كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اميمه عضو فضى
عدد المساهمات : 262 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الإثنين 31 ديسمبر - 16:32 | |
| السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ/ د. محمد بن عبد الرحمن بن ملهي بن محمد العريفي + بيانات شخصية: · من مواليد عام 1390هـ (1970م). · ينتسب إلى فخذ الجبور من قبيلة بني خالد.
+ المؤهلات العلمية:
· شهادة الدكتوراه في أصول الدين، في العقيدة والمذاهب المعاصرة، وعنوان الرسالة "آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في الصوفية، جمع ودراسة" بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1421هـ (2001م) من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
· شهادة الماجستير في أصول الدين، في العقيدة والمذاهب المعاصرة، وعنوان الرسالة "الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، لابن القيم، تحقيق ودراسة، وهي نونية ابن القيم" بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1416هـ (1996م) من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. · شهادة البكالوريوس في أصول الدين عام 1411هـ (1991م) من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
+ الإجازات العلمية:
· إجازة في القرآن الكريم من شيخ قراء اليمن الشيخ يحي الحليلي .
· إجازة في القرآن الكريم من شيخ قراء مصر الشيخ المعصراوي .
· إجازة في القرآن الكريم من الشيخ القارئ محمد الطبلاوي
· إجازة حديثية من الشيخ القاضي المحدث إسماعيل بن علي الأكوع .
· إجازة حديثية من الشيخ القاضي المحدث محمد بن إسماعيل العمراني اليمني .
· إجازة حديثية من الشيخ المسند المغربي أبي خبزة . + التزكيات:
يحمل تزكيات من مشايخه الذين قرأ عليهم .
+ العضويات المتخصصة:
· عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
· عضو الهيئة العليا للتنمية البشرية التابعة لرابطة العالم الإسلامي
· عضو مجلس الأمناء بالهيئة العليا للإعلام الإسلامي التابعة لرابطة العالم الإسلامي
· عضو في عدد من المكاتب الدعوية والهيئات الإسلامية.
+ أنشطة أخرى:
· مستشار غير متفرغ لعدد من الهيئات الإسلامية .
· محاضر متعاون لعدد من الجامعات في الداخل والخارج .
+ السيرة الوظيفية:
· خطيب جامع البواردي بالرياض منذ عام 1426هـ (2006م) إلى الآن.
· عضو هيئة تدريس بجامعة الملك سعود منذ عام 1413هـ (1993م) إلى الآن.
· إمام وخطيب جامع الكلية الأمنية من 1413هـ إلى 1426هـ (1993م- 2006م)
· موجهاً ومستشاراً شرعياً في الشئون الدينية بالقوات المسلحة لمدة عام 1412هـ (1992م).
+ مشائخه:
· درس شيئاً من الفرائض على الشيخ الفرضي د.عبد الكريم اللاحم عام 1423هـ (2003م).
· درس الفقه والتوحيد والملل والنحل على الشيخ د.عبد الله بن جبرين رحمه الله من عام 1413-1421هـ (1993م – 2001م).
· درس التفسير والفقه وغيرها على سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله بدروس متفرقة من عام1413- 1419هـ (1993م – 1999م).
· درس الفقه على الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك خلال 1415 - 1418هـ (1995م – 1998م).
· درس التوحيد وغيره على الشيخ عبد الله بن قعود رحمه الله خلال 1413هـ - 1418هـ (1993م- 1998م).
· قرأ في الفقه على عدد من المشايخ في المدينة النبوية في أعوام متفرقة . + الدروس العلمية:
· درس يلقيه في التفسير في جامع الدخيل بالرياض بدأ عام 1427هـ .( وحضور هذه الدروس يتراوح ما بين ال400-600طالب علم أسبوعياً ).
· درس يلقيه في شرح سلم الوصول في جامع الحديثي بالرياض بدأ عام 1422هـ .
· درس يلقيه في شرح عمدة الفقه في جامع الحديثي ثم جامع الدخيل بالرياض بدأ عام 1422هـ . ، وقد توقفت هذه الدروس مؤقتاً .
· دورات علمية متنوعة في شرح أصول الإيمان ، وأشراط الساعة، والسيرة النبوية، وغيرها..
+ المشاركات والمؤتمرات:
· شارك بمئات المحاضرات العامة في المساجد والمخيمات الشبابية في الداخل والخارج .
· شارك في تقديم عدد من الدورات العلمية الشرعية ، في داخل المملكة وخارجها .
· شارك في عدد من الملتقيات والمؤتمرات في الداخل والخارج (منها : مؤتمر الحوار الوطني بالمملكة، ومؤتمر حقوق المسنين بقطر، ومؤتمر نصرة النبي صلى الله عليه وسلم بالبحرين، ومؤتمر الإسلام والحضارات بالأرجنتين، ومؤتمر أطباء الحرمين بالمملكة، ومؤتمر حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وغيرها..) .
· حضر وقدم دورات تدريبية متنوعة في مهارات تطوير الذات، وفنون التعامل مع الآخرين، وفنون التفاوض والإقناع، ومهارات الإلقاء، وعلم الاتصال، وغيرها .
· مشاركات إعلامية في القنوات الفضائية المتنوعة (بلغت خلال عشر سنوات أكثر من ألف لقاء ما بين مسجل ومباشر).
+ المؤلفات:
بلغت أكثر من عشرين عنواناً، تباع بسعر رمزي:
· كتاب: الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، لابن القيم، تحقيق ودراسة، وهي نونية ابن القيم، في مجلدين، وهي رسالة الماجستير.
· كتاب: " موقف ابن تيمية من الصوفية " في مجلدين، وهي رسالة الدكتوراه.
· كتاب نهاية العالم (في أشراط الساعة) طبع منه في الـ100يوم الأولى 320ألف نسخة .
· كتاب: استمتع بحياتك، صدر 1428هـ (2008م) وطبع منه 3مليون نسخة .
· كتاب: المفيد في تقريب أحكام المسافر (طبع ثلاث طبعات) .
· كتاب: المفيد في تقريب أحكام الأذان (طبع طبعتان).
· كتاب: الدرر البهية في الألغاز الفقهية (طبع طبعتان) .
· كتاب: هل تبحث عن وظيفة (في الدعوة إلى الله ، طبع منه مليونا نسخة) .
· كتاب: اركب معنا (في أهمية التوحيد ، طبع منه أربعة ملايين نسخة) .
· كتاب: إنها ملكة (طبع منه مليون ونصف نسخة) .
· كتاب: في بطن الحوت (طبع منه مليون ونصف نسخة) .
· كتاب: إلا ليعبدون (شرح مصور للعبادات: الصلاة والزكاة والصوم والحج ، طبع منه مليون نسخة).
· كتاب: رحلة إلى السماء (طبع منه مليون ونصف نسخة) . · كتاب: عاشق في غرفة العمليات (توجيهات للأطباء والمرضى، طبع منه 700ألف نسخة) .
· كتاب: صرخة في مطعم الجامعة (رواية حول الحجاب وأدلته) (طبع منه مليون ونصف نسخة) .
· كتاب: الدرر البهية من فتاوى ابن تيمية.
· كتاب: زبدة الفوائد من كتب ابن تيمية. · مطوية: أذكار المسلم اليومية (طبع منها عشرون مليون نسخة، خلال ثلاث سنوات).
· مطوية: أين تذهبون؟ (في السحر والعين، طبع منها ثمانية ملايين نسخة).
· مطوية: ماذا تفعلين هناك؟ (توجيهات للأخوات، طبع منها سبعة ملايين نسخة). · مطوية: هل طرقت الباب؟ (في قصص تائبين، طبع منها خمسة ملايين نسخة).
· مطوية: كم إلهاً تعبد؟ (في أهمية التوحيد ، طبع منها أربعة ملايين نسخة).
+ الخطب والمحاضرات المسجلة: · محاضرات المسجلة المنشورة، في الانترنت وغيره . · خطب جمعة وعيد واستسقاء مسجلة صوتاً وصورة منشورة . + المشاركات الصحفية:
وهي ليست زوايا ثابتة، بل في مواضيع متفرقة بين الفينة والأخرى. | |
|
| |
ايه مشرفة
عدد المساهمات : 1354 تاريخ التسجيل : 04/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 2 فبراير - 17:13 | |
| الشيخ عبد اللطيف عبد الغني حمزة 5/5/2010 9:38 am الشيخ عبد اللطيف عبد الغني حمزة
مولده ونشأته:
هو فضيلة الشيخ الدكتور عبد اللطيف عبد الغني حمزة، ولد -رحمه الله- في شهر رمضان من عام 1341هـ الموافق أول مايو سنة 1923م بقرية البريجات التابعة لكوم حمادة بمحافظة البحيرة، وأتم حفظ القرآن الكريم بكتَّاب القرية ثم التحق بالأزهر، وبعدها التحق بكلية الشريعة حيث حصل على درجة العَالِمية «الدكتوراه» من المجلس الأعلى للأزهر عام 1950م.
مناصبـــه:
تدرج بالمناصب من موظف بالمحاكم الشرعية ثم باحث في دار الإفتاء حتى عُيِّن بالنيابة في مطلع السبعينات، وتقلَّد مناصب القضاء حتى انتدب لمدة ثلاثة شهور للقيام بعمل مفتي الجمهورية في ربيع الأول 1402هـ/ يناير سنة 1982م بعد خلو هذا المنصب بتولي فضيلة الشيخ جاد الحق منصب وزير الأوقاف، ثم عُيِّن مفتيًا للجمهورية في أواخر جمادى الأولى 1402هـ /مارس سنة 1982م وذلك بعد تولي فضيلة الشيخ جاد الحق منصب مشيخة الأزهر، وقد ظل الشيخ في منصب الإفتاء قرابة ثلاث سنوات ونصف أصدر خلالها (1115) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
وفاتــه:
وقد انتقل الشيخ إلى رحمة الله تعالى في الثاني من شهر محرم عام 1406هـ الموافق 16من سبتمبر سنة 1985م. | |
|
| |
ايه مشرفة
عدد المساهمات : 1354 تاريخ التسجيل : 04/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 2 فبراير - 17:16 | |
| فضيلة الشيخ علام نصــار فضيلة الشيخ علام نصــار
مولده ونشــأته:
ولد بقرية «ميت العز» مركز قويسنا محافظة المنوفية في 20 فبراير سنة 1891م. دخل كُتَّاب القرية فتعلم القراءة والكتابة، ثم حفظ القرآن الكريم وجوَّده، ثم التحق بالجامع الأحمدي في طنطا حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، وبعد ذلك اتجه إلى مدرسة القضاء الشرعي وواصل دراسته بها، وكان من شيوخه فيها فضيلة الإمام الأكبر الشيخ إبراهيم حمروش -رحمه الله- وقد تخرج منها في سنة 1917م.
المناصب التي تقلدها: عُيِّن فور تخرجه موظفًا قضائيًّا بالمحاكم الشرعية، ثم قاضيًا شرعيًّا. وقد ضرب المثل الأعلى في النزاهة والعفة والعدالة. وظل يترقى في سلك القضاء الشرعي حتى حصل على معظم المناصب القضائية، وفي سنة 1947م عُيِّن رئيسًا للتفتيش القضائي الشرعي، ثم عُيِّن عضوًا بالمحكمة الشرعية العليا، وبجانب عمله بالقضاء كان يقوم بتدريس مواد التنظيم القضائي الشرعي والسياسة الشرعية لقسم تخصص القضاء الشرعي بكلية الشريعة.
وظل يمارس عمله بالقضاء والتدريس بقسم القضاء الشرعي إلى أن تم اختياره مُفتيًا للديار المصرية في 25 من رجب سنة 1369هـ الموافق 12 مايو سنة 1950م ومكث يشغل هذا المنصب حتى 27 من جمادى الأولى سنة 1371هـ الموافق 23 من فبراير سنة 1952م. وأصدر خلال تلك الفترة حوالي 2189 فتوى.
مؤلفاته:
كرس -رحمه الله- كل وقته وجهده للقضاء والفتوى والتدريس، وقد أصدر خلال فترة توليه الإفتاء 2189 فتوى، وكذا كانت له أبحاث عدة في بعض المجالات الفقهية إلا أنها لم تطبع حتى الآن.
أما عن محاضراته التي ألقاها في قسم تخصص القضاء الشرعي بكلية الشريعة؛ فقد طبعت ووزعت على الطلبة الدارسين فاستفادوا منها.
وفـــاته:
وقد انتقل إلى رحمة الله تعالى في أكتوبر سنة 1966م. | |
|
| |
بوسى نائبة المدير العام
عدد المساهمات : 3055 تاريخ التسجيل : 02/03/2011
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الخميس 7 فبراير - 18:02 | |
| سيرة الشيخ عدنان العرعور سيرة الشيخ يقولها بنفسه
أما بشأن سؤالكم فلولا أن العادة جرت بذلك ، ولولا طلبكم ، ما كنت أحب أن أخوض في مثل هذا، لأن هذا لا ينفع كثيراً . أعني : الخوض في الأمور الشخصية ، لكن لابد مما لابد منه 0 بحمد الله وفضله ، نشأت منذ صغري على طلب العلم ، ولأمرٍ يريده الله عز وجل كان في نفسي شيء كثير مما كان عليه أهلُ بلدي و شيوخُه ، وكانت نفسي لا تطمئن لذلك ، ولا أدري لماذا ؟ وكان والدي رحمه الله يحذرنا من الخرافات والشركيات ، ولكن لم يكن على علم كبير في ذلك ، ثم شاء الله وقدر ، أن أقع على بعض كتب ابن تيمية ، وكتبٍ لمحمد بن عبد الوهاب - رَحمهم اللهَ - قـدَراً ، فأعجبت بذلك أيما إعجاب ، وأخذت بهما أخذاً شديداً ، ووافق ذلك ما في نفسي من حبِ للدليل ، وكراهةٍ للبدعة والخرافة . ثم وقفت على كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق ، فأحببته لما فيه من السهولة و الاستقلال ، ثم على كتب الشيخ محمد نـاصر الدين الألباني رحم الله الجميع ، فشدتني مقدمة صفة صلاة النبي r شداً عجيباً ، وأظن أني رأيته في المنام من شدة تعلقي بالمقدمة ، دون أن أعلم من هو الألباني ؟ ومن أي بلد هو ؟وقد رسمت هذه المقدمة خطوات منهجي.
لقد درست على عدة شيوخ في التفسير والفقه والحديث واللغة وأصول الفقه ، وكانت بلدي يومئذ شعلة من حلقات العلم في المساجد ، وكانت هناك مدارس تفتح في الصيف ، وأخرى بعد الظهر لهذا الغرض ، وكان من عوامل طلبي للعلم تشجيع والدي على ذلك .ومن أبرز الشيوخ الذين حضرت دروسهم الشيخ محمد الحامد ، وهو رجل فاضل ، ومن أصحاب الصدق والورع والأمانة ، أحسبه كذلك ، غير أني لم أستفد منه كثيراً من الناحية العلمية ، لأن فيه تصوفاً وتقليداً وتعصباً للمذهب الحنفي عفا الله عنه ورحمه ، وكنت منذ صغري لا أحب هذا ، ثم التقيت بالشيخ الألباني والشيخ محمد نسيب الرفاعي ، والشيخ عبد الرحمن عبد الصمد رحمهم الله جميعاً ، والشيخ محمد عيد العباسي حفظه الله ، ثم الشيخ ابن باز رحمه الله ، وأكثر من تأثرت بهم الألباني وابن باز والرفاعي 0
كم سنةً تقريباً درست على هؤلاء المشايخ يا شيخ ؟ لا يوجد سنون مضبوطة ضبطاً حسابياً ، إنما هي سنون متفاوتة ومتقطعة ، فقد بدأت معرفتي بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سنة 1387 هـ ٍأي قبل 35 سنة ، وكان يلقي دروساً في بيتي ، وكان شبه ممنوع من المسجد بسبب اتهامه بالوهابية . وكان من أوائل من بيّن الدعوة السلفية على الوجه الصحيح الشامل في بلدي ، بل في الشام كلها ، بل في معظم أقطار العالم ، ثم تعرفت على الشيخ عبد العزيز بن باز سنة 1394 هـ أو 1393 هـ وكانت علاقتي بهما طيبة وحميمة إلى أن توفيا رحمهما الله، والحمد الله . أما الشيخ نسيب الرفاعي فتأثرت به من حيث الحكمة والتواضع، والنزول في الدعوة إلى مستوى الناس ، ومخاطبتهم بما يعقلون ، وأما الشيخ ناصر فتأثرت بمنهجيته وطريقة بحثه ، وحزمه العلمي ، وفي حفظه للوقت ، وتأثرت بالشيخ عبد العزيز في أخلاقه وفقهه, وسعة صدره، وأدبه في الخلاف ، ويمكن أن أقول : إن الألباني أصلني وابن باز أدبني . وربما كان فيّ في أول شبابي - قبل التعرف على الشيخ ابن باز ـ شيئٌ من الحرارة والحدة، لكن الشيخ رحمه الله أطفأها إطفاءً عجيباً و الحمد لله، وأذكر أن بعض تلاميذ الشيخ الألباني زارني في الرياض ، وكان ذا حدة ، فلما ذهبنا لحضور درس الشيخ ابن باز في الفجر ، ذكر الشيخ مسألة ، فأراد صاحبي أن يرد على الشيخ على عادتنا أمام الناس فشددت على يده ، وقلت له : هذا ليس مجلس الشيخ ناصر ، هذا مجلس الشيخ ابن باز ، قال : أريد أن أبين ، قلت : تبين لكن ليس الآن ، ولا بهذه الطريقة . وقد كان حصل معي مثل هذا الموقف مع الشيخ ابن باز أول تعرفي عليه ، حين صرح بكفر تارك الصلاة ، فقلت له : ما تقول بحديث الرسول r ((خمس صلوات افترضهن الله عليكم في اليوم والليلة من أدّاهن …… ومن لم يؤدّهن ..الحديث)) فقال الشيخ رحمه الله : إن صح الحديث فهو القول الفصل!! فقلت له : الحديث صحيح، فقال : يا شيخ عدنان في البيت .. ليس هنا ، في البيت على لهجته الطيبة ، وكان يريد : أن هذه الأمور لا تبحث أمام العوام ، وإنما في الدرس الخاص الذي كان في بيته ، وهذا من الحكمة ، فإن في المسجد عواماً وأعراباً ومن لا يفقه ، فسيظنون بالشيخ الضعف ، أو يتهمونني بسوء الأدب ، وأما في البيت فستكون المناقشة بين طلبة العلم ، وهم يفهمون ما نريد ، وكان له درس خاص في بيته, لا يحضره إلا قلة من طلبة العلم . وكان الشيخ ابن باز لا يتشدد في الخلاف المعتبر, وكان واسع الصدر ، بينما الشيخ ناصر الدين كان حازماً فيه ، ويصر على رأيه وصوابه ، وقد تأثرت بهما في هذا .
هل هناك كلمات حفظتها منهما ترددها ؟
الشيخ ناصر مثلاً يقول : (( سعينا في التصفية وقصرنا في التربية )) وهذه كلمة مطرقة على رؤوس الذين يسيئون الأدب ، وبخاصة في أدب الخلاف . وكان يقول : (( أصيب المسلمون في عقيدتهم ، وأصيب السلفيون في أخلاقهم )) وكان آخر حياته يقول : (( لو أن هذه الجماعات الثلاث : السلفيين والتبليغ والإخوان ، اجتمعوا على ما هم عليه من الحق والخير ، لقام الإسلام )) قلت: لا شك في صحة هذا القول ، فإن خير السلفيين في عقيدتهم وعلمهم ، وخير التبلغيين في دعوتهم وتضحيتهم ، وخير الإخوان في تنظيمهم واهتمامهم بشؤون المسلمين العامة ، و لو اجتمع خير هذه الثلاثة ، لكتب النصر للمسلمين بإذن الله ، أما أن نبقى هكذا ، فهذا ليس في صالح المسلمين وهذا الأمر في الأتباع ، لا في أصل دعوتهم, وإلا فإن دعوة أهل السنة والجماعة هي دعوة الحق . لكن كما لا يخفى عليك أن الدعوة شيء والأتباع شيء آخر,كذلك الإسلام شيء وأتباعه شيء آخر . و أما الشيخ ابن باز فكان يردد في الخلاف المعتبر : " الأمر فيه سعة " 0
الشيخ الفاضل أرجو أن تعطينا بعض المعلومات عن تلامذة الشيخ ناصر الدين الألباني ؟وهل الشيخ محمد عيد العباسي من أوائل تلاميذ الشيخ ناصر ؟ وما هي مؤلفاتهم ؟ أم أنهم لم يؤلفوا بعد تعرضهم لما تعرضوا له ؟
يمكن تقسيم تلاميذ الشيخ الألباني- رحمه الله- إلى ثلاث طبقات : الأولى : الذين عاصروه في أول دعوته، وأخذوا عنه مشافهة وقراءة،و التزموا بمنهجه . وهؤلاء لا يزيد عددهم عن العشرة ، ممن يؤخذ منهم العلم، ومنهم الشيوخ: محمد عيد العباسي ونسيب الرفاعي،ومحمود مهدي استنبولي ، ونافع الشامية, وعلي خشان، وخير الدين الوانلي،وأحمد سلام وغيرهم.. وإن شئت أن أذكر العاشر لذكرته . وأكثر هذه الطبقة تأليفا : هم الشيوخ خير الدين ، ومحمود مهدي ،ثم الرفاعي، ثم محمد عيد العباسي ثم أحمد سلام ...، الطبقة الثانية : هم الذين تأثروا أولاً بكتبه، وعايشوه في كثير من الجلسات أو قليل ، ولم يدرسوا عليه، وعامة هؤلاء من الأردن و فيهم قليل من غيرها . ومن أشهرهؤلاء الشيوخ: عزمي الجوابرة, والدكتور باسم الجوابرة, والدكتور عاصم القريوتي، ومشهور آل سلمان ، وحسين العوايشة، و علي الحلبي، وغيرهم كثير. الطبقة الثالثة:هم الذين جلسوا معه قليلاً، ودرسوا عليه قليلاً ،وتأثروا بمنهجه ،وبخاصة لما كان بالجامعة الإسلامية، ومن هؤلاء الشيوخ: عبد الرحمن عبد الصمد، وهو رجل فاضل عالم غير أنه مغمور، واغتيل على أيدي اليهود رحمه الله، والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وغيرهم . ومن هذه الطبقة من لقيه مرة أو مرتين ، أو رحل إليه ، فتأثر به تأثراً بالغاً ، ومن أشهرهؤلاء الشيوخ ، الشيخ مقبل الوادعي ، والشيخ أبو إسحاق الحويني وغيرهم . ومن هاتين الطبقتين من يزعم أنه على منهجه تفصيلاً، وليس الأمر كذلك ، وقد كنت عرضت هذا التفصيل على شيخنا محمد عيد فأقره . و أما الكتب التي ألفتها الطبقة الأولى فكثيرة ، من أهمها : بدعة التعصب المذهبي ، رسالة في المسجد ، رسالة في مس الحائض والجنب للقرآن ، تحقيق منار السبيل للشيخ محمد عيد العباسي ، دلائل الخيرات ، المسجد في الإسلام ، المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة ، قصص البطولة ، مولد المصطفى r ، معراج المصطفى r ، معجزات المصطفى r ، مدرسة الشيطان ، للشيخ خير الدين وله كتب أخرى تحت الطبع ، كيف حج النبي r ، تحفة العروس ، دين الغد ، عظمة الإسلام ، التربية في الإسلام ، أسرار العشاق ، تقاليد يجب أن تزول ، السبيل إلى أسرة أفضل ، غارة الإستعمار والتبشير ، أطفالنا ضحايانا ، التضامن الاجتماعي الإسلامي ، عبقرية الإسلام في التربية ، أنا مؤمن بالله . لماذا ؟ ، دولة الإسلام ، حوار بين الفلاسفة حول تأمين الأخلاق . للشيخ محمود مهدي ، نظرات في منهج الإخوان المسلمين ، ما أنا عليه وأصحابي للشيخ أحمد سلام .
فضيلة الشيخ ممكن أن تعطينا نبذه عن بعض مؤلفاتك وبعض أشرطتك ؟
هناك مؤلفات منهجية و مؤلفات فقهية ، منها : ثلاث صلوات مهجورة ، وهو بحث في صلاة التسابيح ، وفيه دراسة حديثية مفصلة ، وصلاة التوبة، وصلاة الاستخارة ، وفيه أكثر من أربعين سؤالاً وجواباً حولها . وكتاب أحكام القنوت : وفيه قنوت النازلة ، وقنوت رمضان ، وقنوت الوتر . وكتاب الوصية الشرعية . وفيه أحكام الوصية وكيف تكتب الوصية عملياً . وكتاب أدلة الإثبات بأن جدة ميقات . وبحث موسع في التشاؤم وأنواعه ، وأحكامه والمباح منه ، وتأويل الأحاديث التي وردت عن ابن عمر وغيره ، التي ظن بعضهم منها جواز الشؤم وهي زلة ، من ذلك قولهr " إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والدابة " وبينا بطلان ما ذهبوا إليه من جواز التشاؤم ، وهناك بحث في " أحكام التأمين و أنواعه " أما الكتب المنهجية فهي سلسلة السبيل : منها : السبيل إلى منهج أهل السنة . والواقع المؤلم بين المعالجة المرتجلة والتأصيل الصحيح ، والتيه والمخرج ، وكتاب صراع الفكر والاتباع ، وصفات الطائفة المنصورة. وتحت الطباعة الكتب التالية: صراع النقل والعقل . ومن فتن شباب الصحوة ، ذكرت فيه الفتن وأسبابها وعلاجها ، وكتاب منهج الاعتدال ، وهو في مسائل الإيمان والتكفير ، وفي السياسة والحكام ، ونقد الجماعات والرجال ، أما الأشرطة : فهناك محاضرات ودروس كثيرة من أهمها : صفات الطائفة المنصورة ، الخلاف أنواعه مواقفه ، كيف تدعو إلى الله ، مميزات الدعوة السلفية ، قواعد في الإيمان والتكفير ، المجتمعات أنواعها وأحكامها ،قواعد معرفة الحق…الخ
هل أنتم مشغولون حاليا بتأليف شيء ما ؟ هلا أخبرتمونا من فضلكم ؟
مراجعة كتاب (( ثلاث صلوات مهجورة )) ( الطبعة الثالثة ) - مراجعة كتاب (( القنوت.. أحكامه، وأنواعه )) (الطبعة الثانية ) وبين يدي كتاب دروس في المنهج ، بدأنا فيه من معنى المنهج وعلاقته بالعقيدة ، ومميزات المنهج السلفي عن المناهج الأخرى ، وما شابه ذلك من البحوث . -و شغلنا الشاغل الآن المشروع الأساس : جمع السنة 0
ماذا عن هذا المشروع مشروع جمع السنة ، فقد طال انتظاره ؟
أما مشروع السنة ، فهو الذي أشغلني عن كل شاغل ، أشغلني عن الدعوة , أشغلني عن الشبكة ( الإنترنت ) حتى أشغلني عن إخواني وأهلي . والمشروع هو : جمع السنة النبوية كلها في مؤلف واحد ، حسب أبواب الفقه ، مع حذف المكرر ، والعزو للأمهات بالأرقام حتى يناسب كافة الطبعات ، وما كنت أتصور أن يكون أمامي تلك العقبات ، وأمامي تلك الأعمال ، سواء عقبات فنية أو علمية ، أو حتى إدارية ، وأما سبب التأخر فهو أني كلما سمعت أن أحداً يقوم بالمشروع نفسه ، أتوقف فترة خشية تكرار العمل الإسلامي ،وإضاعة الأوقات والطاقات والأموال ..ثم لا أجد شيئاً ، فأرجع للعمل ، ثم أسمع ثم أتوقف ، وهكذا .
كم قطعتم من المشروع ؟
: نحن والحمد الله في مراحل متقدمة جداً ، فقد بلغ عدد المجلدات أربعين مجلداً ، جمع فيها ما يقارب من (200,000) مائتي ألف حديث من (400) مؤلف من مؤلفات السنة ، والله أسأل أن ييسر هذا المشروع ، وأن يبارك فيه للأمة ، وأن يجعله ابتغاء وجهه
كم ساعة عمل تعملون في اليوم ؟
متوسط ساعات العمل قليلة في اعتقادي وهي تساوي (12) تقريباً .
ألا تملون ؟؟
لو غيرك قالها يا أخي ، كيف نمل ؟ ونحن نتقلب بين كلام الله وكلام رسوله، وكلام الصحابة والسلف والأئمة الأخيار ، أنمل من رسالة خالقنا الطيبة المباركة ؟! أم نمل من أحاديث رسولنا العطرة ؟! أهلُ الحديثِ هُمُوا أهلُ النبيَّ وإن لم يصحبوا نفَسَه أنفاسَه صحبوا أم نملّ من سيرة الصحابة الغر الميامين الأكرمين ؟! ونحن نعيش معهم في صفاء قلوبهم ، وصدق منهجهم ، وعظيم تضحيتهم ، أم نمل من كلام التابعين والأئمة المعتد بهم ؟! أم نمل من سيرة ابن المبارك وابن عبد البر وابن حزم وابن تيمية وابن القيم ؟!؟…، إن قراءتنا لسير هؤلاء الأعلام ، يخفف عنا ما يفعله كثير ممن ينتسبون إلى العلم في هذا الزمان ، من بيع الفتاوى والجُبن والمذهبية ، والتقصير في نصرة دين الله …. وإن قراءتنا لأخبار خالد وأبي عبيدة وقتيبة بن مسلم ، وموسى بن نصير ، وطارق بن زياد ، وصلاح الدين الأيوبي …. يخفف عنا ما تعانيه الأمة في أيامها الحالكة هذه ، وما فعله كثير من أفرادها من الجُبن والخيانة ، والذلة ، والمهانة .وصدق فيهم قول الشاعر : من يهن يسهل الهوان عليه +++ ما لجرح بميت إيلام إن طالب العلم الصادق لا يمل أبداً ، إذ كيف يمل رجل جالس في بستان .. فيها ما لذ وطاب من أنواع الفواكه والثمار ، تتخللها جداول رقراقة ، تتوغل فيها كما يتوغل الإيمان في القلوب ، فهو يتقلب في رؤاها الخلابة ، ويتمتع بمناظرها الممتعة ، ويقطف ما يشتهي من ثمارها الشهية ، إن طلبة العلم يعيشون فيما هو أمتع من هذا بكثير ، وتزداد لذتهم عندما يُطعمون غيرهم ، فالعلماء هم الوحيدون في الدنيا الذين يُطعمون الناس من طعامهم بسخاء ، ويمنحونهم من مالهم ما يشاء الناس من عطاء ، دون أن ينقص من طعامهم ومالهم شيئا ، فالعلماء الربانيون يشاركون الناس بأموالهم وأوقاتهم ، دون عوض منهم إلا عوض الله ، وهذا هو سر قول بعضهم : ( لو أدرك الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ) والناس يظنون أن أسعد الناس هم الملوك والسلاطين ، وأصحاب الأموال ، والأمر ليس كذلك ، بل أسعد الناس على الإطلاق هم العلماء الأتقياء …والله أسأل أن نكون منهم
منقول
وهو يسكن الآن في الرياض حي الملز ومقيم الآن بمصر وأهله بالرياض وأخيه الشيخ المحقق نزار العرعور يسكن الدمام
| |
|
| |
شعبانت المدير
عدد المساهمات : 3838 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 9 فبراير - 14:23 | |
| سيرة الامام أحمد بن حنبل رحمه الله وغفر له اسمه ومولده : ــ هو أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ، أصله من البصرة ، ولد عام ( 164 ) هـ ، في بغداد
وتوفي والده وهو صغير ، فنشأ يتيماً ، وتولَّت رعايته أمه .
وقفة | اليتيم قد يكون ناجـحـاً في حياته | ــ نشأ الإمام أحمد ــ رحمه الله ــ في طلب العلم ، وبدأ في طلب الحديث وعمرهُ خمس عشرة سنة ، ورحل للعلم وعمرهُ عشرون سنة ، والـتقى بعدد من العلماء منهم : الشافعي في مكة ، ويحيى القطَّان ، ويزيد بن هارون في البصرة . ورحل من العراق إلى اليمن مع يحيى بن مُعين ، فلمَّا وصلا إلى مكة وجدا عبد الرزاق الصنعاني أحد العلماء في اليمن ، فقال يحيى بن معين يا إمام يا أحمد : نحنُ الآن وجدنا الإمام ، ليس هناك ضرورة في أن نذهب إلى اليمن ، فقال الإمام أحمد : أنا نويت أن أُسافر إلى اليمن ، ثم رجع عبد الرزاق إلى اليمن ولَحِقـا به إلى اليمن ، وبَقِيَ الإمام أحمد في اليمن عشرة أشهر ، ثم رجع مشياً على الأقدام إلى العراق . فلمَّا رجع رأوا عليه آثار التعب والسفر فقالوا له : ما الذي أصابك ؟ فقال الإمام أحمد : يهون هذا فيما استفدنا من عبد الرزاق . مِنْ عُلوا الهمَّـة عند الإمام أحمد وهو صغير ، يقول : ربما أردتُ الذهاب مبكراً في طلب الحديث قبل صلاة الفجر ، فتأخذ أمي بثوبي وتقول : حتى يؤذِّن المؤذِّن .
سيرة الامام أحمد حنبل رحمه
ثـناء العلمـاء على الإمـام أحمـد :
* قال عبد الرزاق شيخ الإمام أحمد : ما رأيت أحداً أفْـقَـه ولا أوْرع من أحمد.
* قالوا : إذا رأيتَ الرجل يحبُ الإمام أحمد فاعلم أنَّـه صاحب سنة . * قال الشافعي وهو من شيوخ الإمام أحمد : خرجتُ من بغداد فما خلَّفتُ بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفْـقَـه من أحمد بن حنبل. * قال يحيى بن معين : أراد الناس أن يكونوا مثـل أحمد بن حنبل ! لا والله ، ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد ، ولا على طريقة أحمد . * كان الإمام أحمد يحفظ ( ألف ألف ) حديث ، يعني ( مليون ) حديث . أي مجموع الروايات والأسانيد والطرق للأحاديث . * مِنْ حِفْـظِ الإمام أحمد للحديث كان يقول لابنـه : اقرأ عليَّ الحديث وأُخبركُ بالسند ، أو اقرأ عليَّ الإسناد لأخبرك بالحديث .
عِفَّـة الإمـام أحمـد : لمَّا رحل لطلب العلم لم يكن لديه مال ، فـكان يحمل البضائع على الجمال وعلى الحمير فيأخذ من هذا درهم ومن هذا درهم ، فيعيش بهذه الدراهم ، وفي الصباح يطلب العلم حتى يستغني عن سؤال الناس ، ( عِـفَّـة وطلب علم ) .
كان الإمـام أحمد يكره الشُهرة والثناء : دخل عليه عمُّـهُ وكان الإمام أحمد حزين ، فقال عمُّـهُ : ماذا بك ؟ فقال الإمام أحمد : طُوبى لِمَنْ أخْمَلَ الله ذكره ، ( يعني من لم يكن مشهوراً ، ولا يعلم به إلاَّ اللـه ) . وقال أيضاً : أريدُ أنْ أكونَ في شِعْبِ مكـة حتى لا أُعْـرَفْ . وكان إذا أراد أنْ يمشي يكره أن يتبعه أحدٌ من الناس .
العمل بالعلم : قال الإمام أحمد ما كتبتُ حديثـاً إلاَّ وقد عملتُ بـه , حتى أنَّ النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ احْـتَـجَـمَ وأعطى الحجَّامَ أجره ، فاحْـتَـجَـمَ الإمام أحمد وأعطى الحجَّام أجره .
أخلاق الإمـام أحمـد وآدابه : * كان يحضر مجلس الإمام أحمد خمسة آلاف طالب ، ( 500 ) كانوا يكـتبون العلم ، والبقية ينظرون إلى أدبه وأخلاقه وسَمْتِـهِ . * قال يحيى بن معين : ما رأيتُ مثـل أحمد ، صحبناه خمسين سنة فما افـتخر علينا بشيء ممَّا كان فيه من الخير . * كان الإمام أحمد مائلاً إلى الفقـراء ، وكان فيه حِلْمْ ، ولم يكن بالعجول ، وكان كثير التواضع ، وكانت تعلوه السكينة والوقار . * قال رجل للإمام أحمد : جزاك الله عن الإسلام خيراً ، فقال الإمام أحمد : بل جزى الله الإسلام عني خيراً ، مَنْ أنا ؟ وما أنا ؟ * كان الإمام أحمد شديد الحياء ، وأكرم الناس ، وأحسنهم عِشْرةً وأدباً ، لمْ يُسمع عنه إلاَّ المُذاكرة للحديث ، وذِكْر الصالحين ، وكان عليه وقارٌ وسكينة ، ولفْـظٌ حَسَنْ .
سيرة الامام أحمد حنبل رحمه
عبادة الإمـام أحمـد بن حنبل : * كان يُصلِّي في اليوم والليلة ( 300 ) ركعـة ، فلمَّا سُجِنَ وضُرِبْ أصْـبَحَ لا يستطيع أنْ يُصلِّي إلاَّ ( 150 ) ركعة فـقـط . * كان يَـخْـتِمُ القرآن كُلَّ أُسبوع . * قال أحدُهُمْ : كُنْتُ أعرفُ أحمد بن حنبل وهو غُـلام كان يُحيي الليل بالصلاة .
* كان مِنْ عِبادته وزُهده وخوفه ، إذا ذَكَـرَ الموت خَـنَـقَـتْـهُ العَبْرة . * كان يقول : الخوف يمنعني الطعام والشراب ، وإذا ذكرتُ الموت هانَ عليَّ كُلُّ أمْـرِ الدنيا . * كان يصوم الإثـنين والخميس والأيام البيض ، فلمَّا رَجَعَ مِنْ السجن مُجْهَداً أَدْمَنَ الصيام حتى مات * حَجَّ على قَدَميـه مرتين . * في مَرَضِ الموت بَالَ دَمَـاً كثيراً ، فقال الطبيب المُشْرف عليه : هذا رجُـلٌ قد فَـتَّتَ الخوف قلبـه .
أخبـار منوعـة في سيـرته : * قابل الإمام أحمد بن حنبل أحدْ أبناء الإمام الشافعي فقال الإمام أحمد لابن الشافعي : أبُوكَ مِنَ السِّـتة الذينَ أدْعُـوا لهم في السَّحَـرْ . * قيل للإمام أحمد : كَمْ يكْفي الرجل حتى يُـفْـتِي ؟ مئـة ألف حديث ؟ قال الإمام أحمد : لا . قال السائل : مائـتين ألف حديث ؟ قال الإمام أحمد : لا . قال السائل : ثـلاثمائـة ألف حديث ؟ قال الإمام أحمد : لا . قال السائل : أربعمائـة ألف حديث ؟ قال الإمام أحمد : لا . قال السائل : خمسمائـة ألف حديث ؟ قال الإمام أحمد : أَرْجُـوا .
حياته الزوجية : تزوَّجَ وعُمْـرهُ أربعون سنة ، يقول عن زوجـتـه : مكـثـنا عِشرينَ سنة ما اختلفنا في كلمةٍ واحدة . الفتنة التي تعرَّضَ لها الإمـام أحمـد : لمَّا دعا المأمون الناس إلى القول بخلق القرآن ، أجابه أكثر العلماء والقضاة مُكْرهين ، واستمر الإمام أحمد ونفرٌ قليل على حمل راية السنة ، والدفاع عن معتقد أهل السنة والجماعة . قال أبو جعفر الأنباري : لمَّا حُمِلَ الإمام أحمد بن حنبل إلى المأمون أُخْبِرتُ فعبرتُ الفُرات ، فإذا هو جالس في الخان ، فسلمتُ عليه ، فقال : يا أبا جعفر تعنَّيْت ؟ فقلتُ : ليس هذا عناء . وقلتُ له : يا هذا أنت اليوم رأس الناس ، والناس يقتدون بكم ، فو الله لئن أجبتَ ليُجيبُنَّ بإجابتك خلقٌ كثير من خلقِ الله تعالى ، وإنْ أنتَ لم تُجِبْ ليمتنِعُنَّ خلقٌ مِنَ الناس كثير ، ومع هذا فإنَّ الرجل إنْ لم يقتلك فإنَّك تموت ، ولابدَّ مِنْ الموت ، فاتَّـقِ الله ولا تُجيبهم إلى شيء . فجعل أحمد يبكي ويقول : ما شاء الله ، ما شاء الله . ثم سار أحمد إلى المأمون فبلغه توعد الخليفة له بالقتل إنْ لم يُجبه إلى القول بخلقِ القرآن ، فـتوجه الإمام أحمد بالدعاء إلى الله تعالى أنْ لا يجمع بـيـنه وبين الخليفة ، فبينما هو في الطريق قبل وصوله إلى الخليفة إذ جاءه الخبر بموت المأمون ، فَرُدَّ الإمام أحمد إلى بغداد وحُبِس ، ثم تولَّى الخلافة المعتصم ، فامتحن الإمام أحمد . وكان مِنْ خبر المحنـة أنَّ المعتصم لمَّا قصد إحضار الإمام أحمد ازدحم الناس على بابه كيوم العيد ، وبُسِطَ بمجلسه بساطاً ، ونُصِبَ كرسيـاً جلس عليه ، ثم قال : أحضروا أحمد بن حنبل ، فأحضروه ، فلمَّا وقف بين يديه سَلَّمَ عليه ، فقال له : يا أحمد تكلم ولا تَـخَـفْ ، فقال الإمام أحمد : والله لقد دخلتُ عليك وما في قلبي مثـقال حـبَّـةٍ من الفزع ، فقال له المعتصم : ما تقول في القرآن ؟ فقال : كلام الله قديم غير مخلوق ، قال الله تعالى : { وَإنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ } [ التوبة : 6 ]. فقال له : عندك حجة غير هذا ؟ فقال : نعم ، قول الله تعالى : { الرَّحْمَنْ * عَلَّمَ القُرْآنْ }. [ الرحمن : 1 ، 2 ] ، ولم يقـل : الرحمن خلق القرآن ، وقوله تعالى : { يس * والقُـرْآنِ الْحَكِيم } [ يس : 1 ، 2 ] ، ولم يقـل : يس والقرآن المخلوق . فقال المعتصم : احبسوه ، فحُبِسَ وتفرَّقَ الناس . فلمَّا كان مِنَ الغد جلس المعتصم مجلسه على كرسيه وقال : هاتوا أحمد بن حنبل ، فاجتمع الناس ، وسُمعت لهم ضجة في بغداد ، فلمَّا جيء به وقف بين يديه والسيوف قد جُردت ، والرماح قد ركزت ، والأتراس قد نُصبت ، والسياط قد طرحت ، فسأله المعتصم عمَّا يقول في القرآن ؟ قال : أقول : غير مخلوق . وأحضر المعتصم له الفقهاء والقضاة فناظروه بحضرته في مدة ثلاثة أيام ، وهو يناظرهم ويظهر عليهم بالحُجج القاطعة ، ويقول : أنا رجـل عَلِمتُ علماً ولم أعلم فيه بهذا ، أعطوني شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ حتى أقول به . وكلما ناظروه وألزموه القول بخلق القرآن يقول لهم : كيف أقول ما لم يُقـل ؟ فقال المعتصم : قهرنا أحمد . وكان من المتعصبين عليه محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم ، وأحمد بن دُوَاد القاضي ، وبشر المريسي ، وكانوا معتزلة قالوا بخلق القرآن ، فقال ابن دُوَاد وبشر للخليفة : اقـتله حتى نستريح منه ، هذا كافر مُضِـل . فقال : إني عاهدتُ الله ألا أقـتله بسيف ولا آمر بقـتله بسيف ، فقالا له : اضربه بالسياط ، فقال المعتصم له : وقرابتي من رسول الله ــ صلَّى الله عليه وسلم ــ لأضربنَّك بالسياط أو تقول كما أقول ، فلم يُرهبه ذلك ، فقال المعتصم: أحضروا الجلادين ، فقال المعتصم لواحد منهم : بكم سوطٍ تـقـتله ؟ قال : بعشرة ، قال : خذه إليك ، فأُخْرِجَ الإمام أحمد من أثوابه ، وشُدَّ في يديه حبلان جديدان ، ولمَّا جيء بالسياط فنظر إليها المعتصم قال : ائـتوني بغيرها ، ثم قال للجلادين : تقدموا ، فلمَّا ضُرِبَ سوطاً.. قال : بسم الله ، فلمَّا ضُرِبَ الثاني قال : لا حول ولا قوةً إلاَّ بالله ، فلمَّا ضُرِبَ الثالث قال : القرآن كلام الله غير مخلوق ، فلمَّا ضُرِبَ الرابع قال : { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا } [ التوبة : 51 ] وجعل الرجل يتقدَّم إلى الإمام أحمد فيضربه سوطين ، فيحرضه المعتصم على التشديد في الضرب ، ثم يـتنحَّى ، ثم يتقدَّم الآخر فيضربه سوطين ، فلمَّا ضُرِبَ تسعة عشر سوطاً قام إليه المعتصم فقال له : يا أحمد علام تقتـل نفسك ؟ إني والله عليك لشفيق . قال أحمد : فجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال : تريد أنْ تغلب هؤلاء كلهم ؟ وجعل بعضهم يقول : ويلك ! الخليفة على رأسك قائم ، وقال بعضهم : يا أمير المؤمنين دمه في عنقي اقـتله ، وجعلوا يقولون : يا أمير المؤمنين : إنه صائم وأنت في الشمس قائم ، فقال لي : ويحك يا أحمد ما تقول ؟ فأقول : أعطوني شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله ــ صلَّى الله عليه وسلم ــ حتى أقول به. ثم رجع الخليفة فجلس ثم قال للجلاد : تقدمَّ ، وحَرَّضه على إيجاعه بالضرب . قال الإمام أحمد : فذهب عقلي ، فأفقت بعد ذلك ، فإذا الأقياد قد أُطلِقت عنِّي ، فأتوني بسويق فقالوا لي : اشرب وتـقيأ ، فقلت : لستُ أُفطر ، ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم ، فحضرتُ صلاة الظهر ، فـتقدَّم ابن سماعة فصلى ، فلمَّا انفـتل من الصلاة قال لي : صليتَ والدمُ يسيل في ثوبك ، فقلت له : قد صلَّى عمر ــ رضي الله عنه ــ وجرحه يسيل دمـاً . ولمَّا ولِّيَ الواثق بعد المعتصم ، لم يتعرض للإمام أحمد بن حنبل في شيء إلاَّ أنَّـه بعث عليه يقول : لا تساكنِّي بأرضٍ ، وقيل : أمره أنْ لا يخرج من بيتـه ، فصار الإمام أحمد يختفي في الأماكن ، ثم صار إلى منزله فاختـفى فيه عدة أشهر إلى أنْ مات الواثق . وبعد ذلك تولَّى الخلافة المتوكل بعد الواثق ، فقد خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد ، وطعن عليهم فيما كانوا يقولونه من خلق القرآن ، ونهى عن الجدال والمناظرة في الأداء ، وعاقب عليه ، وأمر بإظهار الرواية للحديث ، فأظهر الله به السُـنَّـة ، وأمات به البدعة ، وكشف عن الخلق تلك الغُمَّـة ، وأنار به تلك الظُلمة ، وأطلق من كان اعـتُـقِـلَ بسبب القول بخلق القرآن ، ورفع المحنـة عن الناس . قال أحد الجلادين بعد أن تاب : لقد ضربت الإمام أحمد ( 80 ) جلدة ، لو ضربـتُها في فيل لسقـط . فَرَحِمَ اللهُ هذا الإمام الجليل أحمد بن حنبل ، الذي ابتُـليَ بالضرَّاء فصبر ، وبالسرَّاء فشكر ، ووقف هذا الموقف الإيماني كأنـه جبلٌ شامخ ، تـتكسَّرُ عليه المِحَنْ ، وضَرَبَ لنا مثـلاً في الثبات علـى الحـق | |
|
| |
ايات المراقبة العامة
عدد المساهمات : 973 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 31 مارس - 6:36 | |
| ابن الطفيل.. الطبيب الفيلسوف
موسوعي آخر، يعرفه العالم على أنه فيلسوف عظيم، ولكن عمله كطبيب حاذق في بلاط أعظم خلفاء دولة الموحدين بالمغرب العربي ومؤلفاته الطبية بل والفلسفية تجعلنا نعرف أنه من كبار علماء الطب المسلمين.
إنه محمد بن عبد الملك بن محمد بن محمد ابن طفيل، يكني بأبي بكر وينتسب لقبيلة قيس العربية الكبرى ذائعة الصيت، حتى قسم العرب إلى قيسيين ويمنيين، وهو المعروف بابن الطفيل.
وُلِدَ في وادي آش، وهي مدينة في الشمال الشرقي من غرناطة، وتختلف الروايات حول تاريخ مولده، فالزركلي يثبت أنها (494هـ/1100م)، بينما قال عمر كحالة أنه وُلِدَ عام (506 هـ/ 1110م).
ولا تتوافر معلومات كثيرة عن فترة الطفولة والنشأة في حياة ابن الطفيل، ولكنه رحل إلى غرناطة مبكرًا، وهناك كان النبوغ والظهور، ففيها تعلَّم الطب وعمل بالكتابة، وكان يكتب لرؤساء غرناطة؛ فكان من خواص الريس أبي جعفر، وأبي الحسن بن ملحان، ومع نبوغه وسطوع نجمه عمل كاتبًا لوالي غرناطة، بل وتولَّى الحجابة (كبير الوزراء) في بلاط غرناطة.
ومع ازدياد صيت ابن الطفيل، استدعاه خليفة دولة الموحدين أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ليكون وزيره وطبيبه الخاص؛ إذ كان أبو يعقوب ممن شُغِفُوا بالعلم والفلسفة، وأمر بجمع كتب الفلسفة من أنحاء الأرض فجُمعت له حتى ساوت المكتبة الأموية في عهد الخليفة الأموي الحكم المستنصر بالله بالأندلس قبل هذا العهد بحوالي مائتي سنة.
وفي المغرب بلغ ابن الطفيل المكانة العظمى عند الخليفة حتى قال المراكشي: "وكان أمير المؤمنين أبو يعقوب شديد الشغف به والحب له، بلغني أنه كان يقيم في القصر عنده أيامًا ليلاً ونهارًا".
ولابن الطفيل يعود الفضل في الشهرة الواسعة للفيلسوف ابن رشد، فهو الذي استقدمه إلى المغرب وقَدَّمَه إلى الخليفة أبي يوسف الموحدي، فحظي عنده، وبذا صار واحدًا من أعلام التاريخ الإنساني كله.
تميَّز ابن الطفيل بالموسوعية التي شملت كثيرًا من أوجه العلم، فقد "كان عالمًا، صدرًا، حكيمًا، فيلسوفًا، عارفًا بالمقالات والآراء، كلفًا بالحكمة المشرقية، محققًا، متصوِّفًا، طبيبًا ماهرًا، فقيهًا بارع الأدب، ناظمًا، ناثرًا، مشاركًا في جملة من الفنون".
مؤلفات ابن الطفيل:
كان لموسوعية ابن الطفيل بصمة خاصة على مؤلفاته، فاستطاع بموهبته في الشعر أن يصوغ خبرته الطبية في قصيدة بلغت أكثر من (سبعة آلاف وسبعمائة) بيت، وهي ما زالت مخطوطة وموجودة في مكتبة القرويين بفاس برقم (3158). وإذا كان قد جمع الطب بالشعر في قصيدة، فسنراه كذلك يصوغ الطب وتتبدَّى خبرته في جانب التشريح عبر مؤلفه الأشهر في الفلسفة (رسالة حي بن يقظان)، فإنه شرح "على لسان بطل قصته الشهيرة حي بن يقظان تشريح الغزالة، وبَيَّنَ وصف الأعضاء التي شاهدها من الجلد حتى القلب".
وغير هذا له رسالتان في الطب، كما له مع ابن رشد -الفيلسوف والطبيب المشهور- مباحثات في رسم الدواء جمعها ابن رشد في كتاب.
ويُثبت له المترجمون تآليف متنوعة في الطبيعيات والإلهيات والفلسفة والطب والفلك، حتى إن له نظرية في الفلك خالف فيها بطليموس، قال بشأنها تلميذه أبو إسحاق البتروجي وهو الفلكي الشهير: "ولا عجب فإن علمه غني عن الإطناب". ومن مؤلفاته (أسرار الحكمة المشرقية)، و(النفس).
ومن المؤسف أنه لم يصل إلينا شيء من ثروته العلمية هذه إلاَّ رسالته (حي بن يقظان)، والمخطوطة التي تحتوي القصيدة الطبية الموجودة بمكتبة القرويين. وممَّا يلفت النظر ويثبت رسوخ قدم ابن الطفيل في علم الطب أن مؤرخ الأندلس المقري صاحب (نفح الطيب) حين أثبت فخر الأندلس بمن فيها من العلماء ذكر ابن الطفيل في مجال الطب، وإن أشار إلى علوِّه في الفلسفة فقال: "وهل لكم في الطب مثل ابن طفيل صاحب رسالة حي بن يقظان المقدم في علم الفلسفة؟".
ومن غير العجيب أن يُعَبِّر ابن الطفيل عن الصفة المميزة التي طَبَعَتْ بها الحضارةُ الإسلامية نفوس أبنائها، حيث لا تضادَّ بين العلم والدين، بل العلم نفسه نعمة من الله، وطلبه واجب على العبد، وبذله عبادة وقربة، وحيث الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحقُّ الناس بها. يذكر المراكشي عنه أنه "صرف عنايته في آخر عمره إلى العلم الإلهي، ونبذ ما سواه، وكان حريصًا على الجمع بين الحكمة والشريعة؛ مُعَظِّمًا لأمر النبوات ظاهرًا وباطنًا، هذا مع اتساع في العلوم الإسلامية، وبلغني أنه كان يأخذ الجامكية مع عدة أصناف من الخَدمة؛ من الأطباء، والمهندسين، والكتاب، والشعراء، والرماة، والأجناد، إلى غير هؤلاء من الطوائف، وكان يقول: لو نَفَق عليهم علمُ الموسيقى لأنفقتُه عندهم".
فرحم الله ابن الطفيل وهيأ مَن يُخْرِج لنا كنوزه من بين المخطوطات الكثيرة التي ما زالت مجهولة ومدفونة في أنحاء الأرض الإسلامية الواسعة التي حكمها الإسلام يومًا. | |
|
| |
ايات المراقبة العامة
عدد المساهمات : 973 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 31 مارس - 6:37 | |
| ابن رضوان المصري.. إمام الطب
رضوان المصري.. إمام الطب
طبيب آخر، كان رئيس الأطباء في كل مصر في زمنه، وله مع النبوغ قصة مختلفة. هو أبو الحسن بن رضوان بن علي بن جعفر، وُلِدَ بالجيزة في مصر، وبها نشأ ونبغ وتصدَّر الطب إلى أن مات في سنة (453هـ/ 1061م) .
وهو عصامي، مات أبوه وهو في الرابعة عشرة من عمره ، فاشتغل بعدَّة صناعات كالطب والتدريس ليعول نفسه، حتى نبغ في الطب فأصبح دخله من الطب يكفيه، وكان في السنة الثانية والثلاثين كما يروي عن نفسه . عاش ابن رضوان في حكم الدولة العبيدية (الفاطمية)، وبلغ من نبوغه في الطب أن صار رئيس الأطباء للحاكم صاحب مصر .
وقصة النبوغ المختلفة لابن رضوان هي ما كان من معلم جلس إليه صغيرًا ليتعلَّم الطب، فكان المعلم يقرأ من الكتاب دون أن يفسِّر ويُعَلِّقَ على ما يقرؤه؛ فانصرف عن الجلوس للشيوخ، وأكبَّ على كتب الطب يلتهمها التهامًا، ومن هذه الحصيلة العلمية النظرية، ومن مشاهداته العملية تَكَوَّن الطبيب النابغة أبو الحسن علي بن رضوان. ولذا أَلَّف كتابًا يقول فيه: إن التعلم من الكتب أفضل من التعلم من الشيوخ. وهي النظرية التي قال بها، وخطَّأه فيها كثير من معاصريه ولاحقيه، خاصَّة ابن بطلان الذي أفرد كتابًا للردِّ على هذا .
أقوال العلماء في ابن رضوان المصري:
لكن الذين ترجموا لابن رضوان –وإن لم يوافقوه على هذا المنهج- اعترفوا له بالنبوغ في الطب، وكذا في الفلسفة، فهو -أيضًا- من الموسوعيين الذين جمعوا بين فنون شتى.
فيقرِّر مؤرخ الإسلام الذهبي أنه "صاحب المصنَّفات، من كبار الفلاسفة الإسلاميين" . ويقول: "الفيلسوف الباهر.... واشتغل في الطب، ففاق فيه، وأحكم الفلسفة ومذهب الأوائل وضلالهم... صنَّف كتابًا في تحصيل الصناعة من الكتب، وأنها أوفق من المعلمين، وهذا غلط، وكان مسلمًا موحِّدًا" .
ويقول ابن تغري بردي: "كان من كبار الفلاسفة في الإسلام... كان إمامًا في الطب والحكمة، كثير الردِّ على أرباب فَنِّه" .
ويصفه ابن العماد الحنبلي فيقول: "الفيلسوف صاحب التصانيف كان رأسًا في الطب" .
وينقل عنه المقريزي المؤرخ فيما سوى الفلسفة والطب، فينقل عنه في شأن هندسة الأهرام المصرية، وفي طبيعة أهل مصر، وفي جغرافية مصر وتاريخها أيضًا، وغير ذلك .
وفي شأن الاشتباك الذي دار بين ابن رضوان وابن بطلان في شأن الأخذ من المعلِّم، نجد ابن أبي أصيبعة يشهد لابن رضوان بالتفوق العلمي فيقول: "وكان ابن بطلان أعذب ألفاظًا، وأكثر ظرفًا، وأميز في الأدب... وكان ابن رضوان أطب وأعلم بالعلوم الحكمية وما يتعلق بها" .
إنجازات ابن رضوان المصري الطبية:
"كان أبو الحسن علي بن رضوان يبذل جهدًا عظيمًا في محاولته لتشخيص العلَّة عند المريض... ونهج منهجًا رائعًا في فحص المريض، يدلُّ على طول باعه في ميدان العلوم الطبية، لقد اندهش أطباء العصر الحديث من الطريقة التي سلكها ابن رضوان في فحصه لجسم العليل؛ حيث إن طريقته التي كان يطبقها لا تختلف كثيرًا عن الفحص الإكلينيكي المتَّبع في هذه الأيام" . وكُتبه في علم الطب لا تحتوي فقط على العلوم والمعارف الطبية، بل زخرت بالجانب التربوي والأخلاقي، ففي أبرز مؤلفاته (النافع في كيفية تعليم صناعة الطب) يتحدَّث عن طريقة تعليم الطب بالنسبة للمتعلِّم، ثم الصفات الواجب توافرها في التلميذ الراغب في دراسة الطب، وعلامات كفاءة الممارس في صناعة الطب .
مؤلفات ابن رضوان المصري:
شهد مَنْ ترجموا لحياة أبي الحسن بن رضوان بأنه صاحب المصنَّفات، وبأنه كثير الردِّ على أرباب فَنِّه، إلى جانب ما حفلت به حياته من معارك دارت حول رؤيته بأن تَعَلُّم الطب على الكتب أفضل، وبما كان يَتَّصف به من حدَّة في الردِّ والمناظرة والنقد، غير أنه يُشهد له بالخير والدين، فيقول الصفدي: "وفيه تشنيع في بحثه، إلاَّ أنه كان يرجع إلى خير ودين وتوحيد" . ويقرِّر الذهبي ذلك فيقول: "وكان مسلمًا وموحِّدًا"، ولعلَّ هذا ما عناه ابن تغري بردي بقوله: "وكان فيه سعة خُلق عند بحثه" .
فكان من الطبيعي لرجل تَعَلَّم على الكتب وحدها، وعاش حياة حافلة بالردود أن يحفل تراثه بالمؤلفات والتصانيف، حتى قاربت المائة مُؤَلَّف، واسْتَغْرَقَتْ من ابن أبي أصيبعة سبع صفحات في سردها ، إلاَّ أن أغلبها مفقود للأسف . وأهم كتبه قاطبة كتابه (النافع في كيفية تعلم صناعة الطب).
ومن مؤلفاته:
- شرح كتاب العرق لجالينوس. - شرح كتاب الصناعة الصغيرة لجالينوس. - شرح كتاب النبض الصغير لجالينوس. - شرح كتاب جالينوس إلى أغلوقن في التأني لشفاء الأمراض. - شرح كتاب الأسطقسات لجالينوس. - شرح بعض كتاب المزاج لجالينوس. - كتاب الأصول في الطب. - رسالة في علاج الجذام. - كتاب تتبع مسائل حنين. - تفسير ناموس الطب لأبقراط. - تفسير وصية أبقراط المعروفة بترتيب الطب. - كلام في الأدوية المسهلة. - كتاب في عمل الأشربة والمعاجين. وغير هذا من مؤلفات في الطب، ومؤلفات أخرى كثيرة في الفلسفة وغيرها.
ويُعَدُّ ابن رضوان نموذجًا إنسانيًّا فريدًا؛ ففي سيرته التي كتبها عن نفسه، ثم في وصاياه التي أوردها في بعض كتبه نلمس جانب الإنسان القنوع المجتهد المنظَّم، الذي لم ينسَ العبادة والتأمُّل في ملكوت الله، ومحاسبة نفسه على أعمالها، والاهتمام بتغذية جسمه بالغذاء والرياضة، وفعل الخير، وترتيب الوقت بين مصالحه ومصالح أهله ومنافع بيته. يقول عن نفسه (باختصار): "أتصرَّف في كل يوم في صناعتي بمقدار ما يُغني، ومن الرياضة التي تحفظ صحة البدن، وأغتذي بعد الاستراحة من الرياضة غذاء أقصد به حفظ الصحة، وأجتهد في التواضع والمداراة وغياث الملهوف، وأنفق على صحة بدني، وعمارة منزلي نفقة لا تبلغ التبذير، ولا تنحط إلى التقتير، وأتفقد آلات منزلي فما يحتاج إلى إصلاح أصلحته، وأُعِدُّ في منزلي ما يحتاج إليه من الطعام والشراب والثياب، فما فضل بعد ذلك له أنفقته في وجوه الخير، وأُنَظِّف وأُزَيِّن ثيابي، وأَلْزَم الصمت وكفّ اللسان عن معايب الناس، وأجتهد أن لا أتكلم إلاَّ بما ينبغي، وأتوقَّى الأيمان ومثالب الآراء، فأحذر العُجْب وحُبَّ الغلبة، وإن دهمني أمر فادح أسلمتُ فيه إلى الله تعالى، وقابلته بما يوجبه التعقُّل من غير جبن ولا تهوُّر، وما بقي من يومي بعد فراغي من رياضتي صرته في عبادة الله سبحانه بأن أتنزه بالنظر في ملكوت السموات والأرض، وتمجيد محكمها" . وهكذا كان العلم يتعانق مع الإيمان في الحضارة العربية والإسلامية؛ فنتعلَّم من الطبيب الطبَّ والحكمةَ، والنظام، والتخطيط، والقناعة؛ لأن حضارتنا تصوغ الإنسان بدءًا من روحه وإنسانيته ذاتها.
| |
|
| |
عمريين مراقبة
عدد المساهمات : 18 تاريخ التسجيل : 12/04/2013
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 13 أبريل - 5:49 | |
| العلامة والداعية الشيخ محمد السعيد رحمه الله رزئت فيه الأمة باغتيال على أيدي المجرمين، فذهب ضحية الحسابات الحزبية والسياسية الضيقة قاتلها الله.. تهيبك طلعته، قدمته يوما في محاضرة بإحدى مساجد جامعة باتنة فأمطرتُه بوابل من أسئلة الحضور دفعة واحدة قصدت الإيجاز، وشعرت أنه قلق مني فهبته.. ولكن أحببته لما رأيت فيه من خلق رفيع وعلم غزير، وإذا كان الشيخ الغزالي يجمع بين الإثارة والتفقيه فإن الشيخ محمد السعيد أضاف إلى ذلك عمق الفكرة والقدرة على تبسيط أفكار الرجال الكبار كالشاطبي ومالك بن نبي بأسلوبه الذي يتسم ببلاغة وبيان رفيع جعله مبدعا للبيان "وإن من البيان لسحرا" كما قال الرسول -صلى لله عليه وسلم- ، كان الشيخ محمد الغزالي يقول عنه "مارأيت خطيبا مثله قط"، قرأت ذلك في جريدة الموعد.. رغم أن الرجل قبائلي ويجيد الفرنسية وكان شخصية محبوبة لها وزنها في بلاد القبائل، ولاعجب فبلاد القبائل هي من أنجبت أمثال الورتيلاني ومولود قاسم نايت بلقاسم، رحمهم الله وأسرة آل شيبان الذين كان لهم فضل ويد بيضاء على وزارة الشؤون الدينية في عهد الرئيس السابق الشادلي بن جديد. ليس بيدي مقالات الشيخ أو محاضراته لأكتب عنه وأدعو تلامذته إلى إعداد دراسة في فقة الدعوة في فكر الشيخ الراحل، ولكن أذكر الأمة بالدرس التاريخي الذي ألقاه بالجامعة المركزية عقب أحداث 1982 حينما اعتقلت السلطة الدكتور بوجلخة وعباسي مدني ومن معهم من العلماء والدعاة، وقال يومها للشباب: ادعو إلى الله في كل مكان في الطرقات في الحافلات، اسمعوا كلمة الله في كل مكان وهي الخطبة التي أعتقل بعدها. كذلك أذكر له درسه التاريخي الذي ألقاه بأحد مساجد الجامعة بالجزائر عقب الإهانة التي تعرض لها من أوغاد العامة أثناء تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ من الذين شتموه وهموا بضربه وقد ذهب ينقل إليهم رسالة موقعة من الشيخ أحمد سحنون يدعوهم فيها إلى التريث ومشاورة جميع الدعاة والعلماء وعدم التسرع في الإعلان عن حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ يومها في مسجد السنة، وهي النصيحة التي لم يصغ إليها هؤلاء، لقد ألقى عقبها الشيخ درسا بمسجد من مساجد الجامعة فبكى وأبكى الحضور، وقال -كما أذكر- إننا نعيش نهضة فقهية كبيرة ولكنها عرجاء تسير على قدم واحدة لأنها تفتقر إلى الأخلاق. كذلك أذكر أنه حينما قال له الشيخ عباسي مدني في ملتقى الدعوة الإسلامية الثاني بالجزائر بأنه يراه رمز علماء الأمة وأن العلماء يعملون ويخططون وأنهم إن لم يفعلوا ذلك واكتفوا بمثل هذه الملتقيات كان كمن يحضر حفلا، ثم استطرد يقول إن الذي يذهب إلى الحفل قد يعود على الأقل بقفة من الحلوى بخلاف هذه الملتقيات، ودعا الشيخ محمد السعيد إلى عدم التخلي عن الجبهة، وقال له الجبهة جبهتكم، وكان ذلك استدراجا للشيخ، أقحمه في ميدان العمل السياسي الذي أودى بحياته. كذلك حينما أطلق خطبته النارية في مسجد السنة عقب اعتقال شيوخ الجبهة الإسلامية يومها عباسي مدني وعلي بن حاج، وقال موجها خطابه إلى الجميع "إما جبهة إسلامية أصيلة وإما السجون والمعتقلات"، ثم قال:"إننا نريد الحوار إننا نريد الحوار إننا نريد الحوار، إن هذه الجبهة قلمت كثيرا من الأظافر الحادة، فإذا ضربت الجبهة لا قدر الله فإن الأمور ستنفلت".. وحينما عقد ندوته الصُحفية التي أعتقل فيها قال محذرا السلطة "إنني أمسك بيدي قنبلة مفككة وشيكة الإنفجار وساعة أطلقها ستنفجر فساعدوني على تفادي انفجارها"، وحينما سأله أحدهم هل تملك بطاقة الجبهة الإسلامية للإنقاذ حتى تتحدث باسمها، فقال: إن الذي يربطني بالجبهة هو الإسلام وليس البطاقة. داهمت قوات الأمن الندوة الصحفية واعتقل الشيخ على مرأى ومسمع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ليطلق سراحه قبل الانتخابات التشريعية التي فازت فيها الجبهة الإسلامية المحظورة يومها. كان من حسنات الشيخ عباسي مدني أنه أقحم تيار النخبة في ضمير الأمة وكذا الفكرة الإسلامية برمتها وليته استشار وأحسن اختيار الرجال من بدء الإنطلاق. حسب علمي الشيخ محمد السعيد كان مع الشيخ عباسي مدني ساعة اعتقاله وأنه حين فر هو من الاعتقال لم يحمل السلاح قط وكان يقول لإخوانه إنهم ورطوا الحركة في هذا العمل للقضاء عليها، لقد نصحه الأستاذ الطيب برغوث بالإنسحاب من ميدان السياسة حينما أفرجت عنه المحكمة العسكرية ولم يستطع إقناعه بهذا المسلك لأنه كان يرى أن مسؤولية الدعاة أعظم من مسؤولية الساسة، لأنهم أمناء على الدعوة وعلى السياسة في نفس الوقت .. إنني أرى أن علوج الإستئصاليين وطراطير الإسلاميين وحمقى الوطنيين وأوغاد العامة، وخوارج الزمن صنعوا أو ساهموا جميعا في صنع الأيدي الآثمة التي اغتالت هذا الرمز الكبير. الأستاذ الطيب برغوث حفظه الله كان له فضل فتح أعيننا وبصائرنا على أولئك العلماء والرجال والشيخ قد كتب وحاضر وهو غني عن التعريف ولايزال حيا يرزق وأشهد للتاريخ أنه نصح الإخوان في "البناء الحضاري" باجتناب المواجهة مع السلطة واجتناب العنف. والشيخ الطيب واحد من القلائل من مثقفي الصحوة الإسلامية المعاصرة في الجزائر الذين نذروا أنفسهم لمهمة نبيلة رابط فيها دهرا من الزمن ورفض مغادرة موقعه وهي العمل الثقافي الفكري. ولم تجذبه كل الاغراءات والجواذب إلى مواقع أخرى وكان يردد دائما أن المرابط على ثغر يجب أن لا يغادره حتى لا يؤتى المسلمون من قبله. بدأ الكتابة والتأليف في مطلع الثمانينات وصدرت له عدة مؤلفات التي تعكس سعة اطلاعه ورحابة الأفق الثقافي والفكري الذي ينهل منه وقد كان متميزا بشكل كبير سواء من حيث المواضيع التي يطرقها أو من حيث الشواهد العلمية التي أتاه الله فيها مقدرة وبسطة في ضمها وتنسيقها. وبانفجار المحنة الوطنية بعد إلغاء المسار الانتخابي بقي الشيخ المفكر مرابطا في موقعه محاضرا في الجامعات وكاتبا في الصحف والمجلات إلا أنه كغيره من أخيار هذه الأمة ضايقوه وتعقبوا خطواته وأنفاسه فاضطر إلى مغادرة البلاد في ظروف صعبة جدا وتقاذفته ديار الغربة وذاق فيها ويلات التشرد والعوز ومع ذلك بقي صابرا محتسبا مرابطا في موقعه لم يغادره أو يغير قناعته بأولوية العمل الثقافي وأهمية البناء الدعوي واستمر يكتب ويؤلف وكل أمله في مستقبل الخير الذي يكون جزاء سننيا للمحن التي مرت بها هذه الأمة والذي يراه قريبا بإذن الله. كذلك أجد نفسي في نهاية هذا الحديث مضطرا لأذكر أستاذي الفاضل البشير قادرة الذي كانت على يده النفثة الروحية الأولى التي أنقذتنا في الوقت المناسب من طريق الضلال، الشيخ كان منذ باكورة عمله الدعوي يفضل أسلوب الدعوة والحكمة ويكره الخوض في السياسة، مشغول بتربية الشباب. أرجو ألا أكون قد أحرجت إخواني بهذا الحديث فقد قصدت تبصير الأجيال الإسلامية الراهنة التي تاهت في مسارات شتى لعلها تتدارك بعض الأخطاء وتعيد قراءة الأحداث في ضوء الملاحظات التي أثرتها في هذا الحديث، وتعيد صياغة عملها الدعوى وفق أساس جديد يراعي متغيرات الواقع، وتستشرف آفاق المستقبل مستبصرة بآراء العلماء والمفكرين المستبصرين وتكف عن الزج بالمسلمين في المتاهات المتعرجة والمسالك العمياء التي أدت إلى استنزاف الطاقات وإهدارها بأثمان بخسة هزيلة والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. هذه صرخة تائه لكل الرجال المخلصين أن يسرد كل واحد مالديه للتأريخ لملرحلة مرة مرت علينا والله الموفق | |
|
| |
الشيماء مستشاره ادارية
عدد المساهمات : 4955 تاريخ التسجيل : 21/08/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الخميس 18 أبريل - 2:19 | |
| السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ خليل الصيفي رحمه الله
- هو فضيلة الشيخ الداعية خليل حسين الصيفي. ولد في 07/05/ 1934 في بلدة السلطان يعقوب – البقاع الغربي – لبنان . - تابع دراسته بعد الثانية والعشرين من عمره- بسبب المرض- ، ولما قيل له في ذلك ، أجاب : علم في كبر ولا جهل في كبر . - حصل على الشهادات العلمية من الابتدائية الى الثانوية في دمشق. - تخرج من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة العام 1969 في كلية الشريعة بتقدير جيد جداً.
- عمل اماماً للمسجد الكبير وداعية ومدرسا في صيدا بعد تخرجه من الجامعة، فدخل القلوب واجتمع عليه الشباب حيث أسس معهم الجماعة الإسلامية في الجنوب التي أطلقت المقاومة الإسلامية " قواة الفجر" التي خاضت معارك ضد العدو الصهيوني انتهت بخروجه من إقليم الخروب وصيدا. - انتقل بعدها إلى البقاع، جب جنين أولاً ثم بعلبك، فكان لدعوته الأثر الطيب في قلوب الشباب فاجتمعوا عليه كذلك وأسس معهم الجماعة الإسلامية في البقاع. - قام بالتعاون مع إخوانه بتأسيس جمعية الأبرار الخيرية الإسلامية في البقاع التي أسست شبكة من المدارس والمستوصفات في البقاع وكان حتى آخر حياته يشرف على تربية النشء في مدارس الجمعية.
- محاور من الدرجة الاولى، صادق اللهجة، قوي الحجة، لطيف العبارة، لا يغضب لنفسه، حريص على كسب القلوب لا المواقف. - أحبته صيدا فكافأته بزوجة هي السيدة الفاضلة سهى الصباغ – أم أنس – حملت عنه هموم البيت والحياة، ليتفرغ للعلم والدعوة إلى الله. أنجبت منه أربعة شباب يتميزون بالذكاء وثلاث بنات طيبات مباركات. - تميّز بلحيته البيضاء ووجهه المشرق الذي يشع منه النور كذلك بالتواضع الجم، والتسامح والكرم بغير حدود، والسعي في حاجات الناس، والحرص على هدايتهم، والشفقة عليهم والرحمة بهم.
- الإخلاص لحمته وسداه، والحكمة منطقه، والحلم والصبر وتحمل الأذى والعفو عن المسيء والحرص على هداية الناس وإنقاذهم من الظلمات إلى النور همه وديدنه. - كثيراً ما كان يستدين ليسد حاجات الفقراء، وهو الذي لا يملك من حطام هذه الدنيا قطميراً على غنى إخوته وذويه، الذين ما تخلوا عنه أبداً بل كانوا دائماً إلى جانبه في السراء والضراء. فجزاهم الله كل خير.
- تردد بين لبنان والبرازيل منذ عام 1981 حتى 2008 حيث استقر هناك لفترة خمس سنوات متتالية كان يعمل فيها داعياً إلى الله فترك أثراً طيباً في نفوس الناس مسلمين وبرازيليين حتى أسلم على يديه الكثير ومنهم قساوسة ورهبان.
عاد إلى الوطن ليتفرك لإخراخ ديوان شعري يفوح بالريحان ويرعد كالريح الثائر على الطغيان إنه كتاب ريح وريحان. كان رحمه الله هادئاً لطيفاً طيباً كالريحان ثائرا في وجه الظلم والفساد كالريح الصرصر العاتية.
حسبك من شعره قوله: إني رأيت الكون يفقد دربه إذا قاده علـم تنكر للسـما فالعـلم عين و التدين نوره فإذا خلا من نوره كان العمى وعلى هذا النهج نسج شعره فكان في صفاء الدر، وجمال الزهر، وقوة الريح العاصف. رحمك الله يا شيخنا الحبيب ونفع الله بعلمك وقدوتك التي زرعتها في قلوب الناس ، وجمعنا الله وإياك في مستقر رحمته، مع سيدنا محمد وصحبه الأبرار الذين اتخذت منهم قدوة لك فكنت في ورعك وتقواك أشبه الناس بهم | |
|
| |
ام على عضو فضى
عدد المساهمات : 245 تاريخ التسجيل : 02/07/2013
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 10 سبتمبر - 18:34 | |
| موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم
| |
|
| |
الشيماء مستشاره ادارية
عدد المساهمات : 4955 تاريخ التسجيل : 21/08/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 16 نوفمبر - 2:49 | |
| | |
|
| |
عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 31 ديسمبر - 9:25 | |
| ترجمة (إمام الحرمين )الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي
د.عبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي بسم الله الرحمن الرحيم فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي 1366 – 000 هـ* هو علي بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن رشّاف بن سلمان الحذيفي، نسبة إلى قبيلة آل حذيفة من قبائل العوامر – والنسبة إلى العوامر: العامري – والعوامر من بني خثعم([1])، وتقع ديار العوامر بالعرضية الشمالية جنوب مكة المكرمة بثلاثمائة وستين كلم، وهي تابعة لمنطقة مكة المكرمة، وتقع في فروع وادي قنونا الوادي المعروف([2]). ولد في منتصف شهر صفر من عام 1366ﻫ بقرية القرن المستقيم ببلاد العوامر في أسرة متدينة متوسطة الغنى، كان والده إمامًا وخطيبًا في الجيش السعودي عام 1375ﻫ - في الفوج الحادي عشر الذي كان مرابطًا بتبوك وحقل - حتى أنهى خدمته، تلقى المترجَم تعليمه الأوَّلي في كُتّاب قريته، وختم القرآن الكريم نظرًا على يد الشيخ/ محمد بن إبراهيم الحذيفي العامري مع حفظ بعض أجزائه، كما حفظ ودرس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة، وفي عام 1381ﻫ التحق بالمدرسة السلفية ببلجرشي التي كانت تعنى بالقرآن وتفسيره والعلوم الشرعية والعربية. وتخرّج منها بما يعادل المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1383ﻫ، وتخرج منه عام 1388ﻫ مكملًا للمرحلة الثانوية، وكان يقوم بالإمامة والخطابة للجمعة فترة من الزمن في جامع بلجرشي وبعض المساجد وقت دراسته، واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بالرياض عام 1388ﻫ وتخرّج منها عام 1392ﻫ، وكان إمامًا ببعض المساجد وناب عن بعض الأئمة في الخطابة ببعض الجوامع بالرياض وقت دراسته بالكلية، وبعد تخرّجه عُيِّن مدرِّسًا بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1392 هـ، وقام بتدريس التفسير والتوحيد والنحو والصرف والخط إلى جانب ما يقوم به من الإمامة والخطابة في جامع بلجرشي الأعلى وقت تدريسه بالمعهد العلمي. حصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر عام 1395ﻫ، وحصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها – قسم الفقه – شعبة السياسة الشرعية– وكان موضوع الرسالة: (طرائق الحكم المختلف فيها في الشريعة الإسلامية: دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية) عام 1403ﻫ. عُيِّن في التدريس بالجامعة الإسلامية عام 1397ﻫ فدرّس التوحيد والفقه في كلية الشريعة، كما درّس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين، ودرّس المذاهب المعاصرة بالدراسات العليا بكلية الدعوة وأصول الدين، وقام بتدريس القراءات بكلية القرآن الكريم، ولا زال يدرّس القراءات بالكلية نفسها، وله دروس قائمة بالمسجد النبوي الشريف. وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي تولى الإمامة والخطابة بمسجد قباء عام 1398ﻫ، ثم عين إمامًا وخطيبًا للمسجد النبوي في 6/6/1399ﻫ، ونقل بعد ذلك إمامًا إلى المسجد الحرام في أول رمضان عام 1401ﻫ، ثم أعيد إمامًا وخطيبًا للمسجد النبوي عام 1402ﻫ، ومنذ تلك المدة إلى عام 1411ﻫ وهو يشارك في المسجد الحرام في صلاة التراويح وبعض الفروض - خلا بعض السنوات - بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، وقام بالخطابة في المسجد الحرام في 29 الجمعة من شهر رمضان عام 1405ﻫ. له مشاركات في عدد من اللجان والهيئات العلمية، ومنها: 1- رئيس اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والتي راجعت المصحف الكريم المطبوع بالمجمع وفق الروايات المتواترة، مثل: رواية حفص عام 1420ﻫ، والتي راجعت المصحف الكريم المطبوع بالمجمع وفق رواية ورش، والتي راجعت المصحف الكريم المطبوع بالمجمع وفق رواية قالون، والتي راجعت المصحف الكريم المطبوع بالمجمع وفق رواية الدُوري، والتي تراجع ما تلا ذلك من مصاحف كريمة. 2- رئيس لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. 3- عضو الهيئة العليا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. كما شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها، ويعد صاحب الترجمة أحد أشهر القراء في المملكة والعالم الإسلامي، وله تسجيلات إذاعية في عدد من الإذاعات داخل المملكة وخارجها. وقد أجيز في القراءات العشر من الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، وأجيز من الشيخ عامر السيد عثمان –إجازة برواية حفص– وقرأ عليه في سورة البقرة ببعض الروايات ولم يكمل سورة البقرة بسبب وفاة الشيخ، وقرأ على الشيخ عبدالفتاح القاضي ختمة برواية حفص. كما نال إجازة في الحديث من الشيخ/ حماد الأنصاري رحمه الله، والشيخ/ محمد بن عبد الله الصومالي المدرس بدار الحديث المكية، والشيخ/ عبد القيوم بن زين الله الرحماني البستوي، وبعض مشايخ الهند. وقد أخذ عليه القراءات العشر طلاب من كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقرأ عليه كثير برواية حفص وأجازهم بذلك. نفع الله به وبعلمه الإسلام والمسلمين.
المراجع
* سلم الوصول إلى تراجم علماء مدينة الرسول 388 * أئمة الحرمين 1343/1433
([1]) انظر: تاريخ بني خثعم وبلادهم في الماضي والحاضر لمحمد بن جرمان العواجي الأكلبي. ([2]) انظر: معجم البلدان لياقوت الحموي ، والبلدان لليعقوبي، ونزهة المشتاق في اختراق الآفاق للإدريسي.
| |
|
| |
رزق الاشقر عضو ذهبى
عدد المساهمات : 306 تاريخ التسجيل : 06/04/2013
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 3 يناير - 9:04 | |
| | |
|
| |
الشيماء مستشاره ادارية
عدد المساهمات : 4955 تاريخ التسجيل : 21/08/2010
| |
| |
الشيماء مستشاره ادارية
عدد المساهمات : 4955 تاريخ التسجيل : 21/08/2010
| |
| |
عيون الماس عضو ذهبى
عدد المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 12/06/2012
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 21 أبريل - 12:11 | |
|
السيرة الذاتية للعلامة السوداني محمد نور الحسن 15 شعبان1391 هـ (1971م)
العلامة السوداني محمد نور الحسن 15 شعبان1391 هـ (1971م) الشيخ محمد نور الحسن من فضلاء علماء السودان عاش حياته في مصر بعد أن جاءها شابا لطلب العلم في رحاب الأزهر، فجد واجتهد حتى نال أعلى الدرجات العلمية حينها، وشهد له شيوخه بنبوغه، وعرف بسعة علمه وفضله في الدوائر الأزهرية، وتدرج في حياته الوظيفية بالأزهر حتى تبوأ مناصب كبيرة أظهر فيها براعة وحسن تدبير، فقد عين وكيلا للأزهر مرتين الأولى في عهد الشيخ محمد الخضر حسين والأخرى في عهد الشيخ محمود شلتوت، كما عين عضوا بهيئة كبار العلماء وعضوا بمجمع البحوث الإسلامية ومثّل الأزهر في مناسبات عدة. حفلت حياته بالنشاط العلمي إلى جانب التدريس في كلية اللغة العربية بالأزهر، وكان بيته مقصدا للعلماء والفضلاء، و كان له محبة كبيرة للكتب وشغف بالعلم، حتى إنه لم يتزوج بل تفرغ للعلم والعبادة حتى وفاته.
لم ينس وهو بمصر بلده السودان وجهاده ضد الاحتلال، فكان له دور بارزً في الحركة الوطنية في السودان، عند قيام ثورة 1919م بمصر كانت غرفته في رواق "السنارية" بالأزهر وقودًا ومنطلقاً لها، تعقد فيها الاجتماعات وتخرج منها المنشورات الثورية إلى كل مكان، وقد اعتقله الإنجليز بسبب ذلك، كما كان له دور مع رجال الفكر والسياسة بالسودان حيث كان رجال الحركة الوطنية عند زيارتهم لمصر يجتمعون بمنزله وعلى رأسهم إسماعيل الأزهري، وعلي عبد الرحمن الضرير.
المولد والنشأة اسمه: محمد بن نور الحسن بن عبد الرحمن بن زين العابدين بن الأزيرق بن الأمين بن خوجلي عبد الرحمن. ولد بقرية "الخوجلاب" شمال الخرطوم بحري بالسودان عام 1311هـ/1889م، وبدأ تلقيه للعلم - ككل المبتدئين في ذلك الوقت - في الكُتاب "الخلوة" حيث تخرج فيه حافظاً للقرآن الكريم مع شيء من علم الفقه علي يد أستاذه الأول الشيخ أحمد سليمان بقرية "الجعليين" بمحافظة الخرطوم، وكان عمره - آنذاك - لم يتجاوز الثانية عشرة. ثم اتصل في ذلك الوقت بالشيخ محمد البدوي الذي كان رئيسا لمشيخة العلماء والقاضي في دولة المهدي بالسودان وقد سبق أن درس بالأزهر، فدرس الشيخ محمد نور الحسن عليه بعض العلوم الدينية بأم درمان بالسودان، وهناك في مجلس العلم تشوق للرحيل إلى الأزهر الشريف، وقد سمع عن الأزهر ومكانته العلمية فشد الرحال إليه عام 1328هـ/1910م.
حياته العلمية التحق الشيخ محمد نور الحسن بالأزهر وهو في الحادية والعشرين من عمره، وقيد اسمه برواق "السنارية"، وفي الأزهر بدأ حياته العلمية الجادة حيث انقطع للتحصيل سنوات متصلة انصرف خلالها للتحصيل الخالص لدروسه في جد وصبر، ورغبة صادقة وعزم أكيد، لدرجة أنه كان لا يخرج من الأزهر حتى في الإجازات الصيفية. وقد تتلمذ على يد كبار علماء الأزهر من أمثال: الشيوخ مصطفي حامد، ومحمد علي البراد السكندري، ومحمد راضي الصغير، ومحمد أبي عليان، وعبد المجيد سليم، ومحمد بخيت المطيعي، أولئك العلماء الذين كان يفخر بهم ويعتز، والذين وثقوا فيه كثيرًا، وطالما أنابوه عنهم في إلقاء الدروس، وهو لا يزال – بعد – طالبًا - ثقة به وركونًا إلى أمانته العلمية، حتى حصل على الشهادة العالمية بمرتبة ممتازة من بين أقرانه عام 1341هـ/1923م.
حياته العملية وبعد حصول الشيخ محمد نور الحسن على الشهادة العالمية خرج إلى ميدان العمل، فعين في ربيع الأول 1342هـ الموافق نوفمبر 1923م مدرسًا بالأزهر فتنقل بين معاهده أولاً بالقاهرة ثم نقل إلى معهد أسيوط، ثم إلى معهد الزقازيق، وتدرج في التدريس من القسم الابتدائي بالأزهر، ثم إلى القسم الثانوي، ثم إلى القسم العالي. وحين أنشئت الكليات الأزهرية بعد عام 1930م نقل إلى كلية اللغة العربية مدرسا بها، وأسند إليه فيها تدريس شافية ابن الحاجب بشرح الرضي الاستراباذي، وهي من أمهات كتب الصرف التي لا يسند تدريسها إلا إلى الثقات من فحول العربية، ومن ذلك - أيضا- كتاب الكشاف في التفسير للزمخشري، وهو مرجع كبير في تفسير القرآن الكريم.
ولكفاءته العلمية نال عضوية هيئة كبار العلماء بتاريخ 29 المحرم 1369هـ الموافق 20 نوفمبر 1949م عن الرسالة المقدمة منه في تفسير سورة النجم، في عهد مشيخة الشيخ محمد مأمون الشناوي. وفي عام 1369هـ /1950م وقع عليه اختيار أستاذه الشيخ عبد المجيد سليم – شيخ الأزهر حينذاك - ليكون مديراً لتفتيش العلوم الدينية والعربية. وفي أواخر عام 1371هـ/1952م عين وكيلًا للأزهر وكان للأزهر في ذاك الوقت وكيلان، وبذلك يكون أول عالم سوداني بل أول عالم عربي – غير مصري – يعين في هذا المنصب، ومكث به إلى أن عين وكيلًا لوزارة الإرشاد القومي المصرية في وزارة صلاح سالم أوائل عام1373هـ /1954م، وقد مكنه ذلك المنصب من تقديم العون اللازم لكثير من المساجد بوطنه السودان.
وفي أوائل عام 1374هـ/1955م طلب إحالته إلى التقاعد وإعفاءه من أعباء المنصب، ورجع إلى التدريس بكلية اللغة العربية إلى أواخر عام1377هـ/1958م، حيث صدر قرار جمهوري بتعيينه وكيلًا للأزهر مرة أخرى، عمل في هذه المرة مع صديقه الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر – وقتذاك - وظل في هذا المنصب إلى أوائل عام 1381هـ/1961م، حيث طلب إحالته إلى التقاعد ليخلد إلى الراحة بسبب ضعف صحته. كما انتدب الشيخ لحضور مؤتمر علمي بإندونيسيا ممثلًا للأزهر، وقد منح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعتها، وكرم من قبل الرئيس سوكارنو، وأيضًا حضر مؤتمرًا علميًا بالرباط بالمملكة المغربية ممثلًا للأزهر، كما عين عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة. وفي عام 1962 صدر قرار بتعيينه عضوا بمجمع البحوث الإسلامية فظل عاملا به حتى وفاته رحمه الله.
آثاره العلمية كان للشيخ رسائل وتحقيقات وبحوث تعد من النفائس، نذكر منها: - تفسير سورة النجم نال بها عضوية جماعة كبار العلماء - الاجتهاد في ماضيه وحاضره - هدايا الحج وكيفية تنظيمها والاستفادة منها - تحقيق على شرح الرضي الاستراباذي على شافية ابن الحاجب وهو الكتاب الذي أسند له تدريسه لطلبة قسم التخصص القديم ثم لطلاب الدكتوراه في كلية اللغة العربية، وطبع له هذا التحقيق بالاشتراك مع زميليه الشيخ محمد الزفزاف والشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد.
ولا يحصر عدد الطلبة الذين درسوا عليه لكن من أشهرهم الشيخ محمد متولي الشعراوي والدكتور محمد عبد الخالق عضيمة الذي ذكر أنه كان يقرأ عليه في منزله. وقد ترأس الشيخ محمد نور الحسن اللجنة التي ناقشت بحث الدكتور يوسف القرضاوي المقدم منه إلى كلية أصول الدين في تمهيدي الدراسات العليا وكان بعنوان «أحاديث الشفاعة في صحيح البخاري». وذكر الشيخ أحمد محمد شاكر في تحقيقه كتاب الرسالة للشافعي: شكره للعالمين الجليلين الشيخ محمد نور الحسن، والشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، أستاذي العربية بكلية اللغة بالأزهر، وقد عرض عليهما كثيرا من مشكلات العربية في الكتاب.
مكتبته ومما يؤثر عن الشيخ محمد نور الحسن أنه كان محبًا وشغوفًا بالكتب، لذلك فقد جمع وهو بمصر مكتبة قيمة تزخر بالمخطوطات النفيسة والمطبوعات النادرة الموجودة المصحوبة بتوقيعات مؤلفيها، منها المطبوع في مصر وأوروبا والهند، ولقد أوقف في حياته مكتبته لمعهد أم درمان العلمي بالسودان (الذي تحول فيما بعد إلى كلية إسلامية عام 1963م ثم إلى جامعة عام 1970 ) بعد محاورات ومشاورات مع شيوخ ذلك المعهد في رجب 1370هـ/ إبريل1951م،ويقدر عدد الكتب والمجلدات المطبوعة بالمكتبة حوالي 1453مجلدا وكتابا، ومن بين هذه المطبوعات : كتب مطبوعة قديمًا , أما المخطوطات فتقدر بحوالي تسع مخطوطات مع قلتها إلا أنها من النوادر، ولعل أقدمها: شرح شواهد الإيضاح التي يعود تاريخ نسخها لعام 1138هـ/1726م، كما توجد مخطوطة في شكل مجاميع بها حوالي إحدى عشرة مخطوطة أشهرها: الوصية لأبي حنيفة النعمان، والأحاديث الموضوعة، وقد ختم محمد نور الحسن مجموعة المخطوطات بختم كتب علية عبارة : وقف هذا على معهد أم درمان الديني محمد نور الحسن 1370هـ/1951م. وفاته: ظل الشيخ محمد نور الحسن يخدم العلم والدين حتى وفاته في 15 شعبان1391هـ، الموافق 5 أكتوبر1971م.رحمه الله رحمة واسعة.
| |
|
| |
| السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد | |
|