كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هدوء الليل عضو مميز
عدد المساهمات : 793 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| |
| |
هدوء الليل عضو مميز
عدد المساهمات : 793 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 9 يناير - 20:28 | |
| | |
|
| |
شعبانت المدير
عدد المساهمات : 3838 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الإثنين 10 يناير - 9:00 | |
|
[size=25]الشيخ عيسى بلقاسم بن ابراهيم الفاخري رحمه الله تعالى البلد /ليبيا [size=21]نشأته ولد الشيخ عيسى الفاخري عام (1322 هـ الموافق 1904م )( ) وقد كانت نشأته رحمه الله في مجتمع بدوي، والمعروف أن البدو يحبون الترحال والتنقل من مكان لآخر طلباً للكلأ والمرعى، ويمكن أن نسمي المكان الذي ولد فيه الشيخ ببرقة الحمرا- كما يسميه أهل البادية، ولقد كان للشيخ عيسى الفاخري رحمه الله دور مهمٌّ في الدعوة إلى الله، و تصحيح الفهم عند كثيرٍ من المسلمين في بلده وطيلة أيام حياته، وصفه أحد تلامذته الأوائل في الجامعة الإسلامية في البيضاء بأنه كان شمعة في البلد وكان الناس يرجعون إليه في أمور الفقه والمسائل العلمية المختلفة، وهو عالم ليس على مستوى إجدابيا فحسب بل على مستوى ليبيا بشكل عام( ) وإن لم يعرف الشيخ أو يشتهر لدى كثير من الناس فإن مردَّ ذلك أنه رحمه الله لم يكن يحب الشهرة، وكذلك ساهمت عوامل عدةٌ في عدم تدوين علمه رحمه الله- سنذكرها لاحقاً - ولكن هذا الحق قد عرفه له تلامذته ومن عاصره من أهالي مدينته التي أثَّر الشيخ فيها أيُّما تأثيرٍ، وليس أدلَّ على ذلك ما يعرفه العام والخاص من تصحيح الشيخ رحمه الله لكثيرٍ من المعتقدات الفاسدة التي كانت سائدةً في المجتمع البدوي الذي تميز به أهل إجدابية . والحديث عن العلماء والصالحين وأهل الورع والتقوى يزيد في الإيمان، ويبعث في النفس روح العزيمة والصبر على الطاعة، ويسلي القلوب، أكثر من البحث في مسائل الفقه والأصول، كما قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: الحكايات عن العلماء أحب إليّ من كثير من الفقه؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم، ولذلك لما قص الله تعالىٰ على نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصص جملة من الأنبياء قال بعد ذلك: ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )( ). فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * * إن التشبه بالكرام فلاح ومما دعاني للكتابة في هذا الموضوع، رغبتي في التعريف بالشيخ رحمه الله تعالى، حيث كان علماً في الظلال، ولم يعط قدره من العناية والاهتمام بتدوين علمه واجتهاداته، فهذه محاولة أرجوا بها أن أسلط الضوء على حياته وأخلاقه ومنهجه، للتعريف به وبما كان عليه رحمه الله من منهج صافي، وعقيدة سلف هذه الأمة، وفهم صحيح للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والإمساك عما أمسكوا عنه . ظهور جيل في مدينتي لا يعرف قدر الشيخ ولا يعطيه حقه الذي ينبغي بين علماء الدين المعاصرين، فقد يقول عنه مالا يعلمه حقيقةً عن منهجه وسلوكه، والشيخ رحمه الله كان يتميز بشخصية يعزُّ وجودها في زماننا اليوم . رغبة بعض الإخوان ومحبي الشيخ في إصدار كتاب للتعريف به رحمه الله، وتدوين بعض فتاويه ونشرها بين الناس للاستفادة منها، وإحياءً لذكرى شيخنا رحمه الله تعالى . ولقد أكرمني الله عز وجل بصحبة الشيخ والتتلمذ على يديه زمناً بدأ من شهر8 عام1987م إلى وفاته في(3- رمضان 1420هـ الموافق10-12-1999م) وكان الشيخ لي ولغيري من الطلبة والإخوان، مثال الأب الناصح والوالد العطوف، وهذه الصحبة لم تكن متصلة بل كان يتخللها الانقطاع أحياناً تبعاً لظروف الحياة، ولكنِّي مع هذا أعتبر أن ما قضيته معه رحمه الله كان من منِّ الله عليَّ وكرمه ورحمته، وفرصة طيبةً لأتعرف عليه عن قرب، ولقد أفدت من ذلك كثيراً ولقد قرأت عليه عدة كتب في العقيدة والسيرة والقراءات واللغة والفقه وأصوله . والشيخ رحمه الله، لم يؤلف كتباً ومجلدات، ولكنه ربَّى رجالاً هم حصيلة مؤلفاته ورسائله العلمية، وما عرفنا عنه إلا حبه للعلم وأهله، ووقوفه عند الدليل لا يتجاوزه إلى ما عداه، والرجوع للحق وعدم الاستبداد بالرأي، ورأينا أن هذه الصفحات من حياة الشيخ لابد لها أن تبرز للعيان، رغم أننا نعتقد أن ما سنذكره من سيرة الشيخ وحياته ومنهجه أقل بكثير مما سيفوتنا، وحسبنا المحاولة في هذا الشأن، سائلين الله تعالى أن يوفقنا وأن يعيننا على جمع ما تناثر من سيرته تلقفاًَ من أفواه تلامذته ومحبيه، ومَن بقي مِن أقرانه وجلسائه . وقد اعتمدت في دراستي هذه بالإضافة إلى ما تلقيته عنه- على الروايات الشفوية للتَّلامذة الأوائل والطلبة المجتهدين، سواءٌ من طلبة الجامعة الإسلامية بالبيضاء، أو الذين تتلمذوا على الشيخ قبل ذلك، أو من جاء بعدهم من تلامذة وطلبة علم ومحبي الشيخ، ولم أغفل كذلك الرجوع إلى بعض الروايات الشفوية لمن عاصروا الشيخ من أبناء عمومته أو من أصدقائه الذين مازالوا على قيد الحياة . كذلك ما عثرت عليه من مذكراتٍ وأشرطةٍ كانت قد سجلت للشيخ أثناء حياته، وهي تعتبر مرجعاً مهماً في دراستنا هذه مع ندرتها . لم أهمل بطبيعة الحال تحقيق بعض المسائل التي اجتهد فيها رحمه الله، ومحاولة بيان الأصول التي كان يستند عليها، للمقاربة بين ثوابت الشريعة ومراعاة مصالح الناس وحاجاتهم التي دعت لها ضروراة الحياة، متجنباً قدر الإمكان الإطالات المملَّة و الاختصارات المخلَّة، وذلك بالرجوع إلى أمهات الكتب، وأقوال العلماء في هذه المسائل . أتبعت هذه الدراسة بالحديث عن بعض الشخصيات التي تميزت بصحبة الشيخ، وكان للشيخ رحمه الله تعالى تأثيرٌ في نمط حياتهم، وقد تميزوا بمواقف حدثنا عنها الشيخ في حياته، وهذا ليس على سبيل الحصر، فهذا لم أجد إليه سبيلاً فبعضهم ليس في البلد، وبعضهم انتقل إلى رحمة الله ولم نعثر على بقايا عائلته، ولكن هي إشارة بسيطة إلى بروز هذه الشخصيات في قربها منه رحمه الله، وتفانيها في محبته وخدمة العلم والدعوة التي أخذها على عاتقه . فرحمهم الله جميعاً، وليلتمس لي العذر في تقصيري من لم أصل إليه ولم أذكره في صفحات هذا الكتيب، فكفى بذكر ربنا ذكرٌ، وإنما العاقبة للمتقين، ولا أجد أفضل من تعبير الشاطبي القاسم بن فره رحمه الله حين قال : * وإن كان خرق فادركه بفضلة ***من العلم وليصلحه من جاد مقولاً * [/size][/size] منهجه-رحمه الله تعالى- • السواك قبل الصلاة: من الفتاوى الفقهية للشيخ واجتهاده في تأويل النصوص، أنه عندما سئل عن المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)( ) قال ليس المقصود أنه عند الإقامة، ولفظ عند في العربية ليس المراد منه دائماً المصاحبة بل قد يقصد به قبل، بدليل قول الله تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )( ) فأخذ الزينة هل المراد منه عند الصلاة أم قبلها ؟ بل تكون بالاستعداد لها بأخذ الزينة قبل الدخول إلى المسجد بلا ريب، كذلك قال إن المستاك إذا استاك بعد الإقامة وقبيل الصلاة فلربما فاته من الخشوع والتهيئ إلى الصلاة بهذا التسوك ما فاته، و قد يخرج منه دم أو بقايا من السواك فيشغله ذلك عن الخشوع، ويؤيد هذا الحديث الذي أخرجه بن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى باليل ركعتين، ثم ينصرف فيستاك )( )، فدل هذا على أنَّ عند ليس المراد بها المصاحبة أو قبيل تكبيرة الإحرام والله أعلم ومن المسائل التي أثارت جدلاً بين كثيرٍ من الشباب وبعض الشيوخ أيضاً، وكان قول الشيخ فيها فصلاً يُحتَكم إليه وحاسماً لكثيرٍ من الجدال، ونورد منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي : مسألة رفع الإزار: هذه المسألة قد أثارت جدلاً واسعاً في أوساط الشباب، وبخاصة الذين يحرصون على الخير فيما نعلم ، لكونها قد وردت فيها أحاديث صحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، منها ما يأتي : 1- جاء في صحيح البخاري عن عبد الله أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليمٌ ) فقلت : من هم يا رسول الله فقد خابوا وخسروا قال ( المسبلُ إزاره والمنانُ عطاءهُ والمنفقُ سلعته بالحلف الكاذبِ )( ) . 2- في رواية الموطأ من حديث الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من جر إزاره من الخيلاءِ لم ينظر الله إليه يوم القيامةِ ) ، قال ( أي عطية ) : فلقيت ابن عمر بالبلاط ، قال : فذكرت له حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال وأشار إلى أذنيه : سمعته أذناي ووعاه قلبي )( ) . 3- ومنها أيضاً ما جاء في صحيح مسلم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال أتيت أبا سعيد الخدري فقلت أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الإزار شيئا قال نعم سمعته يقول إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما أسفل من ذلك ففي النار لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطراً)( ) . والأحاديث في هذا الباب كثيرةٌ حتى إنها لتبلغ بمجموع طرقها درجة التواتر، وقد فصَّل في حكم رفع الإزال وعاقبة إسباله علماؤُ كثيرون تتبعاً لهذه الأحاديث وتفصيلاً يغني عن تتبعها هنا، فتمسك بعض الشباب بأن رفع الإزار الواجب إلى منتصف الساقين، وذلك حرصاً على تطبيق السنة، كما في حديث أبي سعيد الخدري السابق، وقامت مناظرات ومجادلات، وصار الشيوخ الكبار يعيبون على الشباب رفعهم الإزار إلى أنصاف الساقين، والشباب يخاطبون الكبار بكل جرأةٍ، وبعضهم قد يسيء الأدب وفي ظنه أنه يدافع عن سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم إنما يريدون الخير فيما نعتقد، وبعد أن استفحل الخلاف ونتج عن سوء الفهم سوء فعلٍ عند البعض، فأعقب ذلك القطيعة والتنكير على من يخالف في الرأي، متناسين أن في الإسلام ما يغني عن ذلك، وأن الاختلاف في فهم النصوص وارد وهو أصلٌ في الشريعة دال على سعة هذا الدين وأنه صالح لكل زمانٍ ومكانٍ فعرض الموضوع على الشيخ فقالثانياً : الالتحاق بالأزهر : لم يكن أمر الالتحاق بالأزهر والقراءة في مصر بالأمر الهين في ذلك الوقت، فالبلد في حالة حرب، والطريق إلى مصر محفوف بالمخاطر، ناهيك عن أن فكرة الدراسة في حد ذاتها لم تكن لتخطر ببال فتى يافع كالشيخ في ذلك الوقت، وهو رجل أعمى ضرير لولا هداية الله عز وجل أولاً وتوفيقه، ثم عزيمته وإصراره، وصدق الحق جل وعلا إذ يقول: (َإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)( ) السلف في حلي المرأة: والعمدة في هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في موطإ مالك وغيره، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلاً بمثل، ولا تَشِفُّوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا الورِق بالورِق إلا مثلاً بمثل ولا تَشِفُّوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا منها شيئاً غائباً بناجز )([1]) . وهناك أحاديث كثيرةٌ وردت في هذا الباب، في صحيح البخاري، وغيره، وأكثر العلماء على عدم جواز الإقراض في الذهب، وقد حار الناس في بلدنا، وصارت هذه المعاملة في الذهب وحلي المرأة بالتحديد، لا غنى عنها، سواءٌ عند التجار، أو عند الناس النقدمين على الزواج وليس معهم ثمن الحلي، ولكي يكون الموضوع أكثر وضوحاً ينبغي أن نعلم أن العملة المتداولة، أو ما نسميه بالأوراق النقدية، يختلف عن الذهب بعدة أمور منها : 1- أنها عملة تأخذ قيمتها بقرار من الحاكم 2- أن الذهب قيمته فيه كمعدن نفيس، اعتادت الناس أن تقتنيه للزِّينة، وللكنز، فقيمته باقية ببقائه، أماالعملة فقيمتها باقيةٌ بتضمين الحاكم لها قيمة محددة، بدليل أنه يغير اعتمادها من حين لآخر . 3- أن العملة أعدت ليشترى بها كل الأشياء بقيمتها، في بلادها، في الأزمنة التي وضعت فيها قيمتها، أما الذهب، فمنه ما أعد ليكون عملةً نقدية، ومنه ما أعد للزينة، وإن كانت قيمته باقية، ببقائه معدناً نفيساً. فقد كان الشيخ رحمه الله تعالى لا يعتبر العملة الورقية من قبيل الذهب، بل هي بديل عن ثمنه، فهي لا قيمة لها في حد ذاتها بدون قرار الحاكم، وإذا كان القرض في الذهب من باب التعاون على البر، والتوسيع على الناس، والمصلحة إنما ترجع فيه للمقترض في الدنيا، وللمقرض حسبةً لله، في الدار الآخرة، جاء في مواهب الجليل: وقال في التوضيح/ والأصل منعها إلا أنهم رأو أنه لما كان التعامل بالعدد، رأو أن النقص يجري مجرى الرداءة، والكمال يجري مجرى الجودة، ولأنه لما كان النقص حينئذٍ لا ينتفع به صار إبداله معروفاً، والمعروف يوسَّع فيه ما لم يوسع في غيره، بخلاف التِّبر وشبهه أهـ، ثم قال: ورأوا أن قصد المعروف يخصِّص العمومات، كما في القرض، ألا ترى أن بيع الذهب بالذهب نسيئة ممتنعٌ، فإذا كان على وجه القرض فجائز
، من مؤلف نعكف عليه عن حياة ومنهج الشيخ عيسى الفاخري، سيصدر قريبا انشاء الله، نسأل الله أن ينفع به ، وان يجمعنا بالشيخ والصالحين من عباده في عليين، وصلى على سيدنا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين.........
| |
|
| |
شعبانت المدير
عدد المساهمات : 3838 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الإثنين 10 يناير - 9:13 | |
| | |
|
| |
خضرعبد الوهاب عضو فضى
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 23/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 11 يناير - 8:32 | |
| الطبري..العالم المفسر والمؤرخ
الطبري عالم وفقيه ومفسر ومؤرخ عاشق للعلم والمعرفة سعى دائماً ورائها، فلم يعرف في حياته سوى الدراسة والبحث والتعليم، والتأليف، قدم العديد من الكتب القيمة والتي يأتي على رأسها تفسيره للقرآن الكريم والذي قدمه بعنوان"جامع البيان في تفسير القرآن"، وكتابه التاريخي " تاريخ الأمم والملوك".
قال الإمام النووي عن تفسير الطبري " أجمعت الأمة على أنه لم يُصنَّف مثل تفسير الطبري"، كما قال عنه الإمام السيوطي : " وكتابه أجل التفاسير وأعظمها فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض، والإعراب والاستنباط فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين ".
النشأة محمد بن جرير بن يزيد، كنيته أبو جعفر، ولد عام 839 م في آمل – طبرستان وإليها نسب، وتلقى فيها أول علومه، سعى نحو العلم أينما كان فتنقل بين مدن فارس يأخذ عن علمائها، فأخذ الحديث عن محمد بن حميد الرازي والمثنى بن إبراهيم الإبلي، كما أخذ التاريخ عن الدولابي، والفقه عن أبي مقاتل، ورحل إلى بغداد ليسمع عن عالمها أحمد ابن حنبل ولكن لم يتحقق ذلك لوفاته قبل أن يصل الطبري إليه.
رحلته العلمية اتجه الطبري بعد ذلك إلى البصرة وسمع من علمائها الحرشي والقزاز والصنعاني وابن معاذ وأبي الأشعث، ومنها انتقل إلى واسط ثم إلى الكوفة، وقصد بغداد والتي عرفت كمقصد للعلماء ورجال الفكر فدرس القراءات على التغلبي، وتلقى فقه الشافعي من الزعفراني والأصطخري.
لم يرتو عطش الطبري ولهفته دائماً للعلم والمعرفة فانطلق إلى الشام وأقام في بيروت فترة يقرأ على العباس بن الوليد البيروتي برواية الشاميين، ومن الشام إلى مصر حيث واصل دراسة الشافعي على المرادي والمزني، وناقش علماءها.
بعد رحلة العلم التي خاضها الطبري قرر العودة مرة أخرى إلى بلاده فمكث بها لفترة، ثم مالبث أن انتقل لبغداد فقضى بها باقي حياته منقطعاً للتأليف والتدريس حتى وفاته.
وعرف عن الطبري تبحره في العلم، وتواضعه في حلقات تدريسه رحيماُ بطلابه، أخذ عنه العلم العديد من الطلاب الذين أصبحوا من الباحثين والفقهاء المجيدين.
تراثه العلمي عاش الطبري حياته مسخراً للعلم والتأليف حتى قيل انه كان يكتب أربعين صفحة في اليوم فقدم مجموعة قيمة من المؤلفات أتى على رأسها كتابيه في التفسير والتاريخ واللذان أظهرا قدرته كمفسر ومؤرخ، نذكر أولاً كتابه في التفسير والذي جاء بعنوان "جامع البيان في تفسير القرآن"
ويبدأ الطبري كتابه بالمقدمة ثم القول في البيان عن اتفاق معاني آي القرآن ومعاني منطق لسان العرب، والقول في البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم، والقول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب، ثم القول في بيان نزول القرآن من سبعة أبواب الجنة، والقول في الوجوه التي من قبلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن، والأخبار في النهي عن تأويل القرآن بالرأي، الأخبار في الحض على العلم بتفسير القرآن ومن كان يفسره من الصحابة، الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن، الأخبار عمن كان من قدماء المفسرين محموداً علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموماَ علمه به، والقول في تأويل أسماء القرآن وسوره وآيه، القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب، والقول في تأويل الاستعاذة، القول في تأويل البسملة، ثم تفسير سور وآيات القرآن الكريم.
تاريخ الأمم والملوك
كما قدم كتابه في التاريخ "تاريخ الأمم والملوك" وهو واحد من أهم كتبه وينقسم إلى قسمان ما قبل الإسلام وما بعده، ورد بالقسم الأول إبليس وأدم، والأنبياء وأرخ للفرس والروم والعرب واليهود وتكلم عن أهم ملوكهم وأحداثهم، أما في القسم الثاني فتناول حياة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وغزواته، ثم تاريخ الخلفاء الراشدين وفتوحهم وتتبع تاريخ المسلمين في الدولة الأموية والعباسية، وقد اعتمد على الكتب الصادرة قبله في مواد كتابه، إلا أن منهجه كان في التعويل على الرواة، فالمؤرخ في عرفه لا يصح أن يستند إلى المنطق والاستنتاج إلا قليلاً، وقد حرص على السند فيما ذكره معتمداً في ذك أحياناً على المراسلة، وفي قسمه الأول لم يرتب الأمور على السنين بينما في قسمه الثاني راعى ترتيب الحوادث ترتيباً زمنياً عاماً بعد عام، وقد حاكاه في هذه الطريقة فيما بعد ابن مسكويه وابن الأثير وأبو الفداء وخالفه ابن خلدون والمسعودي.
ومن كتبه الأخرى نذكر كتاب ذيل المذيل – في تاريخ الصحابة والتابعيين وتابعيهم إلى عصر الطبري، اختلاف الفقهاء- في ذكر أقوال الفقهاء في كثير من الأحكام الشرعية، لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام – بسط فيه مذهبه وفيه كلام في أصول الفقه والكلام والإجماع، بسيط القول في أحكام شرائع الإسلام – تناول فيه تسلسل الفقه في المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وخراسان، وكتاب الطهارة والصلاة.
كتاب آداب القضاة – ذكر فيه ما ينبغي للقاضي أن يعمل به، وكتاب أدب النفوس الجيدة والأخلاق النفيسة – تناول فيه الورع الإخلاص الرياء إلخ...، كتاب القراءات وتنزيل القرآن – ذكر فيه اختلاف القراء في حروف القرآن، رسالة المسماة بصريح السنة – ذكر فيها مذهبه، كتاب فضائل أبي بكر وعمر.
اختلاف علماء الأمصار، التبصير – وهو رسالة إلى أهل طبرستان يشرح فيها ما تقلده من أصول الدين، كما بدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار وأنجز جزء منه ولكن توفى قبل أن يتمه، وكتاب ترتيب العلماء.
تفسير الطبري روي عن الطبري أنه قال: استخرت الله وسألته العون على ما نويته من تصنيف التفسير قبل أن أعمله ثلاث سنين فأعانني.
اعتمد الطبري في تفسير القرآن الكريم على المأثور عن النبي "صلى الله عليه وسلم" وعلى أراء الصحابة والتابعين، وأضاف إلى التفسير بالمأثور ما عرف عن عصره من نحو ولغة وشعر، فاستشهد به كما رجع إلى القراءات وتخير منها، ورجح ما تخيره، واستعان بكتب الفقه فعرض كثيراً من آراء الفقهاء، كما استعان بكتب التاريخ، وما عرض لآراء المتكلمين وتحرى جهده أن تكون التفاسير مما يثق به، فلم يدخل في كتابه شيئاً من المشكوك فيه.
قال عنه الخطيب البغدادي "محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب كان أحد أئمة العلماء يُحكم بقوله ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وكان من أفراد الدهر علماً وذكاء وكثرة تصانيف قل أن ترى العيون مثله".
زهده وكبرياؤه كان الطبري زاهداً في الدنيا لا يطمع في مال أو منصب قضى حياته من أجل العلم والتفقه والدراسة فلم يتزوج ولم يشغله شاغل عن علمه، كما كان عزيز النفس صاحب كبرياء يرفض أن يأخذ أجر عن كتبه التي يؤلفها، ويرفض قبول الهدية إلا إذا تمكن من ردها بأحسن منها، كما كان شجاعاً جريئاً في الحق.
رفض المناصب التي عرضت عليه حرصاً على علمه وخوفاً من أن تشغله عنه، وقد روى المراغي قائلاً: لما تقلد الخاقاني الوزارة وجه إلى أبي جعفر الطبري بمال كثير فامتنع من قبوله، فعرض عليه القضاء فامتنع، فعرض عليه المظالم فأبى، فعاتبه أصحابه وقالوا لك في هذا ثواب وتحيي سنة قد درست وطمعوا في قبوله المظالم فذهبوا إليه ليركب معهم لقبول ذلك فانتهرهم وقال قد كنت أظن أني لو رغبت في ذلك لنهيتموني عنه قال فانصرفنا خجلين.
كما عرف عن الطبري ورعه وحسن قراءته للقرآن الكريم وتجويده، حتى أن الناس كانوا يقصدونه ليصلون خلفه، وقد جاءت وفاته في بغداد عام 923م، بعد حياة حافلة زاخرة بالعلم والمعرفة والذي لم يكتفي بتحصيله ولكن أصر على تعليمه لغيره، وأصبحت كتبه كنزاً عظيماً ينتفع به الناس جميعاً. | |
|
| |
خضرعبد الوهاب عضو فضى
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 23/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 11 يناير - 9:10 | |
| | |
|
| |
ناس طيبة1 مراقبة
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 24/12/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الإثنين 17 يناير - 12:25 | |
| ماشطة بنت فرعون،تعبت قليلاً.. لكنها استراحت كثيراً..امرأة صالحة كانت تعيش هي وزوجها.. في ظل ملك فرعون.. زوجها مقرب منه.. وهي خادمة ومربية لبنات فرعون منّ الله عليهما بالإيمان.. فلم يلبث فرعون أن علم بإيمان زوجها فقتله ولكن بقيت الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون.. وتنفق على أولادها الخمسة.. تطعمهم كما تطعم الطير أفراخها فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً.. إذ وقع المشط من يدها..فقالت: بسم الله فقالت ابنة فرعون: الله.. أبي؟ فصاحت الماشطة بابنة فرعون: كلا.. بل الله.. ربي.. وربُّك.. وربُّ أبيك فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها..ثم أخبرت أباها بذلك.. فعجب أن يوجد في قصره من يعبد غيره فدعا بها.. وقال لها: من ربك ؟ قالت : ربي وربك الله فأمرها بالرجوع عن دينها.. وحبسها.. وضربها.. فلم ترجع عن دينها.. فأمر فرعون بقدر من نحاس فمُلئت بالزيت.. ثم أُحمي.. حتى غلا وأوقفها أمام القدر.. فلما رأت العذاب.. أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى.. فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة.. الأيتام الذين تكدح لهم.. وتطعمهم.. فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة.. تدور أعينهم.. ولا يدرون إلى أين يساقون فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون.. فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي.. وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها.. وألقمته ثديها فلما رأى فرعون هذا المنظر..أمر بأكبرهم.. فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلي.. والغلام يصيح بأمه ويستغيث.. ويسترحم الجنود.. ويتوسل إلى فرعون.. ويحاول الفكاك والهرب وينادي إخوته الصغار.. ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين.. وهم يصفعونه ويدفعونه.. وأمه تنظر إليه.. وتودّعه فما هي إلا لحظات.. حتى ألقي الصغير في الزيت.. والأم تبكي وتنظر.. وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة.. حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل.. وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت.. نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله.. فأبت عليه ذلك.. فغضب فرعون.. وأمر بولدها الثاني فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث.. فألقي في الزيت.. وهي تنظر إليه.. حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه.. والأم ثابتة على دينها..موقنة بلقاء ربها ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب إلى القدر المغلي ثم حمل وغيب في الزيت.. وفعل به ما فعل بأخويه والأم ثابتة على دينها.. فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت فأقبل الجنود إليه.. وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه.. فلما جذبه الجنود.. بكى وانطرح على قدمي أمه.. ودموعه تجري على رجليها.. وهي تحاول أن تحمله مع أخيه.. تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها.. فحالوا بينه وبينها.. وحملوه من يديه الصغيرتين.. وهو يبكي ويستغيث.. ويتوسل بكلمات غير مفهومة.. وهم لا يرحمونه.. وما هي إلا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي وغاب الجسد وانقطع الصوت وشمت الأم رائحة اللحم.. وعلت عظامه الصغيرة بيضاء فوق الزيت يفور بها تنظر الأم إلى عظامه.. وقد رحل عنها إلى دار أخرى وهي تبكي.. وتتقطع لفراقه طالما ضمته إلى صدرها.. وأرضعته من ثديها طالما سهرت لسهره.. وبكت لبكائه كم ليلة بات في حجرها.. ولعب بشعرها كم قربت منه ألعابه.. وألبسته ثيابه جاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك.. فالتفتوا إليها.. وتدافعوا عليها.. وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها.. وكان قد التقم ثديها.. فلما انتزع منها.. صرخ الصغير.. وبكت المسكينة.. فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها.. أنطق الصبي في مهده وقال لها : يا أماه اصبري فإنكِ على الحق ثم انقطع صوته عنها.. وغيِّب في القدر مع إخوته.. ألقي في الزيت.. وفي فمه بقايا من حليبها وفي يده شعرة من شعرها وعلى أثوابه بقية من دمعها وذهب الأولاد الخمسة.. وهاهي عظامهم يلوح بها القدر..ولحمهم يفور به الزيت تنظر المسكينة.. إلى هذه العظام الصغيرة عظام من؟ إنهم أولادها.. الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكاً وسرورا إنهم فلذات كبدها.. وعصارة قلبها.. الذين لما فارقوها.. كأن قلبها أخرج من صدرها.. طالما ركضوا إليها.. وارتموا بين يديها.. وضمتهم إلى صدرها.. وألبستهم ثيابهم بيدها.. ومسحت دموعهم بأصابعها ثم هاهم يُنتزعون من بين يديها.. ويُقتلون أمام ناظريها.. وتركوها وحيدة وتولوا عنها.. وعن قريب ستكون معهم كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب.. بكلمة كفر تسمعها لفرعون.. لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى ثم.. لمّا لم يبق إلا هي.. أقبلوا إليها كالكلاب الضارية.. ودفعوها إلى القدر.. فلما حملوها ليقذفوها في الزيت.. نظرت إلى عظام أولادها.. فتذكرت اجتماعها معهم في الحياة.. فالتفتت إلى فرعون وقالت: لي إليك حاجة فصاح بها وقال: ما حاجتك ؟ فقالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد ثم أغمضت عينيها.. وألقيت في القدر.. واحترق جسدها.. وطفت عظامها لله درّها.. ما أعظم ثباتها.. وأكثر ثوابها.. ************ ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها.. فحدّث به أصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقي: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، قلت: ما هذه الرائحة؟ فقيل لي: هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها الله أكبــر تعبت قليلاً.. لكنها استراحت كثيراً.. مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها.. وجاورت ربها ************ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: من دخل الجنة ينعم لا يبؤس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. وله في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر..ومن دخل إلى الجنة نسي عذاب الدنيا ولكن لن يصل أحد إلى الجنة إلا بمقاومة شهواته.. فلقد حفت الجنة بالمكاره.. وحفت النار بالشهوات.. فاتباع الشهوات في اللباس.. والطعام.. والشراب.. والأسواق.. طريق إلى النار.. قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات فاتعبي اليوم وتصبَّري.. لترتاحي غداً فإنه يقال لأهل الجنة يوم القيامة: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ أما أهل النار فيقال لهم: اَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ صدق الله العظيم ************ من كتـاب : إنهـا ملكـة للشيـخ: محمد بن عبدالرحمن العريفي | |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 457 تاريخ التسجيل : 10/06/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الإثنين 17 يناير - 20:01 | |
| جزاك الله خيررر
وجعله فى موازين حسناتك
لك جزيل الشكر
وننتظر مواضيعك الرائعة
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 457 تاريخ التسجيل : 10/06/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الإثنين 17 يناير - 20:05 | |
| وآود آن آشارك معكم
آلسيرة آلذآتية للدكتور / آحمد زويل
السيرة الذاتية ولد االدكتور أحمد زويل في مدينة دمنهور بجمهورية مصر العربية في السادس والعشرون من فبراير عام 1946, وبدأ تعليمه الأولي بمدينة دمنهور ثم انتقل مع الأسرة الي مدينة دسوق مقر عمل والده حيث أكمل تعليمه حتي المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية العلوم جامعة الاسكندرية عام 1963 وحصل علي بكالوريوس العلوم قسم الكيمياء عام1967 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وكان يقيم أثناء سنوات الدراسة الجامعية بمنزل خاله المرحوم علي ربيع حماد بالعنوان 8 ش 10بمنشية إفلاقة .بدمنهور ثم حصل بعد ذلك علي شهادة الماجستير من جامعة الأسكندرية
وبدأ الدكتور أحمد زويل مستقبله العملي كمتدرب في شركة "شل" في مدينة الأسكندرية عام 1966 واستكمل دراساته العليا .بعد ذلك في الولايات المتحدة حيث حصل علي شهادة الدكتوراه عام 1974 من جامعة بنسلفانيا
وبعد شهادة الدكتوراه, انتقل الدكتور زويل الي جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا وانضم لفريق الأبحاث هناك. وفي عام 1976.عين زويل في كلية كالتك كمساعد أستاذ للفيزياء الكيميائية وكان في ذلك الوقت في سن الثلاثين
وفي عام 1982 نجح في تولي منصب أستاذا للكيمياء وفي عام 1990 تم تكريمه بالحصول علي منصب الأستاذ الأول للكيمياء .في معهد لينوس بولينج
وفي سن الثانية والخمسين فاز الدكتور أحمد زويل بجائزة بنيامين فرانكلين بعد اكتشافه العلمي المذهل المعروف بإسم "ثانية الفيمتو" أو "Femto-Second" وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية, ولقد تسلم جائزته في إحتفال كبير حضره 1500 مدعو من أشهر العلماء والشخصيات العامة مثل الرئيسان الاسبقان للولايات المتحدة الامريكية جيمي كارتر وجيرالد فورد .وغيرهم
وفي عام 1991 تم ترشيح الدكتور أحمد زويل لجائزة نوبل في الكيمياء وبذلك يكون أول عالم عربي مسلم يفوز بتلك الجائزة في الكيمياء منذ أن فاز بها الدكتور نجيب محفوظ عام 1988 في الأدب والرئيس الراحل محمد أنور السادات في السلام عام .1978
وللدكتور أحمد زويل أربعة أبناء وهو متزوج من "ديما زويل" وهي تعمل طبيبة في مجال الصحة العامة, وهو يعيش حاليا في .سان مارينو بولاية كاليفورنيا
ويشغل الدكتور أحمد زويل عدة مناصب وهي الأستاذ الاول للكيمياء فى معهد لينوس بولينج وأستاذا للفيزياء في معهد .كاليفورنيا للتكنولوجيا ومدير معمل العلوم الذرية
وأبحاث الدكتور زويل حاليا تهدف الي تطوير استخدامات أشعة الليزر للإستفادة منها في علم الكيمياء والأحياء, أما في مجال الفيمتو الذي تم تطويره مع فريق العمل بجامعة كالتك فإن هدفهم الرئيسي حاليا هو استخدام تكنولوجيا الفيمتو في تصوير.العمليات الكيميائية وفي المجالات المتعلقة بها في الفيزياء والأحياء
| |
|
| |
الشباسى عضو ذهبى
عدد المساهمات : 341 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| |
| |
ايه مشرفة
عدد المساهمات : 1354 تاريخ التسجيل : 04/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 25 يناير - 19:59 | |
| المعتصم بالله بلغه أن ملك الروم الظالم خرج وأغار على بلاد الإسلام، وأن امرأة مسلمة صاحت وهي في أيدي جند الروم: (وامعتصماه!!) فأجابها على الفور وهو جالس على سرير ملكه (لبيك لبيك!!) وجهز جيشًا عظيمًا ليثأر لكرامة امرأة مسلمة أهانها أعداء الله!! هو الخليفة أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد، الذي عرف بالمعتصم بالله، ولد سنة 180هـ، وكان يقال له المثمن؛ لأنه ثامن الخلفاء من بني العباس ولأنه استمر في ملكه ثماني سنين وفتح ثمانية فتوح، وأسر ثمانية ملوك. كان المعتصم شجاعًا، كتب إليه ملك الروم يهدده، فأمر أن يقرءوا له رسالته، فلما قرأها أمر برميها، وقال للكاتب اكتب: (أما بعد.. فقد قرأت كتابك، وسمعت خطابك والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار) وكانت له فتوحات وغزوات كثيرة في سبيل الله، قيل: إنه لما أراد غزو (عمورية) زعم المنجمون أنه لن ينتصر، وطلبوا منه ألا يخرج، ولكنه خرج وانتصر بإرادة الله. وكان المعتصم كريم الخلق، متواضعًا، يحكي عنه أنه خرج مع أصحابه في يوم ممطر، وتفرق عنه أصحابه، فبينما هو يسير إذ رأي شيخًا معه حمار عليه حمل شوك، وقد وقع الحمار وسقط الحمل، والشيخ قائم ينتظر من يمر به فيساعده، فنزل المعتصم عن دابته، وخلص الحمار عن الوحل، ورفع عليه حمله وانتظر أصحابه حتى جاءوا، وأمرهم أن يسيروا مع الشيخ ليعينوه. كما كان المعتصم سخيًّا، فلقد روى أحمد بن أبي داود: تصدق المعتصم على يدي، ووهب ما قيمته ألف ألف درهم، وفي عهده كثر العمران، وبنيت القصور وارتفع البنيان، وقد مرض المعتصم فأخذ يقول: ذهبت الحيلة، فليس حيلة، ولقي ربه في سنة 227هـ بعد حياة حافلة بالأعمال النافعة للمسلمين.
الحقوق محفوظة لكل مسلم
|
|
| |
|
| |
nana مشرفة المرأة والطفل
عدد المساهمات : 222 تاريخ التسجيل : 01/01/2011
| |
| |
هدوء الليل عضو مميز
عدد المساهمات : 793 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| |
| |
وفاء عضوVIP
عدد المساهمات : 885 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 6 فبراير - 18:07 | |
| |
| <table border="0" cellspacing="2" width="100%"><tr align="right" valign="top"><td>
السيرة الذاتية للدكتور محمـد سـليم العـوَّا البيانات الشخصية: الاسم: محمد سليم العوَّا تاريخ الميلاد: 22/12/1942م. المهنة: محام بالنقض ومحكم دولي، أستاذ جامعي سابق. الحالة الاجتماعية: متزوج وله ثلاث بنات وولدان، وسبعة من الحفدة.
المؤهلات العلمية: 1- دكتوراه الفلسفة ( في القانون المقارن ) من جامعة لندن – 1972. 2- دبلوم القانون العام من كلية الحقوق - جامعة الإسكندرية – 1965. 3- دبلوم الشريعة الإسلامية من كلية الحقوق - جامعة الإسكندرية – 1964. 4- ليسانس الحقوق من كلية الحقوق - جامعة الإسكندرية - 1963. الخبرات: 1- الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. 2- عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة. 3- عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي ـ منظمة المؤتمر الإسلامي. 4- عضو عامل في أكاديمية مؤسسة آل البيت المَلَكِيّة للفكر الإسلامي، الأردن. 5- رئيس جمعية مصر للثقافة والحوار. 6- عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ـ طهران ـ الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
7- عضو مؤسس في الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وعضو لجنته الإدارية. 8- عضو المجلس الأعلى ومجلس الخبراء لمركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن. 9- عضو من الخارج في مجلس كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة. 10- عضو مجلس إدارة مركز الدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة (مركز تابع لكلية دار العلوم). 11- عضو مؤسس وعضو اللجنة التنفيذية لمركز دراسات العالم الإسلامي (مالطة). 12- عضو هيئة تحرير مجلة المسلم المعاصر. 13- عضو الهيئة الاستشارية لمجلة (Law & Religion) التي تصدرها كلية الحقوق بجامعة Hamline في ولاية Minnesota الأمريكية. 14- عضو الهيئة الاستشارية لمجلة (الحياة الطيبة) التي يصدرها معهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم العالي للشريعة والدراسات الإسلامية، بيروت، لبنان. 15- عضو مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان (1994-2000). 16- أستاذ محاضر بكلية الحقوق جامعة عين شمس (دبلوم التحكيم وبرنامج الزمالة في التحكيم التجاري الدولي). 17- أستاذ غير متفرغ بحقوق الزقازيق ( 1985 - 1994 ). 18- مستشار مكتب التربية العربي لدول الخليج ـ الرياض ـ المملكة العربية السعودية 1979 - 1985. 19- أستاذ للفقه الإسلامي والقانون المقارن ـ قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الرياض (الملك سعود حالياً ) ـ الرياض ـ المملكة العربية السعودية 1974 - 1979. 20- أستاذ مساعد للقانون المقارن ـ كلية عبد الله بايرو ـ جامعة أحمد وبللو ـ كانو ـ نيجيريا 1972-1974. 21- طالب بحث (متفرغ) بقسم الدكتوراه ـ مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية ـ جامعة لندن 1969 - 1972. 22- محام بإدارة الفتوى والتشريع بمجلس الوزراء الكويتي 1967 - 1969 ( في إعارة من هيئة قضايا الدولة المصرية ). 23- محام في هيئة قضايا الدولة بمصر 1966 - 1971. 24- وكيل النائب العام 1963 - 1966.
النشاطات العلمية: 1- أستاذ زائر في القانون المقارن لكلية الدراسات الاجتماعية بجامعة أم درمان الإسلامية ـ السودان 1976 و1977. 2- عضو اللجنة الفنية لتعديل القوانين السودانية بما يتفق مع الشريعة الإسلامية، 1977 – 1980. 3- عضو المجلس التنفيذي للمعهد العالمي للاقتصاد والبنوك الإسلامية، 1981 (حتى انتهاء عمل المعهد في 1985). 4- ممتحن خارجي لدراسات برنامج الأنظمة (القوانين) في معهد الإدارة العامة بالرياض في السنوات من 1974 إلى 1983. 5- قدم استشارات لجامعة قطر لإعداد مشروع قانونها ولائحتها التنفيذية، 1982. 6- قدم استشارات لتعديل مناهج الدراسات الإسلامية والعربية لجامعة محمد الخامس ـ المغرب 1985. (بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور أحمد المهدي عبد الحليم الأستاذ بكلية التربية، جامعة عين شمس). 7- كلف بإعداد : إعلان مكتب التربية العربي لدول الخليج لأخلاق مهنة التعليم ( صدر عن مؤتمر وزراء التربية بدول الخليج ) 1985. 8- كلف بإعداد ميثاق الدوحة للناشرين الخليجيين (صدر عن مؤتمر وزراء التربية بدول الخليج) 1985. 9- شارك في إعداد وكلف بتحرير كتاب: مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب التربية العربي لدول الخليج، 1985. 10- عضو المجموعة القانونية الاستشارية لبنك فيصل الإسلامي المصري، 1985 – 1994. 11- أشرف على، واشترك في مناقشة، رسائل للماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية والقانون المقارن والعلوم السياسية بجامعات الرياض (الملك سعود) والإمام محمد بن سعود الإسلامية، والقاهرة، وعين شمس. 12- عضو مجلس أمناء جامعة الخليج العربي ـ البحرين ـ (ضمن ثلاث من الشخصيات العربية ذات الوزن الدولي في مجال التعليم العالي طبقاً النظام الأساسي للجامعة) 1986 – 1989. 13- عضو اللجنة الدولية لإعادة النظر في قوانين السودان الإسلامية، 1986 - 1987 (لجنة من ثمانية من العلماء ورجال القانون شكلتها حكومة السودان ـ بعد الرئيس جعفر نميري ـ للنظر في القوانين الإسلامية واقتراح تعديلها بما يجعلها أكثر اتفاقاً مع الشريعة الإسلامية وملاءمة لواقع السودان، وقد قدمت اللجنة تقريرها إلى الحكومة السودانية وتم اعتماد توصياتها بقرار الجمعية التأسيسية في السودان). 14- عضو الجمعية الدولية للعلماء الاجتماعيين المسلمين (الولايات المتحدة الأمريكية). 15- شارك في تحرير كتاب التربية العربية والإسلامية (وهو مرجع في ثلاثة مجلدات يجمع أصول التربية الإسلامية ومفكريها ومدارسها، وصدر المجلد الأول منه عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ـ تونس 1987، والمجلدان الثاني والثالث عن مجمع آل البيت بالأردن ومكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض عام 1988). 16- شارك في إعداد وتحرير موسوعة الشروق للفكر الإسلامي (القاهرة 1993 ـ مستمرة في الصدور). 17- شارك في تحرير موسوعة سفير الإسلامية للناشئين (القاهرة 1995 ـ مستمرة في الصدور). 18- شارك في تحرير الموسوعة الإسلامية التركية (استنبول 1994 ـ مستمرة في الصدور). 19- حرر كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية (دراسات في قضايا المنهج ومجالات التطبيق)، مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن 2006. 20- حرر (بالاشتراك) كتاب (الإرهاب جذوره، أنواعه، سبل علاجه)، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، 2005. 21- له مئات من الدراسات والبحوث والمقالات المنشورة في كتب قانونية وفقهية متخصصة، وفي المجلات القانونية والإسلامية والثقافية. 22- شارك في عديد من المؤتمرات والندوات العلمية القانونية والإسلامية والتربوية في مختلف أنحاء العالم. مؤلفات باللغة العربية: (أ) الكـتب : 1- في النظام السياسي للدولة الإسلامية، الطبعة الأولى 1975، الطبعة التاسعة 2008، دار الشروق، القاهرة. 2- في أصول النظام الجنائي الإسلامي، الطبعة الأولى 1979، دار المعارف بمصر، الطبعة الخامسة 2007، دار نهضة مصر،القاهرة. 3- تفسير النصوص الجنائية، دار عكاظ، جدة 1981. 4- الأقباط والإسلام : حوار 1987، دار الشروق 1987، القاهرة (نفد). 5- العبث بالإسلام في حرب الخليج، 1990، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة. 6- الأزمة السياسية والدستورية في مصر ( 1987 – 1990) 1991، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة. 7- أزمة المؤسسة الدينية في مصر، 1998، دار الشروق، القاهرة. 8- الحق في التعبير، الطبعة الثانية 2003، دار الشروق، القاهرة. 9- الفقه الإسلامي في طريق التجديد، الطبعة الثالثة 2007، سفير الدولية للنشر، القاهرة؛ الطبعة الرابعة 2008 دار الزمن، المغرب. 10- طارق البشري فقيهاً،1999، دار الوفاء، المنصورة. 11- الإسلاميون والمرأة، 2000، دار الوفاء، المنصورة. 12- شخصيات ومواقف عربية ومصرية، 2004، دار المعرفة، بيروت. 13- النظام السياسي في الإسلام، 2004،حوار مع الدكتور برهان غليون، دار الفكر، دمشق. 14- للدين والوطن: فصول في علاقة المسلمين بغير المسلمين، دار نهضة مصر، الطبعة الثالثة، 2009. 15- القاضي والسلطان، 2006، دار الشروق، القاهرة. 16- بين الآباء والأبناء، تجارب واقعية، الطبعة الرابعة 2008، نهضة مصر، القاهرة. 17- دور المقاصد في التشريعات المعاصرة، الطبعة الثانية 2006، مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن. 18- ثورة يوليو والإسلام، 2006، دار الشروق الدولية، القاهرة. 19- العلاقة بين السنة والشيعة، الطبعة الأولى 2006، سفير الدولية للنشر؛ الطبعة الثانية 2006 دار الزمن، المغرب. 20- الدين والدولة في التجربة المصرية، 2007، سفير الدولية للنشر، القاهرة. 21- في ظلال السيرة: الحديبية، 2007، مكتبة وهبة، القاهرة. 22- دراسات في قانون التحكيم، 2007 المركز العربي للتحكيم، القاهرة. 23- الإسلام والعصر، الطبعة الأولى، مكتبة الشروق الدولية، مصر 2007 والطبعة الثانية 2008. 24- الوسطية السياسية، 2007، المركز العالمي للوسطية، الكويت. 25- مقاصد السكوت، الطبعة الأولى 2007، مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن. 26- أسرتنا بين الدين والخلق، 2008، دار المعرفة، بيروت.
(ب) الدراسات والبحوث: 1- جريمة شرب الخمر وعقوبتها في الشريعة الإسلامية، المجلة العربية للدفاع الاجتماعي، (المنظمة العربية للدفاع الاجتماعي ـ جامعة الدول العربية) العدد الخامس، 1973. 2- الدين المزعوم للقانون الروماني على الشريعة الإسلامية، بحث مترجم من الإنجليزية إلى العربية مع تعليقات وتعقيبات، نشر ضمن كتاب الشريعة الإسلامية والقانون الروماني، دار البحوث العلمية، بيروت، 1973. 3- السنة التشريعية وغير التشريعية، المسلم المعاصر، العدد الافتتاحي، بيروت 1974. 4- قضاء المظالم في الشريعة الإسلامية وتطبيقه في المملكة العربية السعودية، مجلة إدارة قضايا الحكومة، القاهرة 1974. 5- بين الاجتهاد والتقليد، المسلم المعاصر، العدد الرابع، بيروت 1975. 6- التعزير في الفقه الجنائي الإسلامي، مجلة إدارة قضايا الحكومة، العدد الأول، السنة الثالثة والعشرون، 1976. 7- مبدأ الشرعية في القانون الجنائي المقارن، المجلة العربية للدفاع الاجتماعي، العدد السابع، مارس 1978. 8- أسس التشريع الجنائي الإسلامي مع الإشارة بصفة خاصة إلى مبدأ الشرعية، المجلة العربية للدفاع الاجتماعي، العدد العاشر - أكتوبر 1979. 9- النظام القانوني الإسلامي في الدراسات الاستشراقية المعاصرة، فصل في كتاب: مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية، صدر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب التربية العربي لدول الخليج 1985. 10- مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية (دراسة عن كتاب)، المجلة العربية للثقافة (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) العدد الثامن، مارس 1985. 11- صحيفة المدينة والشورى النبوية، دراسة قدمت إلى ندوة النظم الإسلامية (أبو ظبي: 11-3/11/1984) ونشرت ضمن بحوث الندوة في كتاب صدر عن مكتب التربية العربي لدول الخليج ـ الرياض 1987. 12- الجرائم الخلقية الماسَّة بالأسرة في الشريعة الإسلامية والتشريعات العربية، دراسة قدمت إلى مؤتمر حماية الأسرة الذي نظمته كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، ديسمبر 1985، ونشرت في مجلة المحاماة، العددان 5، 6 مايو ويونيو 1987 ثم أعادت نشره جامعة قطر في العدد الخامس من حولية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، 1987. 13- النظام الإسلامي ووضع غير المسلمين، دراسة قدمت إلى مؤتمر المجلس الإسلامي بالسودان عن: إقامة النظام الإسلامي، فبراير 1987 ونشرت في العدد الخامس من مجلة: الحوار الدولية في السنة نفسها. 14- العرب والشورى بعد أزمة الخليج، ضمن كتاب أزمة الخليج وتداعياتها على الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1991. 15- تنظيم الدفاع عن حقوق الإنسان محاولة للتأصيل من منظور إسلامي، ندوة حقوق الإنسان، المهرجان الثقافي الوطني ـ المملكة العربية السعودية ـ إبريل 1994، ثم نشرت في مجلة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان؛ ثم نشرت في كتاب (حقوق الإنسان في الإسلام)، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن 2004. 16- حقوق المرأة في ضوء المؤتمر العالمي للسكان المنعقد بالقاهرة في سبتمبر 1994، ندوة جمعية الحقوقيين والاتحاد النسائي بدولة الإمارات العربية المتحدة. 17- الدين والبِنَى السياسية وجهة نظر إسلامية، مركز الدراسات المسيحية ـ الإسلامية، جامعة البلمند، طرابلس، لبنان سبتمبر 1996. 18- الوحدة الإنسانية والتعدد الديني، مركز الدراسات المسيحية ـ الإسلامية، جامعة البلمند، طرابلس، لبنان سبتمبر 1996. 19- العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، مفاهيم أساسية. المسلم المعاصر، العدد 85 السنة الثانية والعشرون (أغسطس / أكتوبر 1997). 20- جنسية أبناء المصرية من أجنبي (وجهة نظر إسلامية)، حقوق الإنسان، العدد (29) إبريل 1997. 21- العملية التشريعية من المنظور السياسي والاجتماعي والأخلاقي، مركز الدراسات والبحوث السياسية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، فبراير 1999. 22- مائة عام من الفكر السياسي الإسلامي في مصر، مركز الدراسات والبحوث السياسية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، ديسمبر 1999. 23- رؤى في الإدارة والتربية، كتاب مؤتمر مديري التعليم بالمملكة العربية السعودية، وزارة المعارف، فبراير 2000. 24- نظرات في مسألة الشورى والديمقراطية، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ومجمع الفقه الإسلامي ـ لندن ـ أكتوبر 2000. 25- القدس في ضوء فكرة دار الإسلام ودار الحرب، مجمع البحوث الإسلامية، كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، جامعة لندن، أكتوبر 2000. 26- الاجتهاد المعاصر . . كيف يكون ؟، جامعة الخليج العربي ـ البحرين ـ نوفمبر 2000. 27- المواطنة بين شرعية الفتح وشرعية التحرير، معهد الدراسات العربية والإسلامية ـ لندن، المعهد، العدد الثالث، رجب 1422هـ = تشرين الأول 2001. 28- مشاركة المرأة في العمل العام رؤية إسلامية، مركز البحوث والدراسات السياسية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، يوليو 2001. 29- القيم والتربية، جامعة السلطان قابوس والمجمع الثقافي العربي ـ مسقط ـ أكتوبر 2001. 30- حقوق المدنيين في أثناء النزاعات المسلحة، جنيف، 2002. 31- التيار الإسلامي وتجديد الفكر السياسي، المؤتمر الخامس عشر لقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، يناير 2002. 32- أهل الذمة في النظام الحقوقي الإسلامي، رؤية إسلامية معاصرة، مجلة الحياة الطيبة، عدد (11) بيروت 2003. 33- تعقيب على ورقة الدكتور جورج جبور المعنونة: (تأملات موجزة في العلاقة بين الأديان من الحرب إلى السلم)، المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان، تونس، يونيو 2003. 34- جهود القرضاوي لخدمة السنة النبوية، في مجلد تكريم الشيخ يوسف القرضاوي بمناسبة بلوغه السبعين، كلية الشريعة والقانون، جامعة قطر، 2003. 35- القيم التي أسهمت في صنع الحضارة العربية الإسلامية، الحوار المصري الألماني، الإسكندرية، سبتمبر 2003. 36- الثقافة العربية الإسلامية.. إشكالية الثوابت والمتغيرات في ظل العولمة وحوار الحضارات، برنامج حوار الحضارات، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، يناير 2004. 37- ثقافة التغيير: وجهة نظر إسلامية، دراسة مقدمة إلى مؤتمر مؤسسة الفكر العربي الثالث، مراكش، المغرب 2004. 38- تعقيب على دراسة: في معنى التنوير للدكتور فيصل دراج، ندوة حصيلة العقلانية والتنوير في الفكر العربي المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ديسمبر 2004. 39- المعلم وثقافة الأمة، دراسة مقدمة إلى المؤتمر الدولي الثالث لكلية التربية، جامعة السلطان قابوس، مسقط، سلطنة عمان، مارس 2004. 40- المذهبية والوحدة الفكرية الإسلامية، المؤتمر الإسلامي الدولي، مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، عمان، الأردن، يوليو 2005. 41- التسامح من منظور إسلامي، اللجنة الوطنية لليونسكو، بيروت، نوفمبر 2005. 42- الشهادة بين قيم الدين وقيم المواطنة، معهد المعارف الحِكمية، بيروت، مايو 2007. 43- مدى جواز حصر الإفتاء في جهة معينة في كل دولة، المركز العالمي للوسطية، الكويت، نشر في كتاب مؤتمر الإفتاء في عالم مفتوح. مايو 2007. 44- المسلم والآخر، مكتبة الإسكندرية، أكتوبر 2007. 45- الاجتهاد وشروط ممارسته، دراسة في كتاب الإسلام والتطرف الديني، تحرير أ.د. الطيب زين العابدين، القاهرة 2008. 46- العنف الأسري، مؤتمر الحماية القانونية للأسرة، البحرين، ديسمبر 2008.
* باللغة الإنجليزية: 1. Ijtihad in Islamic Law, The Muslim, June, London, 1972. 2. The Place of Custom in Islamic Legal Theory, Islamic Quarterly, London, Dec. 1973. 3. On The Political System Of The Islamic State, American Trust Pub. Indianapolis, U.S.A., 1980. ( 5th . ED. 2002). 4. Punishment In Islamic Law, American Trust Pub. . Indianapolis, U.S.A., 1982. (6th ED. 2003). 5. Basic Principles Of the Islamic Penal System, A chapter in : Islamic Criminal System, (Sh. Bassiouni, Editor ) New York, 1982. 6. Approaches To Shari`a, Journal Of Islamic Studies, 2:2 Oxford, 1991. 7. Pluralism In Islamic Political Thought, a chapter in : Islam and Democracy, (Dr. Azzam Tamimi, Editor) London, 1993. 8. Coulson’s Approach to Sunna as a source of Islamic Law, conference on Hadith : Text and History, SOAS, London, March 1998. 9. Islam and Other Faiths, in: The Road Ahead (A Christian-Muslim Dialogue), Building Bridges Seminar, Lambeth Palace, London, January 2002, Published in a book with the same title (Michael Ipgrave, Editor), Church House Publishing, London, 2002. 10. A Note on Islamic Faith and Law, American University in Cairo, February 2002.
من البحوث المنشورة في قانون التحكيم: 2- اختيار المحكَّم وواجباته، دراسة قدمت إلى مؤتمر التحكيم الأول بنقابة المهندسين ونشرت في كتاب المؤتمر القاهرة، 1991. 3- اختيار المحكَّمين واختيار أماكن التحكيم، الدورة الثالثة لإعداد المحكَّمين في المنازعات الهندسية، نقابة المهندسين، القاهرة، 1992. 4- إجراءات التحكيم وحالات البطلان في منازعات عقود FIDIC، الدورة الرابعة لإعداد المحكَّمين في المنازعات الهندسية، نقابة المهندسين، القاهرة، 1993. 5- القانون رقم 27 لسنة 1994 في شأن التحكيم التجاري في مصر، دراسة قدمت إلى ندوة جمعية المهندسين المصرية عن التحكيم في ظل القانون الجديد، القاهرة 1995. 6- حكم التحكيم وبطلانه، 1998. 7- التحكيم في قوانين البلاد العربية، 1998. 8- إدارة التحكيم: دراسة في الإجراءات المدنية، 1999. 9- اختيار المحكمين ومكان التحكيم، الدورة الأولى للعقود وإعداد المحكمين، اتحاد المهندسين العرب، عمان 2000. 10- سلوك المحكمين، مجلة التحكيم العربي، العدد الثالث، القاهرة، أكتوبر 2000. 11- حكم التحكيم، دمشق 2001. 12- إجراءات التحكيم في القانون المصري، مجلة التحكيم العربي، العدد الرابع، القاهرة، أغسطس 2001. 13- شرط التحكيم في الفقه الإسلامي، ندوة التحكيم في الشريعة الإسلامية، مركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، دبي 2001. 14- مدى جواز تعديل حكم التحكيم في القانون المصري، مجلة التحكيم العربي، العدد الخامس، القاهرة، سبتمبر 2002. 15- التحكيم وشرطه في الفقه الإسلامي، المؤتمر الثاني للتحكيم الهندسي، الرياض 2002. 16- التحكيم في الأعمال المصرفية الإلكترونية، الإمارات، 2003. 17- القانون واجب التطبيق في منازعات التحكيم، دورة إعداد المحكمين العرب الدوليين، القاهرة 2007. 18- مبدأ السرية في التحكيم: ما له وما عليه، برنامج إعداد المحكمين، مركز التحكيم، كلية الحقوق، جامعة عين شمس، القاهرة، مارس 2008. 19- مراكز التحكيم العشوائية في العالم العربي، المؤتمر السادس للاتحاد العربي للتحكيم الدولي، عمان، ديسمبر 2008.
من النشاطات المهنية في مجال التحكيم التجاري:
محاميًا في عديد من قضايا التوفيق والتحكيم المحلية والدولية، من أهمها: 1- تحكيم بنك فيصل الإسلامي المصري ضد شركة مصر للسياحة، القاهرة 1985. 2- تحكيم المكتب الإسلامي للطباعة والنشر (بيروت) ضد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، عمّان، الأردن 1987. 3- تحكيم شركة الأندلس للتنمية والتعمير ضد شركة أبو الخير للمقاولات الإسكندرية 1987. 4- تحكيم شركة جيتكو (وكلاء تيسن للمصاعد) ضد الشركة العربية للمقاولات، القاهرة 1988 . 5- تحكيم شركة إيجوث ضد شركة شيراتون العالمية (في شأن المراكب العائمة)، القاهرة 1989. 6- تحكيم شركة جيتكو (وكلاء تيسن للمصاعد) ضد شركة إنبي لخدمات البترول، القاهرة 1989. 7- تحكيم بنك فيصل الإسلامي المصري ضد شركة مستشفى مصر الدولي، القاهرة 1990. 8- تحكيم شركة إيجوث ضد شركة شيراتون العالمية (في شأن فندق شيراتون القاهرة) القاهرة 1991. 9- تحكيم شركة جيتكو للمصاعد ضد نقابة المهندسين المصرية، القاهرة 1991. 10- تحكيم شركة جيتكو ضد شركة يونيناتشر (مستشفى جامعة المنصورة)، القاهرة 1991. 11- تحكيم بنك فيصل الإسلامي المصري ضد آيات أبو خطوة، القاهرة 1992. 12- التوفيق بين شركة فنادق ماريوت العالمية وشركة إيجوث (في شأن فندق ماريوت القاهرة) القاهرة 1992. 13- تحكيم الشركة المصرية العربية للمقاولات ضد الهيئة العامة للصرف الصحي، القاهرة 1992. 14- التوفيق بين شركة إيجوث ونادي البحر الأبيض المتوسط (في شأن فندق عمر الخيام بالقاهرة) القاهرة 1992. 15- تحكيم الناغي (أحمد) ضد الناغي (يوسف) [شركة مساهمة عائلية]، جدة 1990 ولندن 1992. 16- American House Spining Inc. - V- American Schlafhorst Inc, Atlanta and South Carolina, U.S.A. 1992. 17- تحكيم شركة جيتكو ( وكلاء تيسن للمصاعد ) ضد شركة سورتكس - فرنسا، زيوريخ 1993. 18- تحكيم الشركة المصرية العربية للمقاولات ضد هيئة مياه القاهرة، القاهرة 1993. 19- تحكيم شركة الفنادق المصرية ضد شركة وينا الدولية للفنادق ( بشأن فندق النيل )، القاهرة 1993. 20- تحكيم شركة جروبي جروبي ضد شركة إيرست لخدمات الفنادق والمطاعم، القاهرة 1994. 21- تحكيم شركة الحجاز للتنمية ضد شركة الأندلس والحجاز للمقاولات، الإسكندرية 1994. 22- تحكيم الشركة المصرية العربية للمقاولات ضد الهيئة العامة للمياه والصرف الصحي بالقاهرة، القاهرة 1994. 23- تحكيم الشركة المصرية العربية للمقاولات ضد شركة موريس كاندسن الأمريكية، القاهرة 1994. 24- تحكيم شركة الفنادق المصرية ضد شركة أكور للإدارة الفندقية، القاهرة 1994. 25- تحكيم شركة النيل للإسكان ضد بنك فيصل، القاهرة 1994. 26- تحكيم الشركة العربية لمواد التعمير ضد شركة النصر العامة للمقاولات، القاهرة 1994. 27- تحكيم شركة إدارة المركز الدولي للتجارة في دبيّ ضد حاكم دبيّ، أمستردام، دبيّ، لندن 1994 و 1995.
28- تحكيم شركة الفنادق المصرية ضد شركة نادي البحر الأبيض المتوسط (فندق آمون أسوان)، القاهرة 1995. 29- تحكيم الشركة الدولية للخدمات الملاحية ضد بنك الفجيرة الوطني، لندن 1995. 30- تحكيم شركة الفنادق المصرية ضد شركة وينا الدولية للفنادق ( فندق الأقصر ) القاهرة، 1996. 31- تحكيم شركة إيجوث ضد شركة أوبروي (فندق مينا هاوس أوبروي ) القاهرة 1996. 32- تحكيم شركة الفنادق المصرية ضد شركة هلنان العالمية (فندق شبرد وفلسطين) القاهرة، 1997. 33- تحكيم شركة الفنادق المصرية ضد شركة إيفادكو (فندق شهر زاد) القاهرة، 1997. 34- تحكيم شركة ايفادكو ضد شركة الفنادق المصرية، القاهرة ،1998-1999. 35- تحكيم شركة فيبرو للأساسات الميكانيكية ضد شركة فينوس للإستيراد والمقاولات، القاهرة 1998. 36- تحكيم شركة شيراتون العالمية ضد شركة ايجوث حول الفنادق العائمة، القاهرة 1999. 37- تحكيم شركة ايجوث ضد شركة شيراتون العالمية حول مخصص الإحلال والتجديد، القاهرة 1999. 38- تحكيم شركة الإسكندرية للأنفاق ضد شركة فونديشن انجينيرنج، القاهرة ،1999. 39- تحكيم مجموعة شركات الفايد ( محمد الفايد وشركاه ) ضد سمو حاكم دبي، كوبنهاجن ولندن ودبي 1998-1999. 40- تحكيم نابكنتراكت للمقاولات ضد شركة أكتوبر للتنمية والاستثمار العقاري، القاهرة 1999. 41- تحكيم المصرف الإسلامي الدولي للاستثمار والتنمية ضد الشركة الدولية للصوتيات والمرئيات، القاهرة 2001. 42- تحكيم شركة نابكنتراكت للمقاولات ضد شركة مدرسة الأمل، القاهرة 2001. 43- تحكيم المصرف الإسلامي الدولي للاستثمار والتنمية ضد الشركة الدولية للصوتيات والمرئيات، القاهرة 2001. 44- تحكيم شركة محمد هاشم الصفدي ضد سعد عبد العزيز العلي المطوع، القاهرة 2001. 45- تحكيم شركة نابكنتراكت ضد شركة قناة السويس للخدمات التعليمية، القاهرة 2001. 46- تحكيم الجمعية التعاونية للمقاولات ضد الشركة الوطنية للمصاعد، القاهرة 2002. 47- تحكيم شركة الإسكندرية للرخام والجرانيت ضد اتحاد المقاولون العرب وبلفوربيتي، القاهرة 2002. 48- تحكيم شركة جرانيتا للرخام والجرانيت ضد شركة هيونداي للمقاولات، القاهرة 2003. 49- تحكيم الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق (إيجوث) ضد شركة رويال فلاش، القاهرة 2002 -2003. 50- تحكيم شركة الرحاب ضد Crown Iron Works Com.، القاهرة 2002- 2003 . 51- تحكيم شركة جولدن بيراميدز ضد شركة الإسكندرية للإنشاءات، القاهرة 2002 –2003 . 52- تحكيم الشركة السعودية المصرية للاستثمار والتنمية ضد مجموعة أبو الخير الاستشارية، القاهرة 2002 –2003. 53- تحكيم شركة NV. BESIX ضد شركة SETDCO (بشأن إنشاء فندق رويال ميرديان)، القاهرة، 2002 –2003. 54- تحكيم شركة مصر لأعمال الأسمنت المسلح ضد شركة «نسكو» للاستثمارات السياحية، القاهر، 2003-2004. 55- تحكيم السيد/ محمد نذير أبو داود ضد السيد/ فؤاد نمر حدرج (شركة بللادونا للملابس)، القاهرة، 2003-2004. 56- تحكيم شركة أكنتو (مصر) ضد الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، القاهرة، 2003-2004. 57- تحكيم نقابة الأطباء ضد شركة TTT 2004-2006. 58- تحكيم شركة يورو إشبان أويل ضد الهيئة المصرية العامة للبترول 2004. 59- تحكيم شركة المنتزه للسياحة والاستثمار ضد وينجز للفنادق والمجتمعات السياحية 2004. 60- تحكيم شيرانكو ضد فندق ميليا 2004. 61- تحكيم شركة اتحاد المقاولين ضد وزارة الري (مشروع توشكى) 2004. 62- تحكيم شركة مرسى علم ضد شركة دومينافاكينزي 2005. 63- تحكيم شركة سفير ضد بنك المهندس 2005. 64- تحكيم شركة شبه الجزيرة ضد مؤسسة مصر للطيران 2005. 65- تحكيم فندق سويس إن ضد شركة شرم للسياحة والغوص 2005. 66- تحيكم الشركة العالمية للسياحة والفنادق إيجوث ضد هلنان العالمية (ICSID) 2005. 67- تحكيم شركة البردي لصناعة الورق ضد الشركة المصرية لضمان الصادرات، القاهرة 2005. 68- تحكيم بنك دبي ضد شركة الخليج للاستثمارات العقارية، القاهرة 2005. 69- تحيكم شركة المهندسون المصريون ضد هيئة المجتمعات العمرانية، القاهرة 2005. 70- تحكيم الشركة المصرية العربية للمقاولات ضد الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي 2006. 71- تحكيم إسماعيل شبل محمد سعودي ضد الشركة العربية للمشروعات السياحية والتمويل 2006. 72- تحكيم شركة سفير ضد بنك التمويل السعودي 2006. 73- تحيكم خالد الغنام (محاسبون معتمدون) ضد مكتب شوقي وشركاه للمحاسبة 2006. 74- تحكيم شركة كينج توت للإنتاج الإعلامي ضد شركة ميديا إنترناشونال جروب 2006. 75- تحكيم مجموعة عبد الله محمود صالح أبار وشركاه ضد شركة نيسان مصر (عبد المنعم محمد سعودي) 2006. 76- تحكيم هيئة النقل النهري ضد شركة إيجيترانس 2006. 77- تحكيم شركة ناشونال جاز ضد الهيئة المصرية العامة للبترول 2007. 78- تحكيم الشركة المصرية العربية للمقاولات ضد الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بالقاهرة الكبرى 2007. 79- تحكيم المكتب الاستشاري (دكتور ممدوح حمزة وشركاه) ضد مكتبة الإسكندرية 2008. 80- التوفيق (موفق فرد) بين شركة أنظمة الكمبيوتر المتكاملة الدولية (الكويت) والبنك الإسلامي للتنمية (جدة) 2007. 81- تحكيم مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي (لندن) ضد الأستاذ الدكتور رشدي راشد 2008. 82- تحكيم شركة النيل العامة للطرق (ش.م.م) ضد الشركة المصرية للمطارات (ش.م.م) 2008. 83- الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية (ش.م.م) ضد شركة نورثرب جرومان الأمريكية 2008. 84- تحكيم شركة موفينبيك للإدارة الفندقية ضد شركة العالم العربي/مصر للطيران للفنادق 2008. 85- تحكيم شركة أعلام مصر للهندسة والتصنيع (ش.م.م) ضد شركة مصر للمشروعات الميكانيكية والكهربائية (كهروميكا) (ش.م.م) 2008. 86- تحكيم شركة كينج توت للإنتاج الإعلامي ضد شركة إنترناشونال ميديا جروب وشركة العدل جروب 2008. 87- تحكيم شركة كوبادر فارما ضد شركة ألكان (الحكمة) فارما 2008. محكَّم معتمد لدى مركز القاهرة للتحكيم التجاري والدولي. محكَّم معتمد في قائمة المحكَّمين المصرية الصادرة بقرار وزير العدل تنفيذاً للقانون رقم 27 لسنة 1994 في شأن التحكيم التجاري. عمل محكَّماً، رئيساً لهيئة التحكيم، خبير هيئة تحكيم، خبير دفاع أو </td></tr></table> |
| |
|
| |
شعبان المدير
عدد المساهمات : 7712 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأربعاء 9 فبراير - 13:12 | |
| الشيخ أحمد الدمنهوري.. شيخ الأزهر الجيولوجي
المولد والنشأة وُلد أحمد بن عبد المنعم بن صيام سنة (1101هـ= 1689م) بدمنهور، وإليها نُسب فعرف بأحمد الدمنهوري، ودرس في بلدته فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم رحل إلى القاهرة، والتحق بالأزهر صغيرًا، وتلقى فيه العلوم الشرعية واللغوية وغيرها على عدد من مشايخ الأزهر وعلمائه، من أمثال الشيخ عبد الوهاب الشنواني، وعبد الرؤوف البشبيشي، وعبد الجواد المرحومي، وعبد الدائم الأجهوري، وغيرهم.وقد أورد الجبرتي أسماء شيوخ الدمنهوري، والكتب التي درسها عليهم وأجازوه بها، وهي تشمل الفقه على المذاهب الأربعة، وقد جد في تحصيله على هذه المذاهب، حتى أطلق عليه المذاهبي، والتفسير والحديث والمواريث والقراءات والتصوف والنحو والبلاغة، والهندسة والفلك والفلسفة والمنطق.إجازاتـــــه
وقد حفظ لنا الشيخ الدمنهوري في رسالة له مخطوطة بعنوان "اللطائف النورية في المنح الدمنهورية" ما أخذه عن شيوخه وما درسه واستفاده بجهوده الذاتية، وسأنقل طرفًا منها؛ حتى يتبين لك الحركة العلمية في مصر زمن الدمنهوري، وأن ما يصوره بعض الباحثين من ظلام تلك الفترة إنما هو محض افتراء وابتعاد عن الحقيقة، وافتئات على الموضوعية، يقول الدمنهوري:"… أخذت عن أستاذنا الشيخ علي الزعتري الحساب، واستخراج المجهولات، وما توقف عليها كالفرائض والمواريث، والميقات.. وأخذت عن سيدي أحمد القرافي الحكيم بدار الشفاء بالقراءة عليه كتاب الموجز، واللمحة العفيفة في أسباب الأمراض وعلاماتها، وبعضًا من قانون ابن سينا، وبعضًا من منظومة ابن سينا الكبرى.. وقرأت على أستاذنا الشيخ سلامة الفيومي أشكال التأسيس في الهندسة.. وقرأت على الشيخ محمد الشهير بالشحيمي منظومة في علم الأعمال الرصدية (الفلك).. ورسالة في علم المواليد أعني الممالك الطبيعية وهي الحيوانات والنباتات والمعادن…".وكان ينافس الشيخ الدمنهوري في تحصيل تلك العلوم الشيخ حسن الجبرتي والد المؤرخ المعروف عبد الرحمن الجبرتي، وكان فقيهًا حنفيًا، عالمًا باللغة، وتصدر للإمامة والإفتاء وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، ثم ولَّى وجهه شطر العلوم التي كانت تراثًا مستغلقًا، فجمع كتبها، وفك رموزها وأحسن قراءتها والتعامل معها، وظل يتعلم ويدرس، حتى استقام له الأمر، وتمكن في علوم الهندسة والكيمياء والفلك، وصنع الآلات، ولجأ إليه مهرة الصناع يستفيدون من علمه، ودرس عليه كبار المستشرقين الذين كانوا يفدون عليه.ملجأ الأمراء تبوأ الدمنهوري المكانة التي يستحقها من التقدير والإجلال، فقدمه علماء الأزهر لعلمه وفضله، وأنزلوه قدره؛ فتولى مشيخة الجامع الأزهر سنة (1183هـ= 1768م) خلفًا للشيخ عبد الرؤوف محمد السجيني.وكان الخليفة العثماني "مصطفى بن أحمد خان" له عناية ومعرفة بالعلوم الرياضية والفلك، فكان يراسل الشيخ الدمنهوري ويهاديه ويبعث له بالكتب، وكان بفعل ذلك مع الجبرتي الكبير.ويتحدث الجبرتي عن مكانة الدمنهوري بقوله: "هابته الأمراء؛ لكونه كان قوّالا للحق، أمَّارًا بالمعروف، سمحًا بما عنده من الدنيا، وقصدته الملوك من الأطراف وهادته بهدايا فاخرة، وسائر ولاة مصر كانوا يحترمونه، وكان شهير الصيت عظيم الهيبة…".وبلغ من تقدير الأمراء له وتعظيمهم لحرمته أنه لما نشبت فتنة بين طائفة من المماليك وأتباعهم، قصده أحد أمراء الطائفتين مستنجدًا به؛ إذ لم يجد بيتًا آمنا يحتمي به غير بيت الشيخ الدمنهوري في بولاق، فلما طلب خصومه من الشيخ تسليمهم له رفض، ولم يجرؤ واحد منهم على اقتحام بيت الشيخ مراعاة لحقه ومنزلته.مؤلفاتــــه كان الدمنهوري غزير التأليف متنوع الإنتاج الفكري، ومعظم إنتاجه لا يزال مخطوطًا حبيسا لم يرَ النور بعد، ومن مؤلفاته:
- "حلية اللب المصون في شرح الجوهر المكنون"، في البلاغة.
- "نهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف"، في مصطلح الحديث.
- "سبيل الرشاد إلى نفع العباد"، في الأخلاق.
- "رسالة عين الحياة في استنباط المياه"، في الجيولوجيا.
- "القول الصريح في علم التشريح"، في الطب.
- "منهج السلوك في نصيحة الملوك"، في السياسة.
- "الدرة اليتيمة في الصنعة الكريمة"، في الكيمياء.
- "الفتح الرباني بمفردات ابن حنبل الشيباني"، في الفقه الحنبلي.
- "فيض المنان بالضروري من مذهب النعمان"، في الفقه الحنفي.
- "الكلام السديد في تحرير علم التوحيد".وقد تضمن كتابه "اللطائف النورية" أسماء جميع مؤلفاته التي وضعها، وكذلك ذكرها الجبرتي في تاريخه.وفاتـــــــه طالت حياة الشيخ حتى تجاوز التسعين من عمره، لكنها كانت حياة حافلة بطلب العلم وتحصيله وتدريسه والتأليف فيه، وظل على هذا النحو حتى لبى نداء ربه في يوم الأحد الموافق (10 من رجب 1192هـ= 4 من أغسطس 1778م).
| |
|
| |
شعبان المدير
عدد المساهمات : 7712 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأربعاء 9 فبراير - 13:15 | |
| الشيخ الظواهري.. أبو الجامعة الأزهرية
المولد والنشأة في قرية "كفر الظواهري" التابعة لمحافظة الشرقية وُلد "محمد الأحمدي بن إبراهيم الظواهري" سنة (1295هـ الموافق 1878م)، وكان أبوه من خيرة علماء الأزهر، فعُنِيَ بتعليم ابنه، وتعهده بنفسه، وفي الوقت نفسه كان يتردد على حلقات العلم بالجامع الأزهر، ولم يكن يلتزم بدراسة كتاب محدد، أو يتقيد بحضور درس شيخ معين، باستثناء حلقات الإمام محمد عبده. وعندما اطمأن الشيخ إلى ما حصّل، وأنه قادر على الوقوف أمام لجنة الامتحان قرر التقدم للامتحان وكان الامتحان شاقًا، لا يجتازه إلا من بذل غاية جهده في القراءة والبحث ومعرفة دقائق العلم- وتتألف لجنة الممتحنين عادة من كبار علماء الأزهر، وهي تمطر الطالب بأسئلة تكشف عن حقيقة ما حصّل، وتنتقل من علم إلى آخر، وعلى الطالب النابغة أن يجيب على ذلك. وشاء الله أن يمتحن الأحمدي الظواهري أمام الشيخ محمد عبده، الذي تقرر أن يرأس اللجنة بدلاً من الشيخ "سليم البشري" شيخ الجامع الأزهر، فتطرّق الخوف إلى قلب الطالب؛ لأنه يعلم ما بين الشيخ وأبيه من النفور والجفاء، وفتح الله على الطالب المجتهد وأحسن في العرض، وهو ما جعل الإمام يُثني عليه ويقول له: والله إنك لأعلم من أبيك، ولو كان عندي أرقى من الدرجة الأولى لأعطيتك إياها. في معهد طنطا الديني ما كاد الشيخ الأحمدي ينال العالمية من الدرجة الأولى حتى رشحته مواهبه للتدريس بالقسم العالي بمعهد طنطا، وانتدبه شيخ الأزهر لهذه المهمة على الرغم من حداثة سنه، وجلال المعهد الذي كان يُعد أقدم المعاهد الأزهرية بالأقاليم، ويلي الأزهر في المكانة والمنزلة، ويمنح شهادة العالمية لطلبته مثل الأزهر. وكان المعلم الشاب موهوبًا، فلفت الأنظار إليه، واتسعت حلقته العلمية، وأقبل الطلاب عليه لغزارة علمه، وجمال عرضه، وقدرته على الإقناع والإفهام، وألّف في هذه الفترة كتابًا بعنوان "العلم والعلماء" دعا فيه إلى الإصلاح، وانتقد طريقة التدريس بالأزهر، وكان ينحو في دعوته منحى شيخه محمد عبده، وأثار الكتاب ضجة كبيرة، وامتعض منه الخديوي عباس حلمي، وأصدر الشيخ الشربيني شيخ الجامع الأزهر- وكان له موقف متعنت من حركة الإصلاح في الأزهر- أمرا بإحراق الكتاب. وفي (رجب 1325هـ الموافق أغسطس 1907م) توفي إبراهيم الظواهري والد الأحمدي، وكان يشغل مشيخة معهد طنطا، التي تلي من الناحية الرسمية مشيخة الأزهر، وسمت نفس الأحمدي إلى أن يخلف والده في هذا المنصب، وأيده أعيان طنطا وكبراؤها، فكاتبوا الخديوي عباس حلمي يرجونه تنفيذ هذه الرغبة، لكن صغر سن الشيخ الذي لم يتجاوز الثلاثين وقف حائلاً دون تحقيق هذا الأمل.
وحين عرض عليه منصب وكالة المعهد تمهيدًا للمشيخة في الوقت المناسب، رفض الأحمدي وقال لأحمد شفيق باشا الذي نقل إليه هذا العرض: "إنني أشكر جناب الخديويي وأشكر سعادتكم، ولكني لا أزال على موقفي، فإما شيخًا فأقوم بالإصلاح، وإلا فسأبقى مدرسًا كما أنا". وعاد الأحمدي الظواهري إلى القسم العالي بمعهد طنطا يدرس لطلبته المصادر الكبرى التي لا تُدرس إلا لطلبة العالمية في الأزهر، فقرأ على طلبته مختصر ابن الحاجب في أصول الفقه، والعقائد النسفية في التوحيد ودلائل الإعجاز لعبد القاهر في البلاغة، وصحيح البخاري، فانظر إلى صاحب هذا العقل الذي كان يتقن هذه العلوم، ويقوم بتدريسها من مصادرها وأمهاتها الكبيرة وهو في هذا العمر المبكر. ولما خلا مكان شيخ معهد طنطا شغله الظواهري على الرغم من معارضة كثيرين من شيوخ الأزهر في (صفر 1332هـ الموافق يناير 1914م)، وفي عهده افتتح المبنى الجديد للمعهد، وحضر الخديوي حفل الافتتاح، وحاول الشيخ أن يجري إصلاحات عديدة في المناهج الدراسية ووسائل التدريس، لكنه كان مقيدًا بالحصول على موافقة المجلس الأعلى للأزهر...
ولما كان معظم أعضائه من المحافظين فإن جهوده لم تلق دعمًا منهم، واضطر الشيخ إلى الاعتماد على نفسه في تطوير الدراسة في حدود اختصاصاته، وأنشأ عدة جمعيات للطلاب في الخطابة واللغة والتوحيد، يبث من خلالها أفكاره الإصلاحية، وأنشأ مجلة للمعهد وأسهم بماله في تكوينها، فكانت لسان المعهد وتعبيرًا عن أنشطته الثقافية. ولما تولّى الملك فؤاد عرش البلاد توقفت صلته بالأحمدي الظواهري، لكن الوشاة أوغروا صدره عليه، فتغير من ناحيته، واستحكم العداء بينهما، وتوالت الدسائس، وكان من نتيجتها إلغاء القسم العالي بمعهد طنطا؛ إنقاصًا لأهميته، وبالتالي أهمية شيخه، ثم صدر قرار بنقل الظواهري شيخًا لمعهد أسيوط، وكان معهدًا ابتدائيًا صغيرًا، ليحولوا بينه وبين المناصب العليا. الدفاع عن الأزهر تجددت الدعوة إلى إصلاح الأزهر والنهوض به في عام (1344هـ الموافق 1925م)، وكان من بين الصيحات دعوة غريبة إلى جعل الأزهر تابعًا لوزارة المعارف وتكون لها السيطرة عليه، على أن يبقى لشيخه مظهره الديني ووضعه اللائق في الرسميات، وكان رأيًا خطيرًا هدامًا، يبغي إلغاء الأزهر وهدم مكانته التاريخية ومنزلته في العالم الإسلامي.
وكان للشيخ الظواهري موقف كريم؛ حيث ثار على هذا الرأي، ورأى فيه خطرًا داهمًا على الأزهر، فصدع برأيه قائلاً: كيف نقر ضم الأزهر للمعارف.. في الوقت الذي ننادي فيه باستقلال الجامعة المصرية وبعدها عن نفوذ المعارف، اللهم إلا إذا كان وراء هذا الضم غرض خاف هو القضاء على الأزهر ونفوذ الأزهر، وبالتالي على النفوذ الديني في البلاد.؟! ميلاد الجامعة الأزهرية تولى الشيخ الأحمدي الظواهري مشيخة الجامع الأزهر في (7 من جمادى الأولى 1348هـ الموافق 10 من أكتوبر 1929م) وتعلقت الآمال بالشيخ الجديد، الذي سبق وأعلن عن منهجه الإصلاحي من قديم في كتابه "العلم والعلماء"، وكان الإمام عند حسن الظن، فخطا خطوة موفقة في مجال إصلاح الأزهر، ولعلها أبرز هذه الخطوات لما ترتب عليها من نتائج، كان أبرزها ظهور الكليات الأزهرية التي صارت نواة الجامعة الأزهرية. وتضمن قانون إصلاح الأزهر الذي صدر في عهده سنة (1349هـ الموافق 1930م) جعل الدراسة بالأزهر أربع سنوات للمرحلة الابتدائية، وخمس سنوات للمرحلة الثانوية، وألغى القسم العالي واستبدل به ثلاث كليات هي: (كلية أصول الدين - كلية الشريعة - كلية اللغة العربية) ومدة الدراسة بها أربع سنوات، يمنح الطالب بعدها شهادة العالمية. وأنشأ القانون نظامًا للتخصص بعد مرحلة الدراسة بالكليات الثلاثة، على نوعين: * تخصص في المهنة، ومدته عامان، ويشمل تخصص التدريس ويتبع كلية اللغة العربية، وتخصص للقضاء ويتبع كلية الشريعة، وتخصص الوعظ والإرشاد ويتبع كلية أصول الدين، ويمنح المتخرج شهادة العالمية مع إجازة التدريس أو القضاء أو الدعوة والإرشاد.
* وتخصص في المادة ومدته خمس سنوات، يتخصص الطالب في أي فرع من الفروع الآتية: الفقه والأصول، والتفسير والحديث، والتوحيد والمنطق، والتاريخ، والبلاغة والأدب، والنحو والصرف، ويمنح المتخرج في تخصص المادة شهادة العالمية من درجة أستاذ. ونقل هذا القانون الطلاب من الدراسة بالمساجد إلى مبان متخصصة للتعليم، وتحول بنظام الحلقات الدراسية التي كانت تعقد بالأزهر إلى نظام الفصول والمحاضرات، وأصبحت كل كلية مسئولة عن التعليم، وتتولى الإشراف على البحوث التي تتصل بعلومها، وأطلق على القسمين الابتدائي والثانوي اسم "المعاهد الدينية"، وكان هذا القانون خطوة حاسمة في سبيل القضاء على نظام الدراسة القديمة، وبداية ميلاد جامعة الأزهر. مجلة الأزهر ولم يكن إصلاح الإمام مقصورًا على تنظيم الكليات وتعديل المناهج العلمية، بل كانت له أياد بيضاء، فسعى إلى إصدار مجلة ثقافية تتحدث باسم الأزهر، أطلق عليها في أول الأمر "نور الإسلام" ثم تغير اسمها إلى مجلة الأزهر، وصدرت في (غرة المحرم 1349هـ الموافق 29 من مايو 1930م)، وأسند رئاسة تحريرها إلى الشيخ "محمد الخضر حسين"، الذي تولى مشيخة الأزهر فيما بعد. ومن مآثره أنه أوفد بعثات من العلماء للدعوة إلى الإسلام ونشر مبادئه في الخارج، فبعث بوفد إلى الصين والحبشة لهذا الغرض. استقالته من المشيخة لم يستطع الإمام أن يحقق كل ما يطمح إليه من وجوه الإصلاح التي دعا إليها في كتابه "العلم والعلماء" لاعتبارات سياسية، فاشتدت معارضة العلماء والطلاب له، وجابهوه بالعداء، وزاد من أوارها الأزمة الاقتصادية الخانقة التي كانت تمر بها البلاد، ولم يجد خريجو الأزهر عملاً لائقًا، وعمل بعضهم دون أجر حتى يحفظ لنفسه حق التعيين حينما تواتيه الظروف...
وزاد الأمور سوءًا أن السلطات طلبت من الظواهري فصل مائتين من العلماء في ظل هذه الظروف، فاستجاب لهم وفصل بعضهم، وبلغت الأزمة مداها بفصل عدد من طلاب الأزهر الغاضبين من سياسته والثائرين عليه، فلم يراعوا حرمة الشيخ وجلال منصبه، فجابهوه بالعداء السافر، وكانت التيارات الحزبية وراء اشتعال الموقف، ولم يستطع الشيخ أن يعمل في ظل هذه الظروف العدائية، فقدم استقالته في (23 من المحرم 1354هـ الموافق 26 من إبريل 1935م). مكانة الشيخ كان الظواهري من تلاميذ الإمام محمد عبده، وممن ينتهج نهجه في التعليم، وكان له أثر في أكثر ما استحدث في الأزهر من منشآت وما تم فيه من إصلاح، وكان صُلبًا فيما يعتقد أنه الحق، حريصًا على إقرار النظام وسيادة القانون، يرى بأن الهدوء والسكينة والنظام سبيل الأزهر إلى التقدم، وجمع إلى شدته تواضعًا وزهدًا في الدنيا، ناداه أحد العلماء بلقب الإمام الأكبر...
فقال له: ما أنا إلا واحد من المشايخ، وما أنا إلا عبد الله محمد الظواهري، ولست أعتقد أن في مركزي هذا أكبر شيخ في الأزهر، بل أعتقد أن الأكبر هو من كان عند الله أكرم، مصداقًا لقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، ولست أعد نفسي إلا خادمًا للأزهر وأبنائه، لا رئيسًا له كبيرًا عليه. | |
|
| |
شعبان المدير
عدد المساهمات : 7712 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأربعاء 9 فبراير - 13:18 | |
| الشيخ المراغي.. دعوة للإصلاح والتقريب
مولده وحياته في 9 مارس 1881م ولد الشيخ محمد مصطفى المراغي في بلدة المراغة بمحافظة سوهاج، التحق بالأزهر الشريف بعد أن أتم حفظ القرآن الكريم بكتاب قريته، وتلقى العلم على يد كبار العلماء والمشايخ، واتصل بالإمام محمد عبده، وانتفع بدروسه في التاريخ والاجتماع والسياسة، وتوثقت صلته به، وسار على نهجه في الإصلاح والتجديد فيما بعد.تخرج الإمام المراغي من الأزهر بعد حصوله على الشهادة العالمية عام 1322هـ/ 1904م، وكان ترتيبه الأول على زملائه، وكان عمره آنذاك ثلاثة وعشرين عامًا، وهي سن مبكرة بالنسبة لعلماء الأزهر في ذلك الوقت.وفي سنة التخرج اختاره أستاذه الشيخ محمد عبده ليعمل قاضيّا في مدينة دنقلة بالسودان، واستمر الشيخ المراغي في وظيفته تلك لمدة ثلاث سنوات فقط حتى عام 1907م، حيث قدم استقالته من عمله بسبب خلافه المستمر مع الحاكم العسكري الإنجليزي للسودان، وعاد لمصر يتدرج في مناصب القضاء حتى تولي رئاسة المحكمة الشرعية العليا عام 1923م.وفي عام 1928م تم تعيينه شيخًا للأزهر وهو في السابعة والأربعين من عمره، وكان معنيّا بإصلاح الأزهر، ولكنه لما وجد أن هناك عقبات كثيرة تحول بينه وبين ذلك استقال من منصبه في أكتوبر 1929م.وفي أبريل 1935م أعيد تعيين الشيخ المراغي شيخا للأزهر مرة أخري بعد المظاهرات الكبيرة التي قام بها طلاب الأزهر وعلماؤه للمطالبة بعودة الإمام المراغي للأزهر لتحقيق ما نادى به من إصلاح.وظل الشيخ المراغي في منصبه شيخا للأزهر لمدة عشر سنوات إلى أن توفي في 22 أغسطس 1945م.آراؤه.. واتجاهاته الفكرية
كان الشيخ المراغي معنيّا بقضية الإصلاح والتجديد، مترسماً في ذلك خطى أستاذه محمد عبده، وقد اهتم الشيخ المراغي بإصلاح كل من الأزهر والقضاء.(1) إصلاح القضاء: كان إصلاح القضاء هو الاهتمام الشاغل للإمام المراغي لتحقيق العدل والإصلاح بين الناس، وكان الشيخ يتبع أسلوبا جديدًا مع المتقاضين، حيث كان يحاول أن يوفق بينهما دون اللجوء للتقاضي، وكان يرى أن القاضي يستمد أحكامه وقدراته من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، ولا سلطان لأحد عليه سوى الله ثم ضميره حتى يستطيع أن يؤدي رسالته في العدالة بين الناس دون الخوف من أحد، حتى ولو كان الحاكم أو السلطان.وكان الإمام المراغي يرى أن إصلاح القانون هو إصلاح لنصف القضاء؛ لذلك شكل لجنة برئاسته تكون مهمتها إعداد قانون يكون هو الركيزة الأساسية للأحوال الشخصية في مصر.وقد وجه الإمام المراغي أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد القانون بعدم التقيد بمذهب معين، حيث كان القضاة لا يحيدون عن مذهب الإمام أبي حنيفة، الذي كان معمولاً به في ذلك الوقت، إلى غيره من المذاهب، ولكن الإمام المراغي كان يرى بضرورة الأخذ بغيره من المذاهب إذا كان فيها ما يتفق مع المصلحة العامة للمجتمع.
وكان مما قاله لأعضاء اللجنة: "ضعوا من المواد ما يبدو لكم أنه يوافق الزمان والمكان، فالشريعة الإسلامية فيها من السماحة والتوسعة ما يجعلنا نجد في تفريعاتها وأحكامها في القضايا المدنية والجنائية كل ما يفيدنا وينفعنا في كل وقت".(2) إصلاح الأزهر: كانت نصرة الإسلام وتطوير وإصلاح الأزهر على رأس أولويات الشيخ المراغي؛ لذلك شكل فور توليه مشيخة الأزهر لجانًا لإعادة النظر في قوانين الأزهر، ومناهج الدراسة فيه.
كما قدم قانونا لإصلاح وضع الأزهر للملك فؤاد الذي كان مشرفا على شئون الأزهر آنذاك، إلا أن بعض حاشية الملك فؤاد أوعزوا له بأن الشيخ المراغي يريد استقلال الأزهر عن القصر، فرفض الملك فؤاد القانون، وأعاده إلى الشيخ المراغي.فما كان من الشيخ المراغي إلا أن وضع القانون الخاص بإصلاح الأزهر في ظرف، واستقالته من مشيخة الأزهر في ظرف آخر، وطلب من الملك فؤاد حرية الاختيار، فقبل الملك فؤاد الاستقالة، ولكن الإضرابات عن الدراسة التي قام بها علماء وطلاب الأزهر، والتي استمرت أكثر من 14 شهرًا أجبرت الملك فؤاد على إعادة المراغي شيخًا للأزهر مرة أخرى.وقام الشيخ المراغي بإنشاء ثلاث كليات تكون مدة الدراسة فيها أربع سنوات تتخصص إحداها في علوم العربية، وهي كلية اللغة العربية، والثانية في علوم الشريعة وهي كلية الشريعة والقانون، والثالثة في علوم أصول الدين وهي كلية أصول الدين.وقد دعا الإمام المراغي إلى ضرورة العمل على تحرير مناهج الأزهر من التقليد والتلقين في التدريس، والأخذ بالأساليب الحديثة، والتوسع في الاجتهاد. ودعا الطلاب إلى دراسة اللغات الأجنبية ليكونوا أكثر قدرة على نشر الإسلام والثقافة الإسلامية لغير المسلمين.وقد شكل الإمام المراغي لجنة للفتوى داخل الجامع الأزهر تتكون من كبار العلماء تكون مهمتها الرد على الأسئلة الدينية التي تتلقاها من الأفراد والهيئات، كما شكل أكبر هيئة دينية في العالم الإسلامي، وهي جماعة كبار العلماء، والتي تتكون من ثلاثين عضوًا، واشترط الإمام المراغي في عضويتها أن يكون العضو من العلماء الذين لهم إسهام في الثقافة الدينية، وأن يقدم رسالة علمية تتسم بالجرأة والابتكار.وقد دعا الإمام المراغي للتقريب بين المذاهب الإسلامية والتقريب بين طوائف المسلمين، وبذل في سبيل ذلك بعض المحاولات منها: إجراء محادثات مع أغاخان!!! بهدف تكوين هيئة للبحث الديني تكون مهمتها توثيق الروابط بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وإقامة نوع من التعاون بين الهيئات التعليمية في البلدان الإسلامية، والتوفيق بين المسلمين مهما اختلفت مذاهبهم وفرقهم.شهادات بفضله قال عنه د. محمد سيد طنطاوي - شيخ الأزهر - بالرغم من أن حياة الشيخ المراغي كانت قصيرة، إلا أنها كانت طويلة وكبيرة بالنسبة للأعمال التي قام بها في خدمة الأزهر من إصدار قوانين، وتطوير للمناهج، وإنشاء كليات اللغة العربية، وأصول الدين، والشريعة والقانون.ولم يكن الإمام المراغي فلتة في عائلة، بل أحد أعضاء عائلة كلها علماء أثروا المكتبة الإسلامية بالكثير من المؤلفات والتراجم والتحقيق لكتب التراث.وقالت عنه د. نعمات أحمد فؤاد: جمع الشيخ المراغي بين علوم الدين والعلوم الكونية، ومنها الأدب كما كتب الشعر والنثر.كما نادى بدراسة الأديان دراسة مقارنة ضمن مناهج الأزهر لتتجلى فيها الصورة المشرفة للإسلام، كما أكد أن التقدم العلمي والفلسفي ليسا بقادرين على منع الحروب وأسبابها، فقد شهدت الأيام أن الحروب تزداد وحشية وقسوة بتقدم العلم، وأن الأديان، وفي مقدمتها الإسلام ـ وحدها القادرة على وقف ومنع هذه الحروب.وقال عنه: د. محمد نايل - عميد كلية اللغة العربية السابق، ورفيق الإمام المراغي (رحمه الله) - أن الإمام المراغي كان ثورة لا يهاب أحدًا في سبيل الحق.مواقف تاريخية مشرفة في حياته كان للإمام المراغي مواقف تاريخية مشرفة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه عالم رباني لا يخاف في الله لومة لائم.من هذه المواقف المشرفة موقفه من الحرب العالمية الثانية، حيث رفض الإمام المراغي فكرة اشتراك مصر في هذه الحرب سواء بالتحالف أو التعاون مع الإنجليز، أو التعاون مع الألمان للتخلص من الاحتلال البريطاني، كما أعلن الإمام المراغي موقفه صراحة بقوله: "إن مصر لا ناقة لها ولا جمل في هذه الحرب، وإن المعسكرين المتحاربين لا يمتان لمصر بأي صلة...".وقد أحدثت كلة الإمام المراغي ضجة كبيرة هزت الحكومة المصرية، وأقلقت الحكومة الإنجليزية، والتي طلبت من الحكومة المصرية إصدار بيان حول موقف الإمام المراغي باعتباره شيخ الأزهر من هذه الحرب ومن الحكومة الإنجليزية.فما كان من رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت حسين سري باشا إلا أن قام بالاتصال بالشيخ المراغي، وخاطبه بلهجة حادة طالبا منه أن يحيطه علما بأي شيئا يريد أن يقوله فيما بعد حتى لا يتسبب في إحراج الحكومة المصرية.فرد عليه الإمام المراغي بعزة المؤمن الذي لا يخاف إلا الله قائلا: "أمثلك يهدد شيخ الأزهر؟" وشيخ الأزهر أقوى بمركزه ونفوذه بين المسلمين من رئيس الحكومة، ولو شئت لارتقيت منبر مسجد الحسين، وأثرت عليك الرأي العام، ولو فعلت ذلك لوجدت نفسك على الفور بين عامة الشعب.وبعد فترة هدأت العاصفة لأن الإنجليز أرادوا أن يتفادوا الصراع مع الشيخ المراغي حتى لا يثير الرأي العام في مصر ضد القوات البريطانية المحتلة في مصر.وقد تزعم الإمام المراغي حملة لجمع تبرعات في مصر لصالح المجاهدين في السودان الذين يقاومون الاحتلال البريطاني، وبلغت حصيلة التبرعات ستة آلاف جنيه مصري آنذاك تقدر اليوم بحوالي ستة ملايين جنيه مصري.ومن المواقف التاريخية المشرفة للإمام المراغي رفضه الاستجابة لطلب الملك فاروق ملك مصر، والخاص بإصدار فتوى تحرم زواج الأميرة فريدة طليقته من أي شخص آخر بعد طلاقها، فرفض الشيخ المراغي الاستجابة لطلب الملك فاروق، فأرسل الملك فاروق بعض حاشيته لكي يلحوا عليه لإصدار هذه الفتوى، فرفض الشيخ المراغي، ولما اشتد عليه المرض دخل مستشفي المواساة بالإسكندرية...وهناك زاره الملك فاروق للاطمئنان عليه من ناحية، وللإلحاح عليه مرة أخري لإصدار الفتوى الخاصة بتحريم زواج الملكة فريدة، فصاح الإمام المراغي برغم ما كان يعانيه من شدة الألم بسبب المرض قائلا: "أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التحريم بالزواج فلا أملكه، إن المراغي لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله".ولم يكن المرض ليمنع الإمام المراغي من أداء واجبه في خدمة الأزهر ليكون قلعة ومنارة للإسلام. ففي إحدى السنوات اشتد عليه المرض، وكانت فترة الامتحانات بالأزهر قد بدأت، فأصر الإمام المراغي على الذهاب يوميا لمكتبه في الأزهر، حيث كانت تطبع أوراق الامتحانات، وبرر ذلك بقوله: "إنني أتقبل تعرض صحتي للخطر وهو أمر أهون على من أن تتعرض سمعة الأزهر للخطر".مؤلفاتــــه أثرى الشيخ المراغي المكتبة الإسلامية بالكثير من المؤلفات والتراجم، والتي اشتملت على برامجه الإصلاحية، وخاصة إصلاح الأزهر وقوانين الأسرة، بالإضافة لمؤلفاته ودروسه في تفسير القرآن الكريم، وبعض القضايا الفقهية واللغوية ومن أهم هذه المؤلفات:
(1) الأولياء والمحجورون: وهو بحث فقهي لا يزال مخطوطا بمكتبة الأزهر، تناول فيه الشيخ المراغي الحجر على السفهاء، وقد نال الشيخ المراغي بهذا البحث عضوية هيئة كبار العلماء.
(2) تفسير جزء تبارك: وقد قصر الشيخ المراغي من هذا التفسير أن يكون مكملاً وتكملة لتفسير جزء عم للإمام محمد عبده.
(3) بحث في وجوب ترجمة القرآن الكريم.
(4) رسالة بعنوان: الزمالة الإنسانية كتبها لمؤتمر الأديان في لندن.
(5) بحوث في التشريع الإسلامي وأسانيد قانون الزواج رقم 25 سنة 1929.
(6) مباحث لغوية بلاغية.
(7) دروس دينية نشرت بمجلة الأزهر تشتمل على تفسير لبعض سور القرآن الكريم، وقد ألقي الشيخ المراغي هذه الدروس في المساجد الكبري في القاهرة والإسكندرية، وحضرها الملك فاروق في الفترة من عام 1356هـ حتى عام 1364هـ، وقد نشرت هذه الدروس في كتيبات مستقلة فيما بعد.
| |
|
| |
بنت بلادى مستشاره ادارية
الابراج : عدد المساهمات : 2300 تاريخ الميلاد : 29/04/1977 تاريخ التسجيل : 17/08/2010 العمر : 47 المزاج : الحمد لله على نعمته
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الخميس 17 فبراير - 15:42 | |
|
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز بارك الله فيك ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي
| |
|
| |
شعبانت المدير
عدد المساهمات : 3838 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| |
| |
شعبانت المدير
عدد المساهمات : 3838 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| |
| |
ابو رفعت عضو فضى
عدد المساهمات : 262 تاريخ التسجيل : 19/01/2011
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الإثنين 21 فبراير - 21:35 | |
| الدكتور مصطفى السباعي.. (العالم - الداعية – المجاهد)
الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله كان أحد العلماء البارزين والدعاة المشهورين والمصلحين المعدودين، وكانت له مع ذلك جهود سياسية واجتماعية مؤثرة، وهو نموذج من النماذج التي تحتذى، وقدوة يقتدي بها أهل الإسلام في زماننا وفي كل زمان .ولادته ونشأته: ولد الدكتور مصطفى حسني السباعي عام 1915م في مدينة حمص بسورية، ونشا في أسرة علمية عريقة، وكان أبوه وأجداده يتولون الخطابة في الجامع الكبير بحمص، وقد تأثر في أول نشأته بأبيه العالم المجاهد الشيخ حسني السباعي، فلقد كان لأبيه مواقف وطنية مشرفة، حيث ساهم في المقاومة المسلحة ضد الفرنسيين، وقيادة المجاهدين الثائرين ضد الاستعمار والطغاة والمستبدين.وكان الدكتور مصطفى يصحب أباه إلى مجالس العلم التي يعقدها مع فقهاء حمص، وبدأ يحفظ القرآن الكريم، وتلقى مبادئ العلوم الشرعية حتى بلغ السن التي تخوله دخول المدرسة الابتدائية، حيث التحق بالمدرسة المسعودية، وبعد أن أتم دراسته الابتدائية فيها التحق بالثانوية الشرعية وأتم دراسته فيها عام 1930م بنجاح باهر لما كان يتمتع به من ذكاء مبكر ونباهة متوقدة ونشاط وثاب، فكان لذلك محط إعجاب أساتذته وجميع معارفه.ورأى أن يتابع دراسته الشرعية، فسافر إلى مصر والتحق بقسم الفقه بالجامعة الأزهرية عام 1233م، ثم انتسب إلى كلية أصول الدين ونال إجازتها بتفوق، والتحق بعدها بقسم "الدكتوراه "لنيل شهادتها في التشريع الإسلامي وتاريخه، وقدم أطروحته العلمية "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي" التي نالت درجة الامتياز عام 1949م، وقد أدهش كبار العلماء في الأزهر بدقته العلمية، واستيعابه للموضوع من كل جوانبه، وأصبح كتابه القيم من أهم المراجع في التشريع الإسلامي لكل باحث وعالم وطالب علم.وقد أحب الدكتور مصطفى مهنة التدريس رغبة منه في نشر العلم وتربية النشء على أخلاق الرجولة والفضيلة، وانخرط في سلك التعليم، فكان يدرّس اللغة العربية والتربية الدينية في مدارس حمص الثانوية، ثم انتقل إلى دمشق وعمل مع إخوانه على إنشاء مدرسة تحقق ما يصبو إليه من أهداف في التربية والتعليم، فأسس "المعهد العربي الإسلامي" في دمشق، وكان أول مدير لهذا المعهد.ثم وقع عليه الاختيار ليكون أستاذًا في كلية الحقوق بجامعة دمشق، فعين فيها عام 1950م، فكان من ألمع أساتذة الجامعة في فن التدريس وخصب الإنتاج العلمي.وفكر الدكتور السباعي في إنشاء كلية خاصة مستقلة للشريعة الإسلامية تكون إحدى كليات الجامعة وتعمل على تخريج علماء في الشريعة الإسلامية على أرفع المستويات العلمية والفكرية.. ونجحت مساعيه رغم العراقيل والصعوبات التي وضعت في طريقه، وتم تأسيسها عام 1955م، وكان أول عميد لها إلى جانب قيامه بالتدريس في كلية الحقوق والقيام بمسؤولياته الأخرى كداعية وصاحب فكرة.لقد كان السباعي طاقة جبارة لا تعرف الوقوف عند حد.. ولا تعرف الاكتفاء بالعمل في ميدان واحد، فكان أُمَّة حية دائبة النشاط والحركة والتطلع إلى أكبر الأهداف وأسمى الغايات، وكان يهدف لإحياء التراث الفقهي الإسلامي العظيم، فعمل مع إخوانه الذين شاركوه تأسيس كلية الشريعة على إنشاء موسوعة للفقه الإسلامي تهدف إلى إحيائه وصياغته صياغة جديدة وتبويبه وتصنيفه على أحدث الأساليب المتبعة في العالم، وأخرج المشروع إلى حيز الوجود، وكان أول رئيس لهذه الموسوعة.وكان بالإضافة إلى ذلك رئيسًا لقسم الفقه الإسلامي ومذاهبه في جامعة دمشق، كما عني بمناهج التربية والتوجيه في الكلية، وكان يحرص على توجيه الطلاب توجيهًا مباشرًا، فأحدث درسًا أسبوعيًّا سماه "قاعة البحث" تولى إدارته بنفسه، وكان يحرص على هذا الدرس حتى في أيام مرضه الشديد، ولمّا طالبه إخوانه بشيء من الراحة لجسمه كان يقول: "خير لي أن أموت وأنا أقوم بواجبي نحو الله من أن أموت على فراشي، فالآجال بيد الله، وإن ألمي من حرمان الطلاب من دروس التوجيه أشد وأقسى من آلامي الجسدية، وحسبي الله وعليه الاتكال".نشاطـــه: لقد كان السباعي - رحمه الله - طاقة جبارة من النشاط المتوقد الذي لا يعرف الملل ولا الفتور.. فليس غريبًا أن يخوض الميادين المختلفة، ويكافح في جبهات متعددة، ثم ينجح ويتفوق في كل هذه الميادين.1- كفاحه الوطني: لقد رافقت نشأتَه منذ الصغر ظروفٌ قاسية مرت بها البلاد.. من استعمار وفساد وتخلف وجهل ومظالم اجتماعية وسياسية، ولقد تحسس السباعي هذه المآسي، وهبّ متمردًا على هذا الواقع السيئ، وكان أول عمل قام به تأليف جمعية سرية لمقاومة مدارس التبشير الأجنبية، ودعا إلى محاربة الاستعمار ومدارسه ومظالمه من فوق المنابر بخطب مثيرة.وكان يقود المظاهرات الصاخبة، مما أزعج السلطات الاستعمارية والحاكمة، فألقي القبض عليه لأول مرة عام 1931م بتهمة توزيع نشرات ضد سياسة فرنسا في المغرب، ولكنهم أفرجوا عنه تخفيفًا للهياج الشعبي الذي عقب اعتقاله، واعتقل مرة ثانية عام 1932م وسجن عدة أشهر، وعندما أفرج عنه سافر إلى مصر عام 1933م والتحق بالأزهر ليتابع دراسته.وهناك اشترك مع إخوانه في العمل الوطني، فتزعم طلاب الأزهر وقاد المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني، مما دعا المستعمرين الإنجليز إلى القبض عليه وسجنه عام 1934م، ثم سجنوه مرة ثانية عام 1940م، وأخرجوه من مصر، وما كاد يصل إلى سورية عام 1941م حتى قبض عليه الفرنسيون خوفًا من أن يثير عليهم الجماهير، فزجوه في سجون حمص ولبنان مدة سنتين ونصف.أما قضية فلسطين فقد كانت عند السباعي قضية العقيدة ومقدساتها المهددة.. فلما أعلن قرار التقسيم طاف أنحاء البلاد يثير الجماهير المؤمنة ويلهب فيها روح الاستشهاد في سبيل الله.. وفي عام 1948م اندفع في مقدمة الركب يقود كتائب الشباب المؤمن، فخاض بهم المعارك القاسية حول مدينة القدس، وفي أرض المعركة استمروا يقاتلون ببسالة وشجاعة نادرتين إلى أن توقف القتال بتوقيع الهدنة وإبعاد المجاهدين عن أرض المعركة.2- كفاحه في مجال السياسية: كان السباعي على رأس الذين لا يعدون السياسة مهارة في كذب.. أو لباقة في خداع.. وإنما السياسة أن يهتم المسلم بأمر المسلمين ليكون منهم، وأن خير السياسة ما كان قائمًا على تقوى وهدى وبصيرة.والسباعي لم يكن ابنًا لمدينة حمص وحدها وإنما كان ابن الإسلام أينما كان. ولذلك اختارته دمشق نائبًا عنها في الجمعية التأسيسية عام 1949م، وسرعان ما لمع نجمه كبرلماني شعبي متفوق.. إذ كان الصدى الحقيقي المعبر لأماني الشعب وآلامه والصوت المدوي الذي يصدع بالحق ولا يداري، ويقارع الباطل ولا يهادن، ويترفع عن المكاسب والمغانم ولا يساوم.. فاتجهت إليه الأنظار والتفت حوله القلوب، وانتخب نائبًا لرئيس المجلس وأصبح عضوًا بارزًا في لجنة الدستور وأحد الأعضاء التسعة الذين وضعوا مسودة الدستور.وقد بذلت له العروض بإلحاح وإغراء للدخول في الوزارات المتعاقبة فرفضها مؤثرًا العمل الشعبي، والعيش مع مشكلات الجماهير وقضاياها.3- كفاحه في الدعوة وبعث الفكرة الإسلامية: لقد ساهم السباعي في تأسيس وقيادة عدة من الجمعيات الإسلامية في حمص وفي غيرها، ولما سافر إلى مصر عام 1933م اتصل بالداعية الكبير حسن البنا، ورأى فيه بغيته وطريقته، ولما عاد إلى سورية تابع نشاطه في الدعوة إلى الإسلام، وأعلن قيام "جماعة الإخوان المسلمين" عام 1945م، وقاد الجماعة قيادة الحكيم، وأوجد في سورية تيارًا إسلاميًّا واعيًّا استقطب خيرة الشباب.4- كفاحه في ميدان الصحافة: لقد أدرك السباعي أهمية الصحافة كسلاح فعال في يد الفكرة الإسلامية تستخدمه في توجيه وقيادة الرأي العام وتوعية الجماهير بأهدافها وقضاياها، فأنشأ لذلك جريدة "المنار" من سنة 1947م إلى سنة 1949م، وعالج فيها أهم مشاكل الأمة ببيانٍ مشرقٍ وأسلوب مثير وجرأة نادرة وتحليل دقيق. وفي عام 1955م أسس مع إخوانه جريدة "الشهاب" التي استمرت حتى عام 1958م.وفي نفس العام 1955م أصدر مجلة "المسلمون" بعد احتجابها في مصر. وفي عام 1958م رأى تغيير اسم المجلة فسماها "حضارة الإسلام" وأعطاها من جهده وفكره ما جعل منها مدرسة للفكر الإسلامي الأصيل، وجعلها منبرًا للدفاع عن قضايا العالم الإسلامي الكبير، وأفرد فيها بابًا للقضية الفلسطينية باسم "الدرة المغتصبة".وهكذا كانت حياة السباعي - رحمه الله - صفحات تاريخية تزخر بالمفاخر والمآثر والبطولات والتضحيات وجلائل الأعمال.. فكان الداعية الفذ الذي وهب دعوته وفكرته كل ذرة من جهده وفكره وقلبه وروحه وأعصابه وحياته.. وحتى السنوات الأخيرة من حياته والتي هجم فيها عليه المرض واستمر ثماني سنوات حمل خلالها من الآلام ما لا يقدر على حمله رجال من أولي العزائم.ورغم هذه الآلام فقد كانت فترة مرضه هذه من أخصب فترات حياته إنتاجًا فكريًّا وأدبيًّا واجتماعيًّا.وضرب أستاذنا السباعي عليه رحمة الله خلال مراحل مرضه أروع آيات الصبر الجميل مع ما فيه من الرضا والتسليم لقضاء الله.مؤلفاته الفكرية: الدكتور السباعي موسوعة فقهية واعية وعقلية نيرة أنتجت مئات الأبحاث.. وعشرات الكتب في مختلف الموضوعات الفقهية والفكرية.. وزود المكتبة الإسلامية بثروة ضخمة وإنتاج متميز، ومن أهم هذه الكتب:
1- أحكام الزواج .
2- أحكام الأهلية والوصية.
3- أحكام المواريث.
4- الوصايا والفرائض.
5- أخلاقنا الاجتماعية. طبع مرات متعددة، الأولى عام 1375ه.
6- اشتراكية الإسلام. ألفه عام 1959م وطبع ثلاث مرات.
7- السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، طبع مرتين الأولى عام 1960م.
8- أحاكم الصيام وفلسفته.
9- نظام السلم والحرب في الإسلام.
10- الدين والدولة في الإسلام.
11- مشروعية الإرث وأحكامه في الإسلام.
12- المرونة والتطور في التشريع الإسلامي.
13- القلائد من فرائد الفوائد، طبع عام 1962م.
14- هكذا علمتني الحياة، ألفه عام 1962م وطبع مرتين.
15- المرأة بين الفقه والقانون، طبع مرتين الأولى عام 1962م، والثانية عام 1966م.
16- من روائع حضارتنا، طبع مرتين الأولى عام 1959م. والثانية عام 1968م.
17- الأحوال الشخصية.
18- السيرة النبوية.شعره: لقد عرف الناس السباعي قائدًا مجاهدًا، ومرشدًا مربيًّا، وعالمًا فقيهًا، وخطيبًا ناثرًا، ومفكرًا حكيمًا، وسياسيًّا صادقًا.. في كل فترة من فترات حياته.. أما الشعر فلم يعرف عنه إلا في السنوات الأخيرة من حياته.. السنوات التي كان فيها يعاني من شدة المرض.. فجاء شعره في هذه الفترة مناجاة.. وتضرعًا ودعاء.. ينطق بالحكمة ويحمل روح الداعية الذي يشكو عنت الزمان والأحداث.والحقيقة أن السباعي قال الشعر منذ يفاعته.. قاله في الدعوة إلى الإسلام. وقاله في الأحداث السياسية التي مر بها وطنه. ولكن انشغاله بالجهاد والتربية، وبالعلم والفقه، وبالكفاح الدائب في شتى الميادين جعله من الشعراء المقلين.وفاته: وفي يوم السبت الثالث من تشرين الأول عام 1964م انطفأت الشعلة المتوقدة وانتقل السباعي إلى جوار ربه عن عمر لم يتجاوز التاسعة والأربعين.. وخرج مئات الآلاف من أبناء سورية، بل وخرجت دمشق عن بكرة أبيها تودع قائدها إلى مثواه الأخير. | |
|
| |
شعبان المدير
عدد المساهمات : 7712 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 27 فبراير - 19:20 | |
| ]size=24]الدكتور أحمد عمر هاشم
من الشخصيات الإسلامية البارزة، وهو أستاذ الحديث وعلومه بالأزهر الشريف، وعضو مجمع البحوث الإسلامية. ولد أحمد عمر هاشم فى 6/2/1941م. تخرج فى كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف عام 1961. حصل على الإجازة العالمية عام 1967م، ثم عُين معيداً بقسم الحديث بكلية أصول الدين، حصل على درجة الماجستير فى الحديث وعلومه عام 1969م، ثم حصل على درجة الدكتوراه فى نفس تخصصه، وأصبح أستاذ الحديث وعلومه عام 1983م، ثم عُين عميداً لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987م، وفي عام 1995م شغل منصب رئيس جامعة الأزهر. الوظائف التي تولاها: عضو مجلس الشعب معين بقرار من رئيس الجمهورية - عضو فى المكتب السياسى للحزب الوطنى الديمقراطى - عضو مجلس الشورى بالتعيين - عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون - رئيس لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصرى. من مؤلفاته: الشفاعة فى ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها-التضامن فى مواجهة التحديات -مباحثات فى الحديث الشريف من توجيهات الرسول-من هدى السنة النبوية- الإسلام وبناء الشخصية.
[/size] | |
|
| |
شعبان المدير
عدد المساهمات : 7712 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الخميس 3 مارس - 20:50 | |
|
[center]محمد بن سيرين إذا رأوه ذكروا الله
اشتهر بتفسير الأحلام وكان في تأويله للرؤى يأمر بتقوى الله ويبشر الناس أن من رأي ربه في المنام دخل الجنة، إنه التابعي الجليل محمد بن سيرين الذي كان مثالا يحتذي في الورع والزهد والعبادة، مما جعل الناس في زمانه إذا رأوه كبروا، ويقول أحد معاصريه كان محمد بن سيرين قد أعطى هديا وسمتا وخشوعا فكان الناس إذا رأوه ذكروا الله.
نسبه
محمد بن سيرين يكنى أبا بكر، وقال ابن عائشة كان سيرين والده من أهل جرجرايا وكان يعمل قدور النحاس فجاء إلى عين التمر يعمل بها فسباه خالد بن الوليد. وكان مولى أنس بن مالك كاتبه أنس، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك قال هذه مكاتبة سيرين عندنا هذا ما كاتب عليه أنس بن مالك فتاه شيرون على كذا وكذا ألفا وعلى غلامين يعملان عليه.
وعن بكار بن محمد قال حدثني أبي أن أم محمد بن سيرين صفية مولاة أبي بكر بن أبي قحافة طيبها ثلاث من أزواج رسول الله ودعوته لها وحضر إملاكها ثمانية عشر بدريا منهم أبي ابن كعب يدعو وهم يؤمنون.
فضله ومناقبه
كان بن سيرين من أعلام التابعين، وإماما من أئمة الزهد والورع، قال ابن عون كان محمد بن سيرين إذا حدث كأنه يتقى شيئا أو يحذر شيئا.
وقال جرير بن حازم سمعت محمد بن سيرين يحدث رجلا فقال ما رأيت الرجل الأسود ثم قال أستغفر الله ما أراني إلا قد اغتبت الرجل.
قال مورق العجلى: ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين. وقال أبو قلابة اصرفوه حيث شئتم فلتجدنه أشدكم ورعا وأملككم لنفسه، وأينا يطيق ما يطيق محمد بن سيرين يركب مثل حد السنان.
قال أبو عوانة رأيت محمد بن سيرين يمر في السوق فيكبر الناس.
قال ابن سيرين إذا أراد الله عز وجل بعبده خيرا جعل له واعظا من قلبه يأمره وينهاه.
وعن الأشعث قال كان محمد بن سيرين إذا سئل عن شيء من الفقه الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان.
وأوصى أنس بن مالك أن يغسله محمد بن سيرين فقيل له في ذلك وكان محبوسا فقال أنا محبوس قالوا قد استأذن الأمير فأذن لك في ذلك قال فإن الأمير لم يحبسني إنما حبسني الذي له الحق فأذن له صاحب الحق فخرج فغسله.
عن رجاء بن أبي سلمة قال سمعت يونس بن عبيد يقول أما ابن سيرين فإنه لم يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما.
قالت حفصة بنت سيرين كان محمد إذا دخل على أمه لم يكلمها بلسانه كله تخشعا لها.
وعن ابن عون قال دخل رجل على محمد وهو عند أمه فقال ما شأن محمد يشتكى شيئا فقالوا لا ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه.
قال ابن سيرين ظلم لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما تعلم وتكتم خيره.
وعن ابن عون قال أرسل ابن هبيرة إلى ابن سيرين فأتاه فقال له كيف تركت أهل مصرك قال تركتهم والظلم فيهم فاش.
قال ابن عون كان محمد يرى أنها شهادة يسأل عنها فكره أن يكتمها.
تفسيره للرؤى
عرف بن سيرين بتفسير الرؤى والأحلام وله كتاب مشهور في ذلك و كان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرؤيا قال اتق الله عز وجل في اليقظة ولا يضرك ما رأيت في المنام.
ومن عجائب تفسيره للأحلام:
1-عن يوسف الصباغ عن ابن سيرين قال من رأى ربه تعالى في المنام دخل الجنة.
2-عن خالد بن دينار قال كنت عند ابن سيرين فأتاه رجل فقال يا أبا بكر رأيت في المنام كأني أشرب من بلبلة لها مثقبان فوجدت أحدهما عذبا والآخر ملحا قال ابن سيرين اتق الله لك امرأة وأنت تخالف إلى أختها.
3-عن أبي قلابة أن رجلا قال لابن سيرين رأيت كأني أبول دما قال تأتي امرأتك وهي حائض قال نعم قال اتق الله ولا تعد.
4-عن أبي جعفر عن ابن سيرين أن رجلا رأى في المنام كأن في حجره صبيا يصيح فقص رؤياه على ابن سيرين فقال اتق الله ولا تضرب العود.
5-عن حبيب أن امرأة رأت في المنام أنها تحلب حية فقصت على ابن سيرين فقال ابن سيرين اللبن فطرة والحية عدو وليست من الفطرة في شيء هذه امرأة يدخل عليها أهل الأهواء.
6-رأى الحجاج بن يوسف في منامه رؤيا كأن حوراوين أتتاه فأخذ إحداهما وفاتته الأخرى فكتب بذلك إلى عبد الملك فكتب إليه عبد الملك هنيئا يا أبا محمد فبلغ ذلك ابن سيرين فقال أخطأت هذه فتنتان يدرك إحداهما وتفوته الأخرى قال فأدرك الجماجم وفاتته الأخرى.
7-رأى ابن سيرين كأن الجوزاء تقدمت الثريا فأخذ في وصيته قال يموت الحسن البصري وأموت بعده هو أشرف مني.
8-قال رجل لابن سيرين إني رأيت كأني ألعق عسلا من جام من جوهر فقال اتق الله وعاود القرآن فإنك رجل قرأت القرآن ثم نسيته.
9-وقال رجل لابن سيرين رأيت كأني أحرث أرضا لا تنبت قال أنت رجل تعزل عن امرأتك.
10-قال رجل لابن سيرين رأيت في المنام كأني أغسل ثوبي وهو لا ينقى قال أنت رجل مصارم لأخيك.
11-وقال رجل لابن سيرين رأيت كأني أطير بين السماء والأرض قال أنت رجل تكثر المنى.
12-جاء رجل إلى ابن سيرين فقال إني رأيت كأني على رأسي تاجا من ذهب فقال له ابن سيرين اتق الله فإن أباك في أرض غربة وقد ذهب بصره وهو يريد أن تأتيه قال فما راده الرجل الكلام حتى أدخل يده في حجزته فأخرج كتابا من أبيه يذكر فيه ذهاب بصره وأنه في أرض غربة ويأمر بالإتيان إليه.
مواقف من حياته
عن ابن عون قال كانوا إذا ذكروا عند محمد رجلا بسيئة ذكره محمد بأحسن ما يعلم وقال طوق بن وهب دخلت على محمد بن سيرين وقد اشتكيت فقال كأني أراك شاكيا قلت أجل قال اذهب إلى فلان الطبيب فاستوصفه ثم قال اذهب إلى فلان فإنه أطب منه ثم قال أستغفر الله أراني قد اغتبته.
و كان محمد بن سيرين إذا مشى معه رجل قام وقال ألك حاجة فإن كان له حاجة قضاها فإن عاد يمشى معه قام فقال له ألك حاجة.
عن هشام عن ابن سيرين أنه اشترى بيعا فأشرف فيه على ثمانين ألفا فعرض في قلبه منه شيء فتركه قال هشام والله ما هو بربا، وعن السرى بن يحيى قال لقد ترك ابن سيرين ربح أربعين ألفا في شيء دخله، قال سرى فسمعت سليمان التيمي يقول لقد تركه في شيء ما يختلف فيه أحد من العلماء.
وكان ابن سيرين إذا دعي إلى وليمة أو إلى عرس يدخل منزله فيقول اسقوني شربة سويق فيقال له يا أبا بكر أنت تذهب إلى الوليمة أو العرس تشرب سويقا فيقول إني أكره أن أحمل حد جوعي على طعام الناس.
عن ابن شوذب قال كان ابن سيرين يصوم يوما ويفطر يوما وكان اليوم الذي يفطر فيه يتغذى ولا يتعشى ثم يتسحر ويصبح صائما.
وروي عن موسى بن المغيرة قال رأيت محمد بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يكبر ويسبح ويذكر الله عز وجل فقال له رجل يا أبا بكر في هذه الساعة قال إنها ساعة غفلة.
وعن جعفر بن مرزوق قال بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين والحسن والشعبي قال فدخلوا عليه فقال لابن سيرين يا أبا بكر ماذا رأيت منذ قربت من بابنا قال رأيت ظلما فاشيا قال فغمزه ابن أخيه بمنكبه فالتفت إليه ابن سيرين فقال ابن سيرين إنك لست تُسأل إنما أُسأل أنا فأرسل إلى الحسن بأربعة آلاف وإلى ابن سيرين بثلاثة آلاف وإلى الشعبي بألفين فأما ابن سيرين فلم يأخذها
وعن جعفر بن أبي الصلت قال قلت لمحمد بن سيرين ما منعك أن تقبل من ابن هبيرة قال فقال لي يا أبا عبدالله أو يا هذا إنما أعطاني على خير كان يظنه بي ولئن كنت كما ظن بي فما ينبغي لي أن أقبل وإن لم أكن كما ظن فبالحري أن لا يجوز لي أن أقبل.
عبادته
عن عبيد الله بن السري قال: قال ابن سيرين إني لأعرف الذنب الذي حمل به على الدين ما هو قلت لرجل منذ أربعين سنة يا مفلس فحدثت به أبا سليمان الداراني فقال قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون وكثرت ذنوبي وذنوبك فليس ندرى من أين نؤتى.
عن عاصم الأحول قال كان عامة كلام ابن سيرين سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عن هشام بن حسان قال ربما سمعت بكاء محمد بن سيرين في جوف الليل وهو يصلى.
عن أنس بن سيرين قال كان لمحمد بن سيرين سبعة أوراد يقرؤها بالليل فإذا فاته منها شيء قرأه من النهار.
وعن هشام قال كان ابن سيرين يحيى الليل في رمضان.
عن دهير قال كان ابن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه على حدته.
قال مهدى كنا نجلس إلى محمد فيحدثنا ونحدثه ويكثر إلينا ونكثر إليه فإذا ذكر الموت تغير لونه واصفر وأنكرناه وكأنه ليس بالذي كان.
وفاته
وتوفى في سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم وهو ابن نيف وثمانين سنة
المصدر: سير أعلام النبلاء، وصفة الصفوة، ووفيات الأعيان.
ـــــــــــــــ
عبد الملك بن مروان
نظر إليه أبو هريرة -رضي الله عنه- وهو غلام، فقال: هذا يملك العرب!!
في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولد (عبد الملك بن مروان) في
سنة 24هـ في أول عام من خلافة (عثمان بن عفان) رضي الله عنه، حفظ القرآن الكريم، وسمع أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عمِّه عثمان بن عفان وأبي هريرة، وأم سلمة، ومعاوية، وابن عمر -رضي الله عنهم أجمعين-.
وكثيرًا ما كان عبد الملك في طفولته المبكرة يسأل أباه وعمه ومن حوله من الصحابة عن سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيجيبونه بما يثير دهشته، ويزيد من إعجابه بعظمة الإسلام، ولكنه وهو في العاشرة من عمره رأى مقتل خليفة المسلمين (عثمان بن عفان) فترك ذلك أثرًا حزينًا في نفسه، لكنه تعلم منه الدرس، وهو أن يتعامل مع المعتدين والمشاغبين بالقوة والحزم.
ثم لازم الفقهاء والعلماء حتى صار فقيهًا، سئل ابن عمر -رضي الله عنه- ذات مرة في أمر من أمور الدين فقال: (إن لمروان ابنًا فقيهًا فسلوه) وقال الأعمش: كان فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيب وعروة وقبيصة بن ذؤيب وعبد الملك بن
مروان، وكان لا يترك الصلاة في المسجد، حتى سمي حمامة المسجد لعبادته ومداومته على تلاوة القرآن.
نال عبد الملك في حداثته إعجاب الجميع لتمسكه بمبادئ الإسلام، يحكي أن معاوية جلس يومًا ومعه سعيد بن العاص -رضي الله عنه- فمرَّ بهما عبد الملك، فقال معاوية: لله در هذا الفتى ما أعظم مروءته؟ فقال سعيد: يا أمير المؤمنين إن هذا الفتى أخذ بخصال أربع وترك خصالاً ثلاثًا: أخذ بحسن الحديث إذا حَدَّث، وحسن الاستماع إذا حُدِّث، وحسن البِشْر إذا لقي، وخفة المئونة إذا خولف، وترك من القول ما يعتذر منه، وترك مخالطة اللئام من الناس، وترك ممازحة من لا يوثق بعقله ولا مروءته).
وخرج عبد الملك من المدينة في ربيع الآخر سنة 64هـ عند حدوث الفتنة واضطراب الأمر بالشام وظهور عبد الله بن الزبير بمكة والحجاز وإعلان نفسه خليفة للمسلمين، ولم تكد تمضِ ستة أشهر حتى تولى أبوه مروان الخلافة، لكنه لم يستمر سوي عشرة أشهر حتى توفي، فخلفه في رمضان من عام 65هـ عبد الملك بن مروان وأقبل عليه كبراء بني أمية وأمراء الجنود ورؤساء القوم وكبار رجال الدولة
فبايعوه.
وحين تولى عبد الملك خلفًا لأبيه لم يكن في يده غير الشام ومصر فقط، وهكذا كانت الأخطار تحيط بدولته من كل جانب في الداخل، فوجد الدولة الإسلامية منقسمة تسودها الفتن والاضطرابات، فهناك ابن الزبير في الحجاز، ودولة بني أمية في الشام، والخوارج الأزارقة بالأهواز، والخوارج (النجدات) بجزيرة العرب، والشيعة بالكوفة في العراق، وفي الخارج كانت الروم تكيد له، وتنتهز فرصة الانقسام لتغير على الحدود في الشمال والغرب، تهديدات من كل اتجاه، فأدرك (عبد الملك) أنه لابد من توحيد الجهود الإسلامية ضد الأعداء، وبدأ في تجهيز الجيوش، وأحسن معاملة قواده وحاشيته، يكرمهم، ويعطف عليهم، ويزورهم إذا مرضوا، ويحضرهم مجالسه، ويعاملهم كأصدقاء، فكان ذلك من أكبر عوامل نجاحه وانتصاره.
وبحلول عام 74هـ اجتمعت كلمة الأمة بعد خلاف طويل، وانتهى النزاع حول الخلافة، حتى سمي هذا العام بعام الوحدة، وتمت البيعة لعبد الملك من الحجاز والعراق، كما تمت له من قَبْلُ في الشام ومصر، وجاءته أيضًا من خراسان، واستردت الدولة الإسلامية مكانتها وهيبتها وسيادتها على الأعداء، واتسعت حدودها بعد أن أضاف إليها عبد الملك أقاليم جديدة؛ حيث أرسل جنوده ففتحوا بعض بلاد المغرب وتوغل فيها.
واتبع عبد الملك سياسة الحزم والشدة، فكان قوي الإرادة والشخصية؛ لذلك قالوا: (كان معاوية أحلم وعبد الملك أحزم) وقال أبو جعفر المنصور: كان عبد الملك أشدهم شكيمة وأمضاهم عزيمة، وكان عبد الملك حريصًا على نزاهة من يعملون في دولته.. بلغه ذات يوم أن أحد عماله قبل هدية، فأمر بإحضاره إليه، فلما حضر قال له: أقبلتَ هدية منذ وليتك؟ قال: يا أمير المؤمنين بلادك عامرة وخراجك
موفورة، رعيتك على أفضل حال.. قال: أجب عما سألتك.. قال: نعم قد
قبلت؛ فعزله عبد الملك.
ولم يكن عبد الملك رجل سياسة فحسب، ولكنه كان أديبًا يحب الأدباء، ويعقد المجالس الأدبية، وينتقد ما يلْقَى عليه من الشعر انتقادًا يدل على ذوق أدبي رفيع، وقد أظهر عبد الملك براعة في إدارة شئون دولته وتنظيم أجهزتها مثلما أظهر براعة في إعادة الوحدة إلى الدولة الإسلامية، فاعتمد على أكثر الرجال في عصره مهارةً ومقدرةً وأعظمهم كفاءةً وخبرةً مثل الحجاج بن يوسف الثقفي وبشر بن مروان وعبد العزيز بن مروان وتفقد عبد الملك أحوال دولته بنفسه، وتابع أحوال عماله وولاته، وراقب سلوكهم، وأنجز أعمالاً إدارية ضخمة دفعت بالدولة الإسلامية أشواطًا على طريق التقدم.
فهو أول من ضرب الدنانير وكتب عليها القرآن، فكتب على أحد وجهي الدنانير (قل هو الله أحد) وكتب على الوجه الآخر: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق، ونقلت في أيامه الدواوين من الفارسية والرومية إلى العربية، وهو ما يُعرف في التاريخ بـ(حركة تعريب الدواوين).
ورغم شدة وحزم عبد الملك فإنه كان رقيق المشاعر، يخشى الله ويتضرع إليه، خطب ذات مرة، فقال: (اللهم إن ذنوبي عظام، وهي صغار في جنب عفوك يا
كريم فاغفرها لي) وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قيل له: كيف تجدك؟ فقال: أجدني كما قال الله تعالي: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم} [الأنعام: 94].
ومات عبد الملك سنة 86 من الهجرة، وعمره 60 سنة، وصلى عليه ابنه ا
| |
|
| |
فاروق عضوVIP
عدد المساهمات : 1513 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 5 مارس - 14:04 | |
| | |
|
| |
فاروق عضوVIP
عدد المساهمات : 1513 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 5 مارس - 14:06 | |
| | |
|
| |
فاروق عضوVIP
عدد المساهمات : 1513 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 5 مارس - 14:08 | |
| | |
|
| |
فاروق عضوVIP
عدد المساهمات : 1513 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 5 مارس - 14:09 | |
| | |
|
| |
فاروق عضوVIP
عدد المساهمات : 1513 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 5 مارس - 14:10 | |
| | |
|
| |
فاروق عضوVIP
عدد المساهمات : 1513 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد السبت 5 مارس - 14:12 | |
| | |
|
| |
وردة الياسمين عضو فعال
الابراج : عدد المساهمات : 446 تاريخ الميلاد : 01/01/1977 تاريخ التسجيل : 20/01/2011 العمر : 47 المزاج : آآآآخر روقان
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 13 مارس - 18:00 | |
| | |
|
| |
ايمان القدر مشرفة
عدد المساهمات : 568 تاريخ التسجيل : 29/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الإثنين 14 مارس - 13:53 | |
| الشيخ عطية صقر ولد الشيخ عطية صقر في 22 نوفمبر 1914م بقرية بهنا باي مركز الزقازيق. حفظ الشيخ القرآن الكريم منذ أن كان عمره تسع سنوات. حصل على شهادة العالمية مع إجازة الدعوة والإرشاد من كلية أصول الدين بالأزهر عام 1943، وعُين خطيبا بالأوقاف 1943م، وواعظا بالأزهر 1945م. كما عمل مترجما للغة الفرنسية بمراقبة البحوث والثقافة بالأزهر، ثم مفتشا للوعظ ومراقبا عاما للوعظ حتى أحيل إلى المعاش في عام 1979م، ثم مستشارا لوزير الأوقاف. تدرج في العديد من المناصب الحيوية حتى وصل إلى شغل منصب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وهو من أشهر من تولوا رئاسة اللجنة؛ فقد أصدر موسوعة كبيرة لفتاواه وصلت إلى أكثر من ثلاثين جزءا، وكل جزء يحوي عدة أبواب تجمع الفتاوى في قضية أو مجال معين. اختير عضوا بمجلس الشورى، وكان عضوا بمجمع البحوث الإسلامية، وعضوا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضوا بلجنة الفتوى بالأزهر. من مؤلفاته: - الدعوة الإسلامية دعوة عالمية. - الأسرة تحت رعاية الإسلام "6 مجلدات". - دراسات إسلامية لأهم القضايا المعاصرة. - الزكاة وآثارها الاجتماعية. - الحجاب وعمل المرأة. - البابية والبهائية تاريخا ومذهبا. شارك في العديد من البرامج الدينية في الإذاعة والتليفزيون، وعقد العديد من الندوات الدينية في دور التعليم والجمعيات والمؤسسات المختلفة. كما أن له مقالات في الصحف والمجلات العربية والإسلامية. وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. توفى فى 9 ديسمبر 2006 عن عمر يناهز 92 عاما. | |
|
| |
ايمان القدر مشرفة
عدد المساهمات : 568 تاريخ التسجيل : 29/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الإثنين 14 مارس - 13:55 | |
| فراس محمد حسين عبد الحميد الطائي (العراق) أبو محمد الطائي البغدادي مقرئنا من مواليد بغداد 1967 تتلمذ على جمهرة مباركة من المقرئين منهم الشيخ المحسن الشهيد عبد الباقي دحام العاني والاستاذ يوسف الطائي والشيخ الفاضل عبد اللطيف العبدلي والمقريء بالعشر من طريقي الشاطبية والدرة الشيخ محمود بن شاكر الكرخي والحافظ الشيخ علي حسن داوود والمرحوم الحافظ ياسين طه العزاوي . عرض قراءته على كل من المشايخ التالية اسمائهم واجازوه وكالاتي : 1. الشيخ محمود بن شاكر الكرخي - اجازه برواية حفص عن عاصم اجازه برواية شعبة عن عاصم ، اجازه بالقراءات السبع واجازاته هذه من طريق الشاطبية ثم اجازه برواية حفص من طريق الطيبة واسانيده من طرق البغداديين والموصليين والمصريين . 2. الدكتور حسين علي محفوظ - النسابة المؤرخ والاديب - اجازه بالقراءات السبع باسانيده عن الشيخ الجوادي واجازه بكل كتبه ومروياته . 3. الشيخ القاريء علاء الدين القيسي برواية حفص عن عاصم 4. الشيخ عمر بن الشيخ اكرم الملا يوسف الموصللي برواية حفص عن عاصم .
إجازة رواية حفص (اضغط الصورة للتكبير) 5 - اجازة من الدكتور عبدالله جاسم كردي الجنابي وذلك في 7 شوال 1429هـ بقراءة عاصم براوييه حفص وشعبة ، وبمتن الجزرية في التجويد ، والشاطبية في القراءات السبع ، والدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية ، وبمنظومة رواية ورش للإمام المتولي ، وطيبة النشر في القراءات العشر وغيرها مما أجازه بها مشايخه الكرام . أما قراءة الإمام عاصم الكوفي رحمه الله تعالى فقد تلقاها عن : 1- الشيخ العلامة الفقيه الفرضي المقرئ مخلص الراوي الشافعي الرفاعي البغدادي عليه رحمة الملك الباري ، وهو عن العلامة الامام السيد احمد بن محمد أمين الراوي الرفاعي البغدادي ، وهو عن عبد السلام أفندي ، عن العلامة المقرئ خليل المظفر البغدادي الشيخلي بسنده . 2- الشيخ المقرئ الجامع العلامة المتقن محمود بن عبدو نصرة الحلبي الشافعي رحمه الله تعالى رحمة واسعة وهو تلقاها والسبع معها عن شيخ قراء حلب العلامة الكبير محمد نجيب خياطة الحلبي الحنفي ، وهو عن العلامة المقرئ أبي التيج المدني ، عن الامام علي بن محمد الضباع باسانيده . 3- وأجازه بها الشيخ الدكتور إبراهيم محمد نور سيف ، وهو تلقاها عن والده الشيخ العلامة محمد نور سيف هلال المكي . وقد قرأ على الشيخ محمود نصرة الحلبي المتون السابقة وهو قرأها إلا الطيبة والدرة على الشيخ نجيب خياطة . أما الطيبة فتلقاها عن الشيخ المقرئ الجامع عادل عبد السلام حمصي الحلبي حفظه المولى عن الشيخ نجيب خياطة . وأما الدرة فتلقاها على الشيخ المقرئ المعمر محمد ديب شهيد وهو على الشيخ نجيب خياطة . وأجازه بطيبة النشر في القراءات العشر شيخنه المعمر عبد الغني القنبري المقرئ بجامع العثمانية ، وهو عن عادل حمصي . وأجازه بالجزرية والشاطبية والدرة فضيلة الشيخ المقرئ حسن مصطفى الورّاقي بأسانيده . اخذ الانغام ودرسها على الشيخ محمود بن شاكر الكرخي والشيخ الدكتور ضاري ابراهيم العاص والشيخ الحافظ ياسين طه العزاوي والحافظ خليل اسماعيل والملا منذر الاعظمي والملا سامي الاعظمي و المرحوم الشيخ جلال الدين الحنفي وآخرين . سجل عدد من التلاوات بالطريقة البغددية . اشترك في المسابقات الوطنية وحصل المراتب المتقدمة في اكثر من مسابقة ببغداد والمحافظات. أشتغل بالتأليف وله كتابان الاول نزهة القاريء في القراءة والتجويد لرواية حفص عن عاصم الكوفي من طريق الشاطبية . وقد اثنى عليه الدكتور اكرم الملا يوسف الموصللي كثيرا وذلك لخلو الكتاب من الاخطاء والهفوات والاتيان بالاحكام التجودية صحيحة بالكامل لتلك الرواية من بطون امهات الكتب المعتبرة . اما الكتاب الثاني فهو تحفة الباريء في اصول رواية شعبة عن عاصم الكوفي . وقد عرض فيه الاختلافات الواردة بين روايتي حفص وشعبة . وله مؤلف مخطوط عن التصوير القرآني . له موسوعة صوتية علمية نغمية حلّل من خلالها أنغام تلاوات الحافظ خليل أسماعيل وبواقع 26 حلقة من اصل 140 نال درجة مستشار جمعية القراء والمجودين العراقيين - بغداد - واشتغل بالتدريس فيها لمدة اكثر من خمس سنوات . وافتتح الكثير من الدورات العلمية في بغداد ايضا. حصل على شهادة الخبرة في التدريس من الرابطة العالمية الاسلامية للقراء والمجودين . تم اختياره مستشارا للرابطة العالمية الاسلامية للقراء والمجودين وممثلا لها الامارات عام 2008 ثم مديرا للمكتب الاقليمي للرابطة لدول الخليج العربي بدبي. اختير امينا عاما لسر مجلي إدارة جمعية القراء والمجودين العراقيين في تموز 2009. هوية الرابطة العالمية الإسلامية للقراء والمجودين تتلمذ على يديه خلق كثير وكانت دوراته العلمية لا توقف لها في مقر الرابطة العالمية في جامع الامام الاعظم ببغداد وغيرها . ترك العراق اواخر عام 2001 م وهاجر الى الامارات العربية المتحدة وهو مقيم الان في دبي .
شهادة الخبرة الممنوحة للشيخ الفاضل من الرابطة الأسلامية العالمية للقراء والمجودين
| |
|
| |
ايمان القدر مشرفة
عدد المساهمات : 568 تاريخ التسجيل : 29/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 22 مارس - 10:07 | |
| الشيخ العلامة الأستاذ الدكتور : محمد سيد أحمد المسير رحمه الله
في سطور
أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين - جامعة الأزهر- وعضو اللجنة العلمية الدائمة للعقيدة والفلسفة. كان رحمه الله تعالى الأول علي الجمهورية في الشهادة الاعدادية والسادس عشر في الشهادة الثانوية حصل على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف فى الشهادة العالية من كلية أصول الدين بالقاهرة 1373هـ - 1973م. حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من جامعة الازهر 1398هـ- 1978م. أعير أستاذا مشاركاًًٌٌٌٌٌٌُُُُ ورئيسا لقسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية فى كلية التربية - فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة 1983-1987م. أعير أستاذا للعقيدة والاديان فى كلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القري بمكة المكرمة 1993 -1998م. أنتدب للتدريس في كليتي التربية والعلوم - جامعة قناة السويس بالإسماعلية على مدى سنوات عدة. قام بالتدريس في دورات معهد الإذاعة والتليفزون بوزارة الإعلام ، ودورات تدريب الأئمة ومراكز الثقافة بوزارة الأوقاف ، ومعهد الدراسات الإسلامية بالزمالك التابع لوزارة التعليم العالى. شارك في لجان الإختبار لجائزة الملك فيصل العالمية. شارك في عضوية لجنة إختيار قراء القران الكريم بالتليفزون المصري1989م. عمل مستشارا لوزير الأوقاف المصري سنة1992م. شارك في عضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة. شارك بنشاط واسع في الإعلام المقروء والمسموع والمريء بمصر والعالم الإسلامي. ترجمت بعض كتبة إلى لغات عدة منها : الإندونسية والماليزية والألبانية. شارك في كثير من المؤتمرات العالمية والملتيقات الفكرية فى كل من : القاهرة- مكة المكرمة- الرياض -مسقط - أبو ظبي – بغداد- الكويت- بيروت- الجزائر- طهران - موسكو - والماتآ عاصمة كازخستان - وطشقند عاصمة أوزبكستان - وباكوعاصمة أذربيجان - وعشق آباد عاصمة تركماتسان- وتيرانا عاصمة ألبانيا أطلق قبل وفاته حملة قومية لعودة الحياء إلى الشارع بعد إنتشار ظاهرة العري والإنحطاط الأخلاقي توفي رحمه الله في الرابع من شهر ذي القعدة 1429هـ الموافق الثاني من شهر نوفمبر 2008 م بعد صراع مع مرض الكبد فرحم الله شيخنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
| |
|
| |
ياسمينا مراقبة
عدد المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأربعاء 30 مارس - 11:47 | |
| الشيخ السيد متولي عبدالعال ولادته : ولد القارىء الشيخ سيد متولي بقرية الفدادنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية يوم 26 إبريل عام 1947م. في أسرة يعمل عائلها بالزراعة كبقية أهل القرية. كان والده يتطلع إلى السماء داعياً رب العزة أن يرزقه ولداً بعد البنات الأربع ليكون لهم رجلاً وملاذاً بعد وفاته. وكانت الأم في شوق إلى ابن يقف بجوار شقيقاته الأربع بعد رحيلها حتى تطمئن على بناتها بوجود أخ لهن يأوين إليه عند الشدائد والملمات ويجدنه بجوارهن دائماً. وتأكيداً لرغبة الأم الشديدة في إنجاب غلام حليم دعت الله أن يرزقها الولد لتهبه لحفظ القرآن الكريم ليكون أحد رجال الدين وخادماً لكتاب الله عز وجل وعاملاً بحقل الدعوة الإسلامية. استجاب المولى لرجاء الوالدين ورزقهما بطفل ليبعث في نفسيهما الأمل ويبث في قلبيهما السكينة والإطمئنان. عم الخير أرجاء البيت بمقدم الوليد وسهرت الأم ليلها ونهارها ترقب نمو ابنها متمنية أن تراه رجلاً بين عشية أو ضحاها .. مرت الأيام مر السحاب وتعاقب الليل والنهار وتوالت الشهور وبلغ الابن الخامسة من عمره فأخذه أبوه وذهب به إلى كتّاب الفدادنة وقدمه إلى الشيخة (( مريم السيد رزيق )) التي ستقوم بتلقينه الآيات والذكر الحكيم . وتعاهد الإثنان والوالد والشيخة مريم على الإهتمام بالإبن سيد متولي أدق ما يكون الإهتمام, ورعايته أفضل ما تكون الرعاية فتعاون البيت مع الكتاب وقدما العون للطفل ابن الرابعة حتى يتفرغ لحفظ القرآن ومراجعته وإجادة نطقه. وجدت الشيخ مريم علامات النبوغ ومؤشرات الموهبة لدى تلميذها فانصب اهتمامها عليه وعاملته معاملة متميزة لتصل به إلى حيث تضعه الموهبة دون تقصير ولا يأس, فهي المحفّظة التي تخرج على يديها وفي كتّابها مئات من الحفظة مما مكنها من معرفة إمكانات الموهوب وكيف تثقل موهبته كملقنة لها خبرتها ونظرتها الثاقبة. يقول الشيخ سيد متولي عن مرحلة الطفولة : (( .. ولولا الشيخة مريم وفضلها عليّ ما استطعت أن أحفظ القرآن بهذا الإتقان. ومازلت أذكر محاسنها وإمكاناتها وأمانتها في التحفيظ والتلقين والصبر على تلاميذها وكيفية تعاملها مع الحفظة بطريقة تميزها على بقية المحفّظين بالإضافة إلى قناعتها بما كتبه الله , ولأنها كفيفة اعتبرت عملها رسالة ودعوة إلى الله وكانت تردد لنا قول النبي (ص) : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) وعندما يتخرج في كتابها حافظ للقرآن كاملاً كنت تجدها أسعد من في الوجود وكأنها ملكت الدنيا في قبضتها واقتربت من أبواب الجنة باعتبارها من ورثة كتاب الله عزل وجل .. وهي الآن ما زالت تحفظ القرآن متمتعة بالقبول والرضا ويكفيها من الخير أنها تستضيف وفود الملائكة كل يوم بكتّابها يزفون إليها البشرى من ربهم بأن لها من الله أجراً عظيماً )). ولما بلغ الفتى القرآني سيد متولي السادسة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية بالقرية فلم ينشغل بالدراسة عن الكتّاب لأن القرآن كنز الدنيا والآخرة.
عرف الشيخ سيد متولي بين زملاء المدرسة واشتهر بأنه قارىء للقرآن وسعد به المدرسون والتلاميذ الذين قدموه لتلاوة القرآن كل صباح بالمدرسة وكثيراً ما افتتح الحفلات التي كانت تقام في المناسبات المختلفة. ظل التلميذ الموهوب سيد متولي يتردد على كتّاب الشيخة مريم حتى أتم حفظ القرآن كاملاً وهو في سن الثانية عشرة. أصبح الشيخ سيد متولي قارىء القرية في المناسبات والمآتم البسيطة وأحيا ليلة الخميس والأربعين فنجح في ذلك بتفوق لأنه نال إعجاب الناس جميعاً فأشار بعضهم على والده أن يذهب به إلى الشيخ (( الصاوي عبدالمعطي )) مأذون القرية ليتلقى عليه علم القراءات وأحكام التجويد, وخاصة أنه يجيد حفظ القرآن وتلاوته بصوت قوي وجميل ولا ينقصه إلا دراسة الأحكام .. استجاب الوالد لتوجيه المقربين إليه وذهب بابنه إلى الشيخ (( الصاوي )) حزن عليه تلميذه الشيخ سيد متولي لأنه كان صاحب فضل عليه حيث علمه أحكام التجويد بروايةحفص باتقان مكنه من تلاوة القرآن بجوار عمالقة القراء.
ولم يتقصر هذا العطاء وهذا الفضل عند هذا الحد, ولكن شاء القدر أن يبقى ذكر الشيخ (( الصاوي )) محفوراً بذاكرة الشيخ سيد متولي وكيانه .. وخاصة بعدما حصل الشيخ سيد متولي على المأذونية خلفاً لأستاذه الشيخ (( الصاوي )) ليصبح الشيخ سيد قارئاً للقرآن ومأذوناً لقريته (( الفدادنه )) وحباً في تحصيل علوم القرآن وحرصاً على التمكن من كتاب الله ذهب طموح الشيخ سيد به إلى قرية العرين المجاورة للفدادنة ليتعلم علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ طه الوكيل فوجد اهتماماً ورعاية وأمانة واتقاناً وحرصاً من الشيخ الوكيل شجعه على الإغتراف من علمه وأثقل موهبته بما تلقاه من علوم قرآنية على يد هذا العالم الجليل .. بعد ذلك ذاع صيته في محافظة الشرقية وانهالت عليه الدعوات من كل أنحاء الشرقية وبدأ يغزو المحافظات الأخرى المجاورة لإحياء المآتم وكثيراً ما قرأ بجوار مشاهير القراء الإذاعيين أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ البنا والشيخ عبدالباسط والشيخ حمدي الزامل والشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي .
يقول الشيخ سيد متولي : (( .. ولما بلغت العشرين عاماً ذاع صيتي ووصلت شهرتي إلى كل المحافظات المجاورة لمحافظة الشرقية ودعيت لإحياء المآتم الكبرى بجانب مشاهير القراء فلم تأخذني الرهبة لأنني تعلمت على يد واحدة من أفضل محفظي القرآن وهي الشيخة مريم التي مازلت أذكر بالفخار أنها أستاذتي ومعلمتي, وفي البداية لم أنظر إلى الأجر الذي لم يتعد جنيهاً واحداً عام 1961م وعام 1962م. وفي عام 1970 دعيت لإحياء مأتم كبير ففوجئت بوجود المرحوم الشيخ محمود علي البنا, فسعدت بأنني سأقرأ بجواره في سهرة واحدة ولو لم أحصل على أجر فإن سعادتي كانت أعظم, وبعدها قرأت مع المرحوم الشيخ عبدالباسط والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الطبلاوي )).
بعد عام 1980م وصلت شهرة الشيخ سيد متولي إلى المحافظات وامتدت في نفس العام إلى خارج مصر .. فذاع صيته في بعض الدول العربية والإسلامية من خلال تسجيلاته على شرائط الكاسيت التي جعلته أشهر قارىء خارج الإذاعة وتفوق على كثير من قراء الإذاعة من حيث الشهرة وحب الناس له. ويرجع سبب هذا التفوق إلى إمكاناته المتعددة (( صحياً )) ما شاء الله لا قوة إلا بالله , وصوتياً متمتعاً بأحبال صوتية قوية جداً وطول في النفس بغير شهيق – كما يفعل بعض القراء – وصوت رخيم عريض جميل, وقدرته على التلوين وفهمه لمعاني كلمات القرآن. متميزاً على كل القراء بارتدائه الطربوش (( المغربي )) الذي كان يرتديه الشيخ أبوالعينين شعيشع في بداية حياته مع القرآن. قارىء الإذاعات العربية والإسلامية والسفر إلى الخارج : بعد شهور سيبلغ الشيخ متولي الخمسين عاماً ولم يلتحق بالإذاعة المصرية حتى الآن ولكنه قام بتسجيل القرآن لبعض الإذاعات العربية والإسلامية وله تسجيلات تذاع بالأردن وإيران وبعض دول الخليج. وهو الآن أصبح منافساً بقوة لمشاهير القراء الإذاعيين وخاصة بعدما دخلت تسجيلاته كل بيت وفي متناول كل يد وخاصة السيارات والمحلات المنتشرة في أكبر ميادين المدن الكبرى .. ويقول عن سبب شهرته وانتشاره بقوة : (( .. والسبب الحقيقي في شهرتي وذيوع صيتي هو أنني أراعي الله في تلاوتي لكتابه .. والقارىء إذا كان مخلصاً لربه وللقرآن وللناس فلن يجد إلا القبول والتوفيق .. وعن علاقاتي فهي طيبة مع كل الناس وخاصة زملائي القراء ولكن في حدود , لأني دائماً أراجع القرآن في أوقات الفراغ. وأما عن التقليد فلست من مؤيديه لأن المقلد سرعان ما ينتهي لأن الناس دائماً يحنون إلى الأصل, وهذا لا ينفي التقليد في البداية فكل قارىء يبدأ مقلداً ولكن في الوقت المناسب يجب أن يستقل بشخصيته وتكون له طريقته التي تميزه )) .. ولأن القرآن هو الثروة التي لا تعادلها ثروة في الحياة, حرص الشيخ سيد على أن يكون له ابن من حفظة القرآن ليكون امتداداً له.. فوجد إقبالاً شديداً من ابنه (( صلاح )) على حفظ القرآن فأرسله إلى كتّاب الشيخة مريم وهو الآن يحفظ ما يقرب من عشرين جزءاً حفظاً جيداً بجانب دراسته بالصف الرابع الثانوي بمعهد السلاطنة الديني.
سافر الشيخ سيد متولي إلى كثير من الدول العربية والإسلامية والأفريقية لإحياء ليالي شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم بأشهر المساجد هناك وله جمهوره المحب لصوته وأدائه في كل دولة ذهب إليها وهذا الحب والقبول أعز ما حصل عليه الشيخ سيد متولي على حد قوله. وخاصة إيران والأردن ودول الخليج العربي.
الإذاعة .. ورحلة كفاحه حتى وصل إلى هذه الشهرة : وعن التحاقه بالإذاعة يقول: الآن حان الوقت للتقدم للإذاعة والله أدعو أن يوفقني حتى أستطيع أن أخدم القرآن الكريم من خلال الإذاعة التي تدخل كل بيت داخل مصر وخارجها. والإذاعة صاحبة فضل على كل قارىء مشهور. ويعتبر الشيخ سيد متولي واحداً من أشهر القراء الذين دخلوا قلوب الناس وكتبوا لأنفسهم تاريخاً بالجهد والعرق والكفاح كالشيخ جودة أبوالسعود والشيخ عبدالحق القاضي وغيرهما من القراء الموهوبين الذين قرأوا القرآن على أنه رسالة ولكن حظهم من الشهرة لم يبلغ قدرهم, ولكنهم كانوا يعلمون أن ما عند الله خير وأبقى.
عدل سابقا من قبل ياسمينا في الأربعاء 30 مارس - 11:50 عدل 1 مرات | |
|
| |
ياسمينا مراقبة
عدد المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأربعاء 30 مارس - 11:48 | |
| الشيخ الشحات محمد أنور
ولادته : ولد القارىء الشيخ الشحات محمد أنور قارىء مسجد الإمام الرفاعي, يوم 1 يوليو, عام 1950م في قرية كفر الوزير – مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية في أسرة صغيرة العدد .. وبعد ثلاثة أشهر من ولادته, مات أبوه فلم يتمكن الطفل من تمييز ملامح أبيه الذي ترك طفلاً يتيماً يواجه أمواج الحياة وتقلبات الأيام بحلوها ومرها. ولأن حنان الأم لا يعادله حنان, احتضنت الأم وليدها وانتقلت به للإقامة بمنزل جده ليعيش مع أخواله حيث الرعاية الطيبة التي قد تعوضه بعض الشيء وتضمد جراح اليتيم التي أصابته قبل أن تنبت له الأسنان.
قامل خاله برعايته, وتبناه فكان خير أمين عليه لأنه قام بتحفيظه القرآن. كان لنشأته في بيت قرآن الأثر الكبير في إتمامه لحفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره, وبواسطة خاله الشيخ حلمي محمد مصطفى رحمه الله راجع القرآن أكثر من مرة.. ولما بلغ العاشرة ذهب به خاله إلى إحدى القرى المجاورة وهي قرية (( كفر المقدام )) ليجود القرآن على يد المرحوم الشيخ علي سيد أحمد ((الفرارجي)) الذي أولاه رعاية واهتماماً خاصاً, لأنه لديه الموهبة التي تؤهله لأن يكون واحداً من أشهر قراء القرآن في مصر والعالم كله. يقول الشيخ الشحات مسترجعاً أيام الطفولة : (( ... في تلك الفترة كنت سعيداً بحفظ القرآن سعادة لا توصف, وخاصة أثناء تجويدي للقرآن بعد ما أتممت حفظه .. ولأن صوتي كان جميلاً , وأدائي للقرآن يشبه أداء كبار القراء, تميزت على أقراني وعرفت بينهم بالشيخ الصغير, وهذا كان يسعدهم جميعاً وكان زملائي بالكتّاب ينتهزون أي فرصة ينشغل فيها الشيخ عنا ويطلبون مني أن أتلو عليهم بعض الآيات بالتجويد ويشجعونني وكأنني قارىء كبير. وذات مرة سمعني الشيخ من بعيد فوقف ينصت إليّ حتى انتهيت من التلاوة فزاد اهتمامه بي فكان يركز عليّ دون الزملاء لأنه توقع لي أن أكون ذا مستقبل كبير على حد قوله رحمه الله ... واذكر أنني أثناء تجويدي للقرآن كنت كثيراً ما أتلو على زملائي ففكر أحدهم أن يحضر علبة كبريت (( درج )) ويأخذ منها الصندوق ويضع به خيطاً طويلاً ويوصله بالعلبة فأضع أحد أجزاء العلبة على فمي وأقرأ به كأنه ميكرفون وكل واحد من الزملاء يضع الجزء الآخر من العلبة على أذنه حتى يسمع رنيناً للصوت فيزداد جمالاً وقوة.. كل هذا حدد هدفي وطريقي وأنا طفل صغير وجعلني أبحث جاهداً عن كل السبل والوسائل التي من خلالها أثقل موهبتي وأتمكن من القرآن حتى لا يفر مني وخاصة بعد ماصرت شاباً مطالباً بأن أعول نفسي ووالدتي وجدتي بعد وفاة خالي الذي كان يعول الأسرة, فكنت لما أسمع أن أحد كبار العائلات توفي وتم استدعاء أحد مشاهير القراء لإحياء ليلة المأتم كنت أذهب وأنا طفل في الثانية عشرة وحتى الخامسة عشرة. إلى مكان العزاء لأستمع إلى القرآن وأتعلم من القارىء وأعيش جو المناسبة حتى أكون مثل هؤلاء المشاهير إذا ما دعيت لمثل هذه المناسبة. المنافسة : الشيخ جوده أبوالسعود والسعيد عبدالصمد الزناتي والشيخ حمدي الزامل الذين أشعلوا المنافسة في المنطقة بظهورهم دفعة واحدة ولكن والحق يقال – ظهرت موهبة الفتى الموهوب فجأة لتدفعه بين عشية أو ضحاها ليكون نداً للجميع واحتل مكانة لا تنكر بينهم رغم صغر سنه فتألق كقارىء كبير يشار إليه بالبنان وهو دون العشرين عاماً.
كانت بداية الشيخ الشحات بداية قاسية بكل معايير القسوة لم ترحم تقلبات الحياة المرة طفلاً يحتاج إلى من يأخذ بيده وينشر له من رحمته ويحيطه بسياج من العطف والحنان وبدلاً من هذا عرف الأرق طريق الوصول إليه فكيف ينام أو تقر له عين ويسكن له جفن أو يهدأ له بال وهو مطالب بالإنفاق علىأسرة كاملة فبدأ بتلبية الدعوات التي انهالت عليه من كل مكان وهو ابن الخامسة عشرة فقرأ القرآن في كل قرى الوجه البحري بأجر بسيط آنذاك لا يتعدى ثلاثة أرباع الجنيه إذ كانت السهرة بمركز ميت غمر تحتاج إلى سيارة وقد تصل إلى 7 جنيهات إذا لزم تأجير سيارة مهما يكن نوعها. فكان يعود من السهرة بما تبقى معه من الأجر ليسلمه إلى جدته ووالدته فتنهال عليه الدعوات مما يشجعه على تحمل الصعاب في سبيل التطلع إلى إلى حياة كريمة شريفة يتوجها بتاج العزة والكرامة وهو تلاوة كتاب الله عز وجل .
استطاع الشيخ الشحات في فترة وجيزة أن يكّون لنفسه شخصية قوية ساعده على ذلك ما أودعه الله إيّاه من عزة النفس وبعد النظر واتساع الأفق والذكاء الحاد والحفاظ على مظهره والتمسك بقيم وأصالة الريف مع التطلع بعض الشيء إلى الشياكة في المعاملة التي تغلفها رقة تجعل المتعامل معه يفكر ثم يفكر أبها تكلف أم أنها طبيعية وهذا ما سنجيب عنه قادماً. في تلك الفترة لم يكن الشيخ الشحات قد ارتدى زياً رسمياً للقراء ولكنه كان يلبس جلباباً أبيض والطاقية البيضاء وذات يوم ذهب ليقرأ مجاملة بمأتم خال القارىء الشيخ محمد أحمد شبيب بقرية دنديط المجاورة لكفر الوزير مباشرة, ولم يكن يتوقع أن ينال إعجاب الجمهور من الحاضرين بصورة لافتة للأنظار وخاصة الحاج محمد أبوإسماعيل معلم القرآن بالمنطقة وكان التوفيق حليفه والفتوح الرباني ملازمه بقوة وكان أحد الحاضرين خاله المرحوم الشيخ محمد عبدالباقي والذي كان مقيماً بمدينة بورسعيد وأبناؤه موجودون بها حتى الآن. فلما رأى المرحوم الشيخ محمد عبدالباقي إعجاب الناس الشديد بالشيخ الشحات فرح جداً وأحضر للشيخ الشحات زياً كاملاً من جملة ما عنده وقام بضبط الزي على مقاس الشيخ الشحات لأنه كان أطول منه قليلاً , وقام بلف العمامة البيضاء (( الشال )) على الطربوش وقال له بحنان الخال العامر قلبه بالقرآن .. مبسوط يا شحات أنت كده أصبحت شيخاً كبيراً وضحك الجميع سروراً وتمنى الموجودون للشيخ الشحات أن يكون أحد كبار ومشاهير القراء.
الموهبة وبداية الشهرة : وبعد أن تخطى العشرين عاماً بقليل صار للشيخ الشحات اسماً يتردد في كل مكان وانهالت عليه الدعوات من كل محافظات مصر وأصبح القارىء المفضل لمناطق كثيرة ظلت آمنة ساكنة لم يستطع أحد غزوها بسهولة لوجود المرحوم الشيخ حمدي الزامل والشيخ شكري البرعي وتربعهما على عرش التلاوة بها لدرجة أنها عرفت بأنها مناطق الشيخ حمدي الزامل رحمه الله. ولكن الموهبة القديرة لا تعرف حدوداً ولا قوانين حتى ولو كانت القوانين قوانين قلبية مغلقة.. فكانت الموهبة لدى الشيخ الشحات هي المفتاح السحري الذي يتطاير أمامه كل باب.
وبعد عام 1970م انتشرت أجهزة التسجيل في كل المدن والقرى بطريقة ملحوظة وخاصة بعد الإنفتاح وكثرة السفر للعمل خارج مصر. لدرجة أن كثيرين تمنوا السفر ليس لجمع المال ولكن ليكون لديهم جهاز تسجيل يسجلوا ويسمعوا عليه المشاهير أمثال الشيخ الشحات. وكان ذلك سبباً في شهرة الشيخ الشحات عن طريق تسجيلاته التي انتشرت بسرعة البرق, ولو تم حصر تسجيلاته في تلك الفترة لزادت على عشرة آلاف ساعة من التلاوات الباهرة الفريدة التي جعلت الملايين من الناس يتوقعون لهذا القارىء الموهوب أنه سيكون أحد النجوم المضيئة في الإذاعة لأنه كان يتمتع بمزايا شخصية وإمكانات صوتية لا تقل عن إمكانات عمالقة القراء من الرعيل الأول لقراء الإذاعة.
واقعة طريفة : حدثت عام 1978م بقرية (( التمد الحجر )) مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية وكان طرفاها الشيخ الشحات والمرحوم الشيخ حمدي الزامل وفي الحقيقة كان الشيخ حمدي الزامل هو القارىء الأول والأخير لهذه القرية إلى أن ظهر الفتى الموهوب الشيخ الشحات على حد تعبير أهل القرية فتقاسم النصيب من الحب مع الشيخ حمدي وتفوق بذكائه فتملك القلوب وحدث أن توفي اثنان من أهل القرية في يوم واحد بينهما ساعات.. فالذي توفي أولا ارتبط أهله مع الشيخ الشحات والثاني مع الشيخ حمدي الزامل وكان الشيخ الزامل وقتها مخضرم وقديم من حيث الشهرة وكان سنه 47 سنة والشيخ الشحات كان سنه 28 سنة والأول إذاعي والثاني غير إذاعي في زهرة شبابه ولكنه أظهر موقفاً لن ينسى حكّم عقله رغم أن القرية يومها كانت بمثابة مقر لمؤتمر عالمي كبير جاءتها الوفود من كل مكان لتستمع إلى قطبين في مجال التلاوة ولكن الشيخ الشحات كان حكيماً فالسرادقان متجاوران والصوت يدخل إليهما بسهولة فلم يستخدم الشيخ الشحات قوة صوته وصغر سنه ليجهد الشيخ حمدي لكنه كان يكتفي بأن يقرأ عندما يصدّق الشيخ حمدي الزامل تقديراً للزمالة وحفاظاًَ على جلال القرآن واحتراماً للموقف العظيم .
الإلتحاق بالإذاعة : كان لا بد لهذا الفتى المتألق دائماً الذي كان يتدفق القرآن من حنجرته كجدول الماء الجاري العذب أن يشق طريقه نحو الإذاعة, ولأن شهرته سبقت سنه بكثير وجّه إليه رئيس مركز مدينة ميت غمر في السبعينات المستشار حسن الحفناوي دعوة في إحدى المناسبات الدينية التي كان سيحضرها المرحوم د. كامل البوهي أول رئيس لإذاعة القرآن الكريم وذلك عام 1975 – 1976م يقول الشيخ الشحات : (( ... وكان لي صديق موظف بمجلس مدينة ميت غمر فقال لي رئيس المركز يدعوك لافتتاح احتفال ديني سيحضره كبار المسئولين ورئيس إذاعة القرآن والحفل سيقام بمسجد الزنفلي بمدينة ميت غمر فقبلت الدعوة وذهبت لافتتاح الحفل وسمعني المرحوم د. البوهي وقال لي لماذا لم تتقدم لتكون قارئاً بالإذاعة وأنت صاحب مثل هذه الموهبة والإمكانات وشجعني على الإلتحاق بالإذاعة فتقدمت بطلب وجائني خطاب للإختبار عام 1976م ولكن اللجنة رغم شدة إعجاب أعضائها بأدائي قالوا لي أنت محتاج إلى مهلة لدارسة التلوين النغمي فسألت الأستاذ محمود كامل والأستاذ أحمد صدقي عن كيفية الدراسة فدلني الأستاذ محمود كامل على الإلتحاق بالمعهد الحر للموسيقى فالتحقت به ودرست لمدة عامين حتى صرت متمكناً من كل المقامات الموسيقية بكفاءة عالية. وفي عام 1979م تقدمت بطلب.. للإختبار مرة ثانية أمام لجنة اختبار القراء بالإذاعة.. طلب مني أحد أعضاء اللجنة أن أقرأ 10 دقائق أنتقل خلالها من مقام إلى مقام آخر مع الحفاظ على الأحكام ومخارج الألفاظ والتجويد والإلتزام في كل شيء خاصة التلوين النغمي وبعدها أثنى أعضاء اللجنة على أدائي وقدموا لي بعض النصائح التي بها أحافظ على صوتي وانهالت عليّ عبارات الثناء والتهاني من الأعضاء وتم اعتمادي كقارىء بالإذاعة عام 1979م.
وتم تحديد موعد لي لتسجيل بعض التلاوات القصيرة حتى تذاع على موجات إذاعة القرآن الكريم بالإضافة إلى الأذان وعدة تلاوات منها خمس دقائق وعشر دقائق وخمس عشرة دقيقة وبعد اعتمادي كقارىء بالإذاعة بحوالي شهر فقط كنت موجوداً باستوديو
((41)) إذاعة للتسجيل يوم 16/12/1979م اتصل بي الأستاذ أحمد الملاح المسئول عن الإذاعات الخارجية والتخطيط الديني آنذاك وقال لي: أنت جاهز لقراءة قرآن الفجر لأن القارىء اعتذر لظروف خاصة؟ فقلت طبعاً أنا جاهز وكانت مفاجاة لي وفرحتي لا توصف فاسرعت إلى القرية وقطعت المسافة بين ميت غمر والقاهرة في أقل من ساعة لكي أخبر الأسرة وأهل القرية بأنني سأقرأ الفجر الليلة فعمّت الفرحة أرجاء القرية ولم ينم أحد من أبناء قريتي حتى قرأت الفجر وعدت فوجدت مئات من المحبين والأهل والأقارب والأصدقاء في انتظاري لتهنئتي ليس على قراءة الفجر على الهواء فحسب وإنما على التوفيق كذلك لأن الله وفقني جداّ وبعدها جاءتني وفود من جميع محافظات مصر لتهنئتي لأنني كنت مشهوراً جداً في جميع المحافظات قبل الإلتحاق بالإذاعة وكانت دائرة علاقاتي كبيرة على مستوى الجمهورية.
نجح الشيخ الشحات في الاستقلال بنفسه وجعل له مدرسة في فن التلاوة وحسن الأداء. وأصبح يوم 16/12/1979م يوماً لا ينسى في حياة الشيخ الشحات وفي ذكريات عشاق صوته وفن أدائه إذ كان اليوم التاريخي الذي وصل فيه صوته إلى كل أقطار الدنيا عن طريق الإذاعة أثناء قراءة قرآن الفجر على الهواء, وبعد ذلك اليوم أصبح الشيخ الشحات حديث الناس جميعاً وخاصة مشاهير القراء .. وذات يوم قابله المرحوم الشيخ محمود علي البنا وهنأه على حسن أدائه وجمال صوته ونصحه بالحفاظ صوته لأنه سيكون أحد مشاهير القراء البارزين .. وقبل وفاته بأيام قال الشيخ البنا للأستاذ عصمت الهواري وهو يسمعه في قراءة الجمعة على الهواء: (( الشيخ الشحات سيكون من أعلام مصر في التلاوة )).
في الفترة من 1980م إلى 1984م تربع الشيخ الشحات على الساحة مع أعلام القراء واستطاع أن يحقق إنجازاً كبيراً وشهرة واسعة في فترة عزّ فيها العمالقة واختلطت فيها الأمور وماجت الساحة بكثير من الأصوات القرآنية التي تشابهت واختلطت لدرجة أن السامع تاه وفكر في الإنصراف إلى كل ما هو قديم. كان قرآن الفجر عبر موجات الإذاعة هو البوابة الرئيسية التي دخل منها الشيخ الشحات إلى قلوب الملايين من المستمعين بلا اقتحام وبلا تسلق ساعده على ذلك بقاؤه بمصر خلال شهر رمضان لمدة خمس سنوات بعد التحاقه بالإذاعة ولأن قرآن الفجر آنذاك كان مسموعاً جداً لأن شهر رمضان كان يأتي في فصل الصيف خلال تلك الفترة وكان الناس جميعاً يسهرون حتى مطلع الفجر, نجد أن هذا كان عاملاً مهماً من العوامل التي ساعدت الشيخ الشحات على الانتشار والشهرة التي كان مقابلها جهد وعرق وكفاح والتزام من جانب الشيخ الشحات. وكان هذا القارىء الموهوب يقرأ أربع مرات في شهر رمضان على الهواء في الفجر وأربع مرات في سرادق قصر عابدين بانتظام مما جعل جماهيره وعشاق صوته يتوافدون من كل المحافظات ليستمعوا إليه ثقة منهم في قدراته وإمكاناته التي تمكنه وتساعده على إشباع شوقهم بما لا يقل عن ثلاثين جواباً أثناء التلاوة الواحدة وأحيانا يصل جواب الجواب إلى أكثر من عشر مرات باتقان وتجديد والتزام شهد به المتخصصون في علوم القرآن.
في عام 1984م قرأ الشيخ الشحات في الفجر : أول (( غافر )) ثم قرأ في الفجر الذي يليه بعد أسبوع من سورة (( فاطر )) { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله } ووفق لدرجة جعلت شهرته تزداد أضعافاً مضاعفة على المستويين المحلي والعالمي .. وخاصة تلاوة سورة فاطر التي لما سمعها الشيخ فرج الله الشاذلي وهو يمشي في مدينة إيتاي البارود يجري في الشارع مسرعاً ليتمكن من تسجيل بقيتها (( وهذا ما قاله الشيخ فرج الله للشيخ الشحات )) .. وهذه شهادة من قارىء عالم لقارىء موهوب .. وهكذا فرض الشيخ الشحات موهبته على الساحة ليكون أحد القراء الموهوبين الذين دوّن التاريخ أسماءهم على صفحة المشاهير. وكان أهم ما يميز الشيخ الشحات في تلك الفترة, الحيوية .. والرشاقة في الأداء والقدرة على التلوين أسفر ذلك كله عن أكثر من ثلاثمائة قارىء بمحافظات مصر يدعون إلى مآتم ومناسبات كبرى لأنهم يقلدون هذا القارىء الموهوب. مدرسة الشيخ الشحات: أشهرهم على سبيل المثال. القارىء الشيخ ناصر الزيات, والشيخ (( شعبان الحداد )) والشيخ عبداللطيف وهدان (( بكفر طنبول القديم )) السنبلاوين , والشيخ محمود بدران بالشرقية, والشيخ إسماعيل الطنطاوي المنصورة والشيخ ((محمد المريجي )) حدائق القبة والمحامي (( علاء الدين أحمد علي )) شبرا الخيمة وغيرهم من القراء الذين يقدر عددهم بحوالي ألف قارىء بمصر والدول الأخرى الذين قلدوا طريقته بخلاف ما لا يقل عن خمسة من قراء الإذاعة يأخذون كثيراً من (( النغم )) الذي ابتكره هذا القارىء الموهوب.. وأقرب الأصوات إلى خامة صوت الشيخ الشحات صوت نجله (( أنور الشحات )) الذي حباه الله صوتاً جميلاً وأداءً , قوياً متأثراً بأبيه الذي دائماً يقدم له النصائح الغالية.. أهمها تقوى الله في القراءة.. ولقد ظهرت موهبته جلية واضحة عندما قرأ في احتفال المولد النبي الشريف (ص) عام 1994م بالإسكندرية وكرّمه السيد الرئيس محمد حسني مبارك. والذي يشغل القارىء الصغير أنور الشحات عن التلاوة في الحفلات.. حرصه الشديد على التركيز في دراسته بجامعة الأزهر الشريف .. ويلي أنور في التلاوة الجيدة أخوه محمد الشحات والذي يتمنى أن يكون داعية – وإن كان يحتاج إلى التدريب على مواجهة الجمهور .. وأما محمود فصوته أكثر جمالاً إلا أنه يشعر بأنه صغير جداً ولكن والده يقول له دائماً : (( يا شيخ محمود كلنا كنا أصغر منك سناّ وبكره الصغير يكبر يا بني .. )) ودائماً يوجه الشيخ الشحات النصائح إلى أبنائه بالمحافظة على القرآن ليشار إلى العائلة بأنها عائلة قرآنية .. ولكنه يعطي الحرية الكاملة لبناته في الحفظ مما يساعدهم على المنافسة فيما بينهم .. فالكبرى نجلاء الشحات تحفظ أكثر من نصف القرآن .. وهي حاصلة على بكالوريوس زراعة وهي متزوجة من (( د. هاني الدّوّه )) . بكلية الزراعة جامعة الزقازيق. وأمينة التي تدرس بكلية التجارة جامعة الأزهر وحسنات بالثانوية وكريمة وأسماء وضحى يحفظن ما تيسر من القرآن الكريم .. ما شاء الله.
السفر إلى دول العالم : وللشيخ الشحات كثير من المجبين بصوته وأدائه في كل محافظات مصر, أشهرهم الرابطة التي كونها الحاج مصطفى غباشي بمحافظة الغربية.
وبعد ذلك كله كان لا بد من نقلة إلى آفاق عالية في عالم التلاوة تنبأ الناس له بمستقبل أكبر مما هو فيه, ولأنه يتمتع بذكاء وطموح ودبلوماسية في المعاملة استطاع أن يرتل القرآن ويفتح باباً لجملة من القراء ليرتلوا القرآن فأصبحوا كالمسبحة في عالم الترتيل.
بعد ما بنى الشيخ الشحات قاعدة شهرته العريضة اطمأن على أساسها المتين أراد أن ينطلق ليتم البناء ويشيده بالإنتشار والبحث عن المزيد من المجد والتاريخ في كل قارات الدنيا فلم يترك قارة إلا وذهب إليها قارئاً في شهر رمضان منذ 1985م وحتى عام 1996م فكان يسافر مرات مكلفاً ومبعوثاً من قبل وزارة الأوقاف المصرية ومرات بدعوات خاصة .. فتعلق به الملايين من محبي سماع القرآن خارج مصر المستمعين بالمركز الإسلامي بلندن ولوس أنجلوس والأرجنتين واسبانيا والنمسا وفرنسا والبرازيل ودول الخليج العربي ونيجيريا وتنزانيا والمالديف وجزر القمر وزائير والكاميرون وكثير من دول آسيا وخاصة إيران.
وعلىحد قوله لم يبغ من وراء كل هذه الأسفار إلا وجه الله وإسعاد المسلمين بسماع كتاب الله العظيم . | |
|
| |
ياسمينا مراقبة
عدد المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأربعاء 30 مارس - 11:52 | |
| الشيخ حمدي الزامل ولادته : ولد القارىء الشيخ حمدي محمود الزامل يوم 22/12/1929م بقرية منية محلة دمنه مركز المنصورة بمحافظة المنصورة .. وتوفي يوم 12/5/1982م. حفظ القرآن الكريم بكتّاب القرية قبل سن العاشرة تلقياً من فم خاله المرحوم الشيخ مصطفى إبراهيم , وجوده على شيخه المرحوم الشيخ عوف بحبح .. بنفس القرية .. بالكتاب ظهرت علامات الموهبة لدى الفتى الموهوب حمدي الذي لفت إليه الأنظار لجمال صوته وقوة أدائه وهو طفل صغير فأطلق عليه أهل القرية وزملاء الكتّاب لقب ((الشيخ الصغير)) وكان ملتزماً بالمواظبة على الحفظ مطيعاً لشيخه الذي أولاه رعاية واهتماماً ليعده إعداداً متقناً لأن يكون قارئاً للقرآن له صيته وشهرته .. كان لهذا الاهتمام الدور الكبير في تشجيع الفتى القرآني حمدي الزامل على الإقبال على الحفظ عن حب ورغبة, فرضت الأسرة رقابة شديدة على الشيخ الصغير حمدي الزامل وأحاطوه بالحب والتقدير وأدخلوا على نفسه الثقة بجلوسهم أمامه يستمعون إليه وكأنه قارىء كبير, فزادوه ثقة بنفسه ليصبح حديث أهل القريتين التوأم اللتين يفصلهما بحر صغير يفصل بينهما من حيث الحدود فقط ولكنه بمثابة حبل الوريد الذي يغذي الجسد الواحد.. كان لنشأته بمنطقة تجارية سميت بمنطقة (( بلاد البحر)) الأثر الكبير في تعلقه بأن يكون قارئاً مشهوراً وصييتاً كبيراً مثل مشاهير القراء الذين تنافسوا فيما بينهم من خلال المآتم الخاصة بالعائلات الكبرى في منطقة بلاد البحر أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ عبدالعظيم زاهر والشيخ أبوالعينين شعيشع وغيرهم من قراء الرعيل الأول بالإذاعة .. كان القارىء الموهوب حمدي الزامل حريصاً منذ طفولته على حضور هذه السهرات فاستفاد بقوة من هذه المواقف وخاصة تعلقه وطموحه بأن يكون مثلهم في يوم من الأيام .. بدأ والده يشعر بأن مجد العائلة وعزًها سيرتبط بمستقبل ابنه حمدي الذي بدأ يقلد مشاهير القراء أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي ساعده على ذلك تمكنه من حفظ القرآن وجمال صوته وقوته بمساحاته التي أهلته لأن يكون قارئاً له وزنه وثقله بين القراء .. أشار أحد أقاربه على والده بأن يرسل ابنه حمدي إلى الزقازيق ليلتحق بالمعهد الديني الأزهري ما دام قد حفظ القرآن كاملاً في سن مبكرة حتى يكون أحد رجال الدين البارزين أصحاب المكانة المرموقة داخل نطاق المجتمع الريفي .. لم يتردد الوالد في قبول هذه النصيحة فألحق ابنه بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري فاستقبله شيخ المعهد بحفاوة وطلب منه أن يتلو عليه بعض آي القرآن ليتعرف على مدى حفظه فاكتشف أنه صييت صغير ينتظره شأن كبير ولم يصدق شيخ المعهد أذناه ولا عيناه بالمفاجأة التي جعلته يقول للفتى الموهوب ابن العاشرة (( تاني يا شيخ حمدي )) ربنا يفتح عليك )) وظل الشيخ يستمع لصاحب الصوت الجميل والأداء القوي الموزون المحكم , فقبّله ودعا له بالتوفيق وأوصى به أباه وأخبره بأن هذا الابن يعتبر ثروة لا تعادلها ثروة وسيكون له شأن كبير بين أهل القرآن وقرائه .. قضى الفتى القرآني حمدي محمود الزامل المرحلة الابتدائية الأزهرية بمعهد الزقازيق محمولاً داخل قلوب المشايخ والزملاء وبأعينهم لأنه كان يتلو ما تيسر من القرآن صباح كل يوم يفتتح اليوم الدراسي بخير الكلام بالقرآن الكريم .
بعد حصوله على الابتدائيه الأزهرية ظهرت كل إمكاناته التي مكنته من تلاوة القرآن بطريقة لا تقل عن أداء كبار القراء فتدخل شيخه عوف بحبح لدى والده وأشار عليه بتفرغ الشيخ حمدي لتجويد القرآن في هذه المرحلة حتى ينطلق كقارىء ما دامت الموهبة موجودة والإمكانات تفوق سنه .. وافق الوالد مباشرة لأنه يتطلع إلى مجد يستطيع أن يرفع رأسه بين كبار العائلات بالقريتين المتجاورتين اللتين تشهدان منافسات بين العائلات .. لقد جاء اليوم الذي يستطيع فيه الحاج محمود أن يقول لهم : إذا كان التنافس بينكم في أحد طرفي الزينة الدنيوية وهو المال فإن الله وهبني طرفي زينة الحياة الدنيا من من خلال موهبة الشيخ حمدي .. وهذا ما جعل الحاج محمود يوافق على فكرة الشيخ عوف بحبح الذي سيتولى تجويد القرآن للشيخ حمدي الذي تلقى أحكام التجويد وعلوم القرآن من فمه مباشرة عن حب ورغبة شديدة في التمكن من تلاوة القرآن .. لما بلغ الشيخ حمدي الثانية عشرة من عمره ذاع صيته بمنطقة البحر كما أطلق عليها – فانهالت عليه الدعوات من هذه البلاد بداية من (( شها )) وصولاً إلى المنزلة التي اشتهر بها قبل بلوغه الخامسة عشرة وأثنى عليه الشيخ توفيق عبدالعزيز وبشّره بعلو منزلة بين قراء القرآن المشاهير لأن الشيخ توفيق رحمه الله كان من العلماء المتخصصين في علوم القرآن وهو والد الإذاعية القديرة فضيلة توفيق وكانت شهادة الشيخ توفيق بمثابة وسام على صدر الشيخ حمدي الذي دخل قلوب الناس واصبح قارءهم المفضل صاحب الصوت العذب الفريد المصّور لمعاني القرآن أبلغ ما يكون التصوير .
القارىء الموهوب : منذ عام 1944م وحتى وفاته عام 1982م قضى الشيخ حمدي ما يقرب من أربعين عاماً تالياً آي الذكر الحكيم بقوة وكفاءة عالية, فاستطاع بجدارة, أن يحصل على لقب (( كروان الدقهلية )) لأنه كان القارىء المفضل لجميع محافظات الدقهلية والمحافظات المجاورة لها .. بحق الجوار كان يوافق على قبول الدعوات من محافظة دمياط والشرقية لأنه كان قبولاً على حساب رفض .. حيث كان يطلب في اليوم لأكثر من سهرة فيأخذ الأولى أو التي تخص أصدقاءه وأقاربه الموجودين في أكثر من مكان بالدقهلية .. عشق الآلاف من السميعة المحترفين فن أداء وتلاوة الشيخ حمدي صاحب الصوت القوي الرخيم الخاشع المعبر وإمكاناته في التلاوة التي تهز المشاعر وتحرق الوجدان وتوقظ القلوب .. منحه الله مزماراً صوتياً من مزامير آل داود تجلت هذه القدرة وهذه العذوبة في أدائه بأنغام تحملها أوتار صوتية معدة ومجهزة تجهيزاً ربانياً تجعل السامع ينفعل بقلبه ومشارعه وأحاسيسه مع كل حرف يتلوه ولكل نغمة يؤديها ببراعة الإنتقال من مقام إلى مقام. تجده أنه قارىء فريد متميز متمكن, كان يقرأ اصعب قبل السهل لتمكنه من الحفظ والتجويد وشهد له بذلك الشيخ مصطفى وإسماعيل . وكانت براعة وإمكانات الشيخ حمدي تظهر فريدة من خلال تمهيده للتصديق في كلمة واحدة وهي آخر كلمة في التلاوة وكان يعطي السامع كل ألوان وإحساسات التمهيد في كلمة أو كلمتين بمهارة وتمكن لا ينافسه فيه أحد.
مكانته بين الناس : ظل الشيخ حمدي الزامل ما يقرب من عشرين عاماً القارىء المفضل لدى معظم قرى ومدن الدقهلية مع أمثاله من مشاهير القراء مما شغله عن الالتحاق بالإذاعة مبكراً .. واستمر هذا الانشغال بحب الناس له مع دخوله الإذاعة فلم يتمكن من الحصول على حقه كاملاً لأنه كان يعرف قدر نفسه تماماً وكان دائماً يضع إشباع رغبة عشاق فن أدائه فوق كل رغباته لأنه كان يعتبر المجد والعز والجاه والشهرة في تلاوة القرآن لا في الأضواء القاتلة التي لما أراد أن يسعى إليها على استحياء بضغط من أحبابه وجمهوره كانت سبباً في إسدال الستار عن موهبة قلما يجود الزمان بمثلها اسمها (( حمدي الزامل )) عاش حياته صديقاً لكل الناس فلم تخل قرية ولا مدينة في الوجه البحري من أكثر من صديق له مما وثّق الصلة بينه وبين آلاف المحبين له قارئاً وإنساناً .. دفع هذا الحب بعض العائلات إلى تأخير السهرة لأن الشيخ حمدي مرتبط .. ومن هؤلاء المقربين ابنه عمه أحد رجال الدين وحفظة القرآن المرحوم الشيخ فتحي الزامل وكذلك الحاج سيد سويلم عضو مجلس الشعب وعائلة سويلم بقرية برمبال مركز المنصورة والأستاذ محمود أمان بمحلة زيّاد مركز المحلة الكبرى.
احترامه الشديد للزميل واهتمامه بمظهره ومواعيده بالإضافة إلى تعلق الآلاف به كقارىء وصييت له مكانته بين مشاهير القراء. وضيف الشيخ أحمد أبوزيد القارىء والمبتهل الإذاعي الشهير حتى قبل دخوله الإذاعة .. كان أجره مثل أجر الشيخ مصطفى والشيخ البنا والشيخ عبدالباسط .. وأحياناً يدعى لمآتم ويرد نصف ما حصل عليه لأنه يجد أن أسرة المتوفى لا يتناسب ما دفعوه مع دخلهم.
الزامل ومصطفى إسماعيل : كانت بداية معرفة الشيخ مصطفى إسماعيل بالشيخ حمدي الزامل .. عام 1966م عندما كان الشيخ حمدي يقرأ مأتم بقرية شها مركز المنصورة وكان السرادق على الطريق وأثناء مرور الشيخ مصطفى على (( الصوان )) متجها إلى جهة المنزلة ليقرأ مأتم فقال للسائق انتظر لحظة وسمع الشيخ حمدي فسأل عنه فقيل له إنه الشيخ حمدي الزامل فأعجب بالصوت والأداء .. ومن هذه اللحظة بدأ الشيخ مصطفى يثني على الشيخ حمدي حتى قرأ معه في مأتم واحد. وكان القادم من مشاهير قراء الإذاعة إلى أي مكان بالدقهلية يعلم جيداً أن الشيخ حمدي مشغول وإلا كان هو البديل .. ولكن قليلاً جداً ونادراً ما كان يدعى قارىء مع الشيخ حمدي بسهرة واحدة ولكن الشيخ مصطفى إسماعيل الذي كان أشد المعجبين بالشيخ حمدي وذكاه أكثر من مرة واعترف به كأحد الموهوبين المتمكنين في تلاوة القرآن الكريم .. كثيراً ما التقى والشيخ الزامل الذي لفت الأنظار إليه بشدة في وجود الشيخ مصطفى الذي قال: (( المستقبل للمجيدين أمثال الشيخ حمدي )) ويقول الشيخ عبده الدسوقي وهو من حفظة القرآن الكريم بالمنصورة : (( نظراً لخبرتي الطويلة مع مشاهير القراء منذ عصر الشيخ مصطفى إسماعيل والشعشاعي والبنا وعبدالباسط وشعيشع وغيرهم سنحت لي أكثر من فرصة لأن أحضر منافسات ضارية بين فحول القراء .. وفجأة ظهر بينهم أحد العمالقة الموهوبين أصحاب الوزن والصيت المتين وهو الشيخ حمدي الزامل وحدث أن توفي أحد كبار الشخصيات بمدينة المنصورة وكان المأتم مهولاً والسرادق يمتد لأكثر من نصف كيلو متر أمام دار ابن لقمان مطلاً على البحر الصغير بالمنصورة وكان الشيخ مصطفى إسماعيل مدعواً لإحياء هذا المأتم في صيف عام 1960م – ولم يعلم الشيخ مصطفى بوجود قارىء معه بالسهرة ولكنه حضر متأخراً .. ولما دخل (( الصوان )) وجد الشيخ حمدي الزامل جالساً فسلّم عليه وقال له : (( هو أنت هنا يا شيخ حمدي !! )) أنت مدعو معي الليلة ؟ فقال له نعم يا عم الشيخ مصطفى فقال الشيخ مصطفى : (( أقسم بالله ما أقرأ إلا بعد ما أسمعك وأصر الشيخ مصطفى على ذلك وصعد الشيخ حمدي كرسي القراءة وقرأ قرآناً كأنه من الجنة وكلما أراد أن يصدق يقسم الشيخ مصطفى بأنه لن يصدق إلأ إذا قال له الشيخ مصطفى وامتدت التلاوة لأكثر من ساعة ونصف وكانت ليلة من ليالي القرآن واستمرت إلى ما قبل الفجر بقليل .
الزامل وعبدالباسط عام 1970م : يقول الشيخ أحمد أبوزيد القارىء والمبتهل الإذاعي وابن القارىء الإذاعي المرحوم الشيخ حسين أبوزيد والذي قرأ مع الشيخ حمدي بالمنصورة أكثر من مرة : (( الشيخ حمدي الزامل كان أسطورة لن ينساه محبوه وعشاق فن أدائه أبداً سواء الذي عاصروه أو الذي يستمعون إلى تسجيلاته .. وقد حضرته عشرات المرات بعضها كقارىء ومعظمها كمستمع فعرفت قدره عند الناس ومدى كفاءة هذا القارىء الموهوب المميز الفريد وخاصة عندما دعي الشيخ عبدالباسط لإحياء مأتم أمام جمعية الشبان المسلمين بالمنصورة . بدار مناسبات مسجد النصر .. ودخل الشيخ عبدالباسط وسط آلاف المعزين الذي امتد بهم المجلس إلى خارج المكان .. فوجد الشيخ حمدي الزامل يقرأ, فقال الشيخ عبدالباسط لصاحب السهرة هو أنت دعوتني بمفردي أم معي الشيخ حمدي ؟ فقال للشيخ عبدالباسط الشيخ حمدي مدعو كذلك فقال له الشيخ عبدالباسط بكل تواضع أهل القرآن في وجود الشيخ حمدي يجب ألا يقرأ أحد لأنه يقدم كل فنون تلاوة القرآن السليم بصوت وطريقة عظيمة وجلس الشيخ عبدالباسط حتى ختم الشيخ حمدي وتعانق الإثنان وجلسا معاً دقائق بعدها صعد الشيخ عبدالباسط ليقرأ والمعزون كل في مكانه لم يتحرك أحد منهم بل تضاعف عددهم ليستمعوا إلى الشيخ عبدالباسط وبعد 15 دقيقة صدق الشيخ عبدالباسط وقال للشيخ حمدي اقرأ يا شيخ حمدي لأنني في اشتياق إلى سماعك لما سمعته عنك من الشيخ مصطفى إسماعيل.
الإذاعة والتليفزيون : يعتبر الشيخ حمدي الزامل من القراء القلائل الذين اعتمدوا بالإذاعة والتليفزيون في آن واحد .. ولكفاءته قرأ الجمعة بالتليفزيون وأذيعت تسجيلاته في دوره مع المشاهير مع بداية ونهاية إرسال التليفزيون حتى وفاته .. وقرأ جميع الاحتفالات والمناسبات على الهواء بالإذاعة ليصبح في فترة قصيرة من القراء المشاهير على مستوى العالم عن طريق الإذاعة, ولكنه لم يأخذ حقه كاملاً من التسجيلات نظراً لأمور شخصية جعلت ملايين الناس يتساءلون عن السبب في ذلك ولم يكن هناك شيء إلا اختلاف شخصي بينه وبين المسئولين عن الإنتاج الديني آنذاك ورحل الجميع القارىء والمسئولون عن ندرة تسجيلاته تاركين ملايين المستمعين عبر الأجيال يتساءلون : أين حظ هذا القارىء من الرصيد القرآني والتلاوات النادرة .. ألم يصل رصيده إلى الربع من الرصيد الذي تركه تلاميذه وتابعوهم من قراء العصر الحديث ؟ ! .
الزامل وقرآن الفجر : ظل الشيخ حمدي يتلو قرآن الفجر مرة كل عشرين يوماً طوال ست سنوات على الهواء مباشرة .. يؤدي أعلى وأبرع ما يكون فن الأداء والتلاوة بتميز وإبداع وتمكن وثقة .. كان يعرف لمكانته حقها ومنزلتها بين القراء وكان يقدر جمهوره وعشاق فن أدائه فلم يتكاسل مرة واحدة في أدائه بقوة إلا إذا مرض فيمتنع عن القراءة ويعتذر لأنه لم يعود نفسه ولا محبيه على أداء وسط, وكان يشعر بأنه لا بد أن يكون مميزاً بين القراء وخاصة في الحفلات الخارجية والفجر وكانت له بداية تميزه فيقول : (( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم )) ولشدة تميز صوته وطريقة أدائه كان يميزه عشاق صوته وفنه بصدى صوته الذي كان يداعب نسيم الهواء فجراً في غسق الليل فيتجاوب معه ما بين السموات والأرض من مخلوقات والملائكة الحافين حول العرش وما في قاع البحر وعلى أوراق الشجر وخفي تحت جذوع الشجر وتلألأ في ضوء القمر والرمال والجبال والحجر والطير وقت السحر كل قد علم صلاته وتسبيحه .. إنها لحظات تجلٍ من السماء على قارىء يتلو كلام ربه من صفوة خلقه وعباده أورثهم تلاوة وحفظ كتابه .. كان الشيخ حمدي أثناء تلاوته الآيات والذكر الحكيم . والذي فضّل تلاوة القرآن في مصر التي تربى على أرضها ونهل من علمها وخيرها فاعتذر عن عدم تلبيته لكثير من الدعوات التي تدفقت عليه خاصة وتكليفاً مكتفياً بالسفر إلى أطهر البقاع لأداء فريضة الحج ولم يفكر في ترك أهله وعشاق صوته والاستماع إليه ولو مرة واحدة في رمضان معترفاً بدور زملائه القراء الذين يلبون الدعوات ويسافرون إلى معظم دول العالم وما يستحقونه من تقدير جزاء ما يقومون به من عطاء قرآني لجميع المسلمين في كل مكان.
تراثه القرآني : لقد جند الله بعض المحبين لهذا القارىء الموهوب ليقوموا بالبحث عن تسجيلاته المتناثرة في كل مكان معلوم وغير معلوم .. منهم : الحاج طلعت البسيوني وهو من قرية (( مينة محلة دمنه )) بلدة الشيخ حمدي والذي طاف معظم قرى ومدن الوجه البحري بحثاً عن تسجيل للشيخ حمدى مهما يكلفه من جهد ووقت ومال فتمكن من الحصول على عشرات التسجيلات من روائع ما تلى الشيخ حمدي الزامل. وكذلك فعل عادل أبو المعاطي وهو من قرية (( محلة دمنه )) توأم قرية الشيخ حمدي – وقد استطاع أن يحصل على كثير من التسجيلات النادرة للشيخ حمدي فكونا مكتبة بها أكثر من مائتي تلاوة نادرة للشيخ حمدي الزامل وإن كان بعضها متوسط الجودة من حيث طريقة التسجيل ولكن جمال الأداء وعذوبة الصوت يعوض هذا الجانب. المرض والرحيل : عاش الشيخ حمدي أكثر من عشرين عاماً يصارع مرض السكر اللعين الذي يؤثر على نفسية القارىء ولكنه كان شديد المحافظة على نفسه حتى لا يزيد عليه السكر إلى أن جاء اليوم الذي كان سبباً في إسدال الستار على موهبة هذا القارىء الكبير جاءت غيبوبة السكر بقوة لتحمل الشيخ حمدي وما معه من قرآن وفن إلى حجرة بمستشفى المقاولون العرب بالقاهرة بصحبة ابن عمته (( الاستاذ إبراهيم سلامه )) وابن أخته (( طلعت محمد عبدالجواد )) لمدة أسبوع تدهورت فيه حالته الصحية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وفي يوم 12/5/1982م حملت الملائكة روحه على كتاب الله لتضعها في مكانها حيث أمرهم الله بين ما رحل من أهل القرآن متكئاً مرتقياً على الآرائك يقرأ ويرتل كما كان يرتل في الدنيا .. فهذه هي منزل صاحب القرآن, كما ورد عن النبي (ص).
مدرسة الشيخ حمدي الزامل : يعتبر الشيخ حمدي الزامل صاحب طريقة فريدة مميزة ولون مقبول لدى ملايين المستمعين المهتمين بمتابعة مشاهير القراء .. فاستحق أن يكون صاحب مدرسة التحق بها كثير من القراء الذين تأثروا به من حيث طريقة الأداء نقلاً عنه. أشهر هؤلاء القراء :
القارىء الشيخ محمد سيد ضيف الذي استطاع أن يصل إلى قلوب الناس من خلال شدة تأثره بالشيخ الزامل أما القارىء الشيخ محمد الحسيني الذي ارتبط بالشيخ حمدي نظراً للقرابة والجوار لأنه من نفس القرية – استطاع أن يتقن طريقة الشيخ حمدي لدرجة مكنته من تقمص طريقة الشيخ حمدي وخاصة في مواضع معينة من القرآن يصعب على السامع تحديد شخصية القارىء أهو الحسيني أم هو الزامل وصنع الشيخ الحسيني شهرة امتدت إلى معظم قرى محافظة الدقهلية بسبب إتقانه لطريقة الشيخ الزامل ولكن القوة والإمكانات التي وهبها الله للشيخ الزامل وقوة أحباله الصوتية جعلت الشيخ الحسيني يجهد نفسه تماماً ويضغط على حنجرته لتضاهي حنجرة الزامل فأصيبتا اللوزتان بالتهابات مستمرة أجبرت الشيخ الحسيني على عمل جراحة استئصال في الكبر فلم يستطع العودة إلى القراءة مرة أخرى فاكتفى بما حققه من شهرة ولزم بيته يسمع نفسه عبر بعض التسجيلات التي تذكره بنفسه والشيخ الزامل. وهناك كثير من القراء الذين ساروا على طريقة الشيخ الزامل أشهرهم الشيخ حسن البرعي (( القباب الصغرى )) مركز دكرنس – والشيخ السبع (( بلقاس )) والشيخ أحمد شعبان (( محلة دمنه )) الشيخ وصفي (( تمي الأمديد )) والشيخ كرم عبدالجيّد.
الوفاة وتشييع الجنازة : لم يصدق الآلاف من مستمعي الشيخ حمدي ومحبيه أن الصوت قد سكت والجسد سيوارى بعد لحظات والتاريخ القرآني لقارئهم قد أسدل ستاره ونهار شبابه قد ذهب في لمح البصر . فتجمعوا حول منزله استعداداً لتكريم جثمانه ولكنهم لم يتمكنوا لا لأنه رحل وإنما لأنهم وجدوا وفوداً من البشر غطت أرض الواقع على اختلاف أنواعهم وأعمارهم بنات وأطفال فتيات وشباباً نساءًُ ورجالاً شيباً وولداً بالآلاف جاءوا ينتحبون محتشدين فلم يستوعبهم المكان فامتد طوفان البشر إلى الحقول المجاورة وبصعوبة بالغة شيعوا الجثمان ليتقدمهم ثلاثة من المحافظين للدقهلية ودمياط والغربية ومديروا الأمن وقوة من الأمن المركزي ووفود من المحافظات المجاورة يتقدمهم اللواء سعد الشربيني محافظ الدقهلية آنذاك والذي كان صديقاً للشيخ حمدي الزامل. والكل يردد بلا انقطاع (( الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر )) حتى وصلوا به إلى مثواه الأخير ليعودوا حيث المكان المقام به سرادق العزاء في مساحة لا تقل عن فدان أو يزيد الكل يعزي نفسه لأنه كان لهم جميعاً بمثابة الغذاء الروحي الذي طالما رد إلى كل نفس شوقها بمتعة روحية مستمدة من عظمة كلام الله .. ومن يومها وحتى الآن وكلهم في انتظار تكريم اسم هذا القارىء العظيم باطلاقه على أحد شوارع مدينة المنصورة ليعلم الجميع أن تكريم أهل القرآن ماهو إلا تكريم لهم جميعاً .
الأسرة : تعتبر عائلة الزامل من العائلات الكبرى بقرية (( منية محلة دمنة )) لما لها من مكانة مرموقة وخاصة بعد الشهرة الواسعة التي حققها الشيخ حمدي كواحد من أشهر القراء الذي بروزا على الساحة القرآنية, وكان قريباً جداً من أخيه محمود عزمي محمود الزامل (( أسم مركّب )) والذي يعمل أستاذاً للإقتصاد بكلية التجارة جامعة مانشستر بإنجلترا منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً .. وكانت أخته الشقيقة المرحومة الحاجة سعاد محمود الزامل تعتبر بالنسبة له (( أم أخيها )) لبرها الشديد به والذي كان يصل إلى أنها كانت تنتظر عودته من السهرة ولا تنام حتى مطلع الفجر لتطمئن عليه وإذا سافر إلى القاهرة ليتلو قرآن الفجر عبر موجات الإذاعة .. كانت تظل يقظانة لا يجرؤ النوم على الإقتراب من عينيها حتى تسمعه عبر موجات (( الراديو )) وتظل كذلك حتى يعود إلى البيت .. ولهذا الحب الخالص وهذا البر النقي أصرت الحاجة سعاد على أن تزوج أحد أبنائها (( المحاسب حمدي محمد عبدالجواد )) من ابنة أخيها الشيخ حمدي (( نهلة حمدي محموج الزامل )) حتى تضمن مزيداً من البر وصلة الرحم , وخاصة بعد رحيل زهرة الأسرة الشيخ حمدي, حتى يكون الأحفاد شركاء ومناصفة بينها وبين أخيها العزيز الغالي عليها جداً (( الشيخ حمدي )) ولكن سرعان ما لحقت الحاجة سعاد بأخيها على أمل اللقاء يوم يرد الخلق إلى ا لله جميعاً .. وهكذا رحل الشقيقان تاركين خلفهما الأحفاد هشام وميريهان وهاله حمدي محمد عبدالجواد يدعون لهما بالرحمة والغفران. وكان للشيخ حمدي أخ يحفظ القرآن كاملاً ولكنه مات في ريعان شبابه وهو الشيخ رفعت محمود الزامل. أما أبناء الشيخ حمدي فهم محمود الذي تفرغ لأعماله الخاصة ونهلة الحاصلة على بكالوريوس العلوم والمقيمة مع زوجها بالسعودية .. وميرفت حمدي الزامل الحاصلة على بكالوريوس التجارة من جامعة الزقازيق والتي تتطلع لأن تعمل كمذيعة كما كان يبشرها أبوها بذلك .. وأما رضا حمدي الزامل الطالب بكلية التجارة جامعة المنصورة فهو أشد الأبناء حرصاً على جمع والمحافظة على تراث أبيه القرآني ويحاول تقليد والده من خلال القدر الذي حفظه من القرآن ويحاول استكمال حفظ القرآن هذه الأيام. وآخر أبناء الشيخ حمدي هو رفعت الزامل. | |
|
| |
شعبان المدير
عدد المساهمات : 7712 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الجمعة 1 أبريل - 21:11 | |
| الدكتور محمد سعيد رمضان البوطى
مولــــــده:
ولد عام 1929 في قرية جيلكا التابعة لجزيرة بوطان (ابن عمر) الواقعة داخل حدود تركيا في شمال العراق. هاجر مع والده المرحوم ملا رمضان إلى دمشق، وله من العمر أربع سنوات. أنهى دراسته الثانوية الشرعية في معهد التوجيه الإسلامي بدمشق، والتحق عام 1953 بكلية الشريعة في جامعة الأزهر، وحصل على شهادة العالمية منها عام 1955. والتحق في العام الذي يليه بكلية اللغة العربية من جامعة الأزهر، ونال دبلوم التربية في نهاية ذلك العام. عين معيداً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1960 وأوفد إلى كلية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية وحصل على هذه الشهادة عام 1965. عين مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1965 ثم وكيلاً لها، ثم عميداً لها. اشترك، ولا يزال، في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة. وهو الآن عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان، وعضو في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد. يتقن اللغة التركية والكردية ويلمّ باللغة الإنجليزية. له مالا يقل عن أربعين مؤلفاً في علوم الشريعة والآداب، والفلسفة والاجتماع ومشكلات الحضارة وغيرها. يرأس الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي قسم العقائد والأديان في كلية الشريعة بجامعة دمشق. يحاضر بشكل شبه يومي في مساجد دمشق وغيرها من المحافظات السورية ويحضُرُ محاضراتِه آلافٌ من الشباب والنساء. اشترك ـ ولا يزال ـ في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة تتناول مختلف وجوه الثقافة الإسلامية في عدد من الدول العربية والإسلامية والأوربية والأمريكية. وهو الآن عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان، الأردن. وعضو أيضاً في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد في إنجلترا. يكتب في عدد من الصحف والمجلات في موضوعات إسلامية وقضايا مستجدة، ومنها ردود على كثير من الأسئلة التي يتلقاها والتي تتعلق بفتاوى أو مشورات تهمّ الناس، وتشارك في حل مشاكلهم. المصدر: موقع الدكتور البوطى | |
|
| |
شرابيات عضو فضى
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 14/04/2011
| |
| |
شعبان المدير
عدد المساهمات : 7712 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الجمعة 29 أبريل - 0:11 | |
| مواضيعك سهل على القلوب هضمها
و على الأرواح تشربها
تألفها المشاعر بسهولة
و يستسيغها وجداننا كالشهد
كذاك كان ردكـ اخـــــــي وصديقي
لك خالص احترامي
| |
|
| |
رضا عضو مميز
عدد المساهمات : 966 تاريخ التسجيل : 12/11/2010
| |
| |
رضا عضو مميز
عدد المساهمات : 966 تاريخ التسجيل : 12/11/2010
| |
| |
رضا عضو مميز
عدد المساهمات : 966 تاريخ التسجيل : 12/11/2010
| |
| |
رضا عضو مميز
عدد المساهمات : 966 تاريخ التسجيل : 12/11/2010
| |
| |
هدى مشرفة
عدد المساهمات : 1900 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| |
| |
مبارك زمزم ادارى
عدد المساهمات : 1838 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 7 يونيو - 10:02 | |
| بسم آلله الرحمنّ آلرحيمّ ،،
السيره الذّاتيّه لشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة / بيانات شخصية: الاسم : سلمان بن فهد بن عبد الله العودة, الدخيل, من (الجبور) من (بني خالد) . تاريخ الميلاد في شهر جمادى الأولى عام 1376هـ . م كان الميلاد : قرية البصر - منطقة القصيم.الدرجة العلمية:• ماجستير في السُّنة في موضوع " الغربة وأحكامها" . • دكتوراه في السُّنة في ( شرح بلوغ المرام /كتاب الطهارة) في أربع مجلدات مطبوع . رحلة طلب العلم:• نشأ في قرية البصرة وهي إحدى القرى الهادئة في الضواحي الغربية لمدينة بريدة بمنطقة القصيم . • انتقل إلى الدراسة في بريدة .• التحق بالمعهد العلمي في بريدة وقضى فيه ست سنوات دراسية.• وتعرف بعد على فضلاء الشيوخ, وصحبهم وجرت بينه وبينهم اتصالات ومراسلات, بعضها محفوظ من أمثال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز, وسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين, وسماحة الشيخ عبد الله بن جبرين, وغيرهم...أول ما حفظ من المتون: حفظ القرآن الكريم ثم:• الأصول الثلاثة.• القواعد الأربع.• كتاب التوحيد.• العقيدة الواسطية.• ومتن الأجرومية.• متن الرحبية وقرأ شرحه على عدد من المشايخ منهم الشيخ صالح البليهي -رحمه الله- ومنهم الشيخ محمد المنصور -رحمه الله-.• نخبة الفكر للحافظ ابن حجر وشرحه نزهة النظر .• حفظ بلوغ المرام في أدلة الأحكام• مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري .• حفظ في صباه مئات القصائد الشعرية المطولة من شعر الجاهلية والإسلام وشعراء العصر الحديث .• تخرج في كلية الشريعة و أصول الدين بالقصيم.• عاد مدرساً في المعهد العلمي في بريدة لفترة من الزمن.• انتقل معيداً إلى الكلية ثم محاضراَ .• درس في كلية الشريعة و أصول الدين بالقصيم لبضع سنوات، قبل أن يُعفى من مهامه التدريسية في جامعة الإمام وذلك في 15/4/1414هـ. شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام: و هو شرح موسع لكتاب (بلوغ المرام من أدلة الأحكام) للحافظ ابن حجر العسقلاني (773ـ852).وفق الله الشيخ فيه إلى أن بلغ في الشرح من أول الكتاب إلى باب صلاة الجمعة. وقد بلغ مجموع الدروس مئة وثلاثة وسبعين (173) درساً. وما زال الشيخ بتوفيق الله مستمراً في شرحه, مغرب يوم الأحد من كل أسبوع بجامع الراجحي الكبير ببريدة. شرح كتاب العمدة في الفقه:للإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي- رحمه الله-.وهو شرح لكتاب العمدة، يختار فيه الشيخ القول الراجح, ويدلل عليه بطريقة علمية سهلة. وقد وصل فيه الشيخ إلى (باب الجعالة). وهو مستمر بتوفيق الله في شرحه بعد أذان العشاء, يوم الأحد من كل أسبوع بجامع الراجحي الكبير ببريدة. تفسير " إشراقات قرآنية": وقد شرح فيه بطريقة عصرية حديثة مواضع من سورة البقرة, والحج, والمفصل من: سورة ق, والذاريات, والطور, والحديد وآخر القرآن بتفسير جزء عم. وخرج منه ألبومان بعنوان "إشراقات قرآنية"، وهو مستمر في شرحه في مسجد الراجحي ببريدة بعد صلاة العشاء مساء الأحد من كل أسبوع. وقد شرح العقيدة الواسطية مجدداً في مجلد لطيف مخطوط.وكذلك شرح كتاب صحيح مسلم في 100 شريط (مفقود)شرح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني في 10 أشرطة (مفقود).شرح مختصر صحيح البخاري في 100 شريط (مفقود)شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب في 10 أشرطة (مفقود)تفسير المفصل في 10 أشرطة (مفقود) الدروس العلمية العامة والمحاضرات الصوتية: وهي سلسلة من الدروس العلمية العامة التي ألقاها فضيلة الشيخ في أماكن ومناسبات متعددة لمعالجة قضايا الأمة الإسلامية المختلفة. بالنسبة للكتب التي صدرت؛ فمنها:1 . سلسلة رسائل الغرباء2 . سلسلة نحو ثقافة شرعية3 . ضوابط للدراسات الفقهية4 . تحية للشعب المقاوم5 . مع المصطفى صلى الله عليه وسلم6 . الأمة الواحدة7 . مع العلم8 . مقالات في المنهج9- مع الله10- تعليق على مختصر صحيح مسلم المشاركات العلمية ( ندوات، مؤتمرات): 1 - مشاركة في مؤتمرات إسلامية عالمية في دول كثير منها : الولايات المتحدة الأمريكية, وكندا, وبريطانيا, والسودان ، ومصر ، والبوسنة ، وقطر ، والكويت , والبوسنة , والمغرب .2 - مشاركة في المهرجانات والمؤتمرات المحلية. برامج تلفزيونية , من برامجه الحية المباشرة :- الحياة كلمة ( أسبوعي ) على قناة mbc بعد صلاة الجمعة حسب توقيت مكة .- أول اثنين ( شهري ) على قناة المجد-حجر الزاوية برنامج رمضاني يومي بعد صلاة العصر على قناة mbc .- بالإضافة إلى مشاركاته المختلفة في قنوات عربية وعالمية متنوعة والبرامج المسجلة المتعددة . زيارات علمية :• زار عدد من المؤسسات العلمية وألقى فيها محاضراته: كجامعة الملك سعود بالرياض , وجامعة أم القرى بمكة المكرمة, وجامعة الملك فهد (البترول), وجامعة الملك فيصل بالأحساء,وجامعة الكويت , وجامعة الخليج بالبحرين , وجامعات البنات, وجامعة القصيم, وجامعة الملك عبد العزيز بجدة, والكليات المتوسطة, وغيرها.• سجن خمس سنوات بسبب بعض دروسه ومواقفه؛ من سنة 1415هـ إلى سنة 1420هـ.• يقوم بالرد اليومي على أسئلة المسلمين عبر بريده الإلكتروني: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وعبر الهاتف الجوال: ( 0504250250 ) مهامه العملية :• المشرف العام على مجموعة مؤسسات الإسلام اليوم ( Islam Today Group Est ).• عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مجلس أمنائه .• نائب رئيس اللجنة العالمية لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗
عدل سابقا من قبل الحاج فتحى في الثلاثاء 7 يونيو - 10:04 عدل 1 مرات | |
|
| |
مبارك زمزم ادارى
عدد المساهمات : 1838 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| |
| |
صفاء السماء برونزى
عدد المساهمات : 136 تاريخ التسجيل : 02/04/2011
| |
| |
نناسى مراقبة
عدد المساهمات : 82 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 19 يونيو - 14:19 | |
| دائما متميز في الانتقاء سلمت على روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا روعه مواضيعك لكـ خالص احترامي | |
|
| |
شعراوى باشا مراقبة
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 23/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 21 يونيو - 10:50 | |
| د.رقية بنت محمد المحارب...
البطاقة الشخصية:
- رقية بنت محمد المحارب.
المؤهل العلمي، ومصدره؟ - دكتوراه في الحديث من كلية التربية.
-الوظيفة؟
- مدير عام إدارة التوجيه والإرشاد بالرئاسة العامة لتعليم البنات.
- من أين حصلت على درجة الماجستير وما عنوانها؟
- "دفع ايهام تعارض أحاديث الأحكام " من كتاب الطهارة. كلية التربية لتعليم البنات.
عنوان رسالة الدكتوراه؟ - شرح صحيح البخاري لابن بطال "كتاب الأذان ".
الحالة الاجتماعية؟ - متزوجة وعدد الأطفال أربعة.
أهم الشخصيات التي كان لها دور بارز في صقل شخصيتك الدعوية؟ - في الجامعة: منى مشرف، لطيفة الصقير، نورة عبدالكريم، د. منيرة العلولا.
كيف كان نشاطك الدعوي أثناء دراستك الجامعية؟ - بدأ نشاطي من السنة الأولى عن طريق إلقاء المحاضرات، والمشاركة في الأنشطة المسرحية وفي السنة الثالثة قمت بتأليف كتاب "تحريم النمص ".
كما أني لم أهمل الدعوة الفردية، والدروس الخصوصية في التجويد، والحديث، والتخريج، والفقه، وشرح ا لأحاديث والأحكام، والمحاضرات العامة سواء كانت اجتماعية أو وعظية.
ما هي نصائحك وتوجيهاتك للداعية في بداية طريق الدعوة إلى الله؟ - الحرص على العلم النافع وسلوك منهج السلف في التلقي والاستدلال والعمل.
- القراءة في الكتب الفقهية والتفسير وكتب الدعوة عامة والثقافية، وكذلك كتب السيرة أيضا المعروفة بالواقع التدريجي على الحوار.
- الاستعانة في ذلك بمنهج القرآن والسنة.
- أيضا الحرص على نفع الناس بشتى أنواع النفع وأوله هدايتهم.
- أيضا ملازمة العبادة وتعويد النفس على الصبر، والصيام، والقيام، والبذل، والصدقة، واتخاذ الأصحاب على نفس المنهج والتقوى بهم في الدعوة مع مناصحتهم والتواصي معهم.
- تدريب القلم على الكتابة، واللسان على الخطابة، لا سيما في الأوساط التي أقل مستوى من الداعية ليقوى عودها وتجد الشجاعة والجراءة على الحق.
مواقف لها أثر في حياتك الدعوية؟ - كنت ألقي محاضرات في أسواق الهودج النسائية، فذات مرة سئلت عن حكم لبس الصبي غير المكلف للذهب.
أجبت عن هذا السؤال مجتهدة، قلت إنه لا يأثم هو وإنما يأثم وليه لعدم جواز لبس الرجال للذهب.
نقل هذا القول بتحريف وتغيير للشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز- رحمه الله- فكتب لي- وحيث كنت طالبة أن ذاك في المرحلة الجامعية- يستفسر عن الموضوع فأخبرته بالجواب أعلاه فعاد- رحمه الله- وأرسل لي مرة أخرى يسدد الجواب ويقول إنه صحيح ويؤيدني في الدعوة ويدعو لي فأثر ذلك تأثير، كبير، في نفسي، ولا سيما الشيخ هو من هو في علمه ودعوته وجاهه وانشغاله فلم يغفل عن قوله تعالى: ((يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) رحمه الله رحمة واسعة. .
ما أهم الأسس التي تركز عليها الداعية في دعوتها في الوقت الحاضر؟ - أنصح كل أخت داعية:
1- تعميق العقيدة.
2- إيقاظ الفكر من السبات العميق.
3- تنبيه القلب لمعنى العبودية.
إن ذلك التشريع ليس عادات وتقاليد مع عظة المدعو الصادقة والأجر في الآخرة بعد ذلك النظر إلى تفريط المدعو في الطاعات الواجبة- الأوامر- أداء الصلاة والواجبات، ترك المحرمات.
لأن صلاته ستنهاه عن الفحشاء والمنكر، قيام الليل، ولك مثلا "صحابة رسول الله صلى الله علبه وسلم عندما أتى تحريم الخمر في المرتين. الأولى واجهوا صعوبة وبعد ذلك قالوا انتهين! لأن صلاتهم كانت تنهاهم عن ذلك فلا يجدون في نفوسهم دافعا لمعارضة هذا الحكم وهم يقومون بالواجب عليهم من صلاة وغيرها فتردعهم عن فعل المنكرات.
هل من الممكن أن توضحي لنا أهم الصفات التي -تتحلى بها الداعية من وجهة نظرك لتحقق النجاح في دعوتها؟
- كل واحدة تريد أن تتجه لهذا الطريق
عليها قراءة كتاب "هذه أخلاقنا حين نكون
مؤمنين بالله حقا " لمحمود خزندار كما عليها الطرح- الاستدلال- مع المادة العلمية مع القراءة بتمعن ومحاولة التطبيق.
ما هي حدود اختلاط الداعية بالمجتمع من وجهة نظرك؟
- لا بد للداعية أن تكون ذات فكر متميز وهدف وغاية واضحة وظاهرة في تصرفاتها وما تقول وما تفعل، بذلك تستطيع أن تحدد المسار الذي تحب وترى أن المصلحة في اتباعه من أسلوب مباشر خطابة، كتابة، أسلوب غير مباشر مثل عيادة المريض، نفع المحتاجين، مساعدة أصحاب الحقوق ليصلوا إلى حقوقهم، التوجه بالشفاعات المباحة لمن في محل المسؤولية".
هذا في المجتمع القريب، أما في المجتمع وأماكن المنكرات إذا كان الذهاب للإنكار وتعرف أنها ستنكر فلتفعل أما إذا كانت تعلم أنها لا تستطيع ذلك فالذهاب حجة عليها.
وماذا تقولين لها؟ - أهم الصفات الخلقية والمظهرية التي يجب للداعية التحلي بها عليها بالصبر والتحلي بالأخلاق التالية والترفع عن سفاسف الأمور، اللباقة وحسن السمت.
كما يجب عليها الاهتمام بالمظهر ويكون من الدرجة المتوسطة من دون إسراف ولتعلم أنها مأجورة على ذلك.
وفي الختام نعتذر عن الإطالة ولكن بقي لنا طلب لعلنا نحظى بالرد عليه وجزاك الله خيرا: ما هي أهم الأساليب والطرق الناجحة في الدعوة إلى الله؟
- المواقف هي التي تحدد نوع الأسلوب ولكن هناك أساليب منها الوعظ المباشر، الترهيب والترغيب، الحوار، تقديم النفع والإقناع، التوقير وإعطاء الطمأنينة والمكانة مثال أبي سفيان عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل دار أبي سفيان فهو أمن، على الرغم من أن أبا سفيان لم يدخل في الإسلام بعد.
كذلك أسلوب الإيحاء. كما أنني أحب أن أوجه بعض ما يجب على الداعية ليصبح لها قبول بين المدعوين خاصة والمجتمع المحيط بها عامة ألا وهو الإخلاص، الصدق، تلازم الظاهر والباطن، حسن الخلق في التعامل، السماحة، وتقديم النفع دون مقابل، السعي في مصالح الناس مع بذل الدعوة لهم وفق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
لقاء مع الدكتورة الداعية : رقية المحارب
أجرت اللقاء :سارة بنت سالم باجابر مجلة الدعوة العدد:1722
| |
|
| |
شعراوى باشا مراقبة
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 23/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 21 يونيو - 10:52 | |
| الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله.. سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله تعالى : عالم جليل وداعية الى الله ذو هيبة وقدر ، وإمام وخطيب ، ولد بمدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1350هـ وقد تخرج من كلية الشريعة بالرياض عام 1379هـ وعمل سكرتيرا لسماحة الشيخ : محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي الديار السعودية السابق في الإفتاء بعد تخرجه ، الى أن عين عام 1383هـ مساعدا لرئيس المحكمة الكبرى بالرياض ، ثم صار رئيسا للمحكمة عام 1384هـ .
وقد حصل على رسالة الماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1389هـ واستمر رئيسا للمحكمة الكبرى الى أن عين عام 1390هـ قاضي تمييز وعضوا بالهيئة القضائية العليا.
وفي عام 1403هـ عين رئيسا للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى ، واستمر في ذلك نائبا لرئيس المجلس في غيابه الى أن عين عام 1413هـ رئيسا للمجلس بهيئة العامة والدائمة.
وهو أيضا عضوا في هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1391هـ وعضوا في رابطة العالم الإسلامي ، وكان له نشاط في تأسيس مجلة راية الإسلام ، ومديرها ورئيس تحريرها.
وله دروس في المسجد الحرام تذاع ، وفتاوى في برنامج نور على الدرب وله محاضرات وندوات ومشاركة في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه وغير ذلك مما فيه صلاح وإصلاح ، فجزاه الله أحسن الجزاء وأحسن لنا وله الخاتمة في الأمور كلها وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، حرر في 9/1/1419هـ.( الدرر السنية جـ 16 صفحة 489).
قلت : وله لقاءات ودروس في الرياض ومكة ، وجهود عظيمة في النصحية لأئمة المسلمين وعامتهم ، نسأل الله له الإعانة والتوفيق والسداد وحسن الخاتمة ..آمين...
المصدر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية – الطبعة الأولى 1420هـ والتراجم الطبعة الثانية ـ والتي جمعها العلامة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله | |
|
| |
شعبانت المدير
عدد المساهمات : 3838 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 12 يوليو - 11:53 | |
| | |
|
| |
عسكر عضو فضى
عدد المساهمات : 244 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الإثنين 18 يوليو - 6:49 | |
| قصه الدكتور ميلر
كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة إلى النصرانية وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس Bible .... هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير .....لذلك يحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور ....... في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلين للدين النصراني كان يتوقع أن يجد القرآن كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك ...... لكنه ذهل مما وجده فيه ..... بل واكتشف أن هذا الكتاب يحوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم ........ كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده...... لكنه لم يجد شيئا من ذلك ...... بل الذي جعله في حيرة من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيل هم !!
ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهم.....
وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزاد ت حيرة الرجل .....
اخذ يقرا القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه .... ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء : ' أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ' يقول الدكتور ملير عن هذه الآية ' من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبد إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test... والعجيب أن القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا ......' يقول أيضا عن هذه الآية ' لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد ' أيضا من الآيات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء : ' أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا فتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون' يقول 'إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب ' فالرتق هو الشي المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفك فسبحان الله .
يقول الدكتور ملير : الآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والادعاء بان الشياطين هي التي تعينه والله تعالى يقول :
'َمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ 210 وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ 211 إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ 212 ' الشعراء 'فإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِالّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 98 ' النحل أرايتم ؟؟ هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب ؟؟ يؤلف كتاب ثم يقول قبل ان تقرأ هذا الكتاب يجب عليك ان تتعوذ مني ؟؟ ان هذه الآيات من الأمور ا لاعجازية في هذا الكتاب المعجز ! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة ' من القصص التي أبهرت الدكتور ملير ويعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبو لهب ............ .....
يقول الدكتور ملير :
'هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرها شديدا لدرجة انه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم,اذا رأى الرسول يتكلم لناس غرباء فانه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم ابيض فهو اسود ولو قال لكم ليل فهو نهار المقصد انه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشك الناس فيه . قبل 10 سنوات من وفاة أبو لهب نزلت سورة في القران اسمها سورة المسد , هذه السورة تقر ان أبو لهب سوف يذهب إلى النار , أي بمعنى آخر ان أبو لهب لن يدخل الإسلام . خلال عشر سنوات كل ما كان على أبو لهب ان يفعله هو ان يأتي أمام الناس ويقول 'محمد يقول إني لن اسلم و سوف ادخل النار ولكني أعلن الآن اني أريد ان ادخل في الإسلام وأصبح مسلما !! .. الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول ام لا ؟ هل الوحي الذي ياتيه وحي الهي؟ .
لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماما رغم ان كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر . يعني القصة كأنها تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد ان تنهيني , حسنا لديك الفرصة ان تنقض كلامي ! لكنه لم يفعل خلا ل عشر سنوات !! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام !! عشر سنوات كانت لديه الفرصة ان يهدم الإسلام بدقيقة واحدة! ولكن لان الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم ان ابو لهب لن يسلم . كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم ان يعلم ان أبو لهب سوف يثبت ما في السورة ان لم يكن هذا وحيا من الله؟؟ كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات ان ما لديه حق لو لم يكن يعلم انه وحيا من الله؟؟ لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له الا أمر واحد هذا وحي من الله .' >{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ }
يقول الدكتور ملير عن أية أبهرته لإعجازها الغيبي :
'من المعجزات الغيبية القرآنية هو التحدي للمستقبل بأشياء لا يمكن ان يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق الا وهوfalsification tests أو مبدأ إيجاد الأخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره , وهنا سوف نرى ماذا قال القران عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى ..القران يقول ان اليهود هم اشد الناس عداوة للمسلين وهذا مستمر إلى وقتنا الحاضر فاشد الناس عداوة للمسلين هم اليهود '
ويكمل الدكتور ملير :
'ان هذا يعتبر تحدي عظيم ذلك ان اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط إلا وهو ان يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها : ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقران يقول اننا اشد الناس عداوة لكم ,إذن القران خطأ ! , ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث لان هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس انسان !!'
يكمل الدكتور ملير :
' هل رأيتم ان الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلين تعتبر تحدي للعقول !! ' ' لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمنوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 82 وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 83 وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِالّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ 84 ' المائدة وعموما هذه الآية تنطبق على الدكتور ملير حيث انه من النصارى الذي عندما علم الحق آمن و دخل الإسلام وأصبح داعية له ..... وفقه الله
يكمل الدكتور ملير عن أسلوب فريد في القران أذهله لإعجازه : 'بدون أدنى شك يوجد في القران توجه فريد ومذهل لا يوجد في أي مكان آخر , وذلك ان القران يعطيك معلومات معينة ويقول لك : لم تكن تعلمها من قبل !! مثل :
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 44 ' ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون '
سورة هود - سورة 11 - آية 49 ' تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين '
سورة يوسف - سورة 12 - آية 102 ' ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون '
يكمل الدكتور ملير :
'لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب, كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من أين أت هذه المعلومات, على سبيل المثال الكتاب المقدس (الإنجيل المحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هنا وهذا القائد قاتل هنا معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء وأسماءهم فلان وفلان ..الخ . ولكن هذا الكتاب(الإنجيل المحرف) دائما يخبرك اذا كنت تريد المزيد من المعلومات يمكنك ان تقرأ الكتاب الفلاني او الكتاب الفلاني لان هذه المعلومات أت منه '
يكمل الدكتور ملير :
'بعكس القران اذ يمد القارىء بالمعلومة ثم يقول لك هذه معلومة جديدة !! بل ويطلب منك ان تتأكد منها ان كنت مترددا في صحة القران بطريقة لا يمكن ان تكون من عقل بشر !! . والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت - أي وقت نزول هذه الآيات - ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بان هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه , بالرغم من ذلك لم يقولوا : هذا ليس جديدا بل نحن نعرفه , أبدا لم يحدث ان قالوا مثل ذلك ولم يقولوا : نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات , أيضا لم يحدث مثل هذا , ولكن الذي حدث ان أحدا لم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لا نها فعلا معلومات جديدة كليا !!! وليست من عقل بشر ولكنها من الله ا لذي يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل ' جزاك الله خيرا يا دكتور ملير على هذا التدبر الجميل لكتاب الله في زمن قل فيه التدبر اللهم اغفر للمؤني والمؤمنات اللهم ارزقنا منازل الشهداء والفردوس الاعلى من الجنة آمين سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم من قرأ هذه الرساله وساعد على نشرها افتح له في رزقه وفقه لماتحبه
منقول
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗
| |
|
| |
هدى مشرفة
عدد المساهمات : 1900 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| |
| |
بوسى نائبة المدير العام
عدد المساهمات : 3055 تاريخ التسجيل : 02/03/2011 الموقع : المزاج : تمام
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الثلاثاء 23 أغسطس - 15:30 | |
| احمد ديدات
هو الشيخ أحمد حسين ديدات ولد في (تادكهار فار) بإقليم سراط بالهند عام 1918م لأبوين مسلمين هما حسين كاظم ديدات وزوجته فاطمة, وكان يعمل والده بالزراعة وأمه تعاونه ومكثا تسع سنوات ثم انتقل والده إلى جنوب أفريقيا وعاش في ديربان وغير أبيه اتجاه عمله الزراعي وعمل ترزياً ونشئ الشيخ على منهج أهل السنة والجماعة منذ نعومة أظافره فلقد التحق الشيخ أحمد بالدراسة بالمركز الإسلامي في ديربان لتعلم القرآن الكريم وعلومه وأحكام شريعتنا الإسلامية وفي عام 1934م أكمل الشيخ المرحلة السادسة الابتدائية وثم قرر أن يعمل لمساعدة والده فعمل في دكان يبيع الملح, وانتقل للعمل في مصنع للأثاث وأمضى به اثنا عشر عاما وصعد سلم الوظيفة في هذا المصنع من سائق ثم بائع ثم مدير للمصنع وفي أثناء ذلك التحق الشيخ بالكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى في ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات وإدارة الأعمال.
إن نقطة التحول الحقيقي كانت في الأربعينات وكان سبب هذا التحول هو زيارة بعثة آدم التنصيرية في دكان الملح الذي كان يعمل به الشيخ وتوجيه أسئلة كثيرة عن دين الإسلام ولم يستطيع وقتها الإجابة عنها. و قرر الشيخ أن يدرس الأناجيل بمختلف طبعاتها الإنجليزية حتى النسخ العربية كان يحاول أن يجد من يقرأها له وقام بعمل دراسة مقارنة في الأناجيل وبعد أن وجد في نفسه القدرة التامة على العمل من أجل الدعوة الإسلامية ومواجهة المبشرين قرر الشيخ بأن يترك كل الأعمال التجارية ويتفرغ لهذا العمل. كان هناك عامل مؤثر آخر لا يقل عن دور بعثة آدم التنصيرية في التأثير على تغير حياة الشيخ ولكن كان هذا العامل الآخر في فترة متأخرة أثناء عمل الشيخ في باكستان, حيث كان من مهام الشيخ في العمل ترتيب المخازن في المصنع وبينما هو يعمل فإذ به يعثر على كتاب (إظهار الحق) للعلامة رحمت الله الهندي. وهذا الكتاب يتناول الهجمة التنصيرية المسيحية على وطن الشيخ الأصلي (الهند) ذلك أن البريطانيين لما هزموا الهند، كانوا يُوقنون أنهم إذا تعرضوا لأية مشاكل في المستقبل فلن تأتي إلا من المسلمين الهنود، لأن السلطة والحكم والسيادة قد انتزعت غصباً من أيديهم، ولأنهم قد عرفوا السلطة وتذوقوها من قبل، فإنهم لا بد وأن يطمحوا فيها مرة أُخرى. ومعروف عن المسلمين أنهم مناضلون أشدَّاء، بعكس الهندوس، فإنهم مستسلمون ولا خوف منهم. وعلى هذا الأساس خطط الإنجليز لتنصير المسلمين ليضمنوا الاستمرار في البقاء في الهند لألف عام، وبدؤوا في استقدام موجات المنصرين المسيحيين إلى الهند، وهدفهم الأساسي هو تنصير المسلمين وكان هذا الكتاب العظيم أحد أسباب فتح آفاق الشيخ ديدات للرد على شبهات النصارى وبداية منهج حواري مع أهل الكتاب وتأصيله تأصيلاً شرعياً يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار وطلب البرهان والحجة من كتبهم المحرفة. وأخذ الشيخ يمارس ما تعلمه من هذا الكتاب في التصدي للمنصرين، ثم أخذ يتفق معهم على زيارتهم في بيوتهم كل يوم أحد.. فقد كان يقابلهم بعد أن ينتهوا من الكنيسة, ثم انتقل الشيخ إلى مدينة ديربان وواجه العديد من المبشرين كأكبر مناظر لهم. ثم سافر الشيخ إلى باكستان في عام 1949م من أجل المال فقد وجد أنه لكي يجمع مبلغاً يفيض عن حاجته لينفقه في الدعوة كان عليه أن يسافر وفعلا مكث في باكستان لمدة ثلاث سنوات. تزوج الشيخ أحمد ديدات وأنجب ولدين وبنتاً. عمل خلالها في مصنع للنسيج وبعدها كان لابد من العودة إلى جنوب أفريقيا وإلا فقد تصريح الإقامة بها لأنه ليس من مواليد جنوب أفريقيا وعندما عاد إلى ديربان أصبح مديرًا لنفس المصنع الذي سبق أن تركه قبل سفره ومكث حتى عام 1956م يعد نفسه للدعوة إلى الدين الحق. وفي مدينة (ديربان).. في الخمسينات.. جدّ جديدٌ أخر -كل هذا بفضل الله مسبب الأسباب- كان يحضر الشيخ صباح كل أحد محاضرات دعوية. وكان جمهوره صباح كل أحد ما بين مائتين إلى ثلاثمائة فرد، وكان جمهور المحاضرات في ازديادٍ دائماً. وبعد نهاية هذه التجربة ببضعة شهور، اقترح شخص إنجليزي اعتنق الإسلام واسمه (فيرفاكس).. اقترح على الشيخ أن لديهم الرغبة والاستعداد من بيننا أن يدرس: المقارنة بين الديانات المختلفة، وأطلق على هذه الدراسة اسم: (فصل الكتاب المقدس)Bible Class وكان يقول بأنه سوف يعلم الحضور كيفية استخدام (الكتاب المقدس) في الدعوة للإسلام. ومن بين المائتين أو الثلاثمائة شخص الذين كانوا يحضرون حديث الأحد، اختار السيد (فيرفاكس) خمسة عشر أو عشرين أن يبقوا ليتلقوا المزيد من العلم. استمرت دروس السيد (فيرفاكس) لعدة أسابيع أو حوالي شهرين، ثم تغيب السيد (فيرفاكس)، ولاحظ الشيخ الإحباط وخيبة الأمل على وجوه الشباب. ويوم الأحد من الأُسبوع الثالث من تغيب السيد (فيرفاكس) اقترح عليهم الشيخ أن يملأ الفراغ الذي تركه السيد (فيرفاكس)، وأن يبدأ من حيث انتهى السيد (فيرفاكس)، لأنه كان قد تزود بالمعرفة في هذا المجال، ولكنه كان يحضر دروس السيد (فيرفاكس) لرفع روحه المعنوية، وظل الشيخ لمدة ثلاث سنوات يتحدث إليهم كل أحد، ويصف الشيخ هذه الفترة بقوله: "اكتشفت أن هذه التجربة كانت أفضل وسيلة تعلمت منها، فأفضل أداة لكي تتعلم هي أن تُعَلِّم الآخرين، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَة».. فعلينا أن نبلغ رسالة الله -عَزَّ وَجَلَّ-، حتى ولو كنا لا نعرف إلاَّ آيةً واحدةً. إن سرّاً عظيماً يكمن وراء ذلك.. فإنك إذا بلَّغت وناقشت وتكلمت، فإن الله يفتح أمامك آفاقاً جديدةً، ولم أدرك قيمة هذه التجربة إلا فيما بعد". عرف الشيخ أحمد ديدات بشجاعته وجرأته في الدفاع عن الإسلام, والرد على الأباطيل والشبهات التي كان يثيرها أعداء الإسلام من نصارى حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم, ونتج عن هذا أن أسلم على يديه بضعة آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم والبعض منهم الآن دعاة إلى الإسلام. وفي عام 1959م توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات. وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال: كلارك، جيمي سواجارت، أنيس شروش. أسس معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة (ديربان) بجنوب إفريقيا. ألف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبع بعضها، وقام بإلقاء مئات المحاضرات في جميع أنحاء العالم. ولهذه المجهودات الضخمة مُنح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986م وأعطي درجة "أستاذ". وفي عام 1996م بعد عودة الشيخ من أستراليا بعد رحلة دعوية مذهلة أصيب فارس الإسلام بمرضه الذي أقعده طريح الفراش طيلة تسع سنوات, وعن بداية اصابة الشيخ ديدات بالمرض يقول صهره (عصام مدير): "إنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر أبريل عام 1996م بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته ! ولكن في ذلك الشهر تحديداً أخذ رحلة مكوكية للدعوة، واجتهد فيها خصوصاً في رحلته الأولى والقوية جدا لأستراليا التي تحدث عنها الإعلام الأسترالي لأنه ذهب لعرض الإسلام عليهم وتحدى عدداً من المنصرين الأستراليين الذين أساءوا للإسلام، وكان لا يناظر ولا يبادر إلا المنصرين الذين يتعدون على الإسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان. ولذلك ذهب إلى أستراليا وطاف بها محاضراً ومناظراً، وعندما عاد حدث له ما جرى وأصيب بجلطة في الدماغ". و في صباح يوم الاثنين الثامن من أغسطس 2005م الموافق الثالث من رجب 1426هـ فقدت الأمة الإسلامية الداعية الإسلامي الكبير الشيخ المجاهد (أحمد ديدات), فعليه من الله جزيل الرحمات وواسع المغفرة والكرامات. لقد علمنا النبي عليه الصلاة والسلام: «إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء, وأن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم, فمن رضى فله الرضا, ومن سخط فله السخط» رواه الترمذي وابن ماجه. وإذا تتبعت سير الأنبياء والمرسلين, وسير علماء أمة التوحيد من المستقدمين والمستأخرين وجدت العجب العجاب في هذا الصدد, والحديث في هذه المسألة يطول! فنحسب شيخنا أحمد ديدات مِمَّن أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، فرحمك الله يا فارس الإسلام, طبت حياً وميتاً, نسأل الله أن يرزقنا نصفك!!
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗
| |
|
| |
شعبان المدير
عدد المساهمات : 7712 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 28 أغسطس - 22:46 | |
| الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجْرة
إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونشكُرُهُ ونستغفِرُهُ ونتوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنْفُسِنا ومِنْ سَيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ ولا مثيلَ لهُ ولا ضِدَّ ولا نِدّ لهُ ولا شكلَ ولا صورةَ ولا أعضاءَ لهُ ولا جسمَ ولا جُثّةَ لهُ ولا كميّةَ ولا مكانَ لهُ. هوَ اللهُ الواحدُ الأحدُ الفردُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ لهُ كُفُوًا أحدٌ، جلَّ ربي لا يشبهُ شيئًا ولا يُشبِهُهُ شىءٌ ولا يَحُلُّ في شىءٍ ولا يَنْحَلُّ منهُ شىءٌ، ليسَ كمثلِهِ شىءٌ وهوَ السميعُ البصيرُ. وأشهدُ أنّ سَيِّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرّةَ أعيُنِنا محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ وصفيُّهُ وحبيبُهُ، بلّغَ الرسالةَ وأدّى الأمانَةَ ونصحَ الأمّةَ، فجزاهُ اللهُ عنّا خيرَ ما جَزَى نبيًا منْ أنبيائِهِ، اللهمّ صلِّ على سيِّدِنا محمّدٍ صلاةً تَقضي بها حاجاتِنا، اللهمَّ صلِّ على سيِّدِنا محمّدٍ صلاةً تُفرِّجُ بها كُرُباتِنا، اللهمَّ صلِّ على سيِّدِنا محمّدٍ صلاةً تَكفِينا بها شرَّ أعدائِنا وسلِّمْ عليهِ وعلى ءالِهِ سلامًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ، فأوصيكُمْ ونفسِي بتقوَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، قالَ اللهُ تعَالى: }وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ { سورة فاطر/28. فقولُه تعالَى: }إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ { أي إِنَّما يَخْشَى اللهَ حَقَّ خَشْيَتِهِ العُلماءُ العَارِفُونَ بِه، فَالعُلمَاءُ العَامِلُونَ أشدّ خَشْيَةً للهِ، وقد قالَ سَيِّدُنا عيسَى عليهِ السلامُ في وصْفِ عُلماءِ أُمَّةِ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ:"عُلماءُ حُلماءُ برَرَةٌ أتقياءُ كأنَّهُمْ مِنَ الفِقْهِ أنبياءُ".
إخوةَ الإيمانِ والإسلام، سيرةُ العُظَماءِ مِنَ العُلماءِ الأوائلِ هيَ القُدوةُ الـمُثْلَى، وإبرازُها تحفيزٌ لِفِتْيَانِنَا وفَتَيَاتِنَا للإفَادَةِ مِنْهَا، ولِئَلا يَلْتَفِتُوا لأُمُورٍ هَزِيْلَةٍ هَابِطَةٍ لا وَزْنَ لها في الحياةِ ولا قيمةَ.
تَكَلَّمْنَا في الأسبوعِ الماضِي عَنْ سِيْرَةِ الإِمامِ أبِي حنيفةَ، واليَوْمَ نَتكلم عنِ إمامِ دارِ الهجرة، الإمام أبي عبدِ اللهِ مالكِ بنِ أنس الأَصْبَحِيِّ المدَنِيّ رضيُ اللهُ عنه وأرضاه.
وُلِدَ الإمامُ مالك في المدينةِ المنوَّرةِ سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ للهجرة، نَشَأ مُجِدًّا في التَّحْصِيْلِ والرِّوايةِ وقد أخذَ العِلْمَ وَرَوَى عَنْ عدَدٍ كبيرٍ منَ التَّابِعِينَ وتَابِعِيْهِم الذِينَ يُعَدُّونَ بِالمئات، منهم نَافِع مَولى ابنِ عُمَر، والزُّهْرِيّ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ وغيرُهم.
انتشرَ عِلمُهُ في الأَمْصَار، واشتهرَ في سائرِ الأَقْطَار، وَضُرِبَتْ إِليهِ أكبادُ الإبِلِ، وارْتَحَلَ الناسُ إليهِ مِن شَتَّى الأَنْحاء، فكانَ يُدرِّسُ وهوَ ابنُ سبعَ عشرةَ سنة، فَمَكَثَ يُفْتِي وَيُعَلِّمُ النَّاس، حتى إنَّ كثيرًا مِنْ مشايِخِهِ رَوَوْا عنْه كالزُّهريّ، وَرَبِيْعَةَ الرَّأْي فَقِيْهِ أَهْلِ المدينة، وغيرِهم، وروى عنه خَلْقٌ كثيرٌ مِنَ الرُّواةِ مِن أشهرِهم سفيانُ الثوريُّ والإمامُ الشافعيُّ وعبدُ اللهِ بنُ المبارك.
إخوة الإيمان والإسلام، إنَّ كثيرًا مِنْ علماءِ التَّابعينَ قَالُوا إنَّ الإمامَ مالكًا رضي الله عنه هو الذي عناه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: "يُوشِكُ أنْ يَضْرِبَ النَّاسُ أكبادَ الإِبِلِ فلا يَجِدُونَ أَعْلَمَ مِنْ عالمِ المدينة".
وَيُرْوَى أنَّ الخليفةَ هارونَ الرَّشيدَ لما قَدِمَ إلى المدينةِ المنورةِ أَرْسَلَ للإمامِ مالكٍ أنْ يأتيَهُ لِكَيْ يَقْرَأَ عليهِ كِتَابَ الموطَّأِ، فأَرْسَلَ لَهُ مالك بأنَّ العِلْمَ يُؤْتَى ولا يَأتي، فَقَصَدَ الرشيدُ منـزِلَ الإمامِ، واستندَ إلى الجدارِ فقالَ له الإمامُ مالك: يا أميرَ المؤمنين، مِنْ إِجلالِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إجلالُ العِلْمِ.
ولم يكنْ هذا الفعلُ منَ الإمامِ مالكٍ تَكَبُّرًا على الخليفة، بل كان ذلك لمصلحةٍ شرعيةٍ هي بيانُ فضلِ العلمِ والعلماءِ وتعليمِ الناسِ سواءٌ كانوا حُكَّامًا أو محكومين، أنْ يُجلُّوا العلمَ وَيُوَقِّروه ويكون له في نفوسِهِم رَهبةٌ وهَيْبَة، وإلا فالإمامُ مالك رضي الله عنه كانَ منْ أشدِ أهلِ عصره تواضعًا ولِيْنًا.
وكانَ الناسُ إذا أَتَوا الإمامَ مالكًا خرجتْ إليهم جاريةٌ له فتقولُ لهم: يقولُ لكُم الشيخُ تريدونَ الحديثَ أوِ المسائلَ؟ فإذا قالوا المسائلَ خَرَجَ إليهم، وإنْ قالُوا الحديثَ دخلَ مُغْتَسَلَهُ وَاغْتَسَلَ وَتَطَيَّبَ وَلَبِسَ ثيابًا جُددًا وتعمَّمَ ووضعَ رِدَاءَه، فيَخْرُجُ فَيَجْلِسُ عَلَى مِنَصَّةٍ وعليهِ الْخُشُوعُ ولا يزالُ يبخر بالعودِ حتى يفرغَ من حديثِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وكانَ رحمهُ اللهُ لا يَجْلِسُ عَلَى تِلْكَ المِنَصَّةِ إِلا إِذَا حَدَّثَ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقيل في ذلك لمالك فقال: أُحِبُّ أنْ أُعَظِمَ حديثَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأنْ لا أُحدِّثَ به إلا على طَهَارَةٍ مُتَمَكِّنًا.
أَثْنَى عليهِ الكَثِيرُ مِنَ العُلَمَاءِ، فَقَدْ قَالَ الإمامُ الشافعيُّ عنه: إذا ذُكِرَ العُلَمَاءُ فَمَالِك النَّجم، وقالَ ابنُ معين: مالك مِنْ حُجَجِ اللهِ على خَلْقِهِ، وقالَ يحيى بنُ سعيد القَطَّان: مالك أميرُ المؤمنينَ في الحديث، وقال ابنُ سعيد: كانَ مالك ثقةً مأمونًا ثَبْتًا وَرِعًا فَقِيْهًا عالِـمًا حُجَّة. وقالَ البُخَارِيُّ: أَصَحُّ الأسانيدُ مالك عن نافع عن ابن عمر.
إخوةَ الإيمان والإسلام، كانَ الإمامُ مالك رضيَ الله عنه مُقْتَدِيًا بِالسُّنَّةِ المطهَّرَةِ التي كانَ عليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم وصحابتُه الكرام وأهلُ بَيْتِه، فكانَ على عَقيدةِ التَّنْزيهِ للهِ عن مُشابهةِ الخَلْقِ وعنِ المكانِ وعن الهيئةِ والصورةِ والحركةِ والانتقالِ والتَّغَيُّر.
فقد رَوَى الحافِظُ البَيهقِيُّ في كِتابِه ((الأسماء والصفات)) بإسنادٍ جيدٍ كمَا قالَ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ في ((الفتح)) من طريقِ عبدِ اللهِ بنِ وهب قالَ: كُنَّا عندَ مَالِكِ بنِ أنسٍ فدخَلَ رجلٌ فقالَ: يا أبا عَبدِ اللهِ، الرحمنُ علَى العَرْشِ اسْتَوَى، كيف استِوَاؤُه؟ قالَ: فأَطْرَقَ مَالك وأخذَتْهُ الرُّحَضَاءُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: الرحمنُ عَلَى العرشِ اسْتَوَى كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، وَلا يُقالُ كَيف وكيفٌ عنهُ مَرْفُوع، وأَنْتَ رَجُلُ سُوءٍ صَاحِبُ بِدْعَةٍ أَخْرِجُوهُ، قَالَ: فَأُخْرِجَ الرَّجُل" اهـ
فقَوْلُ الإِمامِ مالِكٍ: ((وكيفٌ عنهُ مَرْفُوع)) أي ليسَ استِواؤُه علَى العَرْشِ كَيْفًا أي هَيْئَةً كَاسْتِوَاءِ المخلوقِينَ مِنْ جُلوسٍ وَاسْتِقْرَارٍ ونَحْوِ ذَلك. وأَمَّا رِوَايةُ "والكَيْفُ مَجْهُول" فهيَ غيرُ صحيحةٍ لَمْ تَصِحَّ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلفِ ولم تَثبُتْ عنْ مالكٍ ولا عن غيرِه منَ الأَئِمَّة.
ألّفَ الإمامُ مالكٌ في فنونٍ كثيرةٍ منَ العِلم، ومِنْ أشهرِ مؤلفاتِهِ كِتَابُ الْمُوَطَّأ، فقدْ قالَ الشافعيُّ في الموطأ:" ما ظهرَ كتابٌ على الأرضِ بعدَ كتابِ اللهِ أصحُّ مِنْ كتابِ مالك"، وفي عَصْرِه قيلَ فيه: " أَيُفْتَى ومَالك في المدينة". وهو الذي ما أفتى حتى أجازَهُ سَبْعُونَ عالما، ومعَ ذلكَ كُلِّهِ ما كانَ لِيُفْتِيَ بِغَيرِ علم، فقدْ جاءَ عنْ مالكٍ رضي الله عنه أنه سُئِلَ عَنْ ثَمَانِيَةٍ وأَرْبَعِينَ سؤالاً فأجابَ عَنْ سِتَّةَ عَشَرَ وقالَ عَنِ البَقِيَّةِ لا أَدْرِي.
كانتْ وفاتُه في المدينةِ المنورةِ سنةَ مائةٍ وتسعةٍ وسبعينَ للهجرة، ودُفنَ في البقيعِ بِجِوارِ إبراهِيمَ وَلَدِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، رحمَ اللهُ الإمامَ مالكَ بنَ أنسٍ ونفعَنا بِعِلْمِه.
| |
|
| |
شعبان المدير
عدد المساهمات : 7712 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : المزاج : الحمد لله
| |
| |
شعبان المدير
عدد المساهمات : 7712 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : المزاج : الحمد لله
| |
| |
عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأربعاء 5 أكتوبر - 4:05 | |
| | |
|
| |
يوسف ابو سعيد عضو فعال
عدد المساهمات : 475 تاريخ التسجيل : 05/12/2010
| موضوع: رد: السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد الأحد 16 أكتوبر - 4:42 | |
| ابن حزم الأندلسي مُنَاي مِنَ الدُّنْيَا عُلُومٌ أَبُثُّهَــــا وَأَنْشُرُهَا في كُلِّ بَادٍ وَحَاضِـرِ دُعَاءٌ إلى الْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ الَّتِـي تَنَاسَى ذِكْرُهَا فِي المَحَاضِــــرِ قد تحققت أمنيتك أيها الفقيه، فأفكارك وكتبك لها مكانة عظيمة في نفوس الكثيرين من أبناء الإسلام، يدرسونها بعناية، ويستفيدون منها، ويتخذون منها مصباحًا كلما ضل بهم الطريق. في (مدينة) قرطبة الساحرة، إحدى مدن الأندلس وفي قصر أحد الوزراء، في أواخر شهر رمضان في عام 384هـ، كان ميلاد طفل مبارك أصبح له بعد ذلك شأن كبير، فرح به والده فرحًا شديدًا، وشكر الله سبحانه وتعالى على نعمته وعطائه. نشأ الغلام في قصر أبيه نشأة كريمة، فقد كان أبوه وزيرًا في الدولة العامرية وتعلم القرآن الكريم، والحديث النبوي، والشعر العربي، وفنون الخط والكتابة، وتمر الأيام ويكبر الغلام، فيجعله أبوه في صحبة رجل صالح يشرف عليه، ويشغل وقت فراغه، ويصحبه إلى مجالس العلماء.. إنه: (علي بن أحمد بن سعيد الأندلسي) الشهير بابن حزم الأندلسي. كانت أسرته لها مكانة مرموقة وعراقة في النسب، فـ(بنو حزم) كانوا من أهل العلم والأدب، ومن ذوي المجد والحسب، تولى أكثر من واحد منهم الوزارة، ونالوا بقرطبة جاهًا عريضًا. وكان (أحمد بن سعيد) والد (ابن حزم) من عقلاء الرجال، الذين نالوا حظًّا وافرًا من الثقافة والعلم، ولذلك كان يعجب ممن يلحن في الكلام، ويقـول: (إني لأعجب ممن يلحن في مخـاطبة أو يجيء بلفظة قلقة في مكاتبة، لأنه ينبغي له إذا شك في شيء أن يتركه، ويطلب غيره، فالكلام أوسع من هذا). وكانت هذه الثقافة الواسعة، والشخصية المتزنة العاقلة هي التي أهلت والد ابن حزم لتولي منصب الوزارة للحاجب المنصور ابن أبي عامر في أواخر خلافة بني أمية في الأندلس، وفي القصر عاش ابن حزم عيشة هادئة رغدة، ونشأ نشأة مترفة، تحوط بها النعمة، وتلازمها الراحة والترف، فلا ضيق في رزق ولا حاجة إلى مال، وحوله الجواري الحسان ورغم هذه المغريات عاش ابن حزم عفيفًا لم يقرب معصية.. يقول في ذلك: (يعلم الله وكفي به عليمًا، أني بريء الساحة، سليم الإدام (أي: آكل حلالاً) صحيح البشرة، نقي الحجزة، وأني أقسم بالله أجل الأقسام، أني ما حللت مئزري على فرج حرام قط، ولا يحاسبني ربي بكبيرة الزنى منذ عقلت إلى يومي هذا). وتغيرت الأحوال؛ فقد مات الخليفة، وجاء خليفة آخر، فانتقل ابن حزم مع والده إلى غرب قرطبة بعيدًا عن الفتنة، ومن يومها والمحن تلاحق ابن حزم، فالحياة لا تستقرُّ على حال، فقد كشرت له عن أنيابها، وأذاقته من مرارة كأسها، بعدما كانت له نعم الصديق، واضطر(ابن حزم)إلى الخروج من قرطبة إلى (الـمَرِيَّة) سنة 404هـ وبعدها عاش في ترحال مستمر بسبب السياسة واضطهاد الحكام له، وكان ابن حزم واسع الاطلاع، يقرأ الكثير من الكتب في كافة المجالات، ساعده على ذلك ازدهار مكتبات قرطبة بالكتب المتنوعة، واهتمام أهل الأندلس بالعلوم والآداب، واشتهر ابن حزم بعلمه الغزير، وثقافته الواسعة، فكان بحق موسوعة علمية أحاطت بالكثير من المعارف التي كانت في عصره في تمكن وإحاطة. قال عنه أحد العلماء (أبو عبد الله الحميدي): كان ابن حزم حافظًا للحديث وفقهه، مستنبطًا للأحكام من الكتاب والسنة، متفنِّنًا في علوم جمَّة عاملاً بعلمه، ما رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء، وسرعة الحفظ، وكرم النفس والتدين.. وبعد أن بلغ ابن حزم رتبة الاجتهاد في الأحكام الشرعية، طالب بضرورة الأخذ بظاهر النصوص في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وكان ابن حزم متنوع الكتابات، كتب في علوم القرآن والحديث، والفقه والأديان، والرد على اليهود والنصارى، والمنطق.. وغيرها من العلوم، قال عنه أحد المؤرخين: كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان (أي علوم اللغة) وزيادة حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار.. وقد بلغ ما كتبه ابن حزم أربعمائة مجلد، تشتمل على ثمانين ألف ورقة تقريبًا، كما قال ابنه الفضل.. يقول عنه الإمام (أبو حامد الغزالي): وجدت في أسماء الله تعالى كتابًا ألفه (ابن حزم الأندلسي) يدل على عظيم حفظه وسيلان ذهنه. شغل ابن حزم منصب الوزارة ثلاث مرات، وكان وفيًّا للبيت الأموي الحاكم في الأندلس، ومواليًا لهم، يعمل على إعادة الخلافة للدولة الأموية، ويرى أحقيتها في الخلافة، وبسبب ذلك كان يعرِّض نفسه للأسر أو السجن أو النفي، وقد دبر له خصومه المكائد، وأوقعوا بينه وبين السلطان حسدًا وحقدًا عليه، حتى أحرقت كتبه في عهد (المعتضد بن عباد) فقال ابن حزم في ذلك: فإن تحرقوا القِرْطاس لا تَحْرِقُوا الذي تضمَّنه القرطاسُ بَلْ هُوَ فِي صَدْرِي يَسِيُر مَعِـــي حَيْثُ اسْتَقَلتْ رَكَائبــي وَيَنْزِلُ إِنْ أنزل وُيدْفن في قبــــري وقد منح الله ابن حزم ذاكرة قوية وبديهة حاضرة، فكان متواضعًا لله، شاكرًا له، يقول في ذلك: (وإن أعجبت بعلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه، وأنه موهبة من الله مجردة، وَهَبَكَ إياها ربُّك تعالى، فلا تقابلها بما يسخطه، فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها، تولد عليك نسيان ما علمتَ وحفظتَ). وكان عزيز النفس، واثق الكلمة أمام خصومه وأعدائه، لا ينافق الحكام، ويرفض قبول هداياهم حتى لو سبب له ذلك الكثير من المتاعب، وكانت صفة الوفاء ملازمة له، فكان وفيًّا لدينه وإخوانه وشيوخه، ولكل من اتصل به. وتفرغ ابن حزم للتأليف؛ فأخرج كتبًا كثيرة، مثل: (المحلَّى) في الفقه و(الفصل بين أهل الآراء والنحل) و(الإحكام في أصول الأحكام) و(جمهرة أنْسَاب العرب) و(جوامع السير) و(الرد على من قال بالتقليد) و(شرح أحاديث الموطأ) كما يعد كتاب (طوق الحمامة) من أشهر كتبه، وفيه الكثير من الشعر الذي قاله في مختلف المناسبات. وعاش هذا الفقيه في محراب العلم، يتصدى للظلم والجهل، ويجاهد مع ذلك هوى نفسه، وبعد حياة حافلة بالكفاح والعلم والصبر على الإيذاء، لقي ابن حزم ربه في الثامن والعشرين من شعبان سنة 564 هـ عن عمر يقارب إحدى وسبعين سنة، ويقف (أبو يوسف يعقوب المنصور) ثالث خلفاء دولة الموحدين أمام قبره خاشعًا ولم يتمالك نفسه، فيقول: كل الناس عيال على ابن حزم | |
|
| |
| السيرة الذاتية لعلماء الاسلام موضوع متجدد | |
|