تفسير سورة الكهف للناشئين
( الآيات 46 - 74 )
معاني مفردات الآيات الكريمة من (46) إلى (53) من سورة «الكهف»:
﴿ الباقيات الصالحات ﴾: قيل: إنها لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم، وأنها أيضًا: الصلوات الخمس، وجميع الأعمال الصالحة من صيام، واستغفار، وصلاة، وحج وصدقة وعتق وجهاد، وصلة أرحام، والكلام الطيب، وغير ذلك.
﴿ بارزة ﴾: ظاهرة لا يسترها شيء.
﴿ موعدًا ﴾: وقتًا لإنجاز الوعد بالبعث والجزاء.
﴿ وضع الكتاب ﴾: وضعت صحف الأعمال في أيدي أصحابها.
﴿ مشفقين ﴾: خائفين.
﴿ يا ويلتنا ﴾: يا هلاكنا.
﴿ لا يغادر ﴾: لا يترك ولا يبقى.
﴿ أحصاها ﴾: عدَّها وأثبتها وضبطها.
﴿ اسجدوا لآدم ﴾: سجود تحيَّة وتعظيم لا سجود عبادة.
﴿ عضدًا ﴾: أعوانًا وأنصارًا.
﴿ موبقا ﴾: مهلكا يشتركون فيه وهو النار.
﴿ مواقعوها ﴾: واقعون فيها. أو داخلون فيها.
﴿ مصرفا ﴾: مكانًا ينصرفون إليه.
مضمون الآيات الكريمة من (46) إلى (53) من سورة «الكهف»:
1- تبيِّن الآيات أن المال والأولاد زينة هذه الحياة الدنيا، وأفضل منهم الأعمال الطيبة الباقية.
2- ثم تصوِّر يوم القيامة، وما يكون فيه، ثم بعد ذلك يجمع الله الناس الأولين والآخرين لموقف الحساب ويعرضون على رب العالمين، ويقال للكفار - على وجه التوبيخ والتأنيب: لقد جئتمونا حفاة عراة لا شيء معكم من المال والولد، كهيئتكم حين خلقكم الله أول مرة، وقد زعمتم أنه لا بعث ولا جزاء، ولا حساب ولا عقاب. وفي هذا اليوم توضع صحائف أعمال البشر، وتُعرض عليهم، فيخاف المجرمون مما في صحفهم من إثمٍ وذنوب، ويقولون: يا حسرتنا ويا هلاكنا على ما قصَّرنا في حياتنا الدنيا.
3- ثم تذكر أمر الله - سبحانه وتعالى - للملائكة بالسجود لآدم، وإطاعتهم الأمر إلا إبليس كان من الجن فخرج عن أمر ربه، ثم تحذر من اتخاذه هو وذريته أولياء من دون الله، وهم في الحقيقة أعداء.
4- ثم تبيِّن ضلال المشركين وتفاهة عقولهم بعبادتهم من لم يخلقوا شيئًا وهم مخلوقون.
🟢دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (46) إلى (53) من سورة «الكهف»:
1- الإقبال على الله، والتفرغ لعبادته، خير من الاشتغال بالمال وبالأولاد والشفقة الزائدة عليهم.
2- كل شيء نعمله في الدنيا من صغير أو كبير يكتب ويسجل علينا، وسوف نطلع عليه يوم القيامة.
🟢معاني مفردات الآيات الكريمة من (54) إلى (61) من سورة «الكهف»:
﴿ صرفنا ﴾: كررنا بأساليب مختلفة.
﴿ كل مثل ﴾: كل معنى غريب بديع كالمثل في غرابته.
﴿ سنَّة الأولين ﴾: عذاب الاستئصال إذا لم يؤمنوا.
﴿ قبلا ﴾: أنواعًا وألوانًا، أو مقابلة ومواجهة.
﴿ ليدحضوا ﴾: ليبطلوا ويزيلوا.
﴿ هزوًا ﴾: استهزاءً وسخرية.
﴿ أكنَّة ﴾: أغطية كثيرة مانعة.
﴿ وقرًا ﴾: صممًا وثقلاً عظيمًا في السمع.
﴿ موئلا ﴾: ملجأً ومخلصًّا ومنجى.
﴿ لمهلكهم ﴾: لهلاكهم.
﴿ لفتاه ﴾: يوشع بن نون. ﴿ مجمع البحرين ﴾: ملتقاهما.
﴿ أمضى حقبًا ﴾: أسير زمنًا طويلاً.
﴿ سربًا ﴾: مسلكًا ومنفذًا.
🟢مضمون الآيات الكريمة من (54) إلى (61) من سورة «الكهف»:
1- تبيِّن الآيات أن الله - سبحانه وتعالى - كرَّر الأمثال للناس في القرآن ليتعظوا، وكان الإنسان الكافر أكثر خصومة في الباطل.
2- ثم تبيِّن أن الكفار لم يمنعهم أن يؤمنوا، حين جاءهم القرآن، إلا أن يأتيهم الإهلاك المقدَّر عليهم، أو يأتيهم العذاب مقابلة وعيانًا وهو القتل يوم «بدر».
3- ثم تبيِّن أن الله - سبحانه وتعالى - لم يرسل المرسلين إلا مبشرين للمؤمنين ومخوفين للكافرين، وأنه ليس هناك أظلم ممن ذكر بآيات الله فانصرف عنها.
4- ثم تبيِّن أن من رحمة الله - سبحانه وتعالى - عدم تعجيل عذابهم في الدنيا، وتأخير ذلك إلى يوم القيامة.
5- ثم تبيِّن أن الله - سبحانه وتعالى - أهلك من قبلهم أهل القرى الظالمين، وجعل لإهلاكهم موعدًا.
6- ثم تذكر قصة موسى - عليه السلام - حين قال لفتاه «يوشع بن نون» - وكان يتبعه ويخدمه، ويأخذ عنه العلم: لا أزال أسير حتى أصل ملتقى بحر الروم وبحر فارس، مما يلي المشرق، أو أسير زمنًا طويلاً في بلوغه إن بَعُد، فلما وصلا ملتقى البحرين نسي «يوشع» حمله عند الرحيل، ونسي موسى تذكيره، فاتخذ الحوت طريقه في البحر مثل السرب (أي الشق الطويل الذي لا نفاذ له).
🟢دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (54) إلى (61) من سورة «الكهف»:
1- من سمات الإنسان كثرة المجادلة والمعارضة للحق بالباطل، إلا من هدى الله من عباده.
2- أظلم الظالمين من ذُكِّر بآيات الله، فأعرض عنها، ولم يلق إليها بالاً.
3- الله - سبحانه وتعالى - يحلم على عباده، ويسترهم، ويغفر لهم، وربما يهدي بعضهم من الفساد إلى الصلاح.
🟢معاني مفردات الآيات الكريمة من (62) إلى (74) من سورة «الكهف»:
﴿ نصبًا ﴾: تعبًا شديدًا.
﴿ أرأيت ﴾: أخبرني - أو تنبَّه وتذكر.
﴿ أوينا ﴾: التجأنا.
﴿ عجبا ﴾: سبيلاً أو اتخاذًا يتعجب منه.
﴿ ما كنا نبغ ﴾: الذي كنَّا نطلبه ونلتمسه.
﴿ فارتدا على آثارهما ﴾: فرجعا على طريقهما الذي جاءا منه.
﴿ قصصا ﴾: يتبعان آثارهما اتباعًا.
﴿ عبدا ﴾: الخضر - عليه السلام -.
﴿ رشدا ﴾: صوابًا أو إصابة خير.
﴿ خبرا ﴾: علمًا ومعرفة.
﴿ شيئًا إمرا ﴾: أمرًا عظيمًا منكرًا أو عجبا.
﴿ لا ترهقني ﴾: لا تحملني.
﴿ عسرا ﴾: صعوبة ومشقة.
﴿ شيئًا نكرًا ﴾: منكرًا فظيعًا جدًّا.
🟢مضمون الآيات الكريمة من (62) إلى (74) من سورة «الكهف»:
تواصل الآيات قصة موسى والخضر - عليهما السلام - فتبيِّن أن موسى ويوشع لما قطعا ذلك المكان (وهو مجمع البحرين) الذي جعل موعدًا لملاقاة موسى مع الخضر، قال موسى لفتاه: أعطنا طعام الغداء، لقد لقينا في هذا السفر العناء والتعب، فقال له الفتى: أرأيت حين التجأنا إلى الصخرة التي نمت عندها، ماذا حدث من الأمر العجيب؟! لقد خرج الحوت من المكتل ودخل البحر، وأصبح عليه مثل الكوة (النافذة) وقد نسيت أن أذكر لك ذلك حين استيقظت، وقد أنساني الشيطان أن أخبرك عن قصته الغريبة، واتخذ الحوت طريقه في البحر، وكان أمره عجبا؛ (لأنه كان حوتًا مشويًّا فدبَّت فيه الحياة ودخل البحر، وجمد الماء حوله، وكان ذلك آية من آيات الله الباهرة لموسى) قال موسى: هذا الذي كنا نطلبه؛ لأنه علامة على غرضنا، وهو: لُقْيَا الرجل الصالح، فرجعا في طريقهما الذي جاءا منه يتتبعان أثرهما الأول؛ لئلا يخرجا عن الطريق، فوجدا الخضر - عليه السلام - عند الصخرة التي فقدا عندها الحوت، وقد وهبه الله فضلاً كبيرًا، وكرامات أظهرها الله لموسى - عليه السلام - على يديه، وعلمه علمًا خاصًّا لا يُعلم إلا بتوفيق الله، وهو من علم الغيوب.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (62) إلى (74) من سورة «الكهف»:
1- لا مانع من أن يذهب العالم إلى من هو أعلم منه؛ ليزداد منه علمًا ومعرفة.
2- العلم الربَّاني هو ثمرة الإخلاص والتقوى، ويسمى «العلم اللَّدُنِّي» يورثه الله لمن أخلص العبودية له.
3- طاعة المتعلِّم لمعلمه، وعدم الإلحاح في سؤاله، وانتظار ما يجود به من علم ومعرفة.
المصدر:
الالوكة