السؤال:_
س: وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين : ما رأيكم في قص بعض النساء لمقدم رؤوسهن باسم الزينة وهو ما يسمونه بالقذلة؟
الجواب:_
جـ: ذكر فقهاء الحنابلة رحمهم الله أنه يكره للمرأة أن تقص شيئا من شعر رأسها إلا في الحج أو في العمرة ولكن لم يذكروا لذلك دليلاً وبعض الفقهاء الحنابلة أيضا حرموا قص المرأة شيئاً من شعرها إلا في الحج أو العمرة ولكني لا أعلم لهم دليلاً في ذلك والذي يترجح عندي أنه إن قصته على وجه تصل بقصه إلى مشابهة الرجل أو مشابهة المشركات فإن ذلك لا يجوز لأن النبي (لعن المتشبهات من النساء بالرجال) وقال: (من تشبه بقوم فهو منهم) وإن كان على غير هذا الوجه فهو جائز ومع قولي بأنه جائز فإنه لا يعجبني ولا أحبذه ولا أرى للمرأة ولا لغير المرأة أن نعشق كل جديد يرد إلينا لأننا إذا عشقنا كل جديد وتتبعنا كل ما ورد إلينا من تقاليد غيرنا أوجب لنا أن ننساب في تقليدهم حتى ربما نقلدهم فيما هم عليه من الضلال في الأخلاق والعقائد والأفكار فالإنسان ينبغي له أن يحافظ على ما كان عليه أهله، إلا إذا كان مخالفا للشريعة.
___________________________________
السؤال :_: سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين : ما قولكم في حدود عورة المرأة مع المرأة ؟
الجواب:_
عورة المرأة مع المرأة ، كعورة الرجل مع الرجل أي ما بين السرة والركبة ، ولكن هذا لا يعني أن النساء يلبسن أمام النساء ثياباً قصيرة لا تستر إلا ما بين السرة والركبة، فإن هذا لم يقله أحد من أهل العلم، ولكن معنى ذلك أن المرأة إذا كان عليها ثياب واسعة فضفاضة طويلة ثم حصل لها أن خرج شيء من ساقها أو من نحرها أو ما أشبه ذلك أمام الأخرى فإن هذا ليس فيه إثم، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن لبس النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان ساتراً من الكف (كف اليد) إلى كعب الرجل ، ومن المعلوم أنه لو فتح للنساء الباب في تقصير الثياب للزم من ذلك محاذير متعددة ، وتدهور الوضع إلى أن تقوم النساء بلباس بعيد عن اللباس الإسلامي شبيه بلباس نساء الكفار. س: وسئل أيضاً: عن حكم لبس المرأة الثوب القصير أمام النساء ؟ وعن حدود عورة المرأة عند المرأة ؟
جـ: لا يجوز للمرأة أن تلبس ثوباً قصيراً؛ اللهم إلا إذا كانت في بيتها وليس في بيتها سوى زوجها ، وأما مع الناس فلا يحل لها أن تلبس الثوب القصير ، أو الضيق ، أو الشفاف الذي يصف ما وراءه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (صنفان من أهل النار لم أرهما) وذكر : (نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها). فإذا كانت المرأة تلبس القصير ، أو الضيق ، أو الشفاف الذي ترى من ورائه البشرة فهي في الحقيقة كاسية عارية ، كاسية من حيث أن عليها كسوة ، عارية من حيث أن هذه الكسوة لم تفدها شيئاً. وحدود عورة المرأة عند المرأة ما بين السرة والركبة، فالساق والنحر والرقبة ليس بعورة بالنسبة لنظر المرأة للمرأة، ولكن لا يعني ذلك أننا نجوز للمرأة أن تلبس ثياباً لا تستر إلا ما بين السرة والركبة، ولكن فيما لو أن امرأة خرج ساقها لسبب وأختها تنظر إليها وعليها ثوب سابغ، أو خرج شيء من رقبتها أو من نحرها وأختها تنظر إليه فلا بأس بذلك ، فيجب أن نعرف الفرق بين العورة وبين اللباس ، واللباس لابد أن يكون سابغاً بالنسبة للمرأة ، وأما العورة للمرأة مع المرأة فهي ما بين السرة والركبة .
___________________________________
السؤال:_وسألت فضيلة الشيخ ابن عثيمين امرأة فقالت: أنا امرأة أفعل ما فرضه الله على من العبادات، إلا أنني في الصلاة كثيرة السهو، بحث أصلي وأنا أفكر في بعض ما حدث من الأحداث في ذلك اليوم، ولا أفكر فيه إلا عند البدء في الصلاة ، ولا أستطيع التخلص منه إلا عند الجهر بالقراءة فبم تنصحني؟
الجواب:_
فأجاب فضيلته بقوله: هذا الأمر الذي تشتكين منه ، يشتكي منه كثير من المصلين ، وهو أن الشيطان يفتح عليه باب الوساوس أثناء الصلاة ، فربما يخرج الإنسان وهو لا يدري عما يقول في صلاته ، ولكن دواء ذلك أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن ينفث الإنسان عن يساره ثلاث مرات وليقل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإذا فعل ذلك زال عنه ما يجده بإذن الله. وعلى المرء إذا دخل في الصلاة أن يعتقد أنه بين يدي الله عز وجل، وأنه يناجي الله تبارك وتعالى ، ويتقرب إليه بتكبيره وتعظيمه ، وتلاوة كلامه سبحانه وتعالى، وبالدعاء في مواطن الدعاء في الصلاة ، فإذا شعر الإنسان بهذا الشعور ، فإنه يدخل في الصلاة بخشوع وتعظيم الله سبحانه وتعالى ومحبة لما عنده من الخير ، وخوف من عقابه إذا فرط فيما أوجب الله عليه .
_________________________________
السؤال:_وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين : هل يجوز للمرأة أن تؤم غيرها من النساء في الصلاة؟
الجواب:_
فأجاب فضيلته بقوله: يجوز للنساء أن يصلين جماعة. ولكن هل هذا سنة في حقهن ، أو مباح؟ بعض العلماء يقول: إنه سنة، وبعض العلماء يقول: إنه مباح. والأقرب أنه مباح؛ لأن السنة ليست صريحة في ذلك ، فإذا أقمن الصلاة جماعة فلا بأس، وإذا لم يقمن الصلاة جماعة فهن لسن من أهل الجماعة.
_____________________________________
السؤال:_سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين : عن حكم استعمال حبوب منع الحيض ؟
الجواب :_
فأجاب بقوله : استعمال المرأة حبوب منع الحيض إذا لم يكن عليها ضرر من الناحية الصحية ، فإنه لا بأس به ، بشرط أن يأذن الزوج بذلك، ولكن حسب ما علمته أن هذه الحبوب تضر المرأة ، ومن المعلوم أن خروج دم الحيض خروج طبيعي ، والشئ الطبيعي إذا مُنع في وقته ، فإنه لابد أن يحصل من منعه ضرر على الجسم ، وكذلك أيضا من المحذور في هذه الحبوب أنها تخلط على المرأة عادتها ، فتختلف عليها، وحينئذ تبقى في قلق وشك من صلاتها ومن مباشرة زوجها وغير ذلك ، لهذا أنا لا أقول حرام ولكني لا أحب للمرأة أن تستعملها خوفاً من الضرر عليها . وأقول : ينبغي للمرأة أن ترضي بما قدر الله لها ، فالنبي صلى الله عليه وسلم، دخل عام حجة الوداع على أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وهي تبكي وكانت قد أحرمت بالعمرة فقال : (مالك لعلك نفست؟). قالت: نعم. قال : (هذا شئ كتبه الله على بنات آدم). فالذي ينبغي للمرأة أن تصبر وتحتسب ، وإذا تعذر عليها الصوم والصلاة من أجل الحيض ، فإن باب الذكر مفتوح ولله الحمد ، تذكر الله وتسبح الله سبحانه وتعالى ، وتتصدق وتحسن إلى الناس بالقول والفعل ، وهذا من أفضل الأعمال
________________________________
السؤال:_وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين : عن حكم إخراج المرأة كفيها أو قدميها في الصلاة ؟ وعن حكم كشف المرأة لوجهها؟
الجواب:_
فأجاب بقوله : إخراج المرأة التي تصلي كفيها وقدميها اختلف فيه أهل العلم: فذهب بعضهم إلى أن كفيها وقدميها من العورة ، وبناء على ذلك فإنه لا يجوز للمرأة أن تكشفهما في حال الصلاة. وذهب آخرون إلى أنهما ليسا من العورة وأن كشفهما لا يبطل الصلاة. والأولى أن تحتاط المرأة وألا تكشف قدميها أو كفيها في حال الصلاة ، وأما بالنسبة للنظر فإن الوجه بلا شك يحرم على المرأة أن تكشفه إلا لزوجها ومحارمها ، وأما الكفان والقدمان فهما أقل فتنة من الوجه.
______________________________________
السؤال:_س: سئل الشيخ ابن عثيمين : هل يجب على المرأة لبس الجوارب والقفازين عند الخروج من البيت أم ذلك من السنة فقط؟
الجواب:_
جـ: الواجب عليها عند الخروج من البيت ستر كفيها وقدميها ووجهها بأي ساتر كان ، لكن الأفضل لبس قفازين كما هو عادة نساء الصحابة - رضي الله عنهن - عند الخروج . ودليل ذلك قوله e في المرأة إذا أحرمت : (لا تلبس القفازين) وهذا يدل على أن من عادتهن لبس ذلك. ___________________________________
السؤال:_
س: سئل الشيخ ابن عثيمين: عن العلاقات العاطفية قبل الزواج.
الجواب:_
جـ: قول السائلة قبل الزواج إن أرادت قبل الدخول وبعد العقد فلا حرج لأنها بالعقد تكون زوجته وإن لم تحصل مراسيم الدخول وأما إن كان قبل العقد أثناء الخطبة أو قبل ذلك فإنه محرم ولا يجوز فلا يجوز لإنسان أن يستمتع مع امرأة أجنبية منه لا بكلام ولا بنظر ولا بخلوة فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم). والحاصل أنه إذا كان هذا الاجتماع بعد العقد فلا حرج فيه وإن كان قبل العقد ولو بعد الخطبة والقبول فإنه لا يجوز وهو حرام عليه لأنها أجنبية وحتى يعقد له عليها .
_________________________________
السؤال :_س: وسئل الشيخ ابن عثيمين : تضطر المرأة أحيانا للسفر وحدها في الطائرة كأن يرسلها زوجها لزيارة أهلها حيث لا يستطيع الذهاب معها .. فما حكم الشرع في ذلك؟ الجواب:_
جـ: الضرورة تحتاج إلى بيانها وتقديرها وأما إرسالها للزيارة تلك فإننا نقول له لا ترسلها إلى زيارة أهلها ، فلا يحل لك أن ترسلها إلى زيارة أهلها بدون محرم ولا بالطائرة، والناس يتهاونون في مسألة الطائرة وهذا خطأ لأن الطائرة يرد عليها الخوف من الفتنة كما يرد على غيرها فإنه من المعلوم أن المشيع لها يدخلها صالة الانتظار وربما يوصلها إلى نفس الطائرة وأنها قد تركب ثم تقلع الطائرة في الموعد المحدد وقد لا تقلع وتتأخر لسبب من الأسباب.. وإذا أقلعت فقد تستمر في مسيرها وقد ترجع وقد تصل إلى المكان الذي تريد وقد تحرف إلى بلد آخر لسبب ما ، ثم إذا قدر أنها وصلت إلى المطار المقصود، فإن محرمها الذي يستقبلها قد يحضر في الموعد المحدد وقد لا يحضر بسبب نوم أو مرض أو حادث أو أزمة ازدحام السيارات فلا يصل في الموعد المحدد فماذا يكون حال هذه المرأة إذا نزلت في المطار وليس معها محرم أو لا يستقبلها محرم..؟ ولنقل وجد المحرم في المطار قبل وصولها فرضاً. فمن الذي يركب إلى جانبها في الطائرة؟ قد يركب إلى جانبها رجل شرير يغويها ويغريها ويخدعها ،ويحصل البلاء والشر كما حُدِّثنا عن بعض مسائل وقعت.
__________________________________
السؤال :_س: سئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين : هل يجوز العمل للفتاة في مكان مختلط مع الرجال علماً بأنه يوجد غيرها من الفتيات في نفس المكان ؟ الجواب:_
جـ: الذي أراه أنه لا يجوز الاختلاط بين الرجال والنساء بعمل حكومي أو بعمل في قطاع خاص أو في مدارس حكومية أو أهلية . فإن الاختلاط يحصل فيه مفاسد كثيرة ، ولو لم يكن فيه إلا زوال الحياء للمرأة وزوال الهيبة من الرجال ؛ لأنه إذا اختلط الرجال والنساء أصبح لا هيبة عند الرجال من النساء ، ولا حياء عند النساء من الرجال ، وهذا (أعني الاختلاط بين الرجال والنساء) خلاف ما تقتضيه الشريعة الإسلامية ، وخلاف ما كان عليه السلف الصالح، ألم تعلم أن النبي e ، جعل للنساء مكاناً خاصا إذا خرجن إلى مصلى العيد ، لا يختلطن بالرجال ، كما في الحديث الصحيح أن النبي e ، حين خطب في الرجال نزل وذهب للنساء فوعظهن وذكرهن وهذا يدل على أنهن لا يسمعن خطبة النبي e أو إن سمعن لم يستوعبن ما سمعنه من رسول الله e ثم ألم تعلم أن النبي e قال : (خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها وخير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها). وما ذاك إلا لقرب أول صفوف النساء من الرجال فكان شر الصفوف ، ولبعد آخر صفوف النساء من الرجال فكان خير الصفوف ، وإذا كان هذا في العبادة المشتركة فيما بالك بغير العبادة ، ومعلوم أن الإنسان في حالة العبادة أبعد ما يكون عما يتعلق بالغريزة الجنسية، فيكف إذا كان الاختلاط بغير عبادة ، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فلا يبعد أن تحصل فتنة وشر كبير في هذا الاختلاط، والذي أدعو إليه إخواننا أن يبتعدوا عن الاختلاط وأن يعلموا أنه من أضر ما يكون على الرجال كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). فنحن والحمد لله - نحن المسلمين - لنا ميزة خاصة يجب أن نتميز بها عن غيرنا ويجب أن نحمد الله - سبحانه وتعالى - أن منَّ علينا بها ويجب أن نعلم أننا متبعون لشرع الله الحكيم الذي يعلم ما يصلح العباد والبلاد ويجب أن نعلم أن من نفروا عن صراط الله - عز وجل - وعن شريعة الله فإنهم على ضلال وأمرهم صائر إلى الفساد ، ولهذا نسمع أن الأمم التي كان يختلط نساؤها برجالها أنهم الآن يحاولون بقدر الإمكان أن يتخصلوا من هذا ولكن أنى لهم التناوش من مكان بعيد، نسأل الله- تعالى- أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وشر وفتنة.