المحافظة على الصلاة عموما والعصر والفجر خصوصاً المحافظة على الصلاة عموما والعصر والفجر خصوصاً المحافظة على الصلاة عموما والعصر والفجر خصوصاً المحافظة على الصلاة عموما والعصر والفجر خصوصاً المحافظة على الصلاة عموما والعصر والفجر خصوصاً
المحافظة على الصلاة عموما والعصر والفجر خصوصاً
- خطبة لمعالي الشيخ الفوزان
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واهتموا بأمور دينكم عامة وبصلاتكم خاصة، فإنها عمود الإسلام، وهي تنهى عن الآثام، والفارقة بين الكفر والإسلام، وقد أوصى الله بها في محكم كتابه، قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238]، وقال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) [البقرة: 43]، وتوعد المضيعين لها بأشد الوعيد. قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: 5،4]، وقال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم: 59]، وأخبر أن أهل النار إذا سئلوا عن سبب دخولهم فيها أجابوا بقولهم: (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) [المدثر: 43].
عباد الله، والمحافظة على الصلاة يراد بها أداؤها في أوقاتها التي حددها الله لها مع الجماعة في المساجد التي بنيت من أجلها، وأن تكون مستوفية لشروطها وأركانها وواجباتها التي شرعها الله فيها. فمن أخل بشيء من ذلك لم يكن محافظاً على صلاته. كما أنه مطلوب من المسلم أن يهتم بجميع الصلوات الخمس فالتهاون ببعض الصلوات كالتهاون بجميعها، وبعض الناس قد ابتلوا في زماننا هذا بالتهاون في صلاتين هما صلاة العصر وصلاة الفجر، فصلاة العصر يتهاون بها بعض الموظفين حيث يخرج من الدوام الرسمي بعد الظهر ثم ينام ويترك صلاة العصر مع الجماعة ويؤخرها إلى أن يستيقظ ولو خرج وقتها، وصلاة العصر لها شأن عظيم وهي الصلاة الوسطى التي أوصى الله بالمحافظة عليها خصوصا بعدما أوصى بالمحافظة على الصلوات عموما. قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى) [البقرة: 238]، والذي عليه أكثر أهل العلم أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر لأدلة كثيرة مما يدل على تأكل الاهتمام بها خاصة وقد ورد الوعيد الشديد في حق من تهاون بها، عن بريدة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" رواه البخاري والنسائي وابن ماجه، وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وترا أهله وماله" رواه مالك والبخاري ومسلم قد فسره مالك -رحمه الله- بأن المراد به ذهاب الوقت، وإذا كان هذا الوعيد في حق من فاتته صلاة العصر مرة واحدة فكيف بمن اعتاد ذلك وداوم عليه وجعل وقت صلاة العصر في وقت نوم له. فاتقوا الله يا من تفعلون هذا وتوبوا إلى الله وأدوا صلاة العصر في وقتها مع الجماعة كما أمركم بذلك ولا يغوينكم الشيطان وتنساقوا مع العادات السيئة التي تخل بدينكم وتوقعكم في غضب الله وأليم عقابه، اجعلوا وقت نومكم وراحتكم بعد أداء الصلاة وكونوا قدوة صالحة لغيركم ولا تكونوا قدوة سيئة، وأما صلاة الفجر فقد نوه الله بشأنها وأخبر أنها تحضرها الملائكة الكرام، قال تعالى: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) [الإسراء: 78]، والمراد بقرآن الفجر صلاة الفجر، سميت بذلك؛ لأنها تطول فيها القراءة ومعنى (مَشْهُودًا)، أي تحضره الملائكة، ملائكة الليل وملائكة النهار، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكته بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر. فيعرج الذين يأتوا فيكم فيسألهم ربهم – وهو أعلم بكم- كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون"، وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله وحسابه على الله" رواه الطبراني، وعن جندب بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته شيء. فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم" رواه مسلم وغيره. ومع هذا الفضل العظيم لصلاة الفجر والوعيد الشديد في حق من تهاون بها فإن بعض الناس لا يهتمون بها فتجد أحدهم يسهر معظم الليل لمشاهدة ما يعرض على شاشة التلفاز من برامج ربما يكون أكثرها ضاراً ثم ينام عن صلاة الفجر مع الجماعة ويؤخرها عن وقتها فلا يصليها إلا بعد خروج وقتها، وهو بذلك يرتكب جريمتين عظيمتين. الأولى: ترك الصلاة مع الجماعة. الثانية: تأخير الصلاة عن وقتها، ويضاف إلى ذلك، إذا كان سهره لمشاهدة أفلام يحرم النظر إليها ومشاهدة ما يعرض فيها من جرائم.
فاتقوا الله عباد الله، ولا تكونوا ممن قال الله فيهم: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم: 59]، ومن الشهوات التي تسبب إضاعة الصلاة السهر لمشاهدة برامج التلفاز والتمتع برؤيتها ثم النوم بعد ذلك عن صلاة الفجر وأكثر ما يحصل التكاسل عن صلاة الفجر في يوم الجمعة الذي هو أفضل الأيام؛ لأن السهر في ليلة الجمعة أكثر من السهر في بقية الليالي.
فاتقوا الله عباد الله، واحسبوا للصلاة حسابها ناموا مبكرين لتستيقظوا مبكرين للصلاة، واعلموا أن كل ما يشغل عن الصلاة أو يسبب تأخيرها عن وقتها من بيع أو شراء أو نوم أو عمل فهو محرم. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون: 9]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة: 9]، وقد رأى النبي قوماً ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر من ذلك شيء. فقال: ما هؤلاء يا جبريل. قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة.
فاتقوا الله، وأدوا الصلاة في وقتها كما أمركم الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ *رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) [النور: 36-37].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
( من كتاب الخطب المنبرية، لمعالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان/ ج1)
هل يجوز تأخير صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، مع أنه قد نوى القيام للصلاة ، ولكنه لم يبذل الأسباب ؟ وجزاكم الله خيرًا .
الجواب :
لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها ؛ لما يترتب على ذلك من الأضرار :
أولًا: أنه يترتب عليه ترك الجماعة ؛ فصلاة الجماعة واجبة .
ثانيًا : أنه أخرها عن وقتها ، وتأخير الصلاة عن وقتها حرام ، وربما لا تقبل منه ، وهذا تضييع للصلاة ؛ قال تعالى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ، ومعنى أضاعوا الصلاة : أخروها عن وقتها ، وليس معناه أنهم تركوها بالكلية ؛ بدليل قوله تعالى في الآية الأخرى : فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ، فسماهم مصلين وتوعدهم ؛ لأنهم ساهون عن صلاتهم ؛ بمعنى أنهم يؤخرونها عن مواقيتها .
فالواجب على المسلم أن يقوم ، وأن يحضر صلاة الفجر ؛ ليصلي مع الجماعة ، ثم يذهب إلى نومه أو إلى أعماله .
المصدر : الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الفوزان
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز
إنه يحافظ على الصلاة إلا صلاة الصبح فإنه لا يصليها في الغالب إلا بعد طلوع الشمس، ويسأل عن الحكم؟
لا يجوز له تأخير الصلاة عن وقتها أبداً بل الواجب أن يصلي في الوقت -في الفجر وغيرها- وليس له أن يؤخر له صلاة الفجرإلى بعد طلوع الشمس بل الواجب أن يصليها في وقتها قبل طلوع الشمس, وإذا كان رجلاً لزمه أن يصلي مع الناس في الجماعة في المساجد ولا يشابه المنافقين. المنافق يتأخر عنها ولا يبالي، لأنه ليس عنده إيمان، كما قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى(142) سورة النساء، فلا يجوز أن يتشبه بهم، يلزمه أن يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها وفي جماعة في مساجد الله، أما المرأة فهي تصلي في بيتها وليس لها أن تؤخرها عن وقتها، تصليها في الوقت كما يصليها الرجل في الوقت، الله يقول جل وعلا: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا(103) سورة النساء، فهي مفروضة في أوقاتها، الله فرضها في أوقاتها فوجب أن تؤدى في أوقاتها. نعيد الآية لو تكرمتم مرة أخرى، إن الصلاة كانت.. ج/ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا يعني: مفروضة في الأوقات، مثل قوله جل وعلا:أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78) سورة الإسراء ً، يعني: في هذه الأوقات، لدلوك الشمس يعني زوال الشمس فيها العصر والظهر، إلى غسق الليل هي المغرب والعشاء، وقرآن الفجر، هي صلاة الفجر، فهي مؤكدة في أوقاتها لا يجوز تقديمها عن الوقت، ولا يجوز تأخيرها عن الوقت، يجب أن تفعل في الوقت نفسه، على الرجل والمرأة إلا ما جاز فيه الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر والمرض هذا مستثنى.
أنا أحياناً أصلي صلاة الفجر قبل طلوع الشمس بخمس أو عشر دقائق، هل صلاتي والحال ما ذكر مقبولة؟
إذا أديتها قبل طلوع الشمس صحت, ولكن لا يجوز لك التأخير بل يجب عليك أن تصلي مع الجماعة في المساجد -في بيوت الله جل وعلا- يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر) وقد سأله رجل أعمى فقال: (يا رسول الله ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له -عليه الصلاة والسلام-: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب) فأمر هذا الأعمى أن يجيب إلى المساجد وهو أعمى فكيف بالبصير. فالواجب عليك أن تستيقظ قبل وقت الصلاة حتى تتأهب وتصلي مع الجماعة في مساجد الله وإذا تأخرت ولم تحضر صلاة الجماعة وجب عليك أن تصلي في الوقت وأن تبادر بها قبل طلوع الشمس وأن تبتعد عن الخطر لا تؤخرها إلى قبل طلوع الشمس لئلا تطلع الشمس عليك, وعليك التوبة إلى الله من تأخيرك ومن عدم الصلاة في الجماعة عليك التوبة إلى الله والندم وعدم العودة إلى ذلك, وأن تجاهد نفسك جهاداً كبيراً حتى تصلي مع الجماعة في وقت الصلاة, الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كله, الرجل يصلي مع المسلمين في المساجد ولا يجوز له أن يتشبه بالمنافقين في أدائها في البيت, نسأل الله للجميع التوفيق. جزاكم الله خيراً.
السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم ( 8371)
للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
س1: رجل يصلي صلاة الصبح بعد طلوع الشمس واتخذ ذلك عادة له في كل يوم لمدة سنتين حيث يدعي أن النوم يغلب عليه بأنه يسهر في المقاهي وعلى الملاهي إلى بعد نصف الليل هل تصح صلاته؟
س2: هل تجوز مؤاكلته ومجالسته والسكن معه علما بأنني أقوم بنصحه ولم يستجب؟
و2: يحرم تأخير الصلاة عن وقتها ويجب على المسلم المكلف أن يحتاط للصلاة في وقتها -صلاة الصبح وغيرها- بإيصاء من ينبهه لها أو بوضع منبه له، ويحرم عليه أن يسهر على الملاهي وغيرها مما حرم الله سهرا يفوت عليه صلاة الصبح في وقتها أو مع الجماعة؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن السهر بعد العشاء بغير مصلحة شرعية، ولأن كل عمل يسبب تأخير الصلاة عن وقتها يحرم عليه فعله إلا ما استثناه الشرع المطهر. ومن كانت حاله كما ذكرت ونصح فلم ينتصح شرع هجره والابتعاد عنه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء