ما صحة حديث الجساسة، وهل هو مخالف للأحاديث الأخرى ؟. العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الالباني -رحمه الله-
ما صحة حديث الجساسة، وهل هو مخالف للأحاديث الأخرى ؟. العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الالباني -رحمه الله-
ما صحة حديث الجساسة، وهل هو مخالف للأحاديث الأخرى ؟. العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الالباني -رحمه الله-
ما صحة حديث الجساسة، وهل هو مخالف للأحاديث الأخرى ؟. العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الالباني -رحمه الله-
سائل : يقول فضيلة الشيخ ، حديث الجساسة هل هو صحيح؟ وهل هو مخالف لبعض الأحاديث؟ نرجو توضيح ذلك.
الشيخ الألباني -رحمه الله-:حديث الجساسة حديث صحيح وليس فيه ما يُخالف الأحاديث الصحيحة إطلاقاً،
وإنما هي تفاصيل ستقع يوما ما مما لا يرد ذكره في بعض الأحاديث الصحيحة، وبعضها وقع وكما رواه تميم الداري -رضي الله عنه- ،
وإنما الناس اليوم يريدون أن يُطبِّقوا الأحاديث الغيبية على عقولهم الصغيرة وهذا ليس من الإيمان في شيء، لأن الله عز وجل يقول : " ﴿ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ.... (3) ﴾ [البقرة]
فواجب كل مسلم إذا ما جاءه حديث عن النبي سواءٌ كان الحديث هذا يتعلق بالعقائد أو بالأحكام أو بأشراط الساعة أو بأي حُكم يتعلق بالمغيبات ،
فواجب كل مسلم أمام هذا الحديث أو ذاك
شيئان اثنان:
الشئ الأول:
أن يسأل أهل العلم في الحديث أصحيح هو أم لا ، وإذا قالوا له بأنه صحيح وجب عليه الشيئ
الثاني وهو أن يُخضِّع عقله وفكره وثقافته التي نشأ عليها للإيمان بهذا الحديث؛
لأنه من أمور الغيب وقد علمنا أنه أول صفة للمؤمن حقاً هو ما قال الله عز وجل آنفاً في آية البقرة : ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ.... (3) ﴾
فالإيمان بالغيب أمرٌ هام جداً يمتحن الله -تبارك وتعالى عباده- بمثل هذه الأحاديث الصحيحة.
وحديث الجساسة لا شك في صحته لسببين اثنين،
الأول : أنه رواه الإمام مسلم في صحيحه،
والآخر أننا لم نجد في اسناده مغمزاً أو مطعناً،
ولذلك فلا يجوز للمسلم أن يتفلسف عليه وأن يقول هذا معقول والَّا مش معقول وما شابه هذا الكلام الذي لا يخرج ممَّن آمن بالغيب حقاً.
هذا جواب حديث الجسَّاسة.
سائل : هناك حديث يُعارض هذا الحديث.
الشيخ الألباني -رحمه الله-:أنا ما قلت هذا
السائل :قال البعض هذا
الشيخ الألباني -رحمه الله-:مثل!
سائل :قوله عليه الصلاة والسلام: " ما من نفس منفوسة يمرعليها مائة عام وهي حية يومئذ"
الشيخ الألباني -رحمه الله-:هذا الذي يقول هذا الكلام هو جاهل بعلم أصول الفقه، ما من نصٍ عامٍ إلا وقد خُصِّص ، وهذا من ذاك ، يعني :" ما من نفس منفوسة "إلا ما جاء النص يستثني ذلك ، وعلى هذا اعتمد من زعم أن الخضر -عليه السلام -لا يزال حياً بين الأنام، لكن نحن نقول -كما تعلمنا من بعض العلماء- (أثبت العرش ثم انقش) ، نقول له أثبت أن الخضر حي حتى نستثنيه من الحديث ، ولمَّا لم يكن هناك حديث يُثبت حياة الخضر إلى عهد النبي لم يكن بنا حاجة إلى أن نقول إن الخضر مستثنى من حديث :" ما من نفس منفوسة "،
أما والدجَّال حيٌّ بصريح الحديث الذي جاء ذكره آنفاً وكذلك عيسى لا يزال حيَّا وإن كان هذا في السماء، فإذن الجواب هو تخصيص العام بالحدبث الخاص ، وإلا لوقع هذا الجاهل وأمثاله في جهل، بل جهالات متتابعة بأننا سنواجهه بالآية الكريمة، وهذا مثل أذكره في كثير من مثل هذه المناسبة ألا وهو قوله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ .....﴾ [المائدة: 3] ،
إلى آخر الآية ،فهل يجوز أكل السمك الميِّت ، سيقول بالجواز ، فما هو الجواب عن الآية؟ ، سيضطر أن يقول بقول العلماء: الآية عامة والحديث يُخصص هذه الآية، فكيف لا يُخصِّص الحديث الحديثا؟ ذلك من باب أولى.
غيره.
https://www.sahab.net/forums/index.php?app=forums&module=forums&controller=topic&id=150939
ما صحة حديث الجساسة، وهل هو مخالف للأحاديث الأخرى ؟