على الرغم من السهولة التي أمكن بها قياس جهد الخلية، إلا أنه من المستحيل قياس الجهود القطبية المطلقة لأنصاف الخلايا بطريقة مباشرة، لأن جميع الأجهزة المستخدمة تقيس فقط فرق الجهد بين قطبين. ولهذا فانه لقياس الجهد القطبي لأي نصف خلية يجب توصيله بنصف خلية آخر معلوم الجهد. ولقد أتفق على استخدام نصف خلية الهيدروجين القياسية ( SHE ) كمقياس عام للجهود القطبية.
وفي نصف خلية الهيدروجين القياسية يتم جعل المحلول مشبعا دائما بكاتيونات الهيدروجين وعن طريق إمرار الغاز تحت ضغط ثابت (1atm ) فوق سطح قطب مغطي بطبقة من البلاتين المجزأ لزيادة مساحة سطحه حتى يمتز ( يدمص ) أكبر كمية من الغاز. والبلاتين ليس له أي تأثير على التفاعلات الحادثة في نصف الخلية، ويستخدم كناقل للإلكترونات فقط.
وجهد القطب لنصف خلية الهيدروجين يعتمد على درجة الحرارة، وعلى الكتل الفعالة للمواد المتفاعلة من كاتيونات الهيدروجين وجزيئات الهيدروجين في المحلول كما تمت الإشارة إلى ذلك في معادلة نرنست.
وبالنسبة لقطب الهيدروجين القياسي ( SHE ) فإن الكتل الفعالة للهيدروجين تساوي الوحدة،أي عندما يكون تركيز الأيونات في المحلول 1M والضغط القياسي يساوي ضغطاً جوياً واحداً (1atm )، وتم الاتفاق على اعتبار أن الجهد القطبي القياسي للهيدروجين يساوي صفر ( 0.000 V ) عند جميع درجات الحرارة.
بناء على ذلك فإن قيمة جهد أي خلية تتكون من نصف الخلية المراد قياس جهدها ونصف خلية الهيدروجين القياسية يساوي الجهد القطبي للنصف المطلوب.
ولهذا يمكن تسمية الجهد القطبي " بالجهد القطبي النسبي " electrode potential Relative، ولكن يفضل استخدام لفظ " الجهد القطبي القياسي " Eº وهو جهد القطب في الظروف القياسية. وإشارة الجهد تعتمد على التفاعلات الحادثة في الخلية أي على موضع القطب في الخلية.
إشارة الجهد القطبي:
تاريخياً لم تستخدم الإشارات أمام الجهود القطبية إلى أن قام الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية (IUPAC ) في اجتماعه الذي عُقِدَ بمدينة استكهولم بالسويد عام 1953 م بالاتفاق على إيجاد حل لهذه المشكلة. وبناء على هذا الاتفاق أستخدم لفظ " الجهد القطبي " أو أكثر دقة " الجهد القطبي النسبي " للتعبير عن جهد الاختزال القطبي. وليس هناك مانع من استخدام جهد الأكسدة القطبي للتعبير عن الجهد القطبي عند كتابة المعادلة لتدل على حدوث عملية أكسدة، ولكن لا يفضل ذلك .
وبناء على ما تم الاتفاق عليه في هذا الاجتماع، فإن إشارة الجهد القطبي والتي تدل على جهد الاختزال القطبي يتم تحديدها كما يلي:
أ – إذا كان القطب المراد قياس جهد اختزاله كاثوداً وقطب الهيدروجين القياسي انوداً تكون إشارة القطب المراد قياس جهده موجبة، وبالتالي تكون أشارة الجهد موجبة.
ب – إذا كان القطب المراد قياس جهد اختزاله انوداً وقطب الهيدروجين القياسي كاثوداً تكون إشارة القطب سالبة، وبالتالي تكون أشارة الجهد سالبة.
فيعرف الجهد القطبي أو الجهد القطبي النسبي بـ "قيمة جهد القطب بالنسبة لنصف خلية الهيدروجين القياسية "
ولتوضيح ذلك :
أ- إذا كان القطب انوداً ونصف خلية الهيدروجين كاثوداً، فإن:
عندها جهد الاختزال القطبي = جهد الخلية مسبوقاً بإشارة سالبة
أي أن جهد الاختزال القطبي للنوع المحدد يكون أقل من الهيدروجين وحدثت عنده عملية الأكسدة وعند قطب الهيدروجين عملية الاختزال.
ب - إذا كان القطب أنوداً ونصف خلية الهيدروجين كاثوداً ، فإن:
عندها جهد الاختزال القطبي = جهد الخلية مسبوقا بإشارة موجبة
أي أن جهد الاختزال القطبي للنوع المحدد يكون أكبر من الهيدروجين وحدثت عنده عملية الاختزال وعند قطب الهيدروجين عملية الأكسدة.