فصائل الدم والزواج
فصائل الدم والزواج
يتم تقسيم فصائل الدم إلى أربع مجموعات مختلفة حسب المستضدات (بالإنجليزية: Antigens) الموجودة على سطحها. وتضم فصائل الدم خلايا الدم الحمراء فصيلة الدم A، وفصيلة الدم B، وفصيلة الدم AB، وفصيلة الدم O التي لا تحمل فيها خلايا الدم الحمراء أياً من هذه المستضدات. ومنذ الطفولة، يقوم الجهاز المناعي بتوليد أجسام مضادة مغايرة للسمتضدات الموجودة على سطح خلايا الدم الحمراء للفرد السليم.
فعلى سبيل المثال، يقوم الجهاز المناعي للأشخاص الذين تحمل خلاياهم الحمراء مستضدات من نوع A بتوليد أجسام مضادة للسمتضد B (بالإنجليزية: Anti B)، أما الأشخاص الذين لا تحمل خلاياهم أي مستضدات وهم من فصيلة دم O فيقوم الجهاز المناعي لديهم بتوليد أجسام مضادة لكلا المستضدين A و B.[١]
كما تحمل خلايا الدم الحمراء نوعاً آخر من المستضدات يُعرف بالعامل الرايزيسي، وتُعرف خلايا الدم الحمراء التي تحمل هذا المستضد بأنّها موجبة العامل الرايزيسي بينما تُعرف خلايا الدم الحمراء التي لا تحمل هذا النوع بأنّها سالبة العامل الرايزيسي. وتُعدّ خلايا الدم الحمراء موجبة العامل الرايزيسي أكثر شيوعاً من الخلايا سالبة العامل الرايزيسي. ولا تتطور الأجسام المضادة للعامل الرايزيسي إلا بعد تعرض الفرد لمستضدات العامل الرايزيسي عن طريق نقل الدم أو الحمل أو زرع الأعضاء.
وقد تعبر الأجسام المضادة للعامل الرايزيسي D المشيمة من الأم إلى الطفل الذي لم يولد بعد مما قد يؤدي إلى مرض انحلال خلايا الدم الحمراء لدى الجنين.[١][٢] فحوصات الدم والزواج من الأمور المترتبة على الزواج الحمل وإنجاب الأطفال، ويُعدّ الحمل عملية معقدة تمر بالعديد من الخطوات، التي تبدأ بتلقيح الحيوانات المنوية للبويضة لإنتاج البويضة المخصبة التي تتحول في نهاية المطاف إلى الجنين الذي يبدأ في النمو داخل الرحم.[٣]
وهناك عدد من الفحوصات التي تُعدّ ضرورية عند التفكير بالزواج والإنجاب، وفيما يلي بيان لأنواعها: الفحوصات الخاصة بالأمراض المنقولة للأبناء قد تنتقل بعض الأمراض الجينية والمتعلقة بالدم من الآباء إلى الأبناء، ومن الأمثلة على هذه الأمراض الوراثية مرض الثلاسيميا (بالإنجليزية: Thalassemia) وفقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: (Sickle cell anemia (SCA).
ويجدر القول أنّ فحوصات ما قبل الزواج تهدف إلى إجراء فحص للأزواج الذين يعتزمون الزواج من أجل تحديد فرصة الإصابة بأمراض الدم الوراثية مثل؛ فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، وبعض الأمراض المعدية مثل؛ التهاب الكبد الوبائي B، والتهاب الكبد الوبائي C، وفيروس نقص المناعة البشرية.
وتهدف هذه الفحوصات إلى تقديم استشارة طبية حول احتمالات انتقال هذه الأمراض إلى الأطفال في المستقبل، أو انتقال الأمراض المعدية إلى الشريك، وإعطاء خيارات وبدائل قبل الزواج بهدف التخطيط لزواج صحي وسليم.[٤] وسنذكر بعض التفاصيل المتعلقة بمرضي الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي اللذين يعتبران من أبرز الأمراض المنقولة وراثياً للأبناء فيما يلي: الثلاسيميا: يتسبب مرض الثلاسيميا بإنتاج الجسم لعدد أقل من خلايا الدم الحمراء السليمة، إضافة إلى انخفاض كمية الهيموجلوبين عن المعدل الطبيعي؛ ويُعتبر الهيموغلوبين البروتين الذي يحمل الحديد داخل خلايا الدم الحمراء ويساعد على حمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، إضافة إلى حمل ثاني أكسيد الكربون من الجسم إلى الرئتين حيث يتم الزفير.
ويتألف الهيموغلوبين الطبيعي من سلسلتين بروتينين من نوع ألفا وسلسلتين من نوع بيتا.
ويحتاج تصنيع سلالسل بروتين ألفا إلى أربعة جينات؛ اثنين من الأب واثنين من الأم، ولذا فإنّ الثلاسيميا البسيطة من نوع ألفا تنتج عن فقد واحد أو اثنين من الجينات الأربع، أما فقدان أكثر من جينين فقد يسبب الإصابة بفقر الدم المعتدل إلى الشديد. وبالنسبة لتصنيع بروتين بيتا فإنّه يحتاج إلى اثنين من الجينات؛ واحد من الأم وآخر من الأب، وتحدث ثلاسيميا بيتا إذا ما تم تغيير أحد هذه الجينات أو كليهما.[٥]
فقر الدم المنجلي: تُعدّ الأنيميا المنجلية مجموعة من اضطرابات خلايا الدم الحمراء الموروثة التي تؤثر في شكل الهيموغلوبين الطبيعي؛ الذي يشبه القرص بحيث يتحول إلى شكل شبيه بالهلال أو المنجل. وتتميز الخلايا المنجلية بأنّها غير مرنة، مما يسبب تحلل الكثير من تلك الخلايا أثناء حركتها عبر الأوعية الدموية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ عمر خلايا الدم الحمراء لدى مرضى فقر الدم المنجلي يقل ليصبح 10-20 يوماً فقط، بدلاً من عمرها الطبيعي الذي يتراوح بين 90-120 يوماً، مما يتسبب بمعاناة الفرد من فقر الدم.[٦]
فحص فصائل الدم والعامل الرايزيسي يتم تحديد العامل الرايزيسي للطفل من خلال جينين يرثهما من كلا الأبوين، وفي حال كان هناك جينين أحدهما يعطي العامل الرايزيسي الموجب والآخر يعطي العامل الرايزيسي السالب.، فإنّ الجين الذي يعطي العامل الرايزيسي الموجب يُعدّ أقوى من الجين الذي يعطي العامل الرايزيسي السالب.
ولذا فإنّ الشخص الذي يرث من والديه جينين يعطيان العامل الرايزيسي الموجب تكون فصيلة دمه موجبة، وكذلك فإنّ الشخص الذي يرث جينين مختلفين أحدهما موجب والآخر سالب تكون فصيلة دمه كذلك موجبة، أما الشخص الذي يرث جينين يعطيان العامل الرايزيسي السالب فستكون فصيلة دمه سالبة.
وقد تحدث مشكلة إذا كانت الأم سالبة العامل الرايزيسي وجنينها موجب العامل الرايزيسي.[٧] وتُعرف هذه المشكلة بمرض الريسوس المعروف أيضا باسم المناعة المتماثلة لريسوس (بالانجليزية : Rhesus isoimmunisation)، حيث تنشأ المشكلة من تكوين الأم لأجسام مضادة للعامل الرايزيسي الموجب لدى الجنين بعد اختلاط دم الجنين بدم الأم، وتقوم الأجسام المضادة للعامل الرايزيسي D بتدمير الخلايا الحمراء موجبة العامل الرايزيسي عند الجنين، مما قد يؤدي إلى تحلل خلايا الدم الحمراء للجنين خلال الحمل اللاحق إذا كانت خلايا الدم لديه موجبة العامل الرايزيسي، وهو ما يُعرف بالمرض الانحلالي للمواليد الجدد.[٨]