الحسنى

212- الإفراط في إخراج الحروف

فصل: وقد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد
الحمد فيخرج باعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة, وتارة يلبس عليه في تحقيق
التشديد, وتارة في إخراج ضاد المغضوب ,ولقد رأيت من يقول المغضوب فيخرج
بصاقة مع إخراج الضاد لقوة تشديده وإنما المراد تحقيق الحرف فحسب ,وإبليس
يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم
التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس
تلبيس إبليس/ تلبيس إبليس في الصلاة
قال السيوطي:
كيفيات القراءة ثلاث
أحدها التحقيق وهو إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد وتحقيق الهمزة وإتمام
الحركات وإعتماد الإظهار والتشديدات وبيان الحروف وتفكيكها وإخراج بعضها من
بعض بالسكت والترتيل والتؤدة وملاحظة الجائز من الوقوف بلا قصر ولا اختلاس
ولا إسكان محرك ولا إدغامه وهو يكون لرياضة الألسن وتقويم الألفاظ ويستحب
الأخذ به على المتعلمين من غير أن يتجاوز فيه إلى حد الإفراط بتوليد الحروف
من الحركات وتكرير الراءات وتحريك السواكن وتطنين النونات بالمبالغة في
الغنات
كما قال حمزة لبعض من سمعه يبالغ في ذلك أما علمت أن ما فوق البياض برص وما فوق الجعودة قطط وما فوق القراءة ليس بقراءة
الإتقان/ فصل :كيفيات القراءة ثلاث

213-ذكاء أعرابي

قدم اعرابي من أهل البادية على رجل من أهل الحضر, قال :فأنزله وكان عنده
دجاج كثير وله امرأة وابنان وابنتان , قال فقلت لامرأتي اشوي لي دجاجة
وقدميها لنا نتغدى بها فلما حضر الغداء جلسنا جميعاً أنا وامرأتي وابناي
وابنتاي والأعرابي قال: فدفعنا إليه الدجاجة فقلنا اقسمها بيننا نريد بذلك
أن نضحك منه.
قال لا أحسن القسمة فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم .
قلنا فإنا نرضى قال فأخذ رأس الدجاجة فقطعه, ثم ناولنيه وقال الرأس للرئيس,
ثم قطع الجناحين قال والجناحان للابنين, ثم قطع الساقين فقال والساقان
للابنتين, ثم قطع الزمكي وقال العجز للعجوز ثم قال الزور للزائر فأخذ
الدجاجة بأسرها.
فلما كان من الغد قلت لامرأتي أشوي لنا خمس دجاجات فلما حضر الغداء قلنا
اقسم بيننا قال أظنكم وجدتم من قسمتي أمس ,قلنا لا لم نجد فاقسم بيننا فقال
شفعا أو وتراً قلنا وتراً قال نعم أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة ورمى بدجاجة
,ثم قال وابناك ودجاجة ثلاثة ورمى الثانية ,ثم قال وابنتاك ودجاجة ثلاثة,
ثم قال وأنا ودجاجتان ثلاثة فأخذ الدجاجتين, فرآنا ونحن ننظر إلى دجاجتيه
قال ما تنظرون لعلكم كرهتم قسمتي الوتر ما تجيء إلا هكذا.
قلنا فاقسمها شفعا قال فقبضهن إليه ثم قال أنت وابناك ودجاجة أربعة ورمى
إليه بدجاجة, والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ورمى إليهن بدجاجة, ثم قال
وأنا وثلاث دجاجات أربعة وضم إليه ثلاث دجاجات, ثم رفع رأسه إلى السماء
وقال الحمد لله أنت فهمتها لي.
الأذكياء/ ابن الجوزي

214 -كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ تَكُونُ لِحَاجَةٍ فِي الدّينِ أَوْ لِمَنْفَعَةٍ لِلْإِسْلَامِ

وَمِنْهَا : وُقُوعُ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ وَأَنّهَا إنّمَا تَكُونُ
لِحَاجَةٍ فِي الدّينِ أَوْ لِمَنْفَعَةٍ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ
فَهَذِهِ هِيَ الْأَحْوَالُ الرّحْمَانِيّةُ سَبَبُهَا مُتَابَعَةُ
الرّسُولِ وَنَتِيجَتُهَا إظْهَارُ الْحَقّ وَكَسْرُ الْبَاطِلِ
وَالْأَحْوَالُ الشّيْطَانِيّةُ ضِدّهَا سَبَبًا وَنَتِيجَةً
زاد المعاد / 3/ 504/ الريان

215- جزاء الإستهزاء و معارضة السنة

ذكر ابن القيم في مفتاح دار السعادة: قال بن مروان المالكي في كتاب المجالسة له:
حدثنا زكريا بن عبد الرحمان قال سمعت أحمد بن شعيب يقول كنا عند بعض
المحدثين بالبصرة فحدثنا بحديث (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب
العلم.....) وفي المجلس معنا رجل من المعتزلة, فجعل يستهزأبالحديث, فقال:
والله لأطرقن غدا نعلي بمسامير, فأطأ بها أجنحة الملائكة ؟؟؟؟ ففعل , و مشى في النعلين, فجفت رجلاه جميعا, ووقعت في رجليه الأكلة.
مفتاح دار السعادة/ تحقيق علي حسن/دار ابن القيم/ صفحة256/مجلد1
قال الذهبي في العلو للعلي الغفار:
قال الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب الرد على الجهمية حدثنا
أبي وأبو زرعة قال كان يحكى لنا أن هنا رجلا من قصة هذا فحدثني أبو زرعة
قال كان بالبصرة رجل وأنا مقيم في سنة ثلاثين ومائتين فحدثني عثمان بن عمرو
بن الضحاك عنه أنه قال إن لم يكن القرآن مخلوق فمحا الله ما في صدري من
القرآن, وكان من قراء القرآن فنسي حتى كان يقال له قل بسم الله الرحمن
الرحيم فيقول معروف معروف و لا يتكلم به
قال أبو زرعة فجهدوا بي أن أراه فلم أره
فقال محمد بن بشار سمعت جارا كان لي وكان يقرأ القرآن ويقول هو مخلوق فقال
له رجل إن لم يكن القرآن مخلوقا فمحا الله كل آية في صدرك, قال نعم فأصبح
وهو يقول الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك فإذا
أراد أن يقول نعبد لم يجر لسانه.

216- معنى المقامة

المقامة كلمة استعملت في القديم بمعنى مجلس القبيلة أي المقام ,و بمعنى
القبيلة أيضا , و المقامة لغة من القيام . و في العصر العباسي كانت بمعنى
أن يقف خطيب أو واعظ بين يدي خليفة أو أمير فيلقي عظته , و صارت في العصر
العباسي تعني محاضرة أو حديثا سواء قام المحدث أم قعد.
و أول كتاب في المقامات هو مقامات بديع الزمان الهمداني و كان قصده أن يلقي
درسا في علوم اللغة و الأدب بأسلوب مشوق يشوبه المرح . و قد استوحى ذلك من
الجاحظ و غيره , و من ابن دردير الذي كتب أربعين حديثا شيقا في تعليم
اللغة و سار على خطى بديع الزمان الحريري صاحب المقامات
مقدمة الناشر لكتاب مقامات الحريري/ دار الرشاد الحديثية

217- هل يشرع تشميت العاطس بعد ثلاث مرات؟

......فَإِنْ قِيلَ إذَا كَانَ بَهْ زُكَامٌ فَهُوَ أَوْلَى أَنْ يُدْعَى
لَهُ مِمّنْ لَا عِلّةَ بِهِ ؟ قِيلَ يُدْعَى لَهُ كَمَا يُدْعَى
لِلْمَرِيضِ وَمَنْ بِهِ دَاءٌ وَوَجَعٌ . وَأَمّا سُنّةُ الْعُطَاسِ
الّذِي يُحِبّهُ اللّهُ وَهُوَ نِعْمَةٌ وَيَدُلّ عَلَى خِفّةِ الْبَدَنِ
وَخُرُوجِ الْأَبْخِرَةِ الْمُحْتَقِنَةِ فَإِنّمَا يَكُونُ إلَى تَمَامِ
الثّلَاثِ وَمَا زَادَ عَلَيْهَا يُدْعَى لِصَاحِبِهِ بِالْعَافِيَةِ .
وَقَوْلُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الرّجُلُ مَزْكُومٌ تَنْبِيهٌ عَلَى
الدّعَاءِ لَهُ بِالْعَافِيَةِ لِأَنّ الزّكْمَةَ عِلّةٌ ,وَفِيهِ
اعْتِذَارٌ مِنْ تَرْكِ تَشْمِيتِهِ بَعْدَ الثّلَاثِ وَفِيهِ تَنْبِيهٌ
لَهُ عَلَى هَذِهِ الْعِلّةِ لِيَتَدَارَكَهَا وَلَا يُهْمِلُهَا ،
فَيَصْعُبُ أَمْرُهَا ، فَكَلَامُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كُلّهُ
حِكْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَعِلْمٌ وَهُدًى .
زاد المعاد/2/ 334/ الريان

218- التثاقل على العبادة

قال الشيخ بكر أبو زيد في كلامه على مظاهر القوة عند شيخ الإسلام
قوته في تعبده , و تألهه و مداومته الذكر , و الاورادج , لا يشغله عن هذا شاغل , و لا يصرفه صارف
فأين من يظهر القوة في الحق و إذا حضرت العبادات تثاقلت أعضاؤه , و أصيب
بالخمول , على حد ما ذكره الإمام الشافعي من العجائب التي شهدها و عد منها :
أنه راى مغنيا يعلم الجواري الغناء و عمره 90 عاما و هو قائم فإذا حضر وقت
الصلاة , صلى و هو جالس!!!!
المداخل إلى آثار شيخ الإسلام/ 23/عالم الفوائد

219- الإسناد خصيصة لأمة محمد
و هنا يمتاز الإسلام باستعمال الإسناد منذ فجر تاريخه في ذكر الأحكام و
الشرائع التي ورثها الرسول صصص جيلا بعد جيل , فالإسلام الذي وصل إلينا في
عقيدته و أحكامه , هو الإسلام نفسه الذي كان عل عهد صاحب الشريعة صصص,
فبينما لا نجد للأديان السابقة سندا متصلا إلى أصحابها , فكتاب اليهود - و
هو التوراة بجميع أقسامها- ليس له سند متصل من عزرا الكاهن الذي استطاع
إعادة كتابة التوراة -بعد غارة بختنصر- إلى نبي الله موسى صصص, و بينهما
أكثر من 7 قرون , إذ يؤكد مؤرخو النصارى أن عزرا الكاهن كان في حدود عام
458 قبل الميلاد , و موسى صصص في القرن الثاني عشر قبل الميلاد
و إذا نظرنا إل كتب النصارى فإننا نكتفي بأن نقول : بأن أقرب كتاب بعهد
المسيح هو كتاب مرقس الذي ألفه في حدود 65 إلى 70 م , على حد زعمهم و لكن
لم تشتهر هذه الكتب عند النصارى إلا في القرن الثاني الميلادي ........
دراسات في اليهودية و المسيحية و أديان الهند / ضياء الرحمان الأعظمي / 19/ الرشد

220- عقيدة النرفانا

إن نزعة التشاؤم في الحياة غلبت على الفلسفات الهندية فاحتاج علماؤهم إل
عقيدة النرفانا للتخلص من هذا التشاؤم و معنى النرفانا النجاة وهي حالة
الروح التي بقيت صالحة في دورات تناسخية متعاقبة و لم تعد تحتاج إلى تناسخ
جديد فيحصل له النرفانا ( النجاة) من الجولان و تتحد الروح بالخالق....
دراسات في اليهودية و المسيحية و أديان الهند / ضياء الرحمان الأعظمي / 733/ الرشد

221- سوء الخاتمة

قال عبد الحق الإشبيلي : إن سوء الخاتمة لا يكون لمن استقام ظاهره و صلح
باطنه ما سمع بهذا قط , ولا علم به و الحمد لله , و إنما يكون لمن كان له
فساد في العقل , و إصرار على الكبائر , و إقدام على العظائم , أو لمن كان
مستقيما ثم تغير حاله و خرج عن سننه و أخذ في غير طريقه , فيكون عمله ذلك
سببا لسوء خاتمته و شؤم عاقبته و العياذ بالله
الإعتصام / الشاطبي / مشهور حسن/ 1/ 221
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تحرير
عضو مميز
عضو مميز



عدد المساهمات : 1069
تاريخ التسجيل : 17/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الجمعة 24 فبراير - 16:37


222- ما ألفه شيخ الإسلام في قعدة واحدة

قال الشيخ بكر أبو زيد
.....و ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى أنه كتب ( العقيدة الواسطية) و هو قاعد بعد العصر
و ذكر فيها أيضا أنه كتب (السياسة الشرعية ) في ليلة واحدة.
و ذكر تلميذه الحافظ ابن عبد الهادي في العقود الدرية أنه أملى ( الحموية ) بين الظهرين سنة 698 , أي و عمره 37 سنة.
و هذه الأمثلة غاية في سرعة التأليف , و قوة الحافظة , و هي في عصرنا تدرس
في المعاهد و الجامعات , و لحقها من الشروح و التعليقات الخير الكثير
المداخل إلى آثار شيخ الإسلام/ بكر أبو زيد/ 26/ دار عالم الفوائد

223- بعد 6 قرون برت يمين ابن مري

قال ابن مري:
((و و الله - إن شاء الله- ليقيمن الله سبحانه لنصر هذا الكلام - كلام شيخ
الإسلام- ونشره و تدوينه , و استخراج مقاصده و استحسان غرائبه و عجائبه ,
رجالا هم إلى الآن في أصلاب آبائهم ....)) انتهى.
و قد برت يمين ابن مري - بحمد الله و منته- فقام الشيخ عبد الرحمن بن قاسم
المتوفى سنة 1392- رحمه الله تعالى- بمساعدة ابنه محمد المتوفى 1421 بعد
نحو 6 قرون بهذه المهمة الجليلة في (( مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية))
المداخل إلى آثار شيخ الإسلام/ بكر أبو زيد /92/ دار عالم الفوائد

224- وافق شن طبقة

قال الشرقي بن القطامي: كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم، يقال له " شن "
فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها. فبينما هو في بعض مسير إذا
وافقه رجل في الطريق فسأله شن: أين تريد؟ فقال: موضع كذا، يريد القرية
التي يقصدها شن، فوافقه حتى أخذا في مسيرهما قال له شن: أتحملني أم أحملك؟
فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكت
عنه شن، وسارا حتى إذا قربا من القرية إذا بزرع قد استحصد، فقال شن: أترى
هذا الزرع أكل أم لا؟ فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أكل
أم لا؟ فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن: أترى صاحب
هذا النعش حياً أو ميتاً؟ فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك، ترى جنازة
تسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟ فسكت عنه شن فأراد مفارقته، فأبى الرجل أن
يتركه حتى يصير به إلى منزله؛ فمضى معه فكان للرجل بنت يقال لها طبقة، فلما
دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جهله
وحدثها بحديثه، فقالت: يا أبت ما هذا بجاهل. أما قوله " أتحملني أم أحملك "
فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا. وأما قوله " أترى هذا الزرع أكل
أم لا " فأراد، هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا. وأما قوله في الجنازة
فأراد، هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا. فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه
ساعة ثم قال: أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه؟ قال: نعم فسره. قال شن: ما
هذا من كلامك، فأخبرني عن صاحبه. قال: ابنة لي. فخطبها إليه فزوجه إياها
وحملها إلى أهله، فلما رأوها قالوا: رافق شن طبقة فذهبت مثلاً.
يضرب للمتوافقين.
مجمع الأمثال / الميداني/ما أوله واو

225- ابن الكتب

يحكي العبدوسي أن والد السيوطي , و هو من أهل العلم, أمر زوجته أن تأتيه
بكتاب من بين الكتب , فذهبت لتأتي به فجاءها المخاض و هي بين الكتب فوضعته (
السيوطي), فكان يلقب بابن الكتب.
وصول الأماني بأصول التهاني/ السيوطي/ تحقيق علي بن سالم عودة/8/مكتبة ابن عباس

226- الحافظ ابن عبد البر مكث في تأليف التمهيد 30 سنة
.......و قد مكث في تأليفه 30 عاما و نظم في ذلك أبياتا قال فيها:
سمير فؤادي مذ ثلاثين حجـة ********* و صاقل ذهني و المفرج عن همي
عقيدة ابن عبد البر/سليمان بن صالح الغصن/53/ العاصمة

227- يجب عدم التشبه بالكفار و إن لم يقصد المؤمن ذلك

قال شيخ الإسلام:
و قد نهى صصص النبي عن الصلاة وقت طلوع الشمس و وقت الغروب معللا النهي صصص
بأنها تطلع و تغرب بين قرني الشيطان , و أنه حينئذ يسجد لها الكفار.
و معلوم أن المؤمن لا يقصد السجود إلا لله تعالى. و أكثر الناس قد لا
يعلمون أن طلوعها و غروبها بين قرني الشيطان , و لا أن الكفار يسجدون لها.
ثم إنه نهى صصص عن الصلاة في الوقت حسما لمادة المشابهة بكل طريق
اقتضاء الصراط المستقيم/مع شرح العثيمين/دار الأنصار/100


228- الحافظ ابن حجر يقضي دينا على أمة محمد

قال الشيخ مشهور حسن:
قال ابن خلدون في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Frown سمعت كثيرا من شيوخنا رحمهم الله يقولون : شرح كتاب البخاري دين على الأمة ).
و لعلهم يقصدون أن النكات الفنية التي تتعلق بعلم الرجال و غيرها , أو
الدقائق الفقهية التي يشتمل عليها صحيح البخاري, لم يبحثها أحد بحثا علميا
كما ينبغي قبل هذا الشرح.
قال حاجي خليفة: ( لعل ذلك الدين قضي بشرح المحقق ابن حجر).
و قال العلماء عن شرح ابن حجر: ( لم يشرح البخاري بنظيره).
و قالوا لو رآه ابن خلدون لأقر عينا.
و لما طلب من الشوكاني أن يشرح صحيح البخاري قال : لا هجرة بعد الفتح.
معجم المصنفات الواردة في فتح الباري /مشهور حسن / 16/ دار الهجرة

229- شرح الإلمام لابن دقيق العيد

قال الشيخ مشهور حسن:
نقل الأدفوي في الطالع السعيد عن كثير من العلماء نقولا فيها مدح ل ( الإلمام)
منها قول ابن تيمية: ( هو كتاب الإسلام)
و قوله ( ما عمل أحد مثله , و لا الحافظ الضياء و لا جدي أبو البركات)
و قال الأدفويفي كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Frown لم يكمل و لو كملت نسخته في الوجود , لأغنت عن كل مصنففي ذلك موجود )
معجم المصنفات الواردة في فتح الباري /مشهور حسن / 230/ دار الهجرة.

230- إلكيا الهراسي

( إلكٍيا) بكسر الكاف و فتح الياء و بعدها ألف , معناها في اللغة العجمية:
الكبير القدر , المقدم بين الناس, كما في ( أعجام الأعلام )
معجم المصنفات الواردة في فتح الباري /مشهور حسن / 43/ دار الهجرة

231- معنى لقب ( الباشا)

قال بكر أبو زيد:
هل تعلم أن لقب الباشا بمعنى : (نعل السلطان) . انظر ( مجلة الدارة ) لعام 1420
و هذا غير مستغرب على الأعاجم, لغلوهم و إسرافهم في الألقاب
حراسة الفضيلة/ 102/ الحاشية 1 / دار ابن الجوزي القاهرة

232- أول من تسمى بأحمد بعد النبي

قال الشيخ بكر
و ها هنا لطيفة عجيبة , و هي أن أول من تسمى أحمد بعد النبي هو : أحمد
الفراهيدي البصري والد الخليل صاحب العروض , و الخليل مولود سنة 100 ه
تسمية المولود/24/دار ابن الجوزي القاهرة

233- كتاب وجد في تركة الإمام أحمد

قال مشهور حسن عند كلامه على كتاب الرسالة للشافعي
وقد وجد هذا الكتاب في تركة الإمام أحمد بن حنبل . راجع : البداية و النهاية( 10/ 326)
معجم المصنفات الواردة في فتح الباري/ 202

234- مناظرة بين أبو الحسن الأشعري و الجبائي( المعتزلي) حول مسألة وجوب رعاية الأصلح
قال ابن القيم:
اللازم العاشر : ما ألزمه أبو الحسن الأشعري للجبائي, و قد سأله عن ثلاثة
إخوة أمات الله أحدهم صغيرا و أحيا الآخرين , فاختار أحدهما الإيمان , و
الآخر الكفر , فرفع درجة المؤمن البالغ على أخيه الصغير في الجنة , لعلمه,
فقال أخوه : يا رب لما لا تبلغني منزلة أخي ؟ فقال إنه عاش و عمل أعمالا
استحق بها هذه المنزلة , فقال: فقال يا رب فهلا أحييتني حتى أعمل مثل عمله ؟
فقال : كان الأصلح لك أن توفيتك صغيرا لأني علمت أنك إن بلغت اخترت الكفر ,
فكان الأصلح في حقك أن أمتك صغيرا, فنادى أخوهما الثالث من أطباق النار :
يا رب فهلا عملت معي هذا الأصلح ؟؟؟
فأسكت الجبائي.
مفتاح دار السعادة/ 2/ 430/ علي حسن/ دار ابن القيم

235- التحذير من كتاب تربية الأولاد في الإسلام/ عبد الله بن ناصح علوان

قال عادل بن عبد الله بن سعد آل حمدان الغامدي
لقد غش صاحب كتاب تربية الأولاد في الإسلام باقتراحه و نصحه للمسلمين آباء و
معلمين , بتدريس أولادهم كتب الضلال و الكلام المخالفين لأهل السنة و
الجماعة في مسائل السنة و الإعتقاد .
فقد اقترح عليهم تدريس أولادهم في المرحلة الأولى من مراحل تعليمهم كتاب العقائد لحسن البنا , ........
و نصحهم بكتاب كبرى اليقينات الكونية للبوطي الصوفي.....
و نصحهم بكتاب الله جل جلاله لسعيد حوى...........
الإحتفال بآداب و أحكام الأطفال/عادل بن عبد الله بن سعد آل حمدان الغامدي/38/الريان

236- عاقبة التسخط على قدر الله

قال الربييع بن روح بن صفوان بن صالح: ذكرت للوليد بن مسلم : خبر امرأة بخُرسان , و قد والت على عشر بنات( ولدت 10 بنات متتالية ).
فقيل لها ! إن جاءتك بنت تحمدين الله ؟
فقالت لا .!!!
فولدت قردة ! ؟؟؟ (رواه ابن عساكر 22/ 361- 362)
الإحتفال بآداب و أحكام الأطفال/عادل بن عبد الله بن سعد آل حمدان الغامدي/189/الريان


237- تسمية البنات بأسماء الملائكة

قال الشيخ بكر:
أما تسمية النساء بأسماء الملائكة , فظاهره الحرمة , لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله , تعالى الله عن قولهم
و قريب من هذا تسمية البنت ملاك مَلَكة
تسمية المولود /37/ ابن الجوزي القاهرة

238- أحاديث فضائل الديك

قال ابن القيم:
ومن ذلك أحاديث فضائل الديك كلها كذب إلا حديثا واحدا : إذا سمعتم الديكة فاسألوا الله من فضله..........
المنار المنيف/ 63/دار الآثار
قال صاحب الموضوع: صح حديث آخر في فضل الديك رواه أحمد و أبو داود و ابن حبان( لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة)

239- بر الوالدة

كان حيوة بن شريح - و هو من أئمة المسلمين - يقعد في حلقته يعلم الناس, فتقول له أمه : قم يا حيوة فألق الشعير للدجاج
فيقوم و يترك التعليم
بر الوالدين / أبو بكر الطرطوشي/ 79/ مؤسسة الكتب الثقافية/ تحقيق محمد عبد الحكيم القاضي


240- طبقات العرب

يرجع المؤرخون العرب الى ثلاث طبقات :
1-عرب بائدة:وهم الذين درست اخبارهم و طمست آثارهم مثل :عاد و ثمود.
2-عرب عاربة: وهم اليمنيون المنتمون الى يعرب بن قحطان.
3-عرب مستعربة :وهم أولاد اسماعيل عليه السلام ,وكان له أعقاب لم يعرف
التاريخ منهم على تحقيق عدنان ,وإليه ينتهي عمود النسب العربي الصحيح.
نور اليقين في سيرة سيد المرسلين/محمد الخضيري/14/ الحاشية 1/دار دانية

241- ما يوافق مولد النبي بالتاريخ الميلادي

قال محمد الخضيري:
وقد حقق المرحوم محمود باشا الفلكي أن ذلك كان صبيحة يوم الاثنين تاسع ربيع
الاول الموافق لليوم العشرين من ابريل سنة 571 من الميلاد ,وهو يوافق
السنة الاولى من حادثة الفيل.
نور اليقين في سيرة سيد المرسلين/محمد الخضيري/14 /دار دانية
قال صاحب الموضوع و قد اختلف العلماء في تحديد اليوم الذي ولد فيه النبي و
قد أحدث الناس بدعة المولد النبوي و أول من أحدثها العبيديون( الفاطميون) ,
فليتق الله من يتذكر الرسول في يوم واحد في السنة و ذلك بالإجتماع و
الإختلاط, و الرقص و الأكل و الغناء , و قد يصل الأمر إلى الذبح لغير الله و
تقديم القرابين للقبور, فحب الرسول يكون باتباعه
و قد ألفت عدة رسائل لمنع هذا الإحتفال و قد تقدم ذكرها في الفوائد

242- كتاب دنيال

قال مشهور حسن:
أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كتبه أن يمحوه , كما ورد عن أبي يعلى و عبد الرزاق و ابن الضريس في فضائل القرآن.
و راجع الدر المنثور و التذكرة للقرطبي ففيه نفصيل مستطاب في ذم الكتاب
معجم المصنفات الواردة في فتح الباري /مشهور حسن / 190/ دار الهجرة.

243- المقالة الباطلة أدلتها تشهد ببطلانها

قال ابن القيم:
..........إذا أردت معرفة بطلان المقالة فكرر النظر في أدلتها ,فأدلتها من
أكبر الشواهد على بطلانها بل العاقل يستغني بأدلة الباطل عن إقامة الدليل
على بطلانه بل نفس دليله هو دليل بطلانه.
مفتاح دار السعادة/2/ 536/ علي حسن

244- كتب تعينك لتكون عالما

قَالَ الشَّيْخُ عزّ الدِّيْنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم - وَكَانَ أَحَدَ
المُجْتَهِدين - :مَا رَأَيْتُ فِي كُتُبِ الإِسْلاَم فِي العِلْمِ
مِثْل(المحلَّى لابْنِ حَزْم، وَكِتَاب(المُغنِي)لِلشَّيْخِ مُوَفَّق
الدِّيْنِ .
قُلْتُ( الذهبي):لَقَدْ صَدَقَ الشَّيْخُ عزّ الدِّيْنِ.
وَثَالِثهُمَافي كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Frownالسُّنَن الكَبِيْر)لِلبيهقِي.
وَرَابعهَا في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Frownالتّمهيد)لابْنِ عبدِ الْبر.
فَمَنْ حصَّل هَذِهِ الدَّوَاوِيْن، وَكَانَ مِنْ أَذكيَاء الْمُفْتِينَ ، وَأَدمنَ المُطَالعَة فِيْهَا ، فَهُوَ العَالِم حَقّاً.
سير أعلام النبلاء/ سيرة ابن حزم

245- توجيه الكذبات التي نسبت لابراهيم عليه السلام

قال ابن القيم:
فإن قيل كيف سماها إبراهيم كذبات وهي تورية وتعريض صحيح , قيل لا يلزمنا جواب هذا السؤال إذ الغرض إبطال استدلالكم وقد حصل.
فالجواب عنه تبرع منا وتكميل للفائدة ولم أجد في هذا المقام للناس جوابا
شافيا يسكن القلب إليه, وهذا السؤال لا يختص به طائفة معينة بل هو وارد
عليكم بعينه وقد فتح الله الكريم بالجواب عنه فنقول:
الكلام له نسبتان نسبة إلى المتكلم وقصده وإرادته,
ونسبة إلى السامع وإفهام المتكلم إياه مضمونه,
فإذا أخبر المتكلم بخبر مطابق للواقع وقصد إفهام المخاطب فهو صدق من الجهتين,
وإن قصد خلاف الواقع وقصد مع ذلك إفهام المخاطب خلاف ما قصد بل معنى ثالثا
لا هو الواقع ولا هو المراد فهو كذب من الجهتين بالنسبتين معا ,
وإن قصد معنى مطابقا صحيحا وقصد مع ذلك التعمية على المخاطب وإفهامه خلاف
ما قصده فهو صدق بالنسبة إلى قصده, كذب بالنسبة إلى إفهامه ,ومن هذا الباب
التورية والمعاريض
, وبهذا أطلق عليها إبراهيم الخليل عليه السلام اسم الكذب مع أنه الصادق في
خبره ولم يخبر إلا صدقا فتأمل هذا الموضع الذي أشكل على الناس وقد ظهر
بهذا أن الكذب لا يكون قط إلا قبيحا.......
مفتاح دار السعادة/2/ 395/ علي حسن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تحرير
عضو مميز
عضو مميز



عدد المساهمات : 1069
تاريخ التسجيل : 17/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الجمعة 24 فبراير - 16:38

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 817-grey


417- الحكمة في مخالفة الله تعالى بين طبائع الناس
قال الجاحظ: إنما خالف الله تعالى بين طبائع الناس ليوفق بينهم في مصالحهم،
ولولا ذلك لاختاروا كلهم الملك والسياسة والتجارة والفلاحة وفي ذلك بطلان المصالح، وذهاب المعايش،
فكل صنف من الناس مزين لهم ما هم فيه، فالحائك إذا رأى من صاحبه تقصيراً أو خلفاً قال: ويلك يا حجام
والحجام إذا رأى مثل ذلك من صاحبه قال: ويلك يا حائك،
فجعل الله تعالى الاختلاف سبباً للائتلاف، فسبحانه من مدبر قادر حكيم، ألا
ترى إلى البدوي في بيت من قطعة خيش معمد بعظام الجيف كلبه معه في بيته
لباسه شملة من وبر أو شعر، ودواؤه بعر الإبل وطيبه القطران وبعر الظباء،
وحلى زوجته الودع، وثماره المقل، وصيده اليربوع وهو في مفازة لا يسمع فيها
إلا صوت بومة، وعواء ذئب وهو قانع بذلك مفتخر به.
المستطرف في كل فن مستظرف/129
418- حيوانات تحيض؟؟؟!!!

والذي يحيض من الحيوان الإنسان والفرس والكلب والأرنب والضبع والخفاش، ويقال أيضاً: الرعاد من السمك فتبارك الله أحسن الخالقين
المستطرف في كل فن مستظرف/606
قال صاحب الموضوع : نقلت هذه الفائدة لغرابتها , ومن عنده علم فليفدنا جزاه الله خيرا
419- زوج من عود خير من قعود
هذا المثل لبعض نساء الأعراب. قال المبرد: حدثني علي بن عبد الله عن ابن
عائشة قال: كان ذو الأصبع العدواني رجلاً غيوراً وله بنات أربع، وكان لا
يزوجهن غيرة، فاستمع عليهن يوماً وقد خلون يتحدثن فقالت قائلة منهن:
لتقل كل واحدة منا ما في نفسها، ولنصدق جميعاً. فقالت كبراهن:
ألا ليت زوجي من أناس ذوي غنى ... حديث شباب طيب النشر والذكر
لصوق بأكباد النساء كأنه ... خليفة حان لا يقيم على هجر
وقالت الثانية:
ألا ليته يعطي الجمال بديهة ... له جفنة تشقى بها النيب والجزر
له حكمات الدهر من غير كبرة ... تشين فلا وان ولا ضرع غمر
فقلن لها: أنت تريدين سيداً.
وقالت الثالثة:
ألا هل تراها مرة وحليلها ... أشم كنصل السيف عين المهند
عليم بأدواء النساء ورهطه ... إذا ما انتمى من أهل بيتي ومحتدي
فقلن لها: أنت تريدين ابن عم لك قد عرفته.
وقلن للصغرى: ما تقولين؟
قالت: لا أقول شيئاً.
فقلن: لا ندعك وذاك، إنك قد اطلعت على أسرارنا وتكتمين سرك.
فقالت: زوج من عود خير من قعود.
فخطبن فزوجن جميعاً. ثم أمهلهن حولا،
ثم زار الكبرى فقال لها: كيف رأيت زوجك؟
فقالت: خير زوج، يكرم أهله وينسى فضله.
قال: فما ما لكم؟
قالت: الإبل. قال: وما هي؟
قالت: نأكل لحمانها مزعاً، ونشرب ألبانها جرعاً، وتحملنا وضعفتنا معاً.
فقال: زوج كريم، ومال عميم.
ثم زار الثانية فقال: كيف رأيت زوجك؟
قالت: يكرم الحليلة ويقرب الوسيلة.
قال: فما ما لكم؟
قالت: البقر.
قال: وما هي؟ قالت: تألف الفناء، وتملأ الإناء، وتودك السقاء، ونساء مع نساء.
فقال: رضيت فحظيت.
ثم زار الثالثة فقال: كيف رأيت زوجك؟
فقالت: لا سمح بذر ولا بخيل حكر.
قال: فما ما لكم؟
قالت: المعزى.
قال: وما هي؟
قالت: لو كنا نولدها فطما ونسلخها أدماً لم نبغ بها نعماً.
فقال: جذو مغنية.
ثم زار الرابعة فقال: كيف رأيت زوجك؟
قالت: شر زوج، يكرم نفسه، ويهين عرسه.
قال: فما ما لكم؟
قالت: شر مال، الضأن.
قال: وما هي؟
قالت: جوف لا يشبعن، وهيم لا ينفعن، وصم لا يسمعن، وأمر مغويتهن يتبعن.
فقال: أشبه أمره بعض بزه.
قال علي ابن عبد الله: قلت لابن عائشة ما قولها وأمر مغويتهن يتبعن؟
قال: أما تراهن يمررن فتسقط الواحدة منهن في ماء أو وحل أو غير ذلك فيتبعنها عليه.
وقوله: جذو مغنية جمع جذوة وهي القطعة.
مجمع الأمثال/زوج من عود خير من قعود


420- كل الطوائف تحرم اللواط

وأبلغ من ذلك: يحكون في بلادهم عن مالك حل اللواط, ويذكر ذلك لمن هو من
أعيان مذهبه, فيقول القرآن دل على تحريمه ,ولا يمكنهم أن يكذبوا الناقل
ويقولوا هذا حرام بالإجماع ,مع أن العالم يعلم أن هذا حرام بإجماع المسلمين
واليهود والنصارى والمجوس والصابئين وأكثر المشركين لم يستحله إلا قوم لوط
وبعض الزنادقة من بقية الطوائف......
الإستقامة/1/61/رشاد سالم
قال صاحب الموضوع: و قد ابتلينا في المغرب بجمعية تسمى ( كيف , كيف) تدافع
عن اللواطيين و تبيح زواج الرجل بالرجل, فنسأل الله ألا ينزل علينا حجارة
من السماء

421- بحث في اللواط, و لماذا تقل التسمية باسم لوط؟


قال الشيخ بكر أبو زيد:
يحْمِلُ لفْظُ : (( لَوَطَ )) في لسان العرب ، معنى : الحب ، والإلصاق ،
والإلزاق . لكن لا يُعرف أن مصدره : (( اللواط )) هو بمعنى اكتفاء الرجال
بالرجال في الأدبار . إلا أن المعنى لُغة لا يأبي دخوله في مشموله ، ومن ثم
إطلاقه عليه ؛ لتوفر معانيه في هذه : (( الفِعْلة )) من جهة قوة الباعث :
الحب والشهوة للذكران ، انظر إلى قول الله - تعالى - عن قوم لوط في تقريعه
ولومه لهم - : {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ
النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [ لأعراف:81] ، فقوله : ((
شهوة )) فيه معنى الحب الذي هو من معاني (( لَوَطَ )) ؛ ولهذا صار : ((
لُوْط )) اسم علم من لاط بالقلب ، أي : لصق حبه بالقلب .
هذا من جهة قوة الباعث على الفعل : (( الحب )) وكذا من جهة : (( الفعل ))
الذي فيه إلصاق ، وإلزاق ، كما تقول العرب : لاط فُلان حوضه ، أي : ((
طيَّنَّة )) .
وفي الصحيحين ، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً : (( .... ولتقُوْمنَّ الساعة وهو يُليط حوضه فلا يُسقى فيه )) .
فتأيَّد هذا الاشتقاق لغة ، ولم يمتنع هذا الإطلاق (( اللواط )) على هذه
الفِعلة الشنعاء ، (( واللوطي )) على فاعلها . وقد أجمع على إطلاقها
العلماء من غير خلاف يُعرف . فالفقهاء يعْقِدون أحكام اللواط ، واللوطية ،
في مصنفاتهم الفقهية ، والمفسرون في كتب التفسير ، والمحدثون في شرح السنة ،
واللغويون في كتب اللغة .
وفي الرجل يأتي المرأة في دبرها ، أطلق عليه : (( اللوطية الصغرى )) فعن
ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعاً ، وموقوفاً : (( هي اللوطية الصغرى ))
أخرجه أحمد ، وعبدالرزاق ، والبزار ، والنسائي في : عشرة النساء ،
والطبراني في : (( الأوسط )) والبيهقي في : (( السنن الكبرى )) و (( جامع
شعب الإيمان )) .
وكلمة الحفاظ على إعلاله مرفوعاً ، وأنه عن ابن عمر من قوله . إذا كانت
مدابرة الرجل للمرأة تُسمى في لسان الصحابة - رضي الله عنهم - : (( لوطية
صغري )) فلازم هذا أنهم كانوا يطلقون على هذه : (( الفاحشة )) اسم ((
اللواط )) أو : (( اللوطية الكبرى )) . وانظر الآثار عنهم - رضي الله عنهم -
وعن التابعين في : (( روضة المحبين : 362 - 372 )) .
وقد سمى الله - سبحانه - هذه الفِعْلة : (( فاحشة )) في قوله تعالى :
{أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ
الْعَالَمِينَ} [ لأعراف: من الآية80] .
كما سمى : (( الزنا )) : (( فاحشة )) فقال - سبحانه : {وَلا تَقْرَبُوا
الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [ الاسراء:32] .
وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( عمل قوم لوط )) في أحاديث منها
حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال
: (( من وجدتموه يعمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به )) رواه أحمد ،
وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه .
وقد اختلفت تراجم المحدثين فالترمذي - مثلاً - قال : (( باب ما جاء في حد اللوطي )) .
وأبو داود ، وابن ماجه ، قالا : (( باب فيمن عمِل عَمَلَ قوم لوط )) .
النسبة إلي المتضايفين على سبيل النحت ، مثل : عبدشمس : عبشمي . والنسبة
إلى المضاف إليه على الأغلب مثل : عبدالقيس : قيسي . ومثل : (( بني إسرائيل
)) يُقال : إسرائيلي . وفي عصرنا يقال : (( العزيزية )) نسبة إلى :
عبدالعزيز . و (( الرحمانية )) نسبة إلى : (( عبدالرحمن )) لكن في تسويغ
ذلك بالنسبة إلى أسماء الله تعالى نظر ؛ لأن من الإلحاد في أسماء الله
تعالى تسمية مشركي العرب أصنامهم على سبيل الإلحاد في أسماء الله تعالى مثل
: (( اللات )) من (( الإله )) و (( العزى )) من (( العزيز )) .. ومنه هنا :
عمل قوم لوطٍ : لوطي . ويراد به النسبة إلى نهيه ، لا إلى لوط عليه السلام
.
ومحال أن يخطر ببال أحد خاطر سوء في حق نبي الله لوط - عليه السلام - أو في حق نبي الله يعقوب - عليه السلام - .
ولهذا فلا تلتفت إلى ما قاله بعض من كتب في : قصص الأنبياء - عليهم السلام -
من أهل عصرنا ، فأنكر ، فأنكر هذه اللفظة : (( اللواط )) وبنى إنكاره على
غلط وقع فيه بيان الحقيقة اللغوية لمعنى (( لاط )) وأن مبناها على ((
الإصلاح )) فإن الحال كما تقدم من أن مبناها على : الحب والإلزاق ،
والإلصاق ، وقد يكون هذا إصلاحاً وقد يكون إفساداً ، حسب كل فعل وباعثه
والله أعلم .
وبعد تقييد ما تقدم تبين لي بعد استشارة واستخارة ، أن جميع ما قيدته من
استدلال استظهرته لا يخلو من حمية للعلماء الذين تتابعوا على ذلك ، والحمية
لنبي الله لوط - عليه السلام - وهو معصوم ، أولى وأحرى ، والله - سبحانه
وتعالى - يقول : {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ} [
الرحمن:60] فكيف ننسب هذه الفعلة الشنعاء : (( الفاحشة )) إلى نبي الله :
لوط - عيه السلام - ولو باعتباره ناهياً ، ولو كان لا يخطر ببال مسلم أدني
إساءة إلى لوط - عليه السلام - ؟
ولعل من آثار هذه النسبة أنّك لا تجد في الأعلام من اسمه لوط إلا على ندرة .
فهذا - مثلاً - (( سير أعلام النبلاء )) ليس فيه من اسمه لوط ، سوى واحد :
أبو مخنف لوط بن يحيى .
هذا جميعه أقوله بحثاً ، لا قطعاً ، فليحرره من كان لديه فضل علم زائد على ما ذكر ؛ ليتضح الحق بدليله . والله المستعان .
معجم المناهي اللفظية/480/ حرف اللام

423- اتفق الصحابة على قتل اللوطي لكن اختلفوا في صفة قتله


وثبت عنه أنه قال لعن الله من عمل عمل قوم لوط ,لعن الله من عمل عمل قوم
لوط ,لعن الله من عمل عمل قوم لوط ولم تجىء عنه لعنة الزانى ثلاث مرات في
حديث واحد
وقد لعن جماعة من أهل الكبائر فلم يتجاوز بهم في اللعن مرة واحدة وكرر لعن اللوطية فاكده ثلاث مرات
وأطبق أصحاب رسول الله على قتله لم يختلف منهم فيه رجلان وإنما اختلفت
أقوالهم في صفة قتله فظن بعض الناس ذلك اختلاف منهم فى قتله فحكاها مسألة
نزاع بين الصحابه
الداء و الدواء
- الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً.

دخل يوماً أبو العلاء المعريّ على الشريف المرتضى، فعثر برجل فقال الرجل:
مَن هذا الكلب؟
فقال أبو العلاء: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً.
ابو العلاء و ما إليه/عبد العزيز الميمي


425- يكتب في كل سنة مصحفا واحدا و يبيعه و يكفيه طول السنة

قال الشيخ الكردي:
العلامة علي القاري الحنفي
صاحب التصانيف الكثيرة , كان يكتب الخط الحسن , والغالب عليه أنه أخذ الخط
عت الشيخ حمد الله الأماسي,و كان يكتب في كل سنة مصحفا واحدا و يبيعه و
يصرف ثمنه طول السنة.....
تاريخ الخط العربي/محمد طاهر الكردي/292


426- الفرابي و الموسيقى


كان الفرابي في مجلس سيف الدولة بن حمدان فقال:
فهل تسمع فقال: نعم، فأمر سيف الدولة بإحضار القيان، فحضر كل ماهر في هذه
الصناعة بأنواع الملاهي، فلم يحرك أحد منهم آلته إلا وعابه أبو نصر(
الفرابي) وقال له: أخطأت،
فقال له سيف الدولة: وهل تحسن في هذه الصناعة شيئاً
فقال: نعم، ثم أخرج من سوطه خريطة ففتحها وأخرج منها عيداناً وركبها، ثم
لعب بها، فضحك منها كل من كان في المجلس، ثم فكها وركبها تركيباً آخر وضرب
بها فبكي كل من في المجلس، ثم فكها وغير تركيبها وحركها فنام كل من في
المجلس حتى البواب، فتركهم نياماً وخرج.
وفيات الأعيان/ ابن خلكان/بواسطة الإستقامة/ تحقيق رشاد سالم/ الحاشية
قال صاحب الموضوع: الذي أتعجب له كيف استطاع تنويم الحضور , وهل هذا نوع من التنويم المغناطيسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيماء
مستشاره ادارية
مستشاره ادارية



عدد المساهمات : 4921
تاريخ التسجيل : 21/08/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الجمعة 28 ديسمبر - 7:55

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 0011
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بوسى
نائبة المدير العام
نائبة المدير العام



عدد المساهمات : 3044
تاريخ التسجيل : 02/03/2011

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الأحد 3 فبراير - 12:04

موسوعة رائعة تسلم ايدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة



عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:08




427- بعض أنواع التمائم


و ( التمائم ) جمع تميمة ، و أصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين ، ثم توسعوا فيها فسموا بها كل عوذة
قلت : و من ذلك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار ، أو في صدر المكان !
و تعليق بعض السائقين نعلا في مقدمة السيارة أو مؤخرتها ، أو الخرز الأزرق على مرآة السيارة التي تكون أمام السائق من الداخل ، كل ذلك من أجل العين زعموا .
و هل يدخل في ( التمائم ) الحجب التي يعلقها بعض الناس على أولادهم أو على أنفسهم إذا كانت من القرآن أو الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
للسلف في ذلك قولان ، أرجحهما عندي المنع كما بينته فيما علقته على " الكلم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية ( رقم التعليق 34 ) طبع المكتب الإسلامي .
السلسلة الصحيحة/ الالباني/650/2/ المعارف/ الرياض


428- معنى حبس الشمس لنبي الله يوشع


( احبسها على شيئا ) هو منصوب نصب المصدر ، أي قدر ما تقتضي حاجتنا من فتح البلد . قال عياض ، اختلف في حبس الشمس هنا ، فقيل : ردت على أدراجها ،
و قيل : وقفت ،
و قيل : بطئت حركتها . و كل ذلك محتمل ، و الثالث أرجح عند ابن بطال و غيره .
قلت : و أيها كان الأرجح ، فالمتبادر من الحبس أن الغرض منه أن يتمكن النبي يوشع و قومه من صلاة العصر قبل غروب الشمس ، و ليس هذا هو المراد ، بل الغرض ، أن يتمكن من الفتح قبل الليل ، لأن الفتح كان يوم الجمعة ، فإذا دخل الليل دخل يوم السبت الذي حرم الله عليهم العمل ، و هذا إذا صح ما ذكره ابن كثير عن أهل الكتاب :
" و ذكروا أنه انتهى من محاصرته لها يوم الجمعة بعد العصر ، فلما غربت الشمس أو كادت تغرب ، و يدخل عليهم السبت الذي جعل عليهم و شرع لهم ذلك الزمان .......
السلسلة الصحيحة/ الالباني/398/1/ المعارف/ الرياض

429- هل حبست الشمس لأحد غير يوشع عليه السامل

قال الألباني:
و فيه أن الشمس لم تحبس لأحد إلا ليوشع عليه السلام ، ففيه إشارة إلى ضعف ما يروى أنه وقع ذلك لغيره ،
و من تمام الفائدة أن أسوق ما وقفنا عليه من ذلك :
1 - ما ذكره ابن إسحاق في " المبتدأ " من طريق يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه أن الشمس حبست لموسى عليه السلام لما حمل تابوت يوسف صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا موقوف ، و الظاهر أنه من الإسرائيليات . و قصة نقل موسى لعظام يوسف عليهما السلام من قبره في مصر في " المستدرك " ( 2 / 571 - 572 ) بسند صحيح عنه صلى الله عليه وسلم و ليس فيها ذكر لحبس الشمس .
2 - أنها حبست لداود عليه السلام .
أخرجه الخطيب في " ذم النجوم " له من طريق أبي حذيفة ، و ابن إسحاق في
" المبتدأ " بإسناد له عن علي موقوفا مطولا .
قال الحافظ :
و إسناده ضعيف جدا ، و حديث أبي هريرة المشار إليه عند أحمد أولى ، فإن رجال إسناده محتج بهم في الصحيح ، فالمعتمد أنها لم تحبس إلا ليوشع " .
3 - أنها حبست لسليمان بن داود عليهما السلام ، في قصة عرضه للخيل ، و قوله الذي حكاه الله عنه في القرآن : " ردوها علي " .
رواه الثعلبي ثم البغوي عن ابن عباس . قال الحافظ :
" و هذا لا يثبت عن ابن عباس و لا عن غيره ، و الثابت عن جمهور أهل العلم بالتفسير من الصحابة و من بعدهم أن الضمير المؤنث في قوله : ( ردوها علي ) للخيل . و الله أعلم " .
4 - ما حكاه عياض أن الشمس ردت للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق لما شغلوا عن صلاة العصر حتى غربت الشمس ، فردها الله عليه حتى صلى العصر .
قال الحافظ :
" كذا قال ! و عزاه للطحاوي ، و الذي رأيته في " مشكل الآثار " للطحاوي ما قدمت ذكره من حديث أسماء " .
قلت : و يأتي حديث أسماء قريبا إن شاء الله تعالى . و قصة انشغاله صلى الله
عليه وسلم عن صلاة العصر في " الصحيحين " و غيرهما و ليس فيها ذكر لرد الشمس
عليه صلى الله عليه وسلم ، انظر " نصب الراية " ( 2 / 164 ) .
5 - و من هذا القبيل ما ذكره يونس بن بكير في زياداته في " مغازي ابن إسحاق "
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر قريشا صبيحة الإسراء أنه رأى العير التي لهم و أنها تقدم مع شروق الشمس ، فدعا الله فحبست الشمس حتى دخلت العير .
قلت : و هذا معضل ، و أما الحافظ فقال :
" و هذا منقطع ، لكن وقع في " الأوسط " للطبراني من حديث جابر أن النبي أنّ النبي أمر الشمس فتأخّرت ساعة من نهار، وإسناده حسن.
قلت : وفي النفس من تحسينه شيء، وإن كان سبقه إليه شيخه الهيثمي في المجمع، ولعلّ الحافظ نقله عنه والله أعلم، ولئن صحّ هذا فلا يعارض حديث يوشع (عليه السلام) لإمكان الجميع بينهما، قال الحافظ: ووجه الجمع أن الحصر محمول على ما مضى للأنبياء قبل نبيّنا(صلى الله عليه وآله) فلم تحبس الشمس إلّا ليوشع، وليس فيه نفي أنها تحبس بعد ذلك لنبيّنا (صلى الله عليه وآله) .
وبعد كتابة ما تقدّم وقفت والحمد لله على إسناد الحديث، فتبيّن أنّه ليس بحسن، بل هو ضعيف أو موضوع، ولذلك أودعته في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة رقم 976
السلسلة الصحيحة/ الالباني/399/1/ المعارف/ الرياض
__________________
اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب, اللهم اني أسألك حسن الخاتمة
ان لم تخلص فلا تتعب
رد مع اقتباس


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة



عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:11





430- هل كان سعد بن معاذ أحد المقبورين في قصة الجريدتين؟

قال ابن حجر في الفتح/من الكبائر ألا يستتر من بوله:
لَمْ يُعْرَف اِسْم الْمَقْبُورَيْنِ وَلَا أَحَدهمَا ، وَالظَّاهِر أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَى عَمْد مِنْ الرُّوَاة لِقَصْدِ السَّتْر عَلَيْهِمَا ، وَهُوَ عَمَل مُسْتَحْسَن . وَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُبَالَغ فِي الْفَحْص عَنْ تَسْمِيَة مَنْ وَقَعَ فِي حَقّه مَا يُذَمّ بِهِ . وَمَا حَكَاهُ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة وَضَعَّفَهُ عَنْ بَعْضهمْ أَنَّ أَحَدهمَا سَعْد بْن مُعَاذ فَهُوَ قَوْل بَاطِل لَا يَنْبَغِي ذِكْره إِلَّا مَقْرُونًا بِبَيَانِهِ . وَمِمَّا يَدُلّ عَلَى بُطْلَان الْحِكَايَة الْمَذْكُورَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَرَ دَفْن سَعْد بْن مُعَاذ كَمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح ، وَأَمَّا قِصَّة الْمَقْبُورَيْنِ فَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ عِنْد أَحْمَد أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ " مَنْ دَفَنْتُمْ الْيَوْم هَاهُنَا ؟ " فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَحْضُرهُمَا ، وَإِنَّمَا ذَكَرْت هَذَا ذَبًّا عَنْ هَذَا السَّيِّد الَّذِي سَمَّاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَيِّدًا " وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ " قُومُوا إِلَى سَيِّدكُمْ " وَقَالَ " إِنَّ حُكْمه قَدْ وَافَقَ حُكْم اللَّه " وَقَالَ " إِنَّ عَرْش الرَّحْمَن اِهْتَزَّ لِمَوْتِهِ " إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِنْ مَنَاقِبه الْجَلِيلَة ، خَشْيَة أَنْ يَغْتَرّ نَاقِص الْعِلْم بِمَا ذَكَرَهُ الْقُرْطُبِيّ فَيَعْتَقِدَ صِحَّة ذَلِكَ وَهُوَ بَاطِل.........
فتح الباري/ من الكبائر ألا يستتر من بوله

431- هل ضمة القبر لسعد من عذاب القبر؟

فَقَالَ: (تَضَايَقَ عَلَى صَاحِبِكُمُ القَبْرُ، وَضُمَّ ضَمَّةً لَوْ نَجَا مِنْهَا أَحَدٌ لَنَجَا هُوَ، ثُمَّ فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ)
قُلْتُ: هَذِهِ الضَّمَّةُ لَيْسَتْ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ فِي شَيْءٍ، بَلْ هُوَ أَمْرٌ يَجِدُهُ المُؤْمِنُ، كَمَا يَجِدُ أَلَمَ فَقْدِ وَلَدِهِ وَحَمِيْمِهِ فِي الدُّنْيَا، وَكَمَا يَجِدُ مِنْ أَلَمِ مَرَضِهِ، وَأَلَمِ خُرُوْجِ نَفْسِهِ، وَأَلَمِ سُؤَالِهِ فِي قَبْرِهِ وَامْتِحَانِهِ، وَأَلَمِ تَأَثُّرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، وَأَلَمِ قِيَامِهِ مِنْ قَبْرِهِ، وَأَلَمِ المَوْقِفِ وَهَوْلِهِ، وَأَلَمِ الوُرُوْدِ عَلَى النَّارِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَهَذِهِ الأَرَاجِيْفُ كُلُّهَا قَدْ تَنَالُ العَبْدَ، وَمَا هِيَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَلاَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّم قَطُّ، وَلَكِنَّ العَبْدَ التَّقِيَّ يَرْفُقُ اللهُ بِهِ فِي بَعْضِ ذَلِكَ أَوْ كُلِّهِ، وَلاَ رَاحَةَ لِلْمُؤْمِنِ دُوْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ.
قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: {وَأَنْذِرْهُم يَوْمَ الحَسْرَةِ}، وَقَالَ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ، إِذِ القُلُوْبُ لَدَى الحَنَاجِرِ}.
فَنَسْأَلُ اللهَ -تَعَالَى- العَفْوَ وَاللُّطْفَ الخَفِيَّ، وَمَعَ هَذِهِ الهَزَّاتِ، فَسَعْدٌ مِمَّنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَأَنَّهُ مِنْ أَرْفَعِ الشُّهَدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
كَأَنَّكَ يَا هَذَا تَظُنُّ أَنَّ الفَائِزَ لاَ يَنَالُهُ هَوْلٌ فِي الدَّارَيْنِ، وَلاَ رَوْعٌ، وَلاَ أَلَمٌ، وَلاَ خَوْفٌ، سَلْ رَبَّكَ العَافِيَةَ، وَأَنْ يَحْشُرَنَا فِي زُمْرَةِ سَعْدٍ.

سير أعلام النبلاء/ سعد بن معاذ
432- المسيح/ المسيخ

المَسِيخُ :
قال ابن العربي - رحمه الله تعالى - في : (( كتاب القبس : 3/ 1106 - 1107 : ( تنبيه على وهم وتعليم على جهل : رواه بعضهم (( المسيخُ )) بخاءٍ معجمةٍ على معنى فعيل بمعنى مفعول من المسخ وهو تغير الخلقةِ المعتادة ، وكأنه بجهله كره أن يشترك مع عيسى ابن مريم في الاسم والصفةِ ، فأراد تغييره وليس يلزم من الاشتراك في الحالات الاشتراك في الدرجات ، وقد بيَّنا ذلك في شرحِ الحديث ، بل أغرب من ذلك أنه لا يضر الاشتراك في المحاسِن والهيئات . وقد جاء آخر بجهالةٍ أعظم من الأولِ فقال : إنه مسيِخٌ بتشديد السينِ والخاء المعجمة ، فجاء لا فقه ولا لغة كما قيل في الأمثالِ (( لا عقل ولا قرآن )) ؛ لأن فعيل من أبنية أسماء الفاعلين ومسيح من معاني المفعولين ، وهما ضدان ، والله أعلم . فأما صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرجأناها لعظمها ، وتركناها لمن يطلبها في شرحِ الحديث ، فإنها موعبة فيه ولم يستوعبه أحد كاستيعاب هند بن أبي هالة ، وهو جزءٌ مجموع ، فلينظر هنالك أيضاً ) انتهى .

معجم المناهي اللفظية/ المسيخ
==============================

433- سبب دراسة الشيخ الألباني رحمه الله لحديث( أنت حسانة المزنية )


هذا و لقد كان الباعث على تحرير القول في هذا الحديث خاصة أن الله تبارك و تعالى رزقني بعد ظهر الثلاثاء في عشرين ربيع الآخر سنة 1385 طفلة جميلة ، فلما عزمت على أن أختار لها اسما من أسماء الصحابيات الكريمات ، و قع بصري على هذا الاسم " حسانة " ، فمال إليه قلبي ، لتحقيق الاقتداء به ( صلى الله عليه وسلم ) في تسميته " جثامة " به ، و لكن لم أبادر إلى ذلك حتى درست إسناد الحديث على نحو ما سبق ، و تحققت من صحته . و الحمد لله على توفيقه ، و أسأله تعالى أن يجعلها من المؤمنات الصالحات ، و العابدات العالمات ، السعيدات فى الدنيا و الآخرة

السلسلة الصحيحة/1/462


434- في من آخر اسمه ( ويه)

ويه : ?
فيه آثار وأبحاث منها :
1. عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : (( ويه : اسم شيطان )) رواه النوقاني في : (( معاشرة الأهلين )) .
2. وعن سعيد بن المسيب ، أنه كره كل شيء يكون آخره : ويه .
3. طريقة المحدثين في النطق به : ذكر السيوطي في (( بغية الوعاة )) أن اصطلاح المحدثين في مثل : راهويه ونفطويه ، ضم ما قبل الواو ، وإسكان الواو ، وفتح الياء ، وإنما عدلوا إلى ذلك للحديث المذكور : (( ويه اسم شيطان )) . ولا يفهم من هذا الصنيع صحة رفع ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما فهمه العجلوني في (( كشف الخفاء )) لكن هذا العدول إنما كان للهرب من أمر شاع بين الناس . انتهى بواسطة ( تمييز الطيب من الخبيث ) .
وذكره من قبل الصفدي في ترجمة (( نفطويه )) وفيه تفصيل .
4. فيمن ختم اسمه بـ : ويه : في آخر (( بغية الوعاة ))) عقد السيوطي فصلاً بعنوان : فصل فيمن آخر اسمه : ويه ، قال :
( والداعي إلى هذا الفصل أن الإمام أبا حيان ، قال في باب العلم من شرح الألفية : النحاة الذين آخره اسمهم (( ويه )) ستة لا سابع لهم ) فذكرهم ، ثم استدرك عليه آخرين .
وذكرهم الداودي في (( طبقات المفسرين )) ,
وفي مقدمة كتاب (( سيبويه وشروحه )) ذكر معجماً فيمن آخره اسمه : ويه .
فائدة : في ترجمة نفطويه من (( بغية الوعاة )) أن السيوطي كان يلقب بابن الكتب ، إذ طلب أبوه إلى أُمه أن تأتيه بكتاب من المكتبة ، فأجاءها المخاض فيها فولدته بين الكتب ، فلذلك لقب به . وهذه اللطيفة في كتاب (( من أخلاق العلماء )) لمحمد سليمان ، نقلاً عن (( النور السافر )) . والله أعلم .

معجم المناهي/568

435- اسقاط لفظ ( ابن)

محمد أحمد :?
ونحو ذلك مما يُراد بالأول اسم الشخص (( الابن )) وبالثاني اسم أبيه . أي إسقاط لفظه (( ابن )) بين أعلام الذوات من الآدميين .
الجاري في لسان العرب ، وتأيد بلسان الشريعة المشرفة إثبات لفظة ( ابن ) في جر النسب ، لفظاً ورقماً ، ولا يعرف في صدر الإسلام ، ولا في شيء من دواوين الإسلام ، وكتب التراجم وسير الأعلام حذفها البتة ، وإنما هذا من مولدات الأعاجم ، ومن ورائهم الغرب الأثيم ، وكانت جزيرة العرب من هذا في عافية حتى غشاها ما غشَّى من تلكم الأخلاط ، وما جلبته معها من أنواع العجمة ، والبدع ، وضروب الردى ، فكان من عبثهم في الأسماء إسقاط لفظة ( ابن ) وما كنت أظن أن هذا سيحل في الديار النجدية ، فلله الأمر من قبل ومن بعد .
ومن لطيف ما يورد أنني لما بُليت بشيء من أمر القضاء في المدينة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام وذلك من عام 1388 هـ ، حتى عام 1400 هـ ما كنت أرضى أن يدون في الضبوط ولا في السجلات أي علم إلا مثبتاً فيه لفظة (( ابن )) فواقفني واحد من الخصوم فقلت له : انسب لي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : هو محمد بن عبدالله . فقلت له : لماذا لم تقل محمد عبدالله ؟ وهل سمعت في الدنيا من يقول ذلك ؟ والسعادة لمن اقتدى به ، وقفى أثره - صلى الله عليه وسلم - . فشكر لي ذلك .
وهذا من حيث الجانب الشرعي ، وأما من حيث قوام الإعراب فإنَّك إذا قلت في شخص اسمه : أحمد ، واسم أبيه محمد ، واسم جده حسن ، فقلت : ( أحمد محمد حسن ) وأدخلت شيئاً من العوامل فلا يستقيم نطقه ولا إعرابه ؛ لعجمة الصيغة ، وقد وقعت بحوث طويلة الذيل في : مجلة مجمع اللغة العربية بمصر . ولم يأت أحمد منهم بطائل سوى ما بحثه العلامة الأفيق الشيخ / عبدالرحمن تاج - رحمه الله تعالى - من أن هذه صياغة غير عربية فلا يتأتى إعرابها ، إذ الإعراب للتراكيب سليمة البنية ، فلْيُقلْ : ( أحمد بن محمد بن حسن ) فلندع تسويغ العجمة ، ولنبتعد عن التشبه بالأعاجم ، فذلك مما نهينا عنه ، والمشابهة في الظاهر تدل على ميل في الباطن { كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } [ البقرة: من الآية118] .
وفي : ( ايضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين ) للشيخ حمود بن عبدالله التويجري بحث مطول مهم في هذا فلينظر ، والله أعلم .
معجم المناهي/496


======================

- 436هل ثبت عن ابن مسعود انكار المعوذتين ؟؟
....ومن المشكل على هذا الأصل ما ذكره الإمام فخر الدين قال: نقل في بعض الكتب القديمة أن ابن مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة والمعوذتين من القرآن وهو في غاية الصعوبة لأنا إن قلنا: إن النقل المتواتر كان حاصلا في عصر الصحابة بكون ذلك من القرآن فإنكاره يوجب الكفر وإن قلنا: لم يكن حاصلا في ذلك الزمان فيلزم أن القرآن ليس بمتواتر في الأصل.
قال: وإلا غلب على الظن أن نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل باطل وبه يحصل الخلاص عن هذه العقدة.
وكذا قال القاضي أبو بكر: لم يصح عنه أنها ليست من القرآن ولا حفظ عنه. إنما حكها وأسقطها من مصحفه إنكارا لكتابتها لا جحدا لكونها قرآنا لأنه كانت السنة عنده ألا يكتب في المصحف إلا ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإثباته فيه ولم يجده كتب ذلك ولا سمعه أمر به.
وقال النووي في شرح المهذب: أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن وأن من جحد منها شيئا كفر وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح.
وقال ابن حزم في المحلى: هذا كذب على ابن مسعود وموضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عنه وفيها المعوذتان والفاتحة.
وقال ابن حجر في شرح البخاري: قد صح عن ابن مسعود إنكار ذلك فأخرج أحمد وابن حبان عنه أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، قال: كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله.
وأخرج البزار والطبراني من وجه آخر عنه أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول: إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما وكان لا يقرأ بهما أسانيده صحيحة.
قال البزار: لم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة وقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في الصلاة.
قال ابن حجر: فقول من قال إنه كذب عليه مردود والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل بل الروايات صحيحة والتأويل محتمل.
قال: وقد أوله القاضي وغيره على إنكار الكتابة كما سبق.
قال: وهو تأويل حسن إلا أن الرواية الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك حيث جاء فيها: "ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله "
قال: ويمكن حمل لفظ " كتاب الله " على المصحف فيتم التأويل المذكور.
قال: لكن من تأمل سياق الطرق المذكورة استبعد هذا الجمع.
قال: وقد أجاب ابن الصباغ بأنه لم يستقر عنده القطع بذلك ثم حصل الاتفاق بعد ذلك وحاصله أنهما كانتا متواترتين في عصره لكنهما لم يتواترا عنده انتهى.
وقال ابن قتيبة في مشكل القرآن: ظن ابن مسعود أن المعوذتين ليستا من القرآن لأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين فأقام على ظنه ولا يقول: إنه أصاب في ذلك وأخطأ المهاجرون والأنصار .
قال: وأما إسقاطه الفاتحة من مصحفه فليس لظنه أنها ليست من القرآن معاذ الله ! ولكنه ذهب إلى أن القرآن إنما كتب وجمع بين اللوحين مخافة الشك والنسيان والزيادة والنقصان ورأى أن ذلك مأمون في سورة الحمد لقصرها ووجوب تعلمها على كل واحد.
قلت وإسقاطه الفاتحة من مصحفه أخرجه أبو عبيد بسند صحيح كما تقدم في أوائل النوع التاسع عشر.
الإتقان/ السيوطي
- 437 فوائد معرفة عدد الآي
فائدة
يترتب على معرفة الآي وعدها وفواصلها أحكام فقهية:
منها: اعتبارها فيمن جهل الفاتحة فإنه يجب عليه بدلها سبع آيات.
ومنها: اعتبارها في الخطبة فإنه يجب فيها قراءة آية كاملة ولا يكفي شطرها إن لم تكن طويلة وكذا الطويلة على ما أطلقه الجمهور وها هنا بحث وهو أن ما اختلف في كونه آخر آية هل تكفي القراءة به في الخطبة ؟ محل نظر ولم أر من ذكره.
ومنها: اعتبارها في السورة التي تقرأ في الصلاة أو ما يقوم مقامها ففي الصحيح أنه كان يقرأ في الصبح بالستين إلى المائة.
ومنها: اعتبارها في قراءة قيام الليل ففي أحاديث: "من قرأ بعشر آيات لم يكتب من الغافلين " ،و " من قرأ بخمسين آية في ليلة كتب من الحافظين " ، و "من قرأ بمائة آية كتب من القانتين " ، و " من قرأ بمائتي آية كتب من الفائزين " ، " ومن قرأ بثلاثمائة آية كتب له قنطار من الأجر " ، و " من قرأ بخمسمائة وسبعمائة وألف آية..." أخرجها الدارمي في مسنده مفرقة.
ومنها: اعتبارها في الوقف عليها كما سيأتي.
وقال الهذلي في كامله: أعلم أن قوما جهلوا العدد وما فيه من الفوائد،حتى قال الزعفراني: العدد ليس بعلم وإنما اشتغل به بعضهم ليروج به سوقه. قال: وليس كذلك ففيه من الفوائد معرفة الوقف ولأن الإجماع انعقد على أن الصلاة لا تصح بنصف آية وقال جمع من العلماء: تجزئ بآية وآخرون بثلاثة آيات وآخرون لا بد من سبع والإعجاز لا يقع بدون آية فللعدد فائدة عظيمة في ذلك. انتهى.

الإتقان/ السيوطي/215
- 438 هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة ؟
اختلف: هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة ؟ فذهب جماعات من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى ذلك وبنوا عليه أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء منها وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك.
وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنها مشتملة على ما يحتمل رسمها من الأحرف السبعة فقط جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفا منها.
قال ابن الجزري: وهذا هو الذي يظهر صوابه.
ويجاب عن الأول بما ذكره ابن جرير أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة وإنما كان جائزا لهم ومرخصا لهم فيه فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجتمعوا على حرف واحد اجتمعوا على ذلك اجتماعا شائعا وهم معصومون من الضلالة ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام ولا شك أن القرآن نسخ منه في العرضة الأخيرة وغير فاتفق الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقر في العرضة الأخيرة وتركوا ما سوى ذلك.
أخرج ابن أشته في المصاحف وابن أبي شيبة في فضائله من طريق ابن سيرين عن عبيدة السلماني قال: القراءة التي عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم.
وأخرج ابن أشته عن ابن سيرين قال: كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم كل سنة في شهر رمضان مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة.
وقال البغوي في شرح السنة: يقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي وكتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه وكان يقرئ الناس بها حتى مات ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتب المصاحف.
الإتقان / السيوطي










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة



عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:14





439-أسباب الشرك
والأصنام التى يعبدوها المشركون كانت صورا وتماثيل للكواكب, وكانوا يتخذون لها هياكل وهي بيوت العبادات, لكل كوكب منها هيكل فيه أصنام تناسبه ,فكانت عبادتهم للأصنام وتعظيمهم لها تعظيما منهم للكواكب التى وضعوا الأصنام عليها وعبادة لها ,وهذا أقوى السببين في الشرك الواقع في العالم وهو الشرك بالنجوم وتعظيمها واعتقاد أنها أحياء ناطقة ,ولها روحانيات تتنزل على عابديها ومخاطبيها فصوروا لها الصور الأرضية ثم جعلوا عبادتها وتعظيمها ذريعة إلى عبادة تلك الكواكب واستنزال روحانياتها
وكانت الشياطين تتنزل عليهم وتخاطبهم وتكلمهم وتريهم من العجائب ما يدعوهم إلى بذل نفوسهم وأولادهم وأموالهم لتلك الأصنام والتقرب إليها
وكان مبدأ هذا الشرك تعظيم الكواكب وظن السعود والنحوس وحصول الخير والشر في العالم منها
وهذا شرك خواص المشركين وأرباب النظر منهم وهو شرك قوم إبراهيم عليه الصلاة و السلام

والسبب الثاني عبادة القبور والإشراك بالأموات وهو شرك قوم نوح عليه الصلاة و السلام وهو أول شرك طرق العالم ,وفتنته أعم ,واهل الإبتلاء به أكثر, وهم جمهور أهل الإشراك وكثيرا ما يجتمع السببان في حق المشرك يكون مقابريا نجوميا
قال تعالى عن قوم نوح Sadو قالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )
قال البخارى في صحيحه قال ابن عباس: كان هؤلاء رجالا صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحي الشياطين إلى قومهم أن انصبوا على مجالسهم التى كانوا يجلسون عليها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد, حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت
ولهذا لعن النبي صلى الله عليه و سلم الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ونهى عن الصلاة إلى القبور
وقال :اللهم لا تجعل قبرى وثنا يعبد
وقال :اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
وقال :إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد إلا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني انهاكم عن ذلك
وأخبر أن هؤلاء شرار الخلق عند الله يوم القيامة
وهؤلاء هم أعداء نوح كما ان المشركين بالنجوم أعداء إبراهيم
فنوح عاداه المشركون بالقبور
وإبراهيم عاداه المشركون بالنجوم
والطائفتان صوروا الأصنام على صور معبوديهم ثم عبدوها
وإنما بعثت الرسل بمحق الشرك من الأرض ومحق أهله وقطع اسبابه وهدم بيوته ومحاربة أهله .
مفتاح دار السعادة/ ابن القيم
440 -من شهد ان لا اله الا الله ولم يقر بان محمدا رسول الله
... فأما الايمان بالكتاب والرسول فهذا من تمام الايمان بالله وتوحيده لا يتم الا به
وذكر الله بدون هذا غير نافع اصلا بل هو سعى ضال وعمل باطل لم يتنازع المسلمون في ان الرجل لو قال اشهد ان لا اله الا الله ولم يقر بان محمدا رسول الله انه لم يكن مؤمنا ولا مسلما ولا يستحق الا العذاب
ولو شهد ان محمدا رسول الله لكان مؤمنا مسلما عند كثير من العلماء
وبعضهم يفرق بين من كان معترفا بالتوحيد كاليهود ومن لم يكن معترفا به
وبعضهم لا يجعله مسلما الا بالنطق بالشهادتين
وهي ثلاثة اقوال معروفة في مذهب احمد وغيره
وهذا معنى ما يروي في بعض الآثار يا محمد تذكر ولا اذكر فأرضى
واذكر ولا تذكر فاقبض يعني ذكره بالرسالة ومن ذكره بالرسالة فقد تضمن ذلك ذكر الله
واما من ذكر الله ولم يذكره بالرسالة فإنه لا يكون مؤمنا
وحيث جاء في الاحاديث يخرج من النار من قال لا اله الا الله واسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله مخلصا من قلبه ونحو ذلك فلأن ذلك مستلزم الايمان بالرسالة كما بيناه في غير هذا الموضع وانه لا تصح هذه الكلمة الا من المقرين بالرسالة
الاستقامة/ ابن تيمية
الاستجارة بالرسول
441 -استجرت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - :?
الاستجارة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - استجارة بمخلوق ، وهي على ثلاثة أنواع :
1. استجارة به في حياته فيما يقدر عليه من أمور الدنيا ، فهذا جائز .
2. استجارة به في حياته فيما لا يقدر عليه ، وهو من خصائص الله - سبحانه - فهذا شرك أكبر يحرم عمله ، أو إقراره .
3. استجارة به بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - فهذا شرك أكبر مخرج عن الملة يحرم على المسلم عمله ، أو إقراره .
معجم المناهي/ 91
__________________

============================

442- ما الأفضل: الفناء أم البقاء


وقوله وقصد اقتحام بحر الفناء
هذا هو الغاية المطلوبة عند القوم وهو عند بعضهم لازم من لوازم الطريق وليس بغاية
وعند آخرين عارض من عوارض الطريق وليس بغاية ولا هو لازم لكل سالك
وأهل القوة والعزم لا يعرض لهم
وحال البقاء أكمل منه
ولهذا كان البقاء حال نبينا ليلة الإسراء وقد رأى ما رأى وحال موسى الفناء ولهذا خر صعقا عند تجلي الله للجبل
وامرأة العزيز كانت أكمل حبا ليوسف من النسوة ولم يعرض لها ما عرض لهن عند رؤية يوسف لفنائهن وبقائها

مدارج السالكين/ ابن القيم

443 -من الأفضل الصديق أم المحدَّث
فصل المرتبة الرابعة مرتبة التحديث وهذه دون مرتبة الوحي الخاص
وتكون دون مرتبة الصديقين كما كانت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كما قال النبي إنه كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في هذه الأمة فعمر بن الخطاب
وسمعت شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية رحمه الله يقول جزم بأنهم كائنون في الأمم قبلنا وعلق وجودهم في هذه الأمة بإن الشرطية مع أنها أفضل الأمم لاحتياج الأمم قبلنا إليهم واستغناء هذه الأمة عنهم بكمال نبيها ورسالته ,فلم يحوج الله الأمة بعده إلى محدث ولا ملهم ولا صاحب كشف ولا منام فهذا التعليق لكمال الأمة واستغنائها لا لنقصها
والمحدث هو الذي يحدث في سره وقلبه بالشيء فيكون كما يحدث به
قال شيخنا والصديق أكمل من المحدث لأنه استغنى بكمال صديقيته ومتابعته عن التحديث والإلهام والكشف,فإنه قد سلم قلبه كله وسره وظاهره وباطنه للرسول فاستغنى به عما منه

قال وكان هذا المحدث يعرض ما يحدث به على ما جاء به الرسول فإن وافقه قبله وإلا رده فعلم أن مرتبة الصديقية فوق مرتبة التحديث
قال وأما ما يقوله كثير من أصحاب الخيالات والجهالات حدثني قلبي عن ربي فصحيح أن قلبه حدثه ولكن عمن عن شيطانه أو عن ربه
فإذا قال حدثني قلبي عن ربي كان مسندا الحديث إلى من لم يعلم أنه حدثه به وذلك كذب
قال ومحدث الأمة لم يكن يقول ذلك ولا تفوه به يوما من الدهر وقد أعاذه الله من أن يقول ذلك بل كتب كاتبه يوما هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال لا امحه واكتب هذا ما رأى عمر بن الخطاب فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن عمر والله ورسوله منه برىء
وقال في الكلالة أقول فيها برأيى فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان فهذا قول المحدث بشهادة الرسول
وأنت ترى الإتحادي والحلولي والإباحي الشطاح والسماعي مجاهر بالقحة والفرية يقول حدثني قلبي عن ربي
فانظر إلى ما بين القائلين والمرتبتين والقولين والحالين وأعط كل ذي حق حقه ولا تجعل الزغل والخالص شيئا واحدا


مدارج السالكين/ ابن القيم
444 -القرامطة

....فمثال الأول حال حمدان بن قرمط المنسوب إليه القرامطة إذ كان أحد دعاة الباطنية فاستجاب له جماعة نسبوا إليه ,وكان رجلا من أهل الكوفة مائلا إلى الزهد, فصادفه أحد دعاة الباطنية وهو متوجه إلى قريته وبين يديه بقر يسوقه
فقال له حمدان ـ وهو لا يعرف حاله ـ : أراك سافرت عن موضع بعيد فأين مقصدك ؟
فذكر موضعا هو قرية حمدان
فقال له حمدان : اركب بقرة من هذا البقر لتستريح به عن تعب المشي فلما رآه مائلا إلى الديانة أتاه من ذلك الباب وقال : إني لم أؤمن بل أؤمر بذلك
فقال له : وكأنك لا تعمل إلا بأمر
فقال : نعم
فقال حمدان : وبأمر من تعمل ؟
قال بأمر مالكي ومالكك ومن له الدنيا والآخرة
قال : ذلك هو رب العالمين
قال : صدقت ولكن الله يهب ملكه من يشاء
قال : وما غرضك في البقعة التي أنت متوجه إليها ؟
قال : أمرت أن أدعو أهلها من الجهل إلى العلم ومن الضلال إلى الهدى ومن الشقاوة إلى السعادة وأن أستنقذهم من ورطات الذل والفقر وأملكهم ما يستغنون به عن الكد والتعب
فقال له حمدان : أنقذني أنقذك الله وافض علي من العمل ما تحييني به فما أشد احيتاجي لمثل ما ذكرت !
فقال : فما أمرت أن أخرج السر المكنون إلى أحد إلا بعد الثقة به والعهد إليه
فقال : فما عهدك ؟ فاذكره فإني ملتزم له
فقال : أن تجعل لي وللإمام عهد الله على نفسك وميثاقك ألا تخرج سر الإمام الذي ألقيه إليك ولا تفشي سري أيضا
فالتزم حمدان عهده ثم اندفع الداعي في تعليمه فنون جهله حتى استدرجه واستغواه واستجاب له في جميع ما ادعاه ثم انتدب للدعوة وصار أصلا من أصول هذه البدعة فسمي أتباعه القرامطة

الإعتصام/267/1/ مشهور حسن
==================================

445- قصة اليتيم يوم العيد
خرج الرسول يوما لاداء صلاة العيد فرأى اطفالا يلعبون ويمرحون ولكنه رأى بينهم طفلا يبكي وعليه ثوب ممزق فاقترب منه وقال (( مالكَ تبكي ولاتلعب مع الصبيان))؟؟
فاجابه الصبي : ايها الرحل دعني وشأني ، لقد قتل ابي في إحدى الحروب وتزوجت امي فأكلوا مالي واخرجوني من بيتي فليس عندي مأكل ولامشرب ولاملبس ولابيت آوي إليه !! فعندما رايت الصبيان يلعبون بسرور تجدد حزني فبكيت على مصيبتي .
فأخذ الرسول بيد الصبي وقال له : (( اما ترضى ان اكون لك ابا وفاطمة اختا وعلي عما والحسن والحسين اخوين ؟؟؟))
فعرف الصبي الرسول وقال : كيف لا ارضى بذلك يارسول الله !!
فاخذه الرسول (صلى الله عليه وسلم) الى بيته وكساه ثوبا جديدا واطعمه وبعث في قلبه السرور . فركض الصبي الى الزقاق ليلعب مع الصبيان . فقال له الصبية : لقد كنت تبكي فما الذي جعلك ان تكون فرحا ومسرورا ؟؟؟
فقال اليتيم : كنت جائعا فشبعت وكنت عاريا فكُسيت وكنت يتيما فأصبح رسول لله ابي وفاطمة الزهراء اختي وعلي عمي والحسن والحسين اخوتي .

هذه القصة حذر منها الشيخ مشهور / كتب حذر منها العلماء ,و الشقيري/ السنن و المبتدعات/ و هي تنسب إلى كتاب التحفة المرضية
كتب حذر منها العلماء/ 2 /212

قال صاحب الموضوع : كم سمعت هذه القصة ممن يتصدر لخطبة الجمعة , يقرأها متباكيا , و يسمعها الحضور متأسفين على اليتيم ,فإذا خرجوا من المسجد أهانوا اليتيم
446- الأكل من كبد الأضحية
سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما رأيكم فيما قاله الفقهاء ـ رحمهم الله ـ من أنه يسن الأكل من كبد الأضحية؟ وهل عليه دليل؟
فأجاب فضيلته بقوله: يسن الأكل من أضحيته، والأكل من الأضحية عليه دليل من الكتاب والسنة، قال تعالى: {فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ }. والنبي عليه الصلاة والسلام، أمر بالأكل من الأضحية، وأكل من أضحيته، فاجتمعت السنتان القولية، والفعلية.
وأما اختيار أن يكون الأكل من الكبد فإنما اختاره الفقهاء، لأنها أخف وأسرع نضجاً، وليس من باب التعبد بذلك.
العثيمين/ الفتاوى
===
وقال ابن القيم في الزاد
وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَأْكُلُ قَبْلَ خُرُوجِهِ فِي عِيدِ الْفِطْرِ تَمَرَاتٍ وَيَأْكُلُهُنّ وِتْرًا وَأَمّا فِي عِيدِ الْأَضْحَى فَكَانَ لَا يَطْعَمُ حَتّى يَرْجِعَ مِنْ الْمُصَلّى فَيَأْكُلُ مِنْ أُضْحِيّتِهِ .انتهى
===
أما الزيادة في الحديث التي فيها الأكل من الكبد فقد رواها البيهقي فضعيفة .

447 -هل تصلى تحية المسجد في المصلى؟

...سابعاً: ومن أحكام صلاة العيد أنه عند كثير من أهل العلم أن الإنسان إذا جاء إلى مصلى العيد قبل حضور الإمام فإنه يجلس ولا يصلي ركعتين؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى العيد ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا جاء فلا يجلس حتى يصلي ركعتين؛ لأن مصلى العيد مسجد، بدليل منع الحيض منه، فثبت له حكم المسجد، فدل على أنه مسجد، وإلا لما ثبتت له أحكام المسجد، وعلى هذا فيدخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين». وأما عدم صلاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبلها وبعدها فلأنه إذا حضر بدأ بصلاة العيد.
إذن يثبت لمصلى العيد تحية المسجد كما تثبت لسائر المساجد، ولأننا لو أخذنا من الحديث أن مسجد العيد ليس له تحية لقلنا: ليس لمسجد الجمعة تحية؛ لأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا حضر مسجد الجمعة يخطب ثم يصلي ركعتين، ثم ينصرف ويصلي راتبة الجمعة في بيته، فلم يصل قبلها ولا بعدها.
والذي يترجح عندي أن مسجد العيد تصلى فيه ركعتان تحية المسجد، ومع ذلك لا ينكر بعضنا على بعض في هذه المسألة؛ لأنها مسألة خلافية، ولا ينبغي الإنكار في مسائل الخلاف إلا إذا كان النص واضحاً كل الوضوح، فمن صلى لا ننكر عليه، ومن جلس لا ننكر عليه.
العثيمين/ الفتاوى


============================

448 -سِرُّ تَخْصِيصِ أَبُو بُرْدَةَ بِإِجْزَاءِ تَضْحِيَتِهِ بِعِنَاقٍ
وَأَمَّا تَخْصِيصُهُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ نِيَارٍ بِإِجْزَاءِ التَّضْحِيَةِ بِالْعِنَاقِ دُونَ مَنْ بَعْدَهُ فَلِمُوجِبٍ أَيْضًا ، وَهُوَ أَنَّهُ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ مُتَأَوِّلًا غَيْرَ عَالِمٍ بِعَدَمِ الْإِجْزَاءِ ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ تِلْكَ لَيْسَتْ بِأُضْحِيَّةٍ وَإِنَّمَا هِيَ شَاةُ لَحْمٍ أَرَادَ إعَادَةَ الْأُضْحِيَّةِ ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلَّا عِنَاقٌ هِيَ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ ؛ فَرَخَّصَ لَهُ فِي التَّضْحِيَةِ بِهَا ؛ لِكَوْنِهِ مَعْذُورًا وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْهُ ذَبْحٌ تَأَوَّلَ فِيهِ ، وَكَانَ مَعْذُورًا بِتَأْوِيلِهِ ، وَذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ اسْتِقْرَارِ الْحُكْمِ ، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ الْحُكْمُ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ ذَلِكَ يُجْزِئُ إلَّا مَا وَافَقَ الشَّرْعَ الْمُسْتَقِرَّ ، وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ .
إعلام الموقعين عن رب العالمين/ ابن القيم/3/368/طبعة مشهور حسن

449- أعياد المسلمين
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال:
"إن الله قد أبدلكم يومين خيرا منهما يوم الفطر والأضحى"
فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو
ففي الدنيا للمؤمنين ثلاثة أعياد:
عيد يتكرر فهو يوم الجمعة وهو عيد الأسبوع وهو مترتب على إكمال الصلوات المكتوبات فإن الله عز وجل فرض على المؤمنين في كل يوم وليلة خمس صلوات وأيام الدنيا تدور على سبعة أيام فكلما دور أسبوع من أيام الدنيا واستكمل المسلمون صلواتهم فيه ,شرع لهم في يوم استكمالهم, وهو اليوم الذي كمل فيه الخلق وفيه خلق آدم وأدخل الجنة وأخرج منها وفيه ينتهي أمد الدنيا فتزول وتقوم الساعة
فالجمعة من الإجتماع على سماع الذكر والموعظة وصلاة الجمعة وجعل ذلك لهم عيدا ولهذا نهى عن إفراده بالصيام
وفي شهود الجمعة شبه من الحج , وقال سعيد بن المسيب: شهود الجمعة أحب إلي من حجة نافلة
والتبكير إليها يقوم مقام الهدي على قدر السبق
فأولهم كالمهدي بدنة ثم بقرة ثم كبشا ثم دجاجة ثم بيضة
وشهود الجمعة يوجب تكفير الذنوب إلى الجمعة الأخرى إذا سلم ما بين الجمعتين من الكبائر, كما أن الحج المبرور يكفر ذنوب تلك السنة إلى الحجة الأخرى وقد , وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة" وفي المسند عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في يوم الجمعة: "هو أفضل عند الله من يوم الفطر ويوم
فهذا عيد الأسبوع وهو متعلق بإكمال الصلوات المكتوبة وهي أعظم أركان الإسلام ومبانيه بعد الشهادتين.
وأما العيدان اللذان لا يتكرران في كل عام وإنما يأتي كل واحد منهما في العام مرة واحدة فأحدهما:
عيد الفطر من صوم رمضان وهو مترتب على إكمال صيام رمضان, وهو الركن الثالث من أركان الإسلام ومبانيه ,فإذا استكمل المسلمون صيام شهرهم المفروض عليهم و استوجبوا من الله والمغفر والعتق من النار ,فإن صيامه يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب وآخره عتق من النار يعتق فيه من النار من استحقها بذنوبه, فشرع الله تعالى لهم عقب إكمالهم لصيامهم عيدا يجتمعون فيه على شكر الله وذكره وتكبيره على ما هداهم له ,وشرع لهم في ذلك العيد الصلاة والصدقة وهو يوم الجوائز يستوفي الصائمون فيه أجر صيامهم ويرجعون من عيدهم بالمغفرة.
والعيد الثاني: عيد النحر وهو أكبر العيدين وأفضلهما وهو مترتب على إكمال الحج وهو الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه ,فإذا أكمل المسلمون حجهم غفر لهم ,وإنما يكمل الحج بيوم عرفة و الوقوف فيه بعرفة فإنه ركن الحج الأعظم كما قال صلى الله عليه وسلم:
"الحج عرفة"
ويوم عرفة هو يوم العتق من النار فيعتق الله من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين ,فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده لا شتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة, وإنما لم يشترك المسلمون كلهم في الحج كل عام رحمة من الله وتخفيفا على عباده, فإنه جعل الحج فريضة العمر لا فريضة كل عام وإنما هو في كل عام فرض كفاية بخلاف الصيام فإنه فريضة كل عام على كل مسلم
فإذا كمل يوم عرفة وأعتق الله عباده المؤمنين من النار اشترك المسلمون كلهم في العيد عقب ذلك وشرع للجميع التقرب إليه بالنسك وهو إراقة دماء القرابين.
لطائف المعارف/ ابن رجب/ المجلس الثاني/ فضل يوم عرفة
450 -نعمة الأكل من بهيمة الأنعام


في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل" إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته ,وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات ,وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له فمن استعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله وبدلها كفرا وهو جدير أن يسلبها كما قيل:
إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الإله ... فشكر الإله يزيل النقم
وخصوصا نعمة الأكل من لحوم بهيمة الأنعام كما في أيام التشريق فإن هذه البهائم مطيعة وهي مسبحة له قانتة كما قال تعالى:
{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الاسراء: 44]
وإنها تسجد له كما أخبر بذلك في سورة النحل وسورة الحج وربما كانت أكثر ذكرا لله من بعض بني آدم وفي المسند مرفوعا:
"رب بهيمة خير من راكبها واكثر له منه ذكرا" (ضعيف)
وقد أخبر الله تعالى في كتابه أن كثيرا من الجن والإنس كالأنعام بل هم أضل.
فأباح الله عز وجل ذبح هذه البهائم المطيعة الذاكرة له لعباده المؤمنين حتى تتقوى بها أبدانهم وتكمل لذاتهم في أكلهم اللحوم ,فإنها من أجل الأغذية وألذها مع أن الأبدان تقوم بغير اللحم من النباتات وغيرها, لكن لا تكمل القوة والعقل واللذة إلا باللحم, فأباح للمؤمنين قتل هذه البهائم والأكل من لحومها ليكمل بذلك قوة عباده وعقولهم فيكون ذلك عونا لهم على علوم نافعة وأعمال صالحة يمتاز بها بنو آدم على البهائم, وعلى ذكر الله عز وجل ,وهو أكثر من ذكر البهائم فلا يليق بالمؤمن مع هذا إلا مقابلة هذه النعم بالشكر عليها والإستعانة بها على طاعة الله عز وجل وذكره,حيث فضل الله ابن آدم على كثير من المخلوقات وسخر له هذه الحيوانات قال الله تعالى:
{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الحج: 36]
فأما من قتل هذه البهيمة المطيعة الذاكرة لله عز وجل ثم استعان بأكل لحومها على معاصي الله عز وجل ونسي ذكر الله عز وجل, فقد قلب الأمر وكفر النعمة
فلا كان من كانت البهائم خيرا منه وأطوع.
نهارك يا مغرور سهو وغفلة ... و ليلك نوم والردى لك لازم
وتتعب فيما سوف تكره غبه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائم

لطائف المعارف/ ابن رجب/ المجلس الثالث/ أيام التشريق
















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة



عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:16

451 -ما هو البرزخ
قال الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 100]
قال مجاهد: البرزخ الحاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا
وعنه قال هو ما بين الموت إلى البعث.
قال الحسن: هي هذه القبور التي بينكم وبين الآخرة.
وعنه قال أبو هريرة هي هذه القبور التي تركضون عليها لا يسمعون الصوت
وقال عطاء الخراساني: البرزخ مدة ما بين الدنيا والآخرة.
وصلى أبو أمامة على جنازة فلما وضعت في لحدها قال أبو أمامة هذا برزخ إلى يوم يبعثون.
وقيل للشعبي: مات فلان
قال: ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة هو في برزخ
وسمع رجلا يقول مات فلان أصبح من أهل الآخرة
قال لا تقل من أهل الآخرة ولكن قل من أهل القبور.
أهوال القبور / ابن رجب
452- البرزخ
روى هناد بن السري قال حدثنا محمد بن فضيل ، و وكيع عن فطر قال سألت مجاهداً عن قول الله تعالى : و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون
قال هو مابين الموت و البعث .
و قيل للشعبي : مات فلان .
قال : ليس هو في الدنيا و لا في الآخرة هو في برزخ
و البرزخ في كلام العرب الحاجز بين الشيئين . و من قوله تعالى : (و جعل بينهما برزخاً) أي : حاجزاً و كذلك هو في الآية من وقت الموت إلى البعث
فمن مات فقد دخل في البرزخ
و قوله تعالى : و من ورائهم برزخ أي من أمامهم و بين أيديهم .
التذكرة / القرطبي

453-مثواه الأخير


انتشرت هذه العبارة في زماننا على ألسنة المذيعين وبأقلام الصحفيين ، وهي من جهالاتهم الكثيرة ، المبنية على ضعف رعاية سلامة الاعتقاد . يقولونها حينما يموت شخص ، ثم يدفن ، فيقولون : (( ثم دفن في مثواه الأخير )) ونحوها .
ومعلوم أن (( القبر )) مرحلة بين الدنيا والآخرة ، فبعده البعث ثم الحشر ، ثم العرض في يوم القيامة ثم إلى جنة أو نار : {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [ الشورى: من الآية7] .
ولذا فلو اطلقها إنسان معتقداً ما ترمي إليه من المعنى الإلحادي الكفري المذكور ؛ لكان كافراً مرتداً فيجب إنكار إطلاقها ، وعدم استعمالها .
معجم المناهي اللفظية/ بكر أبو زيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:17

454- لماذا تشدد سكرة الموت على الأنبياء صلوات الله عليهم
... و ما جرى على الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين من شدائد الموت و سكراته ، فله فائدتان :
إحداهما : أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت و أنه باطن, و قد يطلع الإنسان على بعض الموتى فلا يرى عليه حركة و لا قلقاً و يرى سهولة خروج روحه ، فيغلب على ظنه سهولة أمر الموت و لا يعرف ما الميت فيه ؟
فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم : شدة ألمه ، مع كرامتهم على الله تعالى و تهونيه على بعضهم ، قطع الخلق بشدة الموت الذي يعانيه و يقاسيه الميت مطلقاً لإخبار الصادقين عنه ، ما خلا الشهيد قتيل الكفار على ما يأتي ذكره .
الثانية : ربما خطر لبعض الناس أن هؤلاء : أحباب الله ، و أنبياؤه و رسله ، فكيف يقاسون هذه الشدائد العظيمة ؟ و هو سبحانه قادر أن يخفف عنهم أجمعين ، كما قال في قصة إبراهيم : أما إنا قد هونا عليك .
فالجواب : أن أشد الناس بلاء في الدنيا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل كما قال نبينا عليه السلام .

التذكرة/ القرطبي/ما جاء أن للموت سكرات

455-هل كل المخلوقات تجد سكرة الموت
إن قال قائل : كل المخلوقات تجد هذه السكرات ؟
قيل له : قال بعض العلماء قد وجب بحكم القول الصدق ، و الكلمة الحق ، أن الكأس مر المذاق ، و إن قد ذيق و يذاق و لكن ثم فرقان ، و تقديرات و أوزان
و إن الله سبحانه و تعالى لما انفرد بالبقاء وحده لا شريك له و أجرى سنة الهلاك و الفناء على الخلق دونه ، خالف في ذلك جل جلاله بين المخلوقات ، و فرق بين المحسوسات ، بحسب ما خالف بين المنازل و الدرجات ، فنوع أرضي حيواني . إنساني و غير إنساني
و فوقه عالم روحاني و ملأ علواني رضواني
كل يشرب من ذلك الكأس جرعته .
التذكرة/ القرطبي/ما جاء أن للموت سكرات
456-احذر سوء الخاتمة

و قال الربيع بن شبرة بن معبد الجهني و كان عابداً بالبصرة : أدركت الناس بالشام و قيل لرجل : يا فلان قل : لا إله إلا الله
قال : اشرب و اسقني
و قيل لرجل بالأهواز يا فلان قل : لا إله إلا الله
فجعل يقول : ده يازده دوازده تفسيره : عشرة ، أحد عشرة ، اثنا عشر .
كان هذا الرجل من أهل العمل و الديوان ، فغلب عليه الحساب و الميزان . ذكر هذا التفسير أبو محمد عبد الحق .

قال الربيع : و قيل لرجل ها هنا بالبصرة يا فلان قل : لا إله إلا الله
فجعل يقول :
يا رب قائلة يوماً و قد لغبت=== أين الطريق إلى حمام منجاب
قال الفقيه أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد : هذا رجل قد استدلته امرأة إلى الحمام ، فدلها إلى منزله فقاله عند الموت .
و ذكر أبو محمد عبد الحق هذه الحكاية ، في كتاب العاقبة له فقال : و هذا الكلام له قصة
و ذلك أن رجلاً كان واقفاً بإزاء داره ، و كان بابه يشبه باب حمام فمرت به جارية لها منظر و هي تقول : أين الطريق إلى حمام منجاب ؟
فقال لها : هذا حمام منجاب . و أشار إلى داره
فدخلت الدار و دخل وراءها
فلما رأت نفسه معه في دار و ليس بحمام علمت أنه خدعها أظهرت له البشر و الفرح باجتماعها معه على تلك الخلوة و في تلك الدار و قالت له : يصلح معنا ما نطيب به عيشنا و تقر به أعيننا
فقال لها : الساعة آتيك بكل ما تريدين و بكل ما تشتهين
فخرج و تركها في الدار و لم يقفلها ، و تركها محلولة على حالها و مضى ، فأخذ ما يصلح لهما و رجع ، و دخل الدار فوجدها قد خرجت و ذهبت و لم يجد لها أثراً
فهام الرجل بها و أكثر الذكر لها و الجزع عليها و جعل يمشي في الطرق و الأزقة و هو يقول :
يا رب قائلة يوماً قد لغبت=== أين الطريق إلى حمام منجاب
و إذا بجارية تجاوبه من طاق و هي تقول :
هلا جعلت لها لما ظفرت بها=== حرزاً على الدار أو قفلاً على الباب
فزاد هيمانه و اشتد هيجانه ، و لم يزل كذلك حتى كان من أمره ما ذكر . فنعوذ بالله من المحن و الفتن .
قلت : و مثل هذا في الناس كثير ممن غلب عليه الاشتغال بالدنيا و الهم بها أو سبب من أسبابها ، حتى لقد حكي لنا أن بعض السماسرة جاء عنده الموت فقيل له : قل : لا إله إلا الله .
فجعل يقول : ثلاثة و نصف أربعة و نصف . غلبت عليه السمسرة .

و لقد رأيت بعض الحُساب و هو في غاية المرض ، يعقد بأصابعه و يحسب .
و قيل لآخر : قل : لا إله إلا الله فجعل يقول : الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا و الجنان الفلاني اعملوا فيها كذا .
و قيل لآخر : قل : لا إله إلا الله فجعل يقول : عقلك الحمارة
و قيل لآخر : قل : لا إله إلا الله فجعل يقول : البقرة الصفراء ، غلب عليه حبها و الاشتغال بها . نسأل الله السلامة و الممات على الشهادة بمنه و كرمه .

و لقد حكى ابن ظفر في كتاب النصائح له قال : كان يونس بن عبيد رحمه الله تعالى ـ بزازاً ، و كان لا يبيع في طرفي النهار و لا في يوم غيم ، فأخذ يوماً ميزانه فرضه بين حجرين فقيل له : هلا أعطيته الصانع فأصلح فساده ؟
فقال : لو علمت فيه فساداً لما أبقيت من مالي قوت ليلة .
قيل له : فلم كسرته ؟
قال : حضرت الساعة رجلاً احتضر فقلت له : قل : لا إله إلا الله فامتعض ، فألححت عليه
فقال : ادع الله لي فقال : هذا لسان الميزان على لساني يمنعني من قولها .
قلت : أفما يمنعك إلا من قولها ؟
فقال : نعم .
قلت : و ما كان عملك به ؟
قال : ما أخذت و لا أعطيت به إلا حقاً في علمي ، غير أني كنت أقيم المدة لا أفتقده و لا أحتبره .
فكان يونس بعد ذلك يشترط على من يبايعه أن يأتي بميزان و يزن بيده و إلا لم يبايعه .

التذكرة / القرطبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:20




457- توجيه حديث :لَا يُضْرَبُ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ

فَإِنْ قِيلَ : فَمَا تَصْنَعُونَ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لَا يُضْرَبُ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ } .
قِيلَ : نَتَلَقَّاهُ بِالْقَبُولِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَيْءٍ مِمَّا ذَكَرْنَا ، فَإِنَّ الْحَدَّ فِي لِسَانِ الشَّارِعِ أَعَمُّ مِنْهُ فِي اصْطِلَاحِ الْفُقَهَاءِ ؛ فَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ بِالْحُدُودِ عُقُوبَاتِ الْجِنَايَاتِ الْمُقَدَّرَةِ بِالشَّرْعِ خَاصَّةً ، وَالْحَدُّ فِي لِسَانِ الشَّارِعِ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَإِنَّهُ يُرَادُ بِهِ هَذِهِ الْعُقُوبَةَ تَارَةً وَيُرَادُ بِهِ نَفْسَ الْجِنَايَةِ تَارَةً ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا } وَقَوْلُهُ : { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا } فَالْأَوَّلُ حُدُودُ الْحَرَامِ ، وَالثَّانِي حُدُودُ الْحَلَالِ .
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إنَّ اللَّهَ حَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا } وَفِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الَّذِي تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ وَالسُّورَانُ حُدُودُ اللَّهِ ، وَيُرَادُ بِهِ تَارَةً جِنْسُ الْعُقُوبَةِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مُقَدَّرَةً ، فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لَا يُضْرَبُ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ } يُرِيدُ بِهِ الْجِنَايَةَ الَّتِي هِيَ حَقٌّ لِلَّهِ .
فَإِنْ قِيلَ : فَأَيْنَ تَكُونُ الْعَشَرَةُ فَمَا دُونَهَا إذْ كَانَ الْمُرَادُ بِالْحَدِّ الْجِنَايَةُ ؟ .
قِيلَ : فِي ضَرْبِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَعَبْدَهُ وَوَلَدَهُ وَأَجِيرَهُ ، لِلتَّأْدِيبِ وَنَحْوَهُ ، فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ ؛ فَهَذَا أَحْسَنُ مَا خُرِّجَ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ ، وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ

إعلام الموقعين/ ابن القيم/3/234

458- لماذا لا يفْسَدَ عَلَى الزَّانِي فَرْجَهُ الَّذِي بَاشَرَ بِهِ الْمَعْصِيَةَ؟

فَإِنْ قِيلَ : فَهَلَّا أَفْسَدَ عَلَى الزَّانِي فَرْجَهُ الَّذِي بَاشَرَ بِهِ الْمَعْصِيَةَ .

قِيلَ : لِوُجُوهٍ :

أَحَدُهَا : أَنَّ مَفْسَدَةَ ذَلِكَ تَزِيدُ عَلَى مَفْسَدَةِ الْجِنَايَةِ ، إِذْ فِيهِ قَطْعُ النَّسْلِ وَتَعْرِيضُهُ لِلْهَلَاكِ .

الثَّانِي : أَنَّ الْفَرْجَ عُضْوٌ مَسْتُورٌ ، لَا يَحْصُلُ بِقَطْعِهِ مَقْصُودُ الْحَدِّ مِنَ الرَّدْعِ وَالزَّجْرِ لِأَمْثَالِهِ مِنَ الْجُنَاةِ ، بِخِلَافِ قَطْعِ الْيَدِ .

الثَّالِثُ : أَنَّهُ إِذَا قَطَعَ يَدَهُ أَبْقَى لَهُ يَدًا أُخْرَى تُعَوِّضُ عَنْهَا ، بِخِلَافِ الْفَرْجِ .

الرَّابِعُ : أَنَّ لَذَّةَ الزِّنَا عَمَّتْ جَمِيعَ الْبَدَنِ ، فَكَانَ الْأَحْسَنُ أَنْ تَعُمَّ الْعُقُوبَةُ جَمِيعَ الْبَدَنِ ، وَذَلِكَ أَوْلَى مِنْ تَخْصِيصِهَا بِبُضْعَةٍ مِنْهُ .
الداء و الدواء/ ابن القيم/171/دار ابن الجوزي
459 -الحكمة في قطع يد السارق
وَجَعَلَ سُبْحَانَهُ الْقَطْعَ بِإِزَاءِ فَسَادِ الْأَمْوَالِ الَّذِي لَا يُمْكِنُ الِاحْتِرَازُ مِنْهُ ، لِأَنَّهُ يَأْخُذُ الْأَمْوَالَ فِي الِاخْتِفَاءِ ، وَيُنَقِّبُ الدُّورَ ، وَيَتَسَوَّرُ مِنْ غَيْرِ الْأَبْوَابِ ، فَهُوَ كَالسِّنَّوْرِ وَالْحَيَّةِ الَّتِي تَدْخُلُ عَلَيْكَ مِنْ حَيْثُ لَا تَعْلَمُ ، فَلَمْ تَرْتَفِعْ مَفْسَدَةُ سَرِقَتِهِ إِلَى الْقَتْلِ ، وَلَا تَنْدَفِعُ بِالْجَلْدِ ، فَأَحْسَنُ مَا دُفِعَتْ بِهِ مَفْسَدَتُهُ إِبَانَةُ الْعُضْوِ الَّذِي يَتَسَلَّطُ بِهِ عَلَى الْجِنَايَةِ ، وَجُعِلَ الْجَلْدُ بِإِزَاءِ إِفْسَادِ الْعُقُولِ وَتَمْزِيقِ الْأَعْرَاضِ بِالْقَذْفِ .
الداء و الدواء/ابن القيم
=====================


460- معنى المقام المحمود (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)


فصل : و اختلف الناس في المقام المحمود على خمسة أقوال :
الأول : أنه الشفاعة للناس يوم القيامة كما تقدم . قاله حذبفة بن اليمان و ابن عمر رضي الله عنهم .
الثاني : إنه أعطاؤه عليه السلام لواء الحمد يوم القيامة قلت : و هذا القول لا تنافي بينه و بين الأول فإنه يكون بيده لواء الحمد و يشفع .
و روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا ، و أنا خطيبهم إذا وفدوا ، و أنا مبشرهم إذا أيسوا ، لواء الحمد بيدي فأنا أكرم ولد آدم على ربي و لا فخر . و في رواية أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا ، و أنا قائدهم إذا وفدوا ، و أنا خطيبهم إذا أنصتوا ، و أنا شفيعهم إذا أيسوا ، و أنا مبشرهم إذا أبلسوا . لواء الكرم بيدي و أنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف علي ألف خادم كأنهم لؤلؤ مكنون .
الثالث : ما حكاه الطبري عن فرقة منها مجاهد . أنها قالت : المقام المحمود هو أن يجلس الله محمداً صلى الله عليه و سلم معه على كرسيه ، و روت في ذلك حديثاً .
قلت : و هذا قول مرغوب عنه و إن صح الحديث ، فيتأول على أنه يجلس مع أنبيائه و ملائكته . قال ابن عبد البر في كتاب التمهيد : و مجاهد و إن كان أحد أئمة بتأويل القرآن فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم . أحدهما هذا ، و الثاني في تأويل قوله تعالى Sad وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة) قال : تنتظر الثواب و ليس من النظر .
الرابع : إخراجه طائفة من النار . روى مسلم عن يزيد الفقير قال : كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج ، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد الحج ثم نخرج على الناس فمررنا على المدينة ، فإذا جابر بن عبد الله رضي الله عنه يحدث الناس أو القوم إلى سارية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : و إذا هو قد ذكر الجهنميين قال فقلت له يا صاحب رسول الله : ما هذا الذي تحدثون و الله تعالى يقول ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها فما هذا الذي تقولون فقال : أتقرأ القرآن ؟ فقلت : نعم . فقال : فهل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه و سلم يعني الذي بيعثه الله عز و جل ؟ قلت : نعم . قال : فإنه مقام محمد صلى الله عليه و سلم الذي يخرج الله به من يخرج . و ذكر الحديث .
و في البخاري من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم و فيه : و قد سمعته يقول فأخرج فأخرجهم و أدخلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود قال : ثم تلا هذه الآية عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً قال هو المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه و سلم .
الخامس : ما روي أن مقامه المحمود شفاعته رابع أربعة
التذكرة/ القرطبي

461- من زعم ان النبي كان على دين قومه قبل أن يبعث

قال حنبل: قلت لأبي عبد الله يعني أحمد: من زعم أن النبي كان على دين قومه قبل أن يبعث؟
قال: هذا قول سوء ينبغي لصاحب هذه المقالة أن يحذر كلامه ولا يجالس
قلت له: إن جارنا الناقد أبا العباس يقول هذه المقالة؟
قال: قاتله الله وأي شيء أبقى إذا زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على دين قومه وهم يعبدون الأصنام قال الله تعالى حاكيا عن عيسى عليه السلام: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]
قلت له: وزعم أن خديجة كانت على ذلك حين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية
قال: أما خديجة فلا أقول شيئا قد كانت أول من آمن به من النساء ثم قال: ماذا يحدث الناس من الكلام!!
لطائف المعارف/ ابن رجب

462- لماذا كان أول المخلوقات القلم و آخر المخلوقات آدم
كان أول المخلوقات القلم ليكتب المقادير قبل كونها
وجعل آدم آخر المخلوقات وفي ذلك حكم :
أحدها :تمهيد الدار قبل الساكن
الثانية: انه الغاية التي خلق لاجلها ما سواه من السموات والأرض والشمس و القمر و البر و البحر
الثالثة: ان احذق الصناع يختم عمله بأحسنه وغايته كما يبدؤه باساسه ومبادئه
الرابعة: ان النفوس متطلعة الى النهايات والأواخر دائما ولهذا قال موسي للسحرةSad القوا ما انتم ملقون )فلما راى الناس فعلهم تطلعوا الى ما يأتي بعده.
الخامسة :ان الله سبحانه أخر أفضل الكتب والانبياء والأمم الى آخر الزمان وجعل الآخرة خيرا من الأولى والنهايات أكمل من البدايات, فكم بين قول الملك للرسول اقرا فيقول ما انا بقاريء, وبين قوله تعالىSad اليوم أكملت لكم دينكم)
السادسة: ان سبحانه جمع ما فرقه في العالم في آدم فهو العالم الصغير وفيه ما في العالم الكبير
السابعة :ان خلاصة الوجود وثمرته فناسب ان يكون خلقه بعد الموجودات.
الثامنة :ان من كرامته علي خالقه أنه هيأ له مصالحه وحوائجه وآلات معيشته وأسباب حياته فما رفع رأسه الا وذلك كله حاضر عتيد
التاسعة :انه سبحانه أراد أن يظهر شرفه وفضله على سائر المخلوقات فقدمها عليه في الخلق ولهذا قالت الملائكة ليخلق ربنا ما شاء ,فلن يخلق خلقا اكرم عليه منا, فلما خلق آدم وأمرهم بالسجود له ظهر فضله وشرفه عليهم بالعلم والمعرفة, فلما وقع في الذنب ظنت الملائكة أن ذلك الفضل قد نسخ, ولم تطلع على عبودية التوبة الكامنه, فلما تاب الى ربه وأتى بتلك العبودية علمت الملائكة ان لله في خلقه سرا لا يعلمه سواه
العاشرة: انه سبحانه لما افتتح خلق هذا العالم بالقلم من أحسن المناسبة أن يختمه بخلق الانسان فان القلم آلة العلم والانسان هو العالم ولهذا اظهر سبحانه فضل آدم على الملائكة بالعلم الذي خص به دونهم

الفوائد/ ابن القيم

============================

قال ابن أبي العز الحنفي/شرح الطحاوية
الْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي ذِكْرِ الْحَوْضِ تَبْلُغُ حَدَّ التَّوَاتُرِ، رَوَاهَا مِنَ الصَّحَابَةِ بِضْعٌ وَثَلَاثُونَ صَحَابِيًّا، وَلَقَدِ اسْتَقْصَى طُرُقَهَا شَيْخُنَا الشَّيْخُ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ كَثِيرٍ، تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، فِي آخِرِ تَارِيخِهِ الْكَبِيرِ، الْمُسَمَّى بِ"الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ".
ثم قال : فَقَاتَلَ اللَّهُ الْمُنْكِرِينَ لِوُجُودِ الْحَوْضِ، وَأَخْلِقْ بِهِمْ أَنْ يُحَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ وُرُودِهِ يَوْمَ الْعَطَشِ الْأَكْبَرِ.
463- الحوض قبل الصراط
قال القرطبي:
ذهب صاحب القوت و غيره إلى أن حوض النبي صلى الله عليه و سلم إنما هو بعد الصراط
و الصحيح أن للنبي صلى الله عليه و سلم حوضين : أحدهما في الموقف قبل الصراط ، و الثاني في الجنة و كلاهما يسمى كوثرا على ما يأتي
و الكوثر في كلام العرب الخير الكثير
و اختلف في الميزان و الحوض أيهما قبل الآخر
فقيل : الميزان قبل
و قيل : الحوض .
قال أبو الحسن القابسي : و الصحيح أن الحوض قبل .
قلت : و المعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عطاشاً من قبورهم كما تقدم ، فيقدم قبل الصراط و الميزان و الله أعلم
و قال أبو حامد في كتاب كشف علوم الآخرة ، و حكى بعض السلف من أهل التصنيف : أن الحوض يورد بعد الصراط و هو غلط من قائله . قال المؤلف : هو كما قال .
التذكرة / القرطبي

464- رفع الإشكال حول الأحاديث التي تصف الحوض

بعد أن ذكر القرطبي أحاديث وصف الحوض قال:
قال القرطبي:
ظن بعض الناس أن هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراب و اختلاف و ليس كذلك ، و إنما تحدث النبي صلى الله عليه و سلم بحديث الحوض مرات عديدة و ذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة مخاطباً لكل طائفة بما كانت تعرف من مسافات مواضعها ، فيقول لأهل الشام ما بين أذرح و جرباء ، و لأهل اليمن من صنعاء إلى عدن . و هكذا و تارة آخرى يقدر بالزمان فيقول : مسيرة شهر ، و المعنى المقصود أنه حوض كبير متسع الجوانب و الزوايا فكان ذلك بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات فخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها ، و الله أعلم .
التذكرة / القرطبي

465- هل الحوض يكون على هذه الأرض؟
قال القرطبي:
و لا يخطر ببالك أو يذهب وهمك إلى أن الحوض يكون على وجه هذه الأرض و إنما يكون وجوده في الأرض المبدلة على مسامتة هذه الأقطار أو في المواضع تكون بدلاً من هذه المواضع في هذه الأرض ,و هي أرض بيضاء كالفضة لم يسفك فيها دم ، و لم يظلم على ظهرها أحد قط كما تقدم ، تطهر لنزول الجبار جل جلاله لفصل القضاء
التذكرة / القرطبي

=======================



466- ما السر في حراسة الكعبة من أصحاب الفيل في الجاهلية ولم تحرس في الإسلام مما صنع بها الحجاج والقرامطة؟


فإن قال قائل ما السر في حراسة الكعبة من أصحاب الفيل في الجاهلية ولم تحرس في الإسلام مما صنع بها الحجاج والقرامطة حين سلبوها ثيابها وقلعوا الحجر ومما يصنع بها في آخر الزمان؟
فالجواب أن حبس الفيل كان علما لنبوة نبينا ودليلا على نبوته, لأن أهله كانوا عمار البيت وسكان الوادي, فصين ليعرفوا نعمة الذي حفظه بلا قتال,
فلما ظهر نبي منهم تأكدت الحجة عليهم بالأدلة التي شوهدت بالبصر قبل الأدلة التي ترى بالبصائر, وكان حكم الحس غالبا على القوم فأروا آية تدل على وجود الناصر
فلما ظهر الدين وقويت حججه كان ما جرى ويجري على الكعبة ابتلاء للخلق كما سلط الكفار على الأنبياء لينظر إيمان المؤمنين هل يثبت أو يتزلزل

كشف المشكل من حديث الصحيحين/ أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي


477- كم بنيت الكعبة من مرة ؟
قال السهيلي:
وَكَانَ بِنَاؤُهَا فِي الدّهْرِ خَمْسَ مَرّاتٍ .
الْأُولَى : حِينَ بَنَاهَا شِيثُ بْنُ آدَمَ
وَ الثّانِيَةُ حِينَ بَنَاهَا إبْرَاهِيمُ عَلَى الْقَوَاعِدِ الْأُولَى
وَ الثّالِثَةُ حِينَ بَنَتْهَا قُرَيْشٌ قَبْلَ الْإِسْلَامِ بِخَمْسَةِ أَعْوَامٍ
وَ الرّابِعَةُ حِينَ احْتَرَقَتْ فِي عَهْدِ ابْنِ الزّبَيْرِ بِشَرَارَةِ طَارَتْ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ ، فَوَقَعَتْ فِي أَسْتَارِهَا ، فَاحْتَرَقَتْ وَقِيلَ إنّ امْرَأَةً أَرَادَتْ أَنْ تُجَمّرَهَا ، فَطَارَتْ شَرَارَةٌ مِنْ الْمِجْمَرِ فِي أَسْتَارِهَا ، فَاحْتَرَقَتْ فَشَاوَرَ ابْنُ الزّبَيْرِ فِي هَدْمِهَا مَنْ حَضَرَهُ فَهَابُوا هَدْمَهَا ، وَقَالُوا : نَرَى أَنْ يصْلَحَ مَا وَهَى ، وَلَا تُهْدَمَ . فَقَالَ لَوْ أَنّ بَيْتَ أَحَدِكُمْ احْتَرَقَ لَمْ يَرْضَ لَهُ إلّا بِأَكْمَلِ صَلَاحٍ . وَلَا يَكْمُلُ إصْلَاحُهَا إلّا بِهَدْمِهَا . فَهَدَمَهَا حَتّى أَفْضَى إلَى قَوَاعِدِ إبْرَاهِيمَ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا فِي الْحَفْرِ . فَحَرّكُوا حَجَرًا فَرَأَوْا تَحْتَهُ نَارًا وَهَوْلًا . أَفْزَعَهُمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُقِرّوا الْقَوَاعِدَ وَأَنْ يَبْنُوا مِنْ حَيْثُ انْتَهَى الْحَفْرُ
الخامسة :عبد الملك ابن مروان هدم ما بناه ابن الزبير و بناها على ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
و قال النووي في شرح مسلم
قال العلماء بنى البيت خمس مرات :
بنته الملائكة
ثم ابراهيم صلى الله عليه و سلم
ثم قريش في الجاهلية وحضر النبي صلى الله عليه و سلم هذا البناء وله خمس وثلاثون سنة وقيل خمس وعشرون
ثم ابن الزبير
ثم الحجاج
و استمر إلى الآن

إعلام الساجد بأحكام المساجد/محمد ابن عبد الله الزركشي/47 /مصطفى المراغي


478 -إشكال في بناء بيت المقدس

وَمِنْ خَوَاصّهَا أَيْضًا أَنّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ أَوّلُ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ كَمَا فِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ أَبِي ذَر ّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ أَوّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ ؟
فَقَالَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ
قُلْتُ: ثُمّ أَيّ ؟
قَالَ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى
قُلْتُ :كَمْ بَيْنَهُمَا ؟
قَالَ أَرْبَعُونَ عَامًا
وَقَدْ أَشْكَلَ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْمُرَادَ بِهِ فَقَالَ مَعْلُومٌ أَنّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ هُوَ الّذِي بَنَى الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ إبْرَاهِيمَ أَكْثَرُ مِنْ أَلْفِ عَامٍ
وَهَذَا مِنْ جَهْلِ هَذَا الْقَائِلِ, فَإِنّ سُلَيْمَانَ إنّمَا كَانَ لَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى تَجْدِيدُهُ لَا تَأْسِيسُهُ
وَاَلّذِي أَسّسَهُ هُوَ يَعْقُوبُ بْنُ إسْحَاقَ صَلّى اللّه عَلَيْهِمَا وَآلِهِمَا وَسَلّمَ بَعْدَ بِنَاءِ إبْرَاهِيمَ الْكَعْبَةَ بِهَذَا الْمِقْدَارِ
زاد المعاد/ ابن القيم
















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:22





479- معنى الإلحاد في أسماء الله


....و أيضا فلو لم تكن أسماؤه ذوات معان وأوصاف لكانت جامدة كالأعلام المحضة التي لم توضع لمسماها باعتبار معنى قام به ,فكانت كلها سواء ,ولم يكن فرق بين مدلولاتها ,وهذا مكابرة صريحة وبهت بين,
فإن من جعل معنى اسم القدير هو معنى اسم السميع البصير و معنى اسم التواب هو معنى اسم المنتقم و معنى اسم المعطي هو معنى اسم المانع فقد كابر العقل واللغة والفطرة
فنفي معاني أسمائه من أعظم الإلحاد فيها والإلحاد فيها أنواع هذا أحدها

الثاني: تسمية الأوثان بها كما يسمونها آلهة, و قال ابن عباس ومجاهد عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه فسموا بها أوثانهم فزادوا و نقصوا فاشتقوا اللات من الله, و العزى من العزيز و مناة من المنان
وروي عن ابن عباس يلحدون في أسمائه يكذبون عليه, و هذا تفسير بالمعنى
و حقيقة الإلحاد فيها العدول بها عن الصواب فيها وإدخال ما ليس من معانيها فيها و إخراج حقائق معانيها عنها هذا حقيقة الإلحاد
و من فعل ذلك فقد كذب على الله, ففسر ابن عباس الإلحاد بالكذب أو هو غاية الملحد في أسمائه تعالى ,فإنه إذا أدخل في معانيها ما ليس منها وخرج بها عن حقائقها أو بعضها فقد عدل بها عن الصواب والحق وهو حقيقة الإلحاد .
فالإلحاد إما بجحدها وإنكارها, و إما بجحد معانيها وتعطيلها,و إما بتحريفها عن الصواب و إخراجها عن الحق بالتأويلات الباطلة, وإما بجعلها أسماء لهذه المخلوقات المصنوعات, كإلحاد أهل الإتحاد فإنهم جعلوها أسماء هذا الكون محمودها ومذمومها ,حتى قال زعيمهم :و هو المسمى بكل اسم ممدوح عقلا و شرعا وعرفا و بكل اسم مذموم عقلا وشرعا و عرفا
تعالى الله عما يقول الملحدون علوا كبيرا
مدارج السالكين/ ابن القيم

480-دلالة المطابقة, اللزوم,التضمن

...أن الإسم من أسمائه تبارك وتعالى كما يدل على الذات والصفة التي اشتق منها بالمطابقة فإنه يدل عليه دلالتين أخريين بالتضمن واللزوم,
فيدل على الصفة بمفردها بالتضمن, و كذلك على الذات المجردة عن الصفة و يدل على الصفة الأخرى باللزوم
فإن اسم السميع يدل على ذات الرب وسمعه بالمطابقة ,و على الذات وحدها و على السمع وحده بالتضمن ويدل على اسم الحي وصفة الحياة بالإلتزام وكذلك سائر أسمائه وصفاته
و لكن يتفاوت الناس في معرفة اللزوم وعدمه, و من ههنا يقع اختلافهم في كثير من الأسماء والصفات والأحكام, فإن من علم أن الفعل الإختياري لازم للحياة وأن السمع والبصر لازم للحياة الكاملة وأن سائر الكمال من لوازم الحياة الكاملة أثبت من أسماء الرب وصفاته وأفعاله ما ينكره من لم يعرف لزوم ذلك ولا عرف حقيقة الحياة ولوازمها وكذلك سائر صفاته .
فإن اسم العظيم له لوازم ينكرها من لم يعرف عظمة الله ولوازمها
وكذلك اسم العلي واسم الحكيم وسائر أسمائه
فإن من لوازم اسم العلي العلو المطلق بكل اعتبار فله العلو المطلق من جميع الوجوه علو القدر وعلو القهر وعلو الذات ,فمن جحد علو الذات فقد جحد لوازم اسمه العلي
و كذلك اسمه الظاهر من لوازمه أن لا يكون فوقه شيء كما في الصحيح عن النبي( وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ),بل هو سبحانه فوق كل شيء فمن جحد فوقيته سبحانه فقد جحد لوازم اسمه الظاهر
و لا يصح أن يكون الظاهر هو من له فوقية القدر فقط كما يقال الذهب فوق الفضة و الجوهر فوق الزجاج لأن هذه الفوقية تتعلق بالظهور بل قد يكون المفوق أظهر من الفائق فيها و لا يصح أن يكون ظهور القهر و الغلبة فقط و إن كان سبحانه ظاهرا بالقهر والغلبة لمقابلة الإسم الباطن وهو الذي ليس دونه شيء كما قابل الأول الذي ليس قبله شيء ب (الآخر )الذي ليس بعده شيء
و كذلك اسم الحكيم من لوازمه ثبوت الغايات المحمودة المقصودة له بأفعاله و وضعه الأشياء في مواضعها وإيقاعها على أحسن الوجوه فإنكار ذلك إنكار لهذا الإسم و لوازمه وكذلك سائر أسمائه الحسنى

مدارج السالكين/ ابن القيم

481- قاعدة نفي النقص عن الله

...ولهذا سمى السلف كتبهم التي صنفوها في السنة و إثبات صفات الرب وعلوه على خلقه وكلامه وتكليمه توحيدا
لأن نفي ذلك و إنكاره و الكفر به إنكار للصانع وجحد له و إنما توحيده إثبات صفات كماله و تنزيهه عن التشبيه و النقائص, فجعل المعطلة جحد الصفات وتعطيل الصانع عنها توحيدا و جعلوا إثباتها لله تشبيها و تجسيما و تركيبا ,فسموا الباطل باسم الحق ترغييا فيه و زخرفا ينفقونه به
و سموا الحق باسم الباطل تنفيرا عنه
و الناس أكثرهم مع ظاهر السكة ليس لهم نقد النقاد
( من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ) الكهف 17
و المحمود لا يحمد على العدم والسكوت ألبتة ,إلا إذا كانت سلب عيوب ونقائص تتضمن إثبات أضدادها من الكمالات الثبوتية ,و إلا فالسلب المحض لا حمد فيه ولا مدح ولا كمال .
و كذلك حمده لنفسه على عدم اتخاذ الولد المتضمن لكمال صمديته و غناه وملكه, وتعبيد كل شيء له فاتخاذ الولد ينافي ذلك كما قال تعالى:
( قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السموات وما في الأرض )يونس 68
وحمد نفسه على عدم الشريك المتضمن تفرده بالربوبية والإلهية و توحده بصفات الكمال التي لا يوصف بها غيره ,فيكون شريكا له, فلو عدمها لكان كل موجود أكمل منه لأن الموجود أكمل من المعدوم
و لهذا لا يحمد نفسه سبحانه بعدم إلا إذا كان متضمنا لثبوت كمال, كما حمد نفسه بكونه لا يموت لتضمنه كمال حياته
وحمد نفسه بكونه لا تأخذه سنة ولا نوم لتضمن ذلك كمال قيوميته
وحمد نفسه بأنه لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر لكمال علمه وإحاطته
وحمد نفسه بأنه لا يظلم أحدا لكمال عدله وإحسانه وحمد نفسه بأنه لا تدركه الأبصار لكمال عظمته ,يرى ولا يدرك, كما أنه يعلم ولا يحاط به علما
فمجرد نفي الرؤية ليس بكمال لأن العدم لا يرى فليس في كون الشيء لا يرى كمال ألبتة, وإنما الكمال في كونه لا يحاط به رؤية و لا إدراكا لعظمته في نفسه و تعاليه عن إدراك المخلوق له و كذلك حمد نفسه بعدم الغفلة والنسيان لكمال علمه

فكل سلب في القرآن حمد الله به نفسه فلمضادته لثبوت ضده ولتضمنه كمال ثبوت ضده

مدارج السالكين/ ابن القيم

===================================


482 -متى يناظر أهل البدع؟

فإن قال قائل : وإن كان رجل قد علمه الله عز وجل علماً ، فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين ، ينازعه ويخاصمه ، ترى له أن يناظره حتى تثبت عليه الحجة ، ويرد على قوله ؟
قيل له : هذا الذي نهينا عنه ، وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين .
فإن قال قائل : فماذا نصنع ؟ .
قيل له : إن كان الذي يسألك مسألته ، مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة ، فأرشده بألطف ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة ، وقول الصحابة ، وقول أئمة المسلمين . و إن كان يريد مناظرتك ومجادلتك ، فهذا الذي كره لك العلماء ، فلا تناظره ، واحذره على دينك ، كما قال من تقدم من أئمه المسلمين إن كنت لهم متبعاً .
فإن قال : ندعهم يتكلمون بالباطل ، ونسكت عنهم ؟
قيل له : سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم ، كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين .
حدثنا أبو بكر بن عبد الحميد قال : حدثنا زهير بن محمد قال : حدثنا منصور بن سفيان قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب أنه قال : لست براد عليهم أشد من السكوت .

فإن قال قائل : فإن اضطر في الأمر وقتاً من الأوقات إلى مناظرتهم ، وإثبات الحجة عليهم ,ألا يناظرهم ؟
قيل : الاضطرار إنما يكون مع إمام له مذهب سوء ، فيمتحن الناس ، ويدعوهم إلى مذهبه ، كفعل من مضى في وقت أحمد بن حنبل رحمه الله : ثلاثة خلفاء امتحنوا الناس ، ودعوهم إلى مذهبهم السوء ، فلم يجد العلماء بداً من الذب عن الدين ، وأرادوا بذلك معرفة العامة الحق من الباطل ، فناظروهم ضرورة لا اختياراً ، فأثبت الله عز وجل الحق مع أحمد بن حنبل ، ومن كان على طريقته ، وأذل الله العظيم المعتزلة وفضحهم ، وعرفت العامة أن الحق ما كان عليه أحمد بن حنبل ومن تابعه إلى يوم القيامة
الشريعة/ أبو بكر محمد بن الحسين الآجري

483 -آداب المناظرة في المسائل الفقهية
فإن قال قائل : هذا الذي ذكرته وبينته قد عرفناه ، فإذا لم تكن مناظرتنا في شيء من الأهواء التي يذكرها أهل الحق ، ونهينا عن الجدال والمراء والخصومة فيها ، فإن كانت عن الفقه في الأحكام مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والنكاح والطلاق ، وما أشبهه ذلك من الأحكام ، فهل مباح لنا أن نتناظر فيه ونتجادل ، أم هو محظور علينا ، عرفنا ما يلزم فيه ؟ كيف السلامة منه ؟
قيل له : هذا الذي ذكرته ما أقل من سلم من المناظرة فيه ، حتى لا يلحقه فيه فتنة ولا مأثم ، ويظفر به الشيطان .
فإن قال : كيف ؟
قيل له : هذا ، قد كثر في الناس جداً في أهل العلم والفقه في كل بلد يناظر الرجل الرجل يريد مغالبته ، ويعلو صوته ، والاستظهار عليه بالاحتجاج ، فيحمر لذلك وجهه ، وتنتفخ أوداجه ، ويعلو صوته ، وكل واحد منهما يحب أن يخطىء صاحبه ، وهذا الرأي من كل واحد منهما خطأ عظيم ، لا تحمد عواقبه ولا تحمده العلماء من العلماء ، لأن مرادك أن يخطىء مناظرك خطأ منك ، ومعصية عظيمة ، ومراده : أن تخطىء خطأ منه ، ومعصية ، فمتى يسلم الجميع له ؟
فإن قال قائل : فإنما نتناظر لتخرج لنا الفائدة ؟ .
قيل له : هذا كلام ظاهر، وفي المناظرة غيره .
وقيل له : إن أردت وجه السلامة في المناظرة لطلب الفائدة ، كما ذكرت ، فإذا كنت أنت حجازياً ، والذي يناظرك عراقياً ، وبينكما مسألة ، تقول أنت : حلال ,
ويقول هو: بل هو حرام
فإن كنتما تريدان السلامة ، وطلب الفائدة ، فقل له : رحمك الله ، هذه المسألة ، قد اختلف فيها من تقدم من الشيوخ ، فتعال حتى نتناظر فيها مناصحة ، لا مغالبة ، فإن يكن الحق فيها معك اتبعتك ، وتركت قولي ، وإن يكن الحق معي اتبعتني وتركت قولك ، لا أريد أن تخطىء ولا أغالبك ، ولا تريد أن أخطىء ولا تغالبني .
فإن جرى الأمر على هذا فهو حسن جميل ، وما أعز هذا في الناس .
فإذا قال كل واحد منهما : لا نطيق هذا ، وصدقا عن أنفسهما .
قيل لكل واحد منهما : قد عرفت قولك وقول أصحابك واحتجاجهم ، وأنت فلا ترجع عن قولك ، وترى أن خصمك كذلك ، فما بكما إلى المجادلة والمراء والخصومة حاجة إذاً . كل واحد منكما ليس يريد الرجوع عن مذهبه ، وإنما مراد كل واحد منكما أن يخطىء صاحبه ، فأنتما آثمان بهذا المراء ، وأعاذ الله تعالى العلماء الفضلاء عن هذا المراد .
فإذا لم تجر المناظرة على المناصحة فالسكوت أسلم ، قد عرفت ما عندك وما عنده وعرف ما عنده وما عندك . والسلام .
الشريعة/ أبو بكر محمد بن الحسين الآجري


484 -توجيه قصة صبيغ بن عسل في سؤاله عن(و الذاريات ذروا )

قال محمد بن الحسين : فإن قال قائل : فمن سأل عن تفسير Sadوالذاريات ذروا * فالحاملات وقرا )استحق الضرب ، والتنكيل به والهجرة ؟
قيل له : لم يكن ضرب عمر رضي الله عنه له بسبب هذه المسألة ، ولكن لما بلغ عمر رضي الله عنه ما كان يسأل عنه من متشابه القرآن من قبل أن يراه علم أنه مفتون ، قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه ، وعلم أن اشتغاله بطلب علم الواجبات من علم الحلال والحرام أولى به ، وبطلب علم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به ، فلما علم أنه مقبل على ما لا ينفعه ، سأل عمر رضي الله عنه ربه أن يمكنه منه ، حتى ينكل به ، وحتى يحذر غيره ، لأنه راع يجب عليه تفقد رعيته في هذا وفي غيره ، فأمكنه الله عز وجل منه .

قال محمد بن الحسين : وهكذا كان من بعد عمر ، علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، إذا سأله إنسان عما لا يعنيه : عنفه ورده إلى ماهو أولى به .
وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال يوما : سلوني .
فقام ابن الكواء ، فقال : ما السواد الذي في القمر ؟
فقال له : قاتلك الله ، سل تفقهاً ، ولا تسأل تعنتاً ، ألا سألت عن شيء ينفعك في أمر دنياك أو أمر آخرتك ؟ ثم قال : ذاك محو الليل .


الشريعة/ أبو بكر محمد بن الحسين الآجري


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:24





485- التعريف برسالةSad العز بن عبد السلام / بداية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم)

قال الألباني:

الوجه الثاني: أنها رسالة لطيفة جدا جمع فيها المؤلف رحمه الله أكثر من أربعين فضيلة من فضائل النبي صلى الله عليه و سلم , و ما أكثرها و قد استقصاها السيوطي في (الخصائص الكبرى) في ثلاث مجلدات ,قسم كبير منها من( دلائل النبوة) لأبي نعيم الأصبهاني , و (دلائل النبوة) للإمام البيهقي
و في هذه الكتب الثلاثة و بخاصة الأول منها كثير من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة بخلاف رسالة المؤلف هذه فإنها نخبة ممتازة ليس فيها -بفضل الله - ما يمكن القطع بضعفه بل جله إن لم أقل كله صحيح ثابت....

بداية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم/12/المكتب الإسلامي


486- لماذا لم يناد الله الرسول باسمه في القرآن؟
ومنها أن الله تعالى وقره ففي ندائه ، فناداه بأحب أسمائه واسني أوصافه فقال: ( يا أيها النبي ) و ( يا أيها الرسول ) وهذه الخصيصة لم تثبت لغيره ، بل ثبت أن كلاً منهم نودي باسمه ، فقال تعالي: ( يا آدم اسكن ) ( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك) ,( يا موسى إني أنا الله ),(يا نوح اهبط بسلام ),( يا داود إنا جعلناك خليفة ً في الأرض ) ,( يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ),( يا لوط أنا رُ سُلُ ربك ),( يا زكريا إنا نبشرك ),( يا يحيى خذ الكتاب )
و لا يخفى على أحد أن السيد إذا دَعى أحد عبيده بأفضل ما وجد يهم من الأوصاف العليّة والأخلاق السنيّة ، ودعا الآخرين بأسمائهم الأعلام لا يُشعر بوصف من الأوصاف ، ولا بخلق من الأخلاق ، أن منزلة من دعاه بأفضل الأسماء والأوصاف أعز عليه وأقرب إليه ممن دعاه باسمه العلم. وهذا معلومٌ بالعرف أن من دُعي بأفضل أوصافه وأخلاقه كل ذلك مبالغة في تعظيمه واحترامه .
حتى قال القائل:
لا تدعني إلا بعبدها...فإنه أفضل أسمائي

بداية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم/38/المكتب الإسلامي

487- الفرق بين معجزة عيسى و معجزة نبينا صلوات الله عليهم

وعيسى عليه السلام أبرأ الأكمه مع بقاء عينه في مقرها
ورسول الله صلى الله عيه وسلم رد العين بعد أن سالت على الخد ففيه معجزة من وجهين:
إحداهما: التئامها بعد سيلانها
و الأخرى: رد البصر إليها بعد فقده منها.

قال الألباني: يشير إلى حديث ......عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة أنه أصيبت عينه يوم أحد فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا فدعا به فغمز عينه براحته فكان لا يدرى أي عينيه أصيبت)
بداية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم/41/المكتب الإسلامي

==================================

488 -هل يمكن لأحد أن يحيط بكلام العرب


قال بعض الفقهاء: "كلام العرب لا يحيط بِهِ إِلاَّ نبيّ".
وهذا كلامَ حَرِيٌّ أن يكون صحيحاً. وَمَا بلغنا أنّ أحداً ممن مضى ادعى حفْظ اللغة كلِها
فأما الكتاب المنسوب إِلَى الخليل وَمَا فِي خاتمته من قوله: "هَذَا آخر كلام العرب" فقد كَانَ الخليل أورع وأتقى لله جلّ ثناؤه من أن يقول ذَلِكَ.
ولقد سمعت عليَّ بن مِهْرُوَيْهِ يقول: سمعت هرون بن هَزاري يقول: سمعت سُفيان بن عُيْينة يقول: "من أحبّ أن ينظر إِلَى رجل خُلق من الذّهب والمِسك فلينظر إِلَى الخليل بن أحمد".
وأخبرني أبو داود سليمان بن يزيد عن ذَلِكَ المَصاحِفِي عن النَّضر بن شُمَيْل قال: "كنا نُمَيِّل بَيْنَ ابن عون والخليل بن أحمد أيُّهما تقدّم فِي الزّهد والعبادة فلا ندري أيهما نقدم"
قال: وسمعت النضر بن شميل يقول: "مَا رأيت أعلم بالسُّنة بعد ابن عون من الخليل بن أحمد" قال: وسمعت النضر يقول: "أُكلت الدنيا بأدب الخليل وكتبه وهو فِي خُصّ لا يُشعَر بِهِ".
قلنا فهذا مكان الخليل من الدين، أفتراه يُقدم عَلَى أن يقول: "هَذَا آخر كلام العرب?".
ثُمَّ أن فِي الكتاب الموسوم بِهِ من الإخلال مَا لا خفاء بِهِ عَلَى علماء اللغة، ومن نظر فِي سائر الأصناف الصحيحة علم صحة مَا قلناهُ.
الصاحبي في فقه اللغة /لابن فارس/26/أحمد صقر

489- عنعنة تميم, كشكشة أسد, كسكسة ربيع

أما العَنْعَنة الَّتِي تُذكِر عن تَميم - فقلبهم الهمزة فِي بعض كلامهم عيناً. يقولون: "سمعتُ عَنَّ فلاناً قال كذا" يريدون "أَنَّ".
ورُوي فِي حديث قَيْلَة: "تَحسب عَنِّي نائِمَةٌ" قال أبو عُبيد: أرادت تَحْسب أني، وهذه لُغة تميم. قال ذو الرمّة:
أَعَنْ ترسَّمت من خَرقاء مَنْزِلةً...ماءُ الصَّبابة من عَيْنيك مَسْجُومُ
أراد "أأن" فجعل مكان الهمزة عيناً.


وأما الكَشْكَشة الَّتِي فِي أسَد - فقال قوم: إنهم يبدلون الكاف شيناً فيقولون: "عَلَيْشَ" بمعني "عَلَيْكَ". ويُنشدون:
فَعَيْناشِ عيْناها، جيدُشِ جيدُها.....و لَوْنُشِ إِلاَّ أنها غيرُ عاطلِ
وقال آخرون: يَصِلون بالكاف شيناً، فيقولون: "عَلَيكِش".


وكذلك الكسكَسة الَّتِي فِي رَبيعة - إنما هي أن يَصِلوا بالكاف سيناً، فيقولون: "عَلَيْكِسْ".

الصاحبي في فقه اللغة /لابن فارس/35/أحمد صقر


490- كم من لغة يمكن أن تكون في الكلمة؟
تقع فِي الكلمة الواحدة لُغتان. كقولهم: "الصِّرام" و "الصَّرام". و "الحِصاد" و "الحَصاد".
وتقع فِي الكلمات ثلاث لُغات. نحو: "الزُّجاج" و "الزِّجاج" و "الزَّجاج" و "وَشْكانَ ذا" و "وُشْكانَ ذا" و "وِِشْكان ذا".
وتقع فِي الكلمة أربع لُغات. نحو: "الصِّداق" و "الصَّداق" و "الصَّدُقة" و "الصُّدْقة".
وتكون منها خمس لُغات. نحو: "الشََََّمال" و "الشَّأْمَل" و الشّمْأل" و "الشَّمَل" و "الشَّمْل".
وتكون فِيهَا ست لُغات: "قُسْطاس" و "قِسْطاس" و "قُصْطاس" و "قُسْتاط" و "قُسَّاط" و "قِسَّاط".

ولا يكون أكثر من هَذَا.

الصاحبي في فقه اللغة /لابن فارس/67/أحمد صقر

================================



491- لماذا تسهل البدعة و المعصية على النفس؟

تأملت حرص النفس على ما منعت منه، فرأيت حرصها يزيد على قدر قوة المنع.
ورأيت في الشرب الأول: أن آدم عليه السلام لما نهي عن الشجرة، حرص عليها مع كثرة الأشجار المغنية عنها.
وفي الأمثال: المرء حريص على ما منع، وتواق إلى ما لم ينل
ويقال: لو أمر الناس بالجوع، لصبروا، ولو نهوا عن تفتيت البعر؛ لرغبوا فيه، وقالوا: ما نهينا عنه إلا لشيء.
وقد قيل:
......................أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى الإِنْسَانِ مَا مُنِعَا
فلما بحثت عن سبب ذلك، وجدت سببين:
أحدهما: أن النفس لا تصبر على الحصر؛ فإنه يكفي حصرها في صورة البدن، فإذا حصرت في المعنى بمنع، زاد طيشها، ولهذا لو قعد الإنسان في بيته شهرًا، لم يصعب عليه، ولو قيل له: لا تخرج من بيتك يومًا، طال عليه.

والثاني: أنها يشق عليها الدخول تحت حكم، ولهذا تستلذ الحرام، ولا تكاد تستطيب المباح، ولذلك يسهل عليها التعبد على ما ترى و تؤثر، لا على ما يؤثر.

صيد الخاطر/ ابن الجوزي

492- لماذا كانت البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؟

و لما كانت هذه البدع المضلة جهلا بصفات الله و تكذيبا بما أخبر به عن نفسه و أخبر به عنه رسوله عنادا و جهلا كانت من أكبر الكبائر إن قصرت عن الكفر ,و كانت أحب إلى إبليس من كبار الذنوب كما قال بعض السلف:
البدعة أحب إلي إبليس من المعصية لان المعصية يتاب منها والبدعة لايتاب منها
و قال إبليس لعنه الله:
أهلكت بني آدم بالذنوب و أهلكوني بلا إله إلا الله و الاستغفار ,فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء فهم يذنبون و لا يتوبون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
و معلوم أن المذنب إنما ضرره على نفسه وأما المبتدع فضرره على النوع
و فتنة المبتدع فى أصل الدين و فتنة المذنب فى الشهوة
و المبتدع قد قعد للناس على صراط الله المستقيم يصدهم عنه و المذنب ليس كذلك
و المبتدع قادح فى أوصاف الرب وكماله والمذنب ليس كذلك
و المبتدع مناقض لما جاء به الرسول و العاصي ليس كذلك
و المبتدع يقطع على الناس طريق الآخرة والعاصي بطيء السير بسبب ذنوبه

الداء و الدواء/ ابن القيم/220/دار ابن الجوزي

493- لماذا تبعد التوبة عن المبتدع؟

وسبب بعده عن التوبة أن الدخول تحت تكاليف الشريعة صعب على النفس, لأنه أمر مخالف للهوى وصاد عن سبيل الشهوات فيثقل عليها جدا, لأن الحق ثقيل و النفس إنما تنشط بما يوافق هواها لا بما يخالفه
وكل بدعة فللهوى فيها مدخل لأنها راجعة إلى نظر مخترعها لا إلى نظر الشارع ,
فإن أدخل فيها نظر الشارع فعلى حكم التبع لا بحكم الأصل مع ضميمة أ خرى وهي أن المبتدع لا بد له من تعلق بشبهة دليل ينسبها إلى الشارع ,و يدعي أن ما ذكره هو مقصود الشارع فصار هواه مقصودا بدليل شرعي في زعمه فكيف يمكنه الخروج عن ذلك و داعي الهوى مستمسك بحسن ما يتمسك به ؟ وهو الدليل الشرعي في الجملة
ومن الدليل على ذلك ما روي عن الأوزاعي قال : بلغني أن من ابتدع بدعة ضلالة خلاه الشيطان و العبادة أو ألقى عليه الخشوع والبكاء كي يصطاد به
و قال بعض الصحابة : أشد الناس عبادة مفتون و احتج بقوله عليه الصلاة و السلام : [ يحقر أحدكم صلاته في صلاته وصيامه في صيامه ] إلى آخر الحديث
ويحقق ما قاله الواقع كما نقل في الأخبار عن الخوارج وغيرهم
فالمبتدع يزيد في الاجتهاد لينال في الدنيا التعظيم والمال والجاه وغير ذلك من أصناف الشهوات بل التعظيم أعلى شهوات الدنيا ألا ترى إلى انقطاع الرهبان في الصوامع والديارات عن جميع الملذوذات ومقاساتهم في أصناف العبادات والكف عن الشهوات ؟
وهم مع ذلك خالدون في جهنم قال الله : { وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية }
وقال : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا }
وما ذاك إلا لخفة يجدونها في ذلك الالتزام ونشاط بداخلهم يستسهلون به الصعب بسبب ما داخل النفس من الهوى فإذا بدا للمبتدع ما هو عليه رآه محبوبا عنده لاستبعاده للشهوات وعمله من جملتها ورآه موافقا للدليل عنده فما الذي يصده عن الاستمساك به والازدياد منه ؟ وهو يرى أن أعماله أفضل من أعمال غيره واعتقاد أنه أوفق وأعلى ؟
أفبعد البرهان مطلبا ؟ { كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء }
الإعتصام/ الشاطبي/1/مشهور حسن
========
قال صاحب الموضوع: ذكر ابن الجوزي / تلبيس إبليس قصة تأكد ما قاله الشاطبي أحببت ذكرها
.... سمعت ابراهيم بن أدهم يقول: تعلمت المعرفة من راهب يقال له سمعان
دخلت عليه في صومعته فقلت له: يا سمعان منذ كم أنت في صومعتك هذه ؟
قال منذ سبعين سنة؟!
قلت ما طعامك؟
قال يا حنيفي وما دعاك إلى هذا؟
قلت: أحببت أن أعلم
قال: في كل ليلة حمصة .
قلت فما الذي يهيج من قلبك حتى تكفيك هذه الحمصة ؟
قال :ترى الذين بحذائك
قلت: نعم
قال: إنهم يأتونني في كل سنة يوما واحدا فيزينون صومعتي ويطوفون حولها يعظمونني بذلك, و كلما تثاقلت نفسي عن العبادة ذكّرتها تلك الساعة,فأنا أحتمل جهد سنة لعز ساعة, فاحتمل يا حنيفي جهد ساعة لعز الأبد
فوقر في قلبي المعرفة
فقال :أزيدك
قلت :نعم
قال: إنزل عن الصومعة فنزلت فأدلى إلي ركوة فيها عشرون حمصة ,فقال: لي أدخل الدير فقد رأوا ما أدليت إليك
فلما دخلت الدير اجتمعت النصارى فقالوا: يا حنيفي ما الذي أدلى إليك الشيخ ؟
قلت: من قوته
قالوا وما تصنع به نحن أحق, ساوم
قلت: عشرين دينارا ,فأعطوني عشرين دينارا ,فرجعت إلى الشيخ فقال أخطأت لو ساومتهم عشرين ألفا لأعطوك
هذا عز من لا يعبد فانظر كيف تكون بعز من تعبده يا حنيفي أقبل على ربك












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:26





494 - تقارب اللغتين العبرية و العربية

.........و قال غيره لا حاجة إلى هذا التعسف في بيان اسمه في التوراة بل اسمه فيها أظهر من هذا كله
و ذلك أن التوراة هي باللغة العبرية وهي قريبة من العربية بل هي أقرب لغات الأمم إلى اللغة العربية وكثيرا ما يكون الاختلاف بينهما في كيفية أداء الحروف والنطق بها من التفخيم و الترقيق و الضم والفتح و غير ذلك و اعتبر هذا بتقارب ما بين مفردات اللغتين:
فإن العرب يقولون: (لا ) و العبرانيين تقول: (لوا), فيضمون اللام ويأتون بالألف بين الواو و الألف
و تقول العرب Sadقدس) و يقول العبرانيونSad قدش )
و تقول العرب: (أنت و يقول العبرانيون Sadأنا)
و تقول العرب Sadيأتي كذا و يقول العبرانيون: (يواتى), فيضمون الياء ويأتون بالألف بعدها بين الواو و الألف
و تقول العرب Sadقدسك ) و يقول العبرانيون Sadقدشحا)
و تقول العربSad منه) و يقول العبرانيون: (ممنو)
و تقول العرب Sadمن يهوذا )و يقول العبرانيون Sadمهوذا)
و تقول العرب: (سمعتك) و يقول العبرانيونSadشمعيخا)
و تقول العرب: (من) ويقول العبرانيونSad مي)
و تقول العربSad يمينه) و يقول العبرانيونSad مينو)
و تقول العربSad له ) و يقول العبرانيون Sadلو) بين الواو و الألف
و كذلك تقول العرب Sadأمة) ويقول العبرانيونSad أموا)
و تقول العرب Sadأرض) و يقول العبرانيون Sadإيرض)
و تقول العرب: (واحد) و يقول العبرانيون Sadإيحاد)
وتقول العربSad عالم) و يقول العبرانيون Sadعولام) وتقول العربSad كيس) ويقول العبرانيون Sadكييس)
وتقول العرب Sadيأكل) و يقول العبرانيونSad يوخل )
و تقول العربSad تين) ويقول العبرانيونSad تيين)
و تقول العربSad إله) ويقول العبرانيون : (أولوه)
و تقول العرب Sadإلهنا) ويقول العبرانيونSad ألوهينو )
و تقول العرب Sadأبانا) ويقول العبرانيون Sadأبوتينا)
و يقولونSad باصباع إلوهيم) يعنون إصبع الإله
و يقولون Sadمابنم ) يعنون الابن
و يقولونSad حاليب )بمعنى حلوب ,فإذا أرادوا يقولون: لا تأكل الجدي في حليب أمه, قالواSad لو تدخل لذي ما حالوب أمو )
ويقولونSad لو توخلو) أي لا تأكلوا
و يقولون للكتبSad المشنا) ومعناها بلغة العرب المثناة التي تثنى أي تقرأ مرة بعد مرة
و لا نطيل بأكثر من هذا في تقارب اللغتين وتحت هذا سر يفهمه من فهم تقارب ما بين الأمتين و الشريعتين .
جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام/ ابن قيم الجوزية /264/مشهور حسن

495 -حروف تدل على أفعال
...و منها حروف تدلّ عَلَى الأفعال نحو :
"إزيداً" أي عِدْهُ.
و"ح" من وحَيتُ.
و"دِ" من وَدَيْتُ
و"ش" من وَشيْتُ
و"عِ" من وَعَيْتُ
و"فِ" من وَفَيْتُ
و"قِ" من وَقَيْتُ
و"لِ" من وَلِيْتُ
و"نِ" من وَنَيْتُ
و"هِ" من وهيت.
إلا أنَّ حذّاق النحويين يقولون فِي الوقف عَلَيْهَا "شِهْ" و"دِهْ" فيقفون عَلَى الهاء.
الصاحبي/ ابن فارس
496 -الإعراب خصيصة اللغة العربية
من العلوم الجليلة الَّتِي خصت بِهَا العرب - الإعرابُ الَّذِي هو الفارق بَيْنَ المعاني المتكافِئَة فِي اللفظ، وبه يعرف الخبر الَّذِي هو أصل الكلام، و لولاه مَا مُيّز فاعل من مفعول، ولا مضاف من مَنْعوت، ولا تَعَجُّبٌ من استفهام، ولا صَدْر من مصدَر، ولا نعتٌ من تأكيد.
وذكر بعض أصحابنا أن الإعراب يختص بالأخبار، وَقَدْ يكون الإعراب فِي غير الخبر أيضاً. لأنّا نقول: "أزيدٌ عندك?" و "أزيداً ضربت?" فقد عَمِل الإعراب وَلَيْسَ هو من باب الخبر.
ورغم ناس يُتَوقفُ عن قبول أخبارهم أن الذين يُسمَّون لفَلاسِفة قَدْ كَانَ لهم إعرابٌ ومؤلَّفاتُ نحوٍ.
قال أحمد بن فارس: وهذا كلام لا يَعَرَّجُ عَلَى مثله. وإنما تَشَبّهَ القوم آنفاً بأهل الإسلام، فأخذوا من كتب علمائنا، وغَيَّروا بعض ألفاظها، ونسبوا ذَلِكَ إِلَى قوم ذَوي أسماء منكرةٍ بتراجمَ بَشِعَةٍ لا يكاد لسان ذي دين ينطق بِهَا.
وادَّعوا مع ذَلِكَ أن للقوم شعراً، وَقَدْ قرأناه فوجدناه قليل الماءِ، نَزْرَ الحَلاوة، غير مستقيم الوزن.
بلى، الشِّعر شِعر العرب، ديوانُهم وحافظ مآثِرهم، ومُقيّدُ أحسابهم، ثُمَّ للعرب العَروض الَّتِي هي ميزان الشِّعر، وبها يُعرف صحيحه من سقيمه.
ومن عرف دقائقه و أسراره و خفاياه علم أنه يُربي عَلَى جميع مَا يبَجَحُ بِهِ هؤلاء الَّذِين يَنْتَحلون معرفة حقائق الأشياء من الأعداد و الخطوط و النقط الَّتِي لا أعرف لَهَا فائدة غير أنها مع قلة فائدتها تُرِقّ الدّين، وتنتج كل مَا نعوذ بالله منه

الصاحبي/ ابن فارس


==============================

497- لماذا عرضت الجنة و النار على النبي صلى الله عليه و سلم في صلاته؟

قال العلماء : إنما خص النبي بردها و قمعها و كفها عن أهل المحشر دون غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم ، لأنه رآها في مسراه و عرضت عليه في صلاته حسب ما ثبت في الصحيح قال و في ذلك فوائد ثمان :
الأولى : أن الكفار لما كانوا يستهزئون به و يكذبونه في قوله ، و يؤذونه أشد الأذى, أراه الله تعالى النار التي أعدها للمستخفين به و بأمره تطييباً لقلبه و تسكيناً لفؤاده .
الثانية : الإشارة في ذلك إلى أن من طيب قلبه في شأن أعدائه بالإهانة و الانتقام ، فالأولى أن يطيب قلبه في شأن أوليائه و أحبابه بالتحية و الشفاعة و الإكرام .
الفائدة الثالثة : و يحتمل أن عرضها عليه ليعلم منة الله تعالى حين أنقذهم منها ببركته و شفاعته .
الفائدة الخامسة : أن سائر الأنبياء لم يروا قبل يوم القيامة شيئاً منها ، فإذا رأوها جزعوا و كفت ألسنتهم عن الخطيئة و الشفاعة من هولها و شغلهم أنفسهم عن أممهم ، و أما نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، فقد رأى جميع ذلك فلا يفزع منه مثل ما فزغوا ليقدر على الخطبة ، و هو المقام المحمود الذي وعده به ربه تبارك و تعالى في القرآن المجيد و ثبت في صحيح السنة .
الفائدة السادسة : فيه دليل فقهي على أن الجنة و النار قد خلقتا خلافاً للمعتزلة المنكرين لخلقها ، و هو يجري على ظاهر القرآن في قوله تعالى : (أعدت للمتقين ) (أعدت للكافرين ) و الاعداد دليل الخلق و الإيجاد .
الفائدة السابعة : و يحتمل أنه أراه إياها ليعلم خسة الدنيا في جنب ما أراه ، فيكون في الدنيا أزهد و على شدائدها أصبر ، حتى يؤديه إلى الجنة فقد قيل : حبذا محنة تؤدي بصاحبها إلى الرخاء ، و بؤساً لنعمة تردي بصاحبها إلى البلاء .
الفائدة الثامنة : و يحتمل أن الله تعالى أراد ألا يكون لأحد كرامة إلا يكون لمحمد صلى الله عليه و سلم مثلها ، و لما كان لإدريس عليه السلام كرامة الدخول إلى الجنة قبل يوم القيامة أراد الله تعالى أن يكون ذلك لصفه و نجيه و حبيبه و أمينه على وحيه محمد صلى الله عليه و سلم و كرم و عظم و بجل و وقر ، قال ذلك جميعه الحافظ بن دحية رضي الله عنه في كتاب الابتهاج في أحاديث المعراج .
التذكرة / القرطبي/ما جاء في عظم جهنم
498- الحكمة من طلوع الشمس من مغربها
و قد قيل : إن الحكمة في طلوع الشمس من مغربها أن إبراهيم عليه السلام قال لنمرود : (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر)
و إن الملحدين و المنجمين عن آخرهم ينكرون ذلك و يقولون : هو غير كائن فيطلعها الله تعالى يوماً من المغرب ليرى المنكرين لذلك قدرته من أن الشمس في قدرته إن شاء أطلعها من المشرق و إن شاء أطلعها من المغرب ، و على هذا يحتمل أن يكون رد التوبة و الإيمان على من آمن و تاب من المنكرين لذلك المكذبين لخبر النبي صلى الله عليه و سلم ، فأما المصدق فإنه تقبل توبته و ينفعه إيمانه قبل ذلك ، و الله أعلم .
التذكرة / القرطبي/ طلوع الشمس من مغربها

499- لماذا ينزل المسيح وقت خروج الدجال ؟
فإن قيل : فما الحكمة في نزوله في ذلك الوقت دون غيره ؟ فالجواب عنه من ثلاثة أوجه :
أحدها : يحتمل أن يكون ذلك لأن اليهود همت بقتله و صلبه و جرى أمرهم معه على ما بينه الله تعالى في كتابه, و هم أبداً يدعون أنهم قتلوه و ينسبونه في السحر و غيره إلى ما كان الله يراه و نزهه منه ، و لقد ضرب الله عليهم الذلة فلم تقم لهم منذ أعز الله الإسلام و أظهره راية ، و لا كان لهم في بقعة من بقاع الأرض سلطان و لا قوة و لا شوكة ، و لا يزالون كذلك حتى تقرب الساعة فيظهر الدجال و هو أسحر السحرة و يبايعه اليهود فيكون يومئذ جنده مقدرين أنهم ينتقمون به من المسلمين
فإذا صار أمرهم إلى هذا أنزل الله تعالى الذي عندهم أنهم قد قتلوه و أبرزه لهم و لغيرهم من المنافقين و المخالفين حياً و نصره على رئيسهم و كبيرهم المدعي الربوبية فقتله و هزم جنده من اليهود بمن معه من المؤمنين فلا يجدون يومئذ مهرباً و إن توارى أحد منهم بشجر أو حجر أو جدار ناداه : يا روح الله ها هنا يهودي حتى يوقف عليه . . فإما أن يسلم و إما أن يقتل ، و كذا كل كافر من كل صنف حتى لا يبقى على وجه الأرض كافر .

و الوجه الثاني : و هو أنه يحتمل أن يكون إنزاله مدة لدنو أجله لا لقتال الدجال لأنه لا ينبغي لمخلوق من التراب أن يموت في السماء ,لكن أمره يجري على ما قال الله تعالى : (منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخرى)
فينزله الله تعالى ليقبره في الأرض مدة يراه فيها من يقرب منه و يسمع به من نأى عنه ، ثم يقبضه فيتولى المؤمنون أمره و يصلون عليه و يدفن حيث دفن الأنبياء الذين أمه مريم من نسلهم, و هي الأرض المقدسة ، فينشر إذا نشر معهم
فهذا سبب إنزاله غير أنه يتفق في تلك الأيام من بلوغ الدجال باب لد .
هذا ما وردت به الأخبار فإذا اتفق ذلك و كان الدجال قد بلغ من فتنته أنه ادعى الربوبية و لم ينتصب لقتاله أحد من المؤمنين لقلتهم ,كان هو أحق بالتوجه إليه و يجري قتله على يديه إذ كان ممن اصطفاه الله لرسالته ، و أنزل عليه كتابه و جعله و أمه آية ، فعلى هذا الوجه يكون الأمر بإنزاله لا أنه ينزل لقتال الدجال قصداً .
و الوجه الثالث : أنه وجد في الإنجيل فضل أمة محمد صلى الله عليه و سلم حسب ما قال و قوله الحق (ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل) فدعا الله عز و جل أن يجعله من أمة محمد صلى الله عليه و سلم فاستجاب الله تعالى دعاءه و رفعه إلى السماء إلى أن ينزله آخر الزمان مجدداً لما درس من دين الإسلام دين محمد عليه الصلاة و السلام فوافق خروج الدجال فقتله .
التذكرة / القرطبي/خروج الدجال
===================================

500- دابة تستمع للقبر!!

حكاية :
قال أبو محمد عبد الحق : حدثني الفقيه أبو الحكم بن برجان ـ و كان من أهل العلم و العمل رحمه الله ـ أنهم دفنوا ميتاً بقريتهم من شرق إشبيلية .
فلما فرغوا من دفنه قعدوا ناحية يتحدثون و دابة ترعى قريباً منهم .
فإذا الدابة قد أقبلت مسرعة إلى القبر فجعلت أذنها عليه كأنها تسمع . ثم ولت فارة كذلك ـ فعلت مرة بعد أخرى ـ
قال أبو الحكم رحمه الله : فذكرت عذاب القبر . و قول النبي صلى الله عليه و سلم :
(إنهم ليعذبون عذاباً تسمعه البهائم ، و الله عز و جل أعلم بما كان من أمر ذلك الميت . )
ذكر هذه الحكاية لما قرأ القارىء هذا الحديث في عذاب القبر : و نحن إذ ذاك نسمع عليه كتاب مسلم بن الحجاج رضي الله عنه

التذكرة/ القرطبي

501- عجيبة
حكي في الأحياء أن شخصاً كان له بقرة, و كان يشوب لبنها بالماء ويبيعه، فجاء السيل في بعض الأودية وهي واقفة ترعى فمر عليها فغرقها، فجلس صاحبها يندبها فقال له بعض بنيه:
يا أبت لا تندبها فإن المياه التي كنا نخلطها بلبنها اجتمعت فغرقتها.!!
المستطرف في كل فن مستظرف/ الأبشيهي

502- مدح الحمار و ذمه

أصح من عير أبي سيارة
هو رجل من بني عدوان اسمه عملية بن خالد بن الأعزل، وكان له حمار أسود أجاز الناس عليه من المزدلفة إلى منى أربعين سنة، وكان يقول: أشرق ثبير كيما نغير. ويقول:
لاهم أني تابع تباعه ... أن كان إثم فعلى قضاعه
و يقول
لا هم مالي في الحمار الأسود ... أصبحت بين العالمين أحسد
هلا يكاد ذو البعير الجلعد ... فق أبا سيارة المحسد
من شر كل حاسد إذا حسد ... ومن أذاة النافثات في العقد
اللهم حبب بين نسائنا، و بغض بين رعائنا, و اجعل المال في سمحائنا. وفيه يقول الشاعر:
خلوا الطريق عن أبى سياره ... وعن مواليه بني فزاره
حتى يجيز سالماً حماره ... مستقبل القبلة يدعو جاره

وكان خالد بن صفوان، والفضل بن عيسى الرقاشي يختاران ركوب الحمير على ركوب البراذين
و يجعلان أبا سيارة لهما قدوة.
فأما خالد فإن بعض الأشراف بالبصرة بلقاه فرآه على حمار فقال: ما هذا المركب أبا صفوان؟
فقال: عير من نسل الكداد، أصحر السربال، مفتول الأجلاد، محملج القوائم، يحمل الرجلة ويبلغ العقبة، ويقل داؤه ويخف دواؤه، ويمنعني أن أكو ن جباراً في الأرض أو أكون من المفسدين
ولولا ما في الحمار من المنفعة لما امتطى أبو سيارة ظهر عير أربعين سنة.
وأما الفضل بن عيسى فإنه سئل أيضاً عن ركوب الحمار فقال: لأنه أقل الدواب مؤنة، وأكثرها معونة، وأسهلها جماحاً، وأسلمها صريعاً، واخفضها مهوى، وأقربها مرتقى، يزهى راكبه وقد تواضع بركوبه، ويسمى مقتصداً و قد أسرف في ثمنه، ولو شاء عملية بن خالد أبو سيارة أن يركب جملاً مهرباً أو فرساً عربياً لفعل، ولكنه امتطى عيراً أربعين سنة.
فسمع أعرابي كلامه فعارضه فقال: الحمار شنار، والعير عار، منكر الصوت، بعيد الفوت، متغرق في الوحل، متلوث في الضحل، ليس بركوبه فحل، ولا مطية رحل، إن وقفته أدلى، وإن تركته ولى، كثيرر الروث، قليل الغوث، سريع إلى الفرارة، بطيء في الغاره، لا ترقأ به الدماء، ولا تمهر به النساء، ولا يحلب في إناء.
قال أبو اليقظان: أبو سيارة أول من سن في الدية مائة من الإبل.
مجمع الأمثال/ الميداني
=================================

503- سبب تأليف ابن القيم لكتاب تحفة المودود


قال الشيخ بكر رحمه الله:
و قد ذكر الأستاذ عبد القادر في مقدمته سبب تصنيف المؤلف لهذا الكتاب إذ وجد تحت عنوان الأصل ما نصه:

هو أن الله عز و جل رزق ابن الصنف برهان الدين مولودا و لم يكن عند والده في ذلك الوقت ما يقدمه لولده من متاع الدنيا , فصنف هذا الكتاب و أعطاه إياه و قال له : أتحفك بهذا الكتاب إذ لم يكن عندي شيء من الدنيا أعطيك

ابن القيم حياته آثاره / بكر أبو زيد/230

قال صاحب الموضوع : نستفيد من هذه الواقعة شدة فقر العلماء و صبرهم عليه , فنجد بعض طلبة العلم إذا ابتلاه الله بالفقر , ترك طلب العلم و توجه للبحث عن الغنى ,
كما نستفيد أن الأفضل إهداء صاحب المولود ما ينتفع به في دينه و دنياه مثل إهداء الكتب فذلك خير من إهداء المال و غيره

504 -لماذا لم تصلنا كل كتب شيخي الإسلام ابن تيمية و ابن القيم؟

قال الشيخ بكر:
يبقى بعد هذا تساؤل عن السر في اختفاء الكثير من كتب ابن القيم عن المكتبة الإسلامية ؟

.....و لقد أدى نار السخط و الكراهة للمدرسة السلفية و أساتذتها التي قام بإحيائها على هدي الشريعة و نورها شيخا الإسلام ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله

و نتيجة لهذا الطيش تصدى لكتبه و كتب شيخه ابن تيمية أعداء هذه الدعوة السلفية بالجمع و التحريق لها

و كان من أعظم من تولى كبر ذلك الأمير المجاهد عبد القادر الجزائري إبان إقامته في دمشق بلد ابن القيم و موطن مكتبته

قال الأستاذ الألباني في مقدمة الكلم الطيب:
إن احد الأمراء الذين استوطنوا دمشق في القرن الماضي و كان ذا سلطان و مال جعل يجمع مؤلفات شيخ الإسلام و تلميذه ابن القيم و يحرقها , فإن لم يتمكن من إقناع مالك الكتاب بحرقه اشتراه منه أو استوهبه و ربما التمس و سائل أخرى لاتلافه بدافع انتصاره لمذهب الحلول و الاتحاد هذا المذهب الذي كشفا زيفه بحجج الله القاهرة
ابن القيم حياته آثاره / بكر أبو زيد/ 310

505- كتاب الداء و الدواء كان سببا في هداية الشيخ....
قال الشيخ علي حسن:

ذكر الشيخ عبد الظاهر أبو السمح و هو خطيب الحرم المكي و إمامه و توفي سنة 1380 هجرية و هو مصري الأصل أن هذا الكتاب كان هو السبب في هداية الله له إلى الطريق

الداء و الدواء / تحقيق علي حسن/ المقدمة


















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:28





506- الأسباب المقتضية لتفضيل صلاة الجماعة على الصلاة في البيت

قال ابن حجر:

و َقَدْ خَاضَ قَوْمٌ فِي تَعْيِين الْأَسْبَاب الْمُقْتَضِيَة لِلدَّرَجَاتِ الْمَذْكُورَة ، قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : وَمَا جَاءُوا بِطَائِلٍ .
وَقَالَ الْمُحِبّ الطَّبَرِيُّ : ذَكَرَ بَعْضهمْ أَنَّ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة - يَعْنِي ثَالِث أَحَادِيث الْبَاب - إِشَارَةٌ إِلَى بَعْض ذَلِكَ ، وَيُضَاف إِلَيْهِ أُمُور أُخْرَى وَرَدَتْ فِي ذَلِكَ ، وَقَدْ فَصَّلَهَا اِبْن بَطَّالٍ وَتَبِعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الشَّارِحِينَ ، وَتَعَقَّبَ الزَّيْنُ اِبْن الْمُنِير بَعْض مَا ذَكَرَهُ وَاخْتَارَ تَفْصِيلًا آخَرَ أَوْرَدَهُ ،
وَ قَدْ نَقَّحْت مَا وَقَفْت عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ وَحَذَفْت مَا لَا يَخْتَصّ بِصَلَاةِ الْجَمَاعَة :
فَأَوَّلُهَا إِجَابَة الْمُؤَذِّن بِنِيَّةِ الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة ،و َالتَّبْكِير إِلَيْهَا فِي أَوَّلَ الْوَقْت ،وَ الْمَشْي إِلَى الْمَسْجِد بِالسَّكِينَةِ ، وَ دُخُول الْمَسْجِد دَاعِيًا ، وَصَلَاة التَّحِيَّة عِنْدَ دُخُوله كُلّ ذَلِكَ بِنِيَّةِ الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة، سَادِسهَا اِنْتِظَار الْجَمَاعَة ، سَابِعهَا صَلَاة الْمَلَائِكَة عَلَيْهِ وَاسْتِغْفَارهمْ لَهُ ، ثَامِنهَا شَهَادَتهمْ لَهُ ، تَاسِعهَا إِجَابَة الْإِقَامَة ، عَاشِرهَا السَّلَامَة مِنْ الشَّيْطَان حِينَ يَفِرُّ عِنْدَ الْإِقَامَة ، حَادِي عَاشِرهَا الْوُقُوفُ مُنْتَظِرًا إِحْرَامَ الْإِمَام أَوْ الدُّخُول مَعَهُ فِي أَيِّ هَيْئَة وَحْدَهُ عَلَيْهَا ، ثَانِي عَشْرهَا إِدْرَاكُ تَكْبِيرَة الْإِحْرَام كَذَلِكَ ، ثَالِث عَشْرهَا تَسْوِيَة الصُّفُوف وَسَدُّ فُرَجِهَا ، رَابِع عَشْرهَا جَوَاب الْإِمَام عِنْدَ قَوْله سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ ، خَامِس عَشْرهَا الْأَمْنُ مِنْ السَّهْو غَالِبًا وَتَنْبِيهُ الْإِمَام إِذَا سَهَا بِالتَّسْبِيحِ أَوْ الْفَتْح عَلَيْهِ ، سَادِس عَشْرهَا حُصُولُ الْخُشُوع وَالسَّلَامَة عَمَّا يُلْهِي غَالِبًا ، سَابِع عَشْرهَا تَحْسِينُ الْهَيْئَة غَالِبًا ، ثَامِن عَشْرهَا اِحْتِفَافُ الْمَلَائِكَة بِهِ ، تَاسِع عَشْرهَا التَّدَرُّبُ عَلَى تَجْوِيدِ الْقِرَاءَةِ وَتَعَلُّمِ الْأَرْكَان وَالْأَبْعَاض ، الْعِشْرُونَ إِظْهَار شَعَائِر الْإِسْلَام ، الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ إِرْغَام الشَّيْطَان بِالِاجْتِمَاعِ عَلَى الْعِبَادَة وَالتَّعَاوُن عَلَى الطَّاعَة وَنَشَاط الْمُتَكَاسِل ، الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ السَّلَامَة مِنْ صِفَة النِّفَاق وَمِنْ إِسَاءَة غَيْره الظَّنّ بِأَنَّهُ تَرَكَ الصَّلَاة رَأْسًا ، الثَّالِث وَالْعِشْرُونَ رَدُّ السَّلَام عَلَى الْإِمَام ، الرَّابِع وَالْعِشْرُونَ الِانْتِفَاع بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى الدُّعَاء وَالذِّكْر وَعَوْدُ بَرَكَة الْكَامِل عَلَى النَّاقِص ، الْخَامِس وَالْعِشْرُونَ قِيَام نِظَام الْأُلْفَة بَيْنَ الْجِيرَان وَحُصُول تَعَاهُدِهِمْ فِي أَوْقَات الصَّلَوَات . فَهَذِهِ خَمْس وَعِشْرُونَ خَصْلَةً وَرَدَ فِي كُلّ مِنْهَا أَمْرٌ أَوْ تَرْغِيب يَخُصُّهُ ، وَبَقِيَ مِنْهَا أَمْرَانِ يَخْتَصَّانِ بِالْجَهْرِيَّةِ وَهُمَا الْإِنْصَات عِنْدَ قِرَاءَة الْإِمَام وَالِاسْتِمَاع لَهَا وَالتَّأْمِين عِنْدَ تَأْمِينه لِيُوَافِقَ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَة ، وَبِهَذَا يَتَرَجَّحُ أَنَّ السَّبْع تَخْتَصّ بِالْجَهْرِيَّةِ وَاَللَّه أَعْلَم .
فتح الباري/باب فضل صلاة الجماعة
قال صاحب الموضوع: تخصيص الصلاة الجهرية بسبع و عشرين درجة و السرية بخمس وعشرين يحتاج إلى دليل و الله أعلم
==
507- فوائد الصف الأول
قال ابن حجر:
قَالَ الْعُلَمَاءُ : فِي الْحَضِّ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ:
الْمُسَارَعَة إِلَى خَلَاص اَلذِّمَّة
وَالسَّبْقُ لِدُخُولِ الْمَسْجِدِ
وَالْقُرْب مِنْ الْإِمَامِ ، وَاسْتِمَاع قِرَاءَته وَالتَّعَلُّم مِنْهُ ، وَالْفَتْح عَلَيْهِ ، وَالتَّبْلِيغ عَنْهُ
وَالسَّلَامَة مِنْ اِخْتِرَاقِ الْمَارَّةِ بَيْنَ يَدَيْهِ
وَسَلَامَة الْبَال مِنْ رُؤْيَةِ مَنْ يَكُونُ قُدَّامَهُ
وَسَلَامَة مَوْضِعِ سُجُودِهِ مِنْ أَذْيَالِ الْمُصَلِّينَ .
فتح الباري/باب الصف الأول
508- جذب الرجل من الصف ليصف معه
قال الألباني:/ الضعيفة
922 - " ألا دخلت في الصف ، أو جذبت رجلا صلى معك ؟! أعد صلاتك " .
ضعيف جدا .
أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " وأبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " من طريق يحيى بن عبدويه : حدثنا قيس بن الربيع عن السدي عن زيد بن وهب عن وابصة بن معبد : " أن رجلا صلى خلف الصف وحده ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ، فذكره .
قلت : ولكن إسناده واه جدا ، فلا يصلح للشهادة ، فإن قيسا ضعيف ، وابن عبدويه أشد ضعفا منه ، كما بينته في المصدر المشار إليه آنفا ، فأغنى عن الإعادة ، فإعلال الحافظ إياه بقيس وحده قصور .
وأفاد أن الطبراني أخرجه أيضا في " الأوسط " فرفعه السري بن إسماعيل وهو متروك ، وأما الهيثمي فعزاه لأبي يعلى من طريق السري هذا وهو في " مسنده " ( 2 / 445 ) .
( فائدة ) : إذا ثبت ضعف الحديث فلا يصح حينئذ القول بمشروعية جذب الرجل من الصف ليصف معه ، لأنه تشريع بدون نص صحيح ، وهذا لا يجوز ، بل الواجب أن ينضم إلى الصف إذا أمكن وإلا صلى وحده ، وصلاته صحيحة ، لأنه ( لا يكلف الله نفس إلا وسعها )
وحديث الأمر بالإعادة محمول على ما إذا قصر في الواجب وهو الإنضمام في الصف وسد الفرج وأما إذا لم يجد فرجة ، فليس بمقصر ، فلا يعقل أن يحكم على صلاته بالبطلان في هذه الحالة ، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، فقال في الاختيارات " ( ص 42 ) : "
وتصح صلاة الفذ لعذر ، وقاله الحنفية ، وإذا لم يجد إلا موقفا خلف الصف ، فالأفضل أن يقف وحده ولا يجذب من يصافه ، لما في الجذب من التصرف في المجذوب ، فإن كان المجذوب يطيعه ، فأيهما أفضل له وللمجذوب ؟ الاصطفاف مع بقاء فرجة ، أو وقوف المتأخر وحده ؟ وكذلك لوحضر اثنان ، وفي الصف فرجة ، فأيهما أفضل وقوفهما جميعا أوسد أحدهما الفرجة ، وينفرد الآخر ؟ الراجح الاصطفاف مع بقاء الفرجة ، لأن سد الفرجة مستحب ، والاصطفاف واجب " .
قلت : كيف يكون سد الفرج مستحبا فقط ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : " من وصل صفا وصله الله ، ومن قطع صفا قطعه الله " ! (1) فالحق أن سد الفرج واجب ما أمكن ، وإلا وقف وحده لما سبق . والله أعلم ./ انتهى
قال العثيمين/ الشرح الممتع:
فإن قال قائل: لماذا لا تقولون بأنْ يجذِبَ أحدَ النَّاسِ مِن الصَّفِّ؟
فالجواب: إنَّنا لا نقولُ بذلك؛ لأنَّ هذا يستلزمُ مَحاذير:
المحذور الأول: التَّشويش على الرَّجُلِ المَجذوبِ.
المحذور الثاني: فَتْحُ فُرْجَةٍ في الصَّفِّ، وهذا قَطْعٌ للصَّفِّ، ويُخشى أن يكون هذا مِن بابِ قَطْعِ الصَّفِّ الذي قال فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «مَن قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ»
المحذور الثالث: أنَّ فيه جِنايةً على المَجذوبِ بنَقْلِهِ مِن المكان الفاضلِ إلى المكانِ المفضولِ.
المحذور الرابع: أنَّ فيه جِنايةً على كلِّ الصَّفِّ؛ لأنَّ جميعَ الصَّفِّ سوف يتحرَّكُ لانفتاح الفُرْجَةِ مِن أجلِ سَدِّهَا.
__________________

===========================


509- أهل الكتاب ليسوا كفاراً
هذا القول كفر صريح ، ومعتقِده مرتد عن الإسلام : قال الله تعالى : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} [ آل عمران:70] .
وقال - سبحانه - : { قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [ التوبة:29] .
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . والحكم بكفر من لم يؤمن برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - من أهل الكتاب ، من الأحكام القطعية في الإسلام ، فمن لم يكفرهم فهو كافر ؛ لأنَّه مكذِّب لنصوص الوحيين الشريفين .
معجم المناهي اللفظية


510 -الحكمة في إبقاء ملة اليهود و النصارى
تفكرت في إبقاء اليهود والنصارى بيننا، وأخذ الجزية منهم؛ فرأيت في ذلك حكمًا عجيبةً:
منها: ما قد ذكر أن الإسلام كان ضعيفًا، فتقوى بما يؤخذ من جزيتهم. ومنها: ظهور عزه بذلهم. إلى غير ذلك مما قد قيل.
ووقع لي فيه معنى عجيب، وهو أن وجودهم وتعبدهم، وحفظهم شرع نبيهم صلى الله عليه وسلم دليل على أنه قد كان أنبياء وشرائع، وأن نبينا صلى الله عليه وسلم ليس ببدع من الرسل؛ فقد اجتمعت الجن وهم على إثبات صانع، وإقرار برسل، فبان أننا ما ابتدعنا ما لم يكن. وهم يصبرون على باطلهم، ويؤدون الجزية، فكيف لا نصبر على حق، والدولة لنا، وفي بقائهم احترام لما كان صحيحًا من الدين، وليرجع متبصر، وليستعمل مفكر

صيد الخاطر

511- سبب تسمية اليهود والنصارى
واليهود من الهوادة وهي المودة أو التهود وهي التوبة؛ كقول موسى، عليه السلام: { إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ } [الأعراف: 156] أي: تبنا، فكأنهم سموا بذلك في الأصل لتوبتهم ومودتهم في بعضهم لبعض.
وقيل: لنسبتهم إلى يهوذا أكبر أولاد يعقوب عليه السلام، وقال أبو عمرو بن العلاء: لأنهم يتهودون، أي: يتحركون عند قراءة التوراة.
فلما بعث عيسى صلى الله عليه وسلم وجب على بني إسرائيل اتباعه والانقياد له، فأصحابه وأهل دينه هم النصارى، وسموا بذلك لتناصرهم فيما بينهم، وقد يقال لهم: أنصار أيضًا، كما قال عيسى، عليه السلام: { مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ } [آل عمران: 52] وقيل: إنهم إنما سُمّوا بذلك من أجل أنهم نزلوا أرضًا يقال لها ناصرة، قاله قتادة وابن جُرَيج ، وروي عن ابن عباس أيضًا، والله أعلم.
تفسير ابن كثير








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:29








وهذه فائدة أخرى في التصنيف!!

في عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي ، لأبي بكر ابن العربي المعافري :
وَلَا يَنْبَغِي لِحَصِيفٍ يَتَصَدَّى إلَى تَصْنِيفٍ أَنْ يَعْدِلَ عَنْ غَرَضَيْنِ:
إمَّا أَنْ يَخْتَرِعَ مَعْنًى،
وَإِمَّا أَنْ يَبْتَدِعَ وَضْعًا وَمَبْنًى،
وَمَا سِوَى هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ فَهُوَ تَسْوِيدُ الْوَرَقِ وَالتَّحَلِّي بِحِلْيَةِ السَّرَقِ .


في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي - (5 / 142)
سمعت أحمد بن سعيد الدارمي ، يقول : سمعت الضحاك بن مخلد ، يقول : قال أبو عمارة يعني روح بن عبادة : « منعني التصنيف عشرين سنة من كتابة الحديث »

قال الخطيب : ينبغي أن يفرغ المصنف للتصنيف قلبه ويجمع له همه ويصرف إليه شغله ويقطع به وقته وكان بعض شيوخنا يقول : من أراد الفائدة فليكسر قلم النسخ وليأخذ قلم التخريج

وحدثني محمد بن علي الصري ، قال : « رأيت أبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ في المنام في سنة إحدى عشرة وأربعمائة فقال لي : يا أبا عبد الله خرج وصنف قبل أن يحال بينك وبينه هذا أنا تراني قد حيل بيني وبين ذلك ثم انتبهت »

ولا يضع من يده شيئا من تصانيفه إلا بعد تهذيبه وتحريره وإعادة تدبره وتكريره

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي - (5 / 144 / 146)
فقد أنا محمد بن أبي الفوارس ، أنا علي بن عبد الله بن المغيرة ، نا أحمد بن سعيد ، قال : قال عبد الله بن المعتز :
« لحظة القلب أسرع خطرة من لحظة العين وأبعد غاية وأوسع مجالا فهي الغائصة في أعماق أودية الفكر والمتأملة لوجوه العواقب والجامعة بين ما غاب وحضر والميزان الشاهد على ما نفع وضر ، والقلب كالممل للكلام على اللسان إذا نطق واليد إذا كتبت فالعاقل يكسو المعاني وشي الكلام في قلبه ثم يبديها فألفاظه كواس في أحسن زينة ، والجاهل يستعجل بإظهار المعاني قبل العناية بتزيين معارضها واستكمال محاسنها »

سمعت هلال بن العلاء ، يقول : « يستدل على عقل الرجل بعد موته بكتب صنفها وشعر قاله وكتاب أنشأه »
سمعت نصر بن علي ، يقول : سمعت الأصمعي ، يقول : سمعت أبا عمرو بن العلاء ،
يقول : « الإنسان في فسحة من عقله وفي سلامة من أفواه الناس ما لم يضع كتابا أو يقل شعرا »

قال العسكري : وأخبرني أبي عن أبيه قال : قال أحمد بن أبي طاهر قال العتابي :
« من صنع كتابا فقد استشرف للمدح والذم ، فإن أحسن فقد استهدف للحسد والغيبة ، وإن أساء فقد تعرض للشتم واستقذف بكل لسان »

الفائدة الثانية في قوى النفس البشرية:

قال الفقيه الامام أبو محمد، علي بن أحمد، رحمة الله عليه ورضوانه في كتابه الاحكام في أصول الاحكام:
إن الله عز وجل ركب في النفس الانسانية قوة مختلفة،

فمنها عدل يزين لها الانصاف، ويحبب إليها موافقة الحق.
قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتآء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين)
ومنها غضب وشهوة يزينان لها الجور ويعميانها عن طريق الرشد، قال تعالى: (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) وقال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) فالفاضل يسر لمعرفته بمقدار ما منحه الله تعالى، والجاهل يسر لما لا يدري حقيقة وجهه ولما فيه وباله
في أخراه وهلاكه في معاده.
ومنها فهم يليح لها الحق من قريب، وينير لها في ظلمات المشكلات فترى به الصواب ظاهرا جليا.
ومنها جهل يطمس عليها الطرق، ويساوي عندها بين السبل، فتبقى النفس في حيرة تتردد، وفي ريب تتلدد، ويهجم بها على أحد الطرق المجانبة للحق المنكبة عن الصواب تهورا وإقداما أو جبنا أو إحجاما، أو إلفا وسوء اختيار، قال تعالى: (ل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال تعالى: (انما يخشى الله من عباده العلماء).
ومنها قوة التمييز
التي سماها الاوائل المنطق، فجعل لها خالقها بهذه القوة سبيلا إلى فهم خطابه عز وجل، وإلى معرفة الاشياء ما هي عليه، وإلى إمكان التفهم الذي به ترتقي درجة الفهم ويتخلص من ظلمة الجهل، فيها تكون معرفة الحق من الباطل.
قال تعالى: فبشر عبادي الذين يستعمون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدا هم الله وألئك هم أولوا الالباب
ومنها قوة العقل التي تعين النفس المميزة على نصر العدل، وعلى إيثار ما دلت عليه صحة الفهم، وعلى اعتقاد ذلك علما، وعلى إظهار باللسان وحركات الجسم فعلا، وبهذه القوة التي هي العقل تتأيد النفس الموفقة لطاعته على كراهية الحود عن الحق، وعلى رفض ما قاد إليه الجهل والشهوة، والغضب المولد للعصبية، وحمية الجاهلية، فمن اتبع ما أناره له العقل الصحيح نجا وفاز، ومن عاج عنه هلك وربما أهلك قال تعالى: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)
قال أبو محمد علي: أراد بذلك العقل، وأما المضغة المسماة قلبا فهي لكل أحد متذكر، وغير متذكر، ولكن لما لم ينتفع غير العاقل بقلبه صار كمن لا قلب له، قال تعالى، شاهدا لما قلنا: * (أفلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وقال بعض السلف الصالح: ترى الرجل لبيبا داهيا فطنا ولا عقل له فالعاقل من أطاع الله عز وجل.
قال أبو محمد علي: هذه كلمة جامعة كافية، لان طاعة الله عز وجل، هي جماع الفضائل واجتناب الرذائل، وهي السيرة الفاضلة على الحقيقة التي تخيرها لنا واهب النعم، لا إله إلا هو، فلا فضيلة إلا اتباع ما أمر الله عز وجل به، أو حض عليه، ولا رذيلة إلا ارتكاب ما نهى الله تعالى عنه أو نزه منه، وأما الكيس في أمور الدنيا لا يبالي المرء ما وفق في استجلاب حظه فيها، من علو صوت، أو عرض
جاه، أو نمو مال، أو نيل لذة من طاعة أو معصية، فليس ذلك عقلا، بل هو سخف وحمق ونقص شديد وسوء اختيار، وقائد إلى الهلاك في دار الخلود.
وقد شهد ربنا تعالى أن متاع الدنيا غرور، وقد علمنا أن تارك الحق ومتبع الغرور سخيف الاختيار، ضعيف العقل، فاسد التمييز وبرهان ذلك أن كل تمييز في إنسان بان به عن البهائم، فهو يشهد أن اختيار الشئ القليل في عدده، الضعيف في منفعته، المشوب بالآلام والمكاره، الفاني بسرعة، على الكثير في عدده العظيم في منفعته، الخالص من الكدر والمضار، الخالد أبدا، حمق شديد وعدم للعقل البتة.
ولو أن أمرأ خير في دنياه بين سكناه مائة عام في قصر أنيق، واسع ذي بساتين وأنهار ورياض وأشجار، ونواوير وأزهار، وخدم وعبيد وأمن فاش وملك ظاهر، ومال عريض، إلا أن في طريقه إلى ذلك مشي يوم كامل في طريق فيها بعض الحزونة لا كلها، وبين أن يمشي ذلك اليوم في طريق فيها مروج حسنة، وفي خلالها مهالك ومخاوف وظلال طيبة، وفي أثنائها أهوال ومتالف، ثم يفضي عند تمام ذلك اليوم إلى دار ضيقة، ومجلس ضنك ذي نكد وشقاء وخوف وفقر وإقلال، فيسكنها مائة عام، فاختار هذه الدار الحرجة لسرور يوم ممزوج بشوائب البلاء، يلقاه في طريقه نحوها لكان عند كل من سمع خبره ذا آفة شديدة في تمييزه، وفاسد العقل جدا، ظاهر الحمق ردئ الاختيار، مذموما مدحورا ملوما.
وهذه حال من آثر عاجل دنياه على آجل أخراه.
فكيف بمن اختار فانيا عن قريب على ما لا يتناهى أبدا.
اللهم إلا أن يكون شاكا في منقلبه، متحيرا في مصيره، فتلك أسوأ بل هي التي لا شوى لها، نعوذ بالله من الخذلان، ونسأله التوفيق والعصمة بمنه آمين.)


والفائدة الثالثة : جزاك الله خيرا ودمت في تعلم العلم والعمل به
رد مع اقتباس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:30

512- س/ ما نكاد نقرأ كتابا من كتب السنة، كالسنة لعبد الله، واللالكائي، والإبانة إلا ونجد فصلاً أو بابا في طعن الأئمة في أبي حنيفة فما هو السبب؟ وما موقفنا من هذه الآثار؟

ج/ هذا كان في ذلك الزمان لأنَّ أبا حنيفة رحمه الله خالف السنة والآثار في مسائل كثيرة جداً، ورَدَّ عليه أهل السنة والحديث حتى لا يأخذ الناس بكلامه في ذلك، فالتآليف هذه لأجل انتشار مذهب الحنفية في البلاد، فكتبوا ذلك تحذيراً من اتِّبَاعِهِ فيما أخطأ فيه، لكن لمَّا استَقَرَّتْ المذاهب، واستقرت الفرق، وصار أبو حنيفة رحمه الله أحد الأئمة الأعلام الذين يشار إليهم، والذين يُتَّبعون في مسائل الفقه، ترك أهل السنة إيراد ذلك بعد نهاية القرن الخامس، واجتمعوا على عدم ذكرها، بل عَدُّوهُ من الأئمة الأعلام كما عَقَدَ ذلك شيخ الإسلام في كتابه المعروف (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) وذكر منهم أبا حنيفة رحمه الله.
فأخطأ هو في مسائل، وخالف السنة في مسائل، وعُدَّ من مرجئة الفقهاء، لكن ما ورد في تلك الكتب من شتمه ولعنه وسبه أو نحو ذلك، هذا تَرَكَهُ أهل السنة؛ فلم يَصِرْ من شعار أهل السنة أن يُفعَلَ ذلك، كما قرَّرَهُ الأئمة وفي كتبهم وتركوه في مؤلفاتهم بعد نهاية القرن الخامس.

شرح الطحاوية / صالح آل الشيخ

513- س/ ما رأيكم ما جاء في كتاب عبد الله بن الإمام أحمد من اتهام لأبي حنيفة وبالقول عليه بخلق القرآن إلى آخره؟

ج/ هذا سؤال جيد، هذا موجود في كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد، وعبد الله بن الإمام أحمد في وقته كانت الفتنة في خلق القرآن كبيرة، وكانوا يستدلون فيها بأشياء تُنْسَبْ لأبي حنيفة وهو منها براء في خلق القرآن، وكانت تنسب إليه أشياء ينقلها المعتزلة من تأويل الصفات إلى آخره مما هو منها براء، وبعضها انتشر في الناس ونُقِلْ لبعض العلماء فَحَكَمُوا بظاهر القول، وهذا قبل أن يكون لأبي حنيفة مدرسة ومذهب؛ لأنَّهُ كان العهد قريباً -عهد أبي حنيفة- وكانت الأقوال تُنْقَلْ: قول سفيان قول وكيع قول سفيان الثوري قول سفيان بن عيينة قول فلان وفلان من أهل العلم في الإمام أبي حنيفة.
فكانت الحاجة في ذلك الوقت باجتهادِ عبد الله بن الإمام أحمد قائمة في أن ينقل أقوال العلماء فيما نَقَلْ.
ولكن بعد ذلك الزمان كما ذكر الطحاوي أَجْمَعَ أهل العلم على أن لا ينقلوا ذلك، وعلى أن لا يذكروا الإمام أبا حنيفة إلا بالخير والجميل، وهذا فيما بعد زمن الخطيب البغدادي، يعني في عهد بعض أصحاب الإمام أحمد ربما تكلموا وفي عهد الخطيب البغدادي نقل نقولات في تاريخه معروفة، وحصل ردود عليه بعد ذلك، حتى وصلنا إلى استقراء منهج السلف في القرن السادس والسابع هجري وكَتَبْ في ذلك ابن تيمية الرسالة المشهورة (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)، وفي كتبه جميعاً يذكر الإمام أبا حنيفة بالخير وبالجميل ويترحم عليه وينسبه إلى شيءٍ واحد وهو القول بالإرجاء، إرجاء الفقهاء دون سلسلة الأقوال التي نُسِبَتْ إليه لأنَّهُ يوجد كتاب أبي حنيفة الفقه الأكبر وتوجد رسائل له تدل على أنَّهُ كان في الجملة يتابع السلف الصالح إلا في هذه المسألة، في مسألة دخول الأعمال في مُسَمَّى الإيمان.
وهكذا درج العلماء على ذلك كما قال الإمام الطحاوي إلا -كما ذكرت لك- بعض من زاد، غلا في الجانبين:
إما غلا من أهل النظر في الوقيعة في أهل الحديث وسَمَّاهُمْ حَشْوِيَّةْ وسَمَّاهُم جهلة.
ومن غلا أيضاً من المنتسبين للحديث والأثر فوقع في أبي حنيفة رحمه الله أو وقع في الحنفية كمدرسة فقهية أو في العلماء.
والمنهج الوسط هو الذي ذكره الطحاوي وهو الذي عليه أئمة السلف.
لمَّا جاء الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب أصَّلَ هذا المنهج في الناس وأنْ لا يُذْكَرَ أحد من أهل العلم إلا بالجميل وأن يُنْظَرْ في أقوالهم وما رَجَّحَهُ الدليل فَيُؤْخَذُ بِهِ وأن لا يُتَابَعْ عالم فيما أخطأ فيه وفيما زل؛ بل نقول هذا كلام العالم وهذا اجتهاده والقول الثاني هو الراجح.
ولهذا ظهر بكثرة في مدرسة الدعوة القول الراجح والمرجوح ورُبِّيَ عليه أهل العلم في هذه المسائل تحقيقاً لهذا الأصل.
حتى أتينا إلى أول عهد الملك عبد العزيز رحمه الله لمَّا دَخَلْ مكة، وأراد العلماء طباعة كتابة السنة لعبد الله بن الإمام أحمد وكان المشرف على ذلك والمراجع له الشيخ العلامة الجليل عبد الله بن حسن آل الشيخ رحمه الله رئيس القضاة إذ ذاك في مكة، فَنَزَعَ هذا الفصل بكامله من الطباعة، فلم يُطْبَعْ لِأَنَّهُ من جهة الحكمة الشرعية كانَ لَهُ وقته وانتهى، ثُمَّ هو اجتهاد والسياسة الشرعية ورعاية مصالح الناس أن يُنْزَعْ وأن لا يُبْقَى وليس هذا فيه خيانة للأمانة؛ بل الأمانة أن لا نجعل الناس يَصُدُّونَ عن ما ذكره عبد الله بن الإمام في كتابه من السنة والعقيدة الصحيحة لأجل نُقُولٍ نُقِلَتْ في ذلك.
وطُبِعَ الكتاب بدون هذا الفصل وانْتَشَرَ في الناس وفي العلماء على أَنَّ هذا كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد.
حتى طُبِعَت مُؤَخَّرَاً في رسالةٍ علمية أو في بحثٍ علمي وأُدْخِلَ هذا الفصل -وهو موجود في المخطوطات معروف- أُدْخِلْ هذا الفصل من جديد، يعني أُرْجِعْ إليه، وقالوا إنَّ الأمانة تقتضي إثباته إلى آخره.
وهذا لاشك أَنَّهُ ليس بصحيح، بل صنيع علماء الدعوة فيما سبق من السياسة الشرعية ومن معرفة مقاصد العلماء في تآليفهم واختلاف الزمان والمكان والحال وما استقرت عليه العقيدة وكلام أهل العلم في ذلك.
ولما طُبِعْ كُنَّا في دعوة عند فضيلة الشيخ الجليل الشيخ صالح الفوزان في بيته، وكان داعياً لسماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله، فطَرَحْتْ عليه أول ما طُبِعْ كتاب السُّنَّة الطبعة الأخيرة التي في مجلدين إدخال هذا الباب فيما ذُكر في أبي حنيفة في الكتاب وأًنَّ الطبعة الأولى كانت خالية من هذا لصنيع المشايخ.
فقال رحمه الله في مجلس الشيخ صالح قال لي: الذي صنعه المشايخ هو المُتَعَيِّنْ ومن السياسة الشرعية أن يُحْذَفْ وإيراده ليس مناسباً. وهذا هو الذي عليه منهج العلماء.
زاد الأمر حتى صار هناك تآليف يُطْعَنْ في أبي حنيفة وبعضهم يقول أبو جيفة ونحو ذلك، وهذا لاشك أنه ليس من منهجنا وليس من طريقة علماء الدعوة، ولا علماء السلف لأننا لا نذكر العلماء إلا بالجميل، إذا أخطؤوا فلا نتابعهم في أخطائهم، وخاصَّةً الأئمة هؤلاء الأربعة؛ لأنَّ لهم شأنَاً ومقاما لا يُنْكَرْ.
نكتفي لهذا القدر أسأل لكم التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
شرح الطحاوية / صالح آل الشيخ

514- الفقه الاكبر
قال الشيخ بكر:

ومما يدل على شمولية لفظ: " الفقه " لِعِلْم الدين في هذه الحقبة الزمنية المباركة، إِطلاق أَبي حنيفة. ت سنة (150هـ) - رحمه الله تعالى- على: " التوحيد " : " الفقه الأَكبر " وهو أَول من أَطلقَ ذلك في الإسلام؛ إِذ جعله عنوان كتابه فيه، وقد طُبعَ بهذا الاسم، وله عدة شروح، وتكلم الناس في نسبته إِليه، والذي عليه الأَكثر صحة نسبته إليه ثم تلاه كتاب للإمام الشافعي . ت سنة (204 هـ) - رحمه الله
تعالى- بهذا الاسم: " الفقه الأَكبر " وهو في مسائل الاعتقاد والتوحيد وقد طبع عام 1900م وقد تكلَّم الناس في نسبته إِليه؟
ولم يحصل لي التحرير عن نسبة الكتابين، ولعلّي أَتمكن من ذلك في كتاب: " معجم المؤلفات المنحولة " .
المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد وتخريجات الأصحاب

__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:31

515- كيف تتشكل الأجسام ؟

قال القاضي أبو يعلى الحنبلي: لا قدرة للجن على تغيير خلقهم والإنتقال في الصور، وإنما يجوز أن يعلمهم الله كلمات وضربا من ضروب الأفعال إذا فعله وتكلم به نقله الله من صورة إلى صورة،
فيقال: إنه قادر على التصوير والتخييل على معنى أنه قادر على قول إذا قاله وفعله نقله الله عن صورة إلى صورة أخرى بجري العادة , و أما أن يصور نفسه فذلك محال لأن انتقالها عن صورة إلى صورة إنما يكون بنقص البنية وتفريق الأجزاء وإذا انتقلت بطلت الحياة واستحال وقوع الفعل من الجملة
وكيف تنقل نفسها قال: والقول في تشكيل الملائكة مثل ذلك، والذي ورد أن إبليس تصور في صورة سراقة وأن جبريل تمثل في صورة دحية محمول على ما ذكرنا، وهو أنه أقدره الله على قول قاله فنقله الله من صورة إلى صورة أخرى. انتهى.

وقال إمام الحرمين: نزول جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في هيئة رجل معناه: أن الله تعالى أفنى الزائد من خلقه أو أزاله عنه ثم يعيده إليه بعد.

وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: فإن قيل إذا أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية أين تكون روحه أفي الجسد الذي يشبه بجسد دحية فهل يموت الجسد الذي له ستمائة جناح كما تموت الأجساد إذا فارقها الأرواح؟ أم يبقى حيا خاليا من الروح المتنقلة بالجسد المشبه بجسد دحية؟
قلت: لا يبعد أن يكون إنتقالها من الجسد الأول غير موجب لموته لأن موت الأجساد بمفارقة الأرواح ليس بواجب عقلا، وإنما هو بعادة مطردة أجراها الله في أرواح بني آدم فيبقى ذلك الجسد حيا لا ينقص من معارفه وطاعاته شيء، ويكون انتقال روحه إلى الجسد الثاني كانتقال أرواح الشهداء إلى أجواف الطير الخضر. انتهى.

وقال الشيخ سراج الدين البلقيني في كتابه الفيض الجاري على صحيح البخاري: يجوز أن يكون الآتي جبريل بشكله الأصلي إلا انه انضم فصار على قدر هيئة الرجل وإذا ترك ذلك عاد إلى هيئته، ومثال ذلك: القطن إذا جمع بعد أن كان منتفشا فإنه بالنفش يحصل له صورة كبيرة وذاته لم تتغير، وهذا على سبيل التقريب.

وقال العلامة علاء الدين القونوي شارح الحاوي في كتاب الإعلام بإلمام الأرواح بعد الموت على الأجسام: قد كان جبريل عليه السلام يتمثل في صورة دحية وتمثل لمريم بشرا سويا، وفي الممكن أن يخص بعض عباده في حال الحياة بخاصة لنفسه الملكية القدسية وقوة لها يقدر بها على التصرف في بدن آخر غير بدنها المعهود مع إستمرار تصرفها في الأول، وقد قيل في الأبدال أنهم سموا أبدالا لأنهم قد يرحلون إلى مكان ويقيمون في مكانهم الأول شبحا آخر شبيها بشبحهم الأصلي بدلا عنه، وقد أثبت الصوفية عالما متوسطا بين عالم الأجساد والأرواح، سموه عالم المثال، وقالوا هو ألطف من عالم الأجساد وأكثف من عالم الأرواح، وبنوا على ذلك تجسد الأرواح وظهورها في صور مختلفة من عالم المثال، وقد يستأنس لذلك بقوله تعالى: (فَتَمَثَلَ لَها بَشَراً سَوِياً) فتكون الروح الواحدة كروح جبريل مثلا في وقت واحد مدبرة لشبحه الأصلي ولهذا الشبح المثالي، وينحل بهذا ما قد اشتهر عن بعض الأئمة أنه سأل بعض الأكابر عن جسم جبريل فقال: أين كان يذهب جسمه الأول الذي يسد الأفق بأجنحته لما تراءى للنبي صلى الله عليه وسلم في صورته الأصلية، عند إتيبانه إليه في صورة دحية؟ وقد تكلف بعضهم الجواب عنه بأنه يجوز أن يقال كان يندمج بعضه في بعض إلى أن يصغر حجمه فيصير بقدر صورة دحية، ثم يعود وينبسط إلى أن يصير كهيئته الأولى، وما ذكره الصوفية أحسن ويجوز أن يكون جسمه الأول بحاله لم يتغير، وقد أقام الله له شبحا آخر وروحه متصرفة فيهما جميعا في وقت واحد. انتهى.
وقال العلامة شمس الدين بن القيم في كتاب الروح: للروح شأن غير شأن الأبدان، فتكون في الرفيق الأعلى وهي متصلة ببدن الميت بحيث إذا سلم المسلم على صاحبها رد عليه السلام، وهي في مكانها هناك،وهذا جبريل رآه النبي صلى الله عليه وسلم وله ستمائة جناح، منها جناحان سدا الأفق، وكان يدنو من النبي صلى الله عليه وسلم حتى يضع ركبتيه على ركبتيه ويديه على فخذيه وقلوب المخلصين تتسع للإيمان بأن من الممكن أنه كان يدنو هذا الدنو، وهوفي مستقره من السموات، وفي الحديث في رؤية جبريل:فرفعت رأسي فإذا جبريل صاف قدميه بين السماء والأرض يقول: يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل، فجعلت لا أصرف بصري إلى ناحية إلا رأيته كذلك
وإنما يأتي الغلط هنا من قياس الغائب على الشاهد، فيعتقد أن الروح من جنس ما يعهد من الأجسام التي إذا شغلت مكانا لم يمكن أن تكون في غيره، وهذا غلط محض. انتهى.


الحبائك في أخبار الملائك/ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ)

قال صاحب الموضوع : هذه من المسائل التي سكت عنها السلف و خاض فيها الخلف فجهلها لا يضر, , و هل سأل الصحابة هذه الأسئلة بعد رؤية جبريل , فليسعنا ما وسعهم و لنسكت عما سكتوا عنه فمذهبهم أعلم و أحكم و أسلم
516- حكم شتم مَلَك
قال القاضي عياض في الشفا: قال سحنون: من شتم ملكا من الملائكة فعليه القتل،
وقال أبو الحسن القابسي في الذي قال لآخر كأنه وجه مالك الغضبان: لو عرف أنه قصد ذم الملك قتل،
قال القاضي عياض: وهذا فيمن تكلم فيهم بما قلناه على جملة الملائكة أو على معين ممن حققنا كونه من الملائكة ممن نص الله عليه في كتاب أو حققنا علمه بالخبر المتواتر، والمشتهر المتفق عليه بالإجماع القاطع، كجبريل وميكائيل ومالك وخزنة الجنة وجهنم والزبانية وحملة العرش وعزرائيل وإسرافيل ورضوان والحفظة ومنكر ونكير، فأما من لم تثبت الأخبار بتعيينه، ولا وقع الإجماع على كونه من الملائكة كهاروت وماروت، فليس الحكم فيهم والكافر بهم كالحكم فيمن قدمناه، إذ لم تثبت لهم تلك الحرمة،

وأما إنكار كونهما من الملائكة فإن كان المتكلم في ذلك من أهل العلم فلا حرج لاختلاف العلماء في ذلك، وإن كان من عوام الناس زجر عن الخوض في مثل هذا، فإن عاد ادب، إذ ليس لهم الكلام في مثل هذا،
وقال القرافي: أعلم أنه يجب على كل مكلف تعظيم الأنبياء بأسرهم، وكذلك الملائكة ومن نال من أعراضهم شيئا فقد كفر، سواء كان بالتعريض أو بالتصريح، فمن قال في رجل يراه شديد البطش: هذا أقسى قلبا من مالك خازن النار، وقال في رجل رآه مشوه الخلق: هذا أوحش من منكر ونكير؛ فهو كافر إذا قال ذلك في معرض النقص بالوحاشة والقساوة،
قلت: وما ذكر في هذه المسألة والتي قبلها من الأدلة القاطعة على تفضيل رسل الملائكة على الصحابة وأولياء البشر.

الحبائك في أخبار الملائك/ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ)
قال صاحب الموضوع:
قال الشيخ بكر/ معجم المناهي:
عزرائيل : ؟
خلاص كلام أهل العلم في هذا : أنه لا يصح في تسمية ملك الموت بعزرائيل - ولا غيره - حديث ، والله أعلم .
517- هل ترى الملائكة ربها؟

سئل الصفار أيضا: الملائكة هل يرون ربهم؟
فقال: اعتماد والدي الشهيد أنهم لا يرون ربهم سوى جبريل، فإنه يرى ربه مرة واحدة، ولا يرى بعده أبدا،
وسئل إذا كانوا موحدين لم لا يرون ربهم؟
قال: إن الرؤية فضل الله، والله يؤتى فضله من يشاء والله ذو الفضل العظيم. انتهى.

قلت: هذا ذكره أيضا أبو الحسن الهروى من الحنفية في أرجوزته كما تقدم، وذكره من أئمتنا الشيخ عز الدين بن عبد السلام، ولكن الأرجح أنهم يرونه فقد نص عليه إمام أهل السنة والجماعة الشيخ أبو الحسن الأشعري فقال له في كتابه الإبانة في أصول الديانة ما نصه: أفضل لذات الجنة رؤية الله تعالى ثم رؤية نبيه صلى الله عليه وسلم، فلذلك لم يحرم الله أنبياءه المرسلين وملائكته المقربين وجماعته المؤمنين والصديقين النظر إلى وجهه عز وجل. انتهى.

وقد تابعه على ذلك البيهقي فقال: باب ما جاء في رؤية الملائكة ربهم ثم أخرج الحديث السابق أول الكتاب مرفوعا، والأثر السابق أول جامع أخبار الملائكة عن ابن عمرو موقوفا، وله حكم الرفع، وممن قال برؤية الملائكة ربهم من المتأخرين شمس الدين بن القيم وقاضى القضاة جلال الدين البلقيني، وهو الأرجح بلا شك.

الحبائك في أخبار الملائك/ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:31


518- ما ضابط كون الاسم من الأسماء الحسنى؟
الاسم يكون من أسماء الله الحسنى إذا اجتمعت فيه ثلاثة شروط، أو اجتمعت فيه ثلاثة أمور:
- الأول: أن يكون قد جاء في الكتاب والسنة، يعني نُصَّ عليه في الكتاب والسنة، نُصَّ عليه بالاسم لا بالفعل، ولا بالمصدر، وسيأتي تفصيل لذلك.
- الثاني: أن يكون مما يُدْعَى الله - عز وجل - به.
- الثالث: أن يكون متضمِّنا لمدحٍ كاملٍ مطلقٍ غير مخصوص.

شرح العقيدة الطحاوية / صالح آل الشيخ

519- هل من أسماء الله القديم , المريد المتكلم الصانع؟
باب الأسماء الحسنى أو باب الأسماء أضيق من باب الصفات، وباب الصفات أضيق من باب الأفعال، وباب الأفعال أضيق من باب الإخبار. واعكس ذلك.
فتقول: باب الإخبار عن الله - عز وجل - أوسع، وباب الأفعال أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء الحسنى.
وهذه القاعدة نفهم منها أنَّ الإخبار عن الله - عز وجل - بأنه (قَديمٌ بلا ابتدَاء) لا بأس به لأنه مشتمل على معنى صحيح، فلما قال (قَديمٌ بلا ابتدَاء) انتفى المحذور فصار المعنى حقا، ولكن من جهة الإخبار.
أما من جهة الوصف، وصف الله بالقدم فهذا أضيق لأنه لا بد فيه من دليل.
وكذلك باب الأسماء وهو تسمية الله بالقديم هذا أضيق فلا بد فيه من اجتماع الشروط الثلاثة التي ذَكَرْتُ لك.
والشروط الثلاثة غير منطبقة على اسم القديم، وعلى نظائره كالصانع والمتكلم والمريد وأشباههم لـ:
- أولا:
لم تَرِدْ في النصوص فليس في النصوص اسم القديم، ولا اسم الصانع، ولا اسم المريد، ولا اسم المتكلم، ولا المريد، ولا القديم، أما الصانع فله بحث يأتي إن شاء الله.
- ثانياً:
اسم القديم لا يدعا الله - عز وجل - به؛ يعني لا يُتوسل إلى الله به؛ لأنه في ذاته لا يحمل معنىً متعلقا بالعبد فيسأل الله - عز وجل - به، فلا يقول يا قديم أعطني، لأنه لا يتوسل إلى الله بهذا الاسم، كما هي القاعدة في الآية {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف:180]، فثَمَّ فرق ما بين التّوسل بالأسماء والتّوسل بالصفات.
- ثالثاً:
من الشروط: الذي ذكرناه هو أن تكون متضمنةً على مدحٍ كاملٍ مطلق غير مختص.
وهذا نعني به أنّ المدح، أنَّ أسماء الله - عز وجل - هي متضمنة لصفات.
وهذه الأسماء لابد أن تكون متضمنةً للصفات الممدوحة على الإطلاق.
غير الممدوحة في حال والتي قد تذم في حال، أو ممدوحة في حال وغير ممدوحة في حال أو مسكوت عنها في حال.
وذلك يرجع إلى أنَّ أسماء الله - عز وجل - حسنى؛ يعني أنها بالغة في الحسن نهايتَه.
ومعلوم أن حُسن الأسماء راجع إلى ما اشتملت عليه من المعنى؛ ما اشتملت عليه من الصفة.
والصفة التي في الأسماء الحسنى والمعنى الذي فيها لا بد أنْ يكون دالا على الكمال مطلقا بلا تقييد وبلا تخصيص.
فمثل اسم القديم، هذا لا يدلّ على مدحٍ كامل مطلق، ولذلك لما أراد المصنف أنْ يجعل اسم القديم أو صفة القِدم مدحا قال (قَديمٌ بلا ابتدَاء)، وحتى الدائم هنا قال (دَائمٌ بلا انْتهاء).
لكن لفظ القديم قيّده بكونه (بلا ابتدَاء) وهذا يدل على أن اسم القديم بحاجة إلى إضافة كلام حتى يُجعل حقا وحسنا ووصفا مشتملا على مدح حق.
لهذا نقول إنّ هذا الأسماء التي تُطلق على أنها من الأسماء الحسنى يجب أن تكون مثل ما قلنا صفات مدح وكمال ومطلقة غير مختصة، وأمّا ما كان مقيَّدا أو ما كان مختصا المدح فيه بحال دون حال، فإنه لا يجوز أن يطلق في أسماء الله.
ولهذا مثال آخر أبْيَنْ من ذلك، مثل المريد والإرادة، فإنَّ الإرادة منقسمة إلى:
1 - إرادة محمودة؛ إرادة الخير إرادة المصلحة، إرادة النفع، إرادة موافقة للحكمة.
2 - والقسم الآخر إرادة الشرّ، إرادة الفساد، إرادة ما لا يوافق الحكمة، إلى آخره.
فهنا لا يسمى الله - عز وجل - باسم المريد، لأنّ هذا منقسم، مع أنَّ الله - عز وجل - يريد سبحانه وتعالى، فيُطْلَقْ عليه الفعل، وهو سبحانه موصوف بالإرادة الكاملة، ولكن اسم المريد لا يكون من أسمائه لما ذكرنا.
وكذلك اسم الصانع لا يقال أنه من أسماء الله - عز وجل -؛ لأن الصّنع منقسم إلى ما هو موافق للحكمة، وإلى ما هو ليس موافقا للحكمة، والله سبحانه وتعالى يصنع وله الصنع سبحانه، كما قال {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}[النمل:88] وهو سبحانه يصنع ما يشاء وصانِعٌ ما شاء كما جاء في الحديث «إِنّ اللّهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ» سبحانه وتعالى، ولكن لم يُسَمَّ الله - عز وجل - باسم الصانع لأنّ الصُّنع منقسم أيضا اسم المتكلم، المتكلم لا يقال في أسماء الله - عز وجل - المتكلم؛ لأن الكلام الذي هو راجع إلى الأمر والنهي، منقسم: إلى أمر بما هو موافق للحكمة؛ أمر بمحمود، وإلى أمر بغير ذلك، ونهي عمّا فيه المصلحة؛ نهي عمّا فيه الخير، ونهي عن ما فيه الضر، والله سبحانه وتعالى نهى عمّا فيه الضرر، ولم ينهَ عما فيه الخير، بل أمر بما فيه الخير، ولذلك لم يسمَّ الله - عز وجل - بالمتكلم.
هذه كلها أطلقها المتكلمون على الله - عز وجل -، فسموا الله بالقديم، وسموا الله - عز وجل - بالمتكلم، وسموا الله - عز وجل - بالمريد، وسموا الله - عز وجل - بالصانع، إلى غير ذلك من الأسماء التي جعلوها لله - عز وجل -.
فإذا تبين لك ذلك فإن الأسماء الحسنى هي ما اجتمعت فيها هذه الشروط، واسم القديم لم تجتمع فيه الشروط؛ بل لم ينطبق عليه شرط من هذه الشروط الثلاثة.
والمؤلف معذور في ذلك بعض العذر؛ لأنّه قال (قَديمٌ بلا ابتدَاء).
أمَّا الخالق غير الصانع وذلك لـ:
- أولاً :الخالق جاء في النص والصانع لم يأت في النص.
- ثانياً:من جهة المعنى الصنع فيه كلفة وليس ممدوحاً على كل حال، والخَلق هذا إبداع وتقدير فهو ممدوح
- ثالثاً: الخلق منقسم إلى مراحل، وأمّا الصنع فليس كذلك؛ { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ } [الحشر:24] فالخلق يدخل من أول المراحل، والصنع لا، الصنع ليس كمالا، فممكن أ، يصنع ما هو محمود ويصنع ما هو مذموم، يصنع بلا برء ولا إنفاذ، وقد يصنع شيئا لا يوافق ما يريده.
فلهذا اسم الخالق يشتمل على كمال ليس فيه نقص، وأما اسم الصانع فإنه يطرأ عليه أشياء فيها نقص من جهة المعنى ومن جهة الانفاذ، فلذلك جاء اسم الله الخالق ولم يأت في أسماء الله الصانع.
شرح العقيدة الطحاوية / صالح آل الشيخ
519- هل أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين؟
أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم
هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" الحديث، رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح.
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن أحدًا حصره ولا الإحاطة به.
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدًا، من أحصاها1 دخل الجنة" فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: إن أسماء الله تسعة وتسعون اسما، من أحصاها دخل الجنة، أو نحو ذلك.
إذًا فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة. وعلى هذا فيكون قوله: "من أحصاها دخل الجنة" جملة مكملة لما قبلها وليست مستقلة. ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء، والحديث المروي عنه تعيينها ضعيف.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى (ص 382، ج 6) من مجموع ابن قاسم: (تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثة) وقال قبل ذلك (ص 379): (إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين، كما جاء مفسرًا في بعض طرق حديثه) اهـ. وقال ابن حجر في "فتح الباري" (ص 215، ج 11، ط السلفية): (ليست العلة عند الشيخين [البخاري ومسلم] تفرد الوليد فقط، بل الاختلاف فيه والاضطراب، وتدليسه، واحتمال الإدراج) اه.
ولما لم يصح تعيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه، ورُوِيَ عنهم في ذلك أنواع

القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى/محمد بن صالح العثيمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:33

520- ختنه القمر؟

قال ابن القيم:
الفصل الثاني عشر في المسقطات لوجوبه
و هي أمور أحدها أن يولد الرجل ولا قلفة له فهذا مستغن عن الختان إذا لم يخلق له ما يجب ختانه وهذا متفق عليه لكن قال بعض المتأخرين يستحب إمرار الموسى على موضع الختان لأنه ما يقدر عليه من المأمور به وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وقد كان الواجب أمرين مباشرة الحديدة والقطع فإذا سقط القطع فلا أقل من استحباب مباشرة الحديدة والصواب أن هذا مكروه لا يتقرب إلى الله به و لا يتعبد بمثله وتنزه عنه الشريعة فإنه عبث لا فائدة فيه و إمرار الموسى غير مقصود بل هو وسيلة إلى فعل المقصود فإذا سقط المقصود لم يبق للوسيلة معنى ونظير هذا ما قال بعضهم إن الذي يخلق على رأسه شعر يستحب له في النسك أن يمر الموسى على رأسه ونظير قول بعض المتأخرين من أصحاب أحمد وغيرهم أن الذي لا يحسن القراءة بالكلية ولا الذكر أو أخرس يحرك لسانه حركة مجردة

قال شيخنا :و لو قيل إن الصلاة تبطل بذلك كان أقرب لأنه عبث ينافي الخشوع وزيادة عمل غير مشروع

والمقصود أن هذا الذي و لد ولا قلفة له كانت العرب تزعم أنه إذا ولد في القمر تقلصت قلفته و تجمعت و لهذا يقولون ختنه القمر وهذا غير مطرد ولا هو أمر مستمر فلم يزل الناس يولدون في القمر والذي يولد بلا قلفة نادر جدا ومع هذا فلا يكون زوال القلفة تاما بل يظهر رأس الحشفة بحيث يبين مخرج البول ولهذا لا بد من ختانه ليظهر تمام
الحشفة وأما الذي يسقط ختانه فأن تكون الحشفة كلها ظاهرة وأخبرني صاحبنا محمد بن عثمان الخليلي المحدث ببيت المقدس أنه ممن ولد كذلك والله أعلم
تحفة المودود
521- استشفاء البهائم بقبور الكفار و المنافقين؟؟

قال شيخ الإسلام:
و لهذا السبب يذهب الناس بدوابهم اذا مُغِلَتْ الى قبور اليهود والنصارى والمنافقين كالاسماعيلية والنصيرية وسائر القرامطة من بنى عبيد وغيرهم الذين بأرض مصر والشام وغيرهما ، فإن أهل الخيل يقصدون قبورهم لذلك كما يقصدون قبور اليهود والنصارى ، والجهال تظن أنهم من ذرية فاطمة وأنهم من أولياء الله ، وإنما هو من هذا القبيل ، فقد قيل : إن الخيل إذا سمعت عذاب القبر حصلت لها من الحرارة ما يذهب بالمغـل .
الفتاوى/ مفصل الإعتقاد
522- المفاضلة بين نساء النبي صلى الله عليه و سلم و العشرة المبشرين بالجنة
قال شيخ الإسلام:
وأما نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يقل‏:‏ إنهن أفضل من العشرة إلا أبو محمد ابن حزم، وهو قول شاذ لم يسبقه إليه أحد، وأنكره عليه من بلغه من أعيان العلماء، ونصوص الكتاب والسنة تبطل هذا القول‏.‏

وحجته التي احتج بها فاسدة؛ فإنه احتج على ذلك بأن المرأة مع زوجها في درجته في الجنة، ودرجة النبي صلى الله عليه وسلم أعلى الدرجات فيكون أزواجه في درجته، وهذا يوجب عليه أن يكون أزواجه أفضل من الأنبياء جميعهم، وأن تكون زوجة كل رجل من أهل الجنة أفضل ممن هو مثله، وأن يكون من يطوف على النبي صلى الله عليه وسلم من الِولْدان، ومن يزوج به من الحور العِين أفضل من الأنبياء والمرسلين، وهذا كله مما يَعْلَم بطلانه عمومُ المؤمنين‏.‏

وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "فَضْلُ عائشة على النساء كَفضْلِ الثريد على سائر الطعام‏"‏‏ فإنما ذكر فضلها على النساء فقط‏.‏
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا عدد قليل، إما اثنتان أو أربع‏"‏‏، وأكثر أزواجه لسْنَ من ذلك القليل‏.‏

والأحاديث المفضلة للصحابة كقوله صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا‏"‏‏‏:‏ يدل على أنه ليس في الأرض أهل، لا من الرجال ولا من النساء، أفضل عنده من أبي بكر، وكذلك ما ثبت في الصحيح عن على أنه قال‏:‏ خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، وما دل على هذا من النصوص التي لا يتسع لها هذا الموضع‏.‏

وبالجملة، فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السلف، وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره، وما يأتي به من الفوائد العظيمة، له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه كما يعجب مما يأتي به من الأقوال الحسنة الفائقة، وهذا كقوله‏:‏ إن مريم نبية، وإن آسية نبية، وإن أم موسى نبية‏.‏

وقد ذكر القاضي أبو بكر، والقاضي أبو يعلى، وأبو المعالي، وغيرهم‏:‏ الإجماع على أنه ليس في النساء نبية، والقرآن والسنة دَلا على ذلك، كما في قوله‏:‏ ‏{‏‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى}‏‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 109‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ‏}‏‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 75‏]‏، ذكر أن غاية ما انتهت إليه أمه الصديقيةُ، وهذا مبسوط في غير هذا الموضع‏.‏
الفتاوى/ مفصل الإعتقاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:34



523- من قوي إيمانه لا يحتاج لكرامات

قال الذهبي / السير
عَنْ بَكْرٍ المُزَنِيِّ - وَهُوَ فِي (الزُّهْدِ) لأَحْمَدَ - قَالَ:
كَانَ الرَّجُلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيْلَ إِذَا بَلَغ المَبْلَغَ، فَمَشَى فِي النَّاسِ، تُظِلُّهُ غَمَامَةٌ
قُلْتُ: شَاهِدُهُ أَنَّ اللهَ قَالَ: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الغَمَامَ} [البَقَرَةُ: 57، الأَعْرَافُ: 159] فَفَعَلَ بِهِم تَعَالَى ذَلِكَ عَاماً، وَكَانَ فِيْهِمُ الطَّائِعُ وَالعَاصِي، فَنَبِيُّنَا - صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ - أَكْرَمُ الخَلْقِ عَلَى رَبِّهِ، وَمَا كَانَتْ لَهُ غَمَامَةُ تُظِلُّهُ، وَلاَ صَحَّ ذَلِكَ ، بَلْ ثَبَتَ أَنَّهُ لَمَّا رَمَى الجَمْرَةَ، كَانَ بِلاَلٌ يُظِلُّهُ بِثَوْبِهِ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ، وَلَكِنْ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيْلَ الأَعَاجِيْبُ وَالآيَاتُ، وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ خَيْرَ الأُمَمِ، وَإِيْمَانُهُم أَثْبَتَ، لَمْ يَحْتَاجُوا إِلَى بُرْهَانٍ، وَلاَ إِلَى خَوَارِقَ، فَافْهَمْ هَذَا، وَكُلَّمَا ازْدَادَ المُؤْمِنُ عِلْماً وَيَقِيْناً، لَمْ يَحْتَجْ إِلَى الخَوَارِقِ، وَإِنَّمَا الخَوَارِقُ لِلضُّعَفَاءِ، وَيَكْثُرُ ذَلِكَ فِي اقْتِرَابِ السَّاعَةِ.
قال صاحب الموضوع: و بذلك يفسر كثرة الكرامات في التابعين دون الصحابة لذلك قال ابن القيم/مدارج السالكين:
524.........
والرؤيا مبدأ الوحي و صدقها بحسب صدق الرائي وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي وذلك لبعد العهد بالنبوة و آثارها فيتعوض المؤمنون بالرؤيا وأما في زمن قوة نور النبوة ففي ظهور نورها وقوته ما يغني عن الرؤيا
ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لإستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم .

525- الكرامة لا تكون إلا لحاجة في الدين أو منفعة للإسلام
وَمِنْهَا : وُقُوعُ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ وَأَنّهَا إنّمَا تَكُونُ لِحَاجَةٍ فِي الدّينِ أَوْ لِمَنْفَعَةٍ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ فَهَذِهِ هِيَ الْأَحْوَالُ الرّحْمَانِيّةُ سَبَبُهَا مُتَابَعَةُ الرّسُولِ وَنَتِيجَتُهَا إظْهَارُ الْحَقّ وَكَسْرُ الْبَاطِلِ وَالْأَحْوَالُ الشّيْطَانِيّةُ ضِدّهَا سَبَبًا وَنَتِيجَةً
زاد المعاد/ ابن القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)   في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا) - صفحة 3 Icon_minitime1الإثنين 12 أغسطس - 20:35

526 - هل ذكر أبو العتاهية الجنة و النار في شعره؟

وروينا أن منصور بن عمار قص يوما على الناس وأبو العتاهية حاضر فقال:
إنما سرق منصور هذا الكلام من رجل كوفي
فبلغ قوله منصورا فقال: أبو العتاهية زنديق أما ترونه لا يذكر في شعره الجنة ولا النار وإنما يذكر الموت فقط
فبلغ ذلك أبا العتاهية فقال فيه:
يا واعظ الناس قد أصبحت متهما ...إذا عبت منهم أمورا أنت تأتيها
كالملبس الثوب من عرى وعورته... للناس بادية ما إن يواريها
وأعظم الإثم بعد الشرك نعلمه... في كل نفس عماها عن مساويها
عرفانها بعيوب الناس تبصرها... منهم ولا تبصر العيب الذي فيها

فلم تمض إلا أيام يسرة حتى مات منصور بن عمار فوقف أبو العتاهية على قبره وقال يغفر الله لك أبا السري ما كنت رميتني به

قال أبو عمر قد تدبرت شعر أبو العتاهية عند جمعي له فوجدت فيه ذكر البعث والمجازاة والحساب والثواب والعقاب
جامع بيان العلم و فضله

527- جني سني يكره الرافضة!!
أنبأنا المبارك عن أبي إسحاق البرمكي حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق حدثنا علي بن محمد قال: حدثني أحمد بن محمد بن مهران حدثنا أحمد بن عصمة النيسابوري حدثنا سلمة بن شبيب قال:

عزمت على النقلة إلى مكة فبعت داري فلما فرغتها وسلمتها وقفت على بابها فقلت: يا أهل الدار جاورناكم فأحسنتم جوارنا جزاكم الله خيراً وقد بعنا الدار و نحن على النقلة إلى مكة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال: فأجابني من الدار مجيب فقال: وأنتم فجزاكم الله خيراً ما رأينا منكم إلا خيرا ونحن على النقلة أيضاً فإن الذي اشترى منكم الدار رافضي يشتم أبا بكر وعمر والصحابة رضي الله عنهم.
طبقات الحنابلة

528- جني سني يؤمن بان القرآن كلام الله
وقال أحمد بن نصر رأيت مصابا بالصرع قد وقع فقرأت في أذنه فكلمتني الجنية من جوفه فقالت يا أبا عبد الله دعني أخنقه فإنه يقول القرآن مخلوق
طبقات الحنابلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في كل مرة ثلاث فوائد (موضوع متجدد تابعوناا)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
 مواضيع مماثلة
-
» سير التابعين موضوع متجدد
» سلاسل التوحيد موضوع متجدد
» موسوعة الحدود الشرعية موضوع متجدد
» أحـــوال الطيبــين الصالحيــن عنــد المـــوت موضوع متجدد
» وقفة مع شرح كتاب الله القران العظيم موضوع متجدد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: