الطهارة أحكام السِّواك

الطهارة أحكام السِّواك
الطهارة أحكام السِّواك

الطهارة أحكام السِّواك 1331107208_175727

أحكام السِّواك

المبحث الأول: تعريف السِّواك
السِّواكُ: استعمالُ عُودٍ أو نحوِه في الأسنانِ؛ لإذهابِ التغيُّرِ ونَحوِه (1) .
المبحث الثاني: حُكم السِّواك
السِّواكُ مَندوبٌ إليه، وهو مِن سُنَنِ الفِطرةِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة (2) ، والمالكيَّة (3) ، والشَّافعيَّة (4) ، والحنابلة (5) ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك (6) .
الأدلَّة مِن السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لولا أن أشُقَّ على أمَّتي- أو على النَّاس- لأمَرتُهم بالسِّواكِ مع كلِّ صلاةٍ)) (7) ، وفي روايةٍ: ((ومع كلِّ وُضوءٍ)) ( Cool

.
وجه الدَّلالة:
أنَّ السِّواكَ لو كان واجبًا، لأمرَهم به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، شقَّ أو لم يشُقَّ (9) .
2- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((السِّواكُ مَطهَرةٌ للفَمِ، مَرْضاةٌ للرَّبِّ)) (10) .
3- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها كانت تقولُ: ((إنَّ مِن نِعَمِ اللهِ عليَّ أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُوفِّي في بَيتي، وفي يَومِي، وبين سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللهَ جمَع بين رِيقي ورِيقِه عند مَوتِه؛ دخَل عليَّ عبدُ الرَّحمنِ وبِيَدِه السِّواكُ، وأنا مُسنِدةٌ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرَأيتُه ينظُرُ إليه، وعَرفتُ أنَّه يُحِبُّ السِّواكَ، فقُلتُ: آخُذُه لك؟ فأشار برأسِه: أنْ نعَمْ، فتناولتُه فاشتدَّ عليه، وقلت: أُلَيِّنُه لك؟ فأشار برأسِه: أنْ نعَمْ، فليَّنْتُه، فأمَرَّه)) (11) .
4- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا دخَلَ بَيتَه بدأ بالسِّواكِ)) (12) .
5- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((عشْرٌ مِن الفِطرة: قصُّ الشَّارِبِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ، وقصُّ الأظفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبْطِ، وحَلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ)). قال زكريا: قال مُصعب: ونسيتُ العاشرةَ، إلَّا أن تكونَ المَضمضةَ (13) .
المبحث الثالث: ما يُستاك به
أفضلُ ما يُستاكُ به العُودُ (14) ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة (15) ، والمالكيَّة (16) ، والشَّافعيَّة (17) ، والحنابلة (18) .
الأدلَّة مِن السُّنَّةِ:
1- عن عبدِ اللهِ: ((أنَّه كان يجتني سواكًا من الأراكِ، وكان دقيقَ السَّاقينِ فجَعَلَت الرِّيحُ تَكفَؤُه، فضَحِكَ القَومُ منه، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، ممَّ تَضحكونَ؟! قالوا: يا نبيَّ اللهِ، مِن دِقَّةِ ساقَيه. فقال: والذي نَفسي بِيَدِه، لَهما أثقَلُ في الميزانِ مِن أحُدٍ)) (19) .
2- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((تُوفِّي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَيتي وفي يومِي، وبينَ سَحْري ونَحْري، وكانت إحدانا تُعَوِّذُهُ بدُعاءٍ إذا مَرِضَ، فذهبتُ أُعَوِّذُهُ، فرَفَع رأسَه إلى السَّماءِ، وقال: في الرَّفيقِ الأعْلَى، في الرَّفيقِ الأعْلَى، ومرَّ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرٍ، وفي يدِهِ جَريدَةٌ رَطْبةٌ، فنظرَ إليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فظَنَنْتُ أنَّ له بها حاجةً، فأخذتُها، فمضَغْتُ رأسَها، ونَفَضْتُها، فدفَعْتُها إليه، فاسْتَنَّ بها كأحسَنِ ما كان مُسْتَنًّا، ثم ناوَلَنِيها، فسقطتْ يدُهُ، أو: سقطتْ مِن يدِهِ، فجمعَ اللهُ بين رِيقي ورِيقهِ في آخِر يومٍ مِنَ الدُّنيا وأوَّلِ يومٍ مِنَ الآخِرةِ)) (20) .
المبحث الرَّابع: الحالات التي يُشرَع فيها السِّواك
المطلب الأول: السِّواكُ للصَّائِم
لا يُكرَهُ للصَّائِمِ استعمالُ السِّواكِ في أيِّ وقتٍ، سواءٌ كان قبل الزَّوالِ أو بعد الزَّوالِ، وهذا مَذهَبُ الحنفيَّة (21) ، وهو قولٌ للشَّافعيِّ (22) ، وروايةٌ عن أحمد (23) ، وبه قالت طائفةٌ مِن السَّلَف (24) ، واختارَه ابنُ تيميَّة (25) ، وابنُ القيِّم (26) ، والشَّوكانيُّ (27) ، وابنُ باز (28) ، وابنُ عُثَيمين (29) .
الدَّليل مِن السُّنَّةِ:
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((السِّواكُ مَطهرةٌ للفَمِ، مَرضاةٌ للربِّ)) (30) .
وجهُ الدَّلالة:
أنَّه إذا كان السِّواكُ مَرضاةً للرَّبِّ؛ فمَرضاةُ اللهِ مَطلوبةٌ دائمًا، وفي كلِّ وقتٍ دُونَ استثناءٍ (31) ، وإذا كان مَطهرةً للفَمِ؛ فإنَّه يتأكَّدُ في حقِّ الصَّائِمِ أكثرَ مِن غَيرِه؛ لحاجَتِه إلى تطهيرِ الفَمِ وتَخفيفِ أثَرِ الخُلوفِ؛ وذلك لأنَّ مِن أسبابِ مَشروعيَّةِ السِّواكِ تَطهيرَ الفَمِ (32) .
المطلب الثاني: السِّواكُ عند الوُضوء
الفرع الأوَّل: حُكمُ السِّواكِ عند الوُضوءِ
يُسنُّ السِّواكُ عند الوُضوءِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة (33) ، والمالكيَّة (34) ، والشافعيَّة (35) ، والحنابلة (36) .
الدَّليل مِن السُّنَّةِ:
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((لولا أنْ أشُقَّ على أُمَّتي لأمَرتُهم بالسِّواكِ مع كلِّ وُضوءٍ)) (37) .
الفرع الثَّاني: محلُّ السِّواكِ في الوُضوءِ
محلُّ السِّواكِ في الوُضوءِ، بعد غَسْلِ الكفَّينِ وقبل المَضمضمةِ، وهذا مَذهَبُ الجُمهورِ: الحنفيَّة (38) ، والشَّافعيَّة (39) ، والحنابلةِ (40) .
الأدلَّة:
أولًا: مِن السُّنَّةِ
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((لولا أنْ أشقَّ على أمَّتي لأمرتُهم بالسِّواك مع كلِّ وضوءٍ)) (41) .
وجه الدَّلالة:
قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ((مع كلِّ وضوء))؛ فالمعيَّةُ هنا تقتضي المصاحبةَ؛ لأنَّ مَن تسوَّك بعد غَسلِ الكفَّينِ وقَبلَ المَضمضةِ، يَصدُقُ عليه أنَّه تسوَّكَ مع الوضوءِ ولَيسَ قَبلَه (42) .
ثانيًا: أنَّه أكمَلُ في الإنقاءِ والتَّنظيفِ (43) .
ثالثًا: أنَّه إذا استاك قبل الوُضوءِ، ثم تمضمَضَ، خرَجَ بالماءِ ما ينثُرُه السِّواكُ (44) .
المطلب الثَّالث: السِّواكُ عند الصَّلاة
السِّواكُ سُنَّةٌ عند الصَّلاةِ، سواء كانت فرضًا أو نَفلًا، وسواءٌ كان الفم متغيِّرًا أو نظيفًا؛ وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: المالكيَّة (45) ، والشَّافعيَّة (46) ، والحنابلة (47) ، وهو قَولٌ عند الحنفيَّة (48) ، واختارَه ابنُ حزمٍ (49) ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك (50) .
الأدلَّة:
أولًا: مِن السُّنَّةِ
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لولا أنْ أشقَّ على المؤمنين- وفي حديث زُهيرٍ: على أمَّتي- لأمرتُهم بالسِّواكِ عند كلِّ صلاةٍ)) (51) .
ثانيًا: أنَّ العِبادَ مأمورونَ في كلِّ حالةٍ مِن أحوالِ التقرُّبِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ أن يكونوا في حالةِ كمالٍ ونظافةٍ؛ إظهارًا لشَرَفِ العبادةِ (52) .
المطلب الرَّابع: السِّواكُ في المَسجِد
لا حرَجَ مِن السِّواكِ في المسجِدِ، وهذا مَذهَبُ الشَّافعيَّة (53) ، والحنابلة (54) ، واختاره ابنُ تيميَّة (55) ، وابنُ باز (56) .
الأدلَّة:
أولًا: مِن السُّنَّةِ
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لولا أنْ أشقَّ على المؤمنينَ- وفي حديثٍ زُهيرٍ: على أمَّتي- لأمرتُهم بالسِّواكِ عند كلِّ صلاةٍ)) (57) .
وجه الدَّلالة:
أنَّ (عند) تقتضي الظرفيَّة حقيقةً؛ ففي ذلك إباحةُ السِّواكِ في المسجِدِ الذي تُقامُ فيه الصَّلاة (58) .
ثانيًا: عدمُ وُجودِ نصٍّ يمنَعُ منه داخِلَ المسجِدِ مع وجودِ الداعي إليه؛ من سُنيَّةِ السِّواكِ عند الصَّلاةِ، وقراءةِ القُرآنِ (59) .
المطلب الخامس: السِّواكُ عند ذِكرِ اللهِ وعند قراءةِ القُرآن
يُستحَبُّ السِّواكُ عند ذِكرِ اللهِ وقراءةِ القُرآنِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة (60) ، والمالكيَّة (61) ، والشافعيَّة (62) ، والحنابلة (63) .
الدليلُ مِن السُّنَّةِ:
عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ العَبدَ إذا تَسوَّكَ ثم قام يُصلِّي، قام الملَك خلْفَه، فتسمَّع لقراءَتِه، فيدنو منه- أو كلمةً نحوها- حتَّى يضعَ فاه على فِيه، فما يخرُجُ من فيه شيءٌ مِنَ القرآن إلَّا صار في جوفِ المَلَك؛ فطهِّروا أفواهَكم للقُرآنِ)) (64) .
المطلب السَّادس: السِّواك يوم الجُمُعة
يُسنُّ السِّواكُ لصلاةِ الجُمُعة (65) ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة (66) ، والمالكيَّة (67) ، والشَّافعيَّة (68) ، والحنابلة (69) .
الأدلَّة مِن السُّنَّةِ:
1- عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((غُسْلُ يومِ الجُمُعةِ على كلِّ محتلِمٍ، وسواكٌ، ويَمَسُّ مِن الطِّيبِ ما قدَر عليه)) (70) .
2- عن عَمرِو بن سُلَيم الأنصاريِّ، قال: ((أشهَدُ على أبي سعيدٍ قال: أشهَدُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ واجبٌ على كلِّ محتلمٍ، وأن يَستَنَّ، وأنْ يمَسَّ طِيبًا إنْ وَجَد. قال عمرو: أمَّا الغُسلُ، فأشهَد أنَّه واجِبٌ، وأمَّا الاستنانُ والطِّيبُ، فالله أعلم أواجبٌ هو أم لا)) (71) .
المطلب السَّابع: السِّواكُ عند دُخولِ البَيتِ
يُستحبُّ السِّواكُ عند دُخولِ المَنزلِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة (72) ، والمالكيَّة (73) ، والشافعيَّة (74) ، والحنابلة (75) .
الدَّليل مِن السُّنَّةِ:
عن شُرَيح قال: ((سألتُ عائشةَ قُلت: بأيِّ شيءٍ كان يبدأُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخَل بيتَه؟ قالت: بالسِّواكِ)) (76) .
المطلب الثَّامن: السِّواكُ عند الاستيقاظِ مِن النَّوم
يُستحبُّ السِّواكُ عند الاستيقاظِ مِن النَّومِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة (77) ، والمالكيَّة (78) ، والشَّافعيَّة (79) ، والحنابلة (80) .
الأدلَّة مِن السُّنَّةِ:
1- عن حُذَيفةَ بنِ اليَمانِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قام مِن اللَّيلِ يَشوصُ (81) فاه بالسِّواكِ) (82) .
2- عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: (أنَّه بات عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذات ليلةٍ، فقام نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن آخِر اللَّيل، فخرج فنَظَرَ في السَّماءِ، ثمَّ تلا هذه الآيةَ في آلِ عمرانَ: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حتى بلغ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران: 190-191] ثمَّ رجع إلى البيتِ فتسَوَّك وتوضَّأ، ثمَّ قام فصلَّى، ثمَّ اضطجَعَ، ثم قام فخرَج فنَظَرَ إلى السَّماءِ، فتلا هذه الآية، ثم رجع فتسَوَّك فتوضَّأ، ثمَّ قام فصلَّى) (83) .
المطلب التَّاسع: السِّواكُ عند تغيُّرِ الفَم
يُستحَبُّ السِّواكُ عند تغيُّرِ رائحةِ الفَمِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة (84) ، والمالكيَّة (85) ، والشَّافعيَّة (86) ، والحنابلةِ (87) .
الأدلَّة مِن السُّنَّةِ:
1- عن حُذَيفةَ بن اليَمان رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قام من اللَّيل يَشُوصُ فاه بالسِّواكِ)) (88) .
وجه الدَّلالة:
أنَّ عِلَّةَ السِّواكِ عند القيامِ مِن النَّومِ تغيُّرُ رائحةِ الفَمِ؛ فدلَّ على سُنيَّةِ السِّواكِ عند ذلك (89) .
2- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((السِّواكُ مَطهرةٌ للفَمِ، مرضاةٌ للربِّ)) (90) .
وجه الدَّلالة:
أنَّ السِّواكَ سَبَبٌ لطهارةِ الفَمِ، وكلَّما تغيَّرَ الفَمُ واحتاج إلى التَّطهيرِ، كانت مشروعيَّةُ السِّواكِ فيه آكَدَ (91) .
المطلب العاشر: السِّواكُ بِحَضرةِ النَّاس
السِّواكُ سُنَّةٌ على كلِّ حالٍ، ولو كان بحضرةِ النَّاسِ، وهذا مَذهَبُ الجُمهورِ: الحنفيَّة (92) ، والشافعيَّة (93) ، والحنابلة (94) .
الأدلَّة:
أولًا: مِن السُّنَّةِ
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لولا أنْ أشقَّ على أمَّتي- أو على النَّاس- لأمرتُهم بالسِّواكِ مع كلِّ صلاةٍ)) (95)
وجه الدَّلالة:
أنَّ في الحديثِ بِعُمومه دَلالةً على أنَّ السِّواكَ سُنَّة على كلِّ حال، وخاصَّةً عند الصَّلاة، وبما أنَّ الصلواتِ المفروضةَ تُقام في المساجِدِ جماعةً؛ فإنَّ السِّواكَ بِحَضرةِ النَّاسِ وفي المساجدِ؛ مِنَ السُّنَنِ المندوبةِ (96) .
2- عن أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوَجَدتُه يستنُّ بسِواكٍ بِيَدِه، يقول: أُعْ أُعْ (97) والسِّواكُ في فيه، كأنه يَتَهوَّعُ)) (98) .
وجه الدَّلالة:
أنَّه مِن بابِ التَّنظيفِ والتطيُّبِ، لا من بابِ إزالةِ القاذورات؛ لكونِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يَختَفِ به؛ ولهذا بوَّبوا لهذا الحديثِ: بابُ استياكِ الإمامِ بحَضرةِ رَعيَّته (99) .
ثانيًا: أنَّ السِّواكَ مِن بابِ العباداتِ والقُرَبِ التي لا تخفَى، وليس من قَبيلِ ما يُطلَبُ إخفاؤُه (100) .
ثالثًا: أنَّ المُسلِمَ مأمورٌ في كلِّ حالٍ مِن أحوالِ التقرُّبِ إلى الله تعالى أن يكونَ في حالةِ كَمالٍ ونظافةٍ؛ إظهارًا لشَرَفِ العبادةِ (101) .
رابعًا: عَدَمُ وجودِ الدَّليلِ الخاصِّ بكراهةِ السِّواكِ بحَضرةِ النَّاسِ (102) .
المبحث الخامس: صِفة الاستياك
المطلب الأوَّل: هل السِّواكُ باليَدِ اليُمنى أو اليُسرى؟
الأفضَلُ الاستياكُ باليَدِ اليُمنى، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: الحنفيَّة (103) ، والمالكيَّة (104) ، والشافعيَّة (105) ، وهو قولٌ للحنابلة (106) .
الأدلَّة:
أولًا: مِن السُّنَّةِ
عن عائشةَ رِضوانُ اللهِ عليها قالت: ((كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه التيمُّنُ في تنعُّلِه وترجُّلِه وطُهورِه، وفي شأنِه كلِّه)) (107) .
ثانيًا: أنَّ السِّواكَ عِبادةٌ مَقصودةٌ، تُشرَعُ عند القيامِ إلى الصَّلاةِ، وإنْ لم تكُنْ هناك أوساخٌ لإزالَتِها، وما كان عبادةً مَقصودةً، كان باليَمينِ (108) .
المطلب الثَّاني: البَدءُ بجانِبِ الفَمِ الأيمنِ
يُستحبُّ أن يَبدأَ في الاستياكِ بِجانِبِ فَمِه الأيمنِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ: الحنفيَّة (109) ، والمالكيَّة (110) ، والشافعيَّة (111) ، والحنابلة (112) .
الدليل مِن السُّنَّةِ:
عمومُ ما جاء عن أمِّ المؤمنين عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، حيث قالت: ((كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه التيمُّنُ في تنعُّلِه وترجُّلِه وطُهورِه، وفي شأنِه كلِّه)) (113) .

‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗

» فتاوى نسائية أحكام الطهارة
» علَّمتني أمي أحكام الطهارة (للأطفال 8-12سنة)ما أجمل جلسة تجمع الأم بابنتها!
» فقة الطهارة (فقة العبادات)
» أحكام المولود من الكتاب والسنة أحكام المولود فى الإسلام
» الطهارة