جولة فى متحف كريفان
مرحباً بالأحبة..
سأصحبكم
هذه المرة في جولة وهمية ترفيهية بكل أبعادها، المكان متحف كريفان
(grévin) بباريس، متحف الشمع هذا الذي يحتضن منذ الخامس من يونيو 1882 أبرز
الوجوه والشخصيات العالمية التي تركت بصمتها بارزة على صفحات العالم..
سنقلب أوراق الماضي والحاضر، سنقرأ التاريخ بطريقة مغايرة، وكأننا فعلا عشنا تلك الحقب..
كريفان..شعلة
من إبداع يدوم منذ أزيد من 120 عاما، نُفخت فيه روح نحاتين بارعين أضافوا
لفن النحت على الشمع لمستهم الخاصة التي تدخلت في أدق تفاصيل الشخصيات من
الزمنين الماضي والحاضر..
نستهل
الجولة بقاعة المرايا (le palais des mirage)، ياله من عالم مثير، تزج
بنفسك في معبد هندوسي، تتوه في غابة مخيفة لا قرار لها، مواصلا الرحلة بين
أروقة قصر وكأنها أمسية من ألف ليلة وليلة، كل هذا من تمازج الأضواء
والمرايا المدهشة التي تنقلك بعيدا عن الأنظار، مع كل لمحة تكتشف منظورا
جديدا لا نهاية له..في هذا المكان..الدهشة مضمونة..
بعد
الاستعراض الأخاذ، نطأ صالة أخرى، حيث المشاهير والشخصيات المرموقة، نجد
في استقبالنا بعضا منهم كما الفنان الأمريكي الوسيم جورج كلوني، والمغني
والعازف الإنجليزي إلتون جون، كما نجد الممثلة البارعة جوليا روبرتس وكذا
الجميلة مونيكا بلوتشي..
ندخل
صالة المسرح، التي أنشأت في العام 1900 من طرف المهندس ريف، فنجد بها شارل
أزنفور مستريحا على أحد مقاعدها، وغير بعيدة عنه الكاتبة البلجيكية أميلي
نوتومب الشهيرة صاحبة كتاب (stupeurs et tremblements)..يحرسهما جاكي شان
بابتسامته الخفيفة ويقظته ..^_^..
نتابع
المسير، إلى أن نصل لقصر الإليزيه، نجد رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا
ساركوزي بضحكته اللاذعة يرافقه أوباما وبوتن وميركل ومحمد السادس والرئيس
السنغالي..
لابأس بصورة أمام هؤلاء الزعماء، هنا يمكنك أن تفعل بهم ما شئت..
قبل
أن ندخل ورشة النحات الفرنسي أوغوست رودان، علينا أولا تقديم التحية
لعمالقة فن الرسم الإسبانيين الشهيرين سالفادور دالي وبابلو بيكاسو..
باريس أيضاً تلك المقاهي الأدبية التي ارتادها مشاهير الأمس واليوم، سيرج
جانسبورج وكأسه الممتلئة، يرمقه إرنيست إمنوي صاحب كتاب (le vieil homme
et la mer) وهو في لحظة شرود، على مقربة منهما جلست في حوار حميمي مغنية
الأوبرا الأمريكية ماريا كالاس والمصمم الفرنسي العالمي جون بول جوتيي..
والآن
تعالوا إلى عالم الموضة، نحضر استعراض الأزياء للمفترسة نومي كمبيل
يراقبها بنظرته الجادة المصمم الشهير كريستيان ديور..قبل أن ننتقل لواجهة
أخرى تضم قسما لتلامذة أثناء الحرب العالمية الثانية عام 1945..وغير بعيد
نجد العازف المرموق مستلاف روستروبفيتش وهو يعزف مقطوعته أمام جدار برلين
يوم انهياره في نونبر 1989..
أما
الان فسنغادر القرن العشرين في رحلة عكسية إلى الماضي، إلى القرون الوسطى
حيث أبرز الرسامين الذين وقعوا مجدهم مبكرا وظلت أعمالهم محل دهشة وإعجاب
إلى يومنا هذا، وكذا الكتاب والفلاسفة والأطباء والأدباء، كما نجد ملوك
فرنسا الذين تعاقبوا على حكمها مع تجسيد متقن لأحداث بارزة يحفظها
التاريخ..ومن بين تلك الوجوه المعروفة نصادف موليير وجان راسين، ليوناردو
دافينتشي، نوسترداموس وغيرهم كثر..
والان،
سندخل أقدم صالة بالمتحف التي أنشأت يوم الافتتاح عام 1882 ذات التصميم
المنفرد والجذاب، وتضم وجوها لشخصيات تركت أثرها إلى اليوم كما الزعيم
الروحي للهند المهاتما غاندي وموزارت يافعا، وبالقرب نجد ألبير إنشتاين،
نابليون بونابرت وعائلته..ضم المكان أيضاً وجوها أثرت في زمنها كماريلين
مونرو ومايكل جاكسون وألفريد هتشكوك وغيرهم..