منتدي المركز الدولى


  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان 1110
  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا   رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان 1110
  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا   رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف ابو سعيد
عضو فعال
عضو  فعال
يوسف ابو سعيد


عدد المساهمات : 475
تاريخ التسجيل : 05/12/2010

  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Empty
مُساهمةموضوع: رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان     رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Icon_minitime1الخميس 16 أبريل - 3:07


رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان
رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان
رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان

رمضان وأحكام الصيام
  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Oa_aa11


إنَّ شهر رمضان من أبرز الشهور في حياة الأمة الإسلامية سواء في تشريعاتها أو في جهادها، فهو شهر مليء بالأحداث الجسام، وإن أجلَّ هذه الأحداث نزول القرآن الكريم الذي جمع الفضائل كلها وكل ما تحتاجه الإنسانية في دينها ودنياها. فهو يدعو إلى ما يوصل إلى النعيم في الآخرة والاستقرار والاطمئنان في الدنيا سواء للإنسان في خاصة نفسه أو في المجتمع الذي يعيش فيه.

لقد رأيتُ أن أقصر مقالتي على أحكام الصيام، متوخيًا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، متباعدًا عن الخلافات المذهبية، راجيًا أن أكون قد وفقت فيما كتبتُ، واللهَ أسألُ أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

رمضان:

فرض الله على المسلمين صوم رمضان، وذلك في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة، إذ قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183] وهو أحد أركان الإسلام الخمسة؛ لما رواه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الإسلام بني على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت).

ومن المعروف أن شهر الصوم هو شهر الخير؛ وقد روى البيهقي وأحمد والبزار مرفوعا "أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسًا لم يعطهن نبي قبلي. أما واحدة: فإنه إذا كان أول ليلة من رمضان ينظر الله عز وجل إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدًا، وأما الثانية: فإن خُلُوف أفواههم حين يُمسون أطيبُ عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة: فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة، وأما الرابعة: فإن الله عز وجل يأمر جنته فيقول لها: استعدي وتزيني لعبادي؛ أوشكوا أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي، وأما الخامسة: فإنه إذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعًا"، فقال رجل من القوم: أهي ليلة القدر يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "لا، ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وُفوا أجورهم" [ضعفه الألباني].

متى يجب الصوم؟

من المتفق عليه بين المسلمين أن صوم رمضان يجب برؤية الهلال أو كمال شعبان ثلاثين يومًا؛ فقد روي الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا".

اختلاف المطالع:

وقد اختلف العلماء في أمر المطالع، فبعضهم يرى أن لكل قطر مطلعَه، فلا يجب على القطر الآخر الأخذ به، وفريق يرى أنه لا عبرة بالمطالع؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، وهو خطاب عام لجميع أفراد الأمة المحمدية. فمتى ثبتت رؤية الهلال لدى دولة إسلامية وجب على جميع المسلمين الصوم. وقد أحسنت الحكومة حين دعت علماء المسلمين في جميع أنحاء المعمورة في مؤتمر "مجمع البحوث الإسلامية" الذي قرر في دورته الثالثة أن الرؤية هي الأصل في معرفة بدء أي شهر قمري، كما يدل عليه الحديث الشريف.

حقيقة الصوم:

الصوم هو الإمساك عن المفطرات المتعلقة بشهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ قال تعالى: ﴿ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187]، والمراد بالخيطين الأبيض والأسود بياض النهار وسواد الليل، كما فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم.

نية الصيام:

والنية واجبة، وهي العزم مع الكف عن جميع المفطرات في أثناء النهار، ولم يثبت التلفظ بها، فمن أعد طعامه قبل أن ينام ولم يستيقظ فهو ناو، ومن قام وتناول سحوره فهو ناو.

من يجب عليه الصوم؟

يجب الصوم على كل بالغ عاقل مقيم من المسلمين والمسلمات، ولا يصح من حائض ولا نفساء وعليهما القضاء.

أما المسافر والمريض فإن الشريعة أباحت لهما الفطر وعليهما القضاء لقوله تعالى: ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184].

أما الشيخ الكبير فعليه الفدية إن تعذر عليه الصوم، لقوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184]، وقد فسرها حبر الأمة ابن عباس ردًا على من قال بنسخ حكم هذه الآية فقال: ليست بمنسوخة؛ هي للشيح الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعما مكان كل يوم مسكينًا. ويدخل في ذلك المريض الذي لا يرجى برؤه.

أما المرضع التي تخاف على ولدها وتخشى من جفاف لبنها، والحبلى التي تخاف على جنينها فتفطر كل منهما وعليهما القضاء.

وهذه الأحكام تدخل تحت قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، والفدية نصف صاع من بر أو دقيق. أو صاع من تمر أو شعير أو زبيب عن كل يوم.

تأخير السحور وتعجيل الفطر:

ينبغي أن يتسحر المسلم عملا بالسنة؛ لما رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تسحروا فإن في السحور بركة"، ويؤخر الإمساك بالسحور إلى ما قبل صلاة الفجر بمقدار ربع ساعة تقريبًا عملاً بالسنة؛ فقد روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر".

من آداب الصوم:

يطلب من الصائم الكف عن الأعمال التي تتنافى مع آداب الصوم وأن يضع نصب عينيه أن الصوم أرقى من الكف عن الأكل والشرب؛ إذ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، رواه البخاري.

وروى النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر)، فيجب على الصائم أن يترك الكذب وقول الزور والغيبة والنميمة والسخرية من الغير والمزاح وجميع المعاصي. ويجب عليه أن يربأ بنفسه عن غشيان الملاهي أو الجلوس في المقاهي. ويطلب منه أن يكثر من تلاوة القرآن والذكر والدعاء إلى الله تعالى لا سيما في العشر الأواخر من رمضان؛ لأن الصيام شرع ليحمل الناس على التقوى، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، والتقوى كما قال الإمام علي كرم الله وجهه: (هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل) وزاد بعضهم؛ والرضا بالقليل.

مبطلات الصيام:

ما يبطل الصوم ويوجب القضاء فقط: الأكل والشرب في غير نسيان. أما الناسي فلا شيء عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من نسى وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه). وكذلك يفسد الصوم القيء العمد وعليه القضاء، فإن غلبه القيء فلا قضاء عليه. فقد روى أبو داود وغيره مرفوعا: (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدًا فليقض). ويوجب القضاءَ خروجُ المني سواء أكان بالضم أو التقبيل أو استعمال اليد أو التفكير. ويبطل الصوم بنية الفطر وإن لم يتناول مفطرًا. وكذلك يبطل الصوم وعليه القضاء إذا تناول مفطرًا ظنًا منه عدم طلوع الفجر أو دخول المغرب ويجب عليه الإمساك بقية اليوم.

أما ما يبطل الصوم ويوجب القضاء والكفارة فهو: الجماع. والكفارة على الرجل فقط دون المرأة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أمر الرجل الذي وقع على زوجته بالكفارة لم يطلب إليه أن يكفر عن زوجته، وليس لنا أن نوجب على الناس ما لم يوجبه الشارع الحكيم.

والكفارة هي العتق أولا، فإن عجز فصيام شهرين متتابعين، فإن عجز عنه أطعم ستين مسكينًا من أوسط ما يطعم به أهله، وهذا مقتبس من حديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ما يباح في رمضان:

الاستحمام بالماء، والنزول في الماء، والانغماس فيه، والاكتحال والحقنة - سواء كانت تحت الجلد أو في الوريد - والحجامة والفصد، والاستنشاق دون مبالغة، وبلع الريق، وتذوق الطعام، واستعمال الطيب، والبخور، والسواك، وما لا يمكن الاحتراز منه، كالغبار وغربلة القمح ونخالة الدقيق.

أثر الصيام:

إن الصيام الحق يؤتي ثماره، فهو يحقق حكمة الله في فرض الصيام، وبه يتحلى المؤمن بمكارم الأخلاق، ويتطهر من الآثام، ويدخل في عداد المتقين، كما يثمر التراحم والتكافل، ولهذا شرعت زكاة الفطر.

زكاة الفطر:

زكاة الفطر واجبة على كل مسلم بالغ عن نفسه ومن يعول من زوجة وذرية وخدم والذين يتكفل بإطعامهم. وإخراجها قبل صلاة عيد الفطر، وروي أن صوم شهر رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين؛ وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته أن يغنوا الفقراء عن المسألة في يوم العيد، وزكاة الفطر طهرة للصائم عما وقع منه في أثناء صيامه، وقد أوضح الحديث ذلك كما أوضح مم تخرج.

فعن ابن عباس قال: (فرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صدقةَ الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث وطُعمةً للمسكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)، رواه أبو داود.

وعن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مناديًا في فجاج مكة: ألا إن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم؛ ذكرٍ أو أنثى، حر أو عبد، صغير أو كبير، مدان من قمح أو صاع من سواه من الطعام. أخرجه الترمذي وضعفه الألباني.

ولحديث أبي سعيد الخدري قال: لم نخرج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من زبيب، أو صاعًا من دقيق، أو صاعًا من أقط، أو صاعًا من سلت، أخرجه النسائي - [الأقط: الجبن (القريش)، والسلت: يشبه القمح ولا قشرة له، وهو موجود بأرض الحجاز].

جزاء الصائمين:

أعد الله تعالى لكل طاعة يقوم به الإنسان جزاءً، وجزاء الصوم الجنة؛ (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)، ومما روي في فضل الصيام: عن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا نادى منادٍ: ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم فهو يوم الجائزة ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة، رواه الطبراني في الكبير وضعفه الألباني.

تقبل الله منا صيامنا وأعمالنا ورزقنا الإخلاص فيها.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/3427/#ixzz6JjWsmQyP




رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف ابو سعيد
عضو فعال
عضو  فعال
يوسف ابو سعيد


عدد المساهمات : 475
تاريخ التسجيل : 05/12/2010

  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان     رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Icon_minitime1الخميس 16 أبريل - 3:08




  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Oa_aa11
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف ابو سعيد
عضو فعال
عضو  فعال
يوسف ابو سعيد


عدد المساهمات : 475
تاريخ التسجيل : 05/12/2010

  رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان     رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان Icon_minitime1الخميس 16 أبريل - 3:11



أحكام الصيام محمد بديع موسى




الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

عباد الله، إنَّ ربَّنا - سبحانه - شرَع لنا صيام رمضان، وجعَلَه أحدَ أركان الإسلام، فكان لزامًا على كل مسلم أن يتعلَّم من الأحكام ما يتعلَّق بالصيام؛ حتى يعبدَ الله - تعالى - على بصيرة، وليؤدي الواجب عليه عن عِلمٍ ومعرفة، وفَرْقٌ بين مَن يتعبَّد الله - تعالى - عن علْمٍ وإدراك، فيتَّبع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أحسنَ اتِّباع، وبين مَن يبني عبادته على مشاهدة الناس، وما يتناقله العوام أو يدعونه.


وقد قرَّر أهل العلم أنه يجب على المكلَّف تعلُّم ما تَصِحُّ به عبادته، ومَن يُرِد الله به خيرًا، يُفَقِّهه في الدين.

وإليكم أيها الأحباب جملةً من أهمِّ مسائل الصيام التي لا غِنى للمسلم عنها.

فلو سُئِلتَ يا عبد الله عن معنى الصيام، فقل: إنه الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني حتى غروب الشمس، بنيَّة التعبُّد لله - تعالى - فوقتُ الصيام والإمساك يبدأ من طلوع الفجر وهو وقت دخول صلاة الفجر، والعِبرة بدخول الوقت، لا برفْع الأذان، فلو بكَّر المؤذِّن أو تأخَّر في الأذان، فلا عِبرة بذلك في الصيام، وكذلك غروب الشمس، وفي الصحيحين عن عبدالله بن أبي أوْفَى - رضي الله عنه - قَال: كنَّا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سفرٍ في شهر رمضان، فلَمَّا غابت الشمس، قال: ((يا فلان، انزِلْ، فَاجْدَحْ لنا؛ أي: اخلِط الماء بالسَّويق؛ لنفْطرَ))، قال: يا رسول الله، إن عليك نهارًا، قال: ((انزِلْ فاجْدَح لنا))، قال: فنَزَل، فجَدَحَ، فأتاه به، فشَرِب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم قال بيده: ((إذا غابت الشمس من ها هنا، وجاء الليل من ها هنا، فقد أفطَرَ الصائم)).


وحقيقة الصيام: الامتناع عن تناول المفطرات خلال وقت الصيام، فمَن تناوَل شيئًا من المفطرات عامدًا ذاكرًا لصومه، لَم يصحَّ صيامه، أمَّا الناسي فلا شيء عليه، وصيامه صحيح؛ أخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أكَل ناسيًا وهو صائم، فليتمَّ صومه، فإنما أطعَمَه الله وسَقاه)).

وعلى المسلم أن ينوي بهذا الصيام أداءَ الواجب والتقرُّب إلى الله - تعالى - لأنَّ الأعمال بالنيَّات، فمَن صام بلا نيَّة أو نوى الحِمْيَة والتخفيف، أو تقليد الناس فحسب، لَم يصحَّ صيامه، وتكون النيَّة في الليل؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لَم يُبيِّت الصيام قبل طلوع الفجر، فلا صيام له))، وهو في صحيح الجامع.


وليست النيَّة - كما يفعل البعض - أنْ يقول بلسانه نويتُ أنْ أصوم، أو أن أُصلي كذا وكذا، فهذا لَم يَثبت عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا عن أحدٍ من الأئمة والسلف؛ لأن النيَّة مكانها القلب، فقيامُك للسحور مثلاً من أجْل الصوم يعتبر نيَّة.

والسحور من آداب الصوم التي ينبغي أن يحافظ عليها الصائم؛ اقتداءً بالنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي قال: ((تَسَحَّروا؛ فإن في السحور بركة))؛ متفق عليه.



وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

((السحور كلُّه بركة، فلا تَدَعوه، ولو أن يَجرعَ أحدُكم جرعةً من ماء؛ فإنَّ الله - عزَّ وجلَّ - وملائكته يصلون على المتسحِّرين))؛ رواه أحمد، وحَسَّنه الألباني.


معاشر المسلمين، أمَّاعن دخول رمضان، فإنه يدخل ويجبُ الصوم بأحد أمرين؛ إمَّا برؤية هلال شهر رمضان، أو بإكمال شهر شعبان ثلاثين يومًا، ولا عِبرة بالحساب الفلكي - كما قرَّره أهلالعلم - لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صوموا لرؤيته، وأفْطِروا لرؤيته، فإن غُبِّي عليكم، فأكملوا عِدَّة شعبان ثلاثين))؛ رواه البخاري، ومسلم.

ثم إنَّ الواجب موافقة أهل البلد بالصيام؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الصوم يوم تصومون، والفِطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون))؛ الصحيحة.


واعلموا عباد الله أنه يجبُ الصيام على مَن توفَّرت فيه هذه الشروط الستة:

وأوَّلها: أن يكون مسلمًا، فلا تُقْبَل عبادة من كافر.

والشرط الثاني: العقل؛ للحديث المعروف عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((رُفِع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقْله حتى يُفيق، وعن النائم حتى يَستيقظ، وعن الصبي حتى يَحتلم))؛ أخرجه أبو داود وغيره.

فالمجنون لا يصحُّ صيامه، أمَّا مَن أغمى عليه في جميع النهار، فلا يصحُّ صيامه، ويلزمُه القضاء، أمَّا مَن أُغْمِي عليه جزءًا من النهار، فصومُه صحيح، شريطة ألاَّ يتناوَلَ مُفطرًا.


والشرط الثالث: البلوغ، فلا يجب الصيام على الصغير حتى يبلغ؛ للحديث السابق، ولكن ينبغي لوَلِي الصغير أن يأمرَه بالصيام عند استطاعته إيَّاه؛ تمرينًا له على الطاعة، ويتأكَّد ذلك عند اقتراب البلوغ؛ كما عمل الصحابة - رضي الله عنهم - بهذا الأدب.


الشرط الرابع: القدرة على الصيام؛ لأنَّ الله - تعالى - لا يكلِّف نفسًا إلا وُسعها، أمَّا العاجز عن الصيام، فلا يجب عليه، فإن كان عجزُه مستمرًّا، كالكبير والمريض الذي لا يؤمَّل شفاؤه، فمَن هذه حاله، لا يجب عليه الصيام ولا القضاء، ولكن يجب عليه أن يطعمَ عن كلِّ يومٍ مسكينًا، ومقدار الإطعام كيلو ونصف الكيلو من البُرِّ أو الأرز أو غيرهما من الطعام، وإن شاء صنَع طعامًا ودعا إليه من المساكين بعددِ الأيام التي أفْطَرَها؛ كما فعلَه أنس - رضي الله عنه -عندما كَبُر وعجَزَ.

وإن كان العجز عن الصيام عجزًا طارئًا، كالمريض الذي يؤمَّل شفاؤه، فهذا يُباح له الفطرُ، ويجب عليه القضاء، ومثله المرأة الحامل والمرضع، إذا شقَّ عليهما الصوم.


والشرط الخامس لوجوب الصيام: الإقامة؛ فالمسافر لا يجب عليه الصيام، وله الفطر ثم القضاء، وإن صام حالَ سفره، أجْزَأَه ولا شيء عليه، والسفر المبيح للفطر ما عدَّه الناس في عُرْفهم سَفَرًا.

والشرط السادس: خاص بالنساء، وهو السلامة من الموانع، ويُقْصد بذلك الحيْض والنِّفاس، فالحائض والنُّفَساء يَحْرُم عليهما الصيام ويجب القضاء.

هذه أيها الأحبة شُرُوط وجُوب الصيام، فمتى اجتمعتْ كلُّها، وجَبَ الصوم.


أما مُبطلات الصيام ومفسداته التي يجب العلم بها أولاً، والحذر منها ثانيًا خلال وقت النهار من رمضان، فهي كالآتي:

أولاً: الجِماع، وهو أعظمها إثمًا وأغلظها تَبِعة، فمَن جامَعَ نهارًا، بطَلَ صومه مُطلقًا، فإن كان في شهر رمضان ولَم يكن مسافرًا، وجَبَ عليه كفَّارة مُغَلظة، وقضاء ذلك اليوم، والكفارة: عِتْق رقبة مؤمنة، فإن لَم يجدْ، وجَبَ عليه صيام شهرين متتابعين لا يقطعهما بفِطْرٍ، فإن لَم يستطعْ، أطعَمَ ستين مسكينًا.

ثانيًا: الأكل والشرب، وحقيقته إيصال الطعام أو الشراب إلى الجوف، عن طريق الفم أو الأنف، أيًّا كان نوع المأكول والمشروب.

ثالثًا: ما كان بمعنى الأكل والشرب، مثل: حقْن الدم والإبر المغذية؛ لأنها تقوم مقامَ الأكل والشرب، ويستغني الجسم بها، أمَّا استعمال دواء "الربو" الذي يؤخَذ عن طريق الاستنشاق، فإنه لا يُفطر، كما يجوز التقطير في العين والأُذن والاكتحال، ولو وَجَد لها طعمًا في حلقه؛ لأنها ليستْ مَنفذًا إلى الجوف، وليستْ في معنى المفطرات على الصحيح من أقوال أهل العِلم.


رابعًا: إنزال المني باختياره من غير جِماع؛ سواء كان بسبب التقبيل أو اللمس أو الاستمناء، أمَّا الإنزال بالاحتلام من النائم، فلا يُفسِد الصوم؛ لأنه ليس باختياره، ولا يُفسِد الصوم خروجُ المَذْي وحْدَه بأيِّ سببٍ كان على الصحيح.

خامسًا: التقيُّؤ عمْدًا، فمَن تعمَّد استفراغ ما في معدته، فقد بطَل صومه؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن ذرَعه القيء، فلا قضاء عليه؛ أي: مَن غلبَه القيء، فلا شيء عليه، وصيامه صحيح، ومَن استقاء؛ أي: مَن تعمَّد إخراجَ القيء، فعليه القضاء))؛ أخرجه أبو داود والترمذي.

سادسًا: خروج دَمِ الحيْض والنِّفاس؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أليس إذا حاضتْ، لَم تُصَلِّ ولَم تَصُم)).

فهذه أيها المؤمنون مُبطلات الصيام والمفطرات التي تُناقضه، فالواجب على كل صائم اجتنابُها؛ طاعة لله - تعالى - وتعبُّدًا له.


وهناك مسائل مهمة يَجدر التنبيه إليها وبيانها:

المسألة الأولى: أن مَن أفطَر في رمضان لعُذرٍ، ثم مات قبل أن يتمكَّن من القضاء، فلا قضاء عليه ولا كفَّارة؛ لأنه لَم يصدر منه تفريطٌ، كما لو مَرِض في رمضان وأفطَر، ثم استمرَّ به المرض حتى توفِّي من مرضِه، أمَّا مَن تمكَّن من القضاء ولَم يقضِ، فيُسَن لوَلِيِّه أو أحد أقاربه أن يصوم عنه؛ لَمَا ثبَت في الصحيحين عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن مات وعليه صيام، صام عنه وَلِيُّه))، وهذا عام في كل صيام واجب؛ سواء كان نذْرًا أو فرْضًا، على الصحيح من كلام العلماء.


والمسألة الثانية: لو دخَل وقت الفجر والمسلم على جَنابة، فإنَّ صومه صحيح، وليس من شرط الصيام الطهارة من الحَدَث الأكبر أو الأصغر، ولكن تجبُ المبادَرَة إلى الاغتسال؛ ليصلي الفجر مع جماعة المسلمين في المسجد.


والمسألة الثالثة: مَن فعَل شيئًا من المفطرات ناسيًا أو مكرهًا، أو جاهلاً بالحُكم أو بالوقت، فلا شيء عليه؛ لعموم قوله - تعالى -: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286].

ولَمَا ثبَت في الصحيحين عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن نَسِي وهو صائم، فأكَل أو شرِبَ، فليتمَّ صومَه؛ فإنما أطعمَه الله وسقاه)).


أما الجهل بالوقت، فمثاله: أن يأكل وهو يظنُّ أن الشمس قد غربتْ، وحلَّ الفِطر، ثم يتبيَّن له أنَّ الوقت ما زال نهارًا، فلا شيء على هذا؛ لَما روى البخاري عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - أنهم أفطروا على عهْد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يوم غَيْمٍ، ثم طلعت الشمس، ولَم تذكُر القضاء، ولكن يجب التثبُّت والاحتياط في غروب الشمس؛ لأن الأصل بقاء النهار، أمَّا لو أفْطَر لمجرَّد الشك في غروب الشمس، ولَم يتبيَّن ذلك بشيء من العلامات المعروفة، ثم تبيَّن أنَّ الوقت ما زال نهارًا، فيجب عليه القضاء؛ لأنه مُفرِّط؛ إذ لا يُسَوغ للصائم أن يُفْطِر؛ حتى يتأكَّد من انتهاء وقت الصيام، أو يغلب على ظنِّه ذلك، فمَن الخطأ مثلاً الفطر بمجرد إخبار صبي صغير دون تأكُّدٍ من الوقت، وكان شيخنا الألباني - رحمه الله - يجلس في شُرْفة منزله المطِلَّة في "عمان"، فإن تبيَّن له غروب الشمس من مغربها، وإقبال الليل من جهة المشرق، بادَرَ بالإفطار؛ تطبيقًا للسُّنة في تعجيل الفطر؛ إذ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر))؛ متفق عليه.

والسُّنة الإفطار على تمرات، ويَجعلهنَّ وِتْرًا، فإن لَم يجد أفطَر على الماء، وكان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا أفطَر قال: ((ذهَب الظمأ وابتلَّت العروق، وثبَتَ الأجر - إن شاء الله))؛ رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني.


أيها الإخوة المسلمون:

وفي رمضان تتنوَّع العبادات التي يتقرَّب بها عباد الله إلى ربِّهم - تعالى - ومن تلك العبادات صلاة الليل؛ ففي صحيح مسلم أنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - سُئِل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: ((أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان، صيام شهر الله المحرَّم)).


وأخرج الترمذي بسندٍ حسن أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يُرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرَهم بعزيمة، ويقول: ((مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))، والحديث أيضًا في الصحيحين، عن عائشة قالت: "ما كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يُصلي أربعًا، فلا تسأل عن حُسنهن َّوطولِهنَّ، ثم يُصلي أربعًا، فلا تسأل عن حُسْنهنَّ وطولهنَّ، ثم يُصلي ثلاثًا"؛ رواه البخاري ومسلم.


وأخرج البخاري أيضًا عن عُروة أنَّ عائشة أخبرتْه أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يصلي إحدى عشرة ركعة، كانتْ تلك صلاته تَعني بالليل، فيسجد السجدة من ذلك قدْرَ ما يقرأ أحدُكم خمسين آية قبل أن يرفَعَ رأْسَه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شِقِّه الأيمن، حتى يأتيه المؤذِّن للصلاة".


نخلص من هذا أيها الإخوة أنَّ قيام الليل بالصلاة عملٌ جليلٌ، ويتأكَّد في ليالي رمضان، وأن قيام ليالي رمضان إيمانًا بالله واحتسابًا للأجْر من الله؛ كفارةٌ لِمَا سلَفَ من الذنوب وإن كَثُرتْ، والسُّنة الاقتصار على العدد الذي صلاه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو إحدى عشرة ركعة مع الوِتْر، كما ورَد عن عائشة - رضي الله عنها - ولكن نلاحظ أن صلاته - صلَّى الله عليه وسلَّم - كانتْ طويلة، يكفي أن سجْدَته - صلَّى الله عليه وسلَّم - كانتْ بقَدْر قراءة خمسين آية، فالذي لا يجوز أنْ يعمِدَ الإمام إلى العَجَلة في الصلاة - حيث لا يُدرك مَن وراءه أداء الواجبات والأركان؛ من قيام وركوع وسجود وغير ذلك - من أجْل أن يُصَلي عشرين ركعة أو نحوها.

قال الحافظ ابن حجر في الفتْح: "وأمَّا ما رواه ابن أبي شيبة من حديث ابن عباس: (كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُصلي في رمضان عشرين ركعة والوِتْر)، فإسناده ضعيف، وقد عارَضَه حديث عائشة الذي في الصحيحين، مع كونها أعلم بحال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليلاً من غيرها".


ومن الخطأ أيضًا العجلة في تلاوة القرآن؛ سواء كان في القيام أو في غيره؛ حيث تصِلُ حدَّ الهَذْرَمة التي لا يُفهَم فيها ما يقرؤه الإمام، والهدف من وراء ذلك ختْمُ القرآن الكريم في رمضان، والذي يجب العلم به أن تدبُّر القرآن وتَفَهُّمه مُقدَّم على خَتْمه بعجلة ودون تأمُّلٍ وتدبُّرٍ؛ ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

وقد كان هذا هَدْي النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم - وصحابته، رضوان الله عليهم أجمعين.


أخيرًا معشر المسلمين الأحبَّة، لئن كان عباد الله الصالحون يفرحون بقدوم رمضان؛ لمضاعفة العمل الصالح، واستغلال الموسم بما ينفع عند الله، فإن هناك صِنفًا من الناس يعدون لرمضان ألوانًا من الفِتن والمغريات عبر القنوات الفضائيَّة والشاشات المحليَّة، ولا ينقضي العجب من أُناس ينتسبون إلى الإسلام، وتَراهم يلوِّثون أجواءَ رمضان بالعَفَن الفني والتمثيليَّات الهابطة، وتتبارَى القنوات الفضائية في استقطاب المشاهدين عبر العروض المغْرِية المثيرة للشهوات والمؤجِّجة للفتنة، ويا له من عارٍ حين تُسْتغلُّ هذه المناسبة الإسلامية الغالية والموسم الكريم بمثل هذه التُّرَّهات والمغْرِيات التي تَسلُب الألباب، وتؤثِّر في أفراد المجتمع المسلم، ولا سيَّما الشباب والفتيات الذين يبقون أسْرَى هذه القنوات والمشاهد التي تملأ عقولَهم بالرذيل من الكلام والفعال، وتقضي على القِيَم والأخلاق، وتُحارب كلَّ أصيل؛ من خُلق وتربية، وعادات اجتماعية حميدة، نشأتْ عليها أجيالُنا، وتربَّى عليها شبابُنا.

ولكن أين دَوْر المعلمين والمربِّين، والدُّعاة والناصحين في هذه المعضلة؟ وأين المحاضن التربوية التي تُؤوي شبابنا، وتَغرس فيهم تعظيمَ رمضان، وتربِّيهم بما يُحقق لهم معانيَ التقوى المنشودة من وراء الصيام وتشريعه؟ ﴿ كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].


وما لَم نتدارك ناشئتنا، ونقف معهم في مواجهة هذه الحملات الإعلاميَّة المسعورة اللاهثة وراء الشهوات والفتنة، فإننا نخشى أن يأتي اليوم الذي نرى فيه أبناءَنا مُنساقين خلف هذه الفتن والمغريات، ولا نملِك حيالهم حولاً ولا طولاً، وإنَّ هذا الأمر لجَللٌ، ولا تكفي فيه الجهود الفرديَّة والمحاولات الشخصية، بل إننا لفي حاجة ماسة إلى استنفار كلِّ ما لَدَينا من الجهود والإمكانات، كل بحَسبه وكل وما أعطَاه الله - تعالى - من القُدرة والولاية؛ ((كلكم راعٍِ ومسؤول عن رعيَّته)).


نسأل الله - جلَّتْ قُدرته - أن يُجَنِّبنا ويُجَنِّب مجتمعنا وبلاد المسلمين كلَّ شرٍّ وأذِيَّة، ونسأله - سبحانه - أن يحفظَ شبابنا وفتياتنا من كلِّ سوء، ومِن دُعاة الرذيلة والفجور، الذين أخبرنا ربُّنا عنهم، فقال: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك سيدنا ونبيِّنا، وإمامنا وقُدوتنا محمد بن عبدالله، وعلى آل بيته الطيِّبين الطاهرين، وأزواجه أُمهات المؤمنين، وأصحابه والتابعين، ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بفضْلك ومنِّك وكَرَمك، يا أرحم الراحمين.



وتقبَّل الله منَّا ومنكم صالِحَ العمل، والحمد لله ربِّ العالمين.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/32784/#ixzz6JjYCPDVn







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رمضان وأحكام الصيام محمد عثمان
» رمضان والصيام دروس وأحكام د. زيد بن محمد الرماني
» ملف كامل عن شهر رمضان: مسائل وأحكام، مواعظ وآداب، فتاوى مختارة
» شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)
»  فضائل شهر رمضان والصيام ـ خ 2 : غاية الصيام تحقيق التقوى . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑ الخيمة الرمضانية(N.Ramadan)๑۩۞۩๑-
انتقل الى: