فرط التقمص العاطفي ... وتأثيره على الصحة النفسية
ما هو فرط التقمص العاطفي
فرط التقمص العاطفي هو حالة يكون فيها الشخص شديد التأثر بمشاعر الآخرين، لدرجة أنه يشعر بمشاعرهم كما لو كانت تخصه. هذه الحالة تؤثر على الصحة النفسية للفرد، حيث يتعرض لكثير من التوتر والضغط العاطفي نتيجة لتبنيه مشاعر الآخرين وأحيانًا مشاكلهم. الأشخاص الذين يعانون من فرط التقمص العاطفي قد يجدون أنفسهم منغمسين في معاناة أو فرح الآخرين، ويصعب عليهم التفريق بين مشاعرهم الخاصة ومشاعر من حولهم.
هل فرط التقمص التعاطفي إيجابي أم سلبي؟
يعتمد ذلك على السياق. فرط التقمص التعاطفي يمكن أن يكون إيجابياً في بعض الحالات، مثل تقديم الرعاية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل عاطفية أو صحية. ومع ذلك، في أغلب الأحيان، يكون له تأثير سلبي لأن الشخص قد يفقد التوازن العاطفي، مما يؤدي إلى:
الإرهاق النفسي.
التوتر الزائد.
صعوبة التعامل مع مواقف الحياة الشخصية بسبب الانغماس في مشاعر الآخرين.
الفرق بين التعاطف وفرط التقمص التعاطفي
الفرق بين التعاطف وفرط التقمص التعاطفي يكمن في درجة التأثر العاطفي والقدرة على الفصل بين مشاعر الآخرين ومشاعرك الشخصية.
التعاطف: هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين ووضع نفسك في مكانهم، مع الحفاظ على توازن عاطفي. الشخص المتعاطف يتفاعل مع مشاعر الآخرين، ولكنه لا يتأثر بها إلى درجة التأثر المفرط. هذا يساعد في تقديم الدعم للآخرين دون أن يشعر الشخص بالإنهاك العاطفي.
فرط التقمص التعاطفي (Hyper Empathy): يعني أن الشخص يتأثر بشدة بمشاعر الآخرين إلى درجة أنه يشعر بها وكأنها مشاعره الخاصة. قد يؤدي ذلك إلى الشعور بالضغط العاطفي والإنهاك، لأن الشخص الذي يعاني من فرط التقمص العاطفي قد يجد صعوبة في الفصل بين مشاعره ومشاعر الآخرين. قد ينتج عن ذلك أن يصبح من الصعب عليه التركيز على احتياجاته الخاصة.
تأثير فرط التقمص العاطفي على الصحة النفسية
الإجهاد العاطفي المستمر: قد يؤدي فرط التقمص العاطفي إلى إجهاد عاطفي ونفسي مستمر، حيث يعاني الشخص من مشاعر القلق أو الحزن المفرط.
صعوبة في إدارة المشاعر: يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في فهم أو التعبير عن مشاعر الشخص الحقيقية، حيث تغمره مشاعر الآخرين.
الاحتراق النفسي: الانغماس في مشاكل الآخرين بشكل مفرط قد يؤدي إلى شعور بالتعب النفسي والجسدي، مما يؤثر على أداء الشخص في حياته اليومية.
العزلة الاجتماعية: بعض الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة قد يبتعدون عن العلاقات الاجتماعية لتجنب الألم العاطفي المستمر.
هل يجب ان تتغلب على فرط التقمص التعاطفي
في الغالب يجب على الشخص الذي يعاني من فرط التقمص التعاطفي أن يعمل على تطوير حدود عاطفية أكثر صحة. هذا لا يعني فقدان التعاطف، بل يعني تعلم كيفية التحكم في مدى تأثير مشاعر الآخرين على حالتك العاطفية. يمكن أن يكون التغلب على فرط التقمص العاطفي مهماً للحفاظ على الصحة النفسية والتوازن الشخصي.
كيف تتغلب على فرط التقمص العاطفي
الوعي بالمشكلة: إدراك أنك تعاني من فرط التقمص العاطفي هو أول خطوة للتغلب عليها. حاول تحديد الأوقات التي تتبنى فيها مشاعر الآخرين بشدة.
الفصل بين مشاعرك ومشاعر الآخرين: حاول تعلم تقنيات لفصل مشاعرك عن مشاعر الآخرين. أحد الطرق هي أن تسأل نفسك باستمرار: “هل هذا الشعور يخصني أم يخص شخصًا آخر؟”
تحديد الحدود العاطفية: تعلم أن تقول “لا” عندما تشعر بأنك تغمر بمشاكل الآخرين. من الضروري أن تحافظ على حدود صحية لعلاقاتك العاطفية.
الرعاية الذاتية: اعمل على تحسين صحتك النفسية والجسدية من خلال ممارسة تقنيات التأمل أو الرياضة أو الاسترخاء، فهذا سيساعدك على تقليل التوتر العاطفي.
البحث عن الدعم: يمكن أن يكون من المفيد التحدث مع أخصائي نفسي لتقديم استراتيجيات مخصصة تساعدك في التعامل مع مشاعرك والتفريق بينها وبين مشاعر الآخرين.
ممارسة الوعي الذهني: يساعدك الوعي الذهني على البقاء حاضرًا والتركيز على ما يحدث في الوقت الحالي بدلاً من الغرق في مشاعر الآخرين.
إذا تمكنت من تعلم إدارة مشاعرك بوعي ووضع حدود صحية، فسوف تتمكن من الحفاظ على صحتك النفسية وتقليل التأثر العاطفي المفرط بمشاعر الآخرين.
۩❁
#منتدى_المركز_الدولى❁۩