المد العارض للسكون ( أقسامه وأحكامه والأمور الملحقة به )
المد العارض للسكون ( أقسامه وأحكامه والأمور الملحقة به )
المد العارض للسكون ( أقسامه وأحكامه والأمور الملحقة به )
المد العارض للسكون ( أقسامه وأحكامه والأمور الملحقة به )
المد العارض للسكون
أقسامه وأحكامه والأمور الملحقة به
تعريفه ووجه تسميته عارضًا للسكون وحكمه:
المد العارض للسكون: هو أن يقع السكون العارض بعد حرف المد أو اللين في كلمة.
وحكمه:
الجواز لجواز قصره إلى حركتين باستثناء المتصل العارض للسكون الذي لا يحوز قصره إلى حركتين وجواز توسطه أربع حركات مطلقًا وجواز مده حركات إن كان متصلًا وجواز مده ست حركات في كل أقسامه.
وينقسم العارض للسكون إلى ستة أقسام، وهي:
1- المد العارض للسكون الكَلِمي نحو "﴿ الْعَالَمِينَ ﴾ - ﴿ الرَّحِيمِ ﴾ - ﴿ نَسْتَعِينُ ﴾".
2- اللين العارض للسكون نحو "﴿ مِنْ خَوْفٍ ﴾ - ﴿ وَذَلِكَ الْفَوْزُ ﴾".
3- المتصل العارض للسكون نحو "﴿ جَاءَ ﴾ - ﴿ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ - ﴿ أَوْلِيَاؤُهُ ﴾".
4- البدل العارض للسكون نحو "﴿ مَآَبٍ ﴾ - ﴿ رَءُوفٌ ﴾".
5- المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث نحو "﴿ الصَّلَاة ﴾ - ﴿ وَالتَّوْرَاةَ ﴾".
6- المد العارض للسكون وهو هاء ضمير نحو "﴿ عَلَيْه ﴾ - ﴿ عَقَلُوهُ ﴾".
وسيأتي الكلام على كل من هذه الأقسام وحكمه فيما يلي:
الأول: العارض للسكون الذي هو الطبيعي:
وحكمه:
إن كان آخر مفتوحًا نحو "﴿ الْعَالَمِينَ ﴾" ففيه ثلاثة أوه وهي المدود الثلاثة بالسكون المحض.
والمراد بالمدود الثلاثة هنا:
1- القصر إلى حركتين عملًا بالأصل ونظر للوصل لأن أصله طبيعي في حالة الوصل ولا يمد الطبيعي إلا حركتين.
2- التوسط أي مده أربع حركات لكون سكونه عارضًا لا هو معدوم مطلقًا حتى يكون طبيعيًا فيمد حركتين ولا هو موجود دائمًا حتى يكون أصليًا فيمد ستًا.
3- المد ست حركات لشبهه باللازم حيث سبب المد في كل منهما السكون.
والمراد بالسكون المحض السكون الخالص من الروم والإشمام.
وإن كان آخره مكسور نحو "﴿ الرَّحِيمِ ﴾ - ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ ﴾" ففيه أربعة أوجه وهي المدود الثلاثة بالسكون المحض فيما آخره مفتوح والروم مع القصر مع المد حركتين فقط لأن الروم كالوصل ولو وصل لكان طبيعيًا لا يمد إلا حركتين ومعنى الروم هو الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يسمعه القريب منك دون البعيد.
وإن كان آخره مضمومًا نحو "﴿ يَا إِبْرَاهِيمُ ﴾ - ﴿ نَسْتَعِينُ ﴾" ففيه سبعة أوجه وهي المدود الثلاثة بالسكون المحض المتقدمة والمدود الثلاثة بالسكون مع الإشمام والروم مع القصر السابق ذكره - ومعنى الإشمام هو ضم الشفتين بعد سكون الحرف الموقوف عليه.
فتلخص أن الإشمام خاص بما آخره مضموم والغرض منه هو الإشارة إلى علم القارئ بحركة الحرف المسكن عند وصله وأنها ضمة وأن الروم خاص بما آخر مكسور أو مضموم والغرض منه الإشارة إلى علم القارئ بحركة الحرف المسكن عند وصله هل هي كسرة أو ضمة. ولذا يستحسن في قراءة السور التي يقل العلم بشكل رؤوس آيها في الوصل أن يوقف على رؤوس آيها بالروم جمعًا بين العمل بسنية الوقف على رؤوس الآي وبين إشارة القارئ إلى علمه بشكل الحرف الأخير من الآية في الوصل وذلك كسورتي ص والقمر إذ الروم عبارة عن النطق بجزء من حركة الحرف التي يوصل بها - أما الإشمام فإنه عبارة عن الإشارة إلى حركة الحرف في الوصل دون النطق بأي جزء منها. وقد نظم أوجه المد الجائز العارض للسكون حالة الوقف في أحواله الثلاثة المتقدمة صاحب الجواهر الغوالي فقال رحمه الله تعالى:
في العارض الممدودِ سبعةٌ أتتْ إن ضم نحو نستعين قد ثبتْ مدٌّ توسطٌ وقصر سكِّنا واشممْ وزد روماً بقصر أُعلنا وأربعٌ في الجر لا تُشمِم سَما في النصبِ إسكانٌ كما تقدَّما |
كما أشار إلى المد الجائز العارض للسكون العلامة الجمزوري في تحفته بقوله:
ومثل ذا إن عرضَ السكونُ وقفًا كتعلمونَ، نستعينُ |
وقال ابن الجزري في المقدمة:
وجائزٌ إذا أتى منفصلا أو عرضَ السكون وقفاً مسجلا |
الثاني: المد اللين العارض للسكون وتعريفه وحكمه:
أما تعريفه:
فهو أن يقع السكون العارض بعد حرف اللين في كلمة، وسمي لينًا لوقوع السكون العارض بعد حرف اللين في كلمة وهو الذي لا يمد إذا وصل.
وحكمه:
إن كان آخره مفتوحًا نحو "﴿ كَيْفَ ﴾" ففيه ثلاثة أوجه وهي المدود الثلاثة بالسكون المحض كنظيره في المد العارض للسكون "الطبيعي".
أما المد فلشبهه بالمد اللازم وأما التوسط فلكون السكون عارضًا لا هو معدوم مطلقًا ولا هو موجود دائمًا وأما القصر إلى حركتين مع أنه لا يمد عند الوصل بخلاف المد الطبيعي الذي يمد عند الوصل حركتين.
فعلته:
هي إجراء اللين العارض للسكون مجرى المد الطبيعي العارض للسكون الموقوف عليه واعتبار حرف اللين كحرف المد عند الوقف على ما بعده تسهيلًا للنطق، وإلا فلو أعطى اللين عند الوقف على ما بعده حكمه في الوصل فلم يمد أبدًا لكان ثقيل النطق ولا يزول هذا الثقل إلا بفصل سكون اللين عن السكون العارض بعده بالمد حركتين، وإن كان آخره مكسورًا نحو "﴿جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾" ففيه أربعة أوجه، وهي المدود الثلاثة مع السكون المحض والروم لكن لا يكون على القصر المعروف الذي هو حركتان بل على القصر الذي هو بمعنى "بقدر ما" ويضبط هذا بالمشافهة والإخلال بشيء من ذلك لحن. قال الإمام ابن الجزري في الطيبة "وإن ترم فمثل ما تصل" وإن كان آخره مضمومًا نحو "﴿ ذَلِكَ الْفَوْزُ ﴾" ففيه سبعة أوجه وهي المدود الثلاثة بالسكون المحض ومثلهم مع الإشمام والروم لكن بقدر ما كما عبر عنه بعضهم.
الثالث: المتصل العارض للسكون تعريفه ووجه تسميته متصلًا وحكمه:
أما تعريفه:
فهو أن يقع السكون العارض في همز بعد حرف مد في كلمة، وسمي متصلًا لاتصاله بسببه وصلًا وقفًا.
وحكمه:
إن كان آخره مفتوحًا نحو "﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا ﴾" ففيه ثلاثة أوجه بالسكون المحض مع مده أربع أو خمس كحالته في الوصل أو ستًا لقوة سببه بسبب آخره وهو السكون العارض للوقف.
وإن كان آخره مكسورًا نحو "﴿ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴾" ففيه خمسة أوجه وهي: السكون المحض مع مده أربع أو خمس أو ست حركات، والروم مع مده أربع أو خمس حركات، لأن الروم كالوصل وهو في الوصل يمد أربع أو خمس حركات فقط.
وإن كان آخره مضمومًا نحو "﴿ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾" ففيه ثمانية أجوه وهي: السكون المحض مع مده أربع أو خمس أو ست حركات والسكون مع الإشمام مع مده كذلك والروم مع مده أربع أو خمسًا فقط لما تقدم.. فتنبه.
وقد نظم هذه الأوجه الشيخ محمد الشباعي عامر رحمه الله فقال:
وقفْ على متصلٍ تطرفا إن كان منصوبًا بستٍ وكفى وأربع ثم بخمس فاقض وكلها مع السكونِ المحض كجاء ساءَ شاء مع أضاءَ أفاء والسماء لا بناءَ ومثله المجرور دون لبس والروم زد بأربع وخمس مثاله لفظ من السماء ونحو في السراء والضراء ومثله المرفوع لكن زد له ال إشمام في الكل أره قد سهل مثاله يشاء أولياء فما بكت عليهم السماء إذن ففيه أوجه ثمانية والخمس في المخفوض منك دانية والروم في ثلاثة المنصوب دعهُ كإشمامٍ بلا لغوب والروم لا يأتي مع الإشباع أي فيهما ففُز بالاتّباع |
الرابع: المد البدل العارض للسكون ووجه تسميته بدلًا وحكمه:
أما تعريفه فهو أن يقع السكون العارض بعد حرف مد مسبوق بهمز في كلمة وسمي بدلًا لكونه في الأصل بدلًا.
حكمه:
إن كان آخره مفتوحًا نحو "خاطئين" ففيه ثلاثة أوجه وهي: المدود الثلاثة مع السكون المحض ولكن بشرط التدلي أي النزول على ترتيبها بمعنى أن يؤتى بالمد أولًا ثم بالتوسط ثانيًا ثم بالقصر أخيرًا على عكس ترتيب ما تقدم في اللين العارض للسكون والمد العارض للسكون وهو هاء تأنيث أو هاء ضمير التي لا بد من الإتيان فيها بهذه الأوجه بشرط الترقي أي الصعود بمعنى أن يؤتى بالقصر أولًا فالتوسط ثانيًا فالمد أخيرًا - وكذلك المتصل الذي لا بد في أداء أوجه من الترقي أيضًا بمعنى أن يمد أربع فخمس فست.
وإنما اشترط في المد البدل العارض للسكون أن يؤتى بمدوده على طريقة التدلي دون غيره من أقسام العارض للسكون لأن جواز المد والتوسط مبني على كونه عارضًا والقصر فيه مبني على كونه بدلًا في الوصل والعارض للسكون أقوى من البدل وإن كان آخره مكسورًا نحو "﴿ مَآَبٍ ﴾" ففيه أربعة أوجه وهي المدود الثلاثة مع السكون المحض والروم على القصر، وإن كان آخره مضمومًا نحو "﴿ رَءُوفٌ ﴾" ففيه سبعة أوجه وهي المدود الثلاثة مع السكون المحض ومع الإشمام على طريقة التدلي والروم على القصر.
الخامس: المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث أي تاء مبدلة هاء في الوقف.
تعريفه ووجه تسميته هاء تأنيث وحكمه:
تعريفه: أن يقع السكون العارض في هاء تأنيث بعد حرف مد في كلمة، وسمي كذلك لعروض سكونه في هاء تأنيث هي في الوصل تاء وفي الوقف هاء مما أدى إلى اختلاف حكمه عن غيره.
حكمه:
أنه يجوز فيه المدود الثلاثة مع السكون المحض مطلقًا مفتوحًا كان نحو "﴿ الصَّلَاةَ ﴾" أو مكسورًا نحو "﴿ التَّوْرَاةَ ﴾" أو مرفوعًا نحو "﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ ﴾" دون روم ولا إشمام في كل أحواله وذلك للتغير اللفظي في حالتي الوصل والوقف إذ هو تاء في الوصل وهاء في الوقف.
السادس: هاء الضمير:
وخلاصة الكلام في هذا القسم أنه لا يجوز فيه إلا السكون المحض في أنواعه كلها كهاء التأنيث كما أنه لا يلحقه روم ولا إشمام نحو "﴿ إِلَيْهِ ﴾ ﴿ وَعَلَيْهِ ﴾"، ويؤيد ذلك قول الإمام الشاطبي رحمه الله: وفي الهاء للإضمار قوم أبوهما.
وإليك العارض للسكون بدون مد:
الكلام هنا على السكون العارض غير المسبوق بشيء من ذلك وهذا السكون لا يخلو حاله من أن يكون في هاء تأنيث نحو "من ربهم ورحمة" أو في هاء ضمير نحو "﴿ فَلْيَصُمْهُ ﴾" أو في عارض الشكل نحو الميم من "﴿ قُمِ اللَّيْلَ ﴾" أو في غير ذلك نحو "﴿ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ - ﴿ مِنْ قَبْلُ ﴾ - ﴿ وَمِنْ بَعْدِ ﴾ - ﴿ وَتُبْ ﴾".
فإن كان السكون العارض هذا في غير ما آخره هاء تأنيث أو هاء ضمير أو عارض شكل وكان مرفوعًا نحو "﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ - ﴿ يُبْدِئُ ﴾- ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾" ونحو "﴿ مِنْ قَبْلُ ﴾ - ﴿ وَمِنْ بَعْدِ ﴾ - ﴿ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ ﴾" ففيه وقفًا ثلاثة أوجه وهي الوقف بالسكون المحض ثم بالسكون مع الإشمام ثم بالروم.
وإن كان مجرورًا نحو "﴿ بِعَشْرٍ ﴾ - ﴿ قَالَ رَبُّكَ ﴾" ففيه في الوقف وجهان هما الوقف بالسكون المحض ثم بالروم.
وإن كان مفتوحًا نحو "﴿ الَّذِي أَنْشَأَ ﴾- و﴿ الْيُسْرَ ﴾" ففيه وجه واحد وهو الوقوف بالسكون المحض، وقد نظم هذه الأوجه في هذه الأحوال الثلاثة صاحب سراج المعالي بقوله:
ما لا يمد خذ ثلاثا إن يضم واثنين جرًا واحدًا فالنصب تم[1] |
وإن كان السكون العارض في هاء تأنيث وهي التي في الوصل تاء والوقف هاء نحو "﴿ كَلِمَةً طَيِّبَةً ﴾" ففيه الوقف بالسكون المحض من غير روم ولا إشمام، لأن الروم والإشمام لا يدخلان في هاء التأنيث كما تقدم، ويستوي في ذلك المرفوع منها نحو "﴿ وَلِيَ نَعْجَةٌ ﴾" والمجرور نحو "﴿ فِي الْجَارِيَةِ ﴾" والمنصوب نحو "﴿ ثَلَاثَةِ ﴾".
أما إذا رسمت هاء التأنيث تاء مفتوحة في مواضعها المعروفة في القرآن فيجوز دخول الروم والإشمام حالة الوقف عليها فيكون في المرفوع منها نحو "﴿ بَقِيَّت ﴾ - ﴿ وَرَحْمَت رَبِّكَ خَيْرٌ ﴾" بالوجوه الثلاثة السكون المحض والإشمام والروم، وفي المجرور منها نحو "﴿ بِنِعْمَت اللَّهِ ﴾" الوقف بالوجهين السكون المحض والروم وفي المنصوب نحو "﴿ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾" الوقف بوجه واحد وهو السكون المحض.
وإن كان السكون العارض في هاء ضمير نحو "﴿ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴾" ففيه السكون المحض مضمومًا كان أو مكسورًا قياسًا على هاء التأنيث لما بينهما من التشابه في الوقف.
وعارض الشكل فيه السكون المحض فقط نحو "﴿ مَنِ ارْتَضَى ﴾ - ﴿ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ ﴾ - ﴿ قُمِ اللَّيْلَ ﴾" وما إلى ذلك، ويسمى بعارض الشكل لأن الساكن الصحيح تحرك بحركة عارضة عند وصله بما يعده للتخلص من التقاء الساكنين، ومن عارض الشكل الوقف على كلمتي "﴿ حِينَئِذٍ ﴾- ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾" لأن الذال فيهما عارضة فالوقف عليهما بالسكون المحض لا غير.
تنبيه: يحذف التنوين من النون في حالة الوقف بالروم كحذفه حالة الوقف بالسكون وما إلى ذلك.
تنبيه: إذا اجتمع مدان عارضان للسكون أو أكثر في حالة القراءة كان وقف على فواصل سورة الفاتحة مثلًا فلا ينبغي للقارئ أن يمد أحدهما أقل من الآخر بحجة أن كل مد عارض للسكون فيه المدود الثلاثة فيمد الأول طويلًا والثاني قصيرًا والثالث متوسطًا كل هذا لا يجوز والذي ينبغي فيه هو التسوية بما جاء في العارض الأول من المد وباقي العوارض تابعة له مدًا وتوسطًا وقصرًا.
وذلك لأن رواة المد في العارض غير رواة التوسط فيه غير رواة القصر فيه أيضًا، وكذلك الحكم بعينه فيما إذا اجتمع مدان عارضان للسكون أو أكثر وكان العارض للسكون مسبوقًا بحرف اللين كأن وقف على فوصال سورة قريش مثلًا، فينبغي التسوية في العموم مدًا وتوسطًا وقصرًا ولا يجوز التفرقة لأن التسوية في مثل هذا وذاك من جملة التجويد، وهذا ما أشار إليه الإمام ابن الجزري في المقدمة الجزرية "واللفظ في نظيره كمثله".
تنبيه: علم ما تقدم أن المد العارض الجائز العارض للسكون مطلقًا الممدود بحرف المد أو بحرف اللين فقط نحو ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ - ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ﴾ ويجوز فيه المدود الثلاثة التي هي القصر والتوسط والمد وهذه المدود تجري في كل من النوعين على انفراده، أما إذا اجتمع النوعان معًا فتزيد الأوجه على الثلاثة وتصير ستة تأتي في الأخير منها سواء تقدم المدود بحرف المد على الممدود بحرف اللين أو تأخر عنه فمثال تقدم العارض الممدود بحرف المد على العارض الممدود بحرف اللين فقط نحو قوله تعالى: ﴿ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأعراف: 124] بأن وقف على أجمعين وعلى لا ضير ففي اللين العارض وهو الأخير ستة أوجه لجميع القراء وبيانها كما يلي:
لقصر في أجمعين ولا ضير معًا - ثم التوسط في أجمعين وعليه التوسط والقصر في لا ضير - ثم المد في أجمعين وعليه المدود الثلاثة في لا ضير، وقد نظم أوجه هذه الحالة العلامة الشيخ علي المنصوري رحمه الله تعالى فقال:
وكل من أشبع نحو الدين ثلاثة تجري بوقف اللين ومن يرى قصرًا فبالقصر اقتصر ومن يوسطه يوسط أو قصر |
ومثال تقدم اللين على العارض الممدود بحرف المد نحو قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2] بأن وقف على ريب وعلى المتقين ففي العارض الأخير ستة أوجه لعامة القراء وبيانها كالآتي:
القصر في لا ريب وعليه الثلاثة في المتقين - ثم التوسط في لا ريب وعليه التوسط والمد في المتقين ثم المد فيهما معًا.
وقد نظم هذه الأوجه العلامة الشيخ مصطفى الميهيي الأحمدي رحمه الله فقال:
وكل من قصر حرف اللين ثلاثة تجري بنحو الدين
وإن توسطه فوسطه أشبعا وإن تمده فمد مشبعا[2] |
[1] انظر سراج المعالي ص9.
[2] انظر فتح الكريم الرحمن في تحرير أوجه القرآن بتحرير الطيبة.
المد العارض للسكون ( أقسامه وأحكامه والأمور الملحقة به )
المد العارض للسكون ( أقسامه وأحكامه والأمور الملحقة به )