تفسير سورة الكهف للناشئين
( الآيات 76 - 110 )
🟢معاني مفردات الآيات الكريمة من (75) إلى (83) من سورة «الكهف»:
﴿ بعدها ﴾: بعد هذه المرة.
﴿ استطعما أهلها ﴾: طلبا منهم الطعام بضيافة.
﴿ فأبوا ﴾: فامتنعوا.
﴿ ينقض ﴾: ينهدم ويسقط بسرعة.
﴿ بتأويل ﴾: بعاقبة ومصير، أو بتفسير.
﴿ وراءهم ﴾: أمامهم وبين أيديهم.
﴿ غصبا ﴾: استلابا بغير حق.
﴿ يرهقهما ﴾: يكلفهما أو يدفعهما حبه على متابعته على الكفر، وفي ذلك هلاكهما.
﴿ زكاة ﴾: طهارة من السوء، أو دينًا وصلاحًا.
﴿ أقرب رحما ﴾: رحمة وعطفًا عليهما، وبرًّا بهما.
﴿ يبلغا أشدهما ﴾: قوتهما وشدتهما وكمال عقلهما.
﴿ ذي القرنين ﴾: ملك صالح عادل أُعْطِيَ العلم والحكمة.
🟢مضمون الآيات الكريمة من (75) إلى (83) من سورة «الكهف»:
1 - تواصل الآيات الحوار الذي دار بين موسى عليه السلام والخضر وقد التقى به موسى بأمر ربه؛ ليتعلَّم منه، واستجاب لشروطه، واشترط موسى على نفسه إذا هو اعترض على شيء، أو تعجَّل بالسؤال عن شيء أن يفارقه ولا يتركه يتبعه. فلما ذهبا إلى قريةٍ طلبًا من أهلها أن يطعموهما ضيافة؛ فرفضوا، فوجدا فيها جدارًا يميل للسقوط سريعًا، فردَّه «الخضر» إلى حالة الاستقامة وقواه، فقال له «موسى»: كان ينبغي ألا تعمل لهم مجانًا، بل تأخذ أجرًا، فقال له «الخضر»: لا تصاحبني بعد ذلك، وسأخبرك بتفسير، أو عاقبة ومصير ما لم تستطع عليه صبرا.
2 - وأخذ «الخضر» يبيِّن له السرّ في خرق السفينة، وفي قتل الغلام، وفي بناء الجدار.
3 - ثم يذكر الله عز وجل لنبيِّه صلى الله عليه وسلم أن قومه يسألونه عن خبر ذي القرنين، ويأمره بأن يقول لهم: سأقصُّ عليكم بعض أخباره.
🟢دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (75) إلى (83) من سورة «الكهف»:
1 - ضرورة الوفاء بالعهد، والالتزام بالشرط، والصبر في طلب العلم، وتأدب المتعلِّم مع معلمه.
2 - يجوز أن يتعلَّم الإنسان ممن يكون أقل شأنًا منه؛ فقد كان موسى عليه السلام رسولاً نبيًّا، وكان «الخضر» رجلاً صالحًا.
3 - يجب على المعلِّم أن يكشف لتلاميذه عمَّا يكون غامضًا عليهم وأن يُفهمهم برفق.
🟢معاني مفردات الآيات الكريمة من (84) إلى (97) من سورة «الكهف»:
﴿ سببا ﴾: علمًا وطريقًا يوصله إلى مراده.
﴿ فأتبع سببا ﴾: سلك طريقًا يوصله إلى المغرب.
﴿ تغرب في عين ﴾: بحسب رأي العين (وليست كذلك في الحقيقة).
﴿ حمئة ﴾: ذات حمأة (وهي الطين الأسود).
﴿ حسنا ﴾: هو الدعوة إلى الحق والهدى.
﴿ عذابًا نكرًا ﴾: عذابًا فظيعًا منكرًا.
﴿ الحسنى ﴾: الجنة.
﴿ سترا ﴾: ساترًا من اللباس والبناء والسقف.
﴿ خبرا ﴾: علمًا شاملاً.
﴿ السَّدِّين ﴾: هما جبلان بمنقطع بلاد الترك.
﴿ من دونهما ﴾: أمامهما.
﴿ يفقهون ﴾: يفهمون.
﴿ يأجوج ومأجوج ﴾: قبيلتان من ذرية «يافث بن نوح».
﴿ خرجا ﴾: قدرًا من المال تستعين به في البناء.
﴿ سدًّا ﴾: حاجزًا؛ فلا يصلون إلينا.
﴿ ردما ﴾: حاجزًا حصينًا متينًا.
﴿ زبر الحديد ﴾: قطع الحديد العظيمة الضخمة.
﴿ الصدفين ﴾: جانبي الجبلين.
﴿ قطرا ﴾: نحاسًا مذابًا.
﴿ يظهروه ﴾: يعلون على ظهره لارتفاعه.
﴿ نقبا ﴾: خرقا وثقبا لصلابته وسمكه العريض.
🟢مضمون الآيات الكريمة من (84) إلى (97) من سورة «الكهف»:
1 - تبيِّن الآيات أن «ذا القرنين» قد أعطاه الله ملكًا عظيمًا؛ فأخذ طريقًا حتى وصل إلى أقصى المغرب؛ فوجد الشمس في منظرها عند الغروب في البحر المحيط كأنها تغرب فيه، وقد وجد عندها قومًا؛ فظهر عدله وإيمانه بأن عاقب من استمر على كفره وشركه، وأحسن معاملة من تابعه في عبادة الله وحده.
2 - ثم سلك طريقًا فسار من مغرب الشمس إلى مطلعها، وكلما مرَّ بأمة غلبهم ودعاهم إلى الإيمان بالله، فإن أطاعوه أحسن إليهم، وإن عصوه استباح أموالهم وأمتعتهم، حتى انتهى إلى مطلع الشمس من الأرض، فوجدها تطلع على أمة ليس لهم بناء يحميهم، ولا أشجار تظلهم، ولا ملابس تسترهم من الشمس؛ ففعل معهم كما فعل مع الأمم السابقة.
3 - ثم اتخذ طريقًا من مشارق الأرض؛ حتى إذا وصل بين جبلين بينهما فتحة كبيرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك، فيفسدون ويهلكون ما يجدونه، وقد وجد عندهما قومًا لا يكادون يفهمون الكلام إلا ببطء شديد، وقد أعطاه الله من العلم والموهبة ما يستطيع به أن يتفاهم مع جميع الأمم التي التقى بها، فطلبوا منه أن يحميهم من إفساد وغدر قبيلتي يأجوج ومأجوج، وسيقدمون إليه ما يحتاج إليه من مال فاستغنى عن أموالهم بما أعطاه الله، وطلب منهم أن يعينوه حتى يجعل بينهم وبين أعدائهم حاجزظًا منيعًا متينًا.
🟢دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (84) إلى (97) من سورة «الكهف»:
1 - العلم من أهم وسائل التقدُّم والرخاء، وضرورة مساعدة الضعفاء، والأخذ على يد المفسدين والظالمين.
2 - الاستغناء بما عند الله عمَّا في أيدي الناس، والرضا بما أنعم الله به علينا.
3 - يجب على الشعوب أن تعاون حكامها على تحقيق الأمن والعدل، والمساواة، وتقدم البلاد ورقيَّها.
🟢معاني مفردات الآيات الكريمة من (98) إلى (110) من سورة «الكهف»:
﴿ جعله دكاء ﴾: جعله مدكوكًا، مسوَّى بالأرض.
﴿ يموج ﴾: يختلط ويضطرب.
﴿ نفخ في الصور ﴾: نفخ في البوق نفخة البعث.
﴿ عرضنا ﴾: قربنا.
﴿ غطاء ﴾: غشاء غليظ، وستر كثيف.
﴿ عن ذكري ﴾: عن القرآن، فهم عمي لا يهتدون به.
﴿ نزلاً ﴾: منزلاً.
﴿ ضلَّ سعيهم ﴾: بطل عملهم.
﴿ وزنا ﴾: مقدارًا، واعتبارًا؛ نظرًا لحبوط أعمالهم وبطلانها.
﴿ هزوا ﴾: مهزوءًا بهم.
﴿ نزلا ﴾: منزلاً، أو شيئًا يتمتعون به.
﴿ حولا ﴾: تحولاً وانتقالاً.
﴿ مدادًا ﴾: هو المادة التي يكتب بها.
﴿ لكلمات ربِّي ﴾: معلوماته وحكمته عز وجل.
﴿ لنفد البحر ﴾: فَنِيَ وفَرَغ.
﴿ مدادًا ﴾: عونًا وزيادة.
🟢مضمون الآيات الكريمة من (98) إلى (110) من سورة «الكهف»:
1 - بعد أن بنى «ذو القرنين» السدَّ بين الجبلين قال: هذا رحمة بالناس من ربي جعله بينهم وبين يأجوج ومأجوج، حائلاً يمنعهم من العبث والفساد. فإذا اقترب الوعد الحق، ساواه بالأرض.
2 - ويوم يدك هذا السد يخرج هؤلاء، فيختلطون بالناس، ويفسدون عليهم أموالهم، ويتلفون أشياءهم، وهذا كله قبل يوم القيامة، وبعد الدجال.
3 - ثم تتحدث عن يوم القيامة، وما يفعله الله عز وجل بالكفار الذين عموا عن الاهتداء بالقرآن.
4 - ثم تخبر عن الأخسرين أعمالاً، وأنهم الذين ضلَّ سعيهم وبطل عملهم في الدنيا.
5 - ثم تخبر الآيات عن عباد الله السعداء، وهم الذين آمنوا بالله ورسوله، وعملوا الأعمال الصالحة.
6 - ثم تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول: لو كان ماء البحر مدادًا للقلم الذي يكتب به كلمات الله وحكمه وآياته الدَّالة عليه، لنفد البحر قبل أن يفرغ من كتابة ذلك، ولو جئنا بمثل البحر آخر ثم آخر تمده ويكتب بها، لما نفدت كلمات الله، وأنه صلى الله عليه وسلم بشرٌ مثلهم لا يعلم الغيب، وأن الله إله واحد لا شريك له، فمن كان يرجو ثوابه وجزاءه، فليعمل عملاً صالحًا موافقًا لشرع الله، ولا يرائي بعمله، بل يجعله خالصًا لله سبحانه وتعالى.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (98) إلى (110) من سورة «الكهف»:
1 - لا قيمة للإيمان بدون أعمال صالحة تكون ثمرة له ودليلاً عليه.
2 - لا يتقبَّل الله الأعمال الصالحة إذا كانت عن غير إيمان، أو غير موافقة لشرع الله، أو كان فيها رياء.
3 - الرسول صلى الله عليه وسلم بشر لا يعلم الغيب، ولكنه رسولٌ من عند الله يوحى إليه.
المصدر:
الالوكة