بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلاوة القرآن الكريم وأثرها على اطمئنان النفسللدكتور. محمد يوسف خليل
مستشار الطب النفسى
إن اطمئنان النفس بتلاوة القرآن الكريم قضية محسومة مؤكدة حسمها قول الحق
سبحانه من سورة الرعد : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر
الله تطمئن القلوب ) (الآية 28 من سورة الرعد ) هذا جوهر القرآن وهذه
أسراره واضحة صريحة . والقرآن كلام الله سبحانه وهو صفة من صفاته ، وكل
صفات الله تصل إلى الكمال وتنتهى بمقاصدها إلى مطلق الحكمة وكمال الإحاطة
والعلم ، فإذا انتهى جوهر التلاوة إلى الاطمئنان فإن التلاوة وطريقة الأداء
والالتزام بآداب القراءة المتواترة يصل إلى اطمئنان النفس كما يصل إليه
جوهر التلاوة لا يختلف ولا ينحرف ، فتنتهى بفضل من الله وحكمه إلى اطمئنان
النفس وهدوء المشاعر واستقرار العاطفة وسعادة الوجدان . هذه حقيقة ما ينتهى
إليه مظهر التلاوة ، وطريقة الأداء بأحكامها الصحيحة ، وقراءة القرآن لا
تصح إلا ترتيلا ، ولا يجوز لأى قارئ أن يقرأ كلام الله من المصحف كما يقرأ
صحيفة عادية بل هو صحف مكرمة مرفوعة مطهرة لها طريقة أداء وآداب تلاوة ،
ولابد للقارئ الذى يريد أن يقرأ كلام الله أن يشافه بقراءته عالما صحيح
القراءة ممن تلقوا القراءة بسندها المتواتر عن شيخه ويتواصل سندها حتى يصل
إلى نافع شيخ القراء ، ثم تستمر متصلة السند حتى تنتهى إلى صحابة رسول الله
رضوان الله عليهم جميعا أمثال زيد بن ثابت وأبى بن كعب بن مسعود ومعاذ بن
جبل وسالم مولى أبى حذيفة وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب والسلام عن رب
العزة سبحانه . ولهذا فليست التلاوة قراءة عادية ولكنها قراءة لها قواعد
وضوابط وآداب متبعة وأول ما يبدأ به المتلقى لكتاب الله أن يتعلم من شيخه
مخارج الحروف بالمشافهة وأن ينطق الحرف عيوب الكلام ، ثم تأتى القراءة
بنظامها المتميز بما فيه من غنة وإخفاء وإظهار وإدغام واقلاب وإشمام وروم
وبما تحمله من نظام المد المنفصل والمتصل والمد العارض للسكون ، وحركة المد
مقننة لها وقت مضبوط لا تزيد ولا تنقص عنه ، وهو بمقدار قبض أو بسط الإصبع
ثم هناك آداب الوقف والابتداء وهى من أهم ما يجب أن يتعلمه القارئ تأدبا
مع كلام الله وحفظا لحقه ومعناه . ومن الأمثلة الواضحة لذلك من كلام الحق
سبحانه عن لسان الشيطان ( ما أنا بمصرخى وما أنتم بمصرخى إنى كفرت بما
أشركتمونى من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ) فلا يصح الوقف على كلمة إنى
كفرت ولا حتى الابتداء بها ، وهذه مجرد إشارة لما يقع من أخطاء شائعة لا
ينتبه إليها القارئ المبتدئ . والوقف له آدابه المتبعة ، والوقف ليس
توقيفيا إلا على رؤوس الآيات إلا أن المصحف قد حدده ونظمه باجتهاد علماء
الأداء والفقاء والمفسرين ، ولهذا كان الالتزام بها أضمن لسلامة القراءة .
هذا هو مظهر التلاوة وطريقة الأداء التى يجب أنم يلتزم بها القارئ وكان
رسول الله هو خير من التزم بأصح الأداء فقد تلقاه عن جبريل عن رب العزة
سبحانه ولهذا كان أحسن الناس قراءة وأنداهم صوتا ، وكان يقطع قراءته فلم
تكن قراءته هذرمة ولا عجلة ولكنها كانت مفسرة حرفا حرفا يقف عند رأس كل آية
ويتنفس عندها . هذا الأداء القرآني المتميز ليس فيه مشقة على أى مسلم يريد
أن يتعلم تلاوة كتاب الله فبمجرد العزم والإرادة والنية الصادقة يأتى فضل
الله سريعا لا يبطىء فقد يسر الله قراءته وكلامه على كل من يريد أن يصل إلى
تعلمه ومدارسته – يقول سبحانه : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) (
الآية 32 من سورة القمر ) أما من يقرأون من المصحف أو يستمعون إلى المرتل
من أجهزة التسجيل دون أن يجلسوا إلى معلم أجيزت قراءته فلن يصل هذا بهم إلى
تعلم القراءة الصحيحة ولو أنفقوا أعمارهم كاملة . فلابد من التلقى
والمشافهة ، وهذه هى طريقة التعلم الصحيحة لتلاوة القرآن بأصولها المتواترة
. وبهذا الأداء السليم لقراءة القرآن يجنى المصلى والقارئ والمستمع ثمرة
ما يتحقق من القراءة ، وما يصل إلى نفسه من الاطمئنان وما يتحقق له من
استقرار العاطفة وسعادة الحسب والوجدان
))الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا حسد
إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار،
فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل
آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي
فلان، فعملت مثل ما يعمل "
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته
الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن:منعته النوم بالليل
فشفعني فيه، قال فيشفعان "( ).
اتريد ان يشفع لك القران ويكون لك لا عليك؟!!!!!!!!
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في
عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه
وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل
تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ماتنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت
عيناه
حتى تكون في ظل عرش الرحمن شابا نشأ في بيت من بيوت الله على حفظ كتاب الله وتدبره فهذا احق باهذا الوصف
قال أبو أمامة: "اقرأوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف، فإن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآ
أتريد ان تكون مع الكرام السفرة البررة
فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مثل الذي يقرأ
القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده
وهو عليه شديد فله أجران
في أعلى الجنة:
ونحفظ القرآن لنرتقي في أعلى درجات الجنان، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص-
رض الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يقال لصاحب القرآن اقرأ
ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها". رواه
الترمذي
قال ابن حجر الهيتمي: (الخبر المذكور خاص بمن يحفظ القرآن عن ظهر قلب لا بمن يقرأ بالمصحف)
وقال بعض العلماء في شرح هذا الحديث أن عدد درجات الجنة بعدد آيات القرآن
الكريم فنسأل الله أن يجعلنا في أعلى عليين مع النبيين والصديقين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به
حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم
حر
حفظ القرآن شفاء للصدور
"الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله }(الزمر:23).
فالحمد لله على نعمة الاسلام وكلمة الاخلاص