الاستهزاء والمزاح بالعواصف والرياح

مشرف عدد المساهمات : 506 تاريخ التسجيل : 24/09/2011

الاستهزاء والمزاح بالعواصف والرياح
الاستهزاء والمزاح بالعواصف والرياح

الحمد لله الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته القائل مذكرا بنعمته (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ () أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ() لَوْ نَشَاءُجَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)
والصلاة والسلام القائل ( أخاف على أمتي ثلاثاً : استسقاء بالنجوم ، وحيف السلطان ، وتكذيباً بالقدر( رواه أحمد وصححه الألباني
لانها نعمة لايعطيها الا مالكها لايمنحها الا خازنها ان منعت في السماء لايستطيع احد انزالها وان غارت في الارض لايستطيع احد اخراجها ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ»
ولانها نعمة لاتساويها نعمة لايساويها ملك الدنيا كله : دخل ابن السماك على الرشيد يوماً فبينما هو عنده إذ استسقى ماء، فأتى بقلة من ماء- فقال لابن السماك عظني- فلما أهوى بالماء إلى فيه ليشربه قال له ابن السماك: على رسلك يا أمير المؤمنين أسألك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو منعت هذه الشربة فبكم كنت تشتريها؟ قال: بنصف ملكي، قال: اشرب، هنأك الله، فلما شربها، قال له: أسالك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو منعت خروجها من بدنك فبماذا كنت تشتريها، قال: بجميع ملكي، قال ابن السماك: إن ملكاً قيمته شربة ماء وبولة لجدير ألا ينافس فيه! فبكى هارون.
وأن الواجب على المسلم أن لا يضيف نعم الله إلى غيره ، بل يضيفها إلى واهبها ومسديها .
وتصحيحا لمفاهيم بل لعقائد وتنبيها لمن استهان بكلمة او بنكتة مستهزاءا بقصد أو بدون قصد بنعمة الله فقديما مطرنا بالانواء والآن المنخفضات فمرة الكسا ومرة هدى فكلنا ننتظر قدوم المنخفظات دون ارجاع الاسباب الى مسببها دون الاعتراف بالنعمة لمنعمها فهاهو رسول الله صل الله عليه وسلم ينبه ويقول :
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : صلَّى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إِثْر سماء كانت من الليلة ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال ( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأمَّا من قال : مُطِرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب ، وأما من قال : مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب ) رواه البخاري ومسلم .
أُطْلِق في الحديث لفظ الكفر على من نسب المطر إلى النجوم والأنواء ، وذلك في قوله : ( وأما من قال : مُطرْنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) ، والحكم بذلك يختلف بحسب قصد القائل واعتقاده ، فإن كان يعتقد أن النجوم هي الفاعلة والمنزلة للمطر من دون الله عز وجل ، أو دعاها من دون الله طلباً للسقيا ، فهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملَّة ، والأول شرك في الربوبية والثاني شرك في العبادة والألوهية .
وإن كان يعتقد ويقر بأن الذي خلق المطر وأنزله هو الله عز وجل ، ولكنه جعل هذه الأنواء سبباً في نزوله ، فهذا من باب الكفر الأصغر الذي لا يخرج من الملَّة ، ومن كفر النعمة وعدم شكرها . " .
ومن والواجب عدم الاستهزاء والمزاح بالرياح والعواصف لأنه خلاف الأدب النبوي.
على العبد مقابلتها بالخوف من مكر الله مستذكراً سنة الله في السابقين،
عَصَفَتِ الرِّيحُ، فقَالَ صل الله عليه وسلم:" اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ "، قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:" لَعَلَّهُ، يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}". متفقٌ عليه، واللفظ لمسلم.كما قال الله:{ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ
وفِي عَصْرِنَا الحَّاضِر يُعَلَّقُ المَطَرُ بِالضَّغْطِ الجَوِّي والمُنْخَفَض الجَوِّي، وهذا وإنْ كَانَ قَدْ يَكونُ سَبَبًا حَقِيْقِيًا، ولكِنْ لا يُفْتَحُ هذا البَابُ للنَّاسِ، بَلْ الوَّاجِبُ أنْ يُقَال: هذَا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، هَذا مِنْ فَضْلِه ونِعَمِه، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ((فَتَعْلِيْقُ المَطَرِ بالمُنْخَفَضَاتِ الجَوِّيَة مِنَ الأُمُور الجَاهِلِيَّة التِي تَصْرِفُ الإنْسَانَ عَنْ تَعَلُّقِه بِرَبِّهِ.
فَذَهَبَتِ أَنْوَاءُ الجَاهِلِيَّة، وجَاءَتِ المُنْخَفَضَاتُ الجَوِّية، ومَا أَشْبَهَ ذَلكَ مِنْ الأَقْوَالِ التِي تَصْرِفُ الإنْسَانَ عَنْ رَبِّه سبحانه وتعالى.
نعم، المُنْخَفَضَاتُ الجَوِّية قَدْ تَكُونُ سَبَبًا لنُزُولِ المَطَر، لكنْ لَيْسَت هِي المُؤَثِّرُ بِنَفْسِهَا، فَتَنَبَّه.
... وهَذَا الذي نَفَاهُ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم هو تَأْثِيْرُهَا؛ ولَيْسَ المَقْصُودُ بالنَّفِي نَفْيُ الوُجُود،.
وفي مثل هذه الظروف حيث البرد الشديد وحمدا لله على نعمة الدفأ والمأوى نذكر اخوانا لنا شردهم المجرمون وأخرجوهم من ديارهم واموالهم ظلما فلانملك لهم الا الدعاء
اللهم ان البرد خلق من خلقك وجندي من جندك يأتمر بأمرك
اللهم اصرف ما ضر منه عن أهلنا في مخيمات اللجوء وبيوت العوز والفقر والحاجة
اللهم وأنزل عليهم دفئك وأنعم عليهم بعافيتك يا أرحم الراحمين
اللهم الطف بمن لا مأوي ولا مدفاء ولا غطاء له واشمله بمثل ما آتيتنا من نعمتك وعفوك وعافيتك
لاتبخل علينا بالضغط على #زر_الاعجاب ليصل إلى غيرك

مشرف عدد المساهمات : 506 تاريخ التسجيل : 24/09/2011

» حكم الاستهزاء بالدين وأهله
» هل يجوز الاستهزاء والسُّخرية بحكام العرَب المخلوعين ؟
» حكم الجمع بين الظهر والعصر او المغرب والعشاء في الضباب او عند الغيوم والرياح
» مرئية | آية الريح والرياح | خطبة الجمعة 24-12-1433 الشيخ سعود الشريم
» من آيات الله ومخلوقاته الليل والنهار والشمس والقمر والرياح والبرق والرعد والأمطار