عندما يغيب القصاص تزهق الأرواح عندما يغيب القصاص تزهق الأرواح عندما يغيب القصاص تزهق الأرواح وفاء القناوى عندما يغيب القصاص تزهق الأرواح وفاء القناوى عندما يغيب القصاص تزهق الأرواح وفاء القناوى
عندما يغيب القصاص تزهق الأرواح
مجرد
عبارة كتبت على أحد جدران مبنى من المبانى , تأملتها وتوغلت فى احساس من كتبها , وأدركت ما بداخله من شعور باليأس والاحباط فى انصلاح الحال واستمرار الظلم .
احساس يولد كراهية مقيته للحياة وللناس وكل شئ حتى يصل الى حد كراهية الوطن , مما يدعو الى الاغتراب خارجه بعد أن اغترب داخله , فلنرجع الى زمن الفاروق عمر بن الخطاب لنرى اين نحن منه عندما جاءه شابان يقودان رجلا متهما بقتل أبيهم هل نظر الفاروق الى من هذا الرجل المتهم أو من هى قبيلته أو ما هى مكانته بين الناس ,انه لم يهتم لشئ من هذا بل راح يقول القصاص ... القصاص ....الاعدام , لم يهتم رضى الله عنه لأنه لا يحابى أحدا فى دين الله ولا يجامل أحدا على حساب شرع الله ,ولو كان القاتل ابنه لاقتص منه .
هيهات أن نصل الى هذا العدل وهذه الرحمة لأننا فى زمن ضاعت فيه الرحمة والعدل , أين هما ونحن نرى كل يوم بل وكل ثانية أرواح تزهق تحت سمع وبصر الجميع , وكأن الأمر لا يعنى أحدا ولا يهتم به لأنه ليس من شئونه كأنها شئون ناس من كوكب آخر لا علاقة لنا بهم,فمتى يتحقق القصاص ألم يقل المولى عز وجل { ولكم فى القصاص حياةيا أولى الألباب لعلكم تتقون }.متى نرى المحاكم الفورية التى تعقد للاقتصاص , محاكم تقام لتقتص ممن قتل برئ لمجرد انه قال حرية......عيش....عدالة اجتماعية , محاكم يكون الحكم فيها سريعا ليشفى القليل من الآم الأمهات الثكلى ويهدئ من النيران المتقده فى قلوبهم , فلن تهدأ براكين الغضب حتى تسكن جراح هذه الأمهات المكلومة ولو قليلا.
كيف سنقول لأم الشهيد ارتاحى فدم الشهيد لن يضيع هدرا ,من سيقول يامصر دم أولادك غالى علينا ولن نسامح أحد أبدا ممن قتل وسلب ونهب وعلى رأسهم طاغية العصر وأبنائه وحاشيته فمن يريد أن نسامحه عليه أن يرجع لكل أم فلذة كبدها يمشى مرة أخرى أمام عينيها فهل يستطيع أحد أن يفعل ذلك؟؟؟؟!!!!!!! من سيرجع زهرة شباب مصر وورود بستانها التى قتلت بأيدى يقال انها مصرية ولكنى أشك ومصر منهم براء, أى ذنب اقترفه الشهداء هل من هتف بوطنية ...عيش...حرية.....عدالة اجتماعية ....يكون قد ارتكب جرم يستحق عليه القتل ؟ الذى أصدر هذا الحكم والذين نفذوه بماذا يشعروا الآن وقد حكم لهم بالبراءة على أبشع جريمة اقترفوها فى حق الشهداء , هل نفوسهم راضية ومطمئنه؟هل ناموا قريرى العين؟ ألم يحن الأوان لاستيقاظ الضمائر ؟ ألم يحن رجوع الحق لأصحابه؟ متى ترتاح الأمهات الملتاعة وتهدأ نار قلوبهم المتأججة ولو قليلا.
ألا سحقا لكل يد غاشمة مدت ولكل طلقة انطلقت , ألا سحقا لكل من لم يأبهه لما يجرى فيكى يامصر , سحقا لكل من رأى الظلم بعينه ووقف صامتا بل وساعد المجرم أن يهرب بجريمته , سحقا لكل من أعطى المتهم منهم حكما بالبراءة , لهذا سوف يستمر نزيف الدم ويستمر عدد الضحايا والأموات على باب الحرية المنشود , لانريد علما ملفوفا على توابيت ابنائنا , نريده علما عاليا خفاقا يرفرف فخرا بهم وبالحرية التى دفعوا أرواحهم ثمنا لها ,فمتى نرى القصاص يابشر !!!!!!
وفاء القناوى