رئيس حزب الحرية والعدالة: 40% للإخوان و30% للسلفيين و20% للكتلةالعربية 1/12/2011
البرلمان المصري القادم فسيفساء سياسية من الإخوان واليسار والليبراليين رئيس حزب الحرية والعدالة: 40% للإخوان و30% للسلفيين و20% للكتلةأكد رئيس حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين، الدكتور محمد
مرسي، اليوم الخميس، في حديث لقناة "دريم" التلفزيونية المصرية أن المقاعد
التي حصل عليها حزبه في المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية تتراوح من
38-40 في المائة، أما حزب النور السلفي فقد حصد نسبة من 25-30 %، في حين
بلغت النسبة التي فازت بها الكتلة المصرية، التي تضم أحزابا ليبرالية
ويسارية، من 18-20 %.
ومع اقتراب إعلان نتائج الفرز النهائية للمرحلة الأولى في الانتخابات
التشريعية المصرية، وتقدُم الإخوان المسلمين في المحافظات التسع التي جرت
فيها الانتخابات، أكد خبراء لـ"العربية.نت" أن البرلمان القادم سيكون
فسيفساء سياسية من الإخوان واليسار والليبراليين.
وأوضح الكاتب الصحافي صلاح عيسى
لـ"العربية.نت" أنه توقع أن يحصل التيار الإسلامي على الأكثرية وليس على
الأغلبية بمفهومها البرلماني والسياسي 50% +1، أما الأكثرية فهي أن الحزب
أو الفصيل السياسي قد يحصل على عدد من المقاعد كبير لكنه لا يصل الى نسبة
50% + 1، مستندا الى أنه ما تزال هناك مرحلتان باقيتان من الانتخابات.
وقال عيسى إن البرلمان القادم ربما يصبح فسيفساء من التيارات السياسية التي تضم اليسار والليبراليين واليساريين.
ومن جانبه، أعرب د.خالد حنفي مرشح الحرية والعدالة الإخواني عن مفاجأته
بتقدم ومنافسة "الكتلة المصرية" التي يقودها حزب المصريين الأحرار ومؤسسه
نجيب ساويرس، مؤكدا أن تقدم حزب الحرية والعدالة لم يكن مفاجأة.
ومن ناحية أخرى، يقول د.رفيق حبيب الباحث الاجتماعي ونائب رئيس حزب
العدالة والحرية لـ "العربية.نت": "أعتقد أن هذه الانتخابات حتى الآن عبرت
عن تنويعات واتجاهات الشارع المصري سياسيا واجتماعيا، وربما نجد تقدما أكثر
لحزب ما، وتراجعا نسبيا لحزب آخر، لكن في النهاية هذه هي صورة التيارات
السياسية والاجتماعية".
ويؤكد حبيب أن أداء وخطاب التيار الإسلامي في البرلمان القادم قد يكون مفاجأة للمراقبين من حيث تأثيره الإيجابي.
الانتخابات مستمرة ويرى عبدالعزيز الحسيني أمين
التنظيم بحزب الكرامة "الناصري" أن حديث جماعة الإخوان المسلمين عن تشكيل
الحكومة المقبلة أمر سابق لأوانه لأن مراحل العملية الانتخابية لم تنته
بعد، كما أنه وفقا للإعلان الدستوري، "فإن الصلاحيات للمجلس العسكري وحده
في تشكيل الحكومة القادمة وليس من حق البرلمان القادم تشكيلها، إضافة إلى
أننا حتى هذه اللحظة لم نعرف شكل النظام السياسي للدولة، هل هو برلماني فقط
أو جمهوري رئاسي فقط أو نظام مختلط، وكل هذا سيحدده الدستور القادم".
وعن أسباب تقدم التيار الإسلامي في المرحلة الأولى للانتخابات المصرية،
يقول الحسيني إن هذا التقدم أمر طبيعي لأنه التيار المنظم ولديه وإمكانات
بشرية ومادية، كما أن الإخوان والدعوة السلفية تنظيمات تاريخية والمواطن
يراها من وجهة نظره أكثر استقرارا ومصداقية.
مخاوف الأقباط ومن جهة أخرى، يقول القس فلوباتير
جميل راعي اتحاد شباب ما سبيرو "إن الأقباط ليست لديهم مشكلة في صعود
التيار الإسلامي ولا يخشون هذا التيار".
ويؤكد أن الأقباط مستعدون للتعامل مع هذا الموقف ومع أي تيار موجود، وأنهم سيدافعون عن كيانهم ولن يسمحوا بأن تعود مصر الى الوراء.
ويضيف "أن الأقباط لا يقبلون بأن يدخل نظام الحكم في مصر المسجد أو الكنيسة".
ويؤكد فلوباتير "أن المشكلة ليست في وجود التيار الإسلامي كأغلبية في
البرلمان القادم، ولكن المشكلة أن لا تطابق أفعال هذا التيار أقواله حول
مدنية الدولة".
وحول هذه الملاحظة، يقول حبيب "إن مصر غير مقبلة على أي شكل من أشكال
الاستبداد الديني، بل هي مقبلة على نظام ديمقراطي يستند الى مرجعية دينية".
الإخوان وإسلاميون يقتربون من نظام الحكم بعد انتظار دام 83 عاماً تشعر
جماعة الإخوان المسلمين في مصر أخيراً أن هناك فرصة أن تكون محوراً لنظام
الحكم في مصر، ويأمل إسلاميون في أن يقودوا نهضة أمة تعاني من تراجع
اقتصادي وسياسي حاد، وذلك وسط مخاوف وهواجس من قمع الحريات، بحسب تقرير
لوكالة "رويترز" اليوم السبت.
وسيحدد هذا الطموح قبل أي شيء آخر الخطوات التالية لجماعة تدين بالفضل في
بقائها حتى الآن للطريقة العملية التي تتعامل بها مع الأوضاع. ومن المرجح
أن يواصل الإخوان المسلمون اتباع طريقة حذرة على أمل تبديد مخاوف في الداخل
والخارج بشأن رؤيتهم المستقبلية لمصر.
وقرّب الأداء القوي للإخوان في الانتخابات التي بدأت هذا الأسبوع البلاد
إلى احتمالات لم تكن واردة على الإطلاق قبل عام، وأهمها تشكيل حكومة قد
تقودها جماعة كانت محظورة إبان عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
وشعار الإخوان المسلمين الذين يتزعمهم أطباء ومهندسون ومعلمون: "الإسلام هو
الحل"، لكنها تتحدث باللغة ذاتها التي يتحدث بها إصلاحيون آخرون عندما
يتعلق الأمر بالحاجة للديمقراطية واستقلال القضاء والعدالة الاجتماعية في
مصر.
ويرى منتقدون أن هذه اللغة تخفي أهدافهم لتحويل البلاد إلى دولة دينية
خلسة وقمع الحريات في مصر التي يسكنها 80 مليون نسمة منهم 10% من
المسيحيين.
العريان: حان الوقت للإخوان ومن جانبه، قال عصام العريان، وهو طبيب من قيادات الإخوان، "حان الوقت أن نبني دولة حديثة، دولة قانون حديثة، دولة ديمقراطية".
وكان العريان سجينا سياسيا عندما أطيح بمبارك في فبراير/ شباط، وهو أيضا
قيادي في حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين.
ورفض العريان مقارنة حركته بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ذي الجذور الإسلامية، وعلّق: "أتمنى أن يكون لدينا نموذج مختلف".
وتابع: "نتمنى عندما نبني بلدا ديمقراطيا حديثا في مصر أن يكون مثالا طيبا ويلهم آخرين ببناء نظام ديمقراطي".
خفاجي: المخاوف مبالغ فيها وإلى ذلك، يقول علي خفاجي أمين الشباب في حزب الحرية والعدالة، البالغ من العمر 28 عاما، "إن المخاوف من الجماعة مبالغ فيها".
ويصف خفاجي، وهو عضو في الجماعة منذ أن كان في المدرسة الثانوية، جماعته بأنها "معتدلة جدا ومنفتحة".
وأضاف أن "هدف الجماعة هو إنهاء الفساد وبدء إصلاح والتنمية الاقتصادية، وأن هذا ما جذب الكثير من الأنصار للانضمام إليها".
ونفى خفاجي ما يدور عن حظر الإخوان للخمور أو إجبار النساء على ارتداء الحجاب في حالة توليها السلطة.
وأضاف أن "فرض مثل هذه القواعد ضرب من الجنون، وإن جماعة الإخوان لا تتسم
بالجنون بل هي جماعة عقلانية لها فهم جيد بالشعب المصري والإسلام".
الإخوان والجماعات العلمانية ويتوقع محللون ودبلوماسيون أن تتجنب
الجماعة على المدى القصير المجالات التي تثير جدلا وأن تركز على الإصلاحات
التي يمكن أن تلقى توافقا.
وقال شادي حامد، وهو مدير أبحاث في مركز بروكينجز الدوحة، إن "الإخوان ربما
يحاولون تشكيل ائتلاف في البرلمان الجديد مع جماعات علمانية إدراكا منهم
للمخاوف الموجودة لدى قطاع من المصريين".
وأضاف: "سيبذلون قصارى جهدهم لإظهار التعاون مع جماعات اليسار والجماعات الليبرالية".
وتابع: "سيتعين عليهم أن يحققوا إنجازا ما. ستكون لقمة العيش هي محور
تركيزهم، لكنهم سيهتمون أيضا بإضفاء الطابع الإسلامي، لكن هذا لا يرد كثيرا
في خطابهم هذه الأيام".