بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
حياة طيبة بين قومة قبل البعثة
ذكر الحافظ ابن كثير فى كتابه السيرة النبوية أن حليمة بنت الحارث أنها
قالت : قدمت مكة في نسوة .. نلتمس الرضعاء ..( وعادت به بعد عامين تلتمس
بتربيته البركة) ( وجرى ما قصته بقولها بينما هو خلف بيوتنا مع أخ له من
الرضاعة في بهم لنا جاء أخوه ذلك يشتد فقال : ذاك أخي القرشي جاءه رجلان
عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه فنجده قائما
منتفعا لونه فاعتنقه أبوه و قال : يا بني ما شأنك ؟ قال : جاءني رجلان
عليهما ثياب بيض أضجعاني و شقا بطني ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه ثم رداه
كما كان فرجعنا به معنا
يفتخرون به ويتحاكمون إليه ويتبركوا به
حتى اتاه الملك بوحي السماء
خرج النبى صلى الله
عليه وسلم إلى البطحاء، فصعد الجبل فنادى: "يا صباحاه". فاجتمعت إليه قريش،
فقال: "أرأيتم إن حَدثتكم أن العدوّ مُصبحكم أو مُمْسيكم، أكنتم تصدقوني؟
". قالوا: نعم. قال: "فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد". فقال أبو لهب:
ألهذا جمعتنا؟ تبا لك. فأنزل الله: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ }
إلى آخرها (1) .
فأعرضوا عنه حتى حاربه أعمامه وأهله حتى حاصروه ثلاث سنوات فى شعب أبي طالب
فكان صلى الله عليه وسلم محاصراً حتى ان المسلمون لم يجدوا طعاما فى شعب
ابى طالب إلا ورق الشجر .ثم خرج من الشعب والناس يريدون قتلة فكان يعيش حتى
نام علي بن أبي طالب مكانه , ولا زال الامر فى تصاعدٍ حتى فعلوا ما فعلوا
به وهو ساجد
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- يُصَلِّى عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ
وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بِالأَمْسِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ أَيُّكُمْ
يَقُومُ إِلَى سَلاَ جَزُورِ بَنِى فُلاَنٍ فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ فِى
كَتِفَىْ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ فَأَخَذَهُ
فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَضَعَهُ بَيْنَ
كَتِفَيْهِ قَالَ فَاسْتَضْحَكُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ عَلَى
بَعْضٍ وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ. لَوْ كَانَتْ لِى مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ
عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَالنَّبِىُّ -صلى الله
عليه وسلم- سَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ
فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ فَجَاءَتْ وَهِىَ جُوَيْرِيَةُ فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ.
ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَشْتِمُهُمْ فَلَمَّا قَضَى النَّبِىُّ -صلى
الله عليه وسلم- صَلاَتَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِمْ وَكَانَ
إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا. وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثًا ثُمَّ قَالَ «
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ». ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا سَمِعُوا
صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمُ الضِّحْكُ وَخَافُوا دَعْوَتَهُ ثُمَّ قَالَ «
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِى جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَعُتْبَةَ بْنِ
رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ
وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِى مُعَيْطٍ ». وَذَكَرَ
السَّابِعَ وَلَمْ أَحْفَظْهُ فَوَالَّذِى بَعَثَ مُحَمَّدًا -صلى الله
عليه وسلم- بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّى صَرْعَى يَوْمَ
بَدْرٍ ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ " مسلم
, ثم هاجر والقوم يطاردونه , حتى وصل إلى المدينة وهو فى كل هذا مبلغاً
لرسالة الله جل وعلا داعياً إليه مبشراً بالجنة لمن آمن ومنذرا بالنار لمن
كفر وناصحاً وداعياً ومبيناً وواعظاً ومرشدا صلى الله عليه وسلم , فترك
الدنيا كلها لله بعد ان كان يعيش وكأنه أمير فى وطنه بل هو اشرف واعز أصبح
والناس يعاملونه بما تسمع وترى , كل هذا فى سبيل الله جل وعلا , ومازال
الامر فى تصاعد حتى وصل إلى ما وصل إليه وهو فى كل هذا باذلاً نفسه لله
وحريصاً على أمته وخائفاً من يعذبها الله بسبب المخالفات , فطالما قال لولا
أن اشق على أمتى لأمرتهم بكذا ,
فقال "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه "
وقال " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء"
ولو قل نعم لوجبت
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- فَقَالَ « أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ
الْحَجَّ فَحُجُّوا ». فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ
فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ وفى رواية -
لو قلت نعم لوجبت و لو وجبت لم تقوموا بها و لو لم تقوموا بها عذبتم - -
ثُمَّ قَالَ - ذَرُونِى مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ
فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَىْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا
نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَىْءٍ فَدَعُوهُ ».
وورد عنه أنه ضحى بكبشين أملحين وقال هذا لفقراء أمتي وهذا لآل بيتي
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ « أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَمَنْ
مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، وَلَمْ يَتْرُكْ وَفَاءً ، فَعَلَيْنَا
قَضَاؤُهُ ، وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ » . البخاري
وقد قالها الله فى كتابه
"النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ"
وفي قراءة وهو أبٌ لهم
ومازال يقول يا رب أمتى أمتى حتى قال له ربه إنا سنكرمك فى أمتك ولا نسوءك ,
هذا فى حياته وكيف لا وقد قال الله عنه
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
وقال
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي
يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ
لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ
الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وقال
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا
ولم لا وقد بعثه الله رحمةً للعالمين
ثم مات وهو ينصح الأمة حتى لا تضل بعده كما ضل اليهود والنصارى , ثم ها هو
يأتي يوم القيامة أول شافع وأول مشفع فيشفع للناس كلهم ثم يشفع للأمة خاصة, ثم ما يزال يشفع ويشفع حتى يخرج من الناس من امته من كان فى قلبة مثقال ذرة من إيمان ,
كما فى حديث الشفاعة
حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ
بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، - وفي رواية وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ
يُجْمَعُ النَّاسُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وِاحِدٍ،
يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ
فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَلاَ
يَحْتَمِلُونَ؛ فَيَقُولُ النَّاسُ أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ
أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيقُولُ بَعْضُ
النَّاسِ لِبَعْضٍ، عَلَيْكُمْ بِآدَمَ، - فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ:
اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا وَلكِنْ عَلَيْكُمْ
بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمنِ؛ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ،
فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا وَلكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ
اللهِ؛ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا وَلكِنْ [ص:49]
عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ؛ فَيَأْتونَ
عِيسَى فيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا وَلكِنْ عَلَيْكُمْ بِمحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا،
فَأسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي، وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ
أَحْمَدُهُ بِهَا لاَ تَحْضُرُنِي الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ
الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ
رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛
فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي، فَيُقَالُ: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ
مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ
فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ
أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا؛ فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ
يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَعْ؛ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ
أُمَّتِي، أُمَّتِي فَيُقَالُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي
قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ؛ فَأَنْطَلِقُ
فَأَفْعَلُ؛ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتَلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ
أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا؛ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ
يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛ فَأَقُولُ يَا رَبِّ
أُمَّتِي، أُمَّتِي فَيُقَالُ انْطَلِقْ فَأخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ
أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ
فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ؛ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَل ثُمَّ أَعُودُ
الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ
سَاجِدًا؛ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَع،
وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ؛ فَأَقَولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي
فِيمَنْ قَالَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي
وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لا إِله إلاَّ
اللهُ
وفي رواية فلا يبقى فى النار الا من حبسة القرآن , أي الذين حكم القرآن بخلودهم فى النار وهم المشركين
الخطبة الثانية
فكما وضحنا أن عطاء النبى موصول للامة إلى يوم القيامة
ولكن هناك عطاء يتمايز فيه الناس , فمن أمة النبى من يتحصل عليه ومنهم من يحال بينه وبينه
عَنْ أَبِى حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلاً يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ
-صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ
وَرَدَ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا وَلَيَرِدَنَّ عَلَىَّ
أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِى ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِى وَبَيْنَهُم
وفى روايه لَ أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِى كَمَا يُذَادُ
الْبَعِيرُ الضَّالُّ فَأُنَادِيهِمْ أَلاَ هَلُمُّوا. فَيُقَالُ إِنَّهُمْ
قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ وَلَمْ يَزَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى
أَعْقَابِهِمْ. فَأَقُولُ أَلاَ سُحْقًا سُحْقًا
لما كان الصحابة هم اقرب الناس إلى النبى صلى الله عليه وسلم بذلوا له كل ما استطاعوا وأحبوه أكثر من انفسهم وأموالهم
وتأمل فى هذا الموقف واسمع هذه الكلمة وبل اجعلها فى أمام عينيك فى كل وقت وحين
عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لَمَّا خَرَجْنَا
مَعَ النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم- مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ
مَرَرْنَا بِرَاعٍ وَقَدْ عَطِشَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
قَالَ فَحَلَبْتُ لَهُ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَشَرِبَ
حَتَّى رَضِيتُ وفى روايه فشرب النبى حتى ارتويت
روى الإمام أحمد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر. فبكى أبو بكر، وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله»
ولم لا وقد نزل فيه قول الله " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح"
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت لي: أبوك والله من الذين استجابوا لله
والرسول من بعد ما أصابهم القرح. أخرجه مسلم، وزاد في رواية: تعني أبا بكر
والزبير.
قالت: لما انصرف المشركون من أحد، وأصاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما أصابهم فخاف صلى الله عليه وسلم أن يرجعوا، فقال: من ينتدب لهؤلاء
في آثارهم حتى يعلموا أن بنا قوة، فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين فخرجوا
في آثار القوم، فسمعوا بهم، فانصرفوا. قالت: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل
لم يقاتلوا عدوا أخرجه البخاري.
وفى البخاري لما جاء عروة بن مسعود للنبي وكان كافراً رجع إلى قومه قائلا "
أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ،
والله ما رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً ،
والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا
أمرهم ابتدروا أمره ). صحيح البخاري
دعا - صلى الله عليه وسلم - أصحابه للبيعة تحت الشجرة ، فبايعوه على الموت . صحيح البخاري ( 4169 )
وفى بدر بعد أن مضى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان دون بدر
أتاه الخبر بمسير قريش. فاستشار الناس ، فقام أبو بكر - رضي اللّه عنه -
فقال فأحسن. ثم قام عمر فقال فأحسن. ثم قال : يا رسول اللّه ، إنها واللّه
قريش وعزها ، واللّه ما ذلت منذ عزت ، واللّه ما آمنت منذ كفرت ، واللّه لا
تسلم عزها أبدا ، ولتقاتلنك ، فأتهب لذلك أهبته ، وأعد لذلك عدته. ثم قام
المقداد بن عمرو فقال : يا رسول اللّه ، امض لأمر اللّه ، فنحن معك ،
واللّه لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها : «فَاذْهَبْ أَنْتَ
وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ».
ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا معكما مقاتلون. والذي بعثك بالحق لو سرت
بنا إلى برك الغماد لسرنا» (و برك الغماد موضع بأقصى اليمن) فقال له رسول
اللّه - صلى الله عليه وسلم - خيرا ودعا له بخير .. ثم قال : «أشيروا علي
أيها الناس». وإنما يريد الأنصار .. وكان يظنهم لا ينصرونه إلا في الدار ،
لأنهم شرطوا له أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأولادهم (و ذلك في بيعة
العقبة الثانية التي هاجر على أساسها رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -
إلى المدينة) فقام سعد بن معاذ - رضي اللّه عنه - فقال : أنا أجيب عن
الأنصار ، كأنك يا رسول اللّه تريدنا! قال : «أجل». قال : إنك عسى أن تكون
قد خرجت عن أمر قد أوحي إليك في غيره (يعني كما يبدو أنك ربما تكون قد خرجت
لأمر ثم أوحي إليك في غيره إذ كان قد خرج للعير ثم عرض النفير) ، فإنا قد
آمنا بك ، وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به حق ، فأعطيناك مواثيقنا وعهودنا
على السمع والطاعة. فامض يا نبي اللّه لما أردت. فو الذي بعثك بالحق لو
استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما بقي منا رجل. وصل من شئت ،
واقطع من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت وما أخذت من أموالنا أحب إلينا مما
تركت. والذي نفسي بيده ما سلكت هذا الطريق قط ، وما لي بها من علم وما نكره
أن نلقى عدونا غدا ، وإنا لصبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعل اللّه
يريك منا بعض ما تقر به عيناك ..
عن زيد بن ثابت، قال : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ لِطَلَبِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، وَقَالَ لِي :
إِنْ رَأَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ ، وَقُلْ لَهُ : يَقُولُ
لَكَ رَسُولُ اللهِ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : فَجَعَلْتُ أَطُوفُ بَيْنَ
الْقَتْلَى فَأَصَبْتُهُ وَهُوَ فِي آخِرِ رَمَقٍ وَبِهِ سَبْعُونَ
ضَرْبَةً مَا بَيْنَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ وَضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ وَرَمْيَةٍ
بِسَهْمٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا سَعْدُ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ ، وَيَقُولُ
لَكَ: خَبِّرْنِي كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : عَلَى رَسُولِ اللهِ
السَّلاَمُ ، وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ قُلْ لَهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
أَجِدُنِي أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ ، وَقُلْ لِقَوْمِي الأَنْصَارِ: لاَ
عُذْرَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَنْ يَخْلُصَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيكُمْ شُفْرٌ يَطْرِفُ ، قَالَ : وَفَاضَتْ
نَفْسُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ.
والأمة الآن خالفت وابتعدت عن سنة نبيها بل من أمة النبى من يستهزء بسنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم
نسألكم الدعاء
وفى النهاية اشكر اخواننا فى المواقع الاسلامية الاخرى فى تسهيل مهمتنا
وارجو منكم. المشاركةولاتنسوا الناقل والمنقول عنه من الدعاء
اعتذرعن الإطالة لكن الموضوع أعجبني وأردت أن أضعه بين ايديكم بتصرف وتنسيق
بسيط وإضافات.بسيطة مني اسأل الله العلي القدير أن يجعله في موازين. حسنات
كاتبه .الأصلي .وناقله وقارئه
.ولا تنسونا من صالح دعائكم.واسأل الله.تعالى أن ينفع بها، وأن يجعل.العمل.
خالصا لله موافقا لمرضاة الله،وان.يجعل من هذه الأمة جيلا عالما بأحكام
.الله، حافظا لحدود الله،قائما بأمرالله، هاديا لعباد الله .
اللَّهُمَّ. حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا،
وَكَرِّهْ. إِلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا
مِنَ .الرَّاشِدِينَ.
اللَّهُمَّ. ارْفَعْ مَقْتَكَ وَغَضَبَكَ عَنَّا، وَلاَ تُسَلِّطْ
عَلَيْنَا بِذُنُوبِنَا مَنْ لاَ يَخَافُكَ فِينَا وَلاَ يَرْحَمُنَا
. اللَّهُمَّ .اسْتُرْنَا وَأَهْلِينَا وَالمُسْلِمِينَ فَوْقَ الأَرْضِ وَتَحْتَ الأَرْضِ وَيَوْمَ العَرْضِ عَلَيْكَ.
اللَّهُمَّ. اجْعَلْنَا مِنَ الحَامِدِينَ الشَّاكِرِينَ الصَّابِرِينَ.
المُحْتَسِبِينَ الرَّاضِينَ بِقَضَائِكَ وَقَدَرِكَ وَالْطُفْ بِنَا يَا
رَبَّ العَالَمِينَ
. اللَّهُمَّ. أَحْسِنْ خِتَامَنَا عِنْدَ انْقِضَاءِ آجَالِنَا وَاجْعَلْ قُبُورَنَا رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ يَا الله.
اللَّهُمَّ. بَارِكْ لَنا فِي السَّاعَاتِ وَالأَوْقَاتِ.. وَبَارِكْ لَنا فِي أَعْمَارِنا وَأَعْمَالِنا
تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ
.ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب
.ربنا آتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار
..وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم
.وإلى لقاء جديد في الحلقة القادمة إن شاء الله،والحمد لله رب العالمين.*
اللهم اجعل ما كتبناهُ حُجة ً لنا لا علينا يوم نلقاك ** وأستغفر الله *
فاللهم أعنى على. نفسى اللهم قنا شر أنفسنا وسيئات أعمالناوتوفنا وأنت راضٍ
عنا
وصلي الله على سيدنا محمد واجعلنا من اتباعه يوم القيامة يوم لا تنفع
الشفاعة الا لمن اذن له الرحمن واجعلنا اللهم من اتباع سنته واجعلنا من
رفاقه في. الجنة اللهم امين