أنواع التوسل المشروع مع الأمثلة
أنواع التوسل التي شرعها الإسلام
يعني التوسل المشروع أن يفعل أفعال للتقرب لله من العبد، وذلك عن طريق بعض الوسائل الشرعية التي ورد ت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنواع التوسل المشروع هي:
التوسل بأسماء الله وصفاته
إن التوسل بالله وبالأسماء والصفات للذات الإلهية هو أمر مشروع للمسلمين والمسلمات، ويعد ذلك الأمر من الأسباب التي توفق في الإجابة من الله لدعاء المسلم، وهذا الكلام هو مستدل عليه من كلام الله تعالى في كتابه.
بسم الله الرحمن الرحيم ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ، [الأعراف:180]، وكذلك يستدل عليه من مصدر التشريع الثاني في الإسلام من خلال أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما ثبت في سنته صلى الله عليه وسلم حيث توسل لله بالأسماء والصفات.
وهنا يستدل الفقهاء مقدمين وجه الاستدلال بأن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين بالتوسل والدعاء بالأسم والاسماء مشتملة على الصفات، كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر يقول: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» [رواه الترمذي].
التوسل بالأعمال الصالحة
يتضمن التوسل إلى الله بطاعة الله، وبالإيمان به ومن بين الأعمال التي تدخل في الأعمال الصالحة كل ما يمكن للمسلم أن يقوم به سواء كان ذلك بالجوارح خوف ورجاء لله وحده وأعمال القلب واللسان، لله وحده لا يشرك به شيئا.
حيث يقوم المسلم الذي يريد الدعاء والتوسل لله بتذكر عمل صالح، فعله وهو يبتغي وجه الله وحده، لا شريك له، ولا نية او رغبة أخرى فيه، وبعد أن يتذكر العمل يوجه دعاؤه وتوسله لله أن يستجيب له.
وقد اتخذ العلماء من القرآن الكريم دليل على مشروعية التوسل لله بالأعمال الصالحة، وهو في الآية بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [سورة البقرة: الآية 127]، {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة: الآية 128].
وسبب استدلال العلماء بالآيات، أن إبراهيم عليه السلام، وابنه اسماعيل عليه السلام، توسلوا لله برفعهم قواعد بيت الله الحرام، وهو عمل من الأعمال الصالحة لكونه تنفيذ لأوامر الله سبحانه وتعالى واستدلوا من السنة برواية أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، فإذا أراد أن يضطجع، فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» [رواه البخاري]. [1]
التوسل بدعاء المسلم للمسلم
وفي هذا النوع من التوسل شروط هامة، وهي أن يكون هذا المسلم شخص صالح، وأن يكون حي وليس ميت، وفي التالي تفصيل أكثر.
ويستدل العلماء بجواز طلب الدعاء إلى الله بطلبه من مسلم صالح خي، ماحدث مع نبي الله يعقوب عليه السلام، حين طلب منه أولاده أن يستغفر لهم، وجاء هذا في سورة يوسف، بسم الله الرحمن الرحيم﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يوسف: 97، 98].
🟢وهناك قصة أخرى لجواز طلب الدعاء من الرجل أو المرأة الصالحة، وهو في قصة أويس الشهيرة، والتي يرويها الحديث الشريف.
وعن أُسَيرِ بن جابر رضي الله عنه، قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمدادُ أهل اليمن، سألهم: أفيكم أُوَيس بنُ عامر؟ حتى أتى على أُوَيس، فقال: أنت أُوَيس بن عامر؟ قال: نَعَم، قال: مِن مراد، ثم مِن قَرَنٍ؟ قال: نعم، قال: فكان بك برصٌ، فبرأتَ منه، إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي عليكم أُوَيس بن عامر مع أمدادِ أهل اليمن، من مرادٍ، ثم من قَرَنٍ، كان به برص، فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدةٌ، هو بها برٌّ، لو أقسم على الله لأبرَّه؛ فإن استطعتَ أن يستغفر لك، فافعَلْ))، فاستغفِرْ لي، فاستغفَر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غَبْراءِ الناس أحب إليَّ، قال: فلما كان من العام المقبل، حجَّ رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أويس، قال: تركته رث البيت، قليل المتاع، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي عليكم أُوَيس بن عامر مع أمدادِ أهل اليمن، من مرادٍ، ثم من قَرَنٍ، كان به برص، فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدةٌ، هو بها برٌّ، لو أقسم على الله لأبرَّه؛ فإن استطعت أن يستغفر لك، فافعَلْ))، فأتى أُويسًا، فقال: استغفِرْ لي، قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح، فاستغفِرْ لي، قال: استغفِرْ لي، قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح، فاستغفِرْ لي، قال: لقيتَ عمر؟ قال: نعم، فاستغفَر له، ففطن له الناس، فانطلق على وجهه.
_ ويوجد استدلال آخر في طلب أم الدرداء، حين طلبت من زوج ابنتها وقت سفره لتأدية مناسك الحج أن يدعوا لزوجها ولها، وهو ما ورد في صحيح مسلم.
عن صفوان – وهو ابن عبدالله بن صفوان – وكانت تحته الدرداء، قال: قدمتُ الشام، فأتيت أبا الدرداء في منزلِه، فلم أجده ووجدت أم الدرداء، فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم، قالت: فادعُ الله لنا بخير؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه مَلَك موكَّل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملَك الموكل به: آمين، ولك بمثل)).
_ والحديث الأخير للاستدلال بطلب الدعاء من المسلم الصالح عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قيل له: إن إخوانك أَتَوْكَ من البصرة – وهو يومئذٍ بالزاوية – لتدعوَ الله لهم، قال: اللهم اغفر لنا، وارحمنا، وآتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، فاستزادوه فقال مثلها، فقال: إن أوتيتم هذا، فقد أوتيتم خير الدنيا والآخرة.
🟢أمثلة عن أنواع التوسل المشروع
تتنوع الأمثلة وتختلف بخصوص أنواع التوسل المشروع، ومن هذه الأمثلة ما يمكن ذكره في التالي:
أن يقول المسلم في الدعاء اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى ما أعلم منها وما لا أعلم أن ترزقني بكذا أو تدفع عني بلاء كذا.
اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، الغفور الشكور أن تعافيني.
اللهم إني أسألك بعفوك ومقدرتك و رحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتعفو عني وتغفر لي.
اللهم إني أسألك يا رحمن يا رحيم، يا لطيف يا خبير أن تعفو عني.
اللهم بإيماني بك واتباعي لرسولك ارحم ضعفي.
اللهم إنك تعلم بأني عملت كذا لوجهك الكريم – اللهم إن كنت عملته رجاء لثوابك وخوفا من عقابك فأعطني كذا أو ادفع عني كذا. [3]
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩